المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زنيت يا رسول الله فطهرني !!


نور
09-21-2008, 06:36 PM
زنيت يا رسول الله فطهرني !!

جزء من قصيدة مؤثرة عن توبة الغامدية ، قبل القصيدة إليكم قصتها باختصار

قال صلى الله عليه وسلم عن توبةَ المرأة الغامديةِ : ( لقد تابت توبةً لو قسمت علىسبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل ؟ )رواه مسلم في صحيحه.
شرح الحديث : هذا الحديث يحكي قصةالمرأة الغامدية التي زنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم تابت توبةعظيمة شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، وملخص القصة أنه بينما كان الرسولصلى الله عليه وسلم جالسا يوماَ في المسجد ، وأصحابه حوله من كبار الصحابة .وإذا بامرأة تدخل باب المسجد ، حتى وصلت إليه عليهالصلاة والسلام ، ثم وقفت أمامه ، وأخبرته أنها زنت !!! وقالت: (يا رسول الله أصبتحدًا فطهرني) ، فاحمرّ وجه النبي صلى الله عليه وسلم حتى كاد يقطر دماً ، ثم حوّلوجهه إلى الميمنة ، وسكت كأنه لم يسمع شيئاً ، فقد حاول الرسول صلى الله عليه وسلمأن ترجع المرأة عن كلامها ، ولكنها امرأة حرة مؤمنة رسخ الإيمان في قلبها حتى جرىفي كل ذرة من ذرات جسمها، فقالت : أُراك يا رسول الله تريد أن تردني كما رددت ماعزبن مالك ، فوا الله إني حبلى من الزنا ..!! فقال لها النبي صلى الله عليه وسلمبعدما علم أنها حبلى من الزنا : اذهبي حتى تضعيه .

فوضعته وفي أول يوم أتتبه وقد لفَّته في خرقة ، وقالت : يا رسول الله طهرني من الزنا ، فنظر النبي صلىالله عليه وسلم إلى طفلها، وقلبه يتفطر عليه ألمًا وحزنًا، من يُرضع الطفل إذاأقمنا عليها الحد ؟! من يقوم بشئونه ؟! فقال لها : ارجعي وأرضعيه فإذا فَطمتيهفعودي إلي ، فذهبت إلى بيت أهلها ، فأرضعت طفلها حتى فطمته ، وما يزداد الإيمان فيقلبها إلا رسوخا، وتأتي به في يده خبزا يأكلها ، فقالت : يا رسول الله قد فطمتهفطهرني فأخذ صلى الله عليه وسلم طفلها وقال : " من يكفل هذا وهو رفيقي في الجنةكهاتين ".

ويؤمر بها فتدفن إلى صدرها ثم ترجم ، فيطيش دم من رأسها على خالدبن الوليد ، فسبها على مسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال عليه الصلاةوالسلام : مهلا يا خالد والله لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لقبلت منه ، وفيرواية أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمر بها فَرُجمت ، ثم صلّى عليها ، فقال لهعمر رضي الله عنه : تُصلي عليها يا نبي الله وقد زنت!! فقال النبي صلى الله عليهوسلم : لقد تابت توبة ، لو قُسّمت بين سبعين من أهل المدينة لوسِعَتْهُم

قد يجول في رأسك بعد قراءة القصة هذا السؤال:
المرآة الغامدية التي أقام عليها نبينا الحد بالرجم؛ لماذا اختارت هي ذلك المصيرالرهيب والمتمثل في التوبة النصوحة مع إقامة الحد عليها، ولم تختر التوبة النصوحةبينها وبين ربها والاختباء في رحمة الله، أي الستر، فهو يغفر الذنوب جميعاللتائبين، ألا تعلم هي أنه ستار، غفور، رحيم، رحمن، غفار، تواب، متكبر لا يردالمقبلين؟السؤال الثاني: كل من أصاب حداً من حدود الله وستره الله، ثم تاب ولميقم عليه الحد، أمره إلى الله؛ إما أن يعذبه وإما أن يغفر له؛ في هذه الوضعية ما هيالحالة التي يغفر الله فيها، وما هي الحالة التي لا يغفر الله فيها؟
أجاب عن هذا السؤال ا.د. أحمد الكردي خبير الموسوعة الفقهية و عضو هيئة الإفتاء في الكويت :
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علىسيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبعهداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:فإذا لم يصل الأمر إلى القاضي فالتوبةكافية بإذن الله تعالى لمغفرة الذنب مهما كان، إذا كانت توبة نصوحا، وهي في نظريأقوى في طلب المغفرة من رفع الأمر إلى القاضي والاقرار أمامه بالذنب، لأن في ذلكتشهير بالنفس، وهو منهي عنه، ولكن الذي حصل من ماعز والغامدية رضي الله تعالى عنهما -والله تعالى أعلم- أنهما لم يعلما مسبقا بأن التوبة النصوح كافية، فلجآ إلىالاعتراف وقبول الحد.وإذا تأكد المذنب من ندمه وتصميمه على عدم العودة إلىالذنب بكل تاكيد، ثم توقف فعلا عن متابعة هذا الذنب، ورد الحق إلى أصحابه بقوة إذاكان في الذنب حق أحد، فلا داعي للقلق من عدم مغفرة الذنب، بل ينبغي الاطمئنان إلىقبول التوبة إن شاء الله تعالى، ولكن الحذر واجب والاضطراب يفرض نفسه إذا لم يحصلفي النفس ندم وتصميم.والله تعالى أعلم.

