أحمد اسماعيل
05-12-2009, 10:33 PM
بسم الله :
قال تعالى :
{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ ولا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمثال لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (35) سورة النــور
(الله نور السموات والأرض )
الحسي والمعنوي , وذلك أن الله بذاته , نور , وحجابه نور , الذي لو كشفه , لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه , وبه استنار العرش , والكرسي , والشمس والقمر والنور , وبه استنارت الجنه .
وكذلك المعنوي , يرجع الى الله , فكتابه نور , وشرعه نور , والايمان والمعرفة في قلوب رسله وعباده المؤمنين , نور .
فلولا نوره تعالى , لتراكمت الظلمات , ولهذا كل محل , يفقد نوره فثـّـَم الظلمه والحصر ,
(مثل نوره) الذي يهدي إليه , وهو نور الإيمان والقرآن في قلـــوب المؤمنين .
(كمشكاة ): أي كوة (فيها مصباح) لأن الكوة , تجمع نور المصباح بحيث لا يتفرق .
مامعنى كوة (المشكاة)؟
المشكاة : الكوة في الحائط ، الكوة غير النافذة في البيوت القديمة ، ففي أثناء بناء الجدار يتركون كوة في الجدار ، نافذة غير نافذة ، لها غلاف ، هذه الكوة يوضع فيها المصباح لماذا ؟ لأن سطح الكوة منحن ، ومطلي باللون الأبيض ، فإن المصباح تتجمع أنواره ، وتنعكس إلى الغرفة ، فهذه الكوة حفرة في الحائط غير نافذة ، هذا تعريف المشكاة .
http://up106.arabsh.com/s/6lu69v9z6t.gif (http://up106.arabsh.com/)
ذلك (المصباح في زجاجة الزجاجة) من صفائها وبهائها (كأنها كوكب دري )أي : مضيء إضائه الدر .
(يوقد) ذلك المصباح , الذي في الزجاجة الدريه (من شجرة مباركة زيتونة) أي : يوقد من زيت الزيتون الذ ناره , من أنور مايكون .
(لا شرقية) فقط , فلا تصيبها الشمس آخر النهار .
(ولا غربية) فقط , فلا تصيبها الشمس أول النهار .
وإذا انتفى عنها الأمران , كانت متوسطة من الأرض . كزيتون الشام , تصيبع الشمس أول النهار وآخره ,
فيحسن ويطيب , ويكون أصفى لزيتها , ولهذا قال :
(يكاد زيتها) من صفائه (يضيء ولو لم تمسسه نار ) فإذا مسته النار أضاء أضــــاءة بليغة (نــور على نور ) أي : نور النار ونور الزيت .
ووجه هذا المثل , الذي ضربه الله , وتطبيقه على حال المؤمن , ونور الله في قلبه , أن فطرته التي فطر عليها , بمنزلة الزيت الصافي .
ففطرته صافيه , مستعده للتعاليم الإلهيه , والعمل المشروع , فإذا وصل إليه الأيمان , إشتعل ذلك النور في قلبه , بمنزلة إشعال النار , فتيله ذلك المصباح , وهو صافي القلب , من سوء القصد , وسوء الفهم عن الله .
إذا وصل إليه الإيمان , أضاء إضائه عظيمه , لصافئه من الكدورات , وذلك بمنزلة صفاء الزجاجة الدريه ,
فيجمتع له , نور الفطره , ونور الإيمان , ونور العلم , وصفاء المعرفه , نور على نوره .
ولما كلن هذا من نور الله , وليس كل أحد يصلح له ذلك قال:
(يهدي الله لنوره من يشاء ) ممن يعلم زكاءه وطهارته , و أنه يزكى معه وينمو .
(ويضرب الله الأمثال للناس )ليعقلوا عنه , ويفهموا , لطفاً منه بهم , وإحساناً إليهم وليتضح الحق من الباطل , فإن الأمثال تقرب الماعني المعقولة من المحسوسة , فيعلمها العياد علماً واضحاً .
(والله بكل شيء عليم ) فعلمه محيط بجميع الأشياء , فَـلـْـتَعْـلَموا أن ضربه الأمثال, ضَرْبُ من يعلم حقائق الأشياء وتفاصيلها و أنها مصلحة للعباد . فليكن اشتغالكم بتدبرها وتعقلها , لا بالإعتراض عليها , ولا بمعارضتها فإنه يعلم وأنتم لا تعلمون .
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
للعلاّمة الشيخ الجليل / عبد الرحمن السعدي رحمه الله .
