المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ جاد الحق..من للأزهر من بعده؟


ابو عمر المصرى
12-18-2010, 08:52 PM
ان للأزهر لمكانة غالية في القلوب
تنبع هذه المكانة من أنه كان لسنوات طويلة محضن ومولد لرجال قل الزما أن يجود بمثلهم

لا شك أننا بحاجة لعودة ذلك الدور الهام الذي كان يقوم به الأزهر في الوقوف أمام المؤامرات الخبيثة ضد الاسلام

وان شاء الله سيقيض الله رجال يردوا للأزهر مكانته ويصيروا درعا قويا لصد المؤامرات الهادفه لهدمه والنيل من الاسلام
وليس ذلك على الله بعزيز
فكم أخرج لنا من علماء أجلاء ودروع قوية ورجال نفخر بهم



الشيخ الجليل
جاد الحق على جاد الحق



http://ar.islamstory.net/images/stories/articles/147/17868_image002.jpg

الرجال مواقف!.. هذه المقولة تؤكدها سيرة الإمام جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله تعالى، فقد عاش حياة حافلة بالمواقف الصلبة التي عرضته لكثير من الأزمات لكنه لم يلن ولم يهادن، وتبدى ذلك في أخريات حياته وما أبداه من رفض قاطع لبنود مؤتمر السكان الذي انعقد في القاهرة 1994م.

الشيخ جاد الحق .. المولد والنشأة

في الثالث عشر من جمادي الآخرة من عام 1335 للهـجرة النبوية الموافق الخامس من أبريل من عام 1917 ميلادية ولد الشيخ جاد الحق على جاد الحق في قرية بطرة بمحافظة الدقهليه بمصر، وحفظ القرآن الكريم كاملا وهو ما يزال غضا، كما أتقن القراءة والكتابة قبل أن يلتحق بالمدرسة الابتدائية بالمعهد الأزهري بطنطا حيث أتم المرحلة الابتدائية به، ثم أتم تعليمه الثانوي بالمعهد الأزهري بالدراسة في القاهرة، ثم حصل على العالمية في كلية الشريعة عام 1944م ثم تحصل على إجازة القضاء عام 1946م

الشيخ جاد الحق .. قاضيا شرعيا

لقد أعطاه عمله في المحاكم الشرعية مرنة ودربة وقدرة على المقارنة والاستنباط الصحيح للأحكام الشرعية مما أهله في عام 1953م للعمل كأمين للفتوى بدار الإفتاء المصرية، ثم قاضيًا شرعيًا فمستشارًا بمحاكم الاستئناف حتى عام 1976م بعد إلغاء المحاكم الشرعية .

الشيخ جاد الحق وتجديد دماء دار الإفتاء المصرية

وفي عام 1978م حينما صار الشيخ جاد الحق على جاد الحق -رحمه الله- مفتيًا للديار المصرية، صنع نهضة كبيرة فيها وسعى للحفاظ على تراثها الفقهي من خلال اختياراته الصائبة والرصينة للفتاوى الصادرة عن الدار والمتناثرة في سجلاتها والتي تمتاز بمرجعيتها الفقهية والشرعية الصحيحة وقد جمعها وعمل على نشرها في عشرين مجلدًا ضخمًا ضم بين دفتي كل منها مئات الفتاوى المنتقاة لتعم بها الاستفادة والنفع لما تحويه من قضايا جادة كانت وما تزال تهم الأمة الإسلامية.

الشيخ جاد الحق ودوره في نهضة الأزهر الشريف

لم يكد الشيخ جاد الحق على جاد الحق يحتل مكانه كوزير للأوقاف في أوائل يناير 1982م حتى عين شيخًا للأزهر وهنا عاش الأزهر عصرًا جديدًا من عصور ازدهاره سواء فيما يختص بدوره كمؤسسة دينية وعلمية راسخة علاوة على كونه الجهة الرسمية المسئولة عن الفكر الإسلامي والتعليم الديني الأزهري في مصر.

فقد كان الأزهر ملجأ للمصريين للحصول على حقوقهم عبر حقب كثيرة من التاريخ المصري القديم والمعاصر على أيدي كثير من شيوخه العظام.

ولم يكن الشيخ الجليل جاد الحق -يرحمه الله- بأقل من أولئك الشيوخ العظام فقد ساعده على القيام بمهامه في تحمل التبعات الثقيلة التي ألقيت على عاتقه، فطنته ورؤاه المدروسة ونظرته العميقة للأمور على إعلاء دور الأزهر الشريف ليصبح منارة الهدى والحق في عصرنا الحديث كما كان من قبل فعمل على تطويره كمؤسسة راسخة لتقوم بدورها في إنماء الشأن الإسلامي بمصر، ولأنه يرحمه الله قد ذاع صيته كرجل علم ودين وخلق كريم فقد توافد الأثرياء وتسارعوا للتبرع للأزهر بأموالهم ليتصرف فيها كيفما شاء فكان يرحمه الله يوجه الجزء الأكبر منها، فأنشأ الكثير من المدارس والمعاهد بل والجامعات الأزهرية في جميع أرجاء مصر، وقد ساعده فكره المستنير على الخروج بالأزهر والطفو على الكثير من أزماته ومحاولة فك القيود التي كانت تكبله وتغيير السياسات العقيمة التي كانت تسيطر عليه، والسعي لتطوير أدائه بعيدا عن بيروقراطية السلطة، كما أنشأ 25 فرعًا بالمحافظات للجنة الفتوى الرئيسية الموجودة بالجامع الأزهر وذلك لخدمة المواطنين الذين يلجأون إليها للاستفسار عن أمور دينهم، لذا فقد اختار أعضاء هذه اللجان من خيرة العلماء ممن لهم القدرة على الإفتاء.