و هذا جزء من القصيدة للشاعر صالح علي العمري ، اقرأها بتأن و تدبر ففيها من العبر لمن يعتبر

جاءت إليه و نار الجوف تستعرُ *** و دمعة العين لا تنفكّ تنهمرُ

جاءت إليه تجرّ الهمّ مخبتةً *** كأنها أشعث أضنى به السفرُ

فراشها السهد ، و الأحزان كسوتها *** و البؤس يعصر قلبا كاد ينفطرُ

جاءت إليه و موج الغمّ ملتطمٌ *** والنفس لهفى ، وحبل السعد منبترُ

جاءت إلى الرحمة المسداة في لهفٍ *** في ساحة ا لأمن.. لا ذلٌ ولا خطرُ

الحدُّ يُدرءُ . . و الأحكام عادلةٌ *** والذنب مغتفرٌ ، و العرض مختفرُ

تقدمت و الضمير الحيُّ يشحذها *** لجنّةٍ نحوها الأرواح تبتدرُ

واستجمعت تفضح الأسرار في أسفٍ *** لعلّها في مقام العرض تستترُ

وهج الفضيحة أمرٌ يستهان به *** فحرقة الجوف لا تبقي و لاتذرُ

فأقبلت و رسول الله في حِلَقٍ *** من صحبه و فؤاد الدهر مفتخرُ

كأنه الشمسُ . . أو كالبدر مزدهرا *** أستغفر الله.. ماذا الشمس و القمرُ؟!

فأفصحت – يالهول الخطب- وانفجرت *** و طالما هدّها الإطراق و الفكرُ

قالت له : يا رسول الله معذرةً *** ينوء ظهري بذنبٍ كيف يُغتفرُ!!

فجال عنها و أغضى عن مقالتها *** و للتمعّر في تقطيبه أثرُ

.............

حتى إذا ما انطوى عن ظهرها ألقٌ *** واستسلمت لقضاء زفّه القدرُ

شدوّا عليها رداء الستر واحتُفرت *** الله أكبر. . ماذا ضمّت الحفرُ

............

وقال فيها رسول الخير قولته: *** تابت و توبتها للناس معتبر

لو وزّعت بين أهل النخل قاطبةً *** كانت لهم دون بأس الله مُدّثر

قام النبي وصفّ الصحب في أثرٍ *** فيهم أبو بكرٍ الصدّيق و العمرُ

صلى وصلّوا وضجوا بالدعاء لها *** و دعوة المصطفى للعبد مُدّخر

في ذمة الله يا من فاح مرقدها *** عطرا، وطبتِ وطاب القبر و المدر

بيّنتِ حكما، و كنتِ للتقى مثلاً *** وفاز بالصحبة الغراء مبتدر

سارت إلى جنة الفردوس فابتسمت *** لها الربى و النعيم الخالد النَضِر

وجنّة الخلد تجلو كل بائسةٍ *** يحلو إليها الضنى والجوع والسهر

إن غرّها طائف الشيطان في زمنٍ *** فلم تزل بعدها تعلو و تنتصر

هناك قصة توبٍ تزدهي مثلا *** للتائبين و فيها البرّ و العبر ..

في كل لفتة حزنٍ نور موعظةٍ *** أليس في سيرة الأصحاب مُدّكر

و رب ذنبٍ دعا لله صاحبه *** إن أخلص العزم أو إن صحّت الفطر

يا من يصرّ على الآثام في صلفٍ *** و الموت خلف جدار الغيب مستتر

الله يفرح إن تاب المسيء ..ألا *** قوموا إلى الله و استعفوه و ابتدروا

لا تأمن العمر والأيام راكضةٌ *** وقد يجيء بما لم تحذر القدر!!

في الدهر زجرٌ وفي الأحداث موعظةٌ *** فما لقلبي المعنّى ليس ينزجر؟!

كم غرّ إبليس والأهواءُ من نفرٍ!! *** وأعظم الذنبِ أنّ الذنبَ يُحتقرُ..


م0ن

العذراء
09-21-2008, 08:55 PM
يالله

شكرا لك نور
قصة مؤثر ربي يحمينا من كل سوء

ساجده
09-21-2008, 11:51 PM
نور

جزاكى الله خيرا على طرحك الاكثر من رائع
ربى يجعله بميزان حسناتك

اسعدك ربى بصحبة النبى

نور
09-23-2008, 12:33 AM
العذراء
تسلمى غاليتى على مرورك الاول
زان متصفحى بجميل حروفه
دمت بخير

أحمد اسماعيل
09-24-2008, 01:53 AM
نووور .. طرحك اكثر من رائع

وفقك الله وحفظك من كل سوء

دعواتى لكى بكل الخير