المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإمام محيي الدين أبي العباس


همس الليالي
12-30-2010, 11:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم





الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

هذه نبذة من سيرة الإمام محيي الدين أبي العباس أحمد الرفاعي الحسيني رضي الله تعالى عنه


قال ابن جلال اللاري في كتابه "جلاء الصدا

قال الشيخ تقي الدين عبد الرحمن الواسطي في كتابه ترياق المحبين : كان السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه هيّن المؤنة ، غني النفس ، حسن المعاشرة ، دائمَ الإطراق ، كثيرَ الحياء ، كاتماً للسر ، حافظاً للعهد ، كثيرَ الدعاء للمسلمين ، هيناً ليناً يصل من قطعه ويعطي من منعه ويعفو عن من ظلمه ، ويحسن مجاورة من جاوره ، ويصفح عن سيئات الإخوان ، ويطعم الجائع ويكسو العريان ، ويعود المريض براً كان أو فاجراً ، ويشيّع الجنائز ويجالس الفقراء ويواسي المساكين ، ويصبر على الأذى ويبذل معروفه وينصح عدوه ، ويبدأ من لاقاه بالسلام ، إن مُنِعَ صبر وإن فتح الله عليه بشيء ءاثر ، وإذا دُعي ما يقول للداعي إلى أين ، ويكتنس المسجد والرواق بنفسه ، ويُظهر الفرحَ لفرح الناس والغمَ لغمهم ، ويحث على فعل الخيرات ويرشد إلى مكارم الأخلاق ، وإذا خاطب أحداً يقول " أي سيدي " كبيراً كان المخاطـَبُ أو صغيراً ، وإذا عجب من شيء يتبسم ويكره القهقهة ، ويصل ذوي الرحم ، ويقبل عذرَ المعتذِر إليه وربما عذره قبل اعتذاره ، خوفه أكثر من فرحه ، يفوح من نفـَسِه رائحة الكبد المحروق ، إذا مشى في الطريق لا يلتفت يميناً ولا شمالاً ولا ينظر إلا موضع قدمه ، يأخذ بأيدي العميان ويقودهم ويخفض جناحه لهم ويسألهم الدعاء ويتردد إلى أبواب المساكين ويحمل لهم الطعام ، ويخرج بالقربة على كتفه ليلاً والناس نيام فيمليها ويحملها إلى بيوت الأرامل والمساكين ومن ليس له جَلـَد ، ويقصد المرضى والمجذومين ويلزمهم ويتعاهدهم ويغسل ثيابهم ويحمل الطعام إليهم ويأكل معهم ويسألهم الدعاء له وللناس ، وكان لليتيم كالأب الشفيق ، وللأرامل كالزوج الأليف ، إذا أراد أن يتكلم بكلمة اعتبرها قبل أن يُخرِجها من فيه فإن رأى فيها إصلاحاً تكلم بها وإلا ردها ، وكان يشق عليه تضييع نفـَس من الأنفاس في غير طاعة الله تعالى ، ولا يفرط في شيء من وقته ويقول : " من اشتغل بما يعنيه فاته ما لا يعنيه " ، وكان ينشد شعراً :

يا أيها المعدود انفاسه ..... يوشك يوما ان يتم العدد

وكان في كثير من أوقاته يتأسف ويقول : " قد بقي القليل " ، وكان لا يرى الاشتغال بشيء من الدنيا عند دخول وقت الصلاة . طلب مرة ماءً يشرب فسمع الأذان فقال : " حضر حقُ الحق وبطل حق النفس " وكان يصفر لونه إذا وقف في الصلاة . وإذا صلى صلاة الصبح جلس مكانه حتى تطلع الشمس ويركع موضعه الضحى والإشراق ، ودموعه غزيرة وأوجاعه كثيرة وبكاؤه طويل وفرحه قليل . وكان ينشد شعراً :

والله لو علمَتْ روحي بما علقَـتْ ......قامت على الرأس فضلاً عن القدمِ


يقرأ ءاية الكرسي دبر كل صلاة وأكثر ما يقرأ فاتحة الكتاب في طرقاته ويحافظ على الوضوء ويأمر باستدامته . وإذا مر بمسجد دخل وصلى فيه حضراً كان أو سفراً ، وإذا دخل منزلاً أودعه ركعتين .
الأدب شعاره والتواضع ءاثاره ، مر يوماً بصغار يتخاصمون فخلص بينهم ثم قال لواحد منهم : " أي ولدي ابن من أنت " ؟ فقال له الطفل : " أيش مقصودك من هذا " ؟ فقال : " صدقت أي ولدي جزاك الله الخير وجبرك كما أدبتني " .
ورأى يوماً زوجته الصالحة رابعة ـ جعل الله الفردوس مأواها وبلغها من أعلى الدرجات مناها ـ تطحن بالرحا فجلس معها وساعدها في الطحن . واشترى يوماً سمكة من السوق فحملها بنفسه ولم يمكّن أحداً من حملها ، وكان إذا وجد شيئاً من الأذى في طريقه يزيله بنفسه ويرفعه بيده ثم يمضي ويغسل يديه منه ويقول له الفقراء في ذلك فيدعو لهم ويقول : " هذا شرف " .
لا يقبض يده عن من أراد مصافحته ولا يمكن أحداً من تقبيل يده ، ولا يدعو أحداً يحمل معه ولا يستخدم أحداً من الفقراء في مجلسه ، ولا يستدبر القبلة غالباً احتراماً للكعبة زادها الله تعالى شرفاً ، ولا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر الله تعالى ، ولا يقول في الرضا والغضب إلا حقاً ، ولا يرى الشكوى إلى سلاطين الأرض .
وإذا انقطع أحد من الفقراء عن الجمعة والجماعة يسأل عنه ، إن كان مريضاً عاده أو بعث من يعوده وإن كان انقطاعه لحاجته أعانه على قضائها .
يحب النفقة على الإخوان والأكلَ معهم ، ويحب تعجيل الأكل ويقول : " هي حاجة أقضيها وأرجع إلى حاجة أخرى " وكان يقول : " ينبغي للفقير إذا أكل أن يأكل بنية أن يتقوى به على طاعة الله تعالى " ويكره مسح اليد بالخبز وأن يتكلف الشخص لضيفه وينهى عن الشبع ويقول : " هو سبب الآفات " يمسح الآنية ويلعق أصابعه ويلتقط الفتات ويكره للآكل أن يمتنع عن غسل يده بعد الطعام إذا عرض عليه ويقول : " لا يأبى الإكرام إلا أحمق " . فإذا صنع في بيته ينفذ منه شيئاً إلى الجيران ، وإذا رأى شيئاً من الخبز ملقى يغضب ، ويشرب الماء في ثلاثة أنفاس .