من مواقف الشيخ جاد الحق رحمه الله

لشيخنا الجليل يرحمه الله مواقف كثيرة مشرفة لا يمكن للتاريخ نسيانها أو طمسها، وهذه المواقف ليست فيما يتعلق فقط بالقضايا المتعلقة بأمور الدين والتشريعات الإسلامية كتحريم فوائد البنوك لكونها ربا مطالبا بالعودة للاقتصاد الإسلامي، أو المتعلقة بالأمور الدنيوية كموقفه من الرافض من قرار الكونجرس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية للقدس الشريف مؤكدا أن القدس مدينة إسلامية.

الشيخ جاد الحق ومؤتمر السكان

كما لا ننسى خوضه معركة حامية الوطيس أظهرت موقفه الشديد والمشرف من مؤتمر السكان الدولي المنعقد في القاهرة في شهر سبتمبر عام 1994م وقد أعلن حينها حربًا شعواء على ما جاء من بنود المؤتمر والتي تناهض مبادئ الدين الإسلامي والتي تعد اعتداءً سافرًا على كرامة الإنسان الذي خلقه الله وفضله على العالمين حيث وجد شيخنا الراحل أن بنود المؤتمر الفاسدة تعمد إلى إباحة العلاقات الجنسية الشاذة بين الرجل والرجل، وبين المرأة والمرأة، كذلك إباحة حمل العذارى الصغيرات والحفاظ على حملهن، وإباحة إجهاض الزوجات الشرعيات الحرائر، وقد استنكر الشيخ أن تناقش هذه البنود في بلد إسلامي كبير مثل مصر بدعوى الحرية ومثيلاتها من الكلمات الممجوجة.

وقد أصدر الشيخ في ذلك عدة بيانات شاملة عن مجمع البحوث الإسلامية، وفيه يتصدى لهذه البنود الفاسدة بطريقة عقلية مؤسسة على فكر منظم راسخ بدراسة عميقة لكل ما ورد بالوثيقة باللغتين العربية والإنجليزية، كان لها الأثر الأكبر في إجهاض تلك المؤامرة التي كانت تحاك للقضاء على تعاليم الإسلام، وحينما اتصل بالرئيس حينها موضحا له أن ما تحويه البنود من كفر صريح، أعلنها الرئيس صريحة أنه لن يوافق إلا على ما يوافق عليه شيخ الأزهر، وكان ذلك انتصارًا للإسلام على يد رجل لم يخش في الله لومة لائم.

الشيخ جاد الحق ومسابقة ملكة جمال النيل!

ومن الفتاوى غير المتوقعة التي تصدى الشيخ يرحمه الله لما نشر في جريدة الأهرام المصرية عن مسابقة اختيار ملكة جمال النيل من الفتيات في عمر المراهقة حيث يركبن مركبًا فرعونيًا يسير في النيل بمصاحبة دبلوماسيين من معظم الهيئات الدبلوماسية، ومن ستفوز باللقب ستلقى في النيل ومن ثم ستقوم بالتقاطها فرق الإنقاذ فأي إهانة للمرأة هذه؟ وقد كتب مقالاً نشر بنفس الجريدة يستهجن فيه أن يحدث هذا في بلد العروبة والإسلام بعنوان: أوقفوا هذا العبث فورًا باسم وفاء النيل مؤكدًا أن هذا الاحتفال عودة مقنعة تحت ستار الرق والنخاسة وهذا ما يرفضه الإسلام وتعاليمه.

الشيخ جاد الحق زهده وورعه

لم يكن الشيخ يرحمه الله من محبي سكنى القصور والشقق الفارهة بل كان راضيًا مطمئنًا وهو يعيش في شقته البسيطة في حي المنيل، وكان وهو شيخًا للأزهر بدرجة نائب رئس للوزراء يصعد إلى شقته بالطابق الخامس على قدميه المصابة، علاوة على تقدمه في العمر ومرضه، وحينما عرضوا عليه الانتقال إلى مكان أكثر سعة ومناسبة رفض الشيخ وظل في شقته المتواضعة وقد بلغ من زهده أنه لم يكن يحصل إلا على راتبه فقط، وكان يرفض أية حوافز، أو مكافآت، كما لم يكن يحصل رحمه الله على أية أموال تأتيه مقابل أبحاثه وكتبه القيمة فقد كان يجعلها في سبيل الله تعالى، حيث كان قانعًا براتبه لا غير كما كان يعيش هو وأولاده حياة الكفاف، ولو أراد يرحمه الله الدنيا لكانت بين يديه، حتى لقي الله عفيف النفس طاهر اليد.

