أحمد اسماعيل
12-30-2007, 03:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
_…ـ-*™£ الــ ـــ ــمـ ـــ ــ ــوت £™*-ـ…_
http://www.3bnat.com/upp/folder1/3bnat_8rVPnrhNIf.jpg
صمت .. عدم احتياج .. لا أسئلة .. لا خوف .. لا عطش لا بكاء .. سكوت عميق .. ثبات غامض .. صيام غامض عن الحركة وعن النداء وعن الكلام وعن الإنصات ..
استسلام كامل للغياب واعتراف كامل بالنهاية .. ودخول هادىء الى النسيان .. كثيرون كانوا معي .. كانوا يتكلمون .. ويشربون الشاي والحكايات ويتشاجرون كلما لعبوا الورق ..
كثيرون كانوا هنا ذات مساء .. يسألون عن هلال رمضان وعن مصروف الشهر .. وعن درجات الأولاد في المدرسة .. وعن عودة الغائبين .. وهنا بالتحديد أقف تحت شجرة الوقت وأسأل ..
كيف ينتظر الغائبون عودة الغائبين .. إن لم يكن الإنسان غائبا فهو مشروع غائب .. وإن لم يكن راحلا فهو مشروع راحل .. وإن لم يكن ميتا فهو مشروع ميت .. لا أرى الحياة منذ البداية الأولى سوى قوافل من بشر ..
قافلة تخلف قافلة .. وأقوام تخلف أخرى في انضباط محكم لا يطول بقاء أحد إلا لحكمة مجهولة .. ولا يقصر بقاء أحد إلا لحكمة مجهولة .. يتكلم الأحياء عن الموت دون ان يعرفون .. ولا يتكلم الموتى عن الموت بعد أن عرفوه ..
الموت توقف عن كل ما له علاقة بالحياة ابتداء من التنفس مرورا بالغناء وانتهاء بالتأمل .. كل المخلوقات تموت بالطريقة نفسها .. العصفور والغزال والذئب والإنسان والتمساح .. الغني يموت .. والفقير يموت ..
القوي يموت والضعيف يموت .. الرجل المسن يموت والطفل الذي لا يعرف غير ألعابه يموت .. كل ما يبقى هي الأسئلة التي ليست لها اجابات .. ويظل اللغز لغزا مهما حاول الفلاسفة تفسيره ..
لذلك يشدني الموال الحزين الذي يترنم به رجل عجوز في ساعات القيلولة .. لأن الموال اختراع الإنسان في لحظات التعب وانتظار المجهول .. يظل الموت عصيا على الفهم .. يظل الجهة المقابلة التي لا تأتي منها الأخبار ..
ويظل الضفة الأخرى لنهر الوجود .. لكنها ضفة الصمت .. وجهة المستحيل الذي لا يصبح ممكنا إلا بالرحيل النهائي من ضفة الحياة مهما كانت علاقة الإنسان بالآخر متينة وقوية .. إلا انها تنتهي حين يتدخل الموت .. وتغيب مع الغياب ..
لذلك أظل أتلفت ناحية ضفة الغياب .. أسأل الغائبين دون ان أسمع ردا .. فأعود الى عاداتي اليومية دون ان يسكت ندائي .. أو تسكت حيرتي .. ربما لهذا السبب يكتب الشاعر قصيدته .. لأن القصيدة هي نوع من النداء على الضفة الأخرى ..
الضفة الصامتة المليئة بالصامتين ممن كانوا هنا يملأون ضفة الحياة كلاما وصخبا .. وحركة الموت موجود في الحياة .. ملاصق لها، بل متمازج معها الحياة جزء من الموت .. والموت جزء من الحياة .. لذلك يتجاور الحضور والغياب ..
البكاء والابتسام .. الحركة والسكون .. البداية والنهاية .. وفي كل ذلك تجد الإنسان محتارا .. لأن الحزن لا يرجع غائبا .. والابتسام لا يمنع غيابا .. والبداية لا تمنع النهاية .. وكذلك النهاية تظل غير مكترثة بالبداية .. بعد الميلاد يبدأ مباشرة الاستعداد للموت .. للموت حضور غريب .. لكن كيف يحمل الموت الغياب بحضوره .. وكأنه حضور الغياب أو غياب الحضور .. إنه المعنى في اللامعنى أو الوجود في اللاوجود .. يتكاثر الموتى .. والمواليد .. لا يطلب أحد الموت سوى المنتحر .. لكن الموت يطلب الجميع .. أعرف ان ما أكتبه عن الموت يعرفه كل الأحياء .. لكن الوقوف الكامل أمام الحقيقة يجعل من مناقشتها أمرا يتساوى مع العبث ..
لذلك لا بد أن يترك الإنسان تساؤلاته عن الموت وينطلق نحو اصطياد الأحلام وبناء البيوت الجديدة التي تطل على الشمس والريح وأعشاب المواسم .. لا بد من أن نجعل الأطفال يلونون دفاترهم .. والشعراء يكملون قصائدهم .. والصبايا يحلمن بفرسان قادمين .. والعصافير تكمل هجرتها حتى لو كانت الهجرة الى المجهول ..
جميلة هي الحياة حتى لو تخبأ فيها الموت .. وجميل أن نعيشها حتى لو كانت محكومة بنهاية .. الإطلال على الحياة يجب ان يكون حتى لو مضغ الحنين قلوبنا اشتياقا لمن غابوا لأن الذين غابوا أكملوا رحلتهم .. ومضوا ..
وبقي علينا أن نكمل النشيد ونزرع القرنفل والقمع حتى لو كانت رائحة الموت بالقرب من أنوفنا.