(من أروع التفاسير التي قرأتها )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته http://www.d-7lm.com/vb/images/smilies/soso.gif
قال تعالى :
{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ ولا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمثال لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (35) سورة النــور
(الله نور السموات والأرض )
الحسي والمعنوي , وذلك أن الله بذاته , نور , وحجابه نور , الذي لو كشفه , لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه , وبه استنار العرش , والكرسي , والشمس والقمر والنور , وبه استنارت الجنه .
وكذلك المعنوي , يرجع الى الله , فكتابه نور , وشرعه نور , والايمان والمعرفة في قلوب رسله وعباده المؤمنين , نور .
فلولا نوره تعالى , لتراكمت الظلمات , ولهذا كل محل , يفقد نوره فثـّـَم الظلمه والحصر ,
(مثل نوره) الذي يهدي إليه , وهو نور الإيمان والقرآن في قلـــوب المؤمنين .
(كمشكاة ): أي كوة (فيها مصباح) لأن الكوة , تجمع نور المصباح بحيث لا يتفرق .
مامعنى كوة (المشكاة)؟
المشكاة : الكوة في الحائط ، الكوة غير النافذة في البيوت القديمة ، ففي أثناء بناء الجدار يتركون كوة في الجدار ، نافذة غير نافذة ، لها غلاف ، هذه الكوة يوضع فيها المصباح لماذا ؟ لأن سطح الكوة منحن ، ومطلي باللون الأبيض ، فإن المصباح تتجمع أنواره ، وتنعكس إلى الغرفة ، فهذه الكوة حفرة في الحائط غير نافذة ، هذا تعريف المشكاة .
http://up106.arabsh.com/s/6lu69v9z6t.gif (http://up106.arabsh.com/)
ذلك (المصباح في زجاجة الزجاجة) من صفائها وبهائها (كأنها كوكب دري )أي : مضيء إضائه الدر .
(يوقد) ذلك المصباح , الذي في الزجاجة الدريه (من شجرة مباركة زيتونة) أي : يوقد من زيت الزيتون الذ ناره , من أنور مايكون .
(لا شرقية) فقط , فلا تصيبها الشمس آخر النهار .
(ولا غربية) فقط , فلا تصيبها الشمس أول النهار .
وإذا انتفى عنها الأمران , كانت متوسطة من الأرض . كزيتون الشام , تصيبع الشمس أول النهار وآخره ,
فيحسن ويطيب , ويكون أصفى لزيتها , ولهذا قال :
(يكاد زيتها) من صفائه (يضيء ولو لم تمسسه نار ) فإذا مسته النار أضاء أضــــاءة بليغة (نــور على نور ) أي : نور النار ونور الزيت .
ووجه هذا المثل , الذي ضربه الله , وتطبيقه على حال المؤمن , ونور الله في قلبه , أن فطرته التي فطر عليها , بمنزلة الزيت الصافي .
ففطرته صافيه , مستعده للتعاليم الإلهيه , والعمل المشروع , فإذا وصل إليه الأيمان , إشتعل ذلك النور في قلبه , بمنزلة إشعال النار , فتيله ذلك المصباح , وهو صافي القلب , من سوء القصد , وسوء الفهم عن الله .
إذا وصل إليه الإيمان , أضاء إضائه عظيمه , لصافئه من الكدورات , وذلك بمنزلة صفاء الزجاجة الدريه ,
فيجمتع له , نور الفطره , ونور الإيمان , ونور العلم , وصفاء المعرفه , نور على نوره .
ولما كلن هذا من نور الله , وليس كل أحد يصلح له ذلك قال:
(يهدي الله لنوره من يشاء ) ممن يعلم زكاءه وطهارته , و أنه يزكى معه وينمو .
(ويضرب الله الأمثال للناس )ليعقلوا عنه , ويفهموا , لطفاً منه بهم , وإحساناً إليهم وليتضح الحق من الباطل , فإن الأمثال تقرب الماعني المعقولة من المحسوسة , فيعلمها العياد علماً واضحاً .
(والله بكل شيء عليم ) فعلمه محيط بجميع الأشياء , فَـلـْـتَعْـلَموا أن ضربه الأمثال, ضَرْبُ من يعلم حقائق الأشياء وتفاصيلها و أنها مصلحة للعباد . فليكن اشتغالكم بتدبرها وتعقلها , لا بالإعتراض عليها , ولا بمعارضتها فإنه يعلم وأنتم لا تعلمون .
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
للعلاّمة الشيخ الجليل / عبد الرحمن السعدي رحمه الله .
(من أروع التفاسير التي قرأتها )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته http://www.d-7lm.com/vb/images/smilies/soso.gif