الشيخ جاد الحق جوائز وأوسمة

ولمكانة الشيخ الجليل -يرحمه الله- في العالمين العربي والإسلامي وفضله تم منحه أسمى الجوائز وأرفع الأوسمة، فنال "وشاح النيل" في عام 1983م وهو أعلى وشاح تمنحه مصر لمكرميها بمناسبة العيد الألفي للأزهر الشريف، كما تم تكريمه في المغرب بمنحه وسام "الكفاءة الفكرية والعلوم" من الدرجة الممتازة، كذلك حصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام والمسلمين عام 1995م ولم يحتفظ بها لنفسه بل بنى بها مجمعًا إسلاميًا كبيرًا يضم مستشفى ومعهدًا دينيًا ومسجدًا في مسقط رأسه بقريته "بطرة" التي ولد ودفن في ثراها.

الشيخ جاد الحق من مؤلفاته وأعماله:

- الفقه الإسلامي مرونته وتطوره.
- بحوث فتاوى إسلامية في قضايا معاصرة.
- رسالة في الاجتهاد وشروطه.
- رسالة في القضاء في الإسلام.
- مختارات من الفتاوى والبحوث.
- أحكام الشريعة الإسلامية في مسائل طبية عن الأمراض النسائية مع القرآن الكريم.
- النبي في القرآن الكريم.
- هذا بيان للناس كتاب في جزأين، صدر عن الأزهر الشريف.
- بحوث وفتاوى إسلامية في قضايا معاصرة في أربعة مجلدات ضخمة.
- عشرات الأبحاث الفقهية التي اشترك بها في مؤتمرات علمية داخل مصر وخارجها.

كما أشرف يرحمه الله علي تنظيم العديد من المؤتمرات التي استهدفت الحفاظ علي هوية الأمة الإسلامية من التمويه والضياع.

وفاة الشيخ جاد الحق:

توفي الشيخ جاد الحق علي جاد الحق صبيحة يوم الجمعة 25 من شوال 1416هـ الموافق 25 من مارس 1996م حيث كان متوضئًا ومستعدًا للصلاة، عن عمر يناهز التاسعة والسبعين متأثرًا بأزمة قلبية بعد حياة حافلة بمواقفه المشرفة وبعظيم الأعمال قدمها خادمًا مطيعًا للإسلام والمسلمين، ندعو الله أن يجعلها في ميزان حسناته وأن يجمعنا به ومن نحب في الصالحين.

المراجع والمصادر:

- موسوعة ويكيبيديا
- موقع إسلام أون لاين
- مجلة العربي الكويتية
- من سهرة إذاعية عن الشيخ في إذاعة القرآن الكريم المصرية بعد وفاته
- موقع المسلم على شبكة الإنترنت
المصدر : قصة الإسلام

ابو عمر المصرى
12-18-2010, 08:53 PM
قلم: أنس حسن


يعد الشيخ جاد الحق من العلماء القلائل الذين يتميزون بالتواضع والهدوء، ويؤثرون العمل الصامت على المظاهر، ويحتفون بالعلماء الصادقين، ويقربونهم من مجالسهم، ويعرفون أقدارهم للناس، وكان رحمه الله ذا خلق متين، وإيمان عميق، وعلم غزير، ومواقف صلبة، واعتزاز بالإسلام وحملته من الصالحين والدعاة المخلصين وطلبة العلم من أنحاء العالم الإسلامي المهتمين بنشر الدعوة الإسلامية.

وكان صورة مشرقة للعالم العامل والفقيه المتمكن، الذي يفهم الإسلام ويعمل به، ومثلًا للعلماء المجتهدين والدعاة الصادقين، الذين يصدعون بكلمة الحق ولا يخافون في الله لومة لائم، وكان يتوخى الدقة في أحكامه، والحكمة في تصرفاته، ومعالجة الأخطاء التي يقع فيها عامة المسلمين، أو أصحاب القرار المسئولون، وذلك بإعلان وجه الصواب وفق الفهم الإسلامي الصحيح النابع من الكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة، وقد رزقه الله قوة الشخصية ونصاعة البيان، وأدب الخطاب، فضلًا عن الوقار الذي يتمتع به، والهيبة التي يراها فيه من يخالطه دون تكلف.
وكان ودودًا عطوفًا، لين الجانب، سهل المعاملة، واسع الصدر، حريصًا على إيصال الخير للناس، وفي الوقت نفسه كان رجلًا بكل ما تحمل الرجولة من معنى أمام المنحرفين وأدعياء العلم من المرتزقة المتاجرين بالدين والسائرين في ركاب السلاطين، فكان كالأسد عندما تُنتهك حرمات الله، فيغضب غضبًا شديدًا، حتى يرد الكيد إلى نحور الأعداء ومن والاهم، ولذلك سُجل اسمه في صفحات التاريخ المضيئة لهذه الأمة عامة ولعلماء الأزهر الشريف خاصة، والذين كانوا أمل كل نهضة ومبعث كل خير لهذا الدين.