أكمام ثوبه إلى رؤوس أصابعه وعمامته قصيرة . يأمر الفقراء بالتمكن والتقلل من الدنيا ولبس المرقعة ويحثهم على العمل بما علموا وعلى الكسب ليستغنوا عن الناس ويقول : " مسبحات في الليل أفضل من درباش " وكان يرغبهم في قيام الليل ويوصيهم بعيادة المرضى ، وإذا سمع بمريض في قرية ولو على بعد يخرج لعيادته ، وكانت الأرض تطوى له بإذن الله تعالى . وكان يحذر الفقراءَ الوسواس في الوضوء والصلاة ويكره لهم المسئلة إلا لمن لا يستطيع الاكتساب فحينئذ يسأل لدفع الضرورة .
ويحض المرأة على طاعة زوجها ، وكان يستبعد أن أحداً يكذب ، وقال يوماً لبعض أصحابه : " ويقولون في الدنيا ممن يستحل أن يكذب " وجعل يتعجب من ذلك . وينهى عن شره الطعام وعن فضول الكلام وينهى عن مصاحبة الظلمة والنظر إليهم والمعونة لهم ويقول : " ذلك يقسي القلب ويسخط الرب " . وينهى عن أخذ ما يسقط تحت النخيل منها إلا بإذن صاحبها . وكان يحرد من قول شخص لآخر : " ويلك " فكيف لما سوى ذلك .
وإذا رأى من إنسان ما لم يعجبه يقول له : " لا واخذك الله " ، ولم يحرد لنفسه قط إنما كان حرده لله تعالى .
استوى عنده الضر والنفع ، والعطاء والمنع ، ويرى الكل من الله عز وجل ، وعلم أنه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع . لا يقعد إلا قعود الخائف المسكين ، أكثر قعوده إذا لم يكن في عمل حاجة أن يقيم رجليه ويترك يديه عندهما . وإذا جاءه أحد من الأفاضل تنحى له وأقعده مكانه .

وكان يجتهد في الإحسان إلى من يسيء إليه ومواصلة من يسبه ، وفي الإحسان إلى الإنسان ابتداءً من غير مسئلة .
وكان يفرق جميع ما عنده من الغلة العتيقة على الضعفاء والمساكين قبل دخول الغلة الجديدة منزله . وكان إذا كتب كتاباً يبتديه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بها .
أعطي لسان الحال وكان يربي بحاله أكثر مما يربّي بمقاله . وكان إذا رأى شخصاً وقد شاب في الإسلام يقبل يده ويوقره ويتواضع له ويسأله الدعاء ، ويقوم له إذا أقبل وربما مشى نحوه خطوات ، وربما قال له : " كرّم الله هذه الشيبة " ، وإذا رأى شاباً مقبلاً على الطاعة يقبل يده ويقربه ويدنيه ويقول له : " ادع لي فأنت شاب تائب " وإذا رأى طفلاً يقبله ويدنيه ويسأله الدعاء ويقول : " أولاد المسلمين ما لم يبلغوا الحلم لم يكتب عليهم الملك خطيئة " ، وكان إذا سأله أحد أن يدعو على الظلمة يقول : " اللهم أصلحهم وأرشدهم وألهمهم طاعتك وذكرك ووفقهم لما تحب وترضى برحمتك يا أرحم الراحمين..

طارق سرور
12-31-2010, 12:32 AM
طرح وسيرة قيمة وعطره اختى همس الليالى

شكرااااا وبارك الله فيك

كمال بدر
12-31-2010, 06:47 AM
الأخت الفاضله

جزاكِ الله خيراً عن هذا الطرح الطيب المبارك إن شاء الله .

أحمد اسماعيل
12-31-2010, 02:14 PM
همس الليالى ... جزاك الله كل خير



تسلمى على الطرح الرائع

دعواتى لك بالصحة والعافية

نور
12-31-2010, 02:47 PM
همس الليالى
سلمت على الطرح القيم
اثابك البارى
بورك فيك وفى عطاءك

همس الليالي
01-01-2011, 12:41 PM
حياكم الله