اعمـــــل لاخرتك كأنــــــــــــك تمووووت غـــداً ,,
منقول
_…ـ-*™£ الــ ـــ ــمـ ـــ ــ ــوت £™*-ـ…_
http://www.3bnat.com/upp/folder1/3bnat_8rVPnrhNIf.jpg
صمت .. عدم احتياج .. لا أسئلة .. لا خوف .. لا عطش لا بكاء .. سكوت عميق .. ثبات غامض .. صيام غامض عن الحركة وعن النداء وعن الكلام وعن الإنصات ..
استسلام كامل للغياب واعتراف كامل بالنهاية .. ودخول هادىء الى النسيان .. كثيرون كانوا معي .. كانوا يتكلمون .. ويشربون الشاي والحكايات ويتشاجرون كلما لعبوا الورق ..
كثيرون كانوا هنا ذات مساء .. يسألون عن هلال رمضان وعن مصروف الشهر .. وعن درجات الأولاد في المدرسة .. وعن عودة الغائبين .. وهنا بالتحديد أقف تحت شجرة الوقت وأسأل ..
كيف ينتظر الغائبون عودة الغائبين .. إن لم يكن الإنسان غائبا فهو مشروع غائب .. وإن لم يكن راحلا فهو مشروع راحل .. وإن لم يكن ميتا فهو مشروع ميت .. لا أرى الحياة منذ البداية الأولى سوى قوافل من بشر ..
قافلة تخلف قافلة .. وأقوام تخلف أخرى في انضباط محكم لا يطول بقاء أحد إلا لحكمة مجهولة .. ولا يقصر بقاء أحد إلا لحكمة مجهولة .. يتكلم الأحياء عن الموت دون ان يعرفون .. ولا يتكلم الموتى عن الموت بعد أن عرفوه ..
الموت توقف عن كل ما له علاقة بالحياة ابتداء من التنفس مرورا بالغناء وانتهاء بالتأمل .. كل المخلوقات تموت بالطريقة نفسها .. العصفور والغزال والذئب والإنسان والتمساح .. الغني يموت .. والفقير يموت ..
القوي يموت والضعيف يموت .. الرجل المسن يموت والطفل الذي لا يعرف غير ألعابه يموت .. كل ما يبقى هي الأسئلة التي ليست لها اجابات .. ويظل اللغز لغزا مهما حاول الفلاسفة تفسيره ..
لذلك يشدني الموال الحزين الذي يترنم به رجل عجوز في ساعات القيلولة .. لأن الموال اختراع الإنسان في لحظات التعب وانتظار المجهول .. يظل الموت عصيا على الفهم .. يظل الجهة المقابلة التي لا تأتي منها الأخبار ..
ويظل الضفة الأخرى لنهر الوجود .. لكنها ضفة الصمت .. وجهة المستحيل الذي لا يصبح ممكنا إلا بالرحيل النهائي من ضفة الحياة مهما كانت علاقة الإنسان بالآخر متينة وقوية .. إلا انها تنتهي حين يتدخل الموت .. وتغيب مع الغياب ..
لذلك أظل أتلفت ناحية ضفة الغياب .. أسأل الغائبين دون ان أسمع ردا .. فأعود الى عاداتي اليومية دون ان يسكت ندائي .. أو تسكت حيرتي .. ربما لهذا السبب يكتب الشاعر قصيدته .. لأن القصيدة هي نوع من النداء على الضفة الأخرى ..
الضفة الصامتة المليئة بالصامتين ممن كانوا هنا يملأون ضفة الحياة كلاما وصخبا .. وحركة الموت موجود في الحياة .. ملاصق لها، بل متمازج معها الحياة جزء من الموت .. والموت جزء من الحياة .. لذلك يتجاور الحضور والغياب ..
البكاء والابتسام .. الحركة والسكون .. البداية والنهاية .. وفي كل ذلك تجد الإنسان محتارا .. لأن الحزن لا يرجع غائبا .. والابتسام لا يمنع غيابا .. والبداية لا تمنع النهاية .. وكذلك النهاية تظل غير مكترثة بالبداية .. بعد الميلاد يبدأ مباشرة الاستعداد للموت .. للموت حضور غريب .. لكن كيف يحمل الموت الغياب بحضوره .. وكأنه حضور الغياب أو غياب الحضور .. إنه المعنى في اللامعنى أو الوجود في اللاوجود .. يتكاثر الموتى .. والمواليد .. لا يطلب أحد الموت سوى المنتحر .. لكن الموت يطلب الجميع .. أعرف ان ما أكتبه عن الموت يعرفه كل الأحياء .. لكن الوقوف الكامل أمام الحقيقة يجعل من مناقشتها أمرا يتساوى مع العبث ..
لذلك لا بد أن يترك الإنسان تساؤلاته عن الموت وينطلق نحو اصطياد الأحلام وبناء البيوت الجديدة التي تطل على الشمس والريح وأعشاب المواسم .. لا بد من أن نجعل الأطفال يلونون دفاترهم .. والشعراء يكملون قصائدهم .. والصبايا يحلمن بفرسان قادمين .. والعصافير تكمل هجرتها حتى لو كانت الهجرة الى المجهول ..
جميلة هي الحياة حتى لو تخبأ فيها الموت .. وجميل أن نعيشها حتى لو كانت محكومة بنهاية .. الإطلال على الحياة يجب ان يكون حتى لو مضغ الحنين قلوبنا اشتياقا لمن غابوا لأن الذين غابوا أكملوا رحلتهم .. ومضوا ..
وبقي علينا أن نكمل النشيد ونزرع القرنفل والقمع حتى لو كانت رائحة الموت بالقرب من أنوفنا.
اعمـــــل لاخرتك كأنــــــــــــك تمووووت غـــداً ,,
منقول