من الميلاد حتى مشيخة الأزهر


وُلد "جاد الحق علي جاد الحق" يوم الخميس 13 من جمادى الآخرة عام 1335 هـ، الموافق الخامس من أبريل عام 1917م، ببلدة "بطرة" مركز "طلخا" بمحافظة "الدقهلية"، ونشأ نشأة دينية خالصة في أسرة كريمة، حيث كان والده رجلًا صالحًا معروفًا بالأمانة وحملها، فكان أهالي القرية يودعون لديه أشياءهم الثمينة؛ خوفًا عليها من الضياع.
وقد أثرت هذه النشأة الصالحة عليه، حيث حفظ القرآن الكريم، وأجاد القراءة والكتابة في سن مبكرة جدًّا في كتَّاب القرية على يد شيخها الراحل "سيد البهنساوي"، ثم التحق جاد بالتعليم الإعدادي بالمعهد الأزهري الأحمدي بمدينة طنطا عام 1930م، حيث حصل على الابتدائية الأزهرية عام 1934م، والثانوية الأزهرية عام 1939م.
ثم التحق بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وحصل منها على الشهادة العالمية عام 1944م، ثم حصل على الإجازة في القضاء الشرعي عام 1945م، وقد عُين الشيخ فور تخرجه موظفًا قضائيًّا بالمحاكم الشرعية في يناير 1946م، ثم أمينًا للفتوى بدار الإفتاء عام 1953م، فقاضيًا بالمحاكم الشرعية عام 1954م، وفي عام 1956م عُين قاضيًا بالمحاكم بعد إلغاء ثورة يوليو للمحاكم الشرعية، ثم رئيسًا للمحكمة عام 1971م، وفي أغسطس 1978م عُين مفتيًا للديار المصرية، وبعدها بعامين اختير عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية، وفي الرابع من يناير عام 1982م عُين وزيرًا للأوقاف المصرية، وبعدها بشهرين وفي شهر مارس عام 1982م عُين شيخًا للأزهر ليصبح الإمام الثاني والأربعين للأزهر.
شهد الأزهر الشريف في عهده نهضة كبيرة، فقد انتشرت المعاهد الأزهرية في كل قرى ومدن مصر كما لم تنتشر من قبل منذ عهد الشيخ عبدالحليم محمود في السبعينات من القرن الميلادي الماضي.
فحين تولى الشيخ جاد مشيخة الأزهر عام 1982م، كان عدد المعاهد الأزهرية لا يزيد عن ستمائة معهد، وبلغ عدد تلك المعاهد في عهده ستة آلاف معهد وبضع مئات، فقد زرع الشيخ المعاهد الأزهرية في قرى مصر، كما يُزرع النخيل في الصحراء.
ولم يقف جهده على نشر المعاهد الأزهرية في مصر، بل حرص على انتشارها في شتى بقاع العالم الإسلامي، فأنشأ معاهد أزهرية تخضع لإشراف الأزهر في تنزانيا وكينيا والصومال وجنوب إفريقيا وتشاد ونيجيريا والمالاديف وجزر القمر، وغيرها من البلدان الإسلامية.
كما فتح باب الأزهر على مصراعيه أمام الطلاب الوافدين من الوطن الإسلامي وخارجه، وزاد من المنح الدراسية لهم حتى يعودوا لأوطانهم دعاة للإسلام، ونجح في فتح فروع لجامعة الأزهر في جميع أنحاء مصر، وعقدت الجامعة في عهده لأول مرة مؤتمرات دولية في قضايا طبية وزراعية وثقافية مهمة تحدد رأي الأزهر والإسلام فيها.
وعندما أُصيبت مصر بزلزال أكتوبر عام 1992م وتهدم أكثر من 1500 معهد، وتخلت الدولة عن تقديم الأموال الكافية لترميم تلك المعاهد_ بينما أُنفقت مليارات الجنيهات على إنشاء مدارس حكومية عامة_ لم ييأس الشيخ وأخذ يجوب قرى ومدن مصر لحث رجال الخير والمحسنين على التبرع بالمال لترميم تلك المعاهد وبناء معاهد جديدة، وبفضل الله هرع أهل الخير ولبوا دعوته فكانت النتائج مشرفة.





مؤلفاته وتراثه الفكري

ترك الشيخ جاد الحق تراثًا علميًّا زاخرًا، تنوع بين مقالات وفتاوى وكتب، منها:
1 ـ مع القرآن الكريم.
2 ـ النبي في القرآن الكريم.
3 ـ الفقه الإسلامي .. مرونته وتطوره.
4 ـ أحكام الشريعة الإسلامية في مسائل طبية عن الأمراض النسائية.
5 ـ بيان للناس.
6 ـ رسالة في الاجتهاد وشروطه ونطاقه والتقليد والتخريج.
7 ـ رسالة في القضاء في الإسلام.
8 ـ وصدر له من خلال الأزهر الشريف خمسة مجلدات من فتاواه، جُمعت في حياته بعنوان: "بحوث وفتاوى إسلامية في قضايا معاصرة"، وقد أعدها الشيخ جاد الحق في 11 جزءًا، ولم يصدر منها سوى خمسة أجزاء فقط، وامتنع الأزهر بعد وفاة الشيخ الراحل عن إصدار وطبع الباقي.


