تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفلاسفة والمفكرين 00 نبذه عنهم شاملة


نور
08-31-2009, 06:02 PM
أفلاطون



أفلاطون' (باليونانية: Πλάτων پْلاَتُونْ) (عاش بين 427 ق.م - 347 ق.م) فيلسوف يوناني قديم, وأحد أعظم الفلاسفة الغربيين، حتى ان الفلسفة الغربية اعتبرت انها ماهي الا حواشي لأفلاطون. عرف من خلال مخطوطاته التي جمعت بين الفلسفة والشعر والفن. كانت كتاباته على شكل حوارات ورسائل وإبيغرامات(ابيغرام:قصيدة قصيرة محكمة منتهيه بحكمه وسخريه يعرف أرسطو الفلسفة بمصطلحات الجواهر ، فيعرفها قائلا أنها علم الجوهر الكلي لكل ما هو واقعي . في حين يحدد أفلاطون الفلسفة بأنها عالم الأفكار قاصدا بالفكرة الأساس اللاشرطي للظاهرة . بالرغم من هذا الإختلاف فإن كلا من المعلم و التلميذ يدرسان مواضيع الفلسفة من حيث علاقتها بالكلي ، فأرسطو يجد الكلي في الأشياء الواقعية الموجودة في حين يجد أفلاطون الكلي مستقلا بعيدا عن الأشياء المادية ، و علاقة الكلي بالظواهر و الأشياء المادية هي علاقة المثال ( المثل ) و التطبيق . الطريقة الفلسفية عند أرسطو كانت تعني الصعود من دراسة الظواهر الطبيعية وصولا إلى تحديد الكلي و تعريفه ، أما عند أفلاطون فكانت تبدأ من الأفكار و المثل لتنزل بعد ذلك إلى تمثلات الأفكار و تطبيقاتها على أرض الواقع.

أفلاطون هو أرسطوقليس، الملقَّب بأفلاطون بسبب ضخامة جسمه، وأشهر فلاسفة اليونان على الإطلاق. ولد في أثينا في عائلة أرسطوقراطية. أطلق عليه بعض شارحيه لقب "أفلاطون ". يقال إنه في بداياته تتلمذ على السفسطائيين وعلى كراتيلِس ، تلميذ هراقليطس ، قبل أن يرتبط بمعلِّمه سقراط في العشرين من عمره. وقد تأثر أفلاطون كثيرًا فيما بعد بالحُكم الجائر الذي صدر بحقِّ سقراط وأدى إلى موته؛ الأمر الذي جعله يعي أن الدول محكومة بشكل سيئ، وأنه من أجل استتباب النظام والعدالة ينبغي أن تصبح الفلسفة أساسًا للسياسة ، سافر إلى جنوب إيطاليا ، التي كانت تُعتبَر آنذاك جزءًا من بلاد اليونان القديمة. وهناك التقى بـالفيثاغوريين. ثم انتقل من هناك إلى صقلية حيث قابل ديونيسوس ، ملك سيراكوسا المستبد، على أمل أن يجعل من هذه المدينة دولة تحكمها الفلسفة. لكنها كانت تجربة فاشلة، سرعان ما دفعته إلى العودة إلى أثينا ، حيث أسَّس، في حدائق أكاديموس ، مدرسته التي باتت تُعرَف بـأكاديمية أفلاطون. لكن هذا لم يمنعه من معاودة الكرة مرات أخرى لتأسيس مدينته في سيراكوسا في ظلِّ حكم مليكها الجديد ديونيسوس الشاب، ففشل أيضًا في محاولاته؛ الأمر الذي أقنعه بالاستقرار نهائيًّا في أثينا حيث أنهى حياته محاطًا بتلاميذه.

فلسفته
أفلاطون في مدرسة أثينا نشاهد خلالها إيمائات أفلاطون إلى السماء تمثيلا لنظرية الأشكال التي كان يؤمن بها اللوحة للفنان ليوناردو دا فينشي.

أوجد أفلاطون ما عُرِفَ من بعدُ بطريقة الحوار، التي كانت عبارة عن دراما فلسفية حقيقية، عبَّر من خلالها عن أفكاره عن طريق شخصية سقراط ، الذي تمثَّله إلى حدِّ بات من الصعب جدًّا، من بعدُ، التمييز بين عقيدة التلميذ وعقيدة أستاذه الذي لم يخلِّف لنا أيَّ شيء مكتوب. هذا وقد ترك أفلاطون كتابةً ثمانية وعشرين حوارًا، تتألق فيها، بدءًا من الحوارات الأولى، أو "السقراطية"، وصولاً إلى الأخيرة، حيث شاخ ونضج، صورة سقراط التي تتخذ طابعًا مثاليًّا؛ كما تتضح من خلالها نظريته في المُثُل، ويتم فيها التطرق لمسائل عيانية هامة.

تميِّز الميتافيزياء الأفلاطونية بين عالمين: العالم الأول، أو العالم المحسوس، هو عالم التعددية، عالم الصيرورة والفساد. ويقع هذا العالم بين الوجود واللاوجود، ويُعتبَر منبعًا للأوهام (معنى استعارة الكهف) لأن حقيقته مستفادة من غيره، من حيث كونه لا يجد مبدأ وجوده إلا في العالم الحقيقي للـمُثُل المعقولة، التي هي نماذج مثالية تتمثل فيها الأشياء المحسوسة بصورة مشوَّهة. ذلك لأن الأشياء لا توجد إلاَّ عبر المحاكاة والمشاركة، ولأن كينونتها هي نتيجة ومحصلِّة لعملية يؤديها الفيض ، كـصانع إلهي، أعطى شكلاً للمادة التي هي، في حدِّ ذاتها، أزلية وغير مخلوقة (تيميوس).

هذا ويتألف عالم المحسوسات من أفكار ميتافيزيائية (كالدائرة، والمثلث) ومن أفكار "غير افتراضية" (كالحذر، والعدالة، والجمال، إلخ)، تلك التي تشكِّل فيما بينها نظامًا متناغمًا، لأنه معماري البنيان ومتسلسل بسبب وعن طريق مبدأ المثال السامي الموحَّد الذي هو "منبع الكائن وجوهر المُثُل الأخرى"، أي مثال الخير.

لكن كيف يمكننا الاستغراق في عالم المُثُل والتوصل إلى المعرفة؟ في كتابه فيدروس، يشرح أفلاطون عملية سقوط النفس البشرية التي هَوَتْ إلى عالم المحسوسات – بعد أن عاشت في العالم العلوي - من خلال اتحادها مع الجسم. لكن هذه النفس، وعن طريق تلمُّسها لذلك المحسوس، تصبح قادرة على دخول أعماق ذاتها لتكتشف، كالذاكرة المنسية، الماهية الجلية التي سبق أن تأمَّلتها في حياتها الماضية: وهذه هي نظرية التذكُّر، التي يعبِّر عنها بشكل رئيسي في كتابه مينون ، من خلال استجواب العبد الشاب وملاحظات سقراط الذي "توصل" لأن يجد في نفس ذلك العبد مبدأً هندسيًّا لم يتعلَّمه هذا الأخير في حياته.

إن فنَّ الحوار والجدل، أو لنقل الديالكتيكا ، هو ما يسمح للنفس بأن تترفَّع عن عالم الأشياء المتعددة والمتحولة إلى العالم العياني للأفكار. لأنه عن طريق هذه الديالكتيكا المتصاعدة نحو الأصول، يتعرَّف الفكر إلى العلم انطلاقًا من الرأي الذي هو المعرفة العامية المتشكِّلة من الخيالات والاعتقادات وخلط الصحيح بالخطأ. هنا تصبح الرياضيات ، ذلك العلم الفيثاغوري المتعلق بالأعداد والأشكال، مجرد دراسة تمهيدية. لأنه عندما نتعلَّم هذه الرياضيات "من أجل المعرفة، وليس من أجل العمليات التجارية" يصبح بوسعنا عن طريقها "تفتيح النفس [...] للتأمل وللحقيقة". لأن الدرجة العليا من المعرفة، التي تأتي نتيجة التصعيد الديالكتيكي، هي تلك المعرفة الكشفية التي نتعرَّف عن طريقها إلى الأشياء الجلية.

لذلك فإنه يجب على الإنسان - الذي ينتمي إلى عالمين – أن يتحرر من الجسم (المادة) ليعيش وفق متطلبات الروح ذات الطبيعة الخالدة، كما توحي بذلك نظرية التذكُّر وتحاول البرهنة عليه حجج فيدون. من أجل هذا يجب على الإنسان أن يعيش على أفضل وجه ممكن. فمعرفة الخير هي التي تمنعه من ارتكاب الشر. ولأنه "ليس أحد شريرًا بإرادته" فإن الفضيلة، التي تقود إلى السعادة الحقيقية، تتحقق، بشكل أساسي، عن طريق العدالة، التي هي التناغم النفسي الناجم عن خضوع الحساسية للقلب الخاضع لحكمة العقل. وبالتالي، فإن هدف الدولة يصبح، على الصعيد العام، حكم المدينة المبنية بحيث يتَّجه جميع مواطنيها نحو الفضيلة.

هذا وقد ألهمت مشاعية أفلاطون العديد من النظريات الاجتماعية والفلسفية، بدءًا من يوطوبيات توماس مور وكامبانيلا، وصولاً إلى تلك النظريات الاشتراكية الحديثة الخاضعة لتأثيره، إلى هذا الحدِّ أو ذاك. وبشكل عام فإن فكر أفلاطون قد أثَّر في العمق على مجمل الفكر الغربي، سواء في مجال علم اللاهوت (اليهودي والمسلم والمسيحي) أو في مجال الفلسفة العلمانية التي يشكِّل هذا الفكر نموذجها الأول.

مؤلَّفاته

المأدبة أو "في الحب": يبيِّن هذا الحوار ، الذي جرى تأليفه في العام 384 ق م، كيف أن ولوج الحقيقة يمكن أن يتم بطرق أخرى غير العقل، وليس فقط عن طريقه: لأن هناك أيضًا وظيفة للـقلب، تسمح بالانتقال من مفهوم الجمال الحسِّي إلى مفهوم الجمال الكامل للمثال الجلي.

والقصة هي قصة الشاعر أغاثون الذي أقام في منزله مأدبة للاحتفال بنجاح أول عمل مسرحي له. وفي هذه المأدبة طُلِبَ من كلِّ المدعوين، ومن بينهم سقراط ، أن يلقوا كلمة تمجِّد إله الحب – وخاصة أريستوفانيس الذي طوَّر أسطورة الخنثى البدئية. ويقوم سقراط ، انطلاقًا من تقريظ الجمال، بمحاولة لتحديد طبيعة الحب، متجنبًا الوقوع في شرك الجدال ، متمسِّكًا فقط بالحقيقة. فيستعيد كلمات ديوتيما، كاهنة مانتيني، للتأكيد على أن الحب هو عبارة عن "شيطان" وسيط بين البشر وبين الآلهة؛ لأنه في آنٍ معًا كابن للفقر (أو الحاجة) – بسبب كونه رغبة لما ينقصه – وابن للثروة – بسبب كونه "شجاعًا، مصممًا، مضطرمًا، و... واسع الحيلة" – فإنه (أبا الحب) يحاول دائمًا امتلاك الخير والهناءة بمختلف الطرق، بدءًا من الفعل الجنسي الجسدي وصولاً إلى النشاط الروحي الأسمى. فـالديالكتيكا المترقِّية ترفعنا من حبِّ الجسد إلى حبِّ النفوس الجميلة، لتصل بنا أخيرًا إلى حبِّ العلم. لأنه، وبسبب كونه رغبةً في الخلود وتطلعًا إلى الجمال في ذاته، يقودنا الحبُّ الأرضي إلى الحبِّ السماوي. وهذا هو معنى ما سمِّيَ فيما بعد بـالحب الأفلاطوني، الذي هو الحب الحقيقي، كما يوصلنا إليه منطق المأدبة. إن أهمية هذا الحوار – الذي هو أحد أجمل الحوارات – لم تتدنَّ خلال تاريخ الفلسفة كلِّه: حيث نجد صداه، مثلاً، في العقيدة المسيحية للقديس أوغسطينوس ، الذي كان يعتقد بأن "كلَّ فعل محبة هو، في النهاية، حب للإله".

فيدون أو "في الروح": يدور هذا الحوار في الحجرة التي كان سقراط ينتظر الموت فيها. لأن الحضور، وانطلاقًا مما كان يدَّعيه بأن الفيلسوف الحقيقي لا يخشى الموت، يدعو المعلِّم لكي يبرهن على خلود النفس. وهنا، يجري بسط أربع حجج أساسية:

الحجة الأولى، التي تستند إلى وجود المفارقات، تقول إنه، انطلاقًا من الصيرورة المستمرة للأشياء، ليس في وسعنا فهم شيء ما (النوم مثلاً) دون الاستناد إلى نقيضه (اليقظة ليس حصرًا). ولأن الموت يبيِّن الانتقال من الحياة الدنيا إلى الآخرة، فإنه من المنطقي الاعتقاد بأن "الولادة من جديد" تعني الانتقال منه إلى الحياة. وبالتالي، إذا كانت النفس تولد من جديد، فإن هذا يعني أن التقمص حقيقة واقعة.

أما الحجة الثانية، فهي تستند إلى تلك الأفكار التي ندعوها بـالذكريات. لأن ما نواجهه في العالم الحسِّي إنما هو أشياء جميلة، لكنها ليست هي الجمال. لذلك ترانا نحاول تلمس هذا الأخير من خلال تلك الأشياء، التي، باستحضارها، تعيدنا حتمًا إلى لحظات من الحياة فوق الأرضية كانت روحنا فيها على تماس مباشر مع الطهارة.

وتقول الحجة الثالثة إنه يمكن شَمْلُ كلِّ ما في الوجود ضمن مقولتين اثنتين: المقولة الأولى تضم كلَّ ما هو مركَّب (وبالتالي ممكن التفكك) أي المادة؛ والمقولة الأخرى التي تشمل ما هو بسيط (أي لا يمكن تفكيكه)، كجزء مما هو مدرَك، أي الروح.

وعندما يلاحظ كيبيوس بأن سقراط ، الذي برهن على إمكانية انتقال الروح من جسم إلى آخر، لم يبرهن على خلود هذه الأخيرة في حدِّ ذاتها، يجيبه سقراط من خلال عرض مسهب، يتطرق فيه إلى نظرية المُثُل، حيث يبيِّن في نهايته أن الروح لا تتوافق مع الموت لأنها من تلك العناصر التي ليس بوسعها تغيير طبيعتها.

وينتهي الحوار بعرض طويل لمفهومي العالم العلوي والمصير الذي يمكن أن تواجهه النفس: حيث ترتفع النفوس الأكمل نحو عالم علوي، بينما ترسب النفوس المذنبة في الأعماق السفلى. وتكون كلمات سقراط الأخيرة هي التي مفادها بأنه مدين في علمه لأسكليبيوس (إله الطب والشفاء) – من أجل تذكيرنا رمزيًّا بأنه يجب علينا شكر الإله الذي حرَّره من مرض الموت.

الجمهورية أو "في العدالة": يشكل هذا الحوار، المجموع في عشر كتيبات تمت خلال عدة سنوات (ما بين أعوام 389 و369 ق م)، العمل الرئيسي لأفلاطون المتعلِّق بـالفلسفة السياسية.

يبدأ سقراط بمحاولة تعريف العدالة استنادًا إلى ما قاله عنها سيمونيدِس، أي "قول الحقيقة وإعطاء كلِّ شخص حقه". هذا التعريف مشكوك في ملاءمته، لأنه يجعلنا نلحق الضرر بأعدائنا، مما يعني جعلهم، بالتالي، أسوأ وأظلم. كذلك أيضًا يستبعد تعريف السفسطائي ثراسيماخوس الذي قال بأن "العدل" هو ما ينفع الأقوى.

ونصل مع أفلاطون إلى التمعُّن في مفهوم الدولة العادلة – تلك التي تعني "الإنسان مكبَّرًا" – القائمة على مشاعية الأملاك والنساء، اللواتي لا يكون التزاوج معهن انطلاقًا من الرغبات الشخصية، إنما استنادًا لاعتبارات النسل – تلك المشاعية الخاضعة لمفهوم التقشف الصحي، أي المعادي للبذخ؛ تلك الدولة القائمة على التناغم والمستندة إلى فصل صارم بين طبقاتها الأساسية الثلاث التي هي: طبقة الفلاسفة أو القادة، وطبقة الجنود، وطبقة الصنَّاع – والتي هي على صورة التوازن القائم بين المكونات الثلاث للنفس الفردية. ونلاحظ هنا، من خلال العرض، أن الطبقة الدنيا (أو طبقة الصنَّاع) لا تخضع لمتطلَّبات الملكية الجماعية لأنها لن تفهمها انطلاقًا من مستوى إدراكها.

ويفترض سقراط أنه على رأس هذه الدولة يجب وضع أفضل البشر. من هنا تأتي ضرورة تأهيلهم الطويل للوصول إلى الفهم الفلسفي للخير الذي يعكس نور الحقيقة وينير النفس، كما تنير الشمس أشياء عالمنا (استعارة الكهف).

ذلك لأن الظلم يشوِّه، بشكل أو بآخر، كافة الأشكال الأخرى من الدول، التي يعدِّدها أفلاطون كما يلي: الدولة التيموقراطية (التي يسود فيها الظلم والعنف)، الدولة الأوليغارخية (حيث الطمع الدائم واشتهاء الثروات المادية)، الدولة الديموقراطية (حيث تنفلت الغرائز وتسود ديكتاتورية العوام)، وأخيرًا، دولة الاستبداد، حيث يكون الطاغية بنفسه عبدًا لغرائزه، وبالتالي غير عادل.

وأخيرًا فإن هذا المفهوم نسبي لأن العدالة لن تتحقق بالكامل، كما تصف ذلك أسطورة إرْ، إلا في حياة مستقبلية أخرى: حيث النفوس، وقد حازت على ما تستحقه من ثواب أو عقاب، تعود لتتجسد من جديد، ناسية ذكرى حياتها الماضية.

قائمة بالمحاورات الأفلاطونية الأخرى

- هيبياس الكبير

- هيبياس الصغير

- إيون

- بروتاغوراس

- دفاع سقراط

- كريتون

- ألكيبيادِس

- خارميدِس

- مينيكسينِس

- مينون

- أفتيديموس

- كراتيلِس

- فيدروس

- ثيئيتيتِس

- بارمنيدِس

- السفسطائي

- السياسة

- كريتياس

- فيليبوس

- القوانين

ترجمت بعض محاورات أفلاطون إلى العربية. فعن الإنجليزية نقل فؤاد زكريا محاورة الجمهورية(أو السياسة). و عن اليونانية القديمة، نقل عزت قرني، مع مقدمات و هوامش و ملاحظات تحليلية، عدة محاورات هي: فيدون، مينون، بروتاغوراس، أقريطون، أوطيفرون، الدفاع، السفسطائي، و ثياتيتوس.

نور
08-31-2009, 06:02 PM
أرسطو


أرسطو (384 ق.م. – 322 ق.م.) فيلسوف يوناني قديم كان أحد تلاميذ أفلاطون ومعلم الإسكندر الأكبر. كتب في مواضيع متعددة تشمل الفيزياء، والشعر، والمنطق، وعبادة الحيوان، والأحياء، وأشكال الحكم.

ارسطوطاليس ثاني أكبر فلاسفة الغرب بعد أفلاطون. مؤسس علم المنطق، وصاحب الفضل الأول في دراستنا اليوم للعلوم الطبيعية، والفيزياء الحديثة. أفكاره حول الميتافيزيقيا لا زالت هي محور النقاش الأول بين النقاشات الفلسفية في مختلف العصور، وهو مبتدع علم الاخلاق الذي لازال من المواضيع التي لم يكف البشر عن مناقشتها مهما تقدمت العصور. ويمتد تأثير ارسطو لأكثر من النظريات الفلسفية، فهو مؤسس البيولوجيا (علم الأحياء) بشهادة داروين نفسه، وهو المرجع الأكبر في هذا المجال. وشعره يعتبر أول انواع النقد الدرامي في التاريخ، وتأثيره واضح على جميع الاعمال الشعرية الكلاسيكية في الثقافة الغربية وربما غيرها ايضا . ويرجع سبب هذا التأثير إلى أن اعمال أرسطو كانت شاملة، وتحيط بجميع الجوانب الحياتية، وتروق لجميع انواع البشر والثقافات.

ولد ارسطو عام 384 قبل الميلاد في مدينة ( ستاغيرا ) في شمال اليونان ، وكان والده طبيبا مقربا من البلاط المقدوني ، وقد حافظ ارسطو وتلاميذه من بعده على هذا التقارب . وقد كان لوالده ثأير كبير عليه لدخوله مجال التشريح ودراسة الكائنات الحية التي منحته القدرة على دقة الملاحظة والتحليل . وفي عام 367 رحل ارسطو إلى اثينا للالتحاق بمعهد افلاطون ، كطالب في البداية ، وكمدرس فيما بعد . وكان افلاطون قد جمع حوله مجموعة من الرجال المتفوقين في مختلف المجالات العلمية من طب وبيولوجيا ورياضيات وفلك . ولم يكن يجمع بينهم رابط عقائدي سوى رغبتهم في إثرا وتنظيم المعارف الانسانية ، وإقامتها على قواعد نظرية راسخة ، ثم نشرها في مختلف الاتجاهات ، وكان هذا هو التوجه المعلن لتعاليم وأعمال ارسطو.

وكان من برامج معهد افلاطون ايضا تدريب الشباب للقيام بالمهن السياسية ، وتقديم النصائح والمشورة للحكام ، ولذا فقد انضم ارسطو عام 347 إلى بلاط الملك هرمياس ، ومن ثم ، وفي عام 343 دخل في خدمة الملك فيليب الثاني امبراطور مقدونيا حيث اصبح مؤدبا لابنه الاسكندر الكبير . وبعد سبع سنوات عاد مرة اخرى إلى اثينا ليؤسس مدرسته الخاصة ( الليسيوم ) أو ( المشائية ) وسميت كذلك نسبة للممرات أو اماكن المشاة المسقوفة التي كان الطلاب وأساتذتهم يتحاورون فيها وهم يمشون ، كما تسمى اليوم جماعات الضغط السياسية في الكونغرس الأمريكي بـ ( االوبي ) نسبة إلى لوبي أو ردهة مبنى الكونغرس في واشنطن . وقد خالفت ( المشائية ) تقاليد ( اكاديمية ) افلاطون بتوسيع المجالات العلمية التي كانت تناقشها واعطت أهمية كبرى لتدريس الطبيعيات . وبعد وفاة الاسكندر الكبير ، بدأ الشعور بالكراهية يظهر ضد المقدونيين في أثينا ، وقد أثر ذلك على نفسية ارسطو ، وقد كان من الموالين للمقدونيين ، مما جعله يتقاعد ، ولم يمهله القدر طويلا حيث توفي بعد اقل من عام من وفاة الاسكندر ، فكانت وفاته في عام 322 قبل الميلاد . َ وعلى الرغم من غزارة انتاج ارسطو الفكري المتمثل في محاضراته وحواراته الكثيرة ، إلا انه لم يبق منها الا النذر اليسير ، فقد ضاع معظمها، ولم يبق سوى بعض الاعمال التي كانت تدرس في مدرسته، والتي تم جمعها تحت اسم ( المجموعة الارسطوطالية ) بالاضافة إلى نسخة ممزقة من ( الدستور الاثيني ) الذي وضعه، وعدد من الرسائل والاشعار ومن ضمنها مرثية في افلاطون.

وقد قسمت ( المجموعة الارسطوطالية ) إلى خمسة أجزاء وهي:

1. المنطق
2. الطبيعة
3. ما وراء الطبيعة ( الميتافيزيقيا )
4. الاخلاق
5. الخطابة والشعر

وبعد موت أرسطو، استمر التقليد الفلسفي الارسطوطالي سائدا خلال الحقبة الهلنسية ( الاغريقية ) من خلال المدرسة المشائية التي أسسها ، وقد ساعد ظهور النزعات الانتقائية والكلاسيكية المحدثة خلال القرن الأول قبل الميلاد على تنصيب ارسطو كمرجعية فلسفية وحيدة لجميع الفلاسفة وخصوصا في المنطق والعلوم الطبيعية . أما في الفترة من القرن الثالث وما تلاه ، فقد كانت الفلسفية الاقلوطينية هي السائدة حينذاك ، وذلك لأنها ناسبت الحياة الدينية المسيحية التي انتشرت في ذلك العهد . وقد تبنى رجال الدين المسيحيين في عصر الدولة الرومانية والبيزنطية والاسلامية التوجه الافلاطوني ، ونبذوا الفلسفة الارسطوطالية باعتبارها نوعا من الهرطقة . ومع ذلك فإن الفلسفة النصرانية ( الاسكولاستية ) في القرون الوسطى في أوروبا قد ظهرت وتطورت بفضل استيعاب الفلسفة الارسطوطالية بالرغم من محاربة رجال الدين ، وقد أدى هذا التقارب المشبوه بين النصرانية والارسطوطالية إلى فقدان الارسطوطالية لسمعتها الطيبة ، إلى أن أعيدت لها تلك السمعة مع بداية القرن التاسع عشر بفضل ظهور الفيلسوف الألماني هيغل الذي اعاد للفلسفة الارسطوطالية اعتبارها وجعل منها الأساس الذي قامت عليه الفلسفة الحديثة.

لقد أثر أرسطو كثيرا في مفكري العالم بعلم المنطق الصوري الذي جاء به و الذى يعنبر أول القواعد التي عرفتها البشرية و يمكن فيه أن نميز بين مجموعة من المفاهيم مثل: التصور و هو فكرة عامة تعبر عن مظهر من مظاهر الواقع كقولنا شجرة، إنسان ... الحد: وهو اللفظ أو الكلمة التي نعبر بها عن التصورات. الكليات الخمس: وهي أساس القيام بالتعريف المنطقي وهي الجنس، الفصل النوعي، النوع، الخاصة و العرض العام يمكن التميييز بين نوعين من الاستدلال الأرسطي: مباشر و فيه تقابل القضايا وعكس القضايا

نور
08-31-2009, 06:03 PM
سقراط



سقراط (469 ـ 399 ق.م). فيلسوف ومعلم يوناني جعلت منه حياته وآراؤه وطريقة موته الشجاعة، أحد أشهر الشخصيات التي نالت الإعجاب في التاريخ. صرف سقراط حياته تمامًا للبحث عن الحقيقة والخير. لم يعرف لسقراط أية مؤلفات، وقد عُرِفت معظم المعلومات عن حياته وتعاليمه من تلميذيه المؤرخ زينفون والفيلسوف أفلاطون، بالإضافة إلى ما كتبه عنه أريسطو فانيس وأرسطو. وُلد سقراط وعاش في أثينا. وكان ملبسه بسيطًا. وعُرف عنه تواضعه في المأكل والمشرب. وتزوج من زانْثِب التي عُرف عنها حسب الروايات أنها كانت حادة الطبع ويصعب العيش معها. وقد أنجبت له طفلين على الأقل.

مولده

ولد سقراط socrates في اثينا حوالي العام(469ق.م). وكان أبوه نحاتا وأمه قابلة. ولا يعرف عن حياته الأولى سوى أنه لما بلغ منتصف العمر أصبح شخصا مرموقا في المدينة، اذ جعلت منه أفكاره الجديدة وشخصيته الفريدة رجلا مشهورا. وكان سقراط قبيح المنظر جاحظ العينين، أفطس الانف، ولكن كان يملك قدرات خارقة للعادة من حيث ضبط النفس والصبر.

سقراط الفيلسوف

في أي نوع من الموضوعات كان يتحدث سقراط ! إن الفلسفة قبل سقراط كانت تختص أساسا بمسائل تتعلق بوجود العالم وماهيته. ولقد اقتنع سقراط بانه من المستحيل الاجابة عن هذه التساؤلات، وان دراسة هذه المسائل لن تلقي على أية حال ضوء على السبيل الصحيح للحياة، هذا السبيل اللذي كان بالنسبة له هو الموضوع الوحيد ذو الأهمية الفعلية. وهكذا فان هدفه كان جعل الناس يفكرون بوضوح في الطبيعة المجردة للأخلاقيات كالعدل و الشجاعة مثلا، وذلك بدلا من مجرد المضي في حياتهم خلف العقائد التي جرى العرف عليها. وهو لم يطالب بتدريس أية تعاليم، اكتفاء بالتساؤلات التي تعين الناس على انتزاع الحقيقة من داخل أنفسهم بالتفكير.

لقد آمن سقراط بأن بأن الآثام كلها وليدة الجهل، وان الناس لو عرفوا فقط ما هو الحق، اذن لما وجدوا صعوبة في اتباعه

كان سقراط يعلم الناس في الشوارع والأسواق والملاعب. وكان أسلوب تدريسه يعتمد على توجيه أسئلة إلى مستمعيه، ثم يُبين لهم مدى عدم كفاية أجوبتهم. قُدّمَ سقراط للمحاكمة وُوجهت إليه تهمة إفساد الشباب والإساءة إلى التقاليد الدينية. وكان سقراط يُلمحُ إلى أن الحكام يجب أن يكونوا من أولئك الرجال الذين يعرفون كيف يحكمون، وليس بالضرورة أولئك الذين يتم انتخابهم. وقد قضت هيئة المحلَّفين بثبوت التهمة على سقراط وأصدرت حكمها عليه بإلإعدام. ونفذ الحكم بكلِّ هدوء متناولاً كوبًا من سم الشوكران.

وكان سقراط يؤمن بأن الأسلوب السليم لاكتشاف الخصائص العامة هو الطريقة الاستقرائية المسماة بالجدلية؛ أي مناقشة الحقائق الخاصة للوصول إلى فكرة عامة. وقد أخذت هذه العملية شكل الحوار الجدلي الذي عرف فيما بعد باسم الطريقة السقراطية.

نور
08-31-2009, 06:03 PM
الكندي، أبو يوسف

الكندي، أبو يُوسُف (؟ - 260 هـ ، ؟ - 874م). يعقوب بن إسحاق بن الصباح الكندي. نشأ في البصرة منذ العقد الأول من القرن الثالث الهجري. وهو أحد أبناء ملوك كندة اشتهر بفيلسوف العرب، تنسب إليه أولى ترجمات جغرافيةلبطليموس، وقد ظهر تأثيرها في كتابه رسم المعمور من الأرض. وللكندي رسالة مهمة في البحار والمد والجزر. واشتهر في مجالات عديدة منها: الطب والفلسفة والفلك والهندسة والموسيقى، ويزيد عدد مؤلفاته على ثلاثمائة. نال مكانة ممتازة لدى كل من المأمون والمعتصم، لكنه لقي إهانة وأذى من المتوكل.

نور
08-31-2009, 06:03 PM
ماركوس أوريليوس


ماركوس اوريليوس انطونينوس أوغسطس( 26 ، 121 - 17 / 180) الامبراطور الروماني من 161 حتى وفاته. الأمبراطور الروماني الفيلسوف. كان آخر"خمسة اباطره جيدون "حكموا الامبراطوريه الرومانيه من 96 إلى 180 ، كما أنه يعتبر من أهم الفلاسفة الرواقيين.

تميز عهده بالحروب في آسيا ضد اعادة الامبراطوريه البارثانية ، والقبائل الجرمانيه إلى بلاد الغال عبر نهر الدانوب. والتمرد الذي حدث في الشرق بقيادة افيديوس كاسيوس .

كفيلسوف فان "تأملات ماركوس اوريليوس التي كتبت في حملته بين 170-180 ، ما زالت تعتبر أحد الصروح الادبية في الحكم والادارة

سيرته

ولد في روما يوم 20 ابريل عام 121 الابن الوحيد لدوميتيا لوسيلا وماركوس انيوس فيروس. وميتيا لوسيل من أسرة ثرية كانوا من رتبة القنصلية.اما والده فانه من أصل أسباني والذي عمل كمشرع وتوفي وعمر ماركوس 3 سنوات.

كان من اصول ملكية فجدته لابيه (روبيلة فاوستينا) كانت الامبراطورة الرومانية ، وزوجة الامبراطور الروماني هادريان. وفي نفس الوقت هي اخت غير شقيقة (لفيبيا سابينا) وابنتي سالونينا ماتيديا بنت اخ الامبراطور الروماني تراجان . عمته فاوستينا الكبرى كانت زوجة للامبراطور انطونيو بيوس .

ماركوس هو ابن اخت الأمبراطور (لاحقاً) انطونيوس بيوس. وبعد اعتلاء انطونيوس بيوس منصب الامبراطورية تبنى ماركوس الذي بات يعرف بماركوس ايليوس اوريليوس انطونيوس وزوّجه من ابنته عام 145. وعام 161 أصبح ماركوس امبراطوراً، وظل في الحكم حتى وفاته بداء الطاعون في فيينا (يندوبونا) عام 180، بعد حملة عسكرية قادها في شمال وسط أوروبا.
مسلة ماركوس بروما

طوال هذه الفترة خاض ماركوس اوريليوس حروب دفاعية عن ارجاء امبراطوريته الضخمة على الجبهتين الشمالية والشرقية، منها نجاح قواته في رد هجمات البارثيين الإيرانيين على اراضي سورية عام 166.وحافظ على سورية الرومانية كأهم مناطق الامبراطورية, وفي خضم همومه السلطوية والاستراتيجية كان مهتماً بالتشريع والقوانين واصول الادارة. في سنة 166 م أرسل الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس من مستعمرته في الخليج الفارسي مبعوثاً إلى الصين.

من ناحية ثانية، برغم حرصه على الصالح العام الذي تجسد في اقدامه على بيع ممتلكاته الخاصة لتخفيف محنة مواطنيه من المجاعة والأوبئة وحدبه على الفقراء وتشييده المستشفيات والمياتم، فإنه ناهض المسيحية واعتبرها مصدر تهديد للامبراطورية.

مؤلفاته

ان ماركوس اوريليوس خلّد اسمه بين الاباطرة العظام لسبب لا صالة مباشرة له بالسلطة. اذ انه اشتهر بطول باعه في مضمار الفلسفة اليونانية، ووضع مؤلفاً ضخماً باللغة اليونانية من 12 كتاباً بالمفاهيم الاخلاقية عرف بـ«التأملات»، يعد من ابرز آثار الفكر الفلسفي الرواقي، ويعرض ايمانه بأن الحياة الخلوقة السوية تفضي إلى السكينة والطمأنينة، ويشدد على فضائل الحكمة والعدالة والاعتدال والصلابة في المواقف.

آثاره في العالم العربي
قوس ماركوس بطرابلس ليبيا

* قوس ماركوس اوريليوس (في العاصمة الليبية طرابلس -«ويات»)، في حي باب البحر . ويعتبر واحداً من الآثار الرومانية العديدة التي تزخر بها ليبيا شرقاً وغرباً، ولا سيما في شحات و لبدة الكبرى (لابتيس ماغنا) و صبراته. ويرى الباحثون في التاريخ الفينيقي لليبيا أن اتجاهات أبواب قوس ماركوس اوريليوس تمثل اتجاهات المدينة الفينيقية القديمة التي اقيمت عليها مدينة رومانية في طرابلس.

أفلام

* The Fall of the Roman Empire,سقوط الامبراطوريه الرومانيه (1964) ، بطولة اليك غينيس Alec Guinness
* المصارع (2000) ، Gladiator لعب دوره ريتشارد هاريس, Richard Harris
* '"فيلم صمت الحملان . ساعد في انتشار مقولات ماركوس اوريليوس المقتبسة من كتلبه ' تأملات :" عن اي شيء ، ولا يسال 'ما هو في ذاته؟ ما هي طبيعته؟ "

نور
08-31-2009, 06:04 PM
فرانسيس بيكون


يعتبر فرانسيس بيكون Francis Bacon 22 يناير 1561 - 9 أبريل 1626) فيلسوف ورجل دولة وكاتب إنجليزي ، معروف بقيادته للثورة العلمية عن طريق فلسفته الجديدة القائمة على " الملاحظة والتجريب " . من الرواد الذين إنتبهوا إلى غياب جدوى المنطق الأرسطي الذي يعتمد على القياس.



' عمله '

المنهج التجريبي لدى فرانسيس بيكون: ( لو بدأ الإنسان من المؤكدات انتهى إلى الشك، ولكنه لو اكتفى بالبدء في الشك، لانتهى إلى المؤكدات) فرانسيس بيكون

شهد القرن السابع عشر تغييرات هامة في طريقة تفكير الكثيرين جعلته بمثابة ثورة إلا أنها لم تكن بالغة الأثر وذلك راجع إلى الضغوط القوية المستحدثة التي أثرت على بناء الفكر وتلاحمه، وقد جاءت الضغوط من عدة اتجاهات أهمها الأفكار العلمية التي فجرها جاليليو ونيوتن، عصر النهضة بإعادة إحياء معرفة الشكاك القدامى، عصر الإصلاح الديني الذي تحدى السلطات التقليدية وكذلك الحروب الدينية والثورة الصناعية والتوسع وراء البحار مما كشف الأوروبيين على حضارات أجنبية جديدة.


هذه العوامل أثرت في طريقة التفكير ولم يكن أمام الفلسفة خيار سوى الاستجابة واستيعاب أكثر قدر من الأفكار والمعلومات والحقائق الجديدة. ولهذا الغرض ابتدأت بالشك، لأن التفكير العلمي الفعال يبدأ من الشك لا من الإيمان. ويعتبر بيكون من أوائل الذين دعوا إلى تحرير الفكر والاصطباغ بالروح العلمية في العصور الحديثة في كل أوروبا. يقول بيكون: إن إفساح المجال أمام الشك له فائدتان، الأولى تكون كالدرع الواقي للفلسفة من الأخطاء والثانية تكون كحافز للاستزادة من المعرفة. ولد فرانسيس بيكون في مدينة لندن في الثاني والعشرين من شهر يناير من عام 1561، التحق بجامعة كامبريدج ومن ثم رحل إلى فرنسا واشتغل مدة في السفارة الإنجليزية بباريس ثم ما لبث أن عاد إلى وطنه وشغل مستشارا للملكة إليزابيث.



فلسفة بيكون

يعتبر بيكون هو حلقة الاتصال بين القديم والحديث، وذلك لأنه يرى أن الفلسفة قد ركدت ريحها، واعتراها الخمود في حين أن الفنون الآلية كانت تنمو وتتكامل وتزداد قوة ونشاطا على مر الزمن.أدرك بيكون أن انحطاط الفلسفة يرجع إلى عدة عوامل: خلفت النهضة روحا أدبية جعلت الناس يهتمون بالأساليب والكلمات ويهملون المعاني. اختلاط الدين بالفلسفة، واعتماد الناس في أحكامهم على الأدلة النقلية وأخذهم بأقوال السالفين دو نظر في صحتها من عدمه. لرجال الفلسفة أثر في انحطاط الفلسفة، إذ خرجوا بها عن موضوعها واعتمدوا فيها على الثرثرة الكاذبة. تعصب الناس وتمسكهم بالعادات القديمة والعقائد الموروثة. عدم التثبت في دراسة الأمثلة والطفرة في الوصول إلى نتائج.

وقد أدرك بيكون بأن العيب الأساسي في طريقة التفكير لدى فلاسفة اليونان والعصور الوسطى إذ ساد الاعتقاد بأن العقل النظري وحده كفيل بالوصول إلى العلم، ورأى أن الداء كله يكمن في طرق الاستنتاج القديم التي لا يمكن أن تؤدي إلى حقائق جديدة، فالنتيجة متضمنة في المقدمات. فثار ضد تراث أفلاطون وأرسطو بأسره وظهر له بأن الفلسفة المدرسية شيء مليء بالثرثرة، غير واقعي وممل للغاية، كما أنها لم تؤد إلى نتائج، وليس هناك أمل في تقدم العلوم خطوة واحدة إلا باستخدام طريقة جديدة تؤدى إلى الكشف عن الجديد وتساعد على الابتكار لما فيه خير الإنسانية. وقد حمل الفلسفة التقليدية وزر الجمود العلمي والقحط العقلي ويستغرب عجزها عن الإسهام الفاعل في رفاهية الإنسان وتقدمه وسعادته. وقد اعتقد بيكون أنه قد وجد الطريقة الصحيحة في الصيغة الجديدة التي وضعها للاستقراء، ويقصد به منهج استخراج القاعدة العامة (النظرية العلمية) أو القانون العلمي من مفردات الوقائع استنادا إلى الملاحظة والتجربة.

أهمية العلم عند بيكون

آمن بيكون إيمانا مطلقا بالعلم وبقدرته على تحسين أحوال البشر فجعل العلم أداة في يد الإنسان، تعينه على فهم الطبيعة وبالتالي السيطرة عليها. يؤمن بيكون بأنه كانت للإنسان سيادة على المخلوقات جميعا ثم أدى فساد العلم إلى فقدان هذه السيطرة ومن هنا كانت غايته مساعدة الإنسان على استعادة سيطرته على العالم.أراد بيكون أن يعلم الإنسان كيف ينظر إلى الطبيعة، فالأشياء تظهر لنا أولا في الضباب وما نسميه في أغلب الأحيان مبادئ هو مجرد مخططات عملية تحجب عنا حقيقة الأشياء وعمقها.ورأى أنه يجب أن تكون للإنسان عقلية عملية جديدة، يكون سبيلها المنهج الاستقرائي الذي يكون الهدف منه ليس الحكمة أو القضايا النظرية بل الأعمال، والاستفادة من إدراك الحقائق والنظريات بالنهوض في حياة الإنسان وهذا ما عبر عنه بقوله: "المعرفة هي القوة". ففلسفته محاولة لكشف القيم الجديدة التي تتضمن الحضارة العلمية الحديثة في أول عهودها، واستخلاص المضمونات الفكرية لعصر الكشوف العلمية والجغرافية والتعبير بصورة عقلية عن التغيير الذي تستلزمه النظرة الجديدة إلى الحياة تتجلى فكرة بيكون في مقولته بأن المعرفة ينبغى أن تثمر في أعمال وان العلم ينبغي أن يكون قابلا للتطبيق في الصناعة، وأن على الناس أن يرتبوا أمورهم بحيث يجعلون من تحسين ظروف الحياة وتغييرها واجبا مقدسا عليهم.التجديد الذي قدمه بيكون هو قدرته على أن يثمر أعمالا.. فالعلم في رأيه هو ذلك الذي يمكن أن يثمر أعمالا ويؤدي إلى تغيير حقيقي في حياة الناس. وهذا يعني أن العلم الذي يُدرس في معاهد العلم الموجودة ليس علما، وأنه لا بد من حدوث ثورة شاملة في نظرة الناس إلى العلم، والى وظيفته والى طريقة تحصيله. وهكذا اتجهت دعوة بيكون إلى القيام بأنواع جديدة من الدراسات العلمية التي ترتبط بحياة الإنسان ارتباطا وثيقا، بحيث يكون هذا العلم أساسا متينا تبنى عليه الفلسفة الجديدة بدلا من الأساس الواهي القديم وهو التجريدات اللفظية الخاويةوقد صنف بيكون العلوم وكان هدفه منها ترتيب العلوم القائمة وخاصة الدالة على العلوم التي ينبغي أن توجد في المستقبل وهو يرتبها بحسب قوانا الإدراكية ويحصرها في ثلاث:

* الذاكرة وموضوعها التاريخ.
* المخيلة وموضوعها الشعر.
* العقل وموضوعه الفلسفة.

المنهج الجديد

كان بيكون يرى أن المعرفة تبدأ بالتجربة الحسية التي تعمل على إثرائها بالملاحظات الدقيقة والتجارب العملية، ثم يأتي دور استخراج النتائج منها بحذر وعلى مهل ولا يكفي عدد قليل من الملاحظات لإصدار الأحكام، وكذلك عدم الاكتفاء بدراسة الأمثلة المتشابهة بل تجب دراسة الشواذ من الأمور الجوهرية في الوصول إلى قانون عام موثوق به يقول بيكون: إن الاستنباط الذي يقوم على استقراء أمثلة من طراز واحد لا يعتد به وإنما هو ضرب من التخمين، وما الذي يدلنا على استقصاء البحث وعموم القانون وقد تكون هناك أمثلة لا تشترك مع البقية في الخصائص، وهذه لا بد من دراستها؟ وقد دفع به هذا الموقف إلى نقد المدرسيين والقدماء لاكتفائهم بالتأمل النظري حول الطبيعة دون أن يعنوا بملاحظة ظواهرها. ومن ثم فإن الفلسفة الحقة – في نظره- يجب أن تقوم على أساس من العلم وتستمد نتائجه القائمة على الملاحظة والتجربة. فيجب على العلم الطبيعي إذن احترام الواقع الحسي إلى جانب الذهن في تخطيطه للطبيعة. وهذه هي أسس النظرية المنطقية الجديدة، التي استند إليها بيكون في دعوته إلى ضرورة إصلاح المنطق الصوري الأرسطي وتعديله والاستعاضة عنه بمنطق جديد يمهد السبيل أمام الإنسان لكي يستطيع بواسطته الكشف عن ظواهر الطبيعة والسيطرة عليها، أي انه يريد استبدال منهج البرهان القياسي بمنهج الكشف الاستقرائي.يرى بيكون أنه إذا أردنا الوصول إلى الهدف المنشود فلا بد من مراعاة شرطين أساسيين وهما:

* شرط ذاتي يتمثل في تطهير العقل من كل الأحكام السابقة والأوهام والأخطاء التي انحدرت إليه من الاجيال السالفة
* شرط موضوعي ويتمثل في رد العلوم إلى الخبرة والتجربة وهذا يتطلب معرفة المنهج القويم للفكر والبحث، وهو ليس إلا منهج الاستقراء.وليس المنهج هدفا في حد ذاته بل وسيلة للوصول إلى المعرفة العلمية الصحيحة، إذ أنه - كما يقول بيكون - بمثابة من يقوم بإشعال الشمعة أولا ثم بضوء هذه الشمعة ينكشف لنا الطريق الذي علينا أن نسلكه حتى النهاية.


قواعد منهج الاستقراء

* جمع الأمثلة قدر المستطاع.
* تنظيم الأمثلة وتبويبها وتحليلها وإبعاد ما يظهر منها انه ليس له بالظاهرة المبحوثة علاقة عله ومعلول.

وهكذا يصل إلى صورة الظاهرة والتي تعني عند بيكون: قانونها أساس طريقة الاستقراء لدى بيكون هي أن يتجرد الإنسان من عقائده وآرائه الخاصة، ويطرق باب البحث مستقلا، ويتلمس الحكمة أنى وجدها ويتذرع بجميل الصبر وطول الأناة حتى يأمن العثار. ويتمثل في الكشف عن المنهج العلمي القويم وتطبيقه وإخضاع كل قول مهما كان مصدره للملاحظة والتجربة، فالإنسان لن يستطيع أن يفهم الطبيعة ويتصدى لتفسير ظواهرها إلا بملاحظة أحداثها بحواسه وفكره

نور
08-31-2009, 06:04 PM
هيغل

هيجل، ج. و. ف. (1770 - 1831م). فيلسوف ألماني يعتبر أحد أكثر الفلاسفة الألمان تأثيرًا في المذاهب الفلسفية الحديثة. جادل هيجل في المقولة التي تفيد بأنه لكي نفهم أي ثقافة من الثقافات الإنسانية، يجب أن نعيد تتبع وفهم تاريخها.
وقد ركز هيجل كثيرًا على أهمية الفهم التاريخي لتطوير الدراسة التاريخية للفلسفة، والفن، والدين، والعلم، والسياسة. وانتشر المنهج التاريخي للثقافة الإنسانية الذي أشاعه هيجل حتى خارج حدود ألمانيا.


