المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صورة جسدى العارى


نور
02-25-2008, 07:57 PM
http://i28.tinypic.com/11vs16t.jpg

ثلاثون عاماً .. (( عمري)) .

.........................

ثلاثون عاماً .. عشتها .. مارستها ..
بثوانيها .. ودقائقها .. وساعاتها .. وأيامها .. وسنواتها ..
من الولادة بدايتها .. إلى الطفولة وبرائتها .. إلى المراهقة بشقاوتها .. إلى الرجولة بعنفوانها ..
(( هي حياتي سلبياتها أكثر من إيجابياتها )) ..

طفولة لم أستوعبها .. ربما كنت شرس الطباع (( لا أدري )) .. كل ما أتذكره من طفولتي .. (( بيتي وكلب الجيران )) .. وبنتاً أسمها (( شيماء )) ..

مدرستي .. أساتذتي .. زملائي .. عالم غريب لأول يوم (( دراسي )) .. كانت فاجعة .
كان البكاء (( تعبيري لعدم الرضى )) ..
بشتى الطرق حاولا جاهدين والداي لأقناعي .. (( بالترغيب والترهيب .. وأحياناً كان الضرب مصيري )) .. ولكن أنتصرت عليهما (( ولم أذهب للمدرسة )) ..
برغبتي وقناعتي .. كان أنتظامي في دراستي (( بعد سنة )) .

الطفل الصغير .. (( كبر .. مواصلاً رحلة الحياة )) ..
أحلامي لم تتجاوز (( العابي )) ..
لا أريد أن أكون كا أبي (( هكذا كان تفكيري )) ..
لم أجد قاسماً مشترك بيني وبين أبي سوى (( محمد عبده )) .. كان يستمع أليه (( مجبراً كنت أستمع لهذا المطرب )) ..

مراهقتي .. كانت تمرداً لكل قرار عائلي .. لا نصائح تفيد .. لا محاولة تنفع .. (( مبلغ الرجال بلغت )) .. هكذا صور لي .. (( شرساً كان ردي لكل سؤال .. أين كنت ؟! )) .
لا يحق لأحد أن يسألني .. (( رجلاً أحسب نفسي )) ..
وقتي (( لأصدقائي .. ولدراستي )) ..
(( فكري يرفض أن أكون كا أبي .. )) ..ومع مرور الوقت .. محمد عبده زاد تعلقي به .. (( لدرجة التعصب والتطرف )) .. كل أشرطته الغنائية (( أمتلكتها )) .. أسكر حتى الثمالة مع أغانية الخالدة ..

كانت أول تجربة (( حب )) .. عمري وقتها (( 16 سنة )) .. في بيتنا عرفتها .. (( أحببتها .. عشقتها )) .. و بالمثل بادلتني الحب .. لم أصدق نفسي أن (( بنتاً )) عرفتها ..
أخبرت كل أصدقائي عنها .. (( رغم حرصها على الكتمان )) .. ولكن النشوة لدي أقوى من مقاومة الكتمان ..
رسائل الغرام (( تبادلناها )) .. لقاءاتنا (( خلسة وخوف )) .. ومع كل هذا (( كان حباً عفيفاً ))
أول هدية أتلقاها بحياتي كلها كان شريط (( لمحمد عبده .. وخصوصاً أغنيتة الخالدة ريانة العود )) .. ثلاث سنوات (( فقط عمر )) مواعيدنا ولقاءاتنا .. من أجمل أيام عمري لم أشعر بمثلها قط .. ولكن (( القدر )) تدخل لتفريق بين قلبين طريين .. فكان قرار الألم والصدمة لكلينا .. رحلوا إلى مكان (( رغم بحثي وسؤالي لسنوات )) لا .. ولم أعرفه ..
كان رحيلها .. نقطة تحول (( مؤلمة )) .. في حياتي .. إنقلاب حدث لي .. (( بتصرفاتي .. وحديثي .. وعلاقتي بالمحيط حولي )) .. كان الحزن يغطي وجهي .. لم تعد تصرفاتي شرسة .. ولم تعد كلماتي عدوانية .. (( هدوء قاتل يجتاحني )) .. أفكاري (( مشتتة )) .. خطوتي (( تائهة )) .. كا الآلة تحركي ..
في نهاري .. أحاول نسيانها .. ولكن (( بمضجعي .. تفكيري يقلتني .. وبكائي يهزني )) ..
صعبة كانت أيامي مؤلمة .. لا أبالغ أن كانت (( مستحيلة )) ..
صورتها بكل لحظة تزورني .. لتزيد من وجعي وهمي .. لم أكن أملك قرار (( نسيانها )) ..
فهي كل (( حياتي بكل تفاصيلها )) .. سلوتي الوحيدة هديتها ((أغنية محمد عبده ريانة العود )) ..
سمعتها آلالف المرات .. رددتها .. حفظتها .. إلى يومي هذا أسمعها بلا ملل وبلا تفكير أرددها ..
في هذه السنة .. كانت نتيجة الأمتحان الدراسي (( فشل ذريع )) .. لم أستطع المقاومة ..(( أقصد في تلك السنة .. سنة الوداع إلى الأبد .. ))
حاولت جاهداً .. وعبثاً كانت كل محاولاتي لمعرفة (( أين ذهبت ؟ )) ..
ومع كل فشل ..القلب ينفطر .. والعقل يتحجر .. والوجه يكتسحه شحوب منكسر ..
أعتقد والداي .. (( بأنني مسحور .. أو مس من الجن أصابني )) .. كل محاولاتهم لمعرفة ما ألم بي فشلت .. (( ضحكاتي .. وجنوني .. و لا مبالتي )) .. أتعبهما ((سؤالي .. ما بك ؟! )) .. (( نريدك كما كنت .. نريد ضحكتك .. شراستك .. أهمالك لنا .. عدوانيتك .. صراخك .. كما كان خالد نريده .. لا نريد خالداً الجديد )) .. يكون ردي (( إذا تريدون راحتي .. لا تسألوني )) ..