قالوا عن الإمام


يقول عنه الدكتور يوسف القرضاوي: (الحق أن الرجل قدَّر جلالة المنصب الذي تبوأه من قبله رجال كبار، أمثال المراغي، وعبد الحليم محمود، وعبد المجيد سليم، والخضر حسين، وشلتوت، فلم ينزلق بالأزهر إلى الفتاوى التي زلت فيها أقدام آخرين، وحافظ على كرامة الأزهر ومجمع بحوثه، الذي يمثل السلطة العليا للفتوى في الشئون الإسلامية في مصر.
وكان متعاونًا مع العاملين في الحقل الإسلامي، واقفًا كالصخرة الصماء في وجه العلمانيين والمتغربين الذين يريدون أن يسلخوا الأمة من جلدها، وأن يبعدوها عن شريعة ربها، فلم تلن قناته في مواجهتهم وتحدي أباطليهم، لقد كان الشيخ جاد الحق صادقًا مع نفسه، صادقًا ـ قبل ذلك كله ـ مع ربه، فلم يبال برضا الناس فيما يعتقد أنه الحق.
وقد كان رجلًا مهذبًا، صاحب خلق وفضل، تطاول عليه بعض الناس وهاجموه؛ فقابلهم بالصمت والتعفف ودفع السيئة بالحسنة، فالحياة أغلى من أن تضيع في المهاترات.
وكانت عقليته عقلية القاضي الذي ينظر إلى الأمور بهدوء واتزان، دون غضب وانفعال، ثم يحكم بما يراه أدنى إلى الصواب، ولقد اتسع الأزهر في عهده، معاهد وكليات، إتمامًا وامتدادًا لما قام به الرجل الصالح الشيخ عبدالحليم محمود غفر الله له، كما رأس الشيخ جاد الحق المجلس الإسلامي الأعلى للدعوة والإغاثة).
ويقول الدكتور محمد رجب البيومي: (لقد كان مجاهدًا عمليًّا يصدع بكلمة الحق في ميدانها الأصيل، تاركًا جزاء كفاحه لربه وحده، جهر في مصر أثناء حرب الأفغان للروس المغتصبين، واستقبل زعيم المجاهدين ليعلن وقوف المسلمين مع إخوانهم، مناديًا بوجوب التبرع بالمال والدم).


وفاته


توفي الشيخ جاد الحق قبيل فجر الجمعة 25 من شوال 1416هـ ـ الموافق 15من مارس 1996م، عن عمر يناهز التاسعة والسبعين، بعد أن فرغ يرحمه الله من مراجعة أوراق الأزهر، وبريد الجهات الرسمية الأزهرية، والبريد الوارد إلى مكتبه من أنحاء العالم المختلفة.
مات رحمه الله ومشاكل الأمة في صدره، وأوراق الأزهر في يده يقلب فيها، ومات متوضئًا وهو يشرع لأداء الصلاة في الساعة الواحدة والنصف من صباح يوم الجمعة، حيث شعر بدوار مفاجئ فجلس على سريره ليستريح، ولكنه فارق الحياة بعد لحظات، وكانت وصيته أن يشهد غسله ويؤم صلاة الجنازة عليه الشيخ محمد متولي الشعراوي، وتم تنفيذ وصية الشيخ، حيث صلى الجنازة عليه الشيخ الشعراوي الذي نعاه بقوله: (لقد تعلمنا منه ألا نعصرن الدين، بل ندين العصر، فعصرنة الدين تعني أنه غير كامل حاشَ لله).
رحم الله الشيخ جاد الحق، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير ما يجزي العلماء العاملين والرجال الصالحين المخلصين.

ابو عمر المصرى
12-18-2010, 08:54 PM
مواقف جريئة وخالدة
كان لفضيلة الإمام الراحل الشيخ جاد الحق مواقف جريئة وشجاعة وصريحة في الكثير من القضايا والمشكلات المحلية والدولية تمسك فيها بموقف الإسلام، انطلاقا من رسالته الكبري كشيخ للأزهر وإمام للمسلمين.

1 - نصير الأقليات المسلمة:
كان شيخ الأزهر الراحل نصيرا للأقليات المسلمة المستضعفة في العالم، وكان في حواراته الصحفية وبياناته المتكررة في كل المناسبات الدينية ينبه إلي خطورة التحديات التي تواجه الأقليات المسلمة في العالم، ومما قال فضيلته: (إن الأقليات الإسلامية تتعرض لمحن قاتلة فهي مستضعفة في أوطانها مطرودة من ديارها ومساجدها ومدارسها مهددة بالتدمير، كما يحدث في الهند وكشمير وبورما، وبعض دول أوروبا دون ردع أو حماية من حكومات تلك البلاد، وكأن هؤلاء [الأقليات المسلمة] ليسوا من المواطنين لهم حقوق علي تلك الحكومات).

وكان فضيلته يؤكد دائما أن الأخوة الإسلامية تقتضي مؤازرة هؤلاء المستضعفين، والسعي لحماية حقوقهم، والحفاظ علي حياتهم وأموالهم في وقت تتنادي فيه الدول والشعوب بالمساواة، وتتواصي بحقوق الإنسان وبحرمة العقائد والأديان.