جدل هيجل. طور هيجل نظرية في التاريخ أصبحت معروفة بالجدلية الهيجلية. وقد اعتقد هيجل أن لكل التطورات التاريخية ثلاث خواص رئيسية. أولاً: أنها تتبع مسارًا حتميًّا ـ أي لاتكون قد اتخذت أي مسار آخر. ولفهم التطور التاريخي في أي منطقة من فكر أو نشاط الإنسان، يجب أن نرى لماذا حدثت بالضرورة كما هي. ثانيًا: لا يمثل كل تطور تاريخي تغييرًا فقط بل تقدمًا أيضًا. ثالثًا: ناقش هيجل بأن أي طور من أطوار التطور التاريخي يميل إلى أن يواجه ويستبدل بنقيضه ويميل هذا النقيض، بدوره، إلى الاستبدال بطور يكون حلاً بطريقة ما لمرحلتين متعارضتين. سميت هذه الأطوار الثلاثة للتطور الجدلي التقليدي، في العادة، الفرضية والنقيض والجمع بينهما. إلا أن هيجل لم يستخدم هذه الاصطلاحات.
طبق هيجل نظريته في الجدل على كل مظاهر الحياة البشرية. مثال ذلك أنه قال: "إن المحاولة لتحقيق الإشباع من خلال ممارسة القوة والملكية الخارجية تميل إلى أن تُرفَض في مقابل محاولة تحقيق حالة توافق وهدوء داخليتين. هذا التعارض بين نشاط خارجي وحالة عدم نشاط داخلي للعقل يمكن أن يُحَل عن طريق بُزوغ النشاط الخارجي للفرد من حالة داخلية موافقة. أو إذا طرحنا مثالاً سياسيًا؛ تميل الفترة المحددة بتركيز القوة السياسية في يد شخص واحد إلى أن تتبعها مرحلة تُوزَّع فيها القوة توزيعًا واسعًا. ويمكن حل هذا التعارض، بمرحلة يتم فيها بعض التوزيع وبعض التركيز للقوة. لهذا، يمكن أن تُستبدل الملكية المطلقة بديمقراطية مطلقة، وبدورها تُستبدل الديمقراطية المطلقة بصيغة مماثلة للحكومة".


كتابات هيجل. تناول هيجل في أول كتاب نشر له، ظواهر الروح (1807م) مع تطور صيغ الوعي، وتشمل صِيَغُ الوعي هذه اختلافات ثرية ومحيرة لحالات العقل، ومناظرَ للعالم، ومواقف أخلاقية، ونظراتٍ دينية نصرانية، وأنواعًا للنشاط الطبيعي، وصيغًا لتنظيمات اجتماعية.
وقد حاول هيجل أن يوضح كيف تم التقدم فيما اعتبره تسلسلاً ضروريًا وتاريخيًا تحرك خلال تناقض وحل لمستويات نضج أكبر.
وحاول هيجل في كتابه الثاني، علم المنطق (1812 - 1816م)، أن يبين نوع الجدل نفسه في تطوير النظريات الفلسفية عن الحقيقة. واحتوت موسوعة العلوم الفلسفية (1817م)، نظامه الفلسفي في صورة مكثفة. وتشتمل على ثلاثة أقسام: صيغة قصيرة للكتابة عن المنطق، وفلسفة الطبيعة وفلسفة الروح. وحلل كتابه الأخير فلسفة الحق (1821م)، التطور الجدلي للنظم الاجتماعية، والأخلاقية، والقانونية. وبعد وفاة هيجل، نشر تلاميذه محاضراته عن فلسفة التاريخ، والدين، والفن، وعن تاريخ الفلسفة. وقد أعادوا كتابة المحاضرات بصورة أساسية، من مذكراتهم.


حياته. ولد جورج ويلهلم فريدريش هيجل في شتوتجارت بألمانيا. والتحق بجامعة توبينجن، بالقرب من شتوتجارت وبدأ سلك التدريس الجامعي عام 1801م، في جينا. وقد عمل أستاذًا للفلسفة في جامعة برلين منذ عام 1818م حتى وفاته.

نور
08-31-2009, 06:05 PM
أبو حامد محمد بن محمد الغزالي


الغزالي هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الشافعي الطوسي ولد في مدينة طوس في خراسان في حدود عام 450هـ. عالم وفقيه ومتصوِّف إسلامي، أحد أهم أعلام عصره وأحد أشهر علماء الدين في التاريخ الإسلامي.

سيرته الذاتيه

ولد أبو حامد الغزالي بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي بقرية "غزالة" القريبة من طوس من إقليم خراسان عام (450هـ = 1058م)، وإليها نسب الغزالي. ونشأ الغزالي في بيت فقير لأب كردي صوفي لا يملك غير حرفته، ولكن كانت لديه رغبة شديدة في تعليم ولديه محمد وأحمد، وحينما حضرته الوفاة عهد إلى صديق له متصوف برعاية ولديه، وأعطاه ما لديه من مال يسير، وأوصاه بتعليمهما وتأديبهما.

اجتهد الرجل في تنفيذ وصية الأب على خير وجه حتى نفد ما تركه لهما أبوهما من المال، وتعذر عليه القيام برعايتهما والإنفاق عليهما، فألحقهما بإحدى المدارس التي كانت منتشرة في ذلك الوقت، والتي كانت تكفل طلاب العلم فيها.

ودرس الغزالي في صباه على عدد من العلماء والأعلام، أخذ الفقه على الإمام أحمد الرازكاني في طوس، ثم سافر إلى جرحان فأخذ عن الإمام أبي نصر الإسماعيلي، وعاد بعد ذلك إلى طوس حيث بقي بها ثلاث سنين، ثم انتقل إلى نيسابور والتحق بالمدرسة النظامية، حيث تلقى فيها علم أصول الفقه وعلم الكلام على أبي المعالي الجويني إمام الحرمين ولازمه فترة ينهل من علمه ويأخذ عنه حتى برع في الفقه وأصوله، وأصول الدين والمنطق والفلسفة وصار على علم واسع بالخلاف والجدل.

وكان الجويني لا يخفي إعجابه به، بل كان دائم الثناء عليه والمفاخرة به حتى إنه وصفه بأنه "بحر مغرق".

درس الفقه في طوس ولازم امام الحرمين أبو المعالي الجويني في نيسابور ، وأشتغل بالتدريس في المدرسة النظامية ببغداد بتكليف من نظام الملك ، وقد دخل بغـداد فـي سنـة اربـع وثمانيـن ودرس بهـا وحضره الائمة الكبار كابن عقيل وابي الخطاب وتعجبوا من كلامه واعتقدوه فائدة ونقلوا كلامه في مصنفاتهم ثم انه ترك التدريـس والرياسـة ولبـس الخام الغليظ ولازم الصوم وكان لا ياكل الّا من اجرة النسخ وحج وعاد ثم رحل إلى الشام واقـام ببيـت المقـدس ودمشق مدة يطوف المشاهد ثم بدأ في تصنيف كتاب الاحياء في القدس ثـم اتمـه بدمشق الّا انه وضعه على مذهب الصوفية وترك فيه قانون الفقه، ثـم ان أبا حامد عاد إلى وطنه مشتغلًا بتعبده فلما صارت الوزارة إلى فخر الملك احضره وسمع كلامه والزمه بالخروج إلى نيسابور فخرج ودرس ثم عاد إلى وطنه واتخذ في جواره مدرسة ورباطًا للصوفية وبنى دارًا حسنة وغرس فيها بستانًا وتشاغل بالقران وسمع الصحاح.

توفي أبو حامد يوم الاثنين 14 جمادى الاخرة 505 هـ، ديسمبر 1111م، في مدينة طوس، ورساله قبيل الموت بعض اصحابه‏:‏ اوص، فقال‏:‏ عليك بالاخلاص فلم يزل يكررها حتى مات‏.

الاخلاق عند الغزالي

يعد أبو حامد الغزالي من كبار المفكرين المسلمين بعامه و من كبار المفكرين بمجال علم الاخلاق بخاصه، و قد جمع ارائه الاخلاقيه بين طريقه الفلاسفه في بناء الاخلاق على حقيقه الانسان و الشريعه الاسلاميه التي جاءت لتتم مكارم الاخلاق كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه و سلم‏. كما بين الطرق العمليه لتربيه الابناء و اصلاح الاخلاق الذميمه و تخليص الانسان منها، فكان بذلك مفكراً و مربياً و مصلحاً اجتماعياً في ان معاً يرى الغزالي ان الاخلاق ترجع إلى النفس لا إلى الجسد، فالخلق عنده هيئه ثابته قفي النفس تدفع الانسان للقيام بالافعال الاخلاقيه بسهوله و يسر دون الحاجه إلى التفكير الطويل.

السعادة عند الغزالي

هي تحصيل انواع الخيرات المختلفه و هي:

* خيرات خاصه بالبدن، مثل الصحه و القوة و جمال الجسم و طول العمر.
* خيرات خاصه بالنفس وهي فضائل النفس " الحكمة والعلم والشجاعه والعفة".
* خيرات خارجية وهي الوسائل وكل ما يعين الإنسان في حياته، مثل المال والمسكن ووسائل النقل والأهل والأصدقاء.
* خيرات التوفيق الالهي مثل الرشد والهداية والسداد والتأييد.

التربية الاخلاقية عند الغزالي

يرى الغزالي ان الاخلاق الفاضلة لا تولد مع الإنسان، وإنما يكتسبها عن طريق التربية والتعليم من البيئة التي يعيش فيها. والتربية الأخلاقية السليمة في نظر الغزالي تبدأ بتعويد الطفل على فضائل الاخلاق وممارستها مع الحرص على تجنيبه مخالطة قرناء السوء حتى لا يكتسب منهم الرذائل، و في سن النضج العقلي تشرح له الفضائل شرحاً علمياً يبين سبب عدها فضائل وكذلك الرذائل وسبب عدها رذائل حتى يصبح سلوكه مبيناً على علم و معرفة واعية.

تطور تجربته الروحية

إن وسائل المعرفة هي التقليد، الحواس والعقل ولقد انتقد الغزالي الوسائل جميعا وقال أنه لا يوجد لها دليل وبرهان فأصبح في مرحلة شك فبحث عن أصناف الباحثين عن الحقيقة وانحصرت الفرق الطالبة للحق في عهد الغزالي في أربع فرقة المتكلمين، فرقة الباطنية، فرقة الفلاسفة، فرقة الصوفية، وأنتقدهم جميعا حتى وجد أن الصوفية هي الحقيقة التي وجد بها ضآلته لأنه ظل في مرحلة شك ولم يصل إلى مرحلة اليقين إلى أن قذف الله نورا في صدره فأنضم إلى الصوفية. كان شك الغزالي صاحب فضل عليه فهو الذي دفعه إلى البحث وطلب الحقيقة وتلمس الإيمان فدرس كل العلوم الدينية والفلسفية والمذهبية الموجودة في عصره (مثل الباطنية) وكان يفهم ما يسمع ويناقش ما لا يفهم ويتطلب الحجة والدليل ويحاور ويجادل. يجدر بنا أن نذكر أن الغزالي قد شك ليبلغ اليقين أصناف الطالبين للحق عند الغزالي أربع:

أولا: المتكلمين ولقد انتقدهم

المتكلمون وهم يدعون أنهم أهل الرأي والنظر. ولقد قال الغزالي عن علم الكلام أنه حفظ العقيدة من الشكوك التي تثار حولها والطعون التي توجه إليها. (على إنسان نشأ مسلما، وأخذ عقيدته من الكتاب والسنة) أما أن يخلق علم الكلام عقيدة الإسلام في إنسان نشأ خاليا عنها غير مؤمن بها، فهذا ما لم يحاوله علم الكلام، وما لم يكن في مهمته، وقد قضت عليه مهمته تلك أن يأخذ مقدماته من هؤلاء الطاعنين المشككين ليؤاخذهم بلوازم مسلماتهم، وهي مقدمات واهية ضعيفة قال:[وكان أكثر خوضهم (يقصد علما الكلام) في استخراج مناقضات الخصوم ومؤاخذتهم بلوازم مسلماتهم]. هذا هو مقصود علم الكلام؛ أما مقصود الغزالي فهو إدراك الحقيقة الدينية إداركا يؤيده العقل، حتى تكون في درجة العلم الرياضي، دقة ووضوحا، وشتان بين المقصدين. لهذا يقول الغزالي مشيرا إلى علم الكلام. [وهذا قليل النفع في حق من لا يسلم سوى الضروريات شيئا أصلا؛ فلم يكن الكلام في حقي كافيا، ولا لدائي الذي كنت أشكوه شافيا... لم يجد الغزالي ضآلته المنشودة في علم الكلام، ورآه غير واف بمقصوده، إذن لم يكن علم الكلام مقنعا للغزالي فظل يبحث عن الحقيقة انتقل إلى الصنف الثاني من طالبين الحقيقة وهم الفلاسفة.

ثانيا: الفلاسفة ولقد انتقدهم

والفلاسفة هم أولئك القوم الذين يلجئون إلى العقل في مسالكهم العلمية، تناول الغزالي بحوثهم التي تعرضوا فيها لموضوعات العقيدة، عله يجد لديهم من فنون المحاولات العقلية ما يقطع بصحة ما ذهبوا إليه بشأنها، فوجدهم قد اختلفوا فيها اختلافا كبيرا. وسرعان ما أدرك الغزالي أن مزاولة العقل لهذه المهمة إقحام له فيما لا طاقة له به، وأن أسلوب العقل في تفهم الأمور الرياضية، ولا يمكن أن تخضع له المسائل الإلهية. لذلك خرج الغزالي بهذه النتيجة. " أين من يدعي أن براهين الإلهيات (يعني عند الفلاسفة) قاطعة كبراهين الهندسيات". وما دامت براهين الإلهيات عند الفلاسفة لا تنتهي في الوضوح إلى الحد الرياضي الذي يشترطه الغزالي فلا بد له من أن ينفض يده منها. وقد ألف الغزالي في نقدهم وتفنيد آرائهم. وأغلب الظن أن كتاب "التهافت" ألف في هذه الفترة. كذلك لم يجد الغزالي ضآلته في الفلسفة ورآها غير جديرة بما يمنحها الناس من ثقة،إذن انتقد الفلاسفة ولم يجد ضآلته عندهم فإتجه إلى ثالث فرقة من أصناف الباحثين عن الحق وهي الباطنية أو التعليمية

ثالثا: الباطنية ولقد انتقدهم

في عهد الخليفة العباسي المستظهر برزت فرقة تسمى الباطنية وكانت ترى أنه يجب تأويل القرآن والبحث في باطنه وعدم قبول ظاهره فقد كانوا يؤمنون بالمعاني الباطنة وإن لهذه الفرقة أفكار ضآلة وملحدة حتى أنها كانت تهدف إلى التشكيك في أركان الشريعة فمثلا يقولون ما الهدف من رمي الحجارة وما الداعي للسعي بين الصفا والمروة؟ إذن كانت فرقة ملحدة تكفيرية خطيرة أحس الخليفة العباسي بخطرها فطلب من الإمام الغزالي أن يؤلف كتاب يقوم فيه بالرد عليهم. فتمعن الغزالي بأفكارهم وتعمق بها وكتب كتاب فضائح الباطنية الذي خصص به جزء امتدح فيه خلافة المستظهر حتى أن البعض يسمى كتابه المستظهري وهنا نجد ارتباط الغزالي بالسياسة أيضا. عموما فلقد انتقد الغزالي الباطنية في كتابه وتأثر بكتب من سبقوه في نقد هذه الفرقة وعموما فقد استخدم الغزالي التأويل في انتقاده لهم وخاف أن يشك الناس أنه منهم فنفى ذلك وقال أنه يجمع بين التنزيل والتأويل وهنا تظهر عبقرية الغزالي عموما لا نستطيع أن نقول أنه تأثر بالباطنية وأتبعهم ولكنه كان هنا في مرحلة شك وهي مرحلة من مراحل سعيه نحو الحصن الذي لجأ إليه أخيرا وهو حصن التصوف. يقول الباطنية:[إن العقل لا يؤمن عليه الغلط، فلا يصح أخذ حقائق الدين عنه]. وإلى هذا الحكم انتهى الغزالي عند امتحانه للفلاسفة، فهم إذن في هذه النقطة متفقون. عماذا إذن يأخذون قضايا الدين في ثوبها اليقيني؟! يأخذونها عن الإمام المعصوم الذي يتلقى عن الله بواسطة النبي. أحبب بهذا الإمام وبما يأتي عن طريقه. ولكن أين ذلك الإمام، فتش عنه الغزالي طويلا فلم يجده، وتبين أنهم فيه مخدوعون، وأن هذا الإمام لا حقيقة له في الأعيان، فعاد أدراجه وكرّ راجعا، بعد ما ألف كتبا ضدهم أوجعهم فيها نقدا وتفنيدا كما يقول هو. وأيضا لم يجد الغزالي ضآلته عند الباطنية، ورآهم غارقين في حيرة بقيت رابعة الفرق، بقي المتصوفة

رابعا: الصوفية ولقد وجد ضالّته معهم

المتصوفة يقولون بالكشف والمعاينة، والاتصال بعالم الملكوت، والأخذ عنه مباشرة، والإطلاع على اللوح المحفوظ وما يحتويه من أسرار، ولكن ما الطريق إلى الكشف والمعاينة ؟، أجابوه بأنها علم وعمل. مضى الغزالي يستوضحهم ويطبق على نفسه حتى أدت به الحال إلى أن [ترك هذا الجاه العريض والشأن المنظوم الخالي من التكدير والتنغيص والأمن المسلًّم الصافي عن منازعة الخصوم] وخرج هائما على أوجهه في الصحارى والقفار، ذاهبا مره إلى الشام، وأخرى إلى الحجاز، وثالثة إلى مصر. كل ذلك فرارا بنفسه من الناس، وجريا وراء الخلوة، تطبيقا لما أشار عليه الصوفية، الذين يرون أن أساس طريقتهم. [قطع علائق القلب عن الدنيا، بالتجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والإقبال بكنه الهمة على لله، ذلك لا يتم إلا بالإعراض عن الجاه والمال، والهرب من الشواغل والعلائق، بل يصير قلبه إلى حالة يستوى فيها وجود كل شيء وعدمه] ومن تمام طريقهم أيضا كما يقول الغزالي: "أن تخلو بنفسك في زاوية، تقتصر، من العبادة على الفرائض والرواتب وتجلس فارغ القلب، مجموع الهم، مقبلا بذكرك على الله، وذلك في أول الأمر بأن تواظب باللسان على ذكر الله، فلا تزال تقول: الله، مع حضور القلب وإدراكه، إلى أن تنتهي إلى حالة لو تركت تحريك اللسان لرأيت كأن الكلمة جارية على لسانك لكثرة اعتياده، ثم يصير مواظبا عليه، إلى أن لا يبقى في قلبك إلا معنى اللفظ، ولا يخطر ببالك حروف اللفظ وهيئات الكلمة، بل يبقى المعنى المجرد حاضرا في قلبك على اللزوم والدوام، ولك اختيار إلى هذا الحد فقط، ولا اختيار بعده لك، إلا في الاستدامة لدفع الوساوس الصارفة، ثم ينقطع اختيارك فلا يبقى لك إلا الانتظار لما يظهر من فتوح ظهر مثله للأولياء، وهو بعض ما يظهر للأنباء... ومنازل أولياء الله فيه لا تحصى... فهذا منهج الصوفية؛ وقد رد الأمر فيه إلى تطهير محض من جانبك وتصفية وجلاء، ثم استعداد وانتظار فقط] وإيضاح ذلك أن القلب إذا طهر من أدران المعاصي، وصقل بالطاعات،أشرقت صفحته، فانعكس عليها من اللوح المحفوظ ما شاء الله أن يكون، وهذا هو العلم المعروف بالعلم اللدني أخذا من قول القرآن: "وآتيناه من لدنا علما" وفسروا الرزق في قول القرآن: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب" بالعلم من غير تعلم. طبّق الغزالي هذا المنهج على نفسه حتى طهرت وصقل قلبه، كما يحدثنا هو (وانكشف لي أثناء هذه الخلوات أمور لا يمكن إحصاؤها واستقصاؤها، والقدر الذي أذكره لينتفع به، أني علمت يقينا أن الصوفية هم السالكون لطريق الله خاصة، وأن سيرتهم أحسن السير، وطريقهم أصوب الطرق،وأخلاقهم أزكى الأخلاق، بل لو جمع عقل العقلاء، وحكمة الحكماء، وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء، ليغيروا شيئا من سيرهم وأخلاقهم ويبدلوه بما هو خير منه، لم يجدوا إليه سبيلا، فإن جميع حركاتهم وسكناتهم، في ظاهرهم وباطنهم، مقتبسة من نور مشكاة النبوة، وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به... وأنهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء، ويسمعون منهم أصواتا، ويقتبسون منهم فوائد] إذن عرف الغزالي ما كانت تتوق إليه نفسه من المعارف، وأدركها إدراكا يأمن معه الخطأ. وبذلك يكون الغزالي قد تخلص من الشك الذي يدور حول معرفة الفرقة الناجية بعد أن تخلص من الشك الذي يدور حول موازين الحقيقة. وأخيرا وجد الغزالي ما كان يفتش عنه، في نهاية مطافه، وجده عند المتصوفة.. وجد يقينه المنشود..


الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة

الذي انتقد فيه الغزالي الفلسفة نقدا شديدا، حتى كانت الغاية من الكتاب هي انتزاع الثقة من الفلسفة ولقد استعرض الغزالي في كتابه مناهج الفلاسفة وأدلتهم، واستخدام العقل وحده للكشف عن قصورها وعجزها وضعفها عملا داخل صميم الفلسفة إنه عمل يمكن تصويره بأنه بحث في طاقة العقل وهل يمكن أن يكون عملا كهذا بعيدا عن مجال الفلسفة؟

ومن مقولات أرسطو: (من ينكر الميتافيزيقا، يتفلسف ميتافيزيقيا). [فلنتفلسف إذا اقتضى الأمر أن نتفلسف، فإن لم يقتض الأمر التفلسف وجب أن نتفلسف لنثبت أن التفلسف لا ضرورة له] وقال بعض الفلاسفة الميتافيزيقيين لخصومهم من الفلاسفة الوضعيين: (إنهم الفلاسفة الذين يفاخرون بأنهم ليسوا بفلاسفة، إن موقفهم من إنكار الفلسفة موقف فلسفي لا محالة). وعلى هذا القياس يكون الغزالي قد تفلسف وهو يهدم الفلسفة، فالتهافت إذن إن لم يكن فلسفي الغاية فهو فلسفي الموضوع.

من أشهر كتب الغزالي

* إحياء علوم الدين
* بداية الهداية
* المنقذ من الظلال
* مقاصد الفلاسفة
* تهافت الفلاسفة
* معيار العلم (مقدمة تهافت الفلاسفة)
* محك النظر (منطق)
* ميزان العمل
* الإقتصاد في الأعتقاد
* المستصفى في علم أصول الفقه
* الوسيط في المذهب
* الوجيز في فقه الإمام الشافعي
* فضائح الباطنية
* القسطاس المستقيم
* فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة
* التبر المسبوك في نصحية الملوك
* ايها الولد المحب
* كمياء السعادة (بالفارسية مثل كتاب الإحياء)
* شفاء الغليل في بيان الشبه والمخيل ومسالك التعليل
* المنخول في علم الأصول

وكثير من الكتب في شتى العلوم والبحوث .

نور
08-31-2009, 06:06 PM
رينيه ديكارت



رينيه ديكارت René Descartes ولد ( 31 مارس 1596 - 11 فبراير 1650 ) يعرف أيضا بكارتيسيوس Cartesius فيلسوف فرنسي و رياضياتي و عالم يعتبر من مؤسسي الفلسفة الحديثة ومؤسس الرياضيات الحديثة . يعتبر أهم و أغزر العلماء نتاجا في العصور الحديثة . الكثير من الأفكار و الفلسفات الغربية اللاحقة هي نتاج وتفاعل مع كتاباته التي درّست و تدرّس من أيامه إلى أيامنا. لذلك يعتبر ديكارت أحد المفكرين الأساسيين و أحد مفاتيح فهمنا للثورة العلمية و الحضارة الحديثة في وقتنا هذا. يمجد اسمه بذكره في ما يدعى هندسة ديكارتية التي يتم بها دراسة الأشكال الهندسية ضمن نظام إحداثيات ديكارتي ضمن نطاق الهندسة المستوية التي تدمجها مع الجبر .

يعارض ديكارت الكثير من أفكار أسلافه. ففي مقدمة عمله عاطفة الروح Passions of the Soul ، يذهب بعيدا للتأكيد أنه سيكتب في هذا الموضوع حتى لو لم يكن أحد سبقه لطرح هذا الموضوع. بالرغم من هذا فإن العديد من الفكار توجد بذورها في الأرسطية المتأخرة و الرواقية Stoicism في القرن السادس عشر او في فكر أوغسطين.

يعارض ديكارت هذه المدرسة في نقطتين أساسيتين : أولا يرفض تقسيم الجسام الطبيعية إلى مادة و صورة (شكل) كما تفعل معظم الفلسفات اليونانية . ثانيا يرفض مبحث الغائية - سواء كانت غايات ذات طبيعة إنسانية أو إلهية لتفسير الظواهر الطبيعية . أما في الإلهيات فهو يدافع عن الحرية المطلقة لفعل الله أثناء الخلق. أسهم في الشك المنهجي استهدف في شكه الوصول الي اليقين وأسباب الشك لديه أنه يلزم أن نضع موضع الشك جميع الأشياء بقدر الأمكان ويبرر الشك أنه تلقى كثيرا من الآراء الباطلة وحسبها صحيحة، فكل ما بناه منذ ذلك الحين من مبادئ على هذا القدر من قلة الوثوق لا يكون إلا مشكوكا فيها، إذا يلزم أن نقيم شيئا متينا في العلوم، أن نبدأ بكل شئ من جديد وأن توجه النظر إلى الأسس التي يقوم عليها البناء، مثال المعطيات الخاصة للحواس، فالحواس تخدعنا أحيانا والأفضل ألا نثق بها أما الأشياء العامة كالعيون والرؤوس والأيدي التى يمكن أن تتألف منها الخيالات يمكن أن تكون نفسها خيالية محضة.

أشهر أقواله الخالدة (بالفرنسية : Je pense, donc je suis ) بالعربية : "أنا أفكر اذا فأنا موجود"، والتي ذكرت في كتاب مبادئ الفلسفة "Les Principes de la philosophie" الذي صدر في 1644 بالاتينية.

استطاع ديكارت اثبات وجود نفسه عن طريق انه يشك فهو متاكد من شيء واحد فقط هو انه يشك بوجوده وبما انه يشك فهو موجود.

"اثبات وجود الله" تمكن ديكارت من "اثبات وجود الله" من خلال انه انسان غير كامل لأنه يشك، وبما أنه غير كامل، فهو لا يستطيع أن يأتي بفكرة الكامل، لأن الكامل لا يستنتج من الناقص، فهناك مسبب واحد لفكرة الله بعقله هو الله نفسه أي ان الله هو من وضع فكره الله بعقله

نور
08-31-2009, 06:06 PM
ابن سينا

ابن سينا (371 - 428هـ، 981 - 1036م). أبو علي الحسين بن عبدالله بن سينا الحكيم المشهور، فيلسوف وطبيب إسلامي، كان أبوه من عمال بَلَخْ، انتقل منها إلى بخارى، وكان من العمال الأكفاء، وتولى العمل بقرية من ضياع بخارى يقال لها خرميثنا من أمهات قراها، وولد الرئيس أبو علي وكذلك أخوه بها. ثم انتقلوا إلى بخارى وتنقل الرئيس بعد ذلك في البلاد، واشتغل بالعلوم وحصل الفنون. ولما بلغ العشرين من عمره أتقن حفظ القرآن الكريم وعلومه، ثم درس الأدب وحفظ أشياء من أصول الدين وحساب الهندسة والجبر والمقابلة.
لقب بالشيخ الرئيس لأنه جمع بين العلم والوزارة. كتبه كثيرة متنوعة وتمتاز بالوضوح والإيجاز، وله كتاب الشفاء الذي يشتمل على المنطق والطبيعيات والرياضيات والإلهيات، وله القانون في الطب، وهو موسوعة طبية تحتوي على ماذكره الأطباء اليونان الأقدمون، بالإضافة إلى ماساهم به العرب في هذا المجال. وترجم هذا الكتاب إلى اللغة اللاتينية في القرن الثالث عشر الميلادي، وأعيد طبعه في القرن الخامس عشر الميلادي، وطبع مرات كثيرة في القرن السادس عشر الميلادي، وله أيضًا المعاد؛ رسالة في الحكمة؛ أسرار الحكمة الحرفية؛ النبات والحيوان؛ أسباب الرعد؛ أقسام العلوم؛ الدستور الطبي

نور
08-31-2009, 06:07 PM
كارل ماركس


كارل ماركس (5 مايو 1818 إلى 14 مارس 1883). كان فيلسوفًا ألمانيًا، يهودي الأصل، سياسي، وصحفي ،ومنظّر اجتماعي. قام بتأليف العديد من المؤلفات الا ان نظريته المتعلقة بالرأسمالية وتعارضها مع مبدأ اجور العمال هو ما أكسبه شهرة عالمية. لذلك يعتبر مؤسس الفلسفة الماركسية ، و يعتبر مع صديقه فريدريك إنجلز المنظرين الرسميين الأساسيين للفكر الشيوعي.

شكل وقدم مع صديقه فريدريك إنجلز ما يدعى اليوم بالاشتراكية العلمية. ( الشيوعية المعاصرة ) .

ولد ماركس بمدينة (ترير) في ولاية (رينانيا) الألمانية عام 1818م والتحق بجامعة بون عام 1833 لدراسة القانون. أظهر ماركس اهتماماً بالفلسفة رغم معارضة والده الذي أراد لماركس ان يصبح محامياً. وقام ماركس بتقديم رسالة الدكتوراة في الفلسفة عام 1840 وحاز على شهادة الدكتوراة.

وصفه أحد أصدقائه بأنه عريض المنكبين واسع الجبهة كثيف الشعر وداكن إلى حد الزرقة. كان حيويا نشيطا لا يهدأ له بال لا ينام إلا أربع ساعات في النهار.


بداياته

في عام 1842 وبعد كتابته لمقالته الأولى لمجلة ( Rheninshe Zeitung ) في مدينة كولونيا ..أصبح من طاقم التحرير.

كتاباته في هذه المجلة وبشكل ناقد لوضع السياسة والأوضاع الاجتماعية المتردية المعاصرة لذلك الوقت ورطته في مناقشات حامية مع رؤوساء التحرير والمؤلفين. وهو صاحب مقولة الدين هو افيون الشعوب لان الدين لا يشجع الفكر الحر الذي ينتج بل يبقيهم كالمخدرين دون طموح للتقدم والتغيير.

وفي عام 1843 ماركس كان قد أجبر على إلغاء أحد نشراته وسرعان ما تم اصدار قرار بإغلاق الصحيفة ومنعها من النشر.

انتقل ماركس من ألمانيا إلى باريس وهناك دأب على قراءة الفلسفة والتاريخ والعلوم السياسية وتبنى الفكر الشيوعي.

في عام 1844 وعندما زاره صديقه فريدريك إنجلز في باريس وبعد عدة مناقشات مع بعضهما البعض وجد الصديقان بأنهما قد توصلا إلى أفكار متطابقة 100% حول طبيعة المشاكل الثورية وبشكل مستقل عن بعضهما البعض .

ونتيجة لهذا التوافق بينهما عملا معا وتعاونا لتفسير أسس ومبادىء نظريات الشيوعية والعمل على دفع الطبقة العاملة (والبرجوازية الصغيرة الديمقراطية) لتعمل وتتفانى من أجل تلك المبادىء.
كارل ماركس وزوجته جيني

عاش كارل ماركس في القرن التاسع عشر؛ وهي فترة اتسمت بانتشار الرأسمالية الصناعية من خلال تشكيل الطبقات العمالية الأوروبية وأولى صراعاتها الكبرى. وهذا العالم هو الذي حاول ماركس التفكير فيه من خلال اعتماد عدة مكتسبات نظرية:

* الفلسفة الألمانية وبخاصة فلسفة هيجل (1891-1770) التي استخلص منها فكرة جدلية التاريخ الكوني الذي تهيمن عليه التناقضات التي تقوده نحو مآل نهائي.

* الاقتصاد السياسي الإنجليزي الذي يشكل كل من آدم سميث (1790-1723) و د. ريكاردو (1823-1772) ومالتوس (1834-1770) أبرز وجوهه.

* الاشتراكية " الطوباوية " الفرنسية (سان سيمون،فورييه،كابي) ومعاصرو ماركس (برودون،بلانكي) الذين دخل معهم ماركس في سجال.

* المؤرخون الفرنسيون الذين حللوا المجتمع بحدود صراع الطبقات الاجتماعية.

نقد الرأسمالية

لقد تبنى ماركس منظورا دينامياً وصراعياً للرأسمالية.ومنها: نظرية الاستغلال وفائض القيمة:

يبدو العالم الحديث كتراكم للبضائع ، وتأتي قيمة هذه البضائع من العمل الإنساني الذي هو متضمن في البضاعة ( نظرية القيمة ـ العمل مستعارة من د. ريكاردو). إن العمل بدوره بضاعة تمتلك سمة خاصة: فهو ينتج قيمة أعلى من ثمن شرائه. وبالفعل؛ فالرأسمالية لا تشتري كل العمل المبذول من طرف البروليتاري، ولكنها لا تؤدي له إلا ثمن قوة عمله (ما يكفيه للعيش )، والفارق القيمي في ما بين قوة العمل والعمل المنجز يشكل فائض القيمة الذي هو منبع الرأسمال. إن الرأسمال يخلق ذاته ويعيد خلقها باستمرار داخل علاقة الاستغلال الاجتماعية هذه.

قوانين تطور الرأسمالية: تقود المنافسة الرأسمالي لمراكمة رأس المال؛ أي إلى استثمار جزء من الربح في تحسين أداته الإنتاجية. ومن قانون التراكم هذا استنتج ماركس عدة اتجاهات للتطور:

اتجاه أكثر فأكثر تعاظما نحو مكننة الإنتاج؛ تمركز رأس المال ناجم عن نمو كل مقاولة على حدة وتمركز المقاولات في أيدي حفنة قليلة العدد من أقوى الرأسماليين ؛ تزايد البطالة والانخفاض النسبي للأجور الذي تصوره ماركس كعاقبة للتراكم فالآلات التي تنحو نحو تعويض البشر والمشكلة بذلك ل" جيش صناعي احتياطي " ينزع حضوره نحو ممارسة ضغط يؤدي إلى تخفيض الأجور . ويبدو هذا التفقير المتعاظم ك" قانون عام للاقتصاد الرأسمالي " ؛ قانون الانخفاض النزوعي لمعدلات الربح يتأتى من تزايد الرأسمال الثابت (الآلات) مقارنة بالرأسمال المتغير (الأجور) ؛ الربح (فائض القيمة) المتأتي فقط من العمل الإنساني (حسب نظرية القيمة ـ العمل) ؛ الانخفاض النسبي لعدد المأجورين مقارنة بالآلات يقود نحو انخفاض معدل الربح . غير أن التفقير يقود نحو ثورة الجماهير ؛ فهنا يفرد المنطق الاقتصادي مكانا لمنطق اجتماعي : يتمثل في ثورة المقموعين ضد النظام . ميكانيزم الأزمات. ليست هناك لدى ماركس نظرية ناجزة ومكتملة بخصوص الأزمات . الاستغلال وتمركز رأس المال الثابت (الآلات) يقودان نحو تعاظم لا ينتهي لقدرات الإنتاج على حساب إمكانيات الاستهلاك (عبر المداخيل الموزعة) ، ومن ثمة أزمات فيض الإنتاج التي لا تني تحدث والتي تسم الرأسمالية بشكل دوري . وقد اعتقد ماركس أن هذه الأزمات من شأنها أن تتفاقم عبر الزمن حتى تصبح أزمات لا تطاق.

المادية التاريخية أولوية الإنتاج إن أساس المجتمع يقيم في الإنتاج ؛ في العمل الذي ينتج الإنسان من خلاله ذاته وينتج المجتمع . إن وسائل الإنتاج المسماة " القوى المنتجة " والعلاقات التي تنشأ حول العمل (" علاقات الإنتاج ") يشكلان " عالم الإنتاج " الخاص بكل مجتمع ، ولقد تعاقبت خلال التاريخ عديد من أنماط الإنتاج ( القديمة ، الآسيوية ، الإقطاعية ، الرأسمـالية ). البنية الاقتصادية التحتية والبنيات الفوقية إن البنيات الفوقية السياسية ، القانونية والإيديولوجية تنبني على قاعدة الإنتاج . إذن يجب الانطلاق من القاعدة الاقتصادية لفهم تطور مجتمع معطى . تقسيم الشغل وصراع الطبقات يؤدي تقسيم الشغل أيضا نحو انفصال الناس عن بعضهم ونحو تكون الطبقات وصراعها . إن صراع الطبقات الاجتماعية المتعادية والمتصارعة من أجل السيطرة على الإنتاج هو محرك التاريخ في إطار النظام الرأسمالي . سوسيولوجيا الطبقات والدولة نظرية الطبقات الاجتماعية غالبا ما اعتبر أن البيان الشيوعي الذي يصرح فيه ماركس بأن لا توجد إلا طبقتان أساسيتان متعارضا مع " صراع الطبقات في فرنسا " الذي يصف فيه سبع طبقات وشرائح من الطبقات المختلفة . وبالفعل ليس هناك تناقض ؛ فلم تكن لهذين التأويلين نفس الوضعية ؛ فما كان يشغل بال ماركس في البيان ( وعلينا أن لا ننسى أنه نص دعـــائي )كان هو تحليل الصراع الذي يضع في المجتمع الرأسمالي طبقتان أساسيتان متواجهتان ( حاملتان لمشروع تاريخي ) : البورجوازية والبروليتاريا . ويجب أن يؤدي هذا الصراع إلى الثورة إذا ما عرف العمال كيف يتنظمون في حزب يمكن من الإطاحة بالمجتمع البورجوازي . إن " صراع الطبقات في فرنسا " يريد أن يكون تحليلا أمبريقيا لحركة تاريخية خاصة ، وماركس يصف بدقة شرائح طبقية وروابطها وكيف تنتظم حول طبقتين أساسيتين . يجب إذن أن نميز عند استعمال مفهوم الطبقة النظرية الدينامية للطبقات ( التي تنتظم حول قطبين اثنين ) والتحليل الوصفي الذي يهتم بتركيب الجماعات الاجتماعية : ببنيتها وتطورها وسلوكها . نظريةالدولةوالإيديولوجيات نجد لدى ماركس نظرية للدولة (متصورة بوصفها أداة سلطة في خدمة الطبقة المهيمنة) وللإيديولوجيات ( كتعبير عن مصالح طبقية معينة ) وللاستلاب ( كتقديس أعمى للبضاعة ) ، وللدين ( " كأفيون الشعوب " ) ، .. الخ .

البيان الشيوعي

في عام 1845 ماركس كان قد أجبر على مغادرة فرنسا بسبب نشاطاته الثورية وكان قد استقر في بروكسل ولحقته زوجته وأطفالها إلى هناك وساعده صديقه انغلس الذي كان أبوه برجوازيا على شراء منزل والذي تحول فيما بعد إلى مركز للإتصال والاجتماع بالشبكات العمالية الثورية.

**** الشيوعيين

في عام 1847 اجتمع الشيوعيون ليؤسسوا عصبتهم وفوض ماركس وانغلس ليشكلوا مبادىء هذه العصبة وبرنامجها المتبع وكان هذا البرنامج قد عرف فيما بعد ب ( بيان الشيوعية حيث وضع فيه ماركس جوهر أفكاره وأسس العمل على تحقيقها ) وكانت **** الشيوعيون قد قامت على أنقاض جماعة رابطة العادلين في فرنسا والتي كانت لا تؤمن بضرورة الثورة والاستيلاء على السلطة وكان شعارها ( الناس كلهم أخوة ) طبعا أقنع ماركس أعضائها بأنهم يحلمون بعالم وردي واستبدل الشعار إلى أن صار ( يا عمال العالم اتحدوا )

البيان الشيوعي كان يمهد لعقيدة الاشتراكية العلمية ويجسد المادية التاريخية بعيدا عن الكنيسة أو الدين ( باعتقاد ماركس الدين أفيون الشعوب ) أو الطائفية المهنية. وكان ذلك قد أخرج صراحة في تعليقه ونقده للاقتصاد السياسي ( كتاب ) في عام 1858 .

إن أسس وجوهر البيان الشيوعي تقوم على افتراض أن منذ فجر الانسانية وحتى اليوم كانت العلاقة علاقة صراع بين المُستغِل والمُستغَل ..بين المالك وبين العامل ..بين الطالب وبين الأستاذ ...بين الفلاح وبين الاقطاعي...استغلال الانسان للإنسان وأمة لأمة. وكانت الغلبة تنتهي إما لإحداهما أو بسقوطهما معا.

وطبعا غلبة أي منهما تحدد طبيعة الاقتصاد القائم. وعلى افتراض بأن تفكك الاقطاعية كان من نتيجة تعفنها واعاقتها للبرجوازية ...فإن المنطق يفرض حتما بأن مستوى تطور الطبقة البرجوازية ( الانتاج الكبير ) سيصل بها إلى حد لا تستطيع فيه التقدم.

وعندها ستقوم البروليتارية بسحق هذه الطبقة ( البرجوازية ) ورفع الجور والظلم عن الطبقة العاملة ( البروليتاريا ) وعندها يتحقق المجتمع الشيوعي حيث تنتفي فيه الملكية الخاصة (وليس الملكية الشخصية ) ..حيث الملكية الخاصة هي الناتجة عن استغلال العمال وأخذ ما ينتجه من القيمة المضافة دون أدنى جهد يذكر من قبل الرأسمالي..أما الملكية الشخصية هي ما تحصل عليه نتجية القيام بعمل.

النفي السياسي

في عام 1848 قامت الثورة في فرنسا والمانيا. وخافت الحكومة البلجيكية من امتداد الثورة إليه وقامت بنفي ماركس الذي ذهب أولا إلى باريس ثم كولونيا وقام بتأسيس صحيفة جديدة دعيت Neue Rheinishe Zeitung تيمنا بتلك المجلة التي كان يعمل بها في البداية وانضم إلى أعمال ثورية هناك ودأب على تنظيمها ، في عام 1849 تم اعتقاله وحوكم في كولونيا بتهمة التحريض على التمرد العسكري ..ثم تمت تبرئته ونفيه من ألمانيا وتم إيقاف مجلته الجديدة التي كان هو رئيس تحريرها.

في عام 1848، شهدت أوروبا ثورة عندما قامت الطبقة العاملة في فرنسا بالسيطرة على السلطة من الملك لويس. وقامت الحكومة الثورية باستدعاء ماركس للبقاء في فرنسا بعدما طردته حكومات فرنسية سابقة. وعندما أفلت شعلة الحكومة الثورية الفرنسية في عام 1849، انتقل ماركس للعيش في لندن وقام بكتابة الكثير من المؤلفات التي تعنى بالسياسة و الإقتصاد. كما عمل كمراسل أوروبي لصحيفة "نيويورك تربيون" من موقعه في أوروبا و خلال هذه الفترة كان قد قام بعدد من الأعمال وصنفت على أنها كلاسيكيات النظرية الشيوعية.

وتضمن هذا كتابه الأروع ( رأس المال ) في أجزائه الثلاثة والذي نشره انغلس عام 1885 بعد وفاة ماركس حيث كان عبارة عن مخطوطات وكراسات من الملاحظات وتضمنت تحليلا للنظام الرأسمالي والذي يبين فيه كيف أن التطور واستغلال العمال يتم بكل بساطة عن طرق أخذ القيمة المضافة—( القيمة المضافة هي القيمة التي تنتج عن طريق العمل على الشيء- من القطن في الحقل إلى قماش فاخر ..من دولار إلى 100 دولار وهي لا تشتمل على أجور التكلفة او الصيانة ..أي ليس لها علاقة بأجر الصيانة أو كلفة العمل وهي ليست الربح ...في ذلك الوقت لم يكن هناك تكنولوجيا ...حاليا القيمة المضافة تنتجها الآلات الحديثة ويأخذها أصحاب وسائل الانتاج).

وكان عمل ماركس التالي هو عن المجلس الوطني الفرنسي 1871 (كومون فرنسا كتاب الحرب الأهلية الفرنسية . حيث حلل خبرة هذا المجلس الثورية والتي شكلت في باريس خلال حرب فرانكو بروسيان . ومن خلال هذا العمل قام ماركس بترجمة شكل ووجود هذا المجلس على برهان وتأكيد تاريخي حتمي لنظريته. بأن من الضرورة الهامة والقصوة للعمال بأخذ زمام الحكم والوصول إلى قمة المراتب السياسية بتمرد مسلح. وبعدها العمل على تدمير الأسس التي تقوم عليها الطبقة الرأسمالية. ووضح ماركس بأنه ما بين الشيوعية والرأسمالية تقع تلك الفترة التي تعمل على تهيئة التحول الثوري وهذا التحول الذي سيشمل المناصب السياسية ستؤدي إلى حدوث دكتاتورية الطبقة العاملة ( البروليتاريا ).
طابع بريدي أصدر بألمانيا الشرقية يحمل صورة كارل ماركس


السنوات الأخيرة

عندما تم حل **** الشيوعيين في عام 1852 ماركس استمر بمراسلة مئات الثوريين بهدف تشكيل منظمة جديدة. وهذه الجهود قد بلغت ذروتها في عام 1864 عندم تشكيل ( مجلس الأممية ) وسرعان ما بدأ العمل مع رفاقه على تشكيل أسسه ومبادئه وبرنامجه السياسي ولكن بعضا من أعضائه والذين كانوا قد أخمدت الرغبة الشيوعية فيهم كانوا قد رفضوا إنشاءه وهنا كان قد اقترح ماركس نقل مركز ( مجلس الأممية ) إلى الولايات المتحدة.

زوج ماركس ابنتيه ( لورا ، جيني ) في عامي 1868 ، 1873 . ²

سنواته الثمانية الأخيرة كانت صراعا حقيقيا مع المرض فألم به مرض الكبد ، ثم داء النزلة الشُعَبية ² والتي أعاقته عن طموحاته وأهدافه ومع ذلك كان بعد وفاته قد وجد بعضا من الملاحظات التي تم تجميعها واعادة نشرها كمجلد رابع لكتاب رأس المال ( ماركس ربط تكون رأس المال بالقيمة المضافة الناتجة عن علاقات الاناج ولم يجعله يقتصر على حالة تراكمية جامدة).