كل همومي .. وآلامي .. ووجعي بلحظات خيال .. جنونية .. أحلام نسجها قلبي .. بوحدتي .. مع أغنية (( ريانة العود )) .. أسافر مع خيالي للقاء (( محبوبتي )) .. أوهام عاشق ..
كنت أتصورها بجانبي (( زوجة )) .. أو حبيبة نجوب بلاد العالم .. أو شاعراً أكتب قصائد لها ..
كنت (( أصُورها )) تهيم حباً بي .. وأحياناً كثيرة كنت أراها أمامي ولا أهتم لها .. ومرة أكون مطرب لأغنية ريانة العود لتسمعها .. وتشيد بي ولا ألقي لها بالاً .. حتى بأوهامي كنت أغضب منها ولا أستمع لأعذارها .. ولا أهتم بل أزيد في نزف قلبها .. أما قلت لكم (( جنون الأوهام ))..
كل الأحلام عشتها .. وبكل الصور صورتها .. وبكل جنون الأحلام لها وبها كانت لها فقط ..
(( كنت أنسج لنفسي عالم خاص بنا .. ))
كنت أحلم أنني انا مطرب .. وانا أغني أغني ريانة العود .. لتسمعها هي .. وتسعد ..
مع كل كلمة لأغنية (( ريانة العود )) .. كان هيجاني العاطفي يزداد .. ولا أمل من ترديد هذه الأغنية من (( 14 سنة مضت )) .. لأنها بحق تعتبر من روائع الأغاني الخالدة .. وقبل ذلك لأن من أحببتها يوماً ورحلت (( أهدتني هذه الأغنية )) ..
فكل شطر في هذه الأغنية .. لها ذكريات عشتها .. وحلمت بها ..



كلمات أغنية ريانة العود ..

(( صوتك يناديني تذكر
تذكر الحلم الصغير
و جدار من طين و حصير
و قمرا ورا الليل الضرير
عند الغدير
و إن هبت النسمة تذكر .. ))

يصف لقاء .. وحلم .. بنيناه بحب وليد .. رضيع .. عواطفنا ترعاه بخوف من محيط حولنا ..

(( جيتي من النسيان
و من كل الزمان
اللي مضى و اللي تغير
صوتك يناديني تذكر
ناديتي خانتني السنين
اللي مضت راحت
ناديت كل السنين
اللي مضت راحت
كنا افترقنا البارحة
و البارحة صارت عمر
ليله ليلة ليلة ليلة ابد عيت تمر .. ))

من النسيان .. وزمان .. ومكان .. كان الوعد .. والعهد .. وحب جارف .. وقلب نازف ..
بحسرة وألف حسرة .. وبالقلب طعنة .. وكلمات أصابت حروفها غصة ..
بسرعة البرق .. كان الفراق .. بدهشة لا تصدق .. بدون وداع .. كان قرار القدر .. رغم صرخة العيون .. وقلب نبضه توقف ..
وبوجع لا ينقطع .. يراودني الأمل أن يكون لقاء .. ربما قدره لنا القدر .. برغم مرور الزمن .. العهد لم ينتقض .. فقد أقسم النسيان أنه لرؤيتي منكر .. الحل هو أنتظار .. ربما يحن القدر .. لقلب .. الحجر له رق وأنفطر .. وعمر أنتظر .. أعواما مرت .. ثوانيها تعد شهر ..