وكان الإمام الراحل يولي اهتماما بالغاً بقضايا الأقليات المسلمة في العالم، ويطالب بوقف عمليات الاضطهاد التي يتعرضون لها، وكان له مواقف عظيمة وجريئة وشجاعة في عدد من الحالات التي تعرض فيها المسلمون للعدوان علي أرضهم وأرواحهم وعقائدهم، وأشهر هذه المواقف موقفه من العدوان الصربي علي المسلمين في البوسنة والهرسك.

فكان شيخ الأزهر الراحل عندما نشبت حرب إبادة المسلمين في البوسنة أول من أعلن أن حرب الإبادة صليبية في المقام الأول وهدفها إبادة المسلمين في البوسنة.

وكان أول من دعا لعقد مؤتمر إسلامي في الجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة لمناصرة شعب البوسنة والهرسك، وحضره عشرات الآلاف من المصلين، ودعا فيه إلي إقامة صلاة الغائب علي شهداء المسلمين في البوسنة، وأعلن (رحمه الله) أن مسلمي البوسنة والهرسك لا يحتاجون إلي مجاهدين بقدر حاجتهم إلي المال والسلاح، ودعا المصلين والمسلمين في شتي بقاع العالم للتبرع بالمال في سبيل الله ومناصرة شعب البوسنة.

ونجح الإمام الراحل من خلال منصبه كرئيس للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة وتأييده التام لحملة لجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة الأطباء بمصر في أن يجمع ملايين الدولارات تم إرسالها للمجاهدين في البوسنة.

كما أوفد فضيلته وفدا من علماء الأزهر الشريف برئاسة الشيخ جمال قطب - عضو البرلمان المصري وقتئذ - إلي البوسنة ليستقصي أحوال المسلمين هناك، ويحث المجاهدين من شعب البوسنة علي مواصلة الجهاد وعدم التنازل عن شبر واحد من أراضيهم.

كما أجري العديد من الاتصالات مع المنظمات الدولية، ووجه سلسلة من النداءات الدولية لإنقاذ مسلمي البوسنة، وكان لفضيلته موقف شجاع في مناصرة المجاهدين في الشيشان، وقدم لهم كل الدعم المالي والمعنوي، وعندما نشبت حرب الشيشان بين الروس والشعب الشيشاني أصدر فضيلته بيانا حول تلك الحرب، حيث أكد أنه لولا تمسك شعب الشيشان بإسلامهم ما حاربهم الدب الروسي.

وقد قدم الإمام الراحل العديد من المنح الدراسية المجانية لأبناء البلدان الإسلامية المستضعفة حتي يعودا لأوطانهم دعاة للإسلام، وذلك من خلال الدراسة في الأزهر الشريف.

2 - قضية القدس:
كانت قضية القدس تشغل حيزا كبيرا من عقل وقلب الإمام الراحل، وكان يذكر بها في كل المواقف والمناسبات مؤكدا علي أن القدس ستظل عربية إسلامية إلي قيام الساعة رغم أنف الإسرائيليين.

وعندما قرر الكونجرس الأمريكي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس أصدر الإمام الراحل بيانا صريحا وواضحا أدان فيه العدوان الصهيوني المستمر علي القدس، وأدان فيه القرار الأمريكي، وقال: إن أمريكا تزعم أنها صديقة كل العرب، وهي أصدق في صداقتها بإسرائيل تؤيدها وتدفعها لمزيد من العدوان علي العرب وحقوقهم، وتساعدها في وضع العراقيل نحو إتمام عملية السلام التي تتظاهر بدعمها، لكنه دعم غير عادل فهو دعم للمعتدين الظالمين واستهانة وهدم لقرارات منظمة الأمم المتحدة.

إن الأزهر الشريف يرفض هذا القرار الظالم من أمريكا، التي تسعي في إتمام عملية السلام، ولكن هذا القرار أكد أن دعاة السلام صاروا دعاة للغدر والاغتيال للأرض والعرض والمقدسات لا يرعون حقا للغير، ولا يدعون إلي خير، وإنما يسعون في الأرض فسادا.

ورفض الإمام الراحل سياسة التطبيع مع إسرائيل ما استمرت في اغتصابها للأرض العربية، وكان مما قاله: (لا سلام مع المغتصبين اليهود، ولا سلام إلا بتحرير الأرض العربية)، ورفض فضيلته زيارة المسلمين للقدس بعدما أفتي بعض العلماء بجواز ذلك بعد عقد اتفاقية أوسلو عام 1993م بين السلطة الفلسطينية بقيادة عرفات والحكومة الصهيونية بقيادة إسحاق رابين، وأعلنها الإمام الراحل بعزة المؤمن الذي لا يخشي إلا الله.

(إن من يذهب إلي القدس من المسلمين آثم آثم.. والأولي بالمسلمين أن ينأوا عن التوجه إلي القدس حتي تتطهر من دنس المغتصبين اليهود، وتعود إلي أهلها مطمئنة يرتفع فيها ذكر الله والنداء إلي الصلوات، وعلي كل مسلم أن يعمل بكل جهده من أجل تحرير القدس ومسجدها الأسير).

وعلي أثر هذا النداء القوي من الإمام الراحل دعا البابا شنودة بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية في مصر هو الآخر المسيحيين لعدم زيارة القدس.