في سنواته الأخيرة عانى كثيراٌ فتوفيت زوجته سنة 1882 وابنته جيني في سنة 1883 . ²

وفاته

وفي 14 مارس 1883، توفى كارل ماركس ودفن في مقبرة هاي غيت(Highgate Cemetery) بلندن.

نور
08-31-2009, 06:07 PM
ماركس

ماركس، كارل (1818-1883م). فيلسوفٌ ألماني واجتماعي وثوري محترف.كان المؤسس الرئيسي لحركتين جماهيريَّتين قويتين هما: الاشتراكية الديمقراطية والشيوعية الثورية. وقد كان ماركس يُقابَل أحيانًا بالتجاهل أو سوء الفهم حتى من قبَل أنصاره أنفسهم.
وُلدَ كارل ماركس ونشأ في إقليم ترير التابع لما كان يُعرف باسم بروسيا. وخلال سني دراسته، برزت قدراته العقلية. التحق بالجامعة في عام 1835م، لدراسة القانون، وحصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة جينا عام 1841م. عانى ماركس أمراضًا متكرِّرة كان كثيرٌ منها أمراضًا نفسية. وحتى حينما كان سليمًا من الناحية الجسمية،كان يعاني الكآبة والفتور وعدم القدرة على العمل لفترات طويلة. وقد فَقَد جميع أصدقائه، عدا فريدريك إنجلز، وأصبح كثير منهم أعداءً له.
يُطلق على نظرية ماركس أحيانًا اسم الماديّة الجدلية، وهي ذات مفاهيم صعبة وغامضة. ويرتكز أساس الماركسية على الاعتقاد بأنَّ الاشتراكية أمر حتمي، وأنَّ الرأسمالية مَحْكُوم عليها بالفشل. وكان ماركس يعتقد بأنَّ جميع المجتمعات الإنسانية تعاني التوتر، ويرجع ذلك إلى أنَّ التنظيم الاجتماعي يُجاري تطوُّر وسائل الإنتاج.
انتقل ماركس بعد زواجه سنة 1843م إلى باريس وهناك التقى فريدريك إنجلز، أحد الشبان الألمان المتطرفين فأصبحا صديقين حميمين وعملا معًا في كتابة العديد من المقالات والكتب. عاش ماركس في بروكسل ببلجيكا بين عامي 1845 و1848م، ثم عاد إلى ألمانيا وحرر صحيفة نورينيخ زيتونغ في مدينة كولون أثناء الثورة الألمانية سنة 1848م. وقد اشتهر ماركس في ألمانيا ناطقًا بلسان حركة الإصلاح الديمقراطي المتطرفة.
وبعد فشل حركة 1848م الثورية هرب ماركس من ألمانيا وقضى بقية حياته لاجئًا في مدينة لندن.
عاش ماركس حياة الكفاف، إذ لم يكن له عمل يقتات منه. وكان يكتب بعض المقالات أحيانًا ويرسلها إلى الجرائد، غير أن وسيلة العيش الوحيدة له ولزوجته مع أطفاله الستة كانت المبالغ التي يتسلمها بصورة منتظمة من إنجلز.

كتاباته. معظم كتابات ماركس محفوظة. ولا يقتصر ذلك على كتبه فحسب وإنما يشمل مراسلاته وملاحظاته الخاصة بخطبه. وقد نشرت مقالاته الفلسفية أثناء حياته، وبعضها الآخر لم يكتشف إلا في القرن العشرين الميلادي. وكتب ماركس بعض تلك المقالات بمفرده، وكتب بعضها الآخر بالاشتراك مع إنجلز. وهي تتراوح بين 15 جملة وكتاب يتألف من 700 صفحة. ومقالات ماركس التي كتبها بين عامي 1842 و1847م توضح أسس فلسفته وتتركز الفكرة الرئيسية فيها على أن القوى الاقتصادية تقوم باضطهاد الجنس البشري. وهو يعتقد بأن العمل السياسي يشكل جانبًا ضروريًا من فلسفته، كما يبين في تلك المقالات الأثر الذي تركته فلسفة التاريخ التي أوجدها الفيلسوف الألماني فريدريك هيجل.
كان البيان الشيوعي مذكرة كتبها ماركس مع إنجلز عشية الثورة الألمانية في عام 1848م. وكان يتضمن عرضًا موجزًا لكنه قوي لنظريات المؤلفيْن السياسية والتاريخية. ويعتبر البيان أن التاريخ جملة من الصراعات بين الطبقات، ويتنبأ بأن الطبقة العاملة ستحل محل الطبقة الوسطى الحاكمة.
أما كتاب رأس المال فإنه من أعمال ماركس الرئيسية. وقد قضى ثلاثين سنة في كتابته، وظهر المجلد الأول منه سنة 1867م، وأخرج إنجلز المجلدين الثاني والثالث من المخطوطات التي تركها ماركس قبل وفاته. وقد ظل المجلد الرابع على هيئة ملاحظات مبعثرة.
بين ماركس رأيه في الاقتصاد الحر ورأى أن هذا الاقتصاد سيؤدي إلى تراكم الثروة مع إنفاقها بغير تعقل، واعتقد بأن ذلك سينشر البؤس بين بني البشر.
كتب ماركس حول مواضيع عملية أخرى، وعن اعتقاده بحدوث ثورة عالمية. والجزء الرئيسي من هذه الأفكار مدون في مراسلاته مع إنجلز وأصدقائه الآخرين.

الإنتاج والمجتمع. من مفهوم الماركسية الأساسي أن الاشتراكية حتمية، وكان ماركس يعتقد بأن نظام الاقتصاد الحر أو الرأسمالية إلى زوال، وأن الاشتراكية هي البديل الوحيد.
كذلك اعتقد ماركس بالصراع بين الطبقات بسبب التوتر الحاصل في المجتمع نتيجة عدم مجاراة التنظيمات الاجتماعية لوسائل الإنتاج.
يُدرَّس ماركس في هذه الأيام ـ خصوصًا في الغرب ـ بوصفه رجلاً ثوريًا واقتصاديًا، ويعترف بأهمية آرائه، رغم تطرفه، بشكل متزايد بوصفه رائدًا في حقل العلوم الاجتماعية. وقد هُوجم ماركس لأنه ثار ضد المجتمعات المستقرة كافة، ولكونه كاتبًا متعجرفًا احتقر منتقديه، وبسبب آرائه المتطرفة. وقد دلّت التجارب على فساد نظريته وكونها مدمرة لسعادة الفرد والمجتمع.

نور
08-31-2009, 06:07 PM
أبو نصر محمد الفارابي


أبو نصر محمد الفارابي (ولد عام 260 هـ/874 م في فاراب وهي مدينة في بلاد ما وراء النهر و هي جزء مما يعرف اليوم بتركستان وتوفي عام 339 هـ/950 م) فيلسوف مسلم أتقن العلوم الحكمية، وبرع في العلوم الرياضية، زكي النفس، قوي الذكاء، متجنباً عن الدنيا، مقتنعاً منها بما يقوم بأوده، يسير سيرة الفلاسفة المتقدمين، وكانت له قوة في صناعة الطب وعلم بالأمور الكلية منها، ولم يباشر أعمالها، ولا حاول جزئياتها.

اسمه الكامل هو أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان، تركماني من مدينته فاراب، وهي مدينة من بلاد الترك في أرض خراسان وكان أبوه قائد جيش، وكان ببغداد مدة ثم انتقل إلى الشام وأقام بها إلى حين وفاته. يعود الفضل اليه في ادخال مفهوم الفراغ إلى علم الفيزياء. تأثر به كل من ابن سينا وابن رشد

مؤلفاته

من أشهر كتبه:

* كتاب الموسيقى الكبير
* آراء أهل المدينة الفاضلة
* الجمع بين رأي الحكيمين — حاول فيه التوفيق بين أفلاطون وأرسطو
* التوطئة في المنطق
* السياسة المدنية
* احصاء العلوم والتعريف بأغراضها
* جوامع السياسة

نبذة عن الفارابي

الفارابي ينتمي إلى فاراب وهي بلدة تركمانية ولد سنة 257هـ. وتوفي 339هـ. جاء إلى بغداد وهو في سن الأربعين، تنقل بين مصر وسوريا وحلب وأقام في بلاط سيف الدولة الحمداني ثم ذهب لدمشق وبقي فيها حتى وفاته عن عمر 80 عاما ووضع عدة مصنفات وكان أشهرها كتاب حصر فيه أنواع وأصناف العلوم ويحمل هذا الكتاب إحصاء العلوم. سمي الفارابي "المعلم الثاني" نسبة للمعلم الأول أرسطو والإطلاق بسبب اهتمامه بالمنطق لأن الفارابي هو شارح مؤلفات أرسطو المنطقية.

إيمانه بوحدة الحقيقة

إيمانه بوحدة الحقيقة كان يعتقد أن الحقيقة الطبيعية الفلسفية واحدة وليس هناك حقيقتان في موضوع واحد بل هناك حقيقة واحدة وهي التي كشف عنها أفلاطون وأرسطو، وبرأيه أن كل الفلسفات التي تقدم منظومة معرفية ينبغي أن تحذو حذو أفلاطون وأرسطو. ولكن بين أفلاطون وأرسطو تناقض أساسي وكان الفارابي يعتقد أن فلسفة أفلاطون هي عين فلسفة أرسطو ووضع كتاب (الجمع بين رأيي الحكيمين أفلاطون وأرسطو) أفلاطون وأرسطو كلاهما يبحثان في الوجود من جهة علله الأولى، وعند أفلاطون الوجود والعلل الأولى هي (المثل) وأرسطو (العلل الأربعة) ولكن الفارابي كان يعتقد في كتابه أنه لا فرق وحاول أن يوفق بين الفيلسوفين وقدم مجموعة من الأدلة ليقول أن هؤلاء كشفا الحقيقة وكل من جاء بعدهما يجب أن يحذو حذوهما. س/لماذا وقع الفارابي بالخطأ وقال أنهما ليسا متناقضين رغم أنهما كذلك؟ ج/لأنه استخدم في المقارنة بكتابه كتاب (أثولوجيا) الذي نسب لأرسطو إلا أنه ليس لأرسطو بل لأفلوطين الاسكندري وحين نقل السريانية الكتاب أخطئوا، وبناء عليه عندما نقله العرب من السريانية أخطئوا. أقام الفارابي جهد توفيقي على كتاب اثيولوجيا وكان كمن يوفق بين أفلاطون وأفلوطين فلم يظهر التناقض ونرى الكثير كالفارابي وقعوا بهذا الخطأ.

==نظريته الخاصة بالصدور==عنوان وصلة نظريته في الوجود، وهنا تبدو النظرية التي تسمى بالصدور والفيض وهي أبرز ما يميز الفارابي فهو يميز بين نوعين من الموجودات: الموجود الممكن الوجود الموجود الواجب الوجود هنا موجودات ممكنة الوجود كثيرة، لكن موجود واحد واجب الوجود. الموجود الممكن الوجود: الموجود الذي متى فُرِض موجودا أو غير موجود لم يعرض منه محال. يعني وجوده أو عدم وجوده ليس هناك مايمنع ذلك. لكن إذا وجدت لابد لها من علة وكل الموجودات التي تحقق وجودها حوادث. الموجود الواجب الوجود: الموجود الذي متى فرضناه غير موجود عرض منه (الهاء تعود على الفرض) محال. يعني لا يمكن إلا أن يكون موجودا وهو في المصطلح الديني (الله) فنحن لا يمكن أن نقول الله ليس موجود؛ لأنه لا يمكن لنا أن نقول بعد أن قلنا الله ليس موجود كيف وجد العالم. (مؤيس الأيسات عن ليس) تعني موجود الموجودات من العدم (أليس أي أوجد). س/ لا نستطيع أن نفهم كيف وجدت الموجودات الممكنة عن واجب الوجود؟ وكان جواب الكندي هو (مؤيس.....) أما الفارابي يقول أن واجب الوجود طبيعته عقل محض واحد من كل الجهات جوهر عقل محض يعقل ذاته وموضوع تعقله هو ذاته، خلافا لنا نعقل ذاتنا ونعقل أيضا الموجودات الطبيعية ولكن واجب الوجود عند الفارابي يعقل ذاته فقط ويقول الفارابي أنه من تعقله لذاته يفيض عنه عقل أول، يكفي أن يعقل واجب الوجود ذاته حتى يصدر عنه عقل أول أي فعل التعقل فعل مبدع يصدر على سبيل الضرورة لا الإرادة والقصد. يصدر عقل من تعقله لما فوقه يصدر عقل آخر ومن تعقله لذاته يصدر فلك..الخ العقل الأخير هو العقل الفعال والفلك الخاص به فلك القمر.

العلاقة بين الفيلسوف والنبي

التمييز الذي قام به الفارابي بين النبي من ناحية والفيلسوف من ناحية: المعرفة تكون بتجريد المعاني الكلية من المحسوسات، النبي والفيلسوف كلاهما يتلقى حقائق وينقلها للآخرين. يقول الفارابي أن معرفة الحقائق القصوى كلها مصدرها الله لكن فرق بين حقائق النبي وحقائق الفيلسوف فالفيلسوف يتلقى الحقائق بواسطة العقل الفعال فتكون طبيعتها عقليه وليس حسية، الرسول تأتيه المعارف منزلة من عند الله بتوسط الملك جبريل ويتلقى الوحي بالمخيلة ثم يتم تحويل الصور المتخيلة إلى صور ومعاني تنقل للناس. المعارف النبوية هي معارف المخيلة أساس فيها.

فلسفته السياسية والأخلاقية

ما تميز به الفارابي بعد تميزه بالمنطق هو السياسة والأخلاق ومن أشهر كتبه: 1- آراء المدينة الفاضلة 2- الموسيقى الكبير

آراء أهل المدينة الفاضلة: خير المدن الممكنة على الأرض بالنسبة للبشر، وقضية الكاتب هي قضية السعادة التي يطلبها جميع الناس ويقسم الكتاب إلى قسمين: قسم يبحث فيه الفارابي نظرية الوجود ونرى فيها التمييز بين الممكن والواجب، القسم الثاني خاص بالمدينة وآراء أهل الجماعة الفاضلة القسم الأول يقابله القسم الثاني والمدن المضادة للمدينة الفاضلة. يبني الفارابي المدينة على غرار الوجود بأسره، فكما للوجود مبدأ أعلى كذلك المدينة الفاضلة لها مبدأ أعلى وهو الرئيس. والفارابي يقول أن القصد في المدينة الفاضلة الإبانة عن الجماعة التي تسود فيها السعادة والمدينة الفاضلة هي التي يطلب جميع أهلها السعادة والمدن المضادة يطلب فيها أهلها أشياء مضادة. السعادة عند الفارابي مرتبطة بتصوره للتركيبة الإنسانية والنفس الإنسانية والسعادة تكون عندما تسيطر النفس العاقلة (وفضيلتها الحكمة) على النفس الغضبية (وفضيلتها الشجاعة) والنفس الشهوانية (وفضيلتها العفة) فيصل الإنسان للسعادة.

المدينة الجاهلة: عكس المدينة الفاضلة، يطلب أهلها السعادة الآتية من النفس الغضبية والشهوانية.

المدينة الفاسقة: هي التي عرف أهلها المبادئ الصحيحة وتخيلوا السعادة على حقيقتها ولكن أفعالهم مناقضة لذلك.

المدينة المبدلة: أيضا مضادة للمدينة الفاضلة ويكون السلوك فيها فاضل ثم يتبدل.

المدينة الضّآلة: ويعتقد أهلها في الله والعقل الفعال آراء فاسدة واستعمل رئيسها التمويه والمخادعة والغرور ويصّور الله والعقل الفعال تصوير خاطئ وكانت سياسته خداع وتمويه.

وجعل الفارابي مجموعة سمات مميزة لأهل المدينة الفاضلة: معرفة السبب الأول وصفاته (أي الله) معرفة العقول والأفلاك معرفة الأجرام السماوية معرفة الأجسام الطبيعية معرفة الإنسان يعرفون السعادة ويمارسونها أي معرفتهم كاملة بالوجود وبكل الموجودات وعلى رأس المدينة الفاضلة يضع الفارابي الرئيس مثلما للوجود رئيس هو الله وللإنسان رئيس هو القلب. والذي يقول على المدينة الفاضلة (الرئيس) له صفات: - تام الأعضاء - جودة الفهم والتصور - جودة الحفظ - جودة الذكاء والفطنة - حسن العبارة في تأدية معانيه - الاعتدال في المأكل والمشرب والمنكح - محبة الصدق وكراهية الكذب - كبر النفس ومحبة الكرامة (أي تقدير الذات) - الاستخفاف بأعراض الدنيا - محبة العدل بالطبع وكره الجور - قوة العزيمة والجسارة والإقدام - ويتوج هذه الصفات بالحكمة والتعقل التام - جودة الإقناع - جودة التخيل - القدرة على الجهاد ببدنه

نور
08-31-2009, 06:08 PM
باشلار، جاستون

باشلار، جاستون (1884-1992م). فيلسوف فرنسي اشتهر في حقل تاريخ العلوم والابستمولوجيا (دراسة المعرفة فلسفيًا)، كما اشتهر في حقل دراسة عملية الإبداع من زوايا ظاهراتية (اتجاه فلسفي في دراسة الظواهر) ونفسية. حصل على الليسانس في الرياضيات والعلوم ودرس بعد ذلك الفلسفة وحصل على الدكتوراه في الآداب قسم الفلسفة سنة 1927م. عين عام 1930م أستاذًا للفلسفة بجامعة باريس إلى أن تقاعد عام 1954م. اهتم في مؤلفاته بتاريخ العلوم وفلسفتها وبقضايا الابستمولوجيا والمعرفة العلمية كما اهتم أيضًا في عدد كبير من مؤلفاته بالشعرية والتخيل والتأملات الشاردة وأثرها على الإبداع والمتلقين رابطًا إياها بالتحليل النفسي والرؤية المعمقة لوعي الذات بنفسها وبالموضوع.
ترجم له إلى العربية من الكتب تكوين العقل العلمي؛ الفكر العلمي؛ العقلانية التطبيقية؛ جدلية الزمن؛ حدس اللحظة؛ جماليات المكان؛ شاعرية أحلام اليقظة (علم شاعرية التأملات الشاردة).
وفي هذا الأخير شاعرية أحلام اليقظة شرح نظريته حول أنثوية التأملات الشاردة وجهد لإيضاح أن التأملات الشاردة وأحلام اليقظة تنتمي إلى الأنيما (الجانب المؤنث في الشخصية الإنسانية في كل رجل وامرأة) ويرى أن الأنيما ليست ضعفًا وأنها المبدأ الداخلي لراحتنا ويربطها بحالة الإبداع والتخيل والصور الشاعرية حيث يؤكد الخيط الرابط بين الحلم والفناء وبين الأنيما في لحظة الإبداع واللحظة الشعرية خاصة. وقد جهد عبر منهج ظاهراتي في الكتاب في دراسة موضوع التخيل الشاعري وإيضاح سيرورة وعي الذات المعجبة بالصور الشاعرية من خلال المشاركة العميقة للذات في سيرورة التخيل الخلاق في كل شعر حقيقي اتكاءً من المبدع والمتلقي كليهما على الأنيما.
وهذا الكتاب مع عدد من كتبه التي تناول فيها العناصر الأربعة ودخولها في الوعي والأحلام والإبداع من الكتب التي راجت رواجًا واسعًا خاصة في أوساط الأدباء. وهي التي جمعت عناوين : الهواء والأحلام؛ التحليل النفسي للنار؛ الماء والأحلام؛ الأرض وأحلام الإرادة؛ الأرض وأحلام السكون.

نور
08-31-2009, 06:08 PM
ابن رشد


محمد بن أحمد بن محمد بن رشد الأندلسي وكنيته أبو الوليد " الحفيد " (520- 595 هـ= 1126-1198م)، المعروف بابن رشد، عالم مسلم ولد في قرطبة بالاندلس، من أسرة عرفت بالعلم والجاه. وتوفي في مراكش. يعدّ ابن رشد في حقيقة الأمر ظاهرة علمية مسلمة متعددة التخصصات، فهو فقيه مالكي، وهو قاضي القضاة في زمانه، وهو ذاته طبيب نطاسي تفوق على أساتذته حتى أن أستاذه ابن زهر قال عنه: "ابن رشد أعظم طبيب بعد جالينوس"، وهو عينه فيلسوف عقلاني، وهو أيضا مترجم لأعمال أرسطو المرجعية للمسلمين، وهو أيضا فلكي ذو أعمال جليلة في المضمار، وهو نفسه المتكلّم الذي تصدى لنقد المتكلمين باسم توافق المعقول والمنقول وعلى رأسهم الإمام الغزاليكما كان نحويا لغوياً محدثاً بارعاً يحفظ شعر المتنبي,إلى جانب هذا كله متواضعا ً،دافئ اللسان،جم الأدب،راسخ العقيدة، يحضر مجالس حلفاء الموحدين وعلى جبينه أثار ماء الوضوء.‏


عرفت عائلة ابن رشد بالمذهب المالكي، وجده أبو الوليد محمد (توفي 1126) كان كبير قضاة قرطبة تحت حكم المرابطين، وشغل والده ذات المنصب حتى مجيء الموحدين.

يعد ابن رشد من أهم فلاسفة الإسلام. دافع عن الفلسفة وصحح علماء وفلاسفة سابقين له كابن سينا والفارابي في فهم بعض نظريات أفلاطون وأرسطو. درس الكلام والفقه والشعر والطب والرياضيات والفلك والفلسفة، قدمه ابن طفيل لأبي يعقوب خليفة الموحدين عام 1182م فعينه طبيبا له ثم قاضيا في قرطبة.

تولّى ابن رشد منصب القضاء في أشبيلية، وأقبل على تفسير آثار أرسطو، تلبية لرغبة الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف، وكان قد دخل في خدمته بواسطة الفيلسوف ابن طفيل، ثم عاد إلى قرطبة حيث تولى منصب قاضي القضاة، وبعد ذلك بنحو عشر سنوات التحق بالبلاط المراكشي كطبيب الخليفة الخاص.

لكن الحكمة والسياسة وعزوف الخليفة الجديد (أبو يوسف يعقوب المنصور 1184 - 1198) عن الفلاسفة، ناهيك عن دسائس الأعداء والحاقدين، جعل المنصور ينكب ابن رشد، قاضي القضاة وطبيبه الخاص، ويتهمه مع ثلة من مبغضيه بالكفر والضلال ثم يبعده إلى "أليسانه" (بلدة صغيرة بجانب قرطبة أغلبها من اليهود)، ولا يتورع عن حرق جميع مؤلفاته الفلسفية، وحظر الاشتغال بالفلسفة والعلوم جملة، ما عدا الطب، والفلك، والحساب.

وبعد أكل النيران لعصارة فكر ابن رشد إثر سخط اتهام بمروق الفيلسوف وزيغه عن دروب الحق والهداية، عاد الخليفة فرضي عن أبي الوليد وألحقه ببلاطه، ولكن كليهما قد توفيا في العام ذاته (1198 للميلاد)، في مراكش.



ملخص عن ابن رشد فكره و فلسفته

ابن رشد أحد أهم الفلاسفة، ويشاع أن الفلسفة الإسلامية انتهت بوفاته، اسمه باللاتينية "أفيروس" "Averroes"، ولد في عاصمة الفكر الإسلامي قرطبة في الأندلس وكان أبوه قاضي وجده قاضي فدرس القانون، وأتاح له ذلك أن يكون قاضي لأشبيلية. درس الطب وعلم الكلام والفلسفة والفقه، لقب بالشارح الأكبر لأنه أفضل من شرح ما جاء به أرسطو.

لم يجلس ابن رشد على عرش العقل العربي بسهولة ، حيث انه أمضى عمره في البحث والتأليف، حتى شهد له معاصروه بأنه لم يترك القراءة والتأليف إلا ليلتين اثنتين: ليلة وفاة أبيه وليلة زواجه.

أخذ الطب عن كبار علماء عصره أبي جعفر هارون وأبي مروان بن جبيرول الأندلسي.وبالرغم من بروز ه في حقول الطب، فإن شهرته كانت من خلال نتاجه الفلسفي الخصب.عكف فيلسوفنا على نصوص المعلم الأول أرسطو حتى اقتنع بأنها الفلسفة الحق.

تولّى ابن رشد منصب القضاء في اشبيلية، وأقبل على تفسير آثار أرسطو، تلبية لرغبة الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف، ثم عاد إلى قرطبة حيث تولى منصب قاضي القضاة، وبعد ذلك بنحو عشر سنوات التحق بالبلاط المراكشي كطبيب الخليفة الخاص.

كانت هناك ضغوط لقطع حبل الصلة بين الخليفة وابن رشد لكن الحكمة والسياسة جعلت المنصور يبعده ، ويتهمه مع بعض من مبغضيه بالكفر ثم يبعده إلى"أليسانه "بلدة صغيرة بجانب قرطبة أغلبها من اليهود، وأحرق جميع مؤلفاته الفلسفية، وحظر الاشتغال بالفلسفة والعلوم جملة، ما عدا الطب، والفلك، والحساب حبس ابن رشد لكن لم يطل حبسه وانتقل إلى مراكش ومات هناك. أثّر ابن رشد في العالم الإسلامي والمسيحي وأوروبا وقد بحث عن أسباب انتهاء حضارة المسلمين في الأندلس فرأى أنها بسبب تراجع دور المرأة آنذاك. دارت حول شروحه نقاشات عديدة في جامعة السربون وترجمت كل شروح ابن رشد للعبرية. ولقد أكد ابن رشد على كروية الأرض. من مؤلفاته: شروح أعمال أرسطو، تهافت التهافت.

هناك 3 مسائل مهمة في ابن رشد وهي:

1. أنه يمثل ردة الفعل الفلسفية على الهجمة القوية على الفلسفة التي أقدم عليها الغزالي. فابن رشد يمثل محاولة رد اعتبار الفلسفة بعد أن أصابها الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة ووضع هذا الجهد في كتابه تهافت التهافت.
2. ابن رشد يجسد خير من شرح مؤلفات أرسطو، وشروح ابن رشد على أرسطو هي أفضل شروح نعرفها في تاريخ الفلسفة وهو شارح لأرسطو أكثر من كونه فيلسوفا مبدعا ذا فلسفة خاصة، بل إن البعض اعتبروه تلميذًا لأرسطو- رغم وجود 16 قرن بينهم- مع تبنيه معظم آرائه في الطبيعة وما وراء الطبيعة.
3. قدّم نظرية أو موقف متميز وخاص ومهم في مسألة العلاقة بين الشريعة والحكمة أي بين الدين والفلسفة وذلك في كتاب "فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال"، المسألة التي شغلت جميع الفلاسفة من الكندي، الفارابي، الغزالي، ابن سينا، وابن رشد. والغزالي وحده اعتقد أن الفلاسفة يخرجون عن الدين عندما كفّرهم في قضايا ثلاث وبدّعهم في سبع عشرة أخرى. إذ يستأنف ابن رشد موقف الكندي مع شيء من التعديل ويقول أن لا تعارض بين الدين والفلسفة، أي لا اختلاف بين الأمرين (الشريعة والحكمة)، وإذا كان هناك من تعارض فالتعارض ظاهري بين ظاهر نص ديني وقضية عقليه، ويرى بأن حله متاح بالتأويل وفقا لقواعد وأساليب اللغة العربية.

عندما ننظر إلى كتاب فصل المقال لابن رشد نجد أن ابن رشد قد آخى بين الفلسفة والمنطق فجعلهما مرتبطتين.

تعريف ابن رشد للفلسفة: تعني المصنوعات التي يصنعها الصانع تدل عليه، وكلما عرفنا الموجودات معرفة أتم تكون معرفتنا بصانعها أتم. والشرع ندب (المندوب أي المستحب) إلى اعتبار الموجودات والنظر بها وبيان دلالتها. حيث دعا الشرع إلى اعتبار الموجودات لأن النظر في الموجودات نظر عقلي، وهناك أكثر من آية تشير إلى اعتبار الموجودات بالعقل

* "فاعتبروا يا أولي الأبصار"
* "أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض"
* "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت"
* "ويتفكرون في خلق السموات والأرض"

وهذا النصوص- وفقًا لابن رشد- تشير إلى وجوب استعمال القياس العقلي.وبهذا يتضح تشديده على كلمات النظر، والاعتبار، والتفكر، والرؤية، ويعتبرها أدلة دينية على وجوب النظر العقلي في الموجودات. يفسر ابن رشد كلمة الاعتبار فيقول أننا من مقدمات معلومة نستنتج نتيجة مجهولة، أي من مقدمة كبرى فمقدمة صغرى نستنتج نتيجة، إذا سلمنا بالمقدمات الكبرى والصغرى ينتج عنها بالضرورة نتيجة، وبهذا الشكل سوّغ ابن رشد دراسة المنطق.

يميّز ابن رشد بين أنواع الأقيسة: القياس البرهاني: القياس الذي كلتا مقدمتاه صادقة. (وهو القياس السليم عنده) مثل: كل إنسان فانٍ..سقراط إنسان.. إذن سقراط فانٍ.

القياس الجدلي: القياس الذي إحدى مقدمتيه احتمالية أو كلتا مقدمتيه احتماليتان.

القياس المغالطي: هو القياس الذي فيه إحدى المغالطات.

أقر ابن رشد بشرعية المنطق، وأكد القياس بآية "واعتبروا يا أولي الأبصار". ويقول ابن رشد مثل قول الكندي في أننا يجب أن نأخذ الحقائق حتى لو كان قائلها من ملة غير ملتنا، وأن النظر في كتب القدماء واجب بالشرع وأن الفرد لا يستطيع أن يحصل العلم وحده ويجب أن نستفيد من بعضنا البعض ومن السابقين. شرعيا، أوجب ابن رشد النظر العقلي في القضايا التي توصل إلى الله وينبغي أن يتوفر في من ينظر بهذه العلوم أمران:

* ذكاء الفطرة.
* العدالة الشرعية والفضيلة الخلقية.

ويقول ابن رشد إذا غوى (أي ضل وانحرف) غاوٍ بسبب النظر في الوجود لا يمكن أن ننكر الصنعة نفسها عن الأكفاء بالنظر فيها ودراستها لأن بعض غير الأكفاء للنظر قد أخطأ.

قال ابن رشد أيضا أن الناس مختلفون في جبلتهم فهناك أناس يجري عليهم القياس البرهاني وأناس القياس الجدلي. نظر ابن رشد إلى العلاقة بين الدين والفلسفة وخلاصة موقفه في المسألة:

إذا قررنا قضية مثل قضية العالم مخلوق، فلا يخلو هذا الوضع (أي خلق الوجود) أن يكون الشرع قد سكت عنه أو قال قولا ما. اليقين الفلسفي البرهاني حق ولا يمكن أن يتعارض مع حقيقة ذكَرَها الشرع:

* قول سكت عنه الشرع: يجوز الكلام فيه.
* قول قرر بشأنه الشرع قولا ما: إما قرر بشأنه قولا موافقا لما قدره العقل: فلا نتكلم فيه، أو إما قرر بشأنه قولا مخالفا لما قدره العقل: فنلجأ للتأويل.

تتلخص أطروحة ابن رشد في هذه المسألة في:

1. أن الشرع أوجب النظر بالعقل في الوجود و أوجب دراسة المنطق من ناحية مفسرا آية "واعتبروا يا أولي الأبصار". معنى الأبصار القياس، وأوجب النظر في الوجود من علل الموجودات.
2. الوجه الثاني أن هذا النظر ليس بدعة وينبغي أن نأخذ به و لا يمكن أن يتحقق لفرد واحد فهو إسهام لأفراد كثيرين فيجب أن نلجأ للأمم الأخرى.
3. العلاقة بين ما يقرره العقل البرهاني وما تتفق به الشريعة، كل منهما يعبر عن الحق، والقضايا البرهانية العقلية هي حق، وما نطق به الشرع حق، والحق لا يضاد الحق بل يؤكده ويشهد له، أي ليس هناك تناقض بين الحكمة (الفلسفة) والشريعة.

فيكون مرجع ابن رشد النهائي هو العقل

[

* يقول لويج رينالدي في بحث عنوانه "المدينة الإسلامية في الغرب":‏

"ومن فضل المسلمين علينا أنهم هم الذين عرّفونا بكثير من فلاسفة اليونان. وكانت لهم الأيدي البيضاء على النهضة الفلسفية عند المسيحيين. وكان الفيلسوف ابن رشد أكبر مترجم وشارح لنظريات أرسطو. ولذلك كان له مقام جليل عند المسلمين والمسيحيين على السواء. وقد قرأ الفيلسوف ورجل الدين النصراني المشهور توماس الأكويني، نظريات أرسطو بشرح العلامة ابن رشد. ولا ننسى أن ابن رشد هذا مبتدع مذهب "الفكر الحر". وهو الذي كان يتعشق الفلسفة، ويهيم بالعلم، ويدين بهما. وكان يعلمهما لتلاميذه بشغف وولع شديدين، وهو الذي قال عند موته كلمته المأثورة:"تموت روحي بموتِ الفلسفة وتحيا بالروبيض من الخنا وأشعا العسيسة في الكرا".

* وفي كتابه "تاريخ موجز للفكر الحر" كتب المفكر الإنكليزي جون روبرتسون : "إن ابن رشد أشهر مفكر مسلم، لأنه كان أعظم المفكرين المسلمين أثراً وأبعدهم نفوذاً في الفكر الأوروبي، فكانت طريقته في شرح أرسطو هي المثلى".‏

* وكتب المستشرق الإسباني البروفيسور ميغيل هرنانديز : "إن الفيلسوف الأندلسي ابن رشد سبق عصره، بل سبق العصور اللاحقة كافة، وقدم للعلم مجموعة من الأفكار التي قامت عليها النهضة الحديثة".‏

ورأى هرنانديز أن ابن رشد قدم رؤية أكثر شمولاً وإنسانية للمدينة الفاضلة. وكان يرى أن في الإمكان قيام كثير من المدن الفاضلة، تقوم بينها علاقات سلمية فاضلة -والمدينة هنا تكاد تعني الدولة تماماً- واعتقد أن قيام الحروب بين الدول هو نهاية العالم.

ويقول العلامة الخزرقي عليه رحمة الله :(إن ابن رشد أضاء للغربيين الطريق إلى فلسفة خيالية يسطع منها نور الترديد ). وشرح الترديد بقوله الترديد نقطة في أواسط الخنا.

من مؤلفاته :
لوحة لرفائيلو سانزيو بعنوان "مدرسة أثينا" يتخيل فيها ابن رشد

لابن رشد مؤلفات عدة في أربعة أقسام: شروح ومصنفات فلسفية وعملية، شروح ومصنفات طبية، كتب فقهية وكلامية، وكتب أدبية ولغوية, ولكنه اختص بشرح كل التراث الأرسطي.

أحصى جمال الدين العلوي 108 مؤلف لابن رشد، وصلنا منها 58 مؤلفاً بنصه العربي.

ومن أشهر كتبه:

* من شروحاته وتلاخيصه لأرسطو :

* تلخيص وشرح كتاب ما بعد الطبيعة (الميتافيزياء).
* تلخيص وشرح كتاب البرهان أو الأورغنون.
* تلخيص كتاب المقولات (قاطيفورياس).
* تلخيص كتاب الأخلاق.
* تلخيص كتاب السماع الطبيعي.
* شرح كتاب النفس.
* شرح كتاب القياس.



وله مقـالات كثيرة ومنها:

* مقالة في العقل.
* مقالة في القياس.
* مقالة في اتصال العقل المفارق بالإنسان.
* مقالة في حركة الفلك.
* مقالة في القياس الشرطي.


وله كتب أشهرها:

* كتاب مناهج الأدلة ، وهو من المصنفات الفقهية والكلامية في الأصول.
* كتاب فصل المقال فيما بين الحكمة و الشريعة من الاتصال ، وهو من المصنفات الفقهية والكلامية.
* كتاب تهافت التهافت الذي كان رد ابن رشد على الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة.

* كتاب الكليات.
* كتاب "التحصيل" في اختلاف مذاهب العلماء.
* كتاب "الحيوان".
* كتاب "المسائل" في الحكمة.
* كتاب "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" في الفقه.
* كتاب "جوامع كتب أرسطاطاليس" في الطبيعيات والإلهيات.
* كتاب "شرح أرجوزة ابن سينا" في الطب.‏

نور
08-31-2009, 06:09 PM
ألتوسير، لوي

ألتوسير، لوي (1921-1990م). فيلسوف فرنسي ماركسي اشتهر بإعادة تفسيره للماركسية على نحو يحقق ما رأى أنه فلسفة ماركسية حقيقية.
ولد ألتوسير في الجزائر. ثم رحل إلى فرنسا حيث درس الفلسفة. اشتغل بعد تخرجه بالتدريس في دار المعلمين العليا بباريس، وانضم للحزب الشيوعي أثناء مقاومة الاحتلال النازي لفرنسا في الحرب العالمية الثانية، وسعى فيما بعد إلى كسر الهيمنة الآيديولوجية للحزب بنشر عدد من الكتب التي تخالف كثيرا من التفسيرات المستقرة للفكر الماركسي. وقد استفاد في ذلك من الكثير من معطيات الفكر الليبرالي، أو غير الشيوعي، مثل مؤلفات فرويد وباشلار وكلود ليفي ـ شتراوس ولاكان، كما استفاد من البنيوية حتى اعتبرت فلسفته مزجا للماركسية بالبنيوية. ومن ذلك قوله إن الناس ليسوا مسؤولين عما يحدث في المجتمعات من تغيرات وأنشطة، وإنما هم نتائج وسمات لبنى طبقية تحكمهم. وهذا يشبه ما تقوله البنيوية من أن البنى هي التي تتحكم في الحياة الاجتماعية والثقافية.
أصدر ألتوسير عددا من المؤلفات أشهرها: من أجل ماركس (1965)؛ وقراءة رأس المال(1968)؛ ولينين والفلسفة (1971). غير أن قدرته على التأليف توقفت حين أصيب بالجنون في مطلع الثمانينيات وقتل زوجته.

نور
08-31-2009, 06:09 PM
ديموقريطس

ديموقريطَسْ (460؟ ق.م -370؟ ق.م). فيلسوف يوناني حاول أن يبرهن أنَّ العالم مكوَّن من عدد غير محدود من الذَّرات، يتحرك في فراغ لاحدود له. وهذه الذَّرات جُسَيمات من المادَّة غير المرئية، وغير القابلة للانقسام، وغير المولّدة أو القابلة للإتلاف. وتختلف عن بعضها في الحجم والشَّكل والوضع. وكل شيء في هذا العالم مكوّن من مجموعة مختلفة عن غيرها من هذه الذَّرات، وقد جاء عالمنا من تركيب عَرَضي لهذه الذَّرات. وبسبب وجود عدد غير محدود من الذَّرات، فقد وجدت عوالم أُخرى أَيضًا.
كما اعتقد ديموقريطَس أَنَّ الإِحساس بجميع أَنواعه نوع من اللَّمسات ناتج عن ذرَّات تصطدم بأَعضاء الحِسِّ. لكنَّ الحواس لاتقدِّم معرفة صحيحة بالحقيقة. وقال أَيضًا، إِنَّ الحواسَّ تكشف عن عالم من الأَلوان، والرَّوائح، والمذاقات، بينما لايوجد في الواقع إِلا الذَّرات والفراغ. وطبقًا لما يقوله ديموقريطس، فإِنَّ المعرفة الحقيقيَّة ـ معرفة الذَّرات والفراغ ـ تأتي من العقل لا من الحواس.
ولد ديموقريطس في أَبْديرا بشمالي اليونان. وكتب في علم الأخلاق والفيزياء والرِّياضيَّات والأدب واللُّغة. ولكن لم تبق سوى قلة من مؤلفاته. أَمَّا معرفتنا عن نظريَّته في المذهب الذَّري، فتأتي مما ذكره المؤلفون القدامى الآخرون.

نور
08-31-2009, 06:09 PM
طاليس

طاليس (625؟-546؟ ق.م). أقدم فلاسفة اليونان. ولد في ميليتوس (ملطية) في آسيا الصغرى، وكل ما عرف عن هذا الفيلسوف وأفكاره، مصدره تقارير مختصرة متفرقة أوردها عنه المؤرخون والفلاسفة القدامى.
وطاليس، طبقًا لما ذكره الفيلسوف اليوناني أرسطو، هو أول فيلسوف حاول اكتشاف المصدر الأساسي لكافة الأشياء.كتب أرسطو: "كان طاليس يعتقد أن المصدر الأساسي لكافة المخلوقات هو الماء". وقد ذكر أيضًا أن طاليس كان يعتقد أن المغنطيس له روح لأنه قادر على جذب الحديد وتحريكه.
ولعل طاليس هو أول شخص يربط بين الموضوعات الفلسفية والعلمية التي تم تفسير ظواهرها من قبل على أنها أمور خرافية أو خارقة للطبيعة. كما كان أول فيلسوف استخدم أسلوب الرصد والبرهنة المنطقية في محاولاته للرد على الأسئلة التي وُجهت إليه عن الإنسان والعالم من حوله. ولذلك، يمكن أن يعتبر أول من أرسى التقاليد العلمية والفلسفية في العالم الغربي.

نور
08-31-2009, 06:09 PM
ابن خلدون


ابن خلدون (الاسم الكامل : ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خالد (خلدون) الحضرمي)(غرة رمضان 732هـ/27 مايو 1332 - 19 مارس 1406م/26 رمضان808هـ) مؤسس علم الاجتماع ومؤرخ عربي مسلم من إفريقية في عهد الحفصيون و هي تونس حاليا ترك تراثا مازال تأثيره ممتدا حتى اليوم . ولد ابن خلدون في تونس عام 1332م (732هـ) بالدار الكائنة بنهج تربة الباي رقم 34 . أسرة ابن خلدون أسرة علم وأدب ، فقد حفظ القرآن الكريم في طفولته ، وكان أبوه هو معلمه الأول , شغل أجداده في الأندلس وتونس مناصب سياسية ودينية مهمة وكانوا أهل جاه ونفوذ، نزح أهله من الأندلس في أوساط القرن السابع الهجري, وتوجهوا إلى تونس حاضرة العلوم آنذاك , وكان قدوم عائلته إلى تونس خلال حكم دولة الحفصيين .


== حياته قضى أغلب مراحل حياته في تونس والمغرب الأقصى وكتب الجزء الأول من المقدمة بقلعة أولاد سلامة بالجزائر, وعمل بالتدريس ، في جامع الزيتونة بتونس وفي المغرب بجامع القرويين في فاس الذي أسسته الأختان الفهري القيروانيتان وبعدها في الجامع الأزهر بالقاهرة ، مصر والمدرسة الظاهرية وغيرهم [2]. وفي آخر حياته تولى القضاء المالكي بمصر بوصفه فقيها متميزا خاصة أنه سليل المدرسة الزيتونية العريقة و كان في طفولته قد درس بمسجد القبة الموجود قرب منزله سالف الذكر المسمى "سيد القبّة" . توفي في القاهرة سنة 1406 م (808هـ) . ومن بين أساتذته الفقيه الزيتوني الإمام ابن عرفة حيث درس بجامع الزيتونة المعمور ومنارة العلوم بالعالم الإسلامي آنذاك .

يعتبر ابن خلدون أحد العلماء الذين تفخر بهم الحضارة الإسلامية, فهو مؤسس علم الاجتماع وأول من وضعه على أسسه الحديثة, وقد توصل إلى نظريات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية, وبناء الدولة و أطوار عمارها وسقوطها . وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما توصل إليه لاحقاً بعدة قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوجست كونت .

عدّدَ المؤرخون لابن خلدون عدداً من المصنفات في التاريخ والحساب والمنطق غير أن من أشهر كتبه كتاب بعنوان العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر, وهو يقع في سبعة مجلدات وأولها المقدمة وهي المشهورة أيضاً بمقدمة ابن خلدون, وتشغل من هذا الكتاب ثلثه, وهي عبارة عن مدخل موسع لهذا الكتاب وفيها يتحدث ابن خلدون ويؤصل لآرائه في الجغرافيا والعمران والفلك وأحوال البشر وطبائعهم والمؤثرات التي تميز بعضهم عن الآخر .

نور
08-31-2009, 06:10 PM
حياته

قضى أغلب مراحل حياته في تونس والمغرب الأقصى وكتب الجزء الأول من المقدمة بقلعة أولاد سلامة بالجزائر, وعمل بالتدريس ، في جامع الزيتونة بتونس وفي المغرب بجامع القرويين في فاس الذي أسسته الأختان الفهري القيروانيتان وبعدها في الجامع الأزهر بالقاهرة ، مصر والمدرسة الظاهرية وغيرهم [2]. وفي آخر حياته تولى القضاء المالكي بمصر بوصفه فقيها متميزا خاصة أنه سليل المدرسة الزيتونية العريقة و كان في طفولته قد درس بمسجد القبة الموجود قرب منزله سالف الذكر المسمى "سيد القبّة" . توفي في القاهرة سنة 1406 م (808هـ) . ومن بين أساتذته الفقيه الزيتوني الإمام ابن عرفة حيث درس بجامع الزيتونة المعمور ومنارة العلوم بالعالم الإسلامي آنذاك .

يعتبر ابن خلدون أحد العلماء الذين تفخر بهم الحضارة الإسلامية, فهو مؤسس علم الاجتماع وأول من وضعه على أسسه الحديثة, وقد توصل إلى نظريات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية, وبناء الدولة و أطوار عمارها وسقوطها . وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما توصل إليه لاحقاً بعدة قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوجست كونت .

عدّدَ المؤرخون لابن خلدون عدداً من المصنفات في التاريخ والحساب والمنطق غير أن من أشهر كتبه كتاب بعنوان العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر, وهو يقع في سبعة مجلدات وأولها المقدمة وهي المشهورة أيضاً بمقدمة ابن خلدون, وتشغل من هذا الكتاب ثلثه, وهي عبارة عن مدخل موسع لهذا الكتاب وفيها يتحدث ابن خلدون ويؤصل لآرائه في الجغرافيا والعمران والفلك وأحوال البشر وطبائعهم والمؤثرات التي تميز بعضهم عن الآخر .

السنوات الأخيرة بمصر

اعتزل ابن خلدون الحياة بعد تجارب مليئة بالصراعات والحزن على وفاة أبويه وكثير من شيوخه إثر وباء الطاعون الذي انتشر في جميع أنحاء العالم سنة 749هجرية (1348 م)وتفرغ لأربعة سنوات في البحث والتنقيب في العلوم الإنسانية معتزلا الناس في سنينه الأخيرة، ليكتب سفره الخالد أو ما عرف بمقدمة أبن خلدون ومؤسسا لعلم الاجتماع بناء على الاستنتاج والتحليل في قصص التاريخ وحياة الإنسان. واستطاع بتلك التجربة القاسية أن يمتلك صرامة موضوعة في البحث والتفكير.

فلسفة ابن خلدون

امتاز ابن خلدون بسعة اطلاعه على ما كتبه القدامى على أحوال البشر وقدرته على استعراض الآراء ونقدها، ودقة الملاحظة مع حرية في التفكير وإنصاف أصحاب الآراء المخالفة لرأيه. وقد كان لخبرته في الحياة السياسية والإدارية وفي القضاء، إلى جانب أسفاره الكثيرة من موطنه الأصيل تونس و بقية بلاد شمال أفريقيا الأمازيغية إلى بلدان أخرى مثل مصر والحجاز والشام، أثر بالغ في موضوعية وعلمية كتاباته عن التاريخ وملاحظاته.