(( يا جمرة الشوق الخفي
نسيت أنا و جرحك وفي
يتذكر الحلم الصغير
و جدار من طين و حصير
و قمرا ورا الليل الضرير
عند الغدير
و إن هبت النسمة تذكر .. ))

وفاء لم يستطع .. قلباً خيانته .. جرحه جرحها .. لحب صغير .. كبر .. مع كل نسمة يتذكر .. حاول .. يبتعد ويهجر .. فكر بالخيانة ولأمره جزم وتدبر .. فـ خان .. لكن مع طيفها .. خانها لكن مع روحها ..فلم يطق للبعد صبر .. مرغما يعود على الأثر .. فا العهد والوعد .. حلفهما .. من قلبه الملكوم بأسى .. جملة لها يتأمل .. ويأمل .. ويردد
(( اليأس لا يستمر ..مصيره أن يندثر.. ))


(( ريانة العود
نادي الليالي تعود
بشوق الهوى بوعود
بوجهي الي ضيعته زمان
في عيونك السود .. ))

كل ليلة .. يكون لها نداء .. نداء أنين .. حزين .. بأمل اللقاء والحنين .. وعهد على وعد أن يكونا بمشاعرهما .. مخلصين .. للحب مخلصين ..
هي .. قد أضاءت له نور .. بعد ظلام .. وضياع .. (( كان لها فضلاً )) بالتغيير .. من النقيض .. إلى النقيض .. من مشاعر جامدة .. بعد أن المحيط حوله .. منه يتألمون .. ولأفعاله يأذون ..
إلى شخص .. عطوف .. محب .. مخلص .. و للآخرين يشعر .. ولوجعهم يتذكر .. وبهم ولهم يشيد ويفخر .. بأختصار .. هو (( عند الناس .. غير كل الناس )) .. بعد التغيير لن يرجع أو يتغير ..


(( يالنسمة العذبة
عنك الصبر كذبة
و فيك العمر موعود
اشتقت للحلم الصغير
و جدار من طين و حصير
و قمرا ورا الليل الضرير
عند الغدير
و إن هبت النسمة تذكر .. ))

رغم أن السنين مرت .. ولأيامها طوت .. ولذكريات ولت .. وبيوت هدمت .. ومعالم تغيرت .. ووجوه حضرت وغابت و تبدلت ..
كل ألم مر .. كل نزف أنهمر .. لـ الدهر.. أنتظر .. كا الجبال صبر ..
طريقه .... بين يأس وأمل عبر ..
خوف وترقب من خبر ... يصل لسمعه أن المحبوب غدر ..
وإلى أن .. يأتي الخبر .. يتسلى بنساء كثر .. يمني النفس بالصبر ..
ولكن .. تسليته .. ونساءه .. رغم محاولاته .. وتأكيده .. أن أستطاع أن يجد .. لقلبه نسيان تلك المحبوبة ..بين فترات اليأس يردد لن تعود .. لن أنتظر وهماً .. سراب فقط لنظر ..

ولكنه .. يكذب .. لما يجزم ويردد .. فمحبوبته في قلبه تذكر .. وبفكره تحضر .. وبلسانه من غير أدراك ووعي لحبه لها ينشر .. فـ حبه لها (( صدق )) .. (( وكذب )) .. لو قال أنه نفذ منه الصبر .. ولم يعد يطيق لها من ذكر .. فكل ما يذكر .. (( فقد كذب )) .. نظراته تكذبه .. قلبه يكذبه .. سرحانه يكذبه .. حتى لسانه يزل ولأسمها ولأجلها يهذي ويتذكر .. بحسرة ..

لنا عودة

أحمد اسماعيل
02-25-2008, 11:38 PM
لروعة الموضوع والكلمات التى تلامس كل قلب صادق

لى عودة وبقوة



نور


تسلمى على روعة الاختيار

lava
02-26-2008, 01:13 AM
يسلمووو على القصه الرائعه وروعه الاختيار