وكان للإمام الراحل موقف واضح وقوي من رفض التطبيع فقد رفض أن يستقبل الرئيس الإسرائيلي عيزرا وايزمان إبان زيارته للقاهرة، وبعد عقد اتفاقية أوسلو عام 1993، مما سبب حرجا شديدا للحكومة المصرية وللرئيس الصهيوني.

وكان لفضيلته مواقف شجاعة في التصدي للممارسات الإسرائيلية الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، فأدان فضيلته الحادث الإجرامي البشع الذي قام به يهودي متطرف عندما قتل عشرات المصلين الفلسطينيين في شهر رمضان داخل الحرم الإبراهيمي عام 1994م، وقد سبق وأيد الإمام الراحل الانتفاضة الفلسطينية المباركة، والعمليات الاستشهادية للمجاهدين الفلسطينيين، مؤكدا علي أن تحرير القدس لن يتم إلا بالجهاد والاستشهاد في سبيل الله.

ورفض الإمام الراحل ما تردد عن حصول إسرائيل علي مياه النيل من خلال مشروع ترعة السلام، وقال مقولته الشهيرة: إن حصول إسرائيل علي مياه النيل أصعب من امتلاكها سطح القمر.

وعن الأسري المصريين الذين قتلتهم إسرائيل عمدا إبان حرب يونيو 1967 وأثارتها الصحافة المصرية، قال فضيلته: (القتل العمد ضد أسرانا يستحق القصاص).

3 - تمسك بحكم الإسلام في مؤتمر السكان:
يعتبر موقف الإمام الرحل من المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، الذي عقد في القاهرة عام 1994 من المواقف الخالدة والشجاعة لفضيلته (رحمه الله) أعاد فيه للأزهر مكانته ومقامه الرفيع من القضايا الدولية باعتباره حامي حمي الإسلام والمدافع عنه ضد محاولات التغريب.

فقد أريد من قاهرة الأزهر أن تصدر قرارات تناقض تعاليم الإسلام والأديان السماوية، وتعتدي علي عفاف البشر وكرامة الإنسان، فقد تناقلت وسائل الإعلام المختلفة ونشرت الصحف العالمية قبيل انعقاد المؤتمر وثيقة المؤتمر، والتي تتضمن إباحة الشذوذ الجنسي بين الرجل والرجل وبين المرأة والمرأة، وإباحة الزنا، وحمل الصغيرات العذارى والحفاظ علي حملهن وإباحة إجهاض الزوجات الشرعيات الحرائر.

وفور علم الإمام الراحل بخطوط تلك المؤامرة الخبيثة أمر فضيلته العلماء والمختصين داخل الأزهر الشريف وخارجه بقراءة الوثيقة جيدا، ودراسة ما فيها وتقديم تقارير عنها، ثم اجتمع فضيلته بمجمع البحوث الإسلامية عندما تأكد من صدق ما تناقلته وسائل الإعلام حول وثيقة المؤتمر لمناقشة وثيقة المؤتمر.

وأصدر بيانا شديد اللهجة والصراحة يرفض وثيقة المؤتمر لأنها تخالف شريعة الإسلام، وأكد البيان أن الإسلام لا يقر أي علاقة جنسية بغير طريق الزواج الشرعي الذي يقوم بين الرجل والمرأة، كما يحرم الإسلام الزنا واللواط والشذوذ، ويحرم إجهاض الجنين ولو عن طريق الزنا.

وأهاب البيان بالأمة الإسلامية عدم الالتزام بأي بند أو فقرة تخالف شريعة الله.

وقد كان لبيان مجمع البحوث الإسلامية برئاسة الإمام الراحل فعل الزلزال القوي الذي أجهض المؤامرة الغربية التي تستهدف تحطيم الأخلاق الإسلامية الراسخة والتردي في هوة الفساد الجنسي، وقد سارعت الحكومة المصرية والقيادة السياسية المصرية بتبني بيان شيخ الأزهر.

وأصدر الرئيس المصري حسني مبارك بيانه الذي أكد فيه أن مصر المسلمة لن تسمح للمؤتمر بأن يصدر أي قرار يصطدم مع ديننا وقيمنا، وخرج المتآمرون من قاهرة الأزهر يجرون أذيال الخيبة والفشل الذي لاحقهم في المؤتمر التالي، الذي عقد في مدينة بكين بالصين، وكان الفضل في ذلك لعزم وصلابة الإمام الراحل الشيخ جاد الحق الذي رفض وثيقة مؤتمر بكين مؤكدا أن هدف واضعي الوثيقة هو تدارك ما فاتهم في مؤتمر القاهرة.

وعندما ظهرت علي التو أول نتائج مؤتمر السكان في مصر بقيام وزير الصحة المصري بمنع ختان الإناث وتجريمه اتخذ الإمام الراحل قرارا جريئا بإعلانه بعد دراسة مستفيضة أن ختان الإناث من شعائر الإسلام ولا يجوز لأحد أن يمنعه، وتمسك الإمام الراحل بموقفه، بالرغم من الدعوي القضائية التي رفعتها ضده المنظمة المصرية لحقوق الإنسان بمصر لإصداره فتوي تبيح ختان الإناث.