الفكر الإجتماعى لدى ابن خلدون

يعتبر ابن خلدون العصبية هى الركيزة الأساسية لأى نشاط سياسي أو أجتماعي ، وأن الدولة لكى تقوم تحتاج إلى رابطة تجمع الأفراد تحت لوائها وتدفعهم للتضحية من أجلها ، والعصبية تقوم بهذا الدور ،استنادا على أن الإنسان كائن اجتماعى الطبع ويحتاج إلى كيان ينتمى إليه يوفر الحاجات التى لا يستطيع توفيرها منفرداً ، إذن الفرد والقبيلة باعتبارها أكثر أشكال الروابط شيوعاً وقتئذ كلاهما بحاجة للآخر لتستقيم أمورهما معاً . ويرى ابن خلدون في المقدمة أن الفلسفة من العلوم التي استحدثت مع انتشار العمران، وأنها كثيرة في المدن ويعرِّفها قائلاً: ¸بأن قومًا من عقلاء النوع الإنساني زعموا أن الوجود كله، الحسي منه وما وراء الحسي، تُدرك أدواته وأحواله، بأسبابها وعللها، بالأنظار الفكرية والأقيسة العقلية وأن تصحيح العقائد الإيمانية من قِبَل النظر لا من جهة السمع فإنها بعض من مدارك العقل، وهؤلاء يسمون فلاسفة جمع فيلسوف، وهو باللسان اليوناني محب الحكمة. فبحثوا عن ذلك وشمروا له وحوَّموا على إصابة الغرض منه ووضعوا قانونًا يهتدي به العقل في نظره إلى التمييز بين الحق والباطل وسموه بالمنطق. ويحذّر ابن خلدون الناظرين في هذا العلم من دراسته قبل الاطلاع على العلوم الشرعية من التفسير والفقه، فيقول: ¸وليكن نظر من ينظر فيها بعد الامتلاء من الشرعيات والاطلاع على التفسير والفقه ولا يُكبَّنَّ أحدٌ عليها وهو خِلْو من علوم الملة فقلَّ أن يَسلَمَ لذلك من معاطبها·.

ولعل ابن خلدون وابن رشد اتفقا على أن البحث في هذا العلم يستوجب الإلمام بعلوم الشرع حتى لا يضل العقل ويتوه في مجاهل الفكر المجرد لأن الشرع يرد العقل إلى البسيط لا إلى المعقد وإلى التجريب لا إلى التجريد. ومن هنا كانت نصيحة هؤلاء العلماء إلى دارسي الفلسفة أن يعرفوا الشرع والنقل قبل أن يُمعنوا في التجريد العقلي.

بسبب فكر ابن خلدون الدبلوماسي الحكيم ، أُرسل أكثر من مرة لحل نزاعات دولية ، فقد عينه السلطان محمد بن الأحمر سفيراً إلى أمير قشتالة لعقد الصلح . وبعد ذلك بأعوام ، استعان أهل دمشق به لطلب الأمان من الحاكم المغولي تيمور لنك ، والتقوا بالفعل .

نور
08-31-2009, 06:11 PM
الغرب وابن خلدون

كثير من الكتاب الغربيين وصفوا تقديم ابن خلدون للتاريخ بأنه أول تقديم لا ديني للتأريخ ، وهو له تقدير كبير عندهم.

وربما تكون ترجمة حياة ابن خلدون من أكثر ترجمات شخصيات التاريخ الإسلامي توثيقا بسبب المؤلف الذي وضعه ابن خلدون ليؤرخ لحياته و تجاربه و دعاه التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا و غربا ، تحدث ابن خلدون في هذا الكتاب عن الكثير من تفاصيل حياته المهنية في مجال السياسة والتأليف والرحلات، ولكنه لم يضمنها كثيرا تفاصيل حياته الشخصية والعائلية.

كان شمال أفريقيا أيام ابن خلدون بعد سقوط دولة الموحدين الأمازيغية تحكمه ثلاث أسر : المغرب كان تحت سيطرة المرينيين الأمازيغ (1196 - 1464 )، غرب الجزائر كان تحت سيطرة آل عبد الودود الأمازيغ (1236 - 1556 )، تونس و شرق الجزائر و برقة تحت سيطرة الحفصيين الأمازيغ أيضا (1228 - 1574 ). التصارع بين هذه الدول الثلاثة كان على أشده للسيطرة ما أمكن من المغرب الكبير ولكن تميزت فترة الحفصيين بإشعاع ثقافي باهر .وكان المشرق العربي في أحلك الظروف آنذاك يمزقه التتار و التدهو

وظائف تولاها

كان ابن خلدون دبلوماسياً حكيماً أيضاً . وقد أُرسل في أكثر من وظيفة دبلوماسية لحل النزاعات بين زعماء الدول : مثلاً ، عينه السلطان محمد بن الاحمر سفيراً له إلى أمير قشتالة للتوصل لعقد صلح بينهما و كان صديقاً مقرباً لوزيره لسان الدين ابن الخطيب .كان وزيراً لدى أبي عبد الله الحفصي سلطان بجاية ، وكان مقرباً من السلطان أبي عنان المرينىقبل أن يسعى بينهما الوشاة . وبعد ذلك بأعوام استعان به أهل دمشق لطلب الأمان من الحاكم المغولي القاسي تيمورلنك ، وتم اللقاء بينهما . وصف ابن خلدون اللقاء في مذكراته. إذ يصف ما رآه من طباع الطاغية ، ووحشيته في التعامل مع المدن التي يفتحها ، ويقدم تقييماً متميزاً لكل ما شاهد في رسالة خطها لملك المغرب الخصال الإسلامية لشخصية ابن خلدون ، أسلوبه الحكيم في التعامل مع تيمور لنك مثلاً، وذكائه وكرمه ، وغيرها من الصفات التي أدت في نهاية المطاف لنجاته من هذه المحنة، تجعل من التعريف عملاً متميزاً عن غيره من نصوص أدب المذكرات العربية والعالمية. فنحن نرى هنا الملامح الإسلامية لعالم كبير واجه المحن بصبر وشجاعة وذكاء ولباقة. ويعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع. ساهم في الدعوة للسلطان أبى حمو الزيانى سلطان تلمسان بين القبائل بعد سقوط بجاية في يد سلطان قسنطينة أبى العباس الحفصى وأرسل أخاه يحيى بن خلدون ليكون وزيراً لدى أبى حمو.

وفاته

وتوفي في مصر عام 1406 م، و دفن في مقابر الصوفية عند باب النصر شمال القاهرة. وقبره غير معروف. والدار التي ولد بها كائنة بنهج تربة الباي عدد 34 بتونس العاصمة بالمدينة العتيقة.

وله قصيدة في الحنين لموطنه تونس

أحن إلى ألفي وقد حال دونهم مهامه فيح دونهن سباسب

و يبقى ابن خلدون اليوم شاهدا على عظمة الفكر الإسلامي المتميز بالدقة و الجدية العلمية والقدرة على التجديد لاثراء الفكر الانساني.

كتبه ومؤلفاته

* تاريخ ابن خلدون المسمى, بكتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر.
* شفاء السائل لتهذيب المسائل. نشره وعلق عليه أغناطيوس عبده اليسوعي.
* مقدمة ابن خلدون
* كتاب مذكراته ، التعريف بابن خلدون

نور
08-31-2009, 06:11 PM
أناكسجوراس

أناكسجوراس (500؟ - 428ق.م). فيلسوف إغريقي قديم. حاول أن يبرهن أن التغير لا يحدث في المادة حتى ولو ظهر خلاف ذلك. افترض أناكسجوراس أن كل الأشياء مكونة من عدد هائل من "بذور" متناهية الصغر من أنواع مختلفة من المادة. وأن هذه البذور لا تتغير أبدًا بل توجد على شكل خليط في مجموعات مختلفة. وتعد التغيرات الظاهرة في المادة مجرد إعادة تجمع أو اندماج لهذه البذور غير المتغيرة. ومن أجل حدوث هذه الاندماجات مرة ثانية فإننا نحتاج إلى الحركة. يعتقد أناكسجوراس أن هناك قوة في الكون تُدعى العقل هي التي تحرك البذور.
كان أناكسجوراس أول فيلسوف إغريقي يستخدم العقل ليشرح القوة المحركة في الكون.
ولد أناكسجوراس في آسيا الصغرى (تركيا الآن). وقام بالتدريس في أثينا لمدة ثلاثين عامًا. يحتوي الكتاب الفلسفي الوحيد الذي بقي لهذا الفيلسوف على أفكار تتعلق بعلم الفلك وعلم الأرصاد الجوية وعلم الأحياء أو البيولوجيا.

نور
08-31-2009, 06:11 PM
ديريدا، جاك

ديريدا، جاك (1930م- ). فيلسوف فرنسي من أصل يهودي ولد بالجزائر واشتهر بنقده للفلسفة الغربية ومنهجه الذي عرف بالمنهج التقويضي (أو التفكيكي "ديكونستركشن") الذي تحول إلى تيار واسع التأثير لاسيما في الولايات المتحدة، حيث تبنى منهجه العديد من الفلاسفة ونقاد الأدب.
تلقى ديريدا تعليمه في إيكول نورمال سوبيريور بباريس، الكلية التي عاد إليها ليدرس تاريخ الفلسفة سنة 1960م، لينتقل بعد ذلك للتدريس في السوربون حتى عام 1964م. وفي سنة 1967م، نشر دراسة حول الفيلسوف الألماني إدموند هوسرل بعنوان الكلام والظاهرة، بالإضافة إلى مجموعة من المقالات بعنوان الكتابة والاختلاف؛ وكتاب بعنوان في النحوية. وفي سنة 1972م، نشر هوامش الفلسفة؛ مواقع؛ النشر. ومن أحدث أعماله أذن الآخر (1982م)؛النفس: اختراعات الآخر (1987م).
تتأسس رؤية ديريدا الفلسفية على نقد ما يجده من توجه ميتافيزيقي في تاريخ الفلسفة الغربية يتعارض مع توجهها العقلاني المعلن، وهو توجه كامن في مختلف الأطروحات الفلسفية حتى تلك التي تعلن انتهاء الميتافيزيقا، ككتابات الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر. وقد طور ديريدا في هذا السبيل منهجه التقويضي الذي يسعى، ضمن أهداف أخرى، إلى الكشف عن تناقضات اللغة أو الخطاب وعدم ثبات ووضوح الدلالة اللغوية مما يكشف بدوره عن التحيزات الميتافيزيقية في الفكر الفلسفي الغربي. وقد رفض ديريدا ضمن مسعاه التقويضي هذا أي انتماء فلسفي، بل إن توجهه يرفض تسمية فيلسوف ويتعارض مع ما يراه دلالة ميتافيزيقية في مسمى فلسفة.

نور
08-31-2009, 06:11 PM
ابن سينا


ابن سينا هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، عالم فارسی مسلم اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما. ولد في قرية (أفشنة) التركمانية قرب بخارى (في أوزبكستان حاليا) من أب من مدينة بلخ (في أفغانستان حاليا) و أم قروية سنة 370هـ (980م) وتوفي في مدينة همدان (في إيران حاليا) سنة 427هـ (1037م). عرف باسم الشيخ الرئيس وسماه الغربيون بأمير الأطباء و أبو الطب الحديث. وقد ألّف 450 كتاب في مواضيع مختلفة، العديد منها يركّز على الفلسفة والطب. إن ابن سينا هو من أول من كتب عن الطبّ في العالم ولقد اتبع نهج أو أسلوب أبقراط و جالينوس. وأشهر أعماله كتاب الشفاء وكتاب القانون في الطب .

مولدة ونشأته

ولد في قرية افشنا قريبة من بخاري وهو من أصل فارسي.

كان والد ابن سينا دائم الترحال,رحل إلي مدينة بخاري وهناك التحق ببلاط السلطان نوح بن منصورالساماني,الذي اسند إليه متابعة الأعمال المالية للسلطان.

في بخاري بدأ ابن سينا رحلة تلقي العلوم, حفظ القرآن وعمره لم يتجاوز العاشرة ثم تلقي علوم الفقه والأدب والفلسفة والطب.

بدأ نبوغ ابن سينا منذ صغره, إذ يحكي أنه قام وهو لم يتجاوز الثامنة عشر بعلاج السلطان نوح بن منصور الساماني, وكانت هي الفرصة الذهبية التي سنحت لابن سينا,إلتحاقه ببلاط السلطان ووضعت مكتبته الخاصة تحت تصرف ابن سينا.

ما ان أتم ابن سينا العاشرة من عمره حتى حفظ القرآن الكريم و شطراً من كتب الأدب. فالتفتت إليه الأنظار معجبة بفطنته و قوة ذاكرته.

و حدث أن قدم إلى بخارى عالم متخصص بعلوم الفلسفة و المنطق اسمه"أبو عبدالله الناتلي"، فاستضافه والد ابن سينا ، و طلب إليه أن يلقِن ابن سينا شيئاً من علومه، فما كان من هذا العالم إلا أن تفرََغ لتلميذه، و أخذ عليه دروساً من كتاب المدخل إلى علم المنطق المعروف باسم "إيساغوجي" . و ما كان أشد اعجاب الناتلي من تلميذه حين وجده يجيب عن الأسئلة المنطقية المحيِِرة إجابات صائبة تكاد لاتخطر على بال معلمه. و استمر ابن سينا مع معلمه إلى أن غادر هذا المعلم بخارى.

نور
08-31-2009, 06:12 PM
ترحاله

كان ابن سينا محبًا للترحال لطلب العلم,رحل إلي خوارزم وهناك مكث عشر سنوات ثم تنقل بين البلاد ثم ارتحل إلي همذان وهناك مكث تسع سنوات غير أن حبه للترحال دفعه إلي الرحيل إلي بلاط السلطان علاء الدولة في أصفهان.

فكرُه الفلسفي

يعتبر الفكر الفلسفي لأبو علي ابن سينا امتداد لفكر لفارابي و قد أخذ عن الفارابي فلسفته الطبيعية وفلسفته الإلهية أي تصوره للموجودات وتصوره للوجود وأخذ منه على الأخص نظرية الصدور وطوّر نظرية النفس وهو أكثر ما عني به.

كان يقول بنفس المبادئ التي نادى بها الفارابي من قبله بأن العالم قديم أزلي و غير مخلوق ، و أن الله يعلم الكليات لا الجزئيات ، و نفى أن الأجسام تقوم مع الأرواح في يوم القيامة . و قد كفره نتيجة افكاره هذه الغزالي في كتابه "المنقذ من الضلال" ، و أكد نفس المعلومات ابن كثير في البداية و النهاية (12/43) . وأكد ابن عماد في شذرات الذهب (3/237) أن كتابه "الشفاء" اشتمل على فلسفة لا ينشرح لها قلب متدين . اما شيخ الاسلام ابن تيمية أكد أنه كان من الإسماعيلية الباطنية الذين ليسوا من المسلمين أو اليهود أو النصارى.

وقال فيه ابن القيمُ في كافيته:

وقضى بأنَّ الله يجعل خلقـــه * عدماً ويقلبه وجـوداً ثـاني

العرش والكرسـي والأرواح و * الأملاكُ والأفـلاكُ والقمـرانِ

والأرض والبحر المحيط وسائر * الأكوانِ من عرض ومن جثمانِ

كلٌّ سيفنيـه الفنـاءُ المحـض لا * يبقـى له أثــر كظـلٍّ فانِ

ويعيـد ذا المعـدوم أيضاً ثانياً * محض الوجـود إعادة بزمانِ

هـذا المعـاد وذلك المبدأ لدى * جَهم وقـد نسبـوه للقرآنِ

هـذا الذي قاد ابن سينا والألى * قالـوا مقالتَـهُ إلى الكفرانِ

تعريفه للنفس

أهمية ابن سينا الفلسفية تكمن في نظريته في النفس وأفكاره في فلسفة النفس، مقدمات ابن سينا في النفس هي مقدمات أرسطية.

تعريف ابن سينا للنفس: النفس كمال أول لجسم طبيعي آلي ذي حياة بالقوة أي من جهة ما يتولد (وهذا مبدأ القوة المولدة) ويربو (وهذا مبدأ القوة المنمية) ويتغذى (وهذا مبدأ القوة الغاذية) وذلك كله ما يسميه بالنفس النباتية.

وهي كمال أول من جهة ما يدرك الجزئيات ويتحرك بالإرادة وهذا ما يسميه بالنفس الحيوانية. وهي كمال أول من جهة ما يدرك الكليات ويعقل بالاختيار الفكري وهذا ما يسميه النفس الإنسانية. شرح التعريف: ونعني في التعريف السابق أن النفس عند ابن سينا 3 نباتية/حيوانية/إنسانية. كمال أول: تعني مبدأ أول ذي حياة بالقوة: يعني لدينا جسم مستعد وطبيعي لتقبل الحياة مبادئ النفس النباتية: تنمو وتتوالد وتتغذى ولا يفعل النبات أكثر من ذلك. مبادئ النفس الحيوانية: تدرك الجزئيات (مثلا يدرك أفعى أمامه/ إنسان أمامه) يتحرك بالإرادة أي فيه إرادة توجهه (مثلا الأسد بإرادته ممكن أن يقفز على إنسان ويبتلعه). مبادئ النفس الإنسانية: تدرك الكليات، اختيار فكري أي الحرية الفكرية التي نتوجه لها للاختيار من بين بدائل مختلفة.

تصور ابن سينا لأصل النفس:

1- من أين جاءت/ 2- علاقة النفس بالبدن/ 3- مصير النفس. المسألة غامضة عند ابن سينا ولكن ربما قصيدته العينية هي التي تعبر أكثر من غيرها عن رأي ابن سينا في المسائل الثلاث. قصيدته مكونة من4 أقسام لدى قراءتها تتضح الإجابة على الثلاث أسئلة السابقة.

قصيدته العينية في النفس

والتي يقول أول أبياتها
هبطت إليك من المحل الأرفع ورقاء ذات تعزز وتمنع
محجوبة عن كل مقلة عارف وهي التي سفرت ولم تتبرقع

تصور ابن سينا لأصل النفس:

1. من أين جاءت
2. علاقة النفس بالبدن
3. مصير النفس.

المسألة غامضة عند ابن سينا ولكن ربما قصيدته العينية هي التي تعبر أكثر من غيرها عن رأي ابن سينا في المسائل الثلاث. قصيدته مكونة من4 أقسام.

يشير ابن سينا في قسمها الأول من أين جاءت النفس ويقول أنها جاءت من محل أرفع أي من فوق وأتت رغما عنها وكارهة لذلك، ثم تتصل بالبدن وهي كارهه لكنها بعد ذلك تألف وجودها بالبدن، وتألف البدن لأنها نسيت عهودها السابقة كما يقول في قصيدته، إذن فهو يقول هبطت النفس من مكان رفيع، كرهت وأنفت البدن، ثم ألفته واستأنسته، ثم رجعت من حيث أتت وانتهت رحلتها والآن في القسم الأخير من القصيدة يبدأ ابن سينا يتساءل لماذا؟ فيجيب أنها هبطت لحكمة إلهية، هبطت لا تعلم شيء لتعود عالمة بكل حقيقة ولكنها لم تعش في هذا الزمن إلا فترة. كان رجلا جيدا

مؤلفاته

فی الفلسفه

* الإشارات والتنبیهات : في كتابه كتاب الإشارات الذي ذهب فيه مذهب أرسطو وقربه قليلاً إلى الأديان، وكان يقول بقدم العالم وإنكار المعاد ونفي علم الله وقدرته وخلقه العالم وبعثه من في القبور، وكان ابن سينا ذهب مذهب الفلاسفة من امثال الفارابي أبي نصر التركي الفيلسوف، وكان الفارابي يقول بالمعاد الروحاني لا الجثماني، ويخصص بالمعاد الأرواح العالمة لا الجاهلة، وله مذاهب في ذلك يخالف المسلمين والفلاسفة من سلفه الأقدمين، واعاد تلك الفكرة ابن سينا ونصره، وقد رد عليه الغزالي في تهافت الفلاسفة في عشرين مجلساً له كفَّره في ثلاث منها وهي قوله بقدم العالم، وعدم المعاد الجثماني، وقوله إِنَّ الله لا يعلم الجزئيات، وبدّعه في البواقي. وكان اتباعه يدعون بـ "الألى" وقالوا مقالته ومن اشهرهم النصير الطوسي واسمه محمد بن عبد الله ويقال له الخواجا نصير الدين، الذ انتصر لمذهب ابن سينا والذب عنه وشرح إشاراته وكان يسميها "قرآن الخاصة"، ويسمي كتاب الله تعالى "قرآن العامة"، ورد على الشهرستاني في مصارعته ابن سينا بكتاب سماه مصارعة المصارع.
* الشفاء

في العلوم الآلية

وتشتمل على كتب المنطق، وما يلحق بها من كتب اللغة والشعر و العلوم و الطب، ومن آثاره اللغوية: أسباب حدوث الخروف.

في العلوم النظرية

وتشتمل على كتب العلم الكلّي، والعلم الإلهي، والعلم الرياضي.

في العلوم العملية

وتشتمل على كتب الأخلاق، وتدبير المنزل، وتدبير المدينة، والتشريع.

في العلوم الأصلية

فروع وتوابع، فالطب مثلاً من توابع العلم الطبيعي، والموسيقى وعلم الهيئة من فروع العلم الرياضي. كتب الطب أشهر كتب ابن سينا الطبية كتاب القانون الذي ترجم وطبع عدّة مرات: والذي ظل يُدرس في جامعات أوروبا حتى أواخر القرن التاسع عشر. ومن كتبه الطبية أيضاً كتاب الأدوية القلبية، وكتاب دفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية، وكتاب القولنج، ورسالة في سياسة البدن وفضائل الشراب، ورسالة في تشريح الأعضاء، ورسالة في الفصد، ورسالة في الأغذية والأدوية. ولإبن سينا أراجيز طبية كثيرة منها: أرجوزة في التشريح، وأرجوزة المجربات في الطب والألفية الطبية المشهورة التي ترجمت وطبعت. ولإبن سينا كتاب نفيس في الطب هو " القانون"، جمع فيه ما عرفه الطب القديم وما ابتكره هو من نظريات واكتشفه من أمراض، وقد جمع فيه أكثر من سبعمائة وستين عقارا مع أسماء النباتات التي يستحضر منها العقار. وبحث ابن سينا في أمراض شتى أهمها السكتة الدماغية، التهاب السحايا والشلل العضوي، والشلل الناجم عن إصابة مركز في الدماغ، وعدوى السل الرئوي، وانتقال الأمراض التناسلية، والشذوذ في تصرفات الإنسان والجهاز الهضمي. وميز مغص الكلى من مغص المثانة وكيفية استخراج الحصاة منهما كما ميز التهاب البلورة ( غشاء الرئة ) والتهاب السحايا الحاد من التهاب السحايا الثانوي.

نور
08-31-2009, 06:12 PM
في الرياضيات

من آثار ابن سينا الرياضية رسالة الزاوية، ومختصر إقليدس، ومختصر الارتماطيقي، ومختصر علم الهيئة، ومختصر المجسطي، ورسالة في بيان علّة قيام الأرض في وسط السماء. طبعت في مجموع (جامع البدائع)، في القاهرة سنة 1917 م.

في الطبيعيات

جمعت طبيعيات ابن سينا في الشفاء والنجاة وما نجده في خزائن الكتب من الرسائل ليس سوى تكملة لما جاء في هذه الكتب. ومن هذه الرسائل: رسالة في إبطال أحكام النجوم، ورسالة في الأجرام العلوية، وأسباب البرق والرعد، ورسالة في الفضاء، ورسالة في النبات والحيوان.


في الرياضيات

* رسالة الزاوية
* مختصر إقليدس
* مختصر الارتماطيقي
* مختصر علم الهيئة
* مختصر المجسطي
* رسالة في بيان علّة قيام الأرض في وسط السماء، طبعت في مجموع (جامع البدائع)، في القاهرة سنة [[1917

في الطبيعيات وتوابعها

* رسالة في إبطال أحكام النجوم
* رسالة في الأجرام العلوية وأسباب البرق والرعد
* رسالة في الفضاء
* رسالة في النبات والحيوان

في الطب

* كتاب القانون في الطب الذي ترجم وطبع عدّة مرات والذي ظل يُدرس في جامعات أوروبا حتى أواخر القرن التاسع عشر.
* كتاب الأدوية القلبية
* كتاب دفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية
* كتاب القولنج
* رسالة في سياسة البدن وفضائل الشراب
* رسالة في تشريح الأعضاء
* رسالة في الفصد
* رسالة في الأغذية والأدوية

أراجيز طبية

* أرجوزة في التشريح
* أرجوزة المجربات في الطب
* الألفية الطبية المشهورة التي ترجمت وطبعت

في الموسيقى

* مقالة جوامع علم الموسيقى
* مقالة في الموسيقى
* ومقالات اخرى

نور
08-31-2009, 06:13 PM
ويكلف، جون

ويكْلِف، جون (1328؟ - 1384م). فيلسوف إنجليزي بارز في مجالي الدين والسياسة في أواخر القرون الوسطى. وقد ظلت تحدياته للممارسات الدينية والسياسية مؤثرة لمدة طويلة بعد موته.
تلقى ويكلف تعليمه في جامعة أكسفورد، وأصبح أستاذًا في كلية باليول عام 1360م. وقد عمل في بعض الأوقات قسًا في أبرشية، ولكنه كان معروفًا بشكل أكبر أستاذًا للفلسفة.
وجد ويكلف نفسه مدفوعًا ليصبح مصلحًا بسبب أحوال أوروبا في زمانه. فقد عصف أحد أنواع الطاعون، والمسمَّى الموت الأسود، وقضى على حياة ربع سكان أوروبا في أوائل القرن الرابع عشر الميلادي. وبدأت حرب المائة عام بين إنجلترا وفرنسا عام 1337م، وخلال أوائل القرن الرابع عشر الميلادي، حدثت صدامات عنيفة على السلطة بين البابوات، ورجال الدين من جهة، والملك والنبلاء من جهة أخرى. وقد بدا أن كلا الجانبين كان فاسدًا ومحكومًا بمصالحه الذاتية، ولم يُبْدِ أيٌّ منهما اهتمامًا بعامة الناس.
وقد أثارت هذه الأحوال في أوروبا كثيرًا من الأسئلة في أذهان الناس. هل البابا سيد الملوك؟ وهل تستطيع حكومة مدنية معاقبة أسقف أو قسيس؟ هل تستطيع حكومة مدنية فرض ضرائب على الكنيسة وهل يمكن للكنيسة طلب مساعدة الحكومة؟ هل يستطيع حكام الكنيسة أو الحكام المدنيون تشريع قوانين فقط لأنهم يريدون ذلك، أو هل يجب أن تكون قوانينهم عادلة؟ عني ويكلف بمثل هذه القضايا في كتبه، ومحاضراته. وتم تلخيص أفكاره السياسية المهمة في عبارة العدل أساس الحكموكان يعني أن الحكام غير العادلين لا يستطيعون مطالبة الناس بالطاعة، لأن الطاعة مشيئة إلهية. وبعد أن طبق ويكلف هذه الفكرة على البابوات والأساقفة، حوكم عدة مرات في المحكمة الكنسية. وفي كل مرة كانت العائلة المالكة تنقذه من الإدانة.
وقد أصبح ويكلف بحلول عام 1371م تقريبًا، كاتبًا للعائلة المالكة، ومؤيدها ضد الأساقفة وتابعيهم. ومن الواضح أنه شعر كأن هناك أملاً أكبر في الإصلاح من العائلة المالكة. وقد حاول ويكلف أن يبين أن ادعاء البابوات والأساقفة للسلطة مبني على أفكار زائفة عن تفضيل القساوسة على عامة الناس.
وقد ترجم الويكلفيون الكتاب المقدس، بمساعدته، إلى اللغة الإنجليزية نحو عام 1382م. وأكملوا منه نسخة محسنة من الترجمة نحو عام 1388م بعد وفاته. وقد اضْطُهِد أتباع ويكلف في إنجلترا بقسوة، وكانوا يسمَّون لولاردز. شعرت الطبقات العليا أن أفكار ويكلف تشجِّع الفقراء على المطالبة بحياة أفضل.
أثرت كتابات ويكلف في عدد من المصلحين، بمن فيهم جون هس البوهيمي. وقد أشار الكثير من الإنجليز البروتستانتيين الأوائل لتعاليم ويكلف على أنها عودة إلى ما ظهر قبل ذلك في عهود الإصلاح.

نور
08-31-2009, 06:13 PM
باروخ سبينوزا


باروخ سبينوزا فيلسوف هولندي من أهم فلاسفة القرن 17. ولد في 24 نوفمبر 1632 في أمستردام، و توفي في 21 فبراير 1677

حياته

ولد سبينورزا في عام 1632م في أمستردام، هولندا، عن عائلة برتغالية من أصل يهودي تنتمي إلى طائفة المارنيين. كان والده تاجرا ناجحا و لكنه متزمت للدين اليهودي، فكانت تربية باروخ أورثودوكسية، ولكن طبيعته الناقدة و المتعطّشة للمعلرفة وضعته في صراع مع المجتمع اليهودي. درس العبرية و التلمود في يشيبا (مدرسة يهودية) من 1639 حتى 1650م. في آخر دراسته كتب تعليقا على التلمود. وفي صيف 1656 نُبذ سبينوزا من أهله و من الجالية اليهودية في أمستردام بسبب إدّعائه أن الله يكمن في الطبيعة والكون، وأن النصوص الدينية هي عبارة عن استعارات ومجازات غايتها أن تعرّف بطبيعةاللهّ. بعد ذلك بوقت قصير حاول أحد المتعصبين للدين طعنه. من 1656 حتى 1660 اِشتغل كنظّارتي لكسب قوته. ثم من 1660 حتى 1663 اسّس حلقة فكر من أصدقاء له و كتب نصوصه الأولى. من 1663 حتى 1670 أقام في بوسبرج و ثم بعد نشر كتابه رسالة في اللاهوت و السياسة سنة 1670 ذهب ليستقرّ في لاهاي حيث اِشتغل كمستشار سرّي لجون دو ويت. في سنة 1676 تلقّى زيارة من الفيلسوف الألماني "لايبنيتز". توفّي سبينوزا 1677 في 21 أبريل.

فكرة

عرف فلاسفة العرب و اليهودي و مؤلفات ديكارت و كتب "مقالة في إصلاح الإدراق" (1662). صدر له أثناء حياته "مبادىء فلسفة ديكارت" 1664 و "رسالة في الللاهوت و السياسة" 1670 . امتاز باستقامة اخلاقه و خطّ لنفسه نهجاٍ فلسفيّاٍ يعتبر أنّ الخير الأسمى يكون في "فرح المعرفة" اي في "اتّحاد الروح بالطبيعة الكاملة"، ويظهر في فكره تأثره بالفيلسوفين الحلاج وابن العربي . و اللّه في نظره جملة صفات لا حدّ لها نعرف منها الفكر و هممكانية.و يرى أنّ أهواء الإنسان الدينيةّ و السياسيّة هي سبب بقائه في حالة العبوديّة.

وظف فكرة "الحق الطبيعي" لقد ألف هذا الفيلسوف كتاباً مهماً بعنوان "رسالة في اللاهوت والسياسة"، شرح مضمونها بقوله: وفيها تتم البرهنة على أن حرية التفلسف لا تمثل خطراً على التقوى (الدين) أو على سلامة الدولة، بل إن في القضاء عليها قضاءً على سلامة الدولة وعلى التقوى ذاتها في آن واحد.

نور
08-31-2009, 06:14 PM
فيتجنشتاين، لودفيج

فيتجنشتاين، لودفيج (1889 - 1951م). فيلسوف نمساوي من أهم فلاسفة النصف الأول من القرن العشرين، وكان لأفكاره أثرها الكبير على حركتين فلسفيتين هما، الوضعية المنطقية والتحليل اللغوي.
اعتقد فيتجنشتاين أن معظم المشاكل الفلسفية تقع بسبب اعتقاد الفلاسفة أن معظم الكلمات أسماء. وعلى سبيل المثال، طرح الفلاسفة التساؤل الآتي ما الوقت؟ ووقعوا في حيرة شديدة، لفشلهم في الوصول إلى شيء اسمه الوقت، وقال فيتجنشتاين: إن هذا هو الأسلوب الخطأ لكشف ماهية الوقت. والمطلوب هو تحديد كيفية استخدام كلمة الوقت. في جملة "حان الوقت للذهاب إلى البيت" يُعرف معنى كلمة وقت. وهكذا فإن معناها مشكلة، ولاقيمة لكلمة وقت إلا باستخدامها في جملة. ورأى فيتجنشتاين أن هذه النظرة للغة تذيب المشاكل التقليدية للفلسفة، وقد أثر منهجه في التعامل مع اللغة على المثقفين في كثير من الميادين، تأثيرا ملموسا.
ولد فيتجنشتاين في فيينا بالنمسا ودرس بجامعة كمبردج بإنجلترا وعمل بالتدريس هناك وقد حظي بالتقدير بفضل كتابيه تتبع المنطق الفلسفي؛ تحقيقات فلسفية اللذين نُشرا بعد وفاته.

نور
08-31-2009, 06:15 PM
وليم أوف أكام

وِلْيَم أوف أكام (1284 - 1347م). فيلسوف وعالمُ لاهوت إنجليزي. كان أكثر المفكرين السكولاستيين (المدرسيين) تأثيرًا في القرن الرابع عشر الميلادي. وأدَّت مواقفه تجاه المعرفة والمنطق والاستقصاء العلمي دورًا رئيسيًا في الانتقال من فكر القرون الوسطى إلى الفكر الحديث.
كان وليم يرى بأن الشكل الأوَّلي للمعرفة نتج عن الخبرة المكتسبة عن طريق الحواس. كما بنى المعرفة العلمية على مثل هذه الخبرات، وعلى الحقائق الذاتية، وعلى الافتراضات المنطقية الناجمة عن هذيْن المصدرين.
أكد هذا الفيلسوف في كتاباته على المبدأ الأرسطي القائل بأنه لاتجب مضاعفة الكينونات لأبعد مما هو ضروري. وعرف هذا المبدأ بـ موسى أكام. وفي الفلسفة، وفقًا لمبدأ موسى أكام؛ فإنه يجب أن تُبيَّن المعضلة بأبسط عباراتها الأساسية. أما في العلوم، فإنه ينبغي اختيار أبسط نظرية تناسب حقائق المعضلة.
وُلِدَ وليم في جنوبي إنجلترا، وانضم لأتباع المذهب الفرنسيسْكاني، وصار شخصية بارزة في ذلك المذهب الديني في النهاية. وقد درس في جامعة أكسفورد، ثم قام بتدريس علم اللاهوت فيها. وفي عام 1324م استدعاه البابا يوحنا الثاني والعشرون إلى أفينيون بفرنسا للردّ على تُهم الهرطقةالموجهة إليه. وبقي في أفينيون لمدة أربع سنوات. وفي عام 1328م هرب من أفينيون إلى حماية لويس إمبراطور بافاريا، وقد كان إمبراطورًا رومانيا، وعدوا للبابا. وقد عاش في ميونيخ بألمانيا ابتداءً من عام 1330م، حتى وفاته.

نور
08-31-2009, 06:15 PM
فولتير


فرانسوا-ماري أرويه (1694-1778) عرف باسمه المستعار فولتير كان فليسوف وصحفي فرنسي. أكد في مجمل فلسفته أنه لايمكن لنا كأفراد، أن تكون لنا حريات فردية أساسية كحرية التعبير، اذا لم نتمكن من التدليل والتوثيق على معتقداتنا الشخصية.

كان كاتب فرنسي وفيلسوف ومؤرخ وأحد زعاء حركة التنوير الفرنسية. ولما كان فولتير ابن رجل من رجال الدين، فقد تعلم في الكلية اليسوعية. وقد اعتقل مرتين (1717 و1725) لسخرياته من الأوضاع الاقطاعية. وأمضى فولتير معظم حياته خارج فرنسا. وقد تعاون مع ديدرو في اتمام "الموسوعة". ولقد كان مؤلّها ينكر الوحي (انظر الربوبية)، وكانت آراؤه عن العالم متناقضة. فرغم تأييده للميكانيكا والفيزياء عند نيوتن، إلا أنه أقر بوجود إله باعتباره المحرك الأول. وحركة الطبيعة إنما تسير وفق القوانين الأبدية، غير أن الله ليس بالمنفصل عن الطبيعة، ليس الله مادة خاصة، بل هو بالأحرى مبدأ الفعل الفطري في الطبيعة نفسها. وكان فولتير ميالا بالفعل إلى توحيد الله ("الهندسة الأبدية") بالطبيعة. وقد انتقد الثنائية ورفض فكرة النفس على أنها نوع خاص من المادة. والوعي في رأيه هو خاصية المادة الموجودة فحسب في الأجسام الحية، وبالرغم من هذا فإنه لكي يبرهن على هذه القضية الصحيحة أورد جدلا لاهوتيا بأن الله زود المادة بالقدرة على التفكير. وفولتير بمعارضته الميتافيزيقا اللاهوتية في القرن السابع عشر، ألح على الفحص العلمي للطبيعة. لقد رفض فولتير التعاليم الديكارتية عن النفس والأفكار الفطرية واعتبر الملاحظة والتجربة مصدر المعرفة وبشر بمادية لوك. ومهمة التعلم هي دراسة السببية الموضوعية. وفي الوقت نفسه أقر فولتير بوجود "أسباب قصوى" وذكر أن التجربة تشير إلى وجود محتمل لـ"عقل أسمى" و"مهندس معماري" للعالم. وتتميز آراؤه الاجتماعية-السياسية بأنها ضد الاقطاع. فقد حارب فولتير الاقطاع ودافع عن المساواة أمام القانون، وطالب بفرض ضريبة على الأملاك، كما طالب بحرية الكلام الخ. غير أنه رفض نقد الملكية الخاصة على أساس أن المجتمع يجب أن ينقسم بالضرورة إلى أغنياء وفقراء؛ وذهب إلى أن الشكل الأكثر معقولية للدولة، هو الملكية الدستورية التي يحكمها ملك مستنير. وقد مال في أخريات حياته إلى الرأي القائل بأن خير شكل للدولة هو الجمهورية. وقد نقد في مؤلفاته التاريخية النظرة الانجيلية والمسيحية عن تطور المجتمع ورسم خطوطا عريضة لتاريخ الإنسانية. فـ"فلسفة التاريخ" (والمصطلح من ابتكاره) تقوم عنده على أساس فكرة التطور التقدمي للمجتمع في استقلال عن إرادة الله. غير أنه فسر التغير التاريخي تفسيرا مثاليا على أنه يرجع إلى التغيرات في الأفكار. وكان لنضاله ضد الكهنوتية والشطحات الخيالية الدينية أهمية كبيرة في أعماله. وكان الهدف الرئيسي لتهكمه المسيحية والكنيسة الكاثوليكية التي اعتبرها العدو الرئيسي للتقدم. ومع هذا فإن فولتير لم يتقبل الإلحاد، ورغم أنه أنكر إمكان أي تجسد لله، إلا أنه اعتبر أن فكرة إله منتقم جبار يجب أستبقاؤها أي الاحتفاظ بها بين الناس. وكانت تلك واحدة من الحدود الطبقية لنظرته.مؤلفاته الرئيسية هي: « رسائل فلسفية » (1733) – « مقال في الميتافيزيقا » (1734) – « مبادئ فلسفة نيوتن » (1734) – « التاريخ العالمي » (1769) الخ. ( موسوعة الماركسية [1] )

له مسرحية تدعي ( التعصب ) عام 1742 يتهم فيها الاسلام بخطف النساء لحملهن علي الايمان و يشكك فيها عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الي جبريل عليه السلام، و قد صودرت بعد عام بسبب تحفظ الكنيسة عليها و اخر اصدار في القرن 19 . وكما تعرّض للأسلام ، تعرّض للمسيحية أيضًا ، وكان يؤمن بتحريف الأنجيل ، حتّى انه قد انتقد العالم الشهير اسحق نيوتن بسبب تمسكه بالكتاب المقدس عندما قال نيوتن " ان اعظم كتاب هو الكتاب المقدس " ، فقال فولتير منتقدًاً العلامّة نيوتن لأيمانه بالكتاب المقدس (( ما أحّط المستوى الذي يمكن أن ينزل إليه شخص متعلم ذو مواهب عظيمة ، عندما يشغل نفسه بما يسمونه الكتاب المقدس )) وقال أيضاً متهكماً (( إنه خلال 100 عام سيختفي الكتاب المقدس من الأرض ويدخل التاريخ )) وهكذا وكما تعرّض للأسلام ، تعرّض للمسيحية أيضًا ، حتى انه قال : أنه بعد مائة سنة ستكون المسيحية قد أمَّحت وصارت تاريخًاً،و لن يكون هناك الكتاب المقدس، .. ولكن هذا لم يحدث . زاد توزيع الكتاب المقدس في كل جزء من العالم.. والجدير بالذكر انه قد اشترت جمعية جنيف للكتاب المقدس مطبعته ومنزله واستعملتها لنشر الكتاب المقدس وأصبح بيت فولتير بعد موته دار نشر للكتاب المقدس !!

وبسبب اقواله هذه عُرف عنه انه كان ملحد ، ومما يقال عنه انه قد عانى المرار الرهيب والآلام والفزع والرعب في ساعات احتضاره حتى لقد قالت الممرضة أن فولتير كان يتعذب و يصرخ خائفا من النار ، و يحكي التاريخ أنه في لحظاته الأخيرة صرخ صرخات مدوّية سُمعت من على بعد، كان يقول: "ما أرهب الموت.. إنني مرتعب.. لا.. لا.. لا أريد أن أموت. الموت.. العذاب". ، حتى أن ممرضته قالت بعد موته أنها لن تشرف على ملحد يحتضر بعد ، على حد قولها .. وتوفى فولتير عام 1778م

نور
08-31-2009, 06:16 PM
أشهر أعماله

أعماله الرئيسية

* كانديد candide ou l'optimiste أو(الساذج و التفاؤل)
* أوديب
* صادق
* القاموس الفلسفي
* كتابه(رسائل عن إنجلترا)(1733)

مسرحيات

* مسرحية إريفيل (1732)
* مسرحية محمد (1741)
* مسرحية ميروب (1741)
* مسرحية نانين
* مسرحية زئير (1732)

شعر

الحزن في مطاردة دائمة للسعادة .

نثر ورومانسية

سير تاريخية

* تاريخ شارل ال12، ملك السويد (جزءين 1731)

تحقيق للأناجيل

فلسفة

* القاموس الفلسفي

مأثورات

"قد أختلف معك في الرأي ولكنني على استعداد أن أموت دفاعاً عن رأيك." فولتير .

نور
08-31-2009, 06:16 PM
جان جاك روسو




ولد جان جاك روسو (Jean Jacques Rousseau)
من عائلة فرنسية الأصل في مدينة جنيف في سويسرا عام 1712. تميزت حياة روسو ومنذ ولادته بالشقاء والتشرد والتعاسة، فبعد ولادته بأسبوع توفيت والدته لتتركه يتلقى العناية من الآخرين. وفي وصف شخصيته التعسة نراه يتذكر في كتاب "الاعترافات": "لقد ولدت ضعيفاً ومريضاً، وقد دفعت والدتي حياتها ثمن ولادتي، هذه الولادة التي كانت أول مصائبي".

لم يبلغ السادسة من عمره الا وكان أبوه يحمله على قراءة القصص الروائية والكتب الفلسفية مثل خطاب عن التاريخ العام من تأليف بوسويه (Bossuet) ومحاورات الموتى لفونتينيل (Fontenelle) وبعض مؤلفات فولتير (Voltaire) وبلوتارك (Ploutarkhos).



خلال إقامته في باريس وبعد ان وثق علاقته بنخبة المجتمع الباريسي اشترك روسو بمسابقة علمية أقامتها أكاديمية ديجو (Dijon) حول دور النهضة العلمية والفنية في إفساد الأخلاق أو إصلاحها. فما كان من مقالته التي اشترك فيها في المسابقة وهي "خطاب في العلوم والفنون" إلا ان نالت الجائزة لعام 1750 وهذا ما جلب لروسو الشهرة الواسعة مما شجعه على المضي في الكتابة، فاشترك بمسابقة علمية حول أصل التفاوت بين الناس، فوضع مقالة بعنوان "خطاب في التفاوت بين الناس" عام 1755. وفي عام 1756 بدأ إكمال مؤلفه هيلويز (Heloiise) وبدأ بكتابة مؤلفيه الشهيرين "العقد الاجتماعي" و "إميل" اللذين نشرهما عام 1762، ثم نشر قاموس الموسيقى في عام 1767.

بالرغم من ان مؤلفات روسو لاقت الشهرة الواسعة والإقبال الشديد على قراءتها عبر الأرجاء الأوروبية، فإن كتابيه "العقد الاجتماعي" و"إميل" قد جلبا له الانتقاد والسخط وغضب المؤمنين والملحدين، المسيحيين والفلاسفة. فقد حكم برلمان باريس، وبعد عشرين يوماً فقط، بحرق الكتابين وسجن مؤلفهما مما اضطره إلى الهرب إلى سويسرا والتي بدورها كانت قد أصدرت حكماً مماثلاً على الكتابين. فلجأ روسو إلى إنجلترا حيث تعرف هناك على دافيد هيوم ونزل ضيفاً عليه ولكنه ما لبث ان تخاصم مع هيوم وعاد إلى فرنسا ليعمل كناسخ نوتات حتى وفاته في عام 1778 بعد دخول والده في مشاجرة عنيفة واعتدائه بالضرب على الغير واضطراره للهرب من جنيف خوفاً من ملاحقة العدالة له، بدأت حياة الشقاء والتشرد تلاحق روسو لتبني شخصيته المعقدة. فقد أدخل في مدرسة بقي فيها سنتين اضطر لتركها بعد ان أخضع ظلماً لعقاب صارم. وبعد المدرسة وضع ليتعلم على أيدي أحد النقاشين حرفة النقش ولكن ظلم معلمه وجوره اضطراه للهرب من جنيف ليقيم عند سيدة محسنة في مدينة آنسي الفرنسية، والتي بدورها دفعته للتخلي عن المذهب البروتستانتي واعتناق المذهب الكاثوليكي وهو في السادسة عشرة من عمره. وبعد ذلك وبسبب حاجته للمال أخذ روسو ينتقل من عمل لآخر دون ان يجد ما يرضيه أو يوفر له الاستقرار، فمن سكرتير عند سيدة عجوز وحاجب عند آخر إلى مؤلف ومدرس موسيقى ومن ثم إلى منصب سكرتير لسفير فرنسا في البندقية والذي سرعان ما قدم استقالته منه ليعود إلى باريس ليعمل سكرتيراً ومن ثم في التنقيح الموسيقي.

نور
08-31-2009, 06:16 PM
سبنجلر، أوزوالد

سبنجلر، أوزوالد (1880-1936م). فيلسوف ومؤرخ ألماني اشتهر بكتابه انحدار الغرب(1918، 1922م) الذي يعد إضافة هامة لفلسفة التاريخ.
أقام سبنجلر فلسفته على عدد من الأسس، أبرزها تلك القائلة بأن المجتمعات، وثقافاتها تمر بمراحل ولادة ونمو واكتمال يعقبها انحدار واضمحلال. وقد أتاحت له تلك الأطروحة، كما أتاحت من قبله للفيلسوف والمؤرخ العربي عبدالرحمن بن خلدون، أن يتوصل إلى أن المؤرخ لا يقرأ الماضي فحسب وإنما يقرأ المستقبل أيضًا. وعلى هذا الأساس توصل سبنجلر إلى أن الثقافة الغربية قد تجاوزت مرحلة الإبداع، ودخلت مرحلة التأمل، أو "الحضارة" كما يسميها، التي تؤذن بالانحدار والاضمحلال.
كما أن من الأسس التي قامت عليها فلسفة سبنجلر أن لكل ثقافة روحها الخاصة بها، التي لا تنتقل إلى غيرها، ولا تنتقل إليها من غيرها. وقد خالف بنظريته هذه نظرية المؤرخ الإنجليزي المعروف أرنولد توينبي القائلة بأن الثقافات يتوالد بعضها من بعض. وليدلل على نظريته تلك قام سبنجلر بتحليل أوجه مختلفة من الحضارة الغربية لإبراز تداخلها، فالعمارة متصلة بالموسيقى، والأدب متصل بالأزياء، على نحو لا يتكرر في مكان آخر.
استقبل كتاب سبنجلر انحدار الغرب بترحيب شعبي أكثر مما لقيه على مستوى المختصين في التاريخ. فقد رفض المختصون منهجه غير التقليدي وما رأوا أنـّه أخطاء تاريخية لا تغتفر. كما أن أطروحة الكتاب المتشائمة حول الحضارة الغربية أزعجت كثيرًا من المفكرين فيما بعد، وهو الآن، شأن سبنجلر نفسه، لا يكاد يذكر. وقد انعكس ذلك مبكرًا في رفض الحزب النازي الألماني له، مما أدى به للعيش بعيدًا حتى وفاته. غير أن سبنجلر حظي باهتمام عدد كبير من المثقفين غير الغربيين، منهم المثقفون والمؤرخون العرب، وترجم كتابه انحدار الغرب إلى اللغة العربية.
ولد سبنجلر في بلانكنبرج بألمانيا، وعمل مدرسًا بعد حصوله على الدكتوراه عام 1904م. وفي عام 1911م انتقل إلى ميونخ حيث بدأ العمل على كتابه انحدار الغرب. وقد ألف غير هذا الكتاب عددًا من المؤلفات من أبرزها الإنسان والتقنيات (1931م).
توفي سبنجلر في ميونخ.

نور
08-31-2009, 06:17 PM
أبقراط


أبقراط أبو الطب وأعظم أطباء عصره، أول مدون لكتب الطب، مخلص الطب من آثار الفلسفة وظلمات الطقوس السحرية، من أشهر الشخصيات على مر التاريخ في كل العصور وكل المجالات، وعلى الرغم أنه لم يهتم سوى بمجال واحد ولم يبرع في مجالات متخلفة مثل ليوناردو دا فينشي الذى تكلم في مجالات مختلفة، إلا أنه حظى بشهرة واسعة منقطعة النظير، ونسبت له الكثير من المؤلفات. صاحب فكرة القسم الشهير الذى يقسمه الأطباء قبل مزاولة مهنة الطب.

تاريخه الشخصي

هو ابن إقليدس بن أبقراط ولد ب جزيرة كوس حوالى سنة 460 قبل الميلاد وهو أشهر أطباء الأقدمين، عاش خمسا وتسعين سنة، تعلم الطب من أبيه وجده وبرع فيه.

ولما رأى أن العلوم الطبية آخذة في الإنقراض بانقراض أعلامها ونوابغها رأى أن الذريعة لحفظها هو إذاعتها في سائر أرجاء العالم وتسهيل تناولها على الناس أجمعين لتصل إلى النفوس المستعدة للنبوغ فيها قائلا: "إن الجود بالخير يجب أن يكون على كل أحد يستحقه قريبا كان أو بعيدا".

ثم جمع نفر من الغرباء وعلمهم الطب وعهد إليهم العهد الذى كتبه وأحلفهم بالأيمان المذكورة فيه أن يراعوا حقوقه وأن لايعلموا أحداً إلا بعد أخذ العهد عليه.

روى ابن أبي اصيبعة عن أبي الحسن علي بن رضوان قال: كانت صناعة الطب قبل ابقراط كنز وذخيرة يكنزها الآباء ويدخرونها للأبناء. وكانت في أهل بيت واحد منسوب إلى اسقيبيوس.

وكان ملوك اليونان والعظماء منهم لايمكنون غيرهم من تعلم صناعة الطب بل كانت فيهم خاصة يعلم الرجل منهم ولده أو ولد ولده فقط.

وكان تعليمهم بالمخاطبة ولم يكونوا يدونونها في الكتب، وما أحتاجوا إلى تدوينه في الكتب دونوه بلغز لايفهمه أحد سواهم فيفسر ذلك اللغز الأب للابن.

وكان الطب في الملوك والزهاد فقط يقصدون به الخير إلى الناس من غير أجرة ولا شرط، ولم يزل كذلك إلى أن نشأ أبقراط من أهل قو وذمقراط من أهل بديرا وكانا متعاصرين فأما ذمقراط فتزهد وترك تدبير مدينته وأما أبقراط فرأى أهل المدينة قد اختلفوا في صناعة الطب وتخوف أن يكون ذلك سببا لفساد الطب فعمد على أن دونه باغماض في الكتب وكان له ولدان فاضلان هما ثاسلس وذواقن وتلميذ فاضل هو فولوبس ، فعلمهم هذه الصناعة وشعر أنها تخرج عن أهل اسقيبيوس إلى غيرهم فوضع عهدا استحلف فيه المتعلم لها على يكون ملازما للطهارة والفضيلة، ثم وضع ناموسا عرف من الذى ينبغي أن يتعلم صناعة الطب، ثم وصية عرف فيها جميع مايحتاج إليه الطبيب في نفسه.


أعتمد أبقراط في ممارسته للطب على الملاحظة الدقيقة في مكونات جسم الإنسان، وكان يؤمن أن لكل حالة مرضية هناك تفسير علمي لها عكس ماكان منتشرا في عصره. تعامل أبوقراط مع الجسم البشري ككتلة واحدة مترابطة، وهو أول من قام بوصف مرض الإلتهاب الرئوي والصرع عند الأطفال، وهو أول من قال أن أساس الصحة هو الطعام الصحي والهواء النقي والنظافة والراحة.

صفات أبقراط

قال المبشر بن فاتك في كتاب (مختار الحكم ومحاسن الكلم) إنّ أبقراط كان ربعة أبيض حسن الصورة أشهل العينين غليظ العظام ذا عصب معتدل اللحية أبيضها منحني الظهر عظيم الهامة بطيء الحركة إذا التفت التفت بكليته كثير الأطراق مصيب القول متأنيا في كلامه يكرر على السامع منه ونعلاه أبدا بين يديه إذا جلس وإن كلم أجاب وإن سكت عنه سأل وإن جلس كان نظره إلى الأرض معه مداعبة كثير الصوم قليل الأكل، بيده إما مبضع وإما مرود.

كتب أبقراط

يعد أبقراط أول من دون الطب، وسلك في تأليف الكتب ثلاث مسالك، فكتب بعضها بطريق الألغاز، وبعضها بطريقة الايجاز، وفي مسلكه الثالث اعتمد البيان والتصريح، وقد علم عنه العرب نحوا من ثلاثين كتابا وقيل ستين كتابا منها كتاب الأجنة وكتاب طبيعة الإنسان وكتاب الأهوية والمياه والبلدان وكتاب الفصول وغيرها.

وقد نقل إلى العربية في العصر العباسي عدد من الكتب التي تحمل اسمه ذكر منها صاحب الفهرست (كتاب عهد بقراط بتفسير جالينوس)، الذي ترجمه حنين إلى السّريانية وأضاف إليه، وترجمه حبيش وعيسى بن يحيى إلى العربية، وكتاب (الفصول بتفسير جالينوس) الذي ترجمه حنين إلى العربية، وكتاب (تقدمة المعرفة بتفسير جالينوس) فقد ترجم حنين متنه إلى العربية ثم ترجم التفسير عيسى بن يحيى، وكتاب (الأمراض الحادة بتفسير جالينوس)، وهو خمس مقالات ترجم عيسى بن يحيى ثلاثاً منها، وكتاب (الكسر بتفسير جالينوس) ترجمه حنين إلى العربية، وكتاب (إبيديميا) نقله إلى العربية عيسى بن يحيى، وكتاب (الأخلاط بتفسير جالينوس) نقله إلى العربية عيسى بن يحيى، وكتاب (قاطيطيون بتفسير جالينوس) ترجمه حنين إلى العربية، وكتاب (الماء والهواء بتفسير جالينوس) ترجم حنين متنه إلى العربية وترجم التفسير حبيش بن الحسن، وكتاب (طبيعة الإنسان بتفسير جالينوس)، ترجم حنين متنه إلى العربية وترجم التفسير عيسى بن يحيى. وورد في دائرة المعارف الإسلامية: لم يكتف علماء المشرق بترجمة مؤلفات هذا الطبيب اليوناني العظيم ولكنهم أضافوا إليها شروحاً وتفاسير، وفسروا كتابيه (تقدمة المعرفة والفصول). كذلك كتب ثابت بن قرة موجزاً لكتاب بقراط عن الماء والهواء والبلدان، وصنف الفيلسوف الكندي الطب الأبقراطي عن منهج أبقراط في الطب.

أصبح من الثابت أن الكتب التى تنسب إلى أبقراط ليست من عمل رجل واحد، ومن العسير التفريق بين الكتب التي وضعها وتلك التي ألفها تلاميذه المقربون أو التي كتبها بعض المؤلفين المتأخرين الذين تأثروا بما أحاط به من شهرة فنسبوا الكتب له.

نور
08-31-2009, 06:17 PM
فضل أبقراط في الطب

لايمكن لأحد أن ينكر ما لأبقراط من فضل على تقدم الطب وتخلصه من هيمنة السحر والطقوس التى لاتنفع في علاج المريض بشئ، وقد اعتمد أبقراط على المنهج العلمي في ملاحظة الحالات المرضية، وقد تنقل بين المدن يعالج الناس ويراقب آلاف الحالات وذاعت شهرته حتى كان من بين مرضاه حكام وملوك، واستدعته أثينا ليحاول إيقاف وباء الطاعون الذي تفشى فيها، كما دعاه الملك أرتاحشويرش الثاني (404-358 ق.م) Artaxerxes، ملك الفرس للحدّ من وباء ألمَّ ببلاده وعرض عليه المال الوفير لكنه رفضه لأنّ ذاك الملك كان عدواً لبلاده.

عرف عن أبقراط كره للسحر والأساطير واعتقد أن للأمراض جميعها عللاً طبيعية، وإن كان يشير أحياناً على المريض الاستعانة بالصلاة والدعاء.

وقد حاول تخليص الطب من تأثير الفلسفة عليه فقال: إن النظريات الفلسفية لاشأن لها بالطب ولاموضع لها فيه، وإن العلاج يجب أن يقوم على الملاحظة، وعلى تسجيل كل حالة من الحالات السريريّة وكل حقيقة من الحقائق المرضية، وإن الإهتداء بالأعمال الطبية إنما يكون بالخبرة والتجربة العملية.

وثبت عنه أنه يرفض كل ما هو سابق للتجربة ولايأخذ إلا بالإستنتاج المنطقي الصادر عن حوادثها. سعى أبقراط إلى أن يجعل الطب علماً موضوعياً ويعطيه شكلاً متكاملاً، فكان يتبع في فحصه الإستجواب والقرع والجسّ، كما كان يدقق في مفرغات المريض ويدرس الشروط التي يعيش فيها من مكان وغذاء ومناخ. إلا أن بعض تفسيراته لم تخل من التأثر بالفلسفة إذ كان يأخذ بنظرية الأخلاط (الدم والبلغم والصفراء والسوداء) ويقول إن الإنسان يتمتع بالصحة الكاملة إذا امتزجت هذه العناصر بنسبها الصحيحة، أما في حالات المرض أو الموت فينقص بعضها أو يزيد أو يفسد، كما يقول إن هذه الأخلاط تتأثر بالجو والطعام ومزاج الفرد واختلاف محيطه. إلا أن ملاحظاته عن تأثير العمر والفصول والمناخ وغيرها تستحق الاحترام. قال أبقراط بالعدوى في الإصابة بالكثير من الأمراض مثل الجرب والرمد والسل، ووصف الصرع وصفا دقيقا، وتكلم بإسهاب عن التهاب الغدة النكافية وحمى النفاس وحمى الثلث وحمى الربع وبعض آفات غشاء الجنب والرئتين.

ولكنه لم يذكر مرض الحصبة ومرض الديفتريا والحمى القرمزية، كما جانبه الصواب في تفسير تقيحات الجروح. وكان تصوره لطبيعة جهاز الدوري مغلوطاً، فقد كان يرى أن الهواء هو العامل الحيوي في حركة الدم، ولم يفرق بين الشرايين والأوردة، كما أنه لم يأت بالكثير عن الخلايا العصبية، وقد تبنى رأي ألقميون في عمل الدماغ فكان يقول: به نفكر ونبصر ونسمع ونميز القبيح من الجميل والغثّ من السمين.

تخيّل مقعداً من الخشب يسمح بشد العظام لردّ الخلوع والكسور المتبدلة وإعادة العظام المصابة إلى مواضعها. ويذكر له ماقدم من تعليمات عن تحضير غرف العمليّات الجراحية وتنظيم الضوء فيها وتنظيف اليدين والعناية بالأدوات الجراحية وإيضاح طريقة استخدامها وطرق تضميد الجروح وغيرها من التفاصيل. ولايزال الأدب الطبي ينسب إليه بعض الحالات كالأصابع الأبقراطية، وهو ضرب من تشوه الأصابع يتصف بتضخيم عضلات السلاميات الأخيرة وانعطاف الأظافر نحو راحة اليد، وأكثر ماتشاهد الأصابع الأبقراطية في حالات القصور الرئوي المزمن، وفي الآفات القلبية الوعائية المزرِّقة. وهناك السّحنة الأبقراطية وهي السّحنة الشديدة الضعف التي يبدو بها المريض وهو في النزع الأخير، وقد وصفها أبقراط وصفاًَ حسناً. وهناك أيضاً الرّج الأبقراطي، وهو طريقة استقصاء سمعية لصدر مريض مصاب بانصباب في الجنب ممزوج بهواء. استخدم أبقراط الأدوية التى كانت معروفه آنذاك. وأكثر ما كان يعتمده منها: المقيئات والرحضات الشرجية والحجامة والكمادات والمراهم والتدليك، ولم يلجأ كثيراً إلى الإستدماء.

وكان اعتماده على نوع الغذاء والصوم والحمامات المعدنية والتمارين الرياضية والهواء النقي أكبر من اعتماده على الأدوية، فمن أقواله مثلاً: عش عيشة صحية تنج من الأمراض إلا إذا انتشر وباء في البلد أو أصابتك حادثة. ومنها: إذا مرضت ثم اتبعت نظاماً صالحاً في الأكل والحياة أتاح لك ذلك أحسن فرص الشفاء. وكذلك قوله: كلما أكثرنا من تغذية الأجسام المريضة زدنا تعريضها للأذى.

من حكم ابقراط

* الطب قياس وتجربة.

* كل مرض معروف السبب موجود الشفاء.

* إن الناس اعتذوا في حال الصحة بأغذية السباع فأمرضتهم فغذوناهم بأغذية الطير فصحوا.

* إنما نأكل لنعيش لانعيش لنأكل.

* يتداوى كل عليل بعقاقير أرضه فغن الطبيعة تفزع إلى عاداتها، فقيل له لم أثور مايكون البدن إذا

شرب الانسان الدواء قال لأن أشد مايكون البيت غبارا إذا كنس.

* محاربة الشهوة أيسر من معالجة العلة.

* ليس معي من فضيلة العلم إلا علمي بأني لست بعالم.

نور
08-31-2009, 06:18 PM
عهد ابقراط

نقل موفق الدين ابن أبي اصيبعة في كتابه طبقات الأطباء عهدا لأبقراط نأخذه عنه بنصه، قال أبقراط: إني أقسم بالله رب الحياة والموت وواهب الصحة وخالق الشفاء وكل علاج وأقسم بسفليبيوس وأقسم بأولياء الله من الرجال والنساء جميعا وأشهدهم على إني أفي بهذه اليمين وهذا الشرط وأرى أن المعلم لي بهذه الصنعة بمنزلة آبائي وأواسيه في معاشي وإذا احتاج إلى مال واسيته وواصلته من مالي، وأما الجنس المتناسل منه فأرى أنه مساو لإخوتي وأعلمهم هذه الصنعة إن احتاجوا إلى تعلمها بغير أجرة ولا شرط وأشرك أولادي وأولاد المعلم لي والتلاميذ الذين كتب عليهم الشرط وحلفوا بالناموس الطبي في الوصايا والعلوم وسائر ما في الصناعة وأما غير هؤلاء فلا أفعل له ذلك وأقصد في جميع التدابير بقدر طاقتي منفعة المرضى وأما الأشياء التى تضر بهم وتدني منهم بالجور عليهم فأمنع منها بحسب رأيي ولا أعطي إذا طلب منى دواء قتالا ولا أشير أيضا بمثل هذه المشورة وكذلك أيضا لاأرى أن أدني من النسوة فرزجة تسقط الجنين وأحفظ نفسي في تدبيري وصناعتي على الزكاء والطهارة ولا اشتق أيضا عمن في مثانته حجارة ولكن أتر ذلك إلى من كانت حرفته هذا العمل وكل المنازل التى أدخلها إنما إليها لمنفعة المرضى وأنا بحال خارجة عن كل جور وظلم وفساد إرادي مقصود إليه في سائر الأشياء التى أعاينها في أوقات علاج المرضى أو أسمعها، أو في غير أوقات علاجهم في تصرف الأشياء التى لاينطق بها خارجا فأمسك عنها وأرى أن أمثالها لاينطق به. فمن أكمل هذه اليمين ولم يفسد منها شيئا كان له أن يكمل تدبيره وصناعته على أفضل الأحوال وأجملها، وأن يحمده جميع الناس فيما يأتي من الزمان دائما ومن تجاوز ذلك كان بضده.

الصيغة الأساسية التي تنسب إلى أبقراط

أقسم بأبولو الطبيب وأسقلبيوس وهيجيا وباناسيا وجميع الآلهة والإلهات وأشهدها جميعاً علي بأن أبر بهذا القسم وأفي بهذا العهد بقدر ماتسمح به قواي وقدرتي، أقسم أني سأضع معلمي في الطب في منزلة أبوي، وأن أشركه في مالي الذي أعيش به، وأن أقوم بأوده إن احتاج إلى ذلك، وأن أعد أبناءه إخوة لي، فإذا رغبوا في تعلم الطب علمتهم إياه من دون أجر أو إلزام بشرط، وأن ألقن أبنائي وأبناء أستاذي والتلاميذ الذين ارتبطوا بالإلتزام وبالقسم بحسب قانون الطب الإرشادات والدروس الشفهية وسائر المعلومات الأخرى، وألا ألقنها أحداً سواهم. وأقسم أن أستخدم العلاج لمنفعة المرضى بحسب مقدرتي وحكمتي، وأن أمتنع في استخدامه عن فعل فيه أذى أو ظلم، وألا أعطي أحداً سماً إذا طلب إلي أن أفعل ذلك، وألا أشير بفعله، وألا أضع لإمرأة فرزجة تسقط جنينها، وأن أقضي حياتي وأمارس فني في النقاوة والطهر، وألا أشق مثانة فيها حصيات، بل أتخلى عن ذلك لمن يحترف هذا العمل، وألا أدخل منزلاً إلا لمنفعة المرضى، وأن أتحرز عن كل إساءة مقصودة أو أذى متعمد، وأن أمتنع بوجه خاص عن إغواء أي امرأة أو فتى سواء أكان من الأحرار أم الأرقاء، وألا أتحدث بما لايجوز إفشاؤه مما أرى أو أسمع في أثناء علاج المرضى أو في أوقات أخرى معتبراً أن الكتمان واجب علي. فإذا ألزمت نفسي بإطاعة هذا القسم ولم أحنث به، فإني أرجو أن أنعم بحياتي وبمهنتي وأن أبقى دوماً وأبداً محموداً في الناس جميعاً، أما إذا نقضت هذا العهد وحنثت بقسمي فليحل بي نقيض ما رجوت.


توفى أبو الطب سنة 377 قبل الميلاد بعد أن وضع أساس الطب وهو أسمى علوم الدنيا. تحتفل اليونان بيوم أبقراط في 19 سبتمبر من كل عام. وقد أعلن 19 سبتمبر عام 2003 يوم عالمي لأبقراط

نور
08-31-2009, 06:18 PM
جون لوك


جون لوك (1632 - 1704) (John Locke) هو فيلسوف تجريبي و مفكر سياسي إنجليزي. ولد في عام 1632 في رنجتون (Wringiton) في إقليم (Somerset) وتعلم في مدرسة وستمنستر، ثم في كلية كنيسة المسيح في جامعة أوكسفورد، حيث انتخب طالبا مدى الحياة، لكن هذا اللقب سحب منه في عام 1684 بأمر من الملك. وبسبب كراهيته لعدم التسامح البيورتياني عند اللاهوتيين في هذه الكلية، لم ينخرط في سلك رجال الدين. وبدلاً من ذلك اخذ في دراسة الطب ومارس التجريب العلمي، حتى عرف باسم (دكتور لوك).

وفي عام 1667 اصبح طبيباً خاصاً لأسرة أنتوني آشلي كوبر (1621-1683) الذي صار فيما بعد الإيرل الأول لشافتسبري، ووزيراً للعدل، ولعب دوراً خطيراً في الأحداث السياسية العظيمة التي وقعت في إنجلترا ما بين ســنة 1660 وسنة 1680. لعبت علاقة لوك باللورد آشلي دوراً كبيراً في نظرياته السياسية الليبرالية. وكان اللورد آشلي يتمتع بنفوذ كبير في إنجلترا إذ كان يمثل المصالح السياسية لرؤوس الأموال التجارية في لندن، وتحت تأثير اللورد آشلي كتب لوك في عام 1667 مقالاً خاصاً بالتسامح (On Toleration) راجع فيه أفكاره القديمة الخاصة بإمكانية تنظيم الدولة لكل شؤون الكنيسة.

اعتقد الكثيرون لمدة طويلة ان لوك كتب أشهر مقالتين سياسيتين نشرتا في عام 1690 بعنوان "مقالتان عن الحكومة" (Two Treatises on Government) تأييداً لثورة 1688 الكبرى. وهناك وجهة نظر تقول إن المقالتين موجهتان ضد فيلمر (Filmer) وليس ضد هوبس كما كان يفكر البعض. وهاجر لوك إلى هولندا عام 1683 بسبب ملاحقة الشرطة له، وذلك لاتصالاته الوثيقة باللورد آشلي، الذي كان معارضاً للقصر وبقي هناك حتى عام 1689، وفي هولندا كتب لوك عدة مقالات منها: مقال خاص بالفهم البشري (Essay Concerning Human Understanding) وبعض الأفكار عن التربية وأخرى عن التسامح. وعندما جاءت الثورة الكبرى، استطاع لوك العودة إلى إنجلترا. وقد رفضت الجامعات القديمة فلسفته الحسية وآراءَه الليبرالية. ومع ذلك فقد عاصر شهرته الكبرى التي انتشرت في أنحاء العالم. وتوفي عام 1704. كان لجون لوك دور كبير غير مباشر في الثورة الأمريكية إذ أن كتابه ((رسالتان في الحكم)) كان محط إعجاب الأمريكيين وكانت من ضمن آرائه في الكتاب أن الوظيفة العليا للدولة هي حماية الثروة والحرية ويجب على الشعب تغيير الحكومة أو تبديلها في حالة عدم حفظها لحقوق الشعب وحريته ، وقد ساهمت آرائه في زيادة وعي الأمريكيين الذين اعتنقوا آرائه وقرروا تنفيذها.

نور
08-31-2009, 06:19 PM
سبنسر، هربرت

سبنسر، هربرت (1820 - 1903م). فيلسوف بريطاني، حاول تكوين فلسفة شاملة على أساس الاكتشافات العلمية في عصره. تأثر سبنسر كثيرًا بعالم الطبيعة الإنجليزي تشارلز داروين. طبق قانونه وقانون داروين الأساسي ـ فكرة النشوء والارتقاء (التطور التدريجي) ـ على علم الأحياء وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلوم أخرى. تضم أعمال سبنسر المهمة الأخرى المبادئ الأولية (1862م) ومبادئ علم الأخلاق (1879- 1893م).
وفي أعماله في علم الأحياء تعقب تطور الحياة من أصغر صورها المعروفة إلى مستوى بني البشر. وكان رأيه أن قانون الطبيعة العظيم يكمن في التحرك المستمر للقوى التي تميل إلى تغيير كل الأشكال من البسيط إلى المركب. وكان يرى أن العقل البشري تطور بهذه الطريقة، متقدمًا من ردود الفعل الآلية البسيطة للحيوانات الدنيا إلى العمليات العقلية للمخلوقات البشرية.
والمعرفة في رأي سبنسر نوعان : 1- معرفة يستمدها الفرد و2- معرفة يستمدها الجنس البشري. والحدس أو المعرفة المكتسبة لا شعوريًا في رأيه هي المعرفة الموروثة أو خبرة الجنس البشري.
ولد سبنسر في ديربي بمقاطعة ديربيشاير بإنجلترا. كان طفلاً رقيقًا. وكان اهتمامه الأول علم الأحياء، ولكنه انتقل بعد ذلك إلى الهندسة. عمل مهندسًا للخطوط الحديدية في لندن وبرمنجهام من عام 1837إلى عام 1846م. وعمل بعد ذلك محررًا لمجلة الاقتصادي، ثم تركها عام 1853م لكي يتابع أبحاثه في الفلسفة. حقق شهرة واسعة كفيلسوف ولكن العلماء أثبتوا فيما بعد أن الكثير من نظرياته كان خاطئًا.

نور
08-31-2009, 06:19 PM
سميث، آدم

سميث، آدم (1723-1790م). فيلسوف وعالم اقتصاد أسكتلندي ومؤسس علم الاقتصاد الحديث. وكتاب سميث الرئيسي هو: ثروة الأمم، وعنوان الكتاب بالكامل: بحث في طبيعة ثروة الأمم وأسبابها، نشر عام 1776م، وهو أول عمل كامل عن الاقتصاد السياسي، يناقش فيه العلاقة بين الحرية والنظام، ويحلل العمليات الاقتصادية، ويهاجم قيود نظام النزعة التجارية البريطاني المفروضة على التجارة الحرة. وقد نسجت النواحي الثلاث معاً لإيجاد نظرية اجتماعية موحدة.
تناول الكتاب المشكلة الأساسية حول إمكانية توفر النظام الاجتماعي والتقدم البشري في مجتمع يسعى فيه الأفراد وراء مصالحهم الخاصة. وحاول سميث أن يبرهن أن هذه الفردية قد أدت إلى النظام والتقدم. ولكي يحصل الناس على المال، فإنهم ينتجون أشياء يرغب غيرهم في شرائها. وينفق المشترون النقود على تلك الأشياء التي يحتاجونها أو يريدونها أكثر من غيرها. وعندما يتقابل المشترون والبائعون في السوق، ينمو نمطٌ من الإنتاج ينجم عنه الانسجام الاجتماعي، وقال سميث إن كل ذلك من الممكن أن يحدث دون أي تحكم أو توجيه واع، كما لو أنه يحدث بفعل يد خفية.
واعتقد سميث أيضاً أن العمل ـ وليس الأرض أو النقود ـ هو مصدر القيمة ومقياسها النهائي. وقال إن الأجور تعتمد على احتياجات العمال الأساسية والإيجار يعتمد على إنتاجية الأرض، والأرباح هي الفرق بين أسعار البيع وتكلفة العمل والإيجار، وهي التي يجب استخدامها للتوسع في الإنتاج. ويوجد هذا التوسع بدوره المزيد من الوظائف وعندئذ لابد للدخل القومي من أن ينمو.
وكان سميث يرى أن التجارة الحرة والاقتصاد ذاتي التنظيم سوف ينجم عنه التقدم الاجتماعي. وانتقد الرسوم التي تفرضها الحكومة البريطانية والقيود الأخرى على الحرية الفردية في التجارة. وكانت تعاليمه ترى أن واجب الحكومة هو الحفاظ على القانون والنظام، وفرض العدالة، والدفاع عن الأمة. وأنها يجب أن تنهض بأعباء القليل من الاحتياجات الاجتماعية التي لا يمكن الوفاء بها من خلال السوق. وكانت حجته في المطالبة بسياسة رفع يد الحكومة عن التجارة وتحليله للقوى الاقتصادية هما اللذين كونا الأفكار الأساسية لمذهب الليبرالية الاقتصادية.
وُلد سميث في كيركالدي، بأسكتلندا. ودرس بجامعة جلاسجو، وكتب نظرية الوجدان الأخلاقي(1759م)، هناك. وقد جلب هذا العمل الفلسفي لسميث وظيفة مدرس خصوصي لدوق بكليوتش الشاب سنة 1766م. وأدت هذه الوظيفة التعليمية إلى انتقال سميث إلى فرنسا، حيث بدأ في كتابةثروة الأمم. وعندما عاد إلى إنجلترا في 1766م، قام والد زوجة الدوق بمده بدخل منتظم، مكنه من تكريس السنوات العشر التالية للكتابة.
طُبع في كتاب ثروة الأمم خمس طبعات متتالية خلال فترة حياة سميث. إلا أن تأثيره في السياسة الاقتصادية كان ضئيلاً حتى أوائل القرن التاسع عشر الميلادي.

نور
08-31-2009, 06:20 PM
شفايتزر، ألبرت

شفايتزر، ألبرت (1875-1965م). كان فيلسوفًا، وفيزيائيًا، وموسيقيًا، وكاهنًا، ومنصّرًا، وكاتبًا لاهوتيًا.
وفي بداية حياته العملية ركز فلسفته على ما أطلق عليه تبجيل الحياة، وعلى الشعور العميق بالالتزام بخدمة البشرية عن طريق الفكر والعمل. أكسبته السنوات الطويلة التي قضاها في العمل الخيري جائزة نوبل عام 1952م.

حياته. وُلد شفايتزر في مدينة كايسبرج بالقرب من ستراسبورج في منطقة الألزاس بألمانيا (بفرنسا الآن) تلقى تعليمه في كل من فرنسا وألمانيا.
في سن الحادية والعشرين، قرر شفايتزر أن يقضي السنوات التسع التالية من عمره في العلم والموسيقى والتنصير، ثم يكرّس بقية حياته في خدمة البشرية مباشرة؛ وقبل أن يكمل الثلاثين من عمره اكتسب شهرة عالمية كاتبًا في اللاهوت وعازف أورج وحجة في صناعة الأورج ومترجمًا لأعمال يوهان سيباستيان باخ وحجة في حياة باخ.

كتبه. استمر شفايتزر في الكتابة أثناء وجوده في إفريقيا. وفي عام 1923م انتهى من تأليف مجلدين من عمله الهام فلسفة الحضارة. هذان المجلدان هما:اضمحلال وتجديد الحضارات، والحضارة والأخلاق. من بين أعماله الأخرى: مطلب عيسى التاريخي (1906م)؛ بعيدًا عن حياتي وأفكاري (1931م)؛من مذكرتي الإفريقية (1939م)؛ مشكلة السلام في العالم اليوم(1954م) التي كانت عنوان الخطاب الذي ألقاه بمناسبة فوزه بجائزة نوبل.
في عام 1955م، منحت الملكة إليزابيث الثانية شفايتزر أعلى جائزة مدنية في بريطانيا وهي وسام الاستحقاق.
في عام 1957م، سجل اسمه ضمن معارضي إجراء المزيد من تجارب الأسلحة النووية بسبب خطر الغبار الذري الإشعاعي المتساقط على البشر.

نور
08-31-2009, 06:20 PM
جان-بول شارل ايمارد سارت


جان-بول شارل ايمارد سارتر Jean-Paul Charles Aymard Sartre1905 - 1980 م هو فيلسوف وروائي ومؤلف مسرحي فرنسي . بدأ حياته العملية أستاذاً. درس الفلسفة في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. حين احتلت ألمانيا النازية فرنسا، انخرط سارتر في صفوف المقاومة الفرنسية السرية.

بعد الحرب أصبح رائد مجموعة من المثقفين في فرنسا. وقد أثرت فلسفته الوجودية، التي نالت شعبية واسعة، على معظم أدباء تلك الفترة. منح جائزة نوبل للآداب عام 1964. تميزت شخصياته بالانفصال عنه وبدت وكأنها موضوعات جدال وحوار أكثر منها مخلوقات بشرية، غير أنه تميز بوضع أبطاله في عالم من ابتكاره.

لم يكن سارتر مؤلفاً مسرحياً محترفاً، وبالتالي فقد كانت علاقته بالمسرح عفوية طبيعية. وكان بوصفه مؤلفاً مسرحياً، يفتقر أيضاً إلى تلك القدرة التي يتمتع بها المحترف بالربط بين أبطاله وبين مبدعيهم. كما كان يفتقر إلى قوة التعبير الشاعري بالمعنى الذي يجعل المشاهد يلاحق العمق الدرامي في روح البطل الدرامي.

تميزت موضوعات سارتر الدرامية بالتركيز على حالة أقرب إلى المأزق أو الورطة. ومسرحياته " الذباب" " اللامخرج" "المنتصرون" تدور في غرف التـعذيب أو في غرفة في جهنم أو تحكي عن طاعون مصدره الذباب. وتدور معظمها حول الجهد الذي يبذله المرء ليختار حياته وأسلوبها كما يرغب والصراع الذي ينتج من القوى التقليدية في العالم التقليدي الذي يوقع البطل في مأزق ويحاول محاصرته والإيقاع به وتشويشه وتشويهه.

وإذا كان إدراك الحرية ووعيها هي الخطوة الأولى في الأخلاقية السارترية فإن اسـتخدامه لهذه الحرية وتصرفه بها - التزامه- هو الخطوة الثانية. فالإنسان قبل أن يعي حريته ويستثمر هذه الحرية هو عدم أو هو مجرد "مشـيئ" أي أنه أقرب إلى الأشـياء منه إلى الكائن الحي. إلا أنه بعد أن يعي حريته يمسي مشـروعاً له قيمته المميزة.

في مسرحيتيه الأخيرتين "نكيرازوف" (1956) و"سجناء التونا" (1959) يطرح سارتر مسائل سياسية بالغة الأهمية. غير أن مسرحياته تتضمن مسائل أخرى تجعلها أقرب إلى الميتافيزيقيا منها إلى السياسة. فهو يتناول مواضيع مثل: شرعية اسـتخدام العنف، نتائج الفعل، العلاقة بين الفرد والمجتمع، وبين الفرد والتاريخ. من مسرحياته أيضاً : "الشـيطان واللورد" و"رجـال بلا ظـلال".

نور
08-31-2009, 06:21 PM
شوبنهاور، آرثر

شوبنهاور، آرثر (1788-1860م). فيلسوف ألماني، اشتهر على نطاق واسع بسبب آرائه التشاؤمية وأسلوبه النثري المرهف. تأثر شوبنهاور بقوة بالفيلسوف الألماني إيمانويل كانط. ففي سياق الجدل الكانطي، أصر شوبنهاور على أن الحياة التي نمارسها من خلال حواسنا مجردُ عَرَض. وهو بذلك يعني أننا لانمارسها كما هي، ولكن نعرضها على أنفسنا. وأثناء عرض الحياة على أنفسنا، نقوم بتغيير أحداثها.
حاول كل من كانط وشوبنهاور إثبات أننا نعرض موضوعات، كما هي موجودة في الزمان والمكان، ونحن نقوم بعرض الأحداث بعد أن يتوافر لدينا السبب. ولكن طبقًا لهذين الفيلسوفين، فإن المكان والزمان والسببية ليست في الواقع ملكًا للحياة، بل نضيفها إلى تجربتنا في الحياة، فهي هياكل نستخدمها بالضرورة دائماً لتنظيم تجربتنا.
لكن الثمن الذي ندفعه لهذا النظام لايعرف أبدًا الحياة كما هي في الواقع، أي كما هي بعيدًا عن الهياكل التي أضفناها إلى الحياة كما نحياها. ويرى شوبنهاور أننا نستطيع على الأقل أن نعرف أنفسنا بدون إضافة هذا التشويه. وبالإضافة إلى معرفة أنفسنا ـ مثلما نعرف أشياء أخرى ـ فإننا أيضًا نجرّب أنفسنا من الداخل أفرادًا نمارس الخيارات، ونقبل نهايات معينة مطلوبة. وكما عبر شوبنهاور عن ذلك، فإننا نمارس أنفسنا رغبة مثلما نمارسها عرضًا. وبمعرفة أنفسنا رغبة، فنحن نعرف أنفسنا بعيدًا عن هياكل المكان والزمان والسببية، لذلك فإننا نعرف أنفسنا كما نكون تمامًا. ووفقًا لمفهوم شوبنهاور، فإن الرغبة هي الطبيعة الداخلية الحقيقية للحياة.
كان تشاؤم شوبنهاور يعتمد على اعتقاده أن الرغبة لايمكن إشباعها في الواقع. وطبقًا لرأي شوبنهاور، فإن الرغبة إما أن تكون كفاحًا من أجل تحقيق شيء لم تحققه بعد، لسوء الحظ، أو أنها تمارس الملل الذي يعقب تحقيق الهدف بطريقة ثابتة. مفترضًا استحالة إشباع كفاح الرغبة دائمًا فإن شوبنهاور ينصحنا بأن نبعد أنفسنا بقدر الإمكان عن هذا الكفاح. ويقترح أحد الطرق المهمة لتحقيق هذا الانسحاب بوساطة التأمل الهادئ للجمال الطبيعي والفني.
ولد شوبنهاور في دانزيج (غدانسك ببولندا). وبناءً على إلحاح والده، بدأ التدريب في إدارة الأعمال. لكنه عاد إلى الفلسفة بعد وفاة والده. وأول كتاب ألّفه شوبنهاور هو حول الجذر رباعي الطبقات لمبدأ السبب الكافي (عام 1813م).
أهم أعماله: العالم رغبة وعَرَض (عام 1819م، الطبعة الثانية عام 1844م). إضافة إلى مجموعة مقالات بعنوان باريرجا وباراليبومينا عام (1851م) جلبت له شهرة عالمية حتى نهاية حياته.

نور
08-31-2009, 07:27 PM
راسل، برتراند

راســـل، برترانــد (1872 - 1970م). فيلسوف وعالم رياضيات بريطاني، يعدّ من أشهر فلاسفة القرن العشرين، كما وُصِف بأنه أهم علماء المنطق الذين ظهروا منذ عصر الفيلسوف الإغريقي أرسطو.
قدَّم راسل أعظم إسهاماته في المنطق الصوري ونظرية المعرفة، وإن كان تأثيره يتجاوز هذين المجالين؛ إذ طوَّر أسلوبًا نثريًا يتسم بدرجة مدهشة من الوضوح وسرعة البديهة وجيشان العاطفة، وحصل على جائزة نوبل للأدب عام 1950م.
أصبح راسل شخصية مؤثِّرة ومثيرة للجدل في القضايا الاجتماعية والسياسية والتعليمية، وكان مباشرًا في دعوته للسلام، ودعا لانتهاج مواقف ليبرالية إزاء الجنس والزواج ووسائل التعليم، وكان من منتقدي الحرب العالمية الأولى (1914م - 1918م). سجن عام 1918م بسبب تصريحات ضارة بالعلاقات البريطانية الأمريكية، ثم دخل السجن مرة أخرى عام 1961م بسبب التحريض على العصيان المدني في حملة تطالب بنزع السلاح النووي.
قدم راسل أعظم إسهاماته للفلسفة والرياضيات في مطلع القرن العشرين، وأراد أن يستمد جميع الرياضيات من المنطق، وبذلك أرساها على أساس متين. وتعاون راسل مع عالم الرياضيات والفيلسوف الإنجليزي ألفرد نورث وايتهد في مؤلفه الضخم المكون من ثلاثة أجزاء مبادئ الرياضيات (1910 - 1913م). وسعى في عمله هذا إلى إظهار أن جميع الرياضيات البحتة تتوالد من مسلمات منطقية تمامًا، وأنها لا تستخدم سوى المفاهيم التي يمكن تعريفها بمصطلحات منطقية بحتة. ورغم أن أفكاره نُقِّحت وطُوِّرت على أيدي علماء الرياضيات من بعده، لكن أفكاره كانت المنطلق لكثير من الإنجازات الحديثة في علم المنطق وقواعد الرياضيات.
وقدَّم راسل إسهامًا وافرًا في تاريخ الفلسفة بكتب مثل: عرض نقدي لفلسفة ليبنتز (1900م)؛تاريخ الفلسفة الغربية (1945م)، وعبر عن أفكاره الاجتماعية والسياسية في عدد من الأعمال؛ منها الديمقراطية الاجتماعية الألمانية (1896م)؛ سبل الحرية (1918م)؛ السلطة(1938م)؛ السلطة والفرد (1949م).
ألف راسل في الأخلاق والتعليم أعمالاً مؤثرة؛ مثل: الزواج والأخلاق (1929م)؛ اقتناص السعادة (1930م). ودوَّن راسل كتابات كثيرة عن حياته، منها سيرة ذاتية نشرت بين عامي 1967م و1969م.
ولد راسل بالقرب من تريليك بويلز، شمال تشِــبْستو، واسمه الكامل برتراند آرثر وليم راسل؛ وهو من أسرة عريقة ونبيلة. وفي عام 1931م ورث لدى وفاة أخيه الأكبر لقب العائلة، فأصبح إيرل راسل.

نور
08-31-2009, 07:27 PM
روزنبيرج، ألفريد

روزنبيرج، ألفريد (1893 - 1946م). كان فيلسوف الحركة النازية الألمانية. ادعى في كتابهأسطورة القرن العشرين (1930م) التفوق العنصري الآري وعبادة الزعيم العظيم. كان يريد أن يستبدل بالنصرانية، عقيدة وثنية جرمانية، ولما كان من مواليد إستونيا لأبوين ألمانيين، فإنه عاد إلى أوروبا الشرقية في أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م) وأصبح وزيرًا لشؤون الأراضي الألمانية الشرقية المحتلة. وبعد الحرب، أُعدم لما اقترفه من جرائم الحرب.

نور
08-31-2009, 07:27 PM
رامانيوجا

رامانيوجا (1017 - 1137م). فيلسوف هندي، ومعلم هندوسي. ينتمي إلى طائفة فيشنافاالهندوسية التي يعبد أعضاؤها الإله فيشنو. اعتقد رامانيوجا أن فيشنو هو المبدع الفريد القويّ والمفعم بالحب والاهتمام بالإنسانية، وأن الإله فيشنو له عدة أشكال.
ولد رامانيوجا في جنوبي الهند لأسرة براهمية متعلمة. توفي والده وهو لما يزل صبيًا. وقد حظي بزواج تعس فيما بعد. ولهذا، فقد ترك زوجته في النهاية ليصبح رجل دين ناكرًا للذات. قام رامانيوجا برحلات طويلة في شمالي الهند، وذلك قبل عودته في النهاية إلى شريرأنجام في تاميل نادو، وهناك تمكن من إعداد 74 من تلاميذه لنقل تعاليمه إلى أبعد الأماكن. والآن صارت شريرأنجام موقعًا مشهورًا يزوره أتباعه.
عارض رامانيوجا دعوة الكهنة بأنهم الأشخاص الوحيدون المقدسون والمفوضون من الآلهة لتعليم النصوص المقدسة وأداء الشعائر المقدسة، وقام بوعظ كافة الناس من الطبقة الهندوسية المنغلقة وغيرها بكل جسارة. وقد رحب بكل من رغب في الالتحاق بجماعته، كما شجع تعليم النساء ونادى بمساواة الجنسين في المسائل الاجتماعية والدينية.

نور
08-31-2009, 07:28 PM
فريدريك نيتشه


فريدريك فيلهيلم نيتشه (15 أكتوبر ، 1844 - 25 أغسطس، 1900) فيلسوف وشاعر ألماني ، كان من أبرز الممهدين لـ علم النفس، وكان عالم لغويات متميزا. كتب نصوصا وكتبا نقدية حول المبادئ الأخلاقية، والنفعية، و الفلسفة المعاصرة، المادية، المثالية الألمانية، الرومانسية الألمانية، والحداثة عُموماً بلغة ألمانية بارعة. يعد من بين الفلاسفة الأكثر شيوعا وتداولا بين القراء. كثيرا ما تفهم أعماله خطأ على أنها حامل أساسي لأفكار الرومانسية الفلسفية و العدمية و معاداة السامية و حتى النازية لكنه يرفض هذه المقولات بشدة و يقول بأنه ضد هذه الإتجاهات كلها. في مجال الفلسفة والأدب، يعد نيتشه في أغلب الأحيان إلهام للمدارس الوجودية وما بعد الحداثة. روج لافكار توهم كثيرون أنها مع التيار اللاعقلاني والعدمية، استخدمت بعض آرائه فيما بعد من قبل ايديولوجي الفاشية. رفض نيتشه الأفلاطونية والمسيحية والميتافيزيقيا بشكل عام، ودعا إلى تبني قيم جديدة بعيدا عن الكانتية والهيغيلية والفكر الديني والنهلستية. سعى نيتشه إلى تبيان أخطار القيم السائدة عبر الكشف عن آليات عملها عبر التأريخ، كالأخلاق السائدة، والضمير. يعد نيتشه أول من درس الأخلاق دراسة تأريخية مفصلة. قدم نيتشه تصورا مهما عن تشكل الوعي والضمير، فضلا عن إشكالية الموت. كان نيتشه رافضا للتمييز العنصري ومعاداة السامية والأديان ولاسيما المسيحية لكنه رفض أيضا المساواة بشكلها الاشتراكي أو الليبرالي بصورة عامة.

حياته

ولد نيتشه عام 1844 لقس بروتستانتي وعاش حياة مدرسية عادية ومنضبطة تأثر في صغره بقيم الوحدة الألمانية وزعيمها بسمارك ورأى فيه كمالا للشخصية الألمانية. توفي والده وهو في الخامسة عشرة من عمره فعرف انقلابا وجهه إلى التشاؤم واكتشف في نفس الوقت الفيلسوف الألماني شوبنهاور وانغمس في قراءاته كما عشق الموسيقى الكلاسيكية وقام بمحاولات لتأليفها. في الجامعة درس نيتشه الفيلولوجيا وتعلم اللغات القديمة واهتم في سنة التخرج بالمسرح والفلسفة الاغريقية القديمة وبعد تخرجه ومزاولته لتدريس الفلسفة في المعاهد الألمانية بدأت صحته تتدهور. تعرف نيتشه على الموسيقار الألماني الشهير ريشارد فاغنر ورأى فيه تجسيدا للعبقرية وعاش معه فترة رافقه فيها في رحلاته ولكن سرعان ما انقلب نيتشه ضده وكانت القطيعة بينهما هي الشرارة التي أطلقت فكر نيتشه مثل العاصفة على القيم الأروبية اذ رأى في المسيحية انحطاطا وأن النمط الأخلاقي الصائب هو النمط الاغريقي كتب نيتشه في فترة قصيرة العديد من الكتب التي أثارت النقد الشديد وهاجم كل القيم دون استثناء معيدا إلى الفلسفة دورها في اعادة النظر في كل شيء وعدم التسليم بالبديهيات وصاغ فكره في فلسفة ارادة القوة ومنها خرجت فكرة السوبرمان حيث أراد نيتشه تجاوز مرحلة الانسان باعلان موت الالاه ومنه نهاية وصايته. كتب نيتشه في السنوات الأخيرة من حياته أعظم أعماله واكثرها تعقيدا "هكذا تكلم زاردشت".

نور
08-31-2009, 07:28 PM
سيرته الفلسفية

دخل نيتشه عالم الفلسفة عبر الفيلولوجيا (وهي دراسة الكتب التاريخيه في إطارها التاريخي الصحيح من دون ترجمه) ومكنته دراسته الجامعية من تحصيل ثقافة كونية شاملة. كان اهتمامه الاولوي ومهنته هي الكتب الفلسفيه اليونانيه القديمه. وكان الرافد الأساسي لكل ما سيقدمه في التفكير الفلسفي هو الفكر الاغريقي القديم الذي كان بالنسبة اليه مقياس الأشياء والذي رأى من خلاله انحطاط عصره. لقد كان نيتشه اقرب إلى ان يكون اخلاقيا من أن يكون فيلسوفا بالمعنى المعروف في عصره اذ نظر للأخلاق وبحث فيه ولم ينظر للماهيات.

بعض أقواله

لقد مات الإله و نحنالذين قتلناه.

أين هي أعظم مخاطرك؟ - إنها في الشفقة.

تعتبر الشروحات الغامضة(أو التصوفية) عميقة. و لكن الحقيقة أنها ليست سطحية حتى!

المفكر. - أن يكون مفكرا، هو أن يكون قادرا على جعل الأشياء ابسط مما هي عليه.

جولة سريعة في مصح عقلي تثبت أن الإيمان لا يثبت شيئاً.

الرسالة زيارة غير معلنة، وساعي البريد هو رسول المفاجآت الفظة، عليك أن تخصص ساعة في الأسبوع فقط لاستلام الرسائل، وتستحم بعد ذلك.

زوج من العدسات القوية كفيلة بأن تشفي عاشقاً.

أحد أهم مواضيع الشعر هو ملل الله بعد اليوم السابع من الخلق.

تستطيع المرأة أن تكون تصنع صداقة جيدة مع الرجل، لكن عليها أن تدعم هذه العلاقة ببعض البغض لتحافظ عليها.

أشعر أن علي أن أغسل يدي كلما سلمت على إنسان متدين.

النساء... يرفعن ما هو مرتفع أكثر وأكثر... ويزدن ما هو منخفض انخفاضاً.

كل المصداقية وكل الضمير وكل أدلة الحقيقة تأتي من الحواس فقط.

الحياة جدل بين الذوق والتذوق.

كل العلوم خاضعة لمهمة أن تحضر البيئة المناسبة لمهمة الفيلسوف، ليحل مشكلة القيم، ليحدد حقيقة ترتيب وتصنيف القيم البشرية.

كل الأشياء خاضعة للتأويل، وأيا كان التأويل فهو عمل القوة لا الحقيقة.

كل الأفكار العظيمة يمكن فهمها أثناء المشي.

" كل الحقائق بسيطة"، أليست هذه كذبة مضاعفة؟

عندما تحدق في جهنم عميقاً، فإن جهنم تحدق في عمقك.

أكثر الأكاذيب شيوعا هي الأكاذيب التي نوجهها لأنفسنا... أن تكذب على الآخر فهذه حالة نادرة مقارنة بكذبنا على آنفسنا.

وقد قال مخاطبا أخته: إنما إذا ما مت يا أختاه لا تجعلي أحد القساوسة يتلو علي بعض الترهات في لحظة لا أستطيع في الدفاع عن نفسي. ( ولكن لم تتحقق امنيته اذ تلى عليه القساوسة في ساعة دفنه )

مؤلفاته

بالترتيب التاريخي

* من حياتي 1858
* عن الموسيقا 1858
* نابليون الثالث كرئيس 1862
* القدر و التاريخ 1862
* الإرادة الحرة و القدر 1862
* هل يستطيع الحسود ان يكون سعيدا حقا 1863
* حياتي 1864
* الفلسفة في العصر المأساوي الاغريقي
* مولد التراجيديا 1872
* هو ذا الانسان 1878
* المسافر وظله 1879
* الفجر 1881
* العلم المرح 1882
* هكذا تكلم زارادشت 1883-1885
* ما وراء الخير والشر 1886
* قضية فاغنر 1888
* أفول الأصنام 1888
* عدو المسيح 1888
* نيتشه مقابل فاغنر 1888
* إرادة القوة (مجموعة ملاحظات قدمتها أخته، لا تعبر بالضرورة عن رأي نيتشه) 1901
* العلم الجزل(أو المرح)

نور
08-31-2009, 07:29 PM
فيثاغورث

فيثاغورث (580ق.م؟ - ؟ق.م). فيلسوف يوناني وعالم رياضيات. ذاع صيته بسبب نظريته المشهورة نظرية فيثاغورث، وكانت قواعدها معروفة قبل ذلك.
قرر فيثاغورث في فلسفته أن الأعداد جوهر كل شيء، وربط بين الأرقام وبين الفضائل والألوان، وأفكار أخرى كثيرة. وذكر أيضًا أن الروح الإنسانية خالدة لا تفنى وأنها تنتقل إلى جسم كائن حي آخر، قد يكون في بعض الأوقات حيوانًا ـ وسميت هذه الفكرة تناسخ الأرواح. وقد تجلت هذه الأفكار في كثير من الديانات القديمة، ولاتزال الاعتقاد السائد لدى كثير من طوائف الهندوس. وربما يكون فيثاغورث قد استقى بعض تلك الآراء خلال أسفاره في الشرق.
اعتقد فيثاغورث أن الأرض كروية وأن الشمس والقمر والكواكب تتحرك وحدها تلقائيًا. أما أتباعه، فقد طوروا هذه الفكرة بأن الأرض تدور حول نار مركزية، وبذلك يكون هذا الاعتقاد قد سبق نظام كوبرنيكوس.
ولم يُعرف عن الحياة المبكرة لفيثاغورث سوى القليل. ولكن الدارسين اعتقدوا أنه ولد في جزيرة ساموس واستقر في كروتونا (إيطاليا) عام 529ق.م. وأسس فيها مدرسة الأخوة وسط الحي الأرستقراطي بالمدينة.
وقد ساور الشك جمهور كروتونا حول مدرسة الأخوة الفيثاغورثية لأن جميع أعضائها كانوا من الطبقة الأرستقراطية، ولذا قتل الشعب معظم أعضائها إبان ثورة سياسية. ولا يعرف المؤرخون إن كان فيثاغورث قد غادر كروتونا بعض الوقت قبل اندلاع أعمال العنف ونجى من الموت بعد هروبه أو قتل فيها.

نظريته
تنص نظرية فيثاغورث في علم الهندسة أنه ¸في المثلث القائم الزاوية يكون مربع الوتر مساويًا لمجموع مربعي الضلعين الآخرين·. والمثلث القائم الزاوية هو المثلث الذي تكون إحدى زواياه قائمة، أي تساوي 90°، والوتر هو الضلع المقابل للزاوية القائمة، وتصاغ النظرية في المعادلة التالية: أ² + ب² = جـ²
في هذه المعادلة يرمز أ إلى طول الوتر بينما يرمز كل من ب و جـ للضلعين الآخرين في المثلث. فإذا عرفت طولي أي ضلعين في المثلث القائم الزاوية يمكن التعويض عن مقداريهما في المعادلة واستخراج طول الضلع الثالث.

نشأة النظرية. أراد قدماء المصريين أن يخططوا أركانًا قائمة الزاوية لحقولهم، ولم تكن لديهم الأدوات المتوفرة اليوم. فكيف يصنعون زاوية قائمة 90°؟ اكتشف المصريون حوالي سنة 2000 ق.م، المثلث السحري 3-4-5 فأعدّ العمال حبلاً به 12 عقدة بينها مسافات متساوية، وشدوا الحبل حول ثلاثة أوتاد لتكوين مثلث أطوال أضلاعه 3، 4، 5 وحدات. وضلع المثلث ذو الوحدات الخمس هو الذي نطلق عليه الوتر، وتقابله الزاوية التي مقدارها90°.
تعلم الإغريق القدماء هذا العمل البارع من المصريين. وفي الفترة من سنة 500 حتى 350 ق.م. اكتشفت مجموعة من الفلاسفة الإغريق يدعون الفيثاغورثيين (أتباع فيثاغورث) المثلث 3-4-5. وتعلموا فكرة أن أضلاع المثلث القائم الزاوية هي جوانب لثلاث مربعات. وتساوي مساحة المربع طول ضلعه مضروبًا في نفسه. وفي المثلث 3-4-5 تساوي مساحة المربع الذي يكون الوتر أحد أضلاعه، مساحة مجموع مربعي الضلعين الآخرين 5×5=3×3+4×4. ثم عمم الفيثاغورثيون هذه القاعدة عن المثلث 3-4-5 لكي يطبقوها عمليًا على كل المثلثات القائمة الزاوية، وأصبح هذا المبدأ العام معروفًا بنظرية فيثاغورث.

برهان إقليدس. تضمنت المصطلحات الهندسية عدة براهين على نظرية فيثاغورث. وينسب أحد هذه البراهين الشهيرة إلى عالم الرياضيات الإغريقي إقليدس. وفي الرسم أدناه تمثل أ ب جـ المثلث القائم الزاوية الأصلي ورسمت مربعات على كل ضلع من أضلاع المثلث، وتحددت الزاوية القائمة في جـ. فكيف تثبت أن المربع على الوتر يساوي مجموع مربعي الضلعين الآخرين؟

فيما يلي خطوات البرهان. تنبع أسباب كل خطوة من البدهيات والمبادئ وغيرها من النظريات الهندسية.
أولاً يمكنك باستخدام سلسلة من الخطوات إثبات أن مساحة المربع المقام على الضلع أجـ تساوي ضعف مساحة المثلث أ ب ك.
ثانيًا: المثلثان أ ب ك ، أ جـ د متطابقان.
ثالثًا: مساحة المستطيل أ د س س1 تساوي ضعف مساحة المثلث أ جـ د. وبناءً عليه فإن مســـاحة المربع المقام على الضلع أ جـ تساوي مساحة المستطيل أ د س س1.
وبالطريقة نفسها يمكن إثبات أن مساحة المربع المنشأ على الضلع ب جـ يساوي مساحة المستطيل ب هـ س س1. وأخيرًا فإن مربع الضلع أ ب يساوي حاصل جمع أجزائه (أ د س س1) و (ب هـ س س1)، أي مجموع المربعين المقامين على الضلعين الآخرين.

نور
08-31-2009, 07:30 PM
فرويْد، سيجْمونْد

فرويْد، سيجْمونْد (1856 - 1939م). طبيب نمساوي حقق ثورة في الأفكار الخاصة بكيفية عمل عقل الإنسان. أسّس فرويد نظرية سيطرة الدوافع غير الواعية على كثير من السلوك مما ساهم كثيرًا في توسيع مجالات علم النفس.
ولد فرويد في فريبرج، مورافيا ـ بتشيكوسلوفكيا (السابقة) وكان أكبر إخوته الثمانية. وعند بلوغه الرابعة انتقلت عائلته إلى فيينا، عاصمة النمسا. وتخرج فرويد في كلية الطب، بجامعة فيينا عام 1881م. وفيما بعد قرر التخصص في علم الأعصاب لدراسة وعلاج اضطرابات الجهاز العصبي.
ذهب فرويد إلى فرنسا عام 1885م ليدرس ـ تحت إشراف عالم الأعصاب الشهير مارتن شاركو ـ ثم عاد إلى فيينا عام 1886م وبدأ في العمل على نحو واسع في علاج مرض الهيستريا. واستخدم فرويد منهج التحليل النفسي في نظرياته وطرقه في العلاج. واجتذب مجموعة من التلاميذ، وبحلول سنة 1910م ذاعت شهرة فرويد في الغرب.
كان فرويد يعدِّل آراءه باستمرار. وفي عام 1923م نشر نسخًا معدلة للعديد من نظرياته الأولى. وفي نفس العام عرف أنه مصاب بسرطان الفم. لكنه بالرغم من ذلك واصل عمله. وعندما سيطر النازيون على النمسا في عام 1938م هرب مع عائلته إلى إنجلترا وتوفي هناك متأثرًا بمرض السرطان.
كتب فرويد عدة أعمال أهمها تفسير الأحلام (1900م)؛ مقدمة في التحليل النفسي(1920م). وتعتبر نظرياته في السلوك والعقل ومنهجه في العلاج أساس علم النفس الحديث.كما يُعتبر فرويد من أكثر المفكرين تأثيرًا في التاريخ. فقد غيرت أبحاثه وكتاباته الطريقة التي كان الناس ينظرون بها إلى الطبيعة الإنسانية.
وقد اختلف بعض علماء النفس والأطباء النفسيين مع فرويد فيما أورده من أفكار، من ذلك: 1- أن آراء فرويد افتراضية وليست من الحقائق النفسية أو المبادئ العلمية التي أثبتتها التجارب. 2- اعتمد فرويد في آرائه على الحالات المرضية الشاذة التي كان يعالجها، ويكمن الخطأ العلمي في التعميم الذي أطلقه فرويد إذ أخذ يفسر السلوك المتزن العادي لدى الأسوياء في ضوء ما عاينه من السلوك الشاذ عند المصابين. وقد أخذ زملاؤه وتلامذته عليه هذا الخطأ في التعميم، وانفصلوا عنه، وعارضوا أفكاره.

نظرياته


عن السلوك. لاحظ فرويد أن عددًا كبيرًا من المرضى كانوا يتصرفون وفقًا لدوافع وتجارب لم يكونوا في حالة وعي بها. ومن ثَمَّ فقد اقتنع بأن اللاوعي يؤدي دورًا رئيسيًا في تشكيل السلوك. وبالإضافة إلى ذلك فقد توصل إلى أن العقل اللاواعي مليء بذكريات لأحداث حدثت منذ الطفولة الأولى، وقد تعود هذه إلى أول عهد الطفل بالحياة. ولاحظ فرويد أنه لو كانت هذه الذكريات أليمة فإن الناس كانوا يحتفظون بها خارج نطاق الوعي. وكان يستعمل مصطلح آليات الدفاع أو الحيل الدفاعية للطرق التي كان يستخدمها الناس في ذلك. وكان فرويد يرى أن المرضى يستخدمون كميات كبيرة من الطاقة لتكوين آليات الدفاع. وقد يؤثر ربط الطاقة في آليات الدفاع على قدرة الشخص في أن يعيش حياة منتجة، وقد يصاب بمرض يسميه فرويد العصاب (مرض الاضطراب العصبي الوظيفي).
وتوصل فرويد أيضًا إلى نتيجة مفادها أن كثيرًا من ذكريات الطفولة لها علاقة بالجنس. ويزعم في إحدى نظرياته بأن العمل الجنسي يبدأ منذ الولادة، وأن الإنسان يمر بمراحل نفسية (سيكلوجية) عدة من النمو الجنسي. وخلال فترة هذا المرور من الجنس الوليدي إلى بلوغ الرشد الجنسي فإن المرء يكتشف عدة اكتشافات بنفسه، ويتعلم التحكم في غرائزه الجنسية.
كان فرويد يرى بأن النمط الطبيعي للنمو الجنسي يصادف بعض الاضطراب في بعض الأشخاص، وأن هؤلاء الأشخاص يثبتون في طور يوجه الرغبة الجنسية نحو شكل طفولي من أشكال الإشباع في مرحلة مبكرة غير ناضجة. وكان يشعر بأن هذا الشكل الطفولي من أشكال الإشباع الجنسي، قد يسهم في مرض عقلي عند بلوغ سن الرشد.

عن العقل. قَسَّم فرويد العقل إلى ثلاثة أقسام: 1- الـ هو والـ هي أي ذلك الجانب اللاشعوري من النفس الذي يعتبر مصدر الطاقة الغريزية أو البهيمية 2- الذات أو الأنا 3- الذات العليا أو الأنا العليا. ويرى فرويد أن كل إنسان ولد بغرائز متنوعة مثل الدافع لإرضاء الجوع، والدافع لإشباع الاحتياجات الجنسية. أما الذات فهي الممثل العقلي لهذه الغرائز البيولوجية. ولا تفرِّق الذات بين العقل الداخلي والبيئة الخارجية. فمثلاً تثير الأنا أو الذات دوافع الأكل، ولكنها لا تميِّز بين صورة عقلية للطعام والطعام ذاته.
وتُميِّز الذات بين العقل الداخلي والحقيقة الخارجية، وتتحكم في السلوك الذي يقرِّب بين الصور العقلية والعالم الخارجي. فمثلاً توجه الذات شخصًا جائعًا للبحث عن طعام حقيقي وأكله.
أما الذات العليا فتتحكم في السلوك الخلقي، وهي التمثيل العقلي لقانون أخلاق المجتمعات. وتهدف الذات العليا إلى الحدّ من السلوك القائم على دوافع الذات.
وفي الأشخاص الأصحاء عقليًا تعمل أقسام العقل الثلاثة في تناسق تام. ولكن، في بعضهم الآخر فإن هذه الأقسام قد تتعارض. فمثلاً قد تعارض الذات العليا كافة السلوك الجنسي، وبهذا تمنع إنجاز دوافع الذات الجنسية. وفي مثل هذه الحالات قد تحدث بعض الاضطرابات النفسية.

عن العلاج. عالج فرويد في أول أمره أولئك الذين يعانون الاضطرابات النفسية الوظيفية عن طريق التنويم المغنطيسي ـ وهي الطريقة التي تعلمها من تشاركوت. ولكنه عدّل هذه الطريقة بعد عدة سنوات، وكان فقط يجعل المرضى يتكلمون حول كل ماكان في أذهانهم. وكان يسمي هذه الطريقة التداعي الحرّ. وعن طريق التحدث بحرية، كان المريض أحيانًا يعثر على تجربة أسبق ربما أسهمت في الاضطراب العصبي.
وكثيرًا ما يحدث، أن تغلق الذكريات الأليمة التي تسبب العُصاب في العقل الباطن عن طريق آليات الدفاع. ثم يحلل فرويد تلك الأفكار العشوائية التي تتضح أثناء التداعي الحر. وكان يفعل ذلك في سبيل اختراق آليات دفاع المريض. كذلك أخذ يفسر أحلام المريض التي كان يعتقد أنها مفاتيح رمزية لذكريات غير واعية. وبعد أن يشعر بأنه قد فهم جذور المشكلة يتحدث فرويد مع المريض عن ماضي تجاربه. وكان يهتم اهتمامًا خاصًا بالمشاعر الأليمة (الخصومة أو الحب مثلاً) التي كان يوجهها المريض لفرويد نفسه. وعن طريق نقل هذه المشاعر القديمة إلى الحاضر يمكن للمريض أن يتخلص من الذكريات الأليمة، ويمكن لأعراض العُصاب أن تختفي عند ذاك.

نور
08-31-2009, 07:31 PM
تأثيره

يُعتبر فرويد أحد المفكرين الذين طغى تأثيرهم في التاريخ. ولذلك فمن اللائق معرفة أفكاره وأبحاثه لأنها تتعلق بالإنسان وكيانه، ودراستها جيدًا لغربلتها وإبقاء ما يتمشى مع الفكر الإسلامي ومثله العليا. وقد رأى لفيف من الناس أن ما كتبه قد غير الطريقة التي كان يراها الناس في الطبيعة البشرية. وكانت أبرز نظريات فرويد هي التي عالجت التحليل النفسي والطب النفسي. وقد عارض كثير من محللي الشخصية والباحثين في علم النفس بعض آرائه في هذين الفرعين من العلوم. إلا أن عمل فرويد في علاج الأمراض العقلية ساعد في وضع أساس التحليل النفسي العصري. أما في علم النفس فقد أثر فرويد بشكل خاص في حقل علم نفس الشواذ ودراسة الشخصية.
أدت نظريات فرويد عن النمو الجنسي إلى مناقشات مفتوحة ومعالجة الأمور الجنسية ومشكلاتها. وكان اهتمامه المكثف بأهمية الطفولة قد ساعد على تدريس قيمة توفير بيئة للأطفال مليئة بالغذاء العاطفي. كذلك أثرت نظرياته في ميادين علم الإنسان وعلم الاجتماع. وقد قبل الباحثون في علم الاجتماع في البيئة الغربية بعض مفاهيمه القائلة بأن علاقات الكبار الاجتماعية تنتظم وفقًا للعلاقات الأسرية الأولى. ويرى عدد من الآباء والمعلمين في الغرب بأن المشكلات السلوكية يمكن أن تأتي من نزاعات الطفل العاطفية. وذهب التأثر بطائفة منهم إلى الحد الذي أصبح فيه عدد من الباحثين في علم الجريمة يرون أن من المجرمين مَن يرتكبون جرائمهم تحت دوافع غير واعية، وأن مثل هؤلاء الناس يمكن مساعدتهم عن طريق الاهتمام النفساني أكثر من اللجوء إلى الزج بهم في السجون.
وفي مجال الفن والأدب تركت نظرية فرويد أثرها على السريالية. والتصوير التشكيلي السريالي والكتابة مثل التحليل النفسي يكتشفان أعماق العقل الباطن. وقد زودت آراء فرويد ومفاهيمه بعضًا من المؤلفين والفنانين والنقاد بمواضيع لتحليلها فنيًا وأدبيًا على ضوء مايراه فرويد. ولكن يبقىفرويد شخصًا من البشر ينتفع الناس منه بما كان مفيدًا، ويتركون ما كان شاذًا لا يتمشى مع العقيدة الصحيحة والمثل الإسلامية العليا.

نور
08-31-2009, 07:31 PM
سيغموند فرويد


سيغموند فرويد (6 مايو، 1856 - 23 سبتمبر، 1939). هو طبيب نمساوي، عصبي و مفكر حر. يعتبر مؤسس التحليل النفسي

بداية حياته

من إستقر أجدادهم بمنطقة فرايبرغ بعد أن فروا من ملاحقة اليهود في كولن. و رغم أن فرويد صار لاحقا ملحدا فقد كان دائما يؤكد على أهمية الديانة اليهودية في تكوينه. حين بلغ الرابعة من عمره صحب اسرته إلى فيينا التي عاش فيها قرابة ثمانين عاما وكان ابوه تاجر صوف غير ناجح متسلط وصارم وحين ولد فرويد كان ابوه قد بلغ الأربعين من عمره وكانت امه هي الزوجه الثانيه في العشرين من عمرها وكان فرويد الابن الاول لستة اطفال ولدوا لامه وكان له اخوان من أبيه.

كلية الطب

كان فرويد تلميذا متفوقا دائما احتل المرتبة الاولى في صفه عند التخرج ولم يكن مسموحا لاخوانه واخواته أن يدرسوا الألات الموسيقية في البيت لان هذا كان يزعج فرويد ويعوقه عن التركيز في دراساته والتحق بمدرسة الطب عندما بلغ السابعة عشرة من عمره ولكنه مكث بها ثماني سنوات لكي ينهي الدراسة التي تستغرق عادة اربع سنوات ويرجع ذلك إلى متابعته وانشغاله بكثير من الاهتمامات خارج مجال الطب ولم يكن فرويد مهتما في الحقيقة بأن يصبح طبيبا ولكنه رأى ان دراسة الطب هي الطريق إلى الانغماس في البحث العلمي. وكان أمل فرويد أن يصبح عالما في التشريح ونشر عددا من الأوراق العلمية في هذا المجال وسرعان ما أدرك ان التقدم في مدارج العلم ومراتبة سيكون بطيئا بحكم انتمائه الرقهي وادراكه هذا فضلا عن حاجته إلى المال دفعاه إلى الممارسة الاكلينيكية الخاصة كمتخصص في الأعصاب عام 1881م.

بداية مشوارهُ العلمى

1880 تعرف على جوزيف بروير Joseph Breuer و هو من ابرز اطباء فيينا ،وكان ناصحا لفرويد وصديقا ومقرضا للمال و تأثر به و اعجب بطريقة جديدة لعلاج الهستيريا وهى طريقة التفريغ Cathartic Method التى اتبعها بروير.و فيها يستخدم الايحاء التنويمى في معالجة مرضاه لتذكر احداث لم يستطيعوا تذكرها في اليقظة مع المشاعر و الانفعالات الخاصة بالحدث مما يساعد المرضى على الشفاء عن طريق التنفيس Abreaction عن الكبت

1881 حصل على الدكتوراة و عمل في معمل ارنست بروك

1882 عمل في مستشفى فيينا الرئيسى، و نشر ابحاث عديدة في الامراض العصبية.

1885 عين محاضراً في علم امراض الجهاز العصبى، و تسلم فرويد منحة صغيرة اتاحت له ان يسافر إلى باريس و درس في جامعة سالبتريير مع طبيب نفسي فرنسي مشهور هو جين شاركوه الذي كان يستخدم التنويم المغناطيسي في علاجه للهستيريا وكانت هذه الزيارة هامة لفرويد لسببين على الاقل السبب الاول ان فرويد تعلم من شاركوه ان من الممكن علاج الهستيريا كأضطراب نفسي و ليس كأضطراب عضوي وكان فرويد يستخدم في ممارساته العلاج الكهربي اي يوجه صدمة كهربائية مباشرة إلى العضو الذي يشكو من المريض كالذراع المشلولة مثلا والسبب الثاني أن فرويد سمع شاركوه ذات مساء يؤكد بحماس ان اساس المشكلات التي يعاني منها أحد مرضاه جنسي ولقد اعتبر فرويد هذه الملاحضة خبرة معلمة ومنذ ذلك الحين عمد إلى الالتفات إلى امكانية ان تكون المشكلات الجنسية سببا في الاضطراب الذي يعاني منه المريض.

1886 عاد إالى فيينا، عمل طبيب خاص وطبق ما تعلمه من شاركو، و بدأ في اقناع زملائه بأمكانية تنفيذ ما وصل اليه من ابحاث الهستيريا، و لكنهم عارضوه ، فأخذ على عاتقه تطبيق هذه الابحاث. و كأى نظام جديد بدأ يظهر به بعض العيوب عند تطبيقه.

1889 سافر إلى فرنسا ليحسن فنه التنويمى و قابل الطبيبين ليبولت Liebault و برنهايم Bernheim .

فرويد و بروير

بدأ الاثنين مشوارهم في دراسة مرض الهستيريا و اسبابه و علاجه

1893 نشرا بحثاً في العوامل النفسية للهستيريا

1895 شرا كتاب دراسات في الهستيريا و كان نقطة تحول في تاريخ علاج الامراض العقلية و النفسية، فهو بمثابة حجر الاساس لنظرية التحليل النفسى، ويتناول الكتاب أهمية الحياة العاطفية في الصحة العقلية اللاشعورية، و اقترحا ان كبت الميول و الرغبات يحولها عن طريقها الطبيعى إلى طريق غير طبيعى، فينتج الاعراض الهستيرية.

1896- 1906 بعد ذلك حاولا ان يفسرا العوامل النفسية المسببة للهستيريا، و لكن دب الخلاف بينهما عندما فسر بريور الانحلال العقلى المصاحب للهستيريا بانقطاع الصلة بين حالات النفس الشعوريه، وفسر اعراضها بحالات شبه تنويمية ينفذ اثرها إلى الشعور، وفرويد اختلف معه معللاً ان الانحلال العقلى هو نتيجة صراع بين الميول و تصادم الرغبات ، فالاعراض الهستيرية هى اعراض دفاعية نتيجة ضغط الدوافع المكبوتة في اللاشعور التى تحاول التنفيس عن نفسها بإى طريقة،و بما ان هذه الدوافع المكبوتة في الشعور امر مرفوض فتحاول التنفيس بطريقة غير طبيعية هى الاعراض الهستيرية. و ازداد الخلاف أكثر حين اعتبر فرويد الغريزة الجنسية هى السبب الاول للهستيريا و اعترض بروير على ذلك و عارضه هو و جمهور الاطباء في عصره حتى انقطعت الصلة بينه و بين بروير. فأخذ فرويد يواصل ابحاثه بالرغم من مهاجمة معارضيه ، و بالفعل كشفت له ابحاثه دور الغريزة الجنسية للهستيريا، فوسع ابحاثه على انواع أخرى من الامراض العصابية و علاقة الغريزة الجنسية بها، فأقنعه بإن أى اضطراب بهذه الغريزة هى العلة الأساسية في جميع الامراض. ظل يعمل وحيداً ضد المجتمعات الطبي لمدة عشر سنوات وفى 1902 بدأ الوضع يتغير حينما التف حوله عدد من شباب الاطباء المعجب بنظرياته و اخذت الدائرة تكبر لتضم غير اطباء من اهل الفن و الادب

طريقة التداعى الحر Free association

اكتشفها فرويد بعد ان وجد طريقة التفريغ بعض العيوب منها ان نجاح العلاج يتطلب استمرار العلاقة بين المريض و الطبيب، فلجأ إلى ان يحث المرضى بطريق الايحاء و هم في حالة اليقظة و كان بها عيوب هى ايضاً فابتكر فرويد طريقة التداعى و هى ان يطلب من المريض ان يطلق العنان لافكاره لتسترسل من تلقاء نفسها دون قيد أو شرط، فيتكلم بإى شىء يخطر بباله دون اخفاء تفاصيل مهما كانت تافهة او مؤلمة أو معيبة. و كشفت له هذه الطريقة الكثير من الحقائق، فمثلاً عرف لماذا تذكر بعض الحوادث و التجارب الشخضية الماضية امراً صعباً، حيث أنها قد تكون مؤلمة أو مشينة للنفس و لذلك تنسى، و بالتالى تذكرها مرة أخرى امر شاق نتيجة المقاومة التى تحول عن ظهور هذه الذكريات في الشعور و من هذه الملاحظات كون فرويد نظريته في الكبت التى يعتبرها حجر الاساس في بناء التحليل النفسى.

1908 كان أول مؤتمر للتحليل النفسانى بزيورخ بدعوة من يونج وتم إصدار مجلة التحليل النفسى تحت إدارة فرويد وبلولر،و كان يونج رئيس تحريرها.

1909 دعت جامعة كلارك بالولايات المتحدة الأمريكية فرويد و يونج للاشتراك في احتفال الجامعة بمناسبة عشرين عاماً على تأسيسها، و تم استقبالهم استقبالاً رائعاً و قُبلت محاضرات فرويد الخمس و المحاضراتان التان القاهما يونج مقابلة جيدة.

1910 عقد المؤتمر الثانى للتحليل النفسانى في نورمبرج و تم تأليف جمعية التحليل النفسانى الدولية،و تقرر ايضاُ اصدار نشرة دورية تكون رابطة الاتصال بين الجمعية الرئيسية و فروعها ثم توالت مؤتمرات الجمعية و تكونت لها فروع في معظم البلدان الغربية.

فرويد و التحليل النفسي

توصل فرويد ان الكبت هو صراع بين رغبتين متضادتين ، و هناك نوعين من الصراع واحد في دائرة الشعور تحكم النفس فيه لاحدى الرغبتين و ترك الثانية و هو الطريق الطبيعى للرغبات المتضادة دون اضرار النفس. بينماالنوع الاخر هو المرضى حيث تلجأ النفس بمجرد حدوث الصراع إلى صد و كبت احدى الرغبتين عن الشعور دون التفكير و اصدار حكم فيها ، لتستقر في اللاشعور بكامل قوتها منتظرة مخرج لأنطلاق طاقتها المحبوسة، و يكون عن طريق الاعراض المرضية التى تنتاب العصابين. و اتضح لفرويد ان دور الطبيب النفسانى هى كشف الرغبات المكبوتة لإعادتها إلى دائرة الشعور لكى يواجه المريض الصراع الذى فشل في حله سابقاً، و يحاول حله تحت إشراف الطبيب أى احلال الحكم الفعلى محل الكبت اللاشعورى، و سميت تلك الطريقة التحليل النفسى. لاقت هذه النظرية رواجاً كبيراً خاصة في سويسرا، حيث أُعجب بها أوجين بلولر المشرف على معهد الأمراض العقلية بالمستشفى العام بزيورخ و يونج المساعد لأوجين.

نور
08-31-2009, 07:31 PM
رأى فرويد أن الشخصية مكونة من ثلاثة أنظمة هي الهو ،والأنا ،والأنا الأعلى ،وأن الشخصية هي محصلة التفاعل بين هذه الأنظمة الثلاثة .

1. الهو : • الهو هو الجزء الأساسي الذي ينشأ عنه فيما بعد الأنا والأنا الأعلى . • يتضمن الهو جزئين : o جزء فطري :الغرائز الموروثة التي تمد الشخصية بالطاقة بما فيها الأنا والأنا الأعلى . o جزء مكتسب :: وهي العمليات العقلية المكبوتة التي منعها الأنا (الشعور ) من الظهور . • ويعمل الهو وفق مبدأ اللذة وتجنب الألم . • ولا يراعي المنطق والأخلاق والواقع . • وهو لا شعوري كلية.

2. الأنا : • الأنا كما وصفها فرويد هي شخصية المرء في أكثر حالاتها اعتدالاً بين الهو والأنا العليا، حيث تقبل بعض التصرفات من هذا وذاك، وتربطها بقيم المجتمع وقواعده، حيث من الممكن للأنا ان تقوم باشباع بعض الغرائز التي تطلبها الهو ولكن في صورة متحضرة يتقبلها المجتمع ولا ترفضها الأنا العليا. • مثال: عندما يشعر شخص بالجوع، فان ما تفرضه عليه غريزة البقاء (الهو) هو أن يأكل حتى لو كان الطعام نيئاً او برياً، بينما ترفض قيم المجتمع والأخلاق (الأنا العليا) مثل هذا التصرف، بينما تقبل الأنا اشباع تلك الحاجة ولكن بطريقة متحضرة فيكون الأكل نظيفاً ومطهواً ومعد للاستهلاك الآدمي ولا يؤثر على صحة الفرد أو يؤذي المتعاملين مع من يشبع تلك الحاجة.

• يعمل الأنا كوسيط بين الهو والعالم الخارجي فيتحكم في إشباع مطالب الهو وفقا للواقع والظروف الاجتماعية . • وهو يعمل وفق مبدأ الواقع . • ويمثل الأنا الإدراك والتفكير والحكمة والملاءمة العقلية . • ويشرف الأنا على النشاط الإرادي للفرد . • ويعتبر الأنا مركز الشعور إلا أن كثيرا من عملياته توجد في ما قبل الشعور ،وتظهر للشعور إذا اقتضى التفكير ذلك . • ويوازن الأنا بين رغبات الهو والمعارضة من الأنا الأعلى والعالم الخارجي ،وإذا فشل في ذلك أصابه القلق ولجأ إلى تخفيفه عن طريق الحيل الدفاعية .


3. الأنا الأعلى : • الأنا العليا كما وصفها فرويد هي شخصية المرء في صورتها الأكثر تحفظاً وعقلانية، حيث لا تتحكم في أفعاله سوى القيم الأخلاقية والمجتمعية والمبادئ، مع البعد الكامل عن جميع الأفعال الشهوانية أو الغرائزية • يمثل الأنا الأعلى الضمير ،وهو يتكون مما يتعلمه الطفل من والديه ومدرسته والمجتمع من معايير أخلاقية . • والأنا الأعلى مثالي وليس واقعي ،ويتحه للكمال لا إلى اللذة – أي أنه يعارض الهو والأنا .

• إذا استطاع الأنا أن يوازن بين الهو والأنا الأعلى والواقع عاش الفرد متوافقا ،أما إذا تغلب الهو أو الأنا الأعلى على الشخصية أدى ذلك إلى اضطرابها . • أنظمة الشخصية ليست مستقلة عن بعضها ،ويمكن وصف الهو بأنه الجانب البيولوجي للشخصية ،والأنا بالجانب السيكولوجي للشخصية ،والأنا الأعلى بالجانب الاجتماعي للشخصية .

رغبات الحياه و الموت

أسطورة فرويد

العلاج النفسي

الفلسفة

_التحليل النفسي_



في عام 1886 تزوج مارتا برزنيز وأنجب منها ستة اطفال ثلاثة من البنين وثلاث من البنات وأصبحت احدى بناته طبيبه نفسيه وهي انا ولقد اشتهرت بعلاج الاطفال في لندن.

مؤلفاته

1. تفسير الأحلام
2. قلق في الحضارة
3. موسى و التوحيد
4. الشذوذ الجنسي
5. تغلب على الخجل
6. الجنس عند فرويد
7. الذاكرة
8. السيكولوجية النفسية
9. نقطة الضعف
10. الادراك
11. ما فوق مبدأ اللذة
12. ثلاث مقالات في النظرية الجنسية
13. خمس محاضرات في التحليل النفسي
14. السلوك
15. تطور المعالجة النفسية
16. مستقبل وهم
17. الأنا والهو

أنظر أيضا

* التحليل النفسي
* جمعية التحليل النفسي الأمريكية
* تحليل نفسي
* ماركسية فرويدية (بالإنجليزية: Freudo-Marxism)
* فرويدية جديدة (بالإنجليزية: Neo-Freudian)
* حسد القضيب (بالإنجليزية: Penis envy)
* طاقة نفسية (بالإنجليزية: Psychic energy)
* نقد أدبي تحليلي-نفسي (بالإنجليزية: Psychoanalytic literary criticism)
* نظرية التحليل النفسي (بالإنجليزية: Psychoanalytic theory)
* ديناميكا نفسية (بالإنجليزية: Psychodynamics)
* إسقاط نفسي (بالإنجليزية: Psychological projection)
* علم نفس الدين (بالإنجليزية: Psychology of religion)
* تطور نفسي-جنسي(بالإنجليزية: Psychosexual development)
* علاج نفسي (بالإنجليزية: Psychotherapy)
* عار (بالإنجليزية: Shame)
* عقل باطن (بالإنجليزية: Unconscious mind)
* ألفرد أدلر
* كارل يونغ
* جوزيف بروير
* إدوارد برنايز
* جين مارتن شاركوت
* إريك إريكسون
* فيلهلم فليس
* فيكتور فرانكل
* جورج كرودك
* كارين هورني
* إرنست جونز
* ميلاني كلاين
* جاك لاكان
* جيفري موسايف ماسون
* أوتو رانك
* فيلهلم رايخ
* هربرت سيلبيرر

نور
08-31-2009, 07:32 PM
بيرس، تشارلز ساندرز

بيرس، تشارلز ساندرز (1839-1914م). فيلسوف أمريكي، كان له دور في نشر الفلسفة الذرائعية. وكان من الرواد الذين طوروا المنطق الرياضي. كما ساعد في تطوير دراسات الرموزأو السيميائية، وهي تُعنى بالدلالات الرمزية للعلامات، بالإضافة إلى الكلمات.
عرض بيرس أفكاره الأساسية لمذهبه الذرائعي في مقال عنوانه: كيف نجعل أفكارنا واضحةأصدره في عام 1878م وقال فيه إنه لكي نستوعب فكرة ما، يجب علينا إدراك النمط السلوكي للأشياء التي تستهدفها الفكرة وتحوم حولها. فعلى سبيل المثال، يجب إدراك معنى الصلابة عندما نصف ماسة ما بأنها صلبة، فنقوم بتجربة ما يمكن أن تحدثه فوق سطح زجاجي، فتخدشه دون أن تتأثر من جانبها. ويتم عندئذ إدراكنا لماهية هذه الماسة لأننا جربنا ما تفعله، وما يمكن أن تفعله، وما قد تفعله تحت ظروف متغيرة. وأضاف بيرس بأن معنى شيء من الأشياء يكمن في احتمالات سلوكنا حيال وجود هذا الشيء.
وكغيره من الذرائعيين أراد بيرس ربط الفكر بالممارسة. فكان على قناعة بأن أفكارنا يجب أن ترسِّخ فينا عقائد نعمل على هديها بكل ثقة واقتدار. وعندما ينتابنا الشك نصاب بالبلبلة، فيدفعنا ذلك إلى إمعان الفكر في الأشياء حتى نعثر على ما هو أجدر بالاعتقاد. فإن لم نستطع التيقن بمزيد من الفكر، عملنا على ترجيح ما هو أقرب معتقداتنا إلى الصواب.
وُلد بيرس في كمبردج بولاية ماساشوسيتس بالولايات المتحدة الأمريكية. وشجعه والده، بنيامين، عالم الرياضيات الشهير، على دراسة العلوم والفلسفة. وتخرج في جامعة هارفارد عام 1859م. وفي فترة ما بين عامي 1861و1891م قدَّم لإدارة المساحة الساحلية للولايات المتحدة خدمات علمية، كانت دافعًا وراء اهتمامه بالفلسفة. وخلال أْيام خدمته أسهم بأفكار اتسمت بالأصالة فيما يتعلق بنظرية التطور ودور المصادفة في نشأة الكون، والعقل البشري، وحقيقة الوجود الإلهي.
ولم يلق بيرس ما يستحقه من ذكر وإشادة أثناء حياته لأنه لم يُعن بترتيب وتدوين فلسفته. وقد قام لفيف من الفلاسفة بعد سنوات من وفاته بإصدار أعماله في ثمانية مجلدات تحت عنوان مجموعة أوراق تشارلز ساندرز بيرس.

نور
08-31-2009, 07:32 PM
مونتسكيو

مونتسكيو (1689 - 1755م). فيلسوف فرنسي. من أعماله الرئيسية روح القوانين(1748م) الذي كان ذا تأثير كبير على كتابة الدساتير في جميع أنحاء العالم. يعتقد مونتسكيو بأن القوانين تُشكل الأساس الذي تُبنى عليه كل الأشياء المتعلقة بالإنسان والطبيعة والمقدسات. إن اكتشاف هذه القوانين هي إحدى واجبات الفلسفة الرئيسية. وقديمًا كان من الصعب دراسة الطبيعة البشرية لأن القوانين التي كانت تحكمها معقدة. وبالرغم من ذلك اعتقد مونتسكيو بأن هذه القوانين يمكن اكتشافها بالطرق التجريبية لتقصي الأسباب. كما اعتقد أن معرفة القوانين تخفف أمراض المجتمع وتحسن الحياة.
وبالنسبة لمونتسكيو، كانت هنالك ثلاثة أنواع رئيسية من الحكم: الملكية، والجمهورية، والحكم الاستبدادي. فالحكومة الملكية كان لها سلطة محدودة في يد الملك أو الملكة، أما الجمهورية فقد كانت إما ارستقراطية أو ديمقراطية. وبالنسبة للحكم الاستبدادي كانت السلطة في أيدي قلة من الناس خلافًا للديمقراطية التي يملك الجميع في إطارها سلطات واسعة. كان المستبد مسيطرًا على الحكم الاستبدادي وله مطلق السلطة. اعتقد مونتسكيو أن الأنظمة القانونية يجب أن تختلف وفقًا لنوع الحكومة الأساسي.
ساند مونتسكيو حرية البشر وعارض الاستبداد، وكان يعتقد بأن الحرية السياسية تتضمن فصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية عن الحكومة. كما كان يؤمن بأن الحرية واحترام القانون المصوغ على الوجه الصحيح يمكن أن يبقيا معًا.
ولد مونتسكيو ـ واسمه الحقيقي تشارلز دي سكوندات ـ بالقرب من بوردو. ورث لقب البارون دي لا بريت دي مونتسكيو. نال شهرته من كتابه رسائل فارسية (1721م)، الذي سخر فيه من الحياة الباريسية والمؤسسات الفرنسية. التحق مونتسكيو بالأكاديمية الفرنسية عام (1727م)، وعاش في إنجلترا من 1729م حتى 1732م وكان معجبًا بالنظام السياسي الإنجليزي.

نور
08-31-2009, 07:32 PM
ميلانكتون، فيليب

ميْلاَنكُتُون، فيليْب (1497 ـ 1560م). فيلسوف إنساني ومفكر ألماني، كان المرافق الرئيسي لمارتن لوثر في بدء الإصلاح الديني اللوثري وقيادته. كتب ميلانكتون المحادثات العامة(1521م)، وهو دليل عملي مشهور يحدد المبادئ اللوثرية بأسلوب منظم من أجل الرجوع السهل. كما كان المؤلف الرئيسي لاعتراف أوجسبيرج الذي أصبح البيان الأساسي لعقيدة الكنيسة اللوثرية.
كان ميلانكتون يتمتع بشخصية أكثر هدوءًا من لُوُثر. فكان دائما يحاول الوصول إلى الحلول الوسطى للقضايا التي فرَّقت بين البروتستانت والكاثوليك، وبين البروتستانت أنفسهم. وقد أعلن ميلانكتون أن كثيرًا من هذه القضايا غير مهمة ولا يجوز أن تحول دون الوحدة النصرانية. لكنه كان يعتقد أيضًا أن الكنيسة الكاثوليكية قد هجرت التقاليد النصرانية الحقيقية بعد مئات السِّنين بعد المسيح. وكان يعارض بصورة خاصة سلطة البابوات.
وُلد ميلانكتون قرب كَارْلسْرُوه . وكان مثل لوثر أستاذًا في جامعة فتنبرغ. كما كان طالبًا متفوقًا في الأدب الكلاسيكي وفي أعمال الآباء الكنسيين السابقين . وكان يُسمى مؤسس النظام التربوي الألماني؛ لأنه أسس مدارس يتعلّم فيها الطلاب اليونانية واللاتينية والألمانية.

نور
08-31-2009, 07:33 PM
أبيقور

أبيقور (342 ق.م. - 270 ق.م.). فيلسوف إغريقي كان لأفكاره حول اللذة، والحرية، والصداقة، تأثير كبير على العالم الروماني ـ اليوناني.
رأى أبيقور بأن هناك مصدرين يسببان القلق للعقل البشري هما الخوف من الآلهة، والخوف من الموت. وقد اعتقد أن هذه المخاوف مبنية على معتقدات خاطئة، وأنه يمكن التغلب عليها، وأعلن أن الآلهة موجودة ولكنها يجب ألاّ تشكل مصدر خوف، لأنها توجد بعيدًا عن البشر ولا تُعنى بأمورهم لأن هذا يتعارض مع سعادتها.
وقال أبيقور إن الموت يجب ألاّ يُخشى لأن الخير والشر يكمنان في الشعور، والموت بزعمه يُنهي الشعور، وإذا تحرر الشخص من هذه المخاوف، فبإمكانه أن يعيش حياة سعيدة بالسعي لملذات معتدلة وتجنُّب الألم، وإن أفضل طريقة للحصول على اللذة هي العيش بتعقل واعتدال وشجاعة وعدل وزرع بذور الصداقة.
وُلِدَ أبيقور في جزيرة ساموس، وأدار مدرسة للفلسفة في أثينا منذ عام 306 قبل الميلاد وحتى وفاته. كان أبيقور كاتبًا غزير الإنتاج، ترك ثلاث رسائل تلخص تعاليمه، ويمكن الوقوف على أفكاره وفلسفته في مصادر عديدة منها قصيدة طويلة للشاعر الروماني لوكريشيس عنوانها: في طبيعة الأشياء.

نور
08-31-2009, 07:33 PM
ماريتان، جاك

ماريتان، جاك (1882-1973م). فيلسوف فرنسي، وواحد من أكثر علماء الرومان الكاثوليك نفوذًا في القرن العشرين الميلادي، كان زعيمًا للتومانية الجديدة المتمثلة في إحياء النظام الفلسفي الذي طوره في القرون الوسطى عالم اللاهوت القديس توما الأكويني داعيًا إلى الربط بين الإيمان والأسباب.
تتناول الكثير من أعمال ماريتان نظرية المعرفـة. وفي كتابه درجة المعرفة (1932م) قام بتحليل هيكل الأفكار، وتحديد ثلاثة أنواع من المعرفة هي: حسب الترتيب التصاعـدي: 1- المعرفة العلمية للواقع التجريبي. 2- المعرفة الغيبية للمبادئ الخاصة بكلمة (يكون هكذا). 3- المعرفة المنطقية العليا للإله من خلال الوحي السماوي، وقد كان ماريتان يعني المعرفة فيما وراء فهم الأسباب البشرية.
وُلد ماريتان بباريس، وتحول من البروتستانتية إلى الكاثوليكية الرومانية في عام 1906م. تلقى تعليمه في المعهد الكاثوليكي في الفترة من عام 1914م إلى 1939م، وكان السفير الفرنسي للفاتيكان في الفترة من عام 1945م إلى عام 1948م. تشمل كتب ماريتان الرئيسية الأخرى:الفن والشعر (1935م)؛ المذهب البشري المتكامل (1936م)؛ مدى الأسباب (1948م)؛الرجل والدولة (1951م).

نور
08-31-2009, 07:33 PM
أبيكتيتوس

أبيكتيتوس (50م ؟ - 138م ؟). فيلسوف رواقي روماني كان يعتقد أنه لا ينبغي أن ننشد أن تسير الأمور كما نشتهي، بل ينبغي أن نرضى بها كيفما وقعت وعلى أي صورة جاءت. ومن آرائه أيضًا أن هنالك عناية إلهية حكيمة تحكم كل الأشياء، لذا فإن ما يعدّها البشر مصائب هي في الحقيقة أجزاء من خطط إلهية لترتيب الأمور للأفضل. وقد اعتقد أن الحمقى فقط ينزعجون من الأحداث التي تخرج عن سيطرتهم، وأن الرواقي الأصيل يستطيع مواجهة الموت والنكبات بنفس مطمئنة.
وُلِدَ إبيكتيتوس في آسيا الصغرى، وكان عبدًا في شبابه، ثم تحرر وعاش ودرس في روما حتى عام 89م، عندما قام الإمبراطور دوميتيان بطرد الفلاسفة فأمضى أبيكتيتوس بقية حياته في التدريس في نيكوبوليس باليونان.

نور
08-31-2009, 07:34 PM
إمبيدوقليز

إمبيدوقليز (495-435 ق.م). فيلسوف إغريقي، فاق أهل زمانه. وهو أول من ذهب إلى أن ما يوجد في الكون ينتمي إلى أربعة عناصر: الهواء، والأرض، والنار، والماء. وبأن جميع المواد الأخرى تنتج من اتحاد مؤقت لهذه العناصر. وتكون هذه العناصر خالدة وغير متغيرة ولكنها باتحادها وتفرّقها تبدو لنا كأنها تتغير. وهو بذلك يتفق مع الفيلسوف اليوناني المشهور بارمينيدس في قوله إن ما يوجد هو خالد وغير متغير. ورفض فكرة بارمينيدس بأن الكون يتألف من مادة واحدة.كما قال إمبيدوقليز إن هناك قوة تسمى الحُب تدفع العناصر إلى الاتحاد في مركبات. وهناك قوة تسمى الكفاح تسبب تفكك المركبات. وكان يعتقد أن الكون يمر في دائرة متعاقبة تبدأ من الاتحاد الكامل للعنصر تحت سيطرة الحُب، وتنتهي بانفصال العناصر تحت سلطان الكفاح.

نور
08-31-2009, 07:34 PM
كونفوشيوس


كونفوشيوس هو أول فيلسوف صيني يفلح في إقامة مذهب يتضمن كل التقاليد الصينية عن السلوك الإجتماعي و الأخلاقى. ففلسفته قائمة على القيم الأخلاقية الشخصية و على أن تكون هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقاً لمثل أخلاقي أعلى . و قد ظلت هذه الأفكار تتحكم في سلوك الناس أكثر من ألف عام . و يلقب بنبي الصين.

حياته

ولد كونفوشيوس سنة 551 ق.م. في دولة لو في التي هي الآن ولاية تابعة لشانتانج في شمال شرقي الصين . شمال الصين في أسرة فقيرة رغم ما امتازت بة من عراقة . مات أبوه وعمرة 3سنوات . ولم يترك لهم ثروة ينفقون منها مما اضطر أمه للعمل للإنفاق عليه واشتهر في صغرة بارتداء الأزياء الغريبة والقيام بالطقوس الشعائرية على سبيل اللعب وتزوج وهو في الـ 19 من عمره وانجب من زوجته ولد واختلفت المصادر حول السن الذى هجر فية بيته وتجول فيه في جميع أنحاء الصين ، بيد أنهم لم يختلفوا حول حقيقة هجره لابنه وزوجته . وقام بتعلم الموسيقى والتى كانت حديثة العهد في ذلك الوقت وتعلم الشعائرالدينية وقام من خلال تجاربه بوضع منهج أخلاقي بحت يعتمد على الموسيقى والمبادىء الأخلاقية المثلى .

فلسفته

كثيراً ما وصف كونفوشيوس بأنه أحد مؤسسي الديانات ، و هذا تعبير غير دقيق إن لم يكن خاطئاً فمذهبه ليس ديناً . فهو لا يتحدث عن إله أو السماوات . و إنما مذهبه هو طريقة في الحياة الخاصة و السلوك الإجتماعي و السلوك السياسي . و مذهبه يقوم على الحب - حب الناس و حسن معاملتهم و الرقة في الحديث و الأدب في الخطاب . و نظافة اليد و اللسان . و أيضاً يقوم مذهبه على احترام الأكبر سناً و الأكبر مقاماً ، و على تقديس الأسرة و على طاعة الصغير للكبير و طاعة المرأة لزوجها . و لكنه في نفس الوقت يكره الطغيان و الإستبداد . و هو يؤمن بأن الحكومة إنما أنشئت لخدمة الشعب و ليس العكس . و أن الحاكم يجب أن يكون عتد قيم أخلاقية و مثل عليا . و من الحكم التي اتخذها كونفوشيوس قاعدة لسلوكه تلك الحكمة القديمة التي تقول : " أحب لغيرك ما تحبه لنفسك " .

يعتبر كنفوشيوس الفضيلتين الهامتين هما ( جن ) و ( لي ) و الرجل المثالي يسير حياته طبقا لهما . و قد ترجمت (جن ) بالحب أو الاهتمام الحميم باخواننا البشر ، أما ( لي ) فهي تصف مجموعة من الأخلاق و الطقوس و التقاليد و الاتكيت و اللياقة و الحشمة .


و وكان كونفوشيوس محافظاً في نظرته إلى الحياة فهو يرى بأن العصر الذهبي للإنسانية كان وراءها - أي كان في الماضي . و هو لذلك كان يحن إلى الماضي و يدعو الناس إلى الحياة فيه .. و لكن الحكام على زمانه لم يكونوا من رأيه و لذلك لقي بعض المعارضة . و قد اشتدت هذه المعارضة بعد وفاته ببضع مئات من السنين ، عندما ولي الصين ملوك أحرقوا كتبه و حرموا تعاليمه .. و رأوا فيها نكسة مستمرة . لأن الشعوب يجب أن تنظر أمامها . بينما هو يدعو الناس إلى النظر إلى الوراء .. و لكن ما لبثت تعاليم كونفوشيوس أن عادت أقوى مما كانت و انتشر تلاميذه و كهنته في كل مكان .. و استمرت فلسفة كونفوشيوس تتحكم في الحياة الصينية قرابة عشرين قرناً - أي من القرن الأول قبل الميلاد حتى نهاية القرن التاسع عشر بعد الميلاد . أما إيمان أهل الصين بفلسفة كونفوشيوس فيعود إلى سببين : أولا أنه كان صادقاً مخلصاً . لا شك في ذلك . ثانياً أنه شخص معقول و معتدل و عملي . و هذا يتفق تماماً مع المزاج الصيني . بل هذا هو السبب الأكبر في انتشار فلسفته في الصين . و هو بذلك كان قريباً منهم . فلم يطلب إليهم أن يغيروا حياتهم أو يثوروا عليها . و إنما هو أكد لهم كل ما يؤمنون به فوجدوا أنفسهم في تعاليمه . و لذلك ظلت فلسفة كونفوشيوس صينية . و لم تتجاوزها إلا إلى اليابان و كوريا.

و لكن هذه الفلسفة قد انحسرت تماماً عن الصين . بعد أن تحولت إلى الشيوعية و اتجهت الصين إلى المستقبل و انتزعت نفسها من هذه الديانة و ذلك بالبعد عن الماضي و مسالمة الناس في الداخل و الخارج . و لكن تظل فلسفة كونفوشيوس هي التي حققت سلاماً و أمناً داخلياً أكثر من عشرين قرناً للصين . و قد فشلت الكونفوشية أن تترك أثراً يذكر خارج الصين. و في زمن أسرة هان المالكة درج الأباطرة الصينيون على اختيار موظفي الدولة بطرح امتحان يعتمد إلى حد كبير على معرفة تعاليم و آداب كنفوشيوس . و لكن انحدرت قيمة كنفوشيوس في الوقت الحاضر و ذلك لأن الصين الشيوعية هاجمت كنفوشيوس و تعاليمه.

من حكم كونفوشيوس :

لو قال كل إنسان ما يفكر فيه بصدق فإن الحوار بين البشر يصبح قصيراً جداً. سلح عقلك بالعلم خير من أن تزين جسدك بالجواهر. ليس من أغراك بالعسل حبيباً، بل من نصحك بالصدق عزيزاً. العقل كالمعدة المهم ما تهضمه لا ما تبتلعه. مما قاله عن لسان المرأة " إنك مهما حذرت من لسان المرأة فسوف تلدغ منه عاجلاً أو أجلاً ". إن تجاوز الهدف مثل عدم بلوغه. ليست العظمة في ألا تسقط أبداً بل في أن تسقط ثم تنهض من جديد.

نور
08-31-2009, 07:34 PM
لايبنيز، غوتفريت فلهلم

لايبنيز، غوتفريت فلهلم (1646 - 1716م). فيلسوف وعالم رياضيات وباحث ألماني، اكتشف هو والسير إسحق نيوتن، كلٌ بطريقة مستقلة، نظرية حساب التفاضل والتكامل. كذلك وضع لايبنيز نظام العد الثنائي، واخترع آلة حاسبة وكان يعتقد أن حقائق علم الحساب يمكن استخلاصها من القواعد المنطقية.
وضع لايبنيز نظامًا فلسفيًا معقدًا. فقد كان يعتقد أن المقومات النهائية للحقيقة هي مواد شبيهة بالعقل، وغير قابلة للتجزئة وتُسمى مقومات الوجود الأولية. وعرّف الحالات المتغيرة لمقومات الوجود الأولية بأنها إدراكات حسية.
والأشياء المادية ليست حقائق نهائية، بل مظاهر مجردة تنشأ عن الإدراك الحسي لعناصر الوجود الأولية.
ولد لايبنيز في ليبزج وسافر كثيرًا في أوروبا في بعثات دبلوماسية مختلفة لحكام ألمان. مات لايبنيز في هانوفر التي قضى فيها فترة طويلة من أواخر حياته.


نظرية حساب التفاضل والتكامل

حساب التفاضل والتكامل حساب التفاضل والتكامل أحد فروع الرياضيات. يقوم الطلاب بدراسته في الجامعات والمعاهد العليا بعد أن يكونوا قد تمكنوا من دراسة الجبر، والهندسة المستوية، وحساب المثلثات، والهندسة التحليلية. ويطلق علماء الرياضيات اسم حساب التفاضل والتكامل على هذا الفرع من الرياضيات لتمييزه عن طرق الحساب الأخرى.
يتعامل حساب التفاضل والتكامل مع الكميات المتغيرة. فعلى سبيل المثال، تخيل أن طائرة ما تطير بسرعة ثابتة مقدارها 1,000كم /ساعة. تقطع هذه الطائرة 1,000كم في ساعة واحدة و2,000كم في ساعتين و3,500كم في ثلاث ساعات ونصف. من الجبر نستطيع أن نستنبط القاعدة التالية التي تعطينا المسافة (ف) بالكيلومترات التي تقطعها الطائرة في زمن مقداره ن/ساعة: ف = 1,000ن. ولكن لنفرض الآن أن الطائرة لاتطير بسرعة ثابتة نتيجة لظروف الرياح وعوامل أخرى. عندئذ لن تبقى مسألة التنبؤ بالمسافة التي تقطعها الطائرة في أي فترة معينة من الزمن مسألة في الجبر، بل تصبح مسألة تحل بوساطة حساب التفاضل والتكامل.
لحساب التفاضل والتكامل فرعان رئيسيان هما: حساب التفاضل وحساب التكامل. والقضية الأساسية في حساب التفاضل هي إيجاد معدل تغير كمية معلومة في حالة تغير. أما في حساب التكامل، فنبحث في القضية العكسية، أي نحاول إيجاد الكمية من معرفة المعدل الذي تتغير به.
على سبيل المثال، تخيل رجلاً يطوف في سفينة فضاء بالقرب من كوكب ليس له غلاف جوي. فإذا تركت كرة لتسقط من السفينة، فإنها ستقع في اتجاه الكوكب بسبب الجاذبية. وباستخدام آلاته، قد يجد الرجل أن المسافة ف التي تسقطها الكرة في ن ثانية من إطلاقها تعطى بالقاعدة: ف = 7 ن². ويلاحظ مثلاً أن الكرة تسقط مسافة 7 م في ثانية واحدة، و 28 م في ثانيتين، و 700 م في 10 ثوان. إن الكرة لاتسقط بسرعة ثابتة.
غير أن رجل الفضاء يرغب في معرفة سرعة الكرة في أية لحظة. وباستخدام حساب التفاضل، يستطيع أن يستنبط القاعدة: ع = 14 ن، حيث ع هي سرعة الكرة بالأمتار في الثانية بعد إسقاطها بمدة قدرها ن ثانية. ومن ثم، تكون سرعة الكرة 14 م في الثانية بعد ثانية واحدة، و 28 م في الثانية بعد ثانيتين، و140 م في الثانية بعد عشر ثوان. ومن القاعدة ع = 14 ن يستطيع رجل الفضاء أن يستنتج باستخدام حساب التفاضل ـ مرة أخرى ـ أن للكرة تسارعاً ثابتاً مقداره 14 م في الثانية، في الثانية (تكتب 14م/ثانية/ثانية) أي أنه في كل ثانية، تزيد سرعة الكرة 14متراً في الثانية (14م/ثانية).
ولو كان رجل الفضاء يعلم أن تسارع الكرة نتيجة لقوة الجاذبية هــو (14م/ثانية / ثانية)، لأمكنه باستـخـدام حسـاب التكامل أن يثبت أن القاعدة التي تعطي سرعة الكرة هي ع = 14 ن، وأن القاعدة التي تعطي المسافة التي تسقطها الكرة هي ف = 7 ن².

نور
08-31-2009, 07:35 PM
كانط، إيمانويل

كَانْط، إيمانويل (1724-1804م). فيلسوف ألماني، الموضوع الرئيسي لكتابه نقد العقل المحض (1781م) هو الطبيعة وحدود المعرفة الإنسانية. بدت هذه الأمور مهمة له بسبب نتائج البحث التي توصل إليها الفيلسوف الإنجليزي ديفيد هيوم. حتى تلك الفترة التي عاش فيها هيوم، كان الكل تقريبًا يسلم بأننا مُحِقُّون في إطلاق التعميمات استنادًا إلى حالات قليلة. مثال تلك التعميمات: ¸كل الأجسام تتحرك بفعل الجاذبية·.
تساءل هيوم كيف يتسنى لنا معرفة أن كل الأجسام تتحرك بفعل الجاذبية، ونحن لم نشاهد ونقس إلا القليل منها فقط؟ تحدى هيوم الفلاسفة والعلماء الآخرين لتقديم الدليل الذي يسمح لنا بالجزم في أشياء لم نختبرها فعليًا.

أفكار كانط. اعتقد كانط أنه ليس من الممكن إيجاد مثل ذلك الدليل مادمنا نواصل التفكير في العقل والأشياء كمسائل منفصلة. وخلافًا لذلك، فقد اعتقد أن العقل ينهمك بصورة نشطة في الأشياء التي يجربها؛ أي أنه يؤسس التجربة في أنماط محددة. لذا نستطيع أن نجزم بأن كل الأشياء التي يمكن تجربتها تقع ضمن نطاق هذه الأنماط، رغم أننا قد لا نكون جربناها. وقد نكون على معرفة بالأشياء التي لم نجربها من قبل.
لقد أجاب ذلك على اعتراض هيوم، لكنه أصبح يعني وجوب التنازل عن أي ادعاء بمعرفة الأشياء كما هي بذاتها، أي أشياء لا تهم العقل في شيء. لقد عد بعض الفلاسفة هذا الرفض للادعاء بالمعرفة المطلقة تقييدًا مفرط الخطورة تم فرضه على الفلسفة. وجادل بعض من الفلاسفة لإثبات أن لدينا معرفة حدسية ولا عقلانية بالأشياء.

أعماله الأخرى. إضافة لعمله نقد العقل المحض، كتب كانط أيضا في علم الجمال وعلم الأخلاق. وفي علم الأخلاق، حاول إيضاح: 1- أن أداء الفرد لواجبه أكثر أهمية من إسعاد نفسه أو الآخرين. 2- إذا افترضنا أن بوسع العلماء التنبؤ بما سنفعله، فإن التنبؤات لا تتعارض مع ميلنا نحو حرية الإرادة. لذا فإن تنبؤات العلماء ليس لها أي تأثير على وجوب أن نعيش متحلّين بالأخلاق.
عمل كانط الرئيسي في مجال الأخلاق هو كتابه نقد العقل العملي (1788م). ثم نشر تعليقات إضافية حول عَمَلَيْه الرئيسيين تحت عنوان نقد الحكم (1790م).
لم يسافر كانط مطلقًا. فقد وُلد وعاش في كونجزبيرج في بروسيا الشرقية (تُعرف الآن بكالينينغراد في روسيا).
وقد عمل بالتدريس بالقرب من كونجزبيرج من عام 1746م حتى عام 1755م، وبعد ذلك عمل بالتدريس في جامعة كونجزبيرج نحو 50 عامًا حتي وفاته. لقد كان عمله فاتحة لعهد جديد، لأنه أنشأ الخطوط الأساسية للتطورات الفلسفية منذ ذلك الحين.

نور
08-31-2009, 07:35 PM
هيوم، ديفيد

هيوم، ديفيد (1711 - 1776م). فيلسوف أسكتلندي أثر في تطور مدرستين فلسفيتين حديثتين، هما مذهب الشكوكية، ومذهب التجريبية.


فلسفته. قامت فلسفة هيوم على عدم الثقة بالتأمل الفلسفي. ولكنه آمن أن كل معرفة جديدة تأتي نتيجة للخبرة، وأن كل الخبرات لا توجد إلا في العقل على شكل وحدات فردية من الخبرة، وكان يعتقد أنّ كل ما مَرّ به الفرد مباشرةً من خبرة لم يكن أكثر من محتويات شعوره الخاص، أو ما يتضمنه عقله الخاص. كما كان هيوم يعتقد بوجود عالم ما خارج منطقة الشعور الإنساني، ولكن لم يطرأ على ذهنه أنّ هذا الاعتقاد كان من الممكن إثباته.
أطلق هيوم على وحدات الخبرة الحيوية الفعّالة اسم المدركات الحسِّية، أما وحدات الخبرة الأقل حيوية وفعالية فقد أطلق عليها اسم المعتقدات أو الأفكار. فالكلمات والمدركات لها معانيها عند الشخص إذا كانت لها علاقة مباشرة بوحدات الخبرة هذه. وكانت كل وحدة من الخبرة منفصلة متميزة عن بقية الوحدات الأخرى جميعها، على الرغم من أن الوحدات عادة ما تُمارس وتُجرب على أنها مرتبطة بعضها ببعض.
وطبقًا لما يراه هيوم، فقد ربطت ثلاثة مبادئ الأفكار المتحدة بعضها ببعض: 1- التشابه 2-التّماس أو التجاور 3- السبب والنتيجة (الأثر).
ففي التشابه؛ إذا ما تشابهت وحدتان من الخبرة، فإن التفكير في واحدة قد يؤدي إلى التفكير في الأخرى. أما في حالة إذا ما تلازمت وتجاورت وحدتان الواحدة مع الأخرى، فإن التفكير في واحدة قد يثير التفكير عن الأخرى. وفي حالة السبب والنتيجة، فإذا ما سبقت وحدة واحدة باستمرار وحدة أخرى، فإن فكرة الوحدة الأولى ستظهر في فكرة الوحدة الثانية.
وقد اشتهر هيوم بهجومه على مبدأ السببية. ويقرر هذا المبدأ أنه لا يمكن أن يحدث أو يظهر إلى عالم الوجود شيء من غير سبب. وكان هيوم يعتقد أنه بالرغم من أن حدثًا واحدًا (مجموعة من الانطباعات) يسبق دائمًا حدثًا آخر، إلا أن هذا لا يثبت أن الحدث الأول سبّب الحدث الثاني. وقال هيوم كذلك: إن التزامن المتواصل بين حدثين، ينشئ توقعًا بأن الحدث الثاني سوف يتم حدوثه بعد الأول. ولكن لم يكن هذا شيئًا أكثر من اعتقاد راسخ، أو عادة عقلية علمتنا إياها الخبرة، ولم يستطع أحد أن يبرهن أن هناك ارتباطات سببية بين الانطباعات
وقد بنى هيوم نظريته عن الأخلاقيات على الخبرة، رافضًا الرأي القائل بأن العقل في استطاعته التمييز بين الفضيلة والرذيلة. وقد فحص الظروف التي كان فيها الناس يتحدثون عن الأخلاقيات. وختم أقواله بأن الميزات الفاضلة عند الناس هي تلك التي كانت سائغة أو نافعة لهم. وكان هيوم يزعم أن الناس جميعًا يملكون عاطفة الخيرية؛ ومعناها الرغبة الطيبة، وأن هذه العاطفة كانت أساس الأحكام الأخلاقية.


حياته. وُلد هيوم في أدنبره وقضى غالبية سني حياته في الكتابة، ومن وقت لآخر، كان يقدّم خدماته في بعثات دبلوماسية في فرنسا وأقطار أخرى. وأعظم أعماله: رسالة في الطبيعة البشرية في الفترة بين 1739، 1740م، ولم تجذب إليها إلا اهتمامًا ضئيلاً، عندما نُشرت. ولكن شهرة هيوم طبقت الآفاق وبخاصة في فرنسا، بعد أن نشر عددًا أكبر من أعماله في الفلسفة، والدين والتاريخ. وكانت هذه الأعمال تضم بين دفتيها: موضوعات فلسفية عن الفهم الإنساني(1748م). وبحث فيما يتعلق بمبادئ السلوك الأخلاقي (1751م)، وكتاب هيوم عن تاريخ بريطانيا (1754، 1756م)؛ تاريخ إنجلترا (1759، 1762م).
وبلغت كتب هيوم هذه مرتبة رفيعة بين كتب التاريخ الهامة عن هذاالقطر.

نور
08-31-2009, 07:35 PM
بينثام، جيرمي

بينثام، جيرِمي (1748 - 1832م). فيلسوف إنجليزي ومؤسس مذهب الفلسفة المعروفبمذهب المنفعة. وكان يرى أنه يجب تقويم الأفكار والمؤسسات والأعمال على أساس مدىمنفعتها وفائدتها.
وحدّد بينثام المنفعة بأنها القدرة على تحقيق السعادة. وكرَّس حياته لتحقيق أكبر قدر ممكن من السعادة في المجتمع وللمجتمع. كما كان ينظر إلى السعادة والخير من منظور المتعة، حيث كان يؤمن بمايلي: 1 - يمكن قياس المتعة بدقة. 2 - يهتم الأفراد فقط بزيادة متعتهم الخاصة وتقليل آلامهم. 3 - يجب على كل فرد أن يفعل دائمًا ما يحقق أكبر قدر من الخير لأكبر عدد من البشر. وقد وضع بينثام عددًا من المبادئ لقياس المتعة. كما حاول تحيّن الفـرص لاستصـدار قوانين، وتنظـيم مؤسسات، تضع المصلحة العامة فوق المصلحـة الشخصية.
وقد حققت انتقاداته بعض الإصلاحات المطلوبة. ففي بريطانيا، مثلاً، تم إصلاح نظام المحاكم القضائية لأنها لم تكن تعمل على نشر المصلحة العامة.
شملت مؤلفات بينثام كتاب شظايا الحكومة (1776م)؛ مقدمة في المبادئ والأخلاقيات والتشريع (1789م).
وُلِد بينثام في لندن وتخرج في كلية كوين بأكسفورد عام 1763م.

نور
08-31-2009, 07:35 PM
كروتشي، بينيديتو

كروتشي، بينيديتو (1866-1952م). فيلسوف إيطالي يُعدّ من أكثر فلاسفة إيطاليا تميزًا في القرن العشرين. وكان يؤمن بوجود نوعين من المعرفة: المعرفة التي تأتي عن طريق الفهم، والمعرفة التي تأتي عن طريق الخيال. والخيال عند كروتشي يوجِّه الفن. وكان يؤمن بأن الفن لا يحاول تصنيف الأشياء، كما يفعل العلم، لكنه يُحسّ بها ويمثلها فقط.
ساعد كروتشي في إعادة إحياء الاهتمام بأعمال المفكر الإيطالي غيامباتيستا فيكو. وكان له أثر في إعادة تقويم أفكار المفكر الألماني ج. و. ف. هيجل. كما أثر كروتشي في فلسفة الفن والتاريخ في بريطانيا إلى حد كبير، وذلك من خلال تأثيره في كتابات الفيلسوف والمؤرخ البريطاني ر. ج. كولينجوود. كذلك أسس كروتشي مجلة لاكريتيكا وهي مجلة تعنى بالأدب والفلسفة والتاريخ، كما قام بدور المحرر فيها. ومن أهم كتبه: علم الجمال (1902م)؛ الفلسفة العملية (1908م)؛المنطق (1909م)؛ التاريخ بوصفه قصة الحرية (1938م).
ولد كروتشي في بيسكا سيرولي بالقرب من بيسكارا. وعين في منصب سيناتور عام 1910م، وساعد في إصلاح المدارس الإيطالية في العشرينيات، وكان من المناوئين لحكومة بنيتو موسوليني الفاشية، وزعيمًا للدوائر الليبرالية الفكرية في إيطاليا.

نور
08-31-2009, 07:36 PM
هوبز، توماس

هوبز، توماس (1588 - 1679م). فيلسوف إنجليزي، وأشهر كتاب له بعنوان لفياثان أو شكل المادة، وسلطة الكومنولث الكنسيّة والمدنية (1651م). وقد انصب اهتمام هذا الكتاب على النظرية السياسية. وفي هذا الكتاب أنكر هوبز أن الناس مخلوقات اجتماعية بطبيعتها، وجادل ودلّْل على أن معظم الدوافع الأساسية للناس هي العوامل الأنانية.
تأثر هوبز بتطورين حدثا في زمانه، أولهما، النظام الجديد لعلم الطبيعة الذي كان جَالِيليُو وآخرون يحاولون التوصل إليه. وقد استنتج من أفكارهم أن المادة وحدها هي الموجودة، وأن أي شيء يحدث يمكن التنبؤ به وفقًا لقوانين علمية دقيقة. واعتقد الكثيرون في زمانه أن نظرته أنكرت وجود الله، والروح الإنسانية الحرة الخالدة، ولكنه نفى ذلك.
وكانت الحرب الأهلية الإنجليزية هي المؤثر الكبير الآخر على فكره، وقد انتهى إلى أن الناس أنانيون، وأن أشد ما يحركهم هو الرغبة في القوة والخوف من الآخرين، وهكذا تكون أرواحهم فقيرة، رديئة، بوهيمية، ومحدودة مالم يجدوا سيدًا قويًا يحكمهم. وقد صدمت هذه الآراء معاصريه.


تأثير هوبز. برغم أن علوم الطبيعة ليست مادية جدًا، كما بدت أيام هوبز، وبالرغم من أن الدوافع الإنسانية أشد تعقيدًا مما ظن، إلا أن تأثيره مايزال مستمرًا. لقد أثار أسئلة أساسية ومتحدية عن العلاقات بين العلم والدين النصراني، والعلاقة بين الفكر والعمليات الفسيولوجية التي يقوم عليها، وطبيعة القوة السياسية وحدودها. وماتزال القضايا التي أثارها تشغل الناس بالبحث عن حل لها.


حياته. ولد هوبز في وست بورت وهي الآن جزء من مالمسبيزي في إنجلترا. وتلقى تعليمه في جامعة أكسفورد، وعمل سكرتيرًا للسير فرانسيس ميكون ومعلمًا لوليم كافنديش الذي حمل بعد ذلك لقب إيرل ديفونشاير.
وقد سافركثيرًا مع كافنديش، والتقى بكثير من الفلاسفة والعلماء الأوروبيين، وخلال الحرب الأهلية فر إلى القارة الأوروبية.
وقد علّم أمير ويلز الرياضيات لفترة قصيرة. و هو الأمير الذي أصبح فيما بعد الملك تشارلز الثاني. ومع أن هوبز عاد إلى إنجلترا في عهد أوليفر كرومويل، فقد اتخذه تشارلز الثاني صديقًا عندما صار ملكًا عام 1660م.

نور
08-31-2009, 07:36 PM
هربارت، يوهان فريدريتش

هربارت، يوهان فريدريتش (1776 - 1841م). فيلسوف وتربوي ألماني، أثر كثيرًا في نظرية التربية في نهاية القرن التاسع عشر. اعتقد هربارت أن التربيةوعلم النفس. حيث توفر الأخلاق الهدف الشامل للتربية لبناء صفات أخلاقية قوية، ويزوّد علم النفس وسائل تحقيق هذا الهدف. مرتبطة كثيرًا بالأخلاق (دراسة أنماط الصواب والخطأ)
ركز هربارت على أهمية تطوير ورعاية اهتمام الطلاب بالتعليم. ونادى باتباع أربع خطوات في التعليم. أولاً: يقدم المعلم معلومات للطلاب. ثانيًا: يساعد المعلم الطلاب على تحليل المادة الجديدة ويقارنها أو يضاهيها مع الأفكار التي تعلموها بالفعل. ثالثًا: يستخدم المعلم والطلاب المعلومات الجديدة في تطوير قاعدة عامة لحل مشكلاتهم. رابعًا: يساعد المعلم الطلاب على تطبيق المعلومات الجديدة في مواقفهم الأخرى أو استخدام القاعدة في حل مشكلات أخرى. ويطبق العديد من المعلمين في أوروبا وأمريكا الشمالية الخطوات الأربع لهربارت، التي وسعها تابعوه بعد ذلك إلى خطوات خمس.
ولد هربارت في أولدنبرج، بألمانيا. ودرسَ الفلسفة في جامعة جينا. وذهب، في عام 1797م، إلى سويسرا ليعمل معلمًا خاصًا. والتقى هناك بالمعلم السويسري يوهان بستالوزي، الذي أثر في العديد من نظرياته. قام هربارت بتدريس التربية والفلسفة في جامعة جوتنجن من عام 1802 م إلى عام 1809م، وفي جامعة كونيجسبرج من عام 1809م إلى عام 1833م. وعاد بعد ذلك إلى جوتنجن، حيث مارس التعليم حتى وفاته.

نور
08-31-2009, 07:36 PM
هرقليطس

هرقليطس فيلسوف يوناني نشيط عاش في القرن السادس قبل الميلاد. قال إن كل شيء مصنوع من النار. وجعله هذا يبدو مثل فلاسفة اليونان السابقين، الذين نظروا إلى مادة واحدة اعتقدوا أنها يجب أن تكون مشتركة في كل الموجودات. إلا أن رأي هرقليطس كان أكثر تعقيدًا.
اعتقد هرقليطس أن النضال هو الشرط الأساسي للعالم الطبيعي وأن كل شيء في حركة وتغير دائمين. وقد قال العبارة التي تقول ¸إن الشخص لايستطيع أن يقفز في النهر نفسه مرتين·. واعتقد هرقليطس أن وحدة الأشياء لا تكمن في جوهر المادة، ولكنها تكمن في توازن أو شد رقيق للقوى المعارضة. تُمثِّل النار ـ بسبب أنها متحركة دائمًا ـ رمزًا جيدًا لرأي هرقليطس في الكون.
وُلِدَ هرقليطس في إيفيسوس في تركيا الآن، في عائلة أرستقراطية وعاش منعزلا عن الناس. وقديمًا، سُمي الغامض نظرا لصعوبة فهم فلسفته.

نور
08-31-2009, 07:37 PM
هايدجر، مارتين

هايدجر، مارتين (1889 - 1976م). فيلسوف ألماني، كان له تأثير كبير في فلاسفة أوروبا القارية (البلدان الأوروبية فيما عدا المملكة المتحدة)، وأمريكا الجنوبية، واليابان. كان عمله محاولة لتفهم طبيعة الوجود. وحتى يتسنّى له دراسة هذا الوجود، قام هايدجر بتحليل الوجود الإنساني، لأنه ذلك الشكل من الوجود الذي يمكن معرفته على أفضل وجه. وفي معرض محاولته لتفهم الوجود، فإنه غالبًا ما سعى إلى التنوير الفلسفي في أصول الكلمات، كما سعى للاهتداء إلى التنوير الفلسفي في بصائر الشعراء، وخاصة شاعره المفضل فريدرتش هولدرلن.
كانت مناقشة هايدجر الشاملة والمستفيضة للوجود البشري، التي أكدت على القلق، والاغتراب، والموت، سببًا في وصف الكثيرين له بالوجودية. بيد أنه أنكر كونه وجوديًا، مدعيًا أن كل ما في الأمر أنه مهتم بالوجود البشري ليس إلا، وذلك لتفهم الوجود على نحو أفضل.
ولد هايدجر في بادن ـ ويرتمبرج، ودرس الفلسفة في جامعة فريبرج تحت إشراف إدموند هوسيرل الذي خلفه هايدجر في عام 1928م ليصبح رئيسًا للجامعة. وأفضل مؤلفاته الوجود والزمن (1927م)؛ ما فلسفة ما وراء الطبيعة؟ (1929م)؛ مقدمة لما وراء الطبيعة(1953م)؛ ما التفكير؟ (1954م).

نور
08-31-2009, 07:37 PM
بيكون، فرانسيس

بيكون، فرانسيس (1561 ـ 1626م). فيلسوف ورجل دولة إنجليزي.كان من المؤيدين الأوائل الأساسييّن والأكثر نفوذًا للمذهب التجريبي ومن المؤيدين لاستعمال الطرق العلمية لحل المشكلات.
من أهم كتابات بيكون الفلسفية: التقدم في التعليم (1605م)؛ الأورغانون الجديد (1620م) وهما الكتابان الوحيدان اللذان أتم كتابتهما ضمن مشروع في ستة أجزاء يُسمَّى التجديد الكبير. وهو في طرق بحث ونظريات وإنجازات العلوم التجريبية. وكتب بيكون أيضًا مقالات ذات طابع هزلي ومقالات مبتكرة.

حياته. وُلد بيكون في لندن وكان والده موظفًا حكوميًا مهمًا. التحق بكلية ترينيتي، ـ وهي تابعة لجامعة كمبردج ـ من عام 1573م حتى 1575م. وانضم في عام 1576م إلى حاشية السفير الإنجليزي في فرنسا.
انتُخب بيكون عضوًا في البرلمان عام 1584م ومُنح وسام الفروسية عام 1603م. وتقلد مناصب عديدة رفيعة في الحكومة حتى عام 1621م، وأثناء ذلك أدُين بتهمة قبض رشاوى وأودِع السجن لمدة قصيرة.

فلسفته. كان بيكون يعتقد بأن جميع الادعاءات المعرفية وخصوصًا تلك المتعلقة بعلوم العصور الوسطى هي ادعاءات باطلة، مشيرًا إلى أن عقول الناس تطرح تعميمات متسرعة مما يعوق الوصول إلى المعرفة أو العلوم. واعتقد بيكون بأن معظم هذه التعميمات قائم على اختبارات غير كافية لظاهرة طبيعية قائمة. ومع ذلك، فإنه اعتقد بأن العقل بإمكانه اكتشاف الحقيقة. ومن خلال هذا الاكتشاف يستطيع الأفراد أن يكتسبوا قوة تفوق قوة الطبيعة. وكان هدف بيكون الرئيسي حصول العنصر البشري على هذه القوة. وعلى أية حال، فقد نادى بيكون بتطهير العقل البشري من أربعة تحيزات (أهواء)، أطلق عليها اسم المعبودات.
التحيز الأول ميل الناس إلى تفسير إدراكهم الحسي، وفهمهم للأشياء بأنه حقيقي وليس مشوهًا، فقد رأى بيكون أن أي إدراك بشري لم يتعرض للفحص النقدي غير قابل للثقة.
التحيز الثاني ميل الناس للحكم على الأمور من خلال ثقافتهم وتجربتهم وذوقهم، ولم يدرك الناس مدى قابلية هذه العوامل للتغير، وبذلك فإنه لا يمكن الاعتماد عليها أساسًا لبناء المعرفة.
التحيز الثالث ناتج عن العلاقات البشرية، فقد يحدث التباس وتشويش بين الناس نتيجة التعبير بكلمات لم تكن دقيقة في تأدية المعنى.
التحيز الأخير تأثير الفلسفات القديمة وقوانين التعليل أو التعقل، وقد كانت هذه الفلسفات والقوانين من نسج الخيال ولم يكن لها قيمة ذهنية أو ثقافية. وقد اعتقد بيكون أنه بإمكان العقل أن يصل إلى الحقيقة إذا اتبع بدقة أسلوب الاستقراء في البحث عن سبب وجود ظاهرة ما. ويشتمل أسلوب الاستقراء على أربع خطوات: 1- كشف جميع الحالات المعروفة التي تحدث فيها الظاهرة. 2- كشف جميع الحالات التي لا تحدث فيها الظاهرة. 3- كشف الحالات التي تحدث فيها الظاهرة في درجات مختلفة. 4- فحص الكشوف الثلاثة.
وتقود هذه الخطوات إلى اكتشاف عنصر يظهر كلما وجدت الظاهرة، ويختفي كلما اختفت الظاهرة، وبذلك يمكن اعتبار هذا العنصر السبب في وجود الظاهرة.
ومع أن بيكون أيد الأساليب التجريبية، إلا أنه شعر أن الناس بحاجة إلى نظرية تمهيدية (افتراضات) لتساعدهم في بحوثهم. ولكن بيكون لم يدقق في طبيعة هذه النظرية.
بيكون، فرانسيس (1909 - 1992م). أحد أهم الفنانين البريطانيين في النصف الثاني من القرن العشرين الميلادي. تصور العديد من لوحات بيكون شخصيات معذبة وأشكالاً مشوّهة معزولة في بيوت مهجورة موحشة، كما تصور سلسلة من لوحاته أشخاصًا يصرخون بهيستريا. وبعض أعمال بيكون مأخوذة من الفن التقليدي، مثل: دراسة ما بعد فيلازكيز. وتتعلق بعض أعماله أيضًا بصور لأحداث جارية تنشر في الصحف والمجلات. ويرسم بيكون أيضًا صورًا شخصية لأصدقائه ولنفسه، وقد جُمع العديد من أعماله في مجموعات مكونة من ثلاث صور تسمى اللوح الثلاثي لتظهر جوانب مختلفة لنفس التجربة.
وُلِدَ بيكون في دبلن في أيرلندا ولم يتلق تعليمًا رسميًا تقريبًا.

نور
08-31-2009, 07:37 PM
فيورباخ، لودفيج أندريا

فِيوِرباخ، لوْدفيج أندْريا (1804 - 1872م). فيلسوف ألماني دَرَس على جورج ولهلم فريدريك هيجل، ولكنه تَحَوَّل فيما بعد عن مثالية هيجل الفلسفية، وبدلاً منها أخذ يركز على أهمية الدراسة العلمية للصفات الإنسانية.
وفي كتابه أفكار حول الموت والحياة (1830م)، اعترض على المذاهب النصرانية، إلا أنه مع ذلك وضع قيمة عالية للدين؛ لأنه رأى أن الدين قد عبر عن تصور الإنسانية لجوهرها الحقيقي. وقد عرض فيورباخ هذا الرأي في كتابه الضخم جوهر النصرانية (1841م).
كذلك رأى فيورباخ أن الفلاسفة أمثال هيجل، لهم نظرة تجريدية مبالغ فيها عن الطبيعة الإنسانية، وقد فاتهم أن يُدركوا مغزى المعاناة المادية الصلبة، وبذلك أعلن فيورباخ أن الإنسان هو ما يأكل. ومع أن هذه الآراء أثرت على كارل ماركس، إلا أنه ومفكرون آخرون، هاجموا فيورباخ، لأنه اكتفى بالآراء النقدية لحالة البشر، ولم يتصرف بشكل مباشر لتعديلها.
وُلد فيورباخ في لانشت في بافاريا.

نور
08-31-2009, 07:37 PM
بوبر، مارتن

بوبر، مارتن (1878 - 1965م). فيلسوف يهودي عاش في القرن العشرين. شارك بوبر في تأسيس الحركة الصهيونية التي من أهم مبادئها الزعم بأن اليهود شعب وله الحق في أن يكون له وطن. وكان أيضًا من أوائل المؤسسين للحركة اليهودية التي تُدعى هازيدية. خصص بوبر جزءًا كبيرًا من حياته لإبراز ما يسمونه القيمة الثقافية للديانة اليهودية والاعتراف بها.
تنطلق فلسفة بوبر من مفهوم العلاقة بين الإنسان والكون. ويعتقد أنّ هناك نوعــــين مـــن العلاقــات: 1- علاقة أنا وأنت، 2- أنا وهو أو هي. العلاقة الأولى علاقة مباشرة متبادلة تسمح بحرية، أما العلاقة الثانية فهي علاقة غير متكاملة وغير شخصية. والعلاقة الأولى في مفهوم بوبر مارتن هي أن الطرفين متبادلان ومتساويان. فهو يقول إن الله هو الإله الأبدي وأن العلاقة بين الله والإنسان هي علاقة أنا وأنت. ومن خلال هذه العلاقة، فإن الإنسان يحصل على الرؤيا أو الإلهام أي: معرفة الإنسان بمشيئة الله. وقد تأثر البروتستانت والرومان الكاثوليك المفكرون بهذا المفهوم حيث اعتقدوا أن حياة الإيمان هي حياة الحوار بين الله والإنسان ـ حسب اعتقادهم.
وُلد مارتن بوبر في فيينا واستقر في القدس عام 1938م. كتب العديد من الكتب ومنها أنا وأنت(1923م) وكتاب أقوال الهاسيديزم (1961م).

نور
08-31-2009, 07:38 PM
أناكسمندر

أناكسِمنْدر (611-547 ق.م). فيلسوف إغريقيّ. اعتقد، مثله مثل الفلاسفة الإغريق القدماء، أن كل الأشياء تأتي من مادة أساسية واحدة؛ وأطلق على هذه المادة مصطلح اللامتناهي، وذلك ربما ليفرق هذه المادة عن مواد أخرى معروفة نسبيًا مثل النار والهواء والتراب والماء.
ظن أناكسمندر أن هذه المواد قد انبثقت من اللامتناهي حسب القوانين التي "عاقبت" الحرارة الزائدة والجفاف بالبرد والرطوبة، والبرد الشديد والرطوبة القاسية بالحرارة والجفاف.
كان أناكسِمندر من أوائل الذين أعطوا شرحًا طبيعيًا للتطورات الطبيعية بدلاً من الشرح الأسطوري. وقد تنبأ بنظرية التطور (النشوء والارتقاء) بقوله أن الحيوانات قد أتت أصلاً من محيط رطب وتطور البشر من السمك (حسب رأيه).

نور
08-31-2009, 07:38 PM
برادلي، فرانسيس هربرت

برادلي، فرانسيس هربرت (1846-1924م). فيلسوف مثالي بريطاني. أعطى مؤلفه الرئيسيالمظهر والواقع (1893م)، الخطوط الأولى لفكرة الواقع (الحقيقة) على أنه كائن فوقي أو مطلق. اعتقد برادلي أن أحسن مايوصف به الواقع هو أنه وحدة متناسقة حيث تتلاشى التناقضات في التجربة الشخصية. إنها لاتدرك بالتحليل العقلي ولكن بالتناظر، كما يصعب تمييزها عن التجربة الإنسانية. إن ترجمة برادلي للمثالية المطلقة هي تبنيه الجدلي لفلسفة الفيلسوف الألماني ج. و. ف. هيجل.
وُلد برادلي في جلاسبري، في ويلز ببريطانيا.

نور
08-31-2009, 07:38 PM
بيرجسون، هنري

بيرْجْسون، هنري (1859 - 1941م). فيلسوف فرنسي عبّرت كتبه الزمن والإرادة الحرة(1889م)؛ الأشياء والذاكرة (1896م)؛ النشوء الإبداعي (1907م)، عن طروحاته الفلسفية.كان بيرجسون يرى أن الزمن هو الحقيقة الكبرى. ولكن الزمن في مفهومه لايعني المفهوم الدّارج لتلك الكلمة. فالزمن عند بيرجسون غير موجود بالمعنى العادي كالأمس، واليوم، والغد، ولكنه موجود بمفهوم خاص أسماه مدة، والمدة هي الانسياب المستمر من الماضي إلى الحاضر، وليس مجرد لحظات متتالية.
ومن ذلك المفهوم للزمن كان بيرجسون يعتقد أن كل لحظة لا تعد مجرد شيء جديد، ولكنها أيضًا شيء غير متوقع. كما كان يرى أنه من الممكن تحقيق النشوء الإبداعي لأن الواقع ما هو إلا ماض دائم التجدد، وهو أيضًا حاضر يتحول دائمًا إلى مستقبل. كما أكد أن الحدْس هو أفضل سبيل إلى الفهم، لأنه على عكس الذكاء لايشوه الأشياء بتحليلها.
وُلِدَ بيرجسون في باريس، وكان أستاذًا في الكوليج دي فرانس بباريس من عام 1900م وحتى عام 1921م، ثم أصبح مدرسًا ومحاضرًا ومؤلفًا مشهورًا. وقد فاز بجائزة نوبل للآداب عام 1927م.

نور
08-31-2009, 07:39 PM
ديوجين

ديوجيْن (412؟ - 323؟ ق.م). فيلسوف يوناني عاصر الإسكندر المقدوني. ينتمي إلى المدرسة الكلبية من الفلسفة اليونانية القديمة. أخد الكلبيون اسمهم من الكلمة اليونانية المقابلة لكلمةالكلب وهي لقب ديوجين. وكان الكلبيون يَدْعون إلى أن يعيش الإنسان حياة ضبط النفس وأن يتحرر من كل رغبة بالأمور المادية والملذات. أدت هذه النظرة إلى التطرف في حياته الخاصة. وفي بعض الأقوال أنه عاش في برميل وكان يمشي في الشوارع حافي القدمين. وتروي أسطورة شهيرة أنه كان يحمل مصباحًا في رابعة النهار ويعلن بأنه كان يبحث عن الإنسان.
كان ديوجين يقيّم حياة الحيوانات باعتبارها نموذجًا للإنسانية، لأنه كان يعتقد أن الميلاد الجيد، والثروات والشرف لا تعين الإنسان على عيش حياة أفضل.
ولد ديوجين في سينوب، بآسيا الصغرى (تركيا الآن). أسره القراصنة أثناء رحلة من أثينا إلى إيجينا وعرضوه للبيع كعبد. أخبر آسريه بأنه لا يعرف حرفة سوى حكم الناس. وقال مشيرًا إلى أحد الكورنيثيين الأغنياء، بيعوني لذلك الرجل فإنه يحتاج إلى معلِّم. اشترى الكورنيثي ديوجين، وجعل منه معلمًا لأبنائه. عندما زاره الإسكندر الأكبر كان ديوجين يعرض جسمه للشمس، قال له: اطلب المعروف الذي ترغب. تقول الأسطورة إن ديوجين أجابه قائلاً: أرجو أن تبتعد عن نور الشمس الذي يسقط علي، وعلق الإسكندر على ذلك قائلاً: لو لم أكن الإسكندر، لوددت أن أكون ديوجين.

نور
08-31-2009, 07:39 PM
بيكون، روجر

بيكون، روجر (1214؟ - 1292م؟). كان فيلسوفًا وعالمًا إنجليزيًا. وهو يعد واحدًا من الشخصيات الرائدة في تطوير العلوم في القرون الوسطى. عُرف بيكون بصفته مؤسسًا للعلوم التجريبية وأحد الباحثين الأوائل في دراسة علم البصريات، وهو فرع في علم الفيزياء يدرس الضوء. وقد ساعد على إرساء القواعد للثورة العلمية التي ظهرت في أوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين.

حياته. وُلدَ روجر بيكون في سومرست في إنجلترا ودرس الفنون الحرة والفلسفة في جامعة أكسفورد، ثم ترك أكسفورد في ثلاثينيات القرن الثالث عشر الميلادي وبدأ يدَرِّس في جامعة باريس. وترك التدريس في عام 1247م لأسباب صحية وعاد إلى أكسفورد وأمضى السنوات العشر التالية من حياته في دراسة مكثفة للرياضيات، والتقنية وخصوصًا علم البصريات.
انضم بيكون عام 1257م إلى جماعة الفرنسيسكان الدينية وعاد إلى باريس ليحث على الإصلاح الثقافي داخل الكنيسة وليكرس نفسه لاكتشاف ونشر نظام لكل المعرفة.
وفي هذا الوقت، قام نزاع في داخل الجماعة الفرنسيسكانية، ونتج عنه وضع رقابة على الكتب. وسمح رؤساء بيكون له بالاستمرار في الكتابة ولكنهم منعوه من نشر أعماله.
وتنفيذًا لرغبة طلب البابا كليمنت الرابع، جمع بيكون ملخصًا لنظام المعرفة وأرسل الملخص المسمى أبوس مايوس (العمل الأطول)، إلى البابا في عام 1267م، وأصبح هذا الملخص من أبرز وأهم أعمال بيكون.
خلال السبعينيات من القرن الثالث عشر الميلادي، كتب بيكون في علم الفلك والرياضيات وعلم الفيزياء. وفي عام 1278م انتقدت الكنيسة بعض مؤلفاته وسجن في باريس في دير الراهبات حتى عام 1292م . وقبل فترة وجيزة من وفاته، أتم بيكون كتابه: ملخص لدراسات علم اللاهوت، وفيه أعلن ماكان يعتبره من شرور العالم النصراني.

أعماله. كانت أهم الأعمال التي كتبها بيكون في العلوم ولكنه كتب أيضًا في الفلسفة وعلم اللاهوت. وتوضح هذه الأعمال تأثر بيكون بالفيلسوف الإغريقي أرسطو، وعالم اللاهوت النصراني القديس أوغسطين والفيلسوف العربي ابن سينا.
وحثّ بيكون في كتابه على دراسة اللغات خصوصًا العربية واليونانية. فقد اعتقد أن دراسة هذه اللغات ستساعد الساعين للمعرفة على تحسين تفسيرهم للإنجيل وعلى التعرف على المزيد من المعرفة العلمية العربية واليونانية. وقد اعتبر بيكون الرياضيات المفتاح لأي بحث علمي خصوصًا فيما يتعلق بعلم الفلك.
شرح بيكون أهمية وتكافل الرياضيات والعلوم التجريبية في علم البصريات وهو حقل دراسته الأهم، واستعان بالأسلوب الاستنتاجي (الاستقراء) لدراسة تكوين قوس قزح، وقام بيكون بشرح دقيق لتشريح العين والعصب البصري.

نور
08-31-2009, 07:39 PM
كارلايل، توماس

كارلايل، توماس (1795-1881م). كاتب مقالات ومؤرخ أسكتلندي. كان يعد في بعض الأوقات أشهر فيلسوف اجتماعي في بريطانيا الفكتورية. وقد انحسرت شهرة كارلايل في القرن العشرين، ولكن أعماله ما زالت تقرأ نظرًا لأفكاره المتميزة عن الديمقراطية والبطولة والثورة.

سيرته المبكرة. ولد كارلايل في إكسليفيشان بالقرب من دمفريز بأسكتلندا، وفي عام 1819م، شد الرحال إلى أدنبرة وشرع في كتابة مقالات علمية وأدبية لكبريات المجلات بالمدينة ولدوائر المعارف. وفي عام 1826م اقترن كارلايل بزوجته جين ولش، وهي ابنة طبيب أسكتلندي. وبعد عامين، انتقل الزوجان إلى كريجنبوتوك، وهي مزرعة جين كارلايل بالقرب من دمفريز.
وفي كريجنبوتوك، كتب مؤلفه سارتور ريسارتوس الذي نشر في عامي 1833 و1834م، وحقق له شهرة واسعة، ومازال يعد أهم أعماله أصالة وثباتًا. وهذا الكتاب عمل قصصي موسع يدور حول شخصية متخيلة لفيلسوف ألماني. وعبر كارلايل من خلال هذه الشخصية عن أفكاره وتجاربه الذاتية، مما جعل من سارتور ريسارتوس واحدة من أشهر السير الذاتية، ومن أكثر السير غموضًا في تاريخ الأدب. وقدم هذا العمل إلى القراء ما يعرف بالكارلايلية، وهو أسلوب للكتابة يستخدم مفردات غنية وجملاً ذات بنيات معقدة.
انتقل كارلايل إلى لندن في عام 1834م وبدأ في كتابة تاريخ الثورة الفرنسية، وقام بإعارة المخطوطة الكاملة لأول مجلد إلى الفيلسوف جون ستيوارت ميل، ولكن خادمته أحرقتها مصادفة. وقام كارلايل عندئذ بإعادة كتابة مؤلفه الثورة الفرنسية، معتمدًا في ذلك إلى حد كبير على ذاكرته، ونشره في عام 1837م. ناقش كارلايل في كتابه الثورة الفرنسية مخاطر ووعود الثورة، كما ألقى عدة محاضرات عامة من بينها سلسلة نشرها تحت عنوان عن الأبطال وتقديس البطل والبطولة عبر التاريخ (1841م). وفي ذلك الكتاب قال كارلايل: إن السبب الرئيسي للتقدم الاجتماعي هو وجود زعيم بطولي قوي، وخصص فصلاً عن الرسول الكريم محمَّد ³ عدَّد فيه صفاته واعتبره من أفضل قادة الأمم.

سيرته اللاحقة. في أربعينيات القرن التاسع عشر التفت كارلايل إلى ماسماه بـ قضية إنجلترا أي قضية الفقر الجماعي القائم بجانب الثراء المتزايد لأبناء الطبقة الوسطى. وفي كتابه الماضي والحاضر (1843م)، هاجم كارلايل الظروف السياسية والاجتماعية، ودعا إلى إحياء أساليب حياة معينة تعود إلى القرون الوسطى قبل اختراع الآلات. وأوحى الكتاب للعديد من الناس في إنجلترا الفكتورية بمحاولة إصلاح الشرور الاجتماعية.
ثم أعد كارلايل دراسة حول أوليفر كرومويل حاكم إنجلترا خلال اتحاد الكومنولث الذي ظهر في القرن السابع عشر الميلادي. وحملت الدراسة عنوان الرسائل وخطب أوليفر كرومويل مع شرحها (1845م). وناقش كارلايل أفكاره حول الحاجة إلى بطل يتزعم التغيير الاجتماعي ويقوده، وأشار إلى أن هناك حاجة إلى بطل يوفر الحلول لمشكلات بريطانيا.
وفي عام 1848م، وقفت بريطانيا على شفا ثورة بسبب حركة الميثاقية التي نادت بمنح العمال حق التصويت. وحولت احتمالات اندلاع أعمال عنف بسبب الإصلاح الانتخابي، كارلايل وآخرين رسميًا من مفكرين تقدميين إلى محافظين فيما يتعلق بالمسائل الاجتماعية. وكتب كارلايل معارضًا الإصلاح الانتخابي وإمكانية ظهور مجتمع تهيمن عليه الطبقة العاملة في مؤلَّفَيْه كراسة آخر اليوم(1850م) وسيرة فريدريك الكبير الذي نشر من عام 1858م وحتى 1865م. اتفق العديد من القراء مع وجهات نظر كارلايل المحافظة. غير أن آخرين لم يوافقوا على النزعة التطرفية في كتاباته الأخيرة التي أسهمت في تدهور سمعته. وحظي كارلايل في أواخر سني حياته بالتكريم العام عدة مرات، ومع ذلك، فقد ظل قلقًا بشأن النمو المطرد للديمقراطية في بريطانيا.

نور
08-31-2009, 07:39 PM
باشلار، جاستون

باشلار، جاستون (1884-1992م). فيلسوف فرنسي اشتهر في حقل تاريخ العلوم والابستمولوجيا (دراسة المعرفة فلسفيًا)، كما اشتهر في حقل دراسة عملية الإبداع من زوايا ظاهراتية (اتجاه فلسفي في دراسة الظواهر) ونفسية. حصل على الليسانس في الرياضيات والعلوم ودرس بعد ذلك الفلسفة وحصل على الدكتوراه في الآداب قسم الفلسفة سنة 1927م. عين عام 1930م أستاذًا للفلسفة بجامعة باريس إلى أن تقاعد عام 1954م. اهتم في مؤلفاته بتاريخ العلوم وفلسفتها وبقضايا الابستمولوجيا والمعرفة العلمية كما اهتم أيضًا في عدد كبير من مؤلفاته بالشعرية والتخيل والتأملات الشاردة وأثرها على الإبداع والمتلقين رابطًا إياها بالتحليل النفسي والرؤية المعمقة لوعي الذات بنفسها وبالموضوع.
ترجم له إلى العربية من الكتب تكوين العقل العلمي؛ الفكر العلمي؛ العقلانية التطبيقية؛ جدلية الزمن؛ حدس اللحظة؛ جماليات المكان؛ شاعرية أحلام اليقظة (علم شاعرية التأملات الشاردة).
وفي هذا الأخير شاعرية أحلام اليقظة شرح نظريته حول أنثوية التأملات الشاردة وجهد لإيضاح أن التأملات الشاردة وأحلام اليقظة تنتمي إلى الأنيما (الجانب المؤنث في الشخصية الإنسانية في كل رجل وامرأة) ويرى أن الأنيما ليست ضعفًا وأنها المبدأ الداخلي لراحتنا ويربطها بحالة الإبداع والتخيل والصور الشاعرية حيث يؤكد الخيط الرابط بين الحلم والفناء وبين الأنيما في لحظة الإبداع واللحظة الشعرية خاصة. وقد جهد عبر منهج ظاهراتي في الكتاب في دراسة موضوع التخيل الشاعري وإيضاح سيرورة وعي الذات المعجبة بالصور الشاعرية من خلال المشاركة العميقة للذات في سيرورة التخيل الخلاق في كل شعر حقيقي اتكاءً من المبدع والمتلقي كليهما على الأنيما.
وهذا الكتاب مع عدد من كتبه التي تناول فيها العناصر الأربعة ودخولها في الوعي والأحلام والإبداع من الكتب التي راجت رواجًا واسعًا خاصة في أوساط الأدباء. وهي التي جمعت عناوين : الهواء والأحلام؛ التحليل النفسي للنار؛ الماء والأحلام؛ الأرض وأحلام الإرادة؛ الأرض وأحلام السكون.

نور
08-31-2009, 07:40 PM
أبو حيان التوحيدي

أبو حيَّان التوحيدي (310 - 414هـ ، 922 - 1023م). علي بن محمد بن العباس، من أشهر أدباء القرن الرابع الهجري ومفكريه. وصفه ياقوت الحموي بقوله: ¸فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة·. ومع ذلك فقد أهمله مؤرخو عصره وتجاهلوه. واستمر هذا التجاهل إلى أن كتب ياقوت معجمه المشهور، فخصّ التوحيدي بترجمة ضافية ضمّنها التعبير عن دهشته واستغرابه لتجاهل سابقيه لشخصية مرموقة مثل شخصية التوحيدي، واعتمد في ترجمته كثيرًا على ماذكره التوحيدي عن نفسه في مؤلفاته.
وعلى الرغم من اضطراب الآراء واختلافها حول تاريخ ميلاد التوحيدي ووفاته ولقبه وأصله، فالراجح أنه عربي الأصل ، وُلِدَ سنة 310 هـ في بغداد، وتوفي سنة 414هـ في شيراز.
عاش التوحيدي حياة شاقة معذَّبة. فقد ولد في أسرة فقيرة تمتهن بيع نوع من التمر يُسمى التَّوحيد(ومن هنا جاء لقبه)، وأمضى باقي طفولته يتيمًا في كفالة عم له كان يكرهه ويسيء معاملته. تلقى التوحيدي تعليمه في بغداد على أيدي كبار العلماء والأدباء آنذاك، وأخذ نفسه بثقافة عصره الموسوعية التي استقاها من المصادر التالية:
1- تتلمذه على أيدي كبار العلماء والأدباء. فقد درس النحو والتصوف على أبي سعيد السّيرافي، ودرس اللغة وعلم الكلام على عليّ بن عيسي الرُّمَّاني، ودرس الفلسفة على أبي زكريا يحيى بن عدي المنطقي.
2- حرصه على حضور مجالس الأدب والعلم والفلسفة التي كانت كثيرة الانعقاد في عصره.
3- اطِّلاعه الواسع على كثير من الكتب في شتى الموضوعات المعرفية آنذاك، وذلك بحكم عمله مدة طويلة من عمره ناسخًا للكتب، وهو عمل كثيرًا ما اشتكى منه التوحيدي في كتاباته.
وعلى الرغم من أن التوحيدي حاول جاهدًا أن يحسّن من أحواله عندما اتصل ببعض كبار رجال الدولة، من أمثال الوزير المهلَّبي، وابن العميد، والصاحب بن عَبَّاد وغيرهم، إلا أنه كان يعود كل مرة مخيّب الظن يندب حظه العاثر. ولا نبالغ إذا قلنا إن حياة التوحيدي كانت سلسلة من الإخفاقات والإحباطات المتتالية، تسبب التوحيدي نفسه في خلق أكثرها؛ فقد كان سوداوي المزاج مكتئبًا حزينًا مُتشائمًا حاقدًا على الآخرين ، مغرمًا بثلب الكرام، كارها العامة من أهل زمانه، وحاسدًا الخاصة منهم. وكان، إلى جانب هذا كله، معتدًا بنفسه وبأدبه أشد الاعتداد، طموحًا إلى حد التهور، لذلك عاش أغلب عمره يعاني من صراع عنيف بين طموحه المفرط وبين واقعة المؤلم المليء بكل ألوان الفشل والحرمان. وقد أجبره هذا الصراع في نهاية الأمر على الاستسلام لليأس والارتماء في أحضان التصوف هربًا من واقعه المرير. ولعل حادثة إحراق التوحيدي لكتبه في أواخر حياته خير دليل على مدى تمكّن اليأس من نفسه، والزهد في أهل عصره.
وعلى الرغم من حادثة إحراقه الكتب هذه ، وهي حادثة رمزية بطبيعة الحال قام بها التوحيدي احتجاجًا على مجتمعه، فقد ترك لنا التوحيدي مجموعة من الأعمال الأدبية والفلسفية والصوفية المتميّزة في تاريخ مكتبتنا العربية. ولعل من أهم أعماله: الإمتاع والمؤانسة؛ الصداقة والصديق؛ مثالب الوزيرين؛ الهوامل والشوامل ؛ البصائر والذخائر؛ المقابسات؛ الإشارات الإلهية، وكلها محققة ومطبوعة.
أما من حيث الأسلوب الكتابي، فالتوحيدي لم يستسلم لأسلوب السجع والبديع الذي كان سائدًا في عصره بل كان في الغالب الأعم جاحظيَّ الأسلوب؛ يعتمد على الأزدواج والتعليل والتقسيم والسخرية والإطناب، ويولي المعنى في كتاباته عناية فائقة.

نور
08-31-2009, 07:41 PM
ابن ميمون، موسى

ابن ميمون، موسى (529 - 601هـ، 1135 ـ 1204م). أهم فيلسوف يهودي في العصور الوسطى. ولد بقرطبة بالأندلس وأقام بمصر وبها وضع أغلب مؤلفاته. قيل إنه أسلم في المغرب وحفظ القرآن واشتغل بالفقه، ثم ارتد بعد أن توجه إلى الديار المصرية وأقام بفسطاطها. وقيل إنه أسلم بالأندلس. خرج من الأندلس إلى مصر ونزل بالفسطاط وعاش بين اليهود فأظهر دينه وارتزق بالتجارة. وكان عالمًا بشريعة اليهود. حاول أن يبرهن توافق الفلسفة وتعاليم الدين اليهودي، متبعًا أسلوب المفكر اليوناني القديم أرسطو.
كتب ابن ميمون عمله الفلسفي الرئيسي دليل الحائرين باللغة العربية ولكنه كتبه بالحروف العبرية رغبة منه في أن ينتشر الكتاب بين جماهير اليهود وبين غير العرب في البلاد العربية لأنه خشي أن يثير بعض ما جاء فيه من المعارضة للمتكلمين والمعتزلة والأشعرية فتنة عليه، لأنه لم يتوخ فيه الموضوعية ولا الدليل. وأكمله عام 1190م. وهذا الكتاب يعتمد على أعمال أرسطو كما نقلها الشارحون الإغريق والمسلمون. وقد أثر دليل الحائرين على علماء اللاهوت النصارى الأرسطوطاليين، وأبرزهم القديس توما الأكويني. وفي 1168م أكمل ابن ميمون شرحًا للمِشْنَا، وهو النسخة المكتوبة من القوانين اليهودية العرفية غير المكتوبة. كما أكمل ابن ميمون مشنا التوارة في 1178م وأصبح واحدًا من أهم مجموعات القوانين اليهودية.

نور
08-31-2009, 07:41 PM
جارودي، رجاء

جارودي، رجاء (1331هـ - ، 1913م - ). فيلسوف فرنسي مسلم تخصص في بحوث الحضارة والتاريخ والأدب وعلوم الإنسان. ولد روجيه جارودي (وهو اسمه الأصلي) بمدينة مرسيليا بفرنسا. حظي بالدراسة على نفقة الدولة لتفوقه في جميع مراحل التعليم حتى أتمّ الدراسة الجامعية. حصل على مرتبة أستاذ شرف بالفلسفة عام 1936م، وحصل على درجة الدكتوراه في الأدب من جامعة السوربون بباريس. وفاز بميدالية شرف لمقاومته الفاشية الهتلرية بين عامي 1941 و1944م. كما كان عضوًا في مجلس الشيوخ الفرنسي في الفترة من عام 1946 حتى عام 1960م، ورئيسًا للجنة الثقافية الوطنية من عام 1946 حتى عام 1958م. أسس المعهد الدولي للحوار بين الحضارات في باريس ـ فرنسا. وهو عضو في أكاديمية المملكة المغربية، وفي المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في الأردن. اعتنق الإسلام في شهر رمضان عام 1402هـ، وأعلن ذلك بنفسه في المؤسسة الثقافية بجنيف. ألّف إضافة لرسالته الدور التاريخي للحضارة العربية، خمسة وثلاثين كتاباً، منها: إنذار إلى الأحياء؛ حوار بين الحضارات؛ كيف صار الإنسان إنسانًا؛ الإسلام يسكن مستقبلنا؛ وعود الإسلام؛ القضية الإسرائيلية؛ كشف السياسة الصهيونية؛ محاكمة الصهيونية الإسرائيلية.
اتهم جارودي بالعنصرية، وغرمته محكمة فرنسية 120 ألف فرنك فرنسي في فبراير 1998م، بعد أن نشر كتاب الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل (1995م). وقد نفى جارودي في كتابه المزاعم الصهيونية التي ادعت تعرض اليهود للإبادة الجماعية في أوروبا قبل منتصف القرن العشرين. وقد أثارت محاكمة جارودي ضجة واسعة لأنها كانت المرة الأولى التي تنتهك فيها حرية التعبير في فرنسا منذ اندلاع الثورة الفرنسية (1789م).
حاز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام (1406هـ ،1986م).

نور
08-31-2009, 07:41 PM
الفارابي، أبو نصر

الفارابي، أبو نصر (260 - 339هـ، 874 - 950م). أبونصر محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ، فيلسوف عربي إسلامي لقب بالمعلم الثاني. ولد في مدينة فاراب في إقليم خراسان ونشأ نشأة دينية، حيث درس الفقه والحديث والتفسير. كان يتحدث عددًا من لغات عصره. ويُعدُّ من أبرز شرّاح كتب أرسطو وأوائل من وضعوا الأسس للتصوير الفلسفي للسياسة. عُني الفارابي في بداية حياته بدراسات مثل الرياضيات والطب والموسيقى.
بدأ نبوغه ودراساته الفلسفية مع رحلته إلى بغداد عام 310هـ حيـث درس المنطـق عـلى أبي بشر مَتَّى بن يونـس ـ وكان نصرانيًا ـ أعظم مشاهير عصره في علوم الحكمة والجدل، ثم رحل إلى حران، فدرس على يد يوحنا بن جيلان الحكيم النصراني، ثم عاد إلى بغداد، وانكب على علوم الفلسفة وخاصة كتب أرسطوطاليس. وبعد عشرين سنة من إقامته في بغداد اتصل بسيف الدولة الحمداني عام 330هـ، 941م وتوفي بدمشق.
اشتهر الفارابي بشرحه لكتب وآراء أرسطو حيث تتلمذ على يده العالم الشهير ابن سينا. وللفارابي العديد من الكتب التي شغلت معاصريه ومَن بعدهم ومن أبرزها: تحصيل السعادة؛ آراء أهل المدينة الفاضلة؛ السياسة المدنية؛ الموسيقى الكبير؛ إحصاء العلوم؛ رسالة في العقل؛ رسالة فيما ينبغي أن يقدم قبل تعلم الفلسفة؛ عيون المسائل؛ ما يصح وما لا يصح في أحكام النجوم؛ الجمع بين رأيي الحكيمين أفلاطون وأرسطو.

نور
08-31-2009, 07:41 PM
ابن طفيل، أبو بكر

ابن طُفَيْل، أبو بكر (500 - 581هـ ، 1106 - 1185م). أبوبكر محمد بن عبدالملك بن محمد بن محمد بن طفيل القيسي، ولد في وادي آش قرب غرناطة بالأندلس، وقضى أكثر أيام حياته الأولى يدرِّس ويطبّب، ثم شغل منصب الوزارة في غرناطة. وهو من أشهر المفكرين العرب الذين خلَّفوا الآثار الخالدة في عدة ميادين منها: العلوم الرياضية والفلسفة والفلك، واختراع الآلات.
نقد ابن طفيل نظريات بطليموس في الفلك، وتُنسب إليه بعض النظريات الخاصة بتركيب الأجرام السماوية، ويقال إنه وُفق إلى صياغة نظام فلكي جديد يخالف ما جاء به بطليموس.
في أوائل عام 549هـ، 1154م اتصل ابن طفيل ببلاط الموحّدين في إفريقيا، وأصبح كاتم أسرار أبي سعيد ابن عبدالمؤمن والي سبتة وطنجة. اعتزل ابن طفيل مناصبه في بلاط الموحدين عام 578هـ، 1182م مخلّفًا مكانه لتلميذه ابن رشد.
ومع أن مؤرخي الأدب والفلسفة قد ذكروا لابن طفيل عددًا من الكتب والرسائل، إلا أنه لم يصل إلينا من آثاره سوى كتاب واحد هو قصة حيّ بن يقظان.
حاول ابن طفيل من خلال كتابه: حي بن يقظان أن يوجد نظامًا فلسفيًا حول النشوء الطبيعي وتطور التفكير الإنساني، وبيان أن الإنسان يتدرج بالتأمل والفكر في المعرفة من الإحاطة بما حوله من عالم المادة، حتى يستطيع أن يتصل عن طريق العقل بالله سبحانه وتعالى. وذكر ابن طفيل أن عجز العقل عن إدراك الله يقود إلى التصوف عند بعض الناس.
توفي بمراكش بالمغرب.

نور
08-31-2009, 07:42 PM
فوكو، ميشيل

فوكو، ميشيل (1926م - 1984م). فيلسوف فرنسي ولد في بواتييه بفرنسا وتوفي بباريس. ارتبط اسم فوكو بدراسة الأنظمة التي تحكم إنتاج المعرفة وبالتالي القوة والسيطرة في المجتمعات الغربية متبعًا في ذلك منهجًا بنيويًا ثم ما بعد بنيوي.
درس فوكو على يد الفيلسوف الفرنسي الماركسي لوي ألتوسير في المعهد المعروف باسم إيكول نورمال سوبيريور بباريس وانتهى به المطاف أستاذًا في الكوليج دي فرانس من عام 1970م وحتى وفاته. وفي هذه الأثناء أنتج فوكو عددًا من الكتب التي كان وما يزال لها تأثير عميق وشامل في الفكر الغربي. ومن تلك الكتب الجنون والحضارة (1961م)؛ الكلمات والأشياء:أركيولوجيا العلوم الإنسانية (1966م)؛ وأدِّب وعاقب: ميلاد السجن (1975م). في الكتاب الأول يدرس فوكو تطور الثقافة الغربية منذ القرن السادس عشر الميلادي محللاً ما شهدته من نقلات معرفية جاءت على شكل انكسارات ناتجة عن تغير الحقول المعرفية، أي حلول أنماط مختلفة من النظر إلى الظواهر وكيفية تحليلها وفهمها وتأثير ذلك على مختلف العلوم لاسيما الإنسانية. أما في الكتب الأخرى فنجد تحليلاً للكيفية التي يقوم بها المجتمع بإقامة مؤسسات كالسجون والعيادات لتصنيف الناس معرفيًا وعمليًا واستثناء من ينبغي استثناؤهم.
ومن كتب فوكو الهامة كتابه أركيولوجيا المعرفة (1969م) الذي تضمن محاضرته الشهيرة التي افتتح بها عمله كأستاذ في الكوليج دي فرانس بعنوان "نظام الخطاب". ويعتبر فوكو أحد الذين أشاعوا استخدام مصطلح "خطاب" بدلالات جديدة في الثقافة الغربية وغيرها من الثقافات المتأثرة بها في الوقت الحاضر. كما أن من كتبه المؤثرة آخرها، وهو الكتاب الصادر بعدة أجزاء تحت عنوان تاريخ الجنسانية (1976- 1984م). وقد مات فوكو قبل إكمال أجزاء هذا الكتاب الذي يدرس متغيرات الموقف إزاء الجنس في الثقافة الغربية منذ الإغريق. لكن أثر هذا الكتاب، مثل أثر بقية كتب فوكو، بقيت في نواح عديدة في طليعتها ما يعرف الآن بالدراسات الثقافية أو النقد الثقافي وكذلك النقد النسوي. وكان من الذين أفادوا من أفكار فوكو الناقد العربي الأمريكي إدوارد سعيد. كما أن بعض أعمال فوكو قد ترجم إلى العربية.

نور
08-31-2009, 07:42 PM
لوك، جون

لوك، جون ( 1632م - 1704م ). فيلسوف إنجليزي أثَّرت كتاباته في علم السياسة والفسلفة. كــــــان لكــتابه رسالتان للحــكومة (1690م) تأثير قويّ على توماس جيفرسون وهو يكتب إعلان استقلال أمريكا.

حياته. وُلد لوك في رينجتون بمقاطعة سومرست بإنجلترا، ودَرَس بجامعة أكسفورد. وفي عام 1666م التقى بأنطوني أشلي كُوبر الذي صار فيما بعد أول إيرل لشافتسبري، وربطت بين الرجلين صداقة حميمة. وفي عام 1679م تورط الإيرل في مؤامرات ضد الملك، وثارت الشكوك حول لوك أيضاً، فقرر الفيلسوف أن يرحل عن إنجلترا، وانتقل إلى هولندا عام 1683م، حيث التقى بالأمير وليم والأميرة ماري، أميرة أورانج. وفي عام 1689، صار وليم وماري حاكمي إنجلترا، فعاد لوك إليها بوصفه أحد المقربين إلى البلاط الملكي. وقد ظل لوك حتى وفاته يكتب بقدرٍ كبير من الحرية في موضوعات مثل الإصلاح التعليمي، وحرية الصحافة، والتسامح الديني.

فلسفته. أكبر أعمال لوك هو مقال عن الفهم الإنساني الذي يشرح فيه نظريته حول الوظائف التي يؤديها العقل (الذهن) عند التعرف على العالم. وقد اعترض لوك على مذهب الأفكار التي تتم بالفطرة والتلقائية، والذي كان يقول بأن الأفكار تكون جزءاً من العقل عند الميلاد، ولا يتم تعلمها أو اكتسابها فيما بعد من المصادر الخارجية. وكان لوك يرى أن الأفكار جميعها تأخذ مكانها في العقل من خلال الخبرة. وأعلن أن هناك نوعين من الخبرة: الخبرة الخارجية، والخبرة الداخلية. تُكتسب الخبرة الخارجية من حواس البصر والتذوق والسمع والشم واللمس، وهي الحواس التي تمد المرء بمعلومات عن العالم الخارجي. أما الخبرة الداخلية، فتُكتسب من خلال التفكير في العمليات العقلية التي تتم لتمحيص هذه البيانات، وهي التي تمد المرء بمعلومات حول العقل.
وكان لوك يؤمن بأن في الكون ثلاثة أنواع من الأشياء: العقول، وأنماط مختلفة من الأجساد، والإله. وللأجساد نوعان من الخواص: نوع يمكن قياسه حسابياً مثل: الطول والوزن، وهي أشياء توجد في الأجساد ذاتها؛ ونوع آخر كيفي مثل الصوت واللون، لا يوجد في الأجساد ذاتها ولكنه، باختصار، قوى تمتلكها الأجساد لتعريف العقل بمفاهيم الألوان والأصوات.
والحياة الصالحة في رأي لوك هي حياة المتعة. والمتعة والألم مفهومان مجردان يصاحبان تقريباً كل التجارب الإنسانية. ويستلزم التصرف على نحو أخلاقي تحديد أي الأفعال يمكن أن يؤدي إلى أكبر قدر من المتعة في موقف معين، وذلك قبل ممارسته. وكان لوك يؤمن أيضاً بأن الله قد وضع قانوناً إلهياً، يمكن التعرف عليه بالعقل، يكون الخروج عليه خطأ أخلاقياً. وكان لوك يرى أن هناك توافقاً بين القانون الإلهي ومبدأ المتعة.
كان لوك يعتقد أن للناس بطبيعتهم حقوقاً وواجبات معينة، مثل: الحرية والحياة وحق الملكية. وكان لوك يقصد بالحرية المساواة السياسية. وهو يرى أن مهمة أي دولة حماية حقوق الناس وأن مبرر وجود أي دولة يجب أن يتمثل في قدرتها على حماية حقوق الإنسان أكثر من قدرة الأفراد على حمايتها بأنفسهم.

نور
08-31-2009, 07:42 PM
الخوارزمي

البَيْروني (362 - 440هـ، 973 - 1048م). محمد بن أحمد أبو الريحان البيروني الخوارزمي. فيلسوف رياضي فلكي جغرافي مؤرخ، وُلد في بيرون إحدى ضواحي خوارزم، وتُوفي بغزْنة. كتب في كل ما كان معروفًا من علوم عصره، وهو بذلك يُعد أحد الموسوعيين. اطلع ياقوت الحموي على فهرس كتبه في مرو، حيث كان في 60 ورقة. وعلى الرغم من أن البيروني لم يكن عربيًا، إلا أنه كان مقتنعًا بأن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة الجديرة بأن تكون لغة العلم، وقد نسب إليه أنه قال: ¸الهجو بالعربية أحب إليَّ من المدح بالفارسية·. ومن أشهر كتب البيروني: الآثار الباقيةَ عن القرون الخالية، وهو من أبرز كتب التقاويم؛ القانون المسعودي؛ الاستيعاب في صنعة الأسطُرلاب؛ تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن؛تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة؛ التفهيم لصناعة التنجيم.
وللبَيْرُوني لَمَحاتٌ علميّة سبق بها عصره منها قوله بأن وادي السند كان يومًا قاع بحر ثم غطَّته الرواسب الفَيْضيّة بالتدريج، والقول بدوران الأرض حول محْورها، ولا غرابة فيما ذهب إليه سارتون من تسمية منتصف القرن الحادي عشر الميلادي، الخامس الهجري ـ وذلك فيما يتعلق بتاريخ العلم العالميّ ـ بعصر البَيْرُوني، فهو أكبر شخصية علمية عاشت في ذلك الوقت.

نور
08-31-2009, 07:42 PM
أبو بكر الرازي


هو أبو بكر محمد بن زكريا الرازي (ح. 250 هـ = 864م - 5 شعبان 311هـ= 19 نوفمبر 923م)، ولد في الري في ايران.

درس الرياضيات والطب والفلسفة والفلك والكيمياء و المنطق و الأدب. أشتهر هذا العالم ببحوثه وكتاباته في مجال الطب والكيمياء. وكان أول من كتب في تشخيص الأمراض. عمل رئيسا للبيمارستان العضدي في بغداد ، و للرازي الكثير من الرسائل في شتى الأمراض وكتب في كل فروع الطب والمعروفة في ذلك العصر ، وقد ترجم بعضها إلى اللاتينية لتستمر المراجع الرئيسية في الطب حتى القرن السابع عشر ، ومن أعظم كتبه "تاريخ الطب" وكتاب "المنصوري" في الطب و كتاب "الأدوية المفردة" الذي يتضمن الوصف الدقيق لتشريح أعضاء الجسم ، وهو أول من أبتكر خيوط الجراحة ، وصنع المراهم ، و له مؤلفات في الصيدلة ساهمت في تقدم علم العقاقير .وله200 كتاب ومقال في مختاف جوانب العلوم.

كان "أبو بكر محمد بن زكريا الرازي" عالما موسوعيا من طراز فريد، وقد برز في جميع فروع العلوم؛ فكتب في الطب والفلسفة والكيمياء والرياضيات وعلم الأخلاق والميتافيزيقا والموسيقى وغيرها.

فهو في الحقيقة علامة عصره؛ حيث كانت مؤلفاته العديدة مرجعًا للعلماء والدارسين خاصة في الطب، وظلت تلك المؤلفات تدرَّس في جامعات أوروبا على مدى قرون طويلة.
الرازي والقراءة

ولد أبو بكر الرازي بالري نحو سنة 250 هـ = 864م، وعُرِفَ منذ نعومة أظفاره بحب العلم؛ فاتجه منذ وقت مبكر إلى تعلم الموسيقى والرياضيات والفلسفة، ولما بلغ الثلاثين من عمره اتجه إلى دراسة الطب والكيمياء، فبلغ فيهما شأناً عظيما، ولم يكن يفارق القراءة والبحث والنسخ، وإن جل وقته موزع بين القراءة والبحث في إجراء التجارب أو الكتابة والتصنيف.

وكان حريصًا على القراءة مواظبًا عليها خاصة في المساء، فكان يضع سراجه في مشكاة على حائط يواجهه، وينام في فراشه على ظهره ممسكًا بالكتاب حتى إذا ما غلبه النعاس وهو يقرأ سقط الكتاب على وجهه فأيقظه ليواصل القراءة من جديد.

الرازي العالم الإنسان

وعرف الرازي بذكائه الشديد وذاكرته العجيبة، فكان يحفظ كل ما يقرأ أو يسمع حتى اشتهر بذلك بين أقرانه وتلاميذه.

ولم يكن الرازي منصرفًا إلى العلم كلية زاهدًا في الدنيا، كما لم تجعله شهرته متهافتًا عليها مقبلا على لذاتها، وإنما كان يتسم بقدر كبير من الاعتدال، ويروي أنه قد اشتغل بالصيرفة زمنا قصيرا.

وقد اشتهر الرازي بالكرم والسخاء، وكان بارا بأصدقائه ومعارفه عطوفا على الفقراء والمحتاجين، وبخاصة المرضى، فكان ينفق عليهم من ماله، ويجري لهم الرواتب والجرايات حيث كان غنيا واسع الثراء، وقد امتلك بعض الجواري وأمهر الطاهيات.

وقد كانت شهرة الرازي نقمة عليه؛ فقد أثارت عليه غيرة حساده، وسخط أعدائه، فاتهمه في دينه كل من خالفهم، ورموه بالكفر ووصفوه بالزندقة، ونسبوا إليه آراء خبيثة وأقوالا سخيفة، وهي دعاوى باطلة، وافتراءات ظالمة، وللرازي نفسه من المصنفات ما يفند تلك الدعاوى، ويبطل تلك الأباطيل، ومن كتبه في ذلك كتاب في أن للعالم خالقا حكيما، وكتاب أن للإنسان خالقا متقنا حكيما، وغيرهما من المؤلفات.

وقد بلغت مؤلفات الرازي 146 مصنفا: منها 116 كتابا، و30 رسالة، وظل طوال حياته بين القراءة والتصنيف، حتى قيل إنه إنما فقد بصره من كثرة القراءة، ومن إجراء التجارب الكيميائية في المعمل.


الرازي الطبيب الأول

يعد أبو بكر الرازي أعظم علماء المسلمين في الطب من ناحية الأصالة في البحث، والخصوبة في التأليف، فقد ألف كتبًا قيمة في الطب، وقد أحدث بعضها أثرًا كبيرا في تقدمه، وفي طرق المداواة والعلاج وتشخيص الأمراض.

وقد امتازت مؤلفات الرازي بالموسوعية والشمول، بما تجمعه من علوم اليونان والهنود بالإضافة إلى أبحاثه المبتكرة وآرائه وملاحظاته التي تدل على النضج والنبوغ، كما تمتاز بالأمانة العلمية الشديدة؛ إذ إنه ينسب كل شيء نقله إلى قائله، ويرجعه إلى مصدره.

ويأتي الرازي في المرتبة الثانية بعد ابن سيناء في الطب، وقد صرف جل وقته على دراسة الطب، وممارسته بعد أن ضعف بصره نتيجة عكوفه على إجراء التجارب الكيميائية العديدة في معمله.

وكان الرازي ذكيا فطنا رءوفا بالمرضى مجتهدا في علاجهم وفي برئهم بكل وجه يقدر عليه، مواظبا على النظر في غوامض صناعة الطب، والكشف عن حقائقها وأسرارها، حتى أطلق عليه "أبو الطب العربي".

ويعد الرازي من الرواد الأوائل للطب ليس بين العلماء المسلمين فحسب، وإنما في التراث العالمي والإنساني بصفة عامة، ومن أبرز جوانب ريادة الرازي وأستاذيته وتفرده في الكثير من الجوانب:

أنه يعد مبتكر خيوط الجراحة المعروفة بالقصاب

أول من صنع مراهم الزئبق

قدم شرحا مفصلا لأمراض الأطفال والنساء والولادة والأمراض التناسلية وجراحة العيون وأمراضها.

كان من رواد البحث التجريبي في العلوم الطبية، وقد قام بنفسه ببعض التجارب على الحيوانات كالقرود، فكان يعطيها الدواء، ويلاحظ تأثيره فيها، فإذا نجح طبقه على الإنسان.

عني بتاريخ المريض وتسجيل تطورات المرض؛ حتى يتمكن من ملاحظة الحالة، وتقديم العلاج الصحيح له.

كان من دعاة العلاج بالدواء المفرد (طب الأعشاب والغذاء)، وعدم اللجوء إلى الدواء المركب إلا في الضرورة، وفي ذلك يقول: "مهما قدرت أن تعالج بدواء مفرد، فلا تعالج بدواء مركب".

كان يستفيد من دلالات تحليل الدم والبول والنبض لتشخيص المرض.

استخدم طرقًا مختلفة في علاج أنواع الأمراض.

اهتم بالنواحي النفسية للمريض، ورفع معنوياته ومحاولة إزالة مخاوفه من خلال استخدام الأساليب النفسية المعروفة حتى يشفى، فيقول في ذلك: "ينبغي للطبيب أن يوهم المريض أبدا بالصحة ويرجيه بها، وإن كان غير واثق بذلك، فمزاج الجسم تابع لأخلاق النفس".

كما اشتهر الرازي في مجال الطب الإكلينيكي، وكان واسع الأفق في هذا المجال، فقد فرق بشكل واضح بين الجدري والحصبة، وكان أول من وصف هذين المرضين وصفا دقيقا مميزا بالعلاجات الصحيحة.

وقد ذاعت شهرته في عصره حتى وصف بأنه جالينوس العرب، وقيل عنه: "كان الطب متفرقا فجمعه الرازي؟".

ولقيت بعض كتبه الطبية رواجا كبيرا وشهرة عظيمة، وانتقلت نظرياته العلمية إلى أوروبا، وقد ترجم العديد من كتبه إلى اللغات الأوروبية، واعتمدت عليها جامعات أوروبا، وظلت مرجعها الأول في الطب حتى القرن السابع عشر مثل كتابه الحاوي في علم التداوي والذي ترجم إلى اللاتينية وطبع لأول مرة في بريشيا في شمال إيطاليا عام 891 هـ = 1486م، وهو أضخم كتاب طبع بعد اختراع المطبعة مباشرة، ثم أعيد طبعه مرارًا في البندقية في القرن 10هـ = 16م، وقسم كتاب الحاوي في الطبعة اللاتينية إلى خمسة وعشرين مجلدا.

وتتضح في هذا المؤلف الضخم مهارة الرازي في الطب، وتتجلى دقة ملاحظاته وغزارة علمه وقوة استنتاجه.

وكتابه "الجدري والحصبة" أعيدت طباعته أربع مرات بين عامي 903هـ = 1498م، و1283هـ = 1866م.

أما كتابه "المنصوري" فقد طبع لأول مرة في "ميلانو" عام (886هـ = 1481م)، وأعيد طبعه مرات عديدة، وترجمت أجزاء منه إلى الفرنسية والألمانية.

وظلت تلك المؤلفات من المراجع الأساسية لدراسة الطب في أوربا حتى القرن (11هـ = 17م)، ولا تزال "جامعة برنستون" الأمريكية تحتفظ بكتب الرازي في قاعة من أفخم قاعاتها، أطلق عليها اسمه اعترافًا بفضله ومآثره على علم الطب في العالم أجمع.

مؤلفاته الطبية

يذكر كل من ابن النديم و القفطي أن الرازي كان قد دون أسماء مؤلفاته في "فهرست" وضعه لذلك الغرض . ومن المعروف أن النسخ المخطوطة لهذه المقالة قد ضاعت مع مؤلفات الرازي المفقودة. ويزيد عدد كتب الرازي على المائتي كتاب في الطب والفلسفة والكيمياء وفروع المعرفة الأخرى. ويتراوح حجمها بين الموسوعات الضخمة والمقالات القصيرة ويجدر بنا أن نوضح هنا الإبهام الشديد الذي يشوب كلا من "الحاوي في الطب" و "الجامع الكبير". وقد أخطأ مؤرخو الطب القدامى والمحدثون في اعتبار ذلك العنوانين كأنهما لكتاب واحد فقط، وذلك لترادف معنى كلمتي الحاوي والجامع.

التعريف بكتاب "الحاوي في الطب"

يتوفر الدليل في مادة "الحاوي في الطب" على أنها لمذكرات شخصية سجل الرازي فيها آراءه الخاصة، وقصص مرضاه، كما دون فيها مقتطفات من كتب الطب التي قرأها، من مؤلفات أبوقراط إلى كتب معاصريه من الأطباء.وبذلك فقد حفظ لنا الرازي من الضياع مادة بعض الكتب التي فقدت أصولها اليونانية منذ قرون عديدة . وعندي أن مذكرات "الحاوي في الطب" ليست إلا مكتبة الرازي الخاصة جمع مادتها- في القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي- من مصادر متعددة مسجلا معها خبراته الكثيرة المتواصلة. ويوحي ترتيب المادة العلمية في هذه المذكرات بأن الرازي كان يدون ملاحظاته في كراسات يضعها في حافظات. وكانت كل حافظة من حافظات الأوراق مخصصة لموضوع من الموضوعات الطبية ، وترتيبها جميعا على نظام خاص، من القرن إلى القدم وكان الرازي يدون كل ما يقرأ- حتى تلك الآراء التي حكم ببطلانها . فكان يسجل هذه مشفوعة بنقد يكتبه بوضوح تام لا لبس فيه، بعد كلمته المأثورة: "لى". وكثيرا ما نقح الرازي المادة التي نقلها من المراجع ، مسجلا تلك العبارات المنقحة عقب قوله "لى مصلح". وبذلك فقد ضرب لنا المثل الأعلى في الأمانة العلمية ذاكرا ماله وما لغيره من الأطباء والفلاسفة. واستعان الرازي بمذكراته الخاصة في تأليف كتبه الطبية التي تمتاز بجمال الأسلوب وأصالة المادة ، مثل كتاب "القولنج" ، وكتاب "المنصورى في الطب" ، وكتاب "الجدري والحصبة" ، وكتاب "الأدوية المفردة" ، وقد وجدت أصولها جميعا في مذكرات "الحاوي في الطب". ونظن أن بعض الأطباء جمعوا مذكرات الرازي الخاصة معا-بعد وفاته- وأطلقوا عليها اسم "الحاوى في الطب"، وذلك لما تحتوي عليه من دراسات وافية في كتب الأواثل. كما اهتدى علماء الغرب بنور العلم العربي، فتمت ترجمة هذه الموسوعة الطبية إلى اللاتينية سنة 1279 م، وعرفت باسم