المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة تدمع العين و القلب ...


الاسير
03-31-2009, 07:36 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جلس الرسول – صلى الله عليه وسلم – يوما في المسجد وأصحابه حوله جلس كالقمر وسط النجوم في ظلام الليل يعلمهم يؤدبهم يزكيهم . .
اكتمل المجلس بكبار الصحابة وسادات المهاجرين والأنصار وبالأولياء والعلماء . .
وإذا بامرأة متحجبة تدخل باب المسجد . .
فسكت عليه الصلاة والسلام ، وسكت أصحابه. . وأقبلت رويدا. . تمشي وجلا وخشية. . رمت بكل مقاييس البشر وموازينهم. . تناست العار والفضيحة. . لم تخش الناس. . أو عيون الناس. . وماذا يقول الناس. . أقبلت تطلب الموت. . نعم تطلب الموت. . فالموت يهون إن كان معه المغفرة والصفح. . يهون إن كان بعده الرضا والقبول.
حتى وصلت إليه عليه الصلاة والسلام. . ثم وقفت أمامه. . وأخبرته أنها زنت ؟ ؟ ؟
وقالت: يارسول الله أصبت حدا فطهرني . .
ماذا فعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
هل استشهد عليها الصحابة ؟ ؟
هل قال لهم: اشهدوا عليها ؟ ؟
لا. . .
احمر وجهه حتى كاد يقطر دما. . ثم حول وجهه إلى الميمنة وسكت كانه لم يسمع شيئا. .
حاول الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن ترجع المرأة عن كلامها. . ولكنها امرأة رسخ الإيمان في قلبها وفي جسمها. . حتى جرى في كل ذرة من ذرات هذا الجسد. .
قالت: أراك يارسول الله تريد أن تردني كما رددت ماعز بن مالك. . فوالله إني حبلى من الزنا. . ؟ ؟
فقال: اذهبي حتى تضعيه.
ويمر الشهر تلو الشهر. . والآلام تلد الآلام. . حملت طفلها تسعة أشهر. . ثم وضعته. . وفي أول يوم أتت به وقد لفته في خرقة. .
وقالت: يارسول الله طهرني من الزنا. . ها أنا ذا وضعته فطهرني يارسول الله. . فنظر إلى طفلها. . وقلبه يتفطر عليه ألما وحزنا. . لأنه كان يعيش الرحمة للعصاة. .
قال بعض أهل العلم: بل هو – صلى الله عليه وسلم – رحمة حتى للكافر. .
من يرضع الطفل ويقوم بشؤونه إذا أقام الحد عليها وماتت ؟ ؟
فقال: ارجعي وأرضعيه فإذا فطمتيه فعودي إلي ، فذهبت إلى بيت أهلها. . فأرضعت طفلها. . وما يزداد الإيمان في قلبها إلا رسوخا كرسوخ الجبال. .
وتدور السنة تعقبها سنة. . وتأتي به في يده خبزاً يأكلها. . يارسول الله قد فطمته فطهرني. .
عجبا لها ولحالها ؟ ؟ ؟ أي إيمان هذا الذي تحمله. . ماهذا الإصرار والعزم. . ثلاث سنين تزيد أو تنقص. . والأيام تتعاقب. . والشهور تتوالى. . وفي كل لحظة لها مع الألم قصة. . وفي عالم المواجع رواية.
ثم أتت بالطفل بعد أن فطمته. . وفي يده كسرة خبز. . وذهبت إلى الرسول – عليه الصلاة والسلام –
قالت: طهرني يارسول الله. . فأخذ – صلى الله عليه وسلم – طفلها وكأنه سل قلبها من بين جنبيها. . لكنه أمر الله. .
قال عليه الصلاة والسلام: من يكفل هذا وهو رفيقي في الجنة كهاتين.
ويؤمر بها فتدفن إلى صدرها ثم ترجم. . فيطيش دم من رأسها على خالد بن الوليد. .فسبها على مسمع من النبي – صلى الله عليه وسلم- فقال عليه الصلاة والسلام: مهلا يا خالد والله لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لقبلت منه. .
وفي رواية أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال له عمر- رضي الله عنه- :تصلي عليها يا نبي الله وقد زنت ؟ ؟
فقال النبي – صلى الله عليه وسلم - : لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى ؟ ؟

سبحان الله. . مالذي جعلها تفعل هذا كله ؟ ؟
إنه الخوف من الله. . إنها الخشية التي لم تزل بتلك المؤمنة حين وقعت في حبائل الشيطان. . واستجابت له في لحظة ضعف. . نعم أذنبت. . ولكن قامت من ذنبها بقلب يملأه الإيمان. . ونفس لسعتها حرارة المعصية. . نعم أذنبت. . ولكن قام في قلبها مقام التعظيم لمن عصت. . إنها التوبة. . نعم إنها التوبة. .
ووالله ما سقت لكي أختي المسلمة هذه القصة تهيجا لعواطفك. . ولا استدرارا لدمعتك. . أو استثارة لمشاعرك. . كلا. . كلا. .
ولكن لتعلمي أن لهذا الدين أبطالا يحملون. . يضحون من أجله. . ويسكبون دماءهم. . ويقطعون أجسادهم. .

ولئن كان كفار الأمس أبو جهل وأمية. . عذبوا بلالا وسمية. . فإن كفار اليوم لا يزالون يبذلون. . ويخططون ويكيدون. . في سبيل أن يسلبوا عزك وشرفك. . فاحذري من أن تكوني فريسة لتلك الذئاب البشرية. .
أختاه. . تأملي في قصة هذه المرأة. . كيف جادت بنفسها. . فلله درها ما أعظم ثباتها. . وأكثر ثوابها. .
الله أكبر. . رجمت. . تعبت. . تألمت. .
لكنها استراحت كثيراً. . مضت هذه المرأة المؤمنة إلى خالقها. . وجاورت ربها. . ويرجى أن تكون اليوم في جنات ونهر. . ومقعد صدق عند مليك مقتدر. . وهي اليوم أحسن منها في الدنيا حالا. . وأكثر نعيما وجمالا. .
وعند البخاري أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال:
لو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينها ولملأته ريحا. . ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها.
ثبتت على دينها. . برغم الفتنة العظيمة التي أحاطت بها. .

ومن هنا قارني يا رعاك الله بين حال هذه المرأة. . وحال كثير من فتياتنا. . فعجبا والله لفتيات لا تستطيع إحداهن الثبات ولو على إقامة الصلاة. .
عجبا لفتيات لا تستطيع إحداهن ترك المحرمات. . من نظر لتمثيلية ساقطة. . أو أغنية ماجنة. . أو ملبس فاضح. . أو اتصالات ومعاكسات. .

كتبتها واخترتها لكم من:- كتاب قصص وعبرات
فهد بن عبد الرحمن الحميد

ام معاذ
03-31-2009, 08:01 PM
1 - { إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } النصر160
2 - { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } النصر64
3 - { أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }





بارك الله فيك

الاسير
03-31-2009, 08:11 PM
بسم الله
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
يعرب ماء شاء الله عليكم
مرورك غايه في الروعه
بارك الله فيكي و لكي
تقبلي خالص تحياتي
جابر المجبري

نور
03-31-2009, 09:03 PM
مااجمل خشية الله
ومااجمل توبة هذه المراة
اللهم اقبل توبتها وارزقها جنتك
واهدى فتيات المؤمنات لطاعة الله والالتزام بااوامره
والبعد عن مايغضب الله ورسوله عليه افضل الصلاة والسلام
محمد بن عبد الله خاتم الرسل اجمعين
سلمت اخى
جابر
طرح اكثر من قيم
بارك الله لك
رزقك شربة هنية من حوض رسول الله لاتظمأ بعدها ابدا
دعواتى لك بكل الخير

أحمد اسماعيل
04-01-2009, 02:11 AM
جابر .. الاخ الكريم


حفظك الله على طرحك القيم

يسر الله امورك وكتب لك الخير

دعواتى لك بالصحة والعافية

الاسير
04-01-2009, 02:35 PM
بسم الله
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
اللهم امين
اجمعين ان شاء الله
شكراً نور
شكراً
تقبلي خالص تحياتي
جابر المجبري

الاسير
04-01-2009, 04:22 PM
بسم الله
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
اخي الكريم احمد
شكراً على المرور
تقبل خالص تحياتي
جابر المجبري

هدهد2009
04-01-2009, 06:59 PM
يارب اجعلنا من اهل الجنه وتوب علينا واغفر لنا
ذنوبنا واجعلنانلتقى مع سيدنا محمد ونشرب من يده شربه ماء لا نظمأ بعدها ابدا
جزاك الله خير ووفقك
وجعله فى ميزان حسناتك

الاسير
04-04-2009, 05:32 PM
بسم الله
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
هدهوده
اجمعين ان شاء الله
شكراً على المرور
تقبلي خالص تحياتي
جابر المجبري