كما تصدي الإمام الراحل لقرار وزير التعليم المصري بمنع الحجاب في المدارس المصرية والابتدائية وضرورة موافقة ولي أمر الطالبة في المرحلة الإعدادية والثانوية علي ارتداء ابنته الحجاب، وأصدرت لجنة الفتوي بالأزهر برئاسة الإمام الراحل بيانا أعلنت فيه أن القرار الوزاري يخالف الشريعة الإسلامية ونصوص الدستور، واستند المحامين المصريين لهذه الفتوي عند التقاضي أمام المحاكم ضد وزير التعليم المصري حتي تم إلغاء هذا القرار، وعاد الوزير إلي رشده بعد حكم القضاء بإلغاء هذا القرار.

4 - نهضة الأزهر:
شهد الأزهر الشريف في عهد الإمام الراحل نهضة كبيرة لم يشهدها في عهد من قبله.. فقد انتشرت المعاهد الأزهرية في كل قري ومدن مصر، كما لم تنتشر من قبل، فحين تولي الإمام الراحل مشيخة الأزهر عام 1982م كان عدد المعاهد الأزهرية لا يزيد عن ستمائة معهد، وبلغت عدد تلك المعاهد في عهده ستة آلاف معهد وبضع مئات، فقد زرع الإمام الراحل المعاهد الأزهرية في قري مصر، كما تزرع النخيل في الصحراء.

ولم يقف جهد الإمام الراحل علي نشر المعاهد الأزهرية في مصر، بل حرص علي انتشارها في شتي بقاع العالم الإسلامي، فأنشأ معاهد أزهرية تخضع لإشراف الأزهر في تنزانيا وكينيا والصومال وجنوب أفريقيا وتشاد ونيجيريا والمالاديف وجزر القمر.. وغيرها من البلدان الإسلامية.

كما فتح الإمام الراحل باب الأزهر واسعا أمام الطلاب الوافدين من الوطن الإسلامي وخارجه، وزاد من المنح الدراسية لهم حتي يعودوا لأوطانهم دعاة للإسلام.

ونجح الإمام الراحل في فتح فروع لجامعة الأزهر في جميع أنحاء مصر وعقدت الجامعة في عهده لأول مرة مؤتمرات دولية في قضايا طبية وزراعية وثقافية مهمة تحدد رأي الأزهر والإسلام فيها.

وعندما أصيبت مصر بزلزال تشرين أول/ أكتوبر عام 1992م وتهدم أكثر من 1500 معهد وتخلت الدولة عن تقديم الأموال الكافية لترميم تلك المعاهد، بينما أنفقت مليارات الجنيهات علي إنشاء مدارس حكومية عامة لم ييأس الإمام الراحل، وأخذ يجوب قري ومدن ونجوع مصر لحث رجال الخير والمحسنين علي التبرع بالمال لترميم تلك المعاهد وبناء معاهد جديدة.

وكان الإمام الراحل حريصا علي الدفاع عن علماء الأزهر الشريف، وإبراز الوجه المشرق لهم، انطلاقا من إيمانه الكامل بعظمة الرسالة التي يقومون بها، ورفض وصف هؤلاء العلماء بأنهم علماء سلطة، وأكد أن علماء الأزهر يجهرون بما يرونه حقا وعدلا في كل المواقف والأزمات وتاريخ علمائه وشيوخه حافل بما يؤكد ذلك.

ورد علي من اتهم الأزهر وعلماءه بالتقصير في مواجهة الإرهاب والتطرف بقوله: مكنوا علماء الأزهر من منابر المساجد عندها لن يجرؤ أمير أو غفير، أو أي مدع علي الإسلام أن يعلو المنبر عندها لن يسمع عامة الناس وصفوتهم للجهلاء أن يخطبوا فيهم ويعلموهم.

ودعا الإمام الراحل بضرورة قيام علماء الأزهر الشريف بمحاورة الشباب المتطرف الذي يفهم الإسلام فهما خاطئا.

وكان آخر قرارات الإمام الراحل لنهضة الأزهر وإبراز دوره في نشر رسالة الإسلام هو تحويل الأزهر الشريف إلي مدرسة مسائية للرجال والنساء ولنشر الثقافة الإسلامية الرفيعة، ولتوضيح حقائق الدين السمحة البعيدة عن التعصب والتشرذم والداعية للحب والسلام علي شكل مركز مفتوح للدراسات الإسلامية، ويتم فيها تدريس جميع فروع العلوم الإسلامية.

همس الليالي
12-18-2010, 09:05 PM
السلام عليكم
أبو عمر
طرح رااائع
أثابك الرحمن وأسعـــدك في الدارين
دمت في حفظ الله ورعــايته

كمال بدر
12-19-2010, 03:11 AM
أخى الفاضل ... أبوعمر المصرى

جزاكَ الله خيراً أخى الكريم عن هذا الطرح الطيب المبارك إن شاء الله .

ابو عمر المصرى
12-19-2010, 11:34 AM
http://www.aadd2.com/up-2/2010/pics//uploads/images/aadd2-c9fbf8d639.gif

طارق سرور
12-19-2010, 03:28 PM
طرح رائع وقيم أخى أبو عمر

شكرى وتقديرى

ابو عمر المصرى
12-19-2010, 09:01 PM
http://www.aadd2.com/up-2/2010/pics//uploads/images/aadd2-c9fbf8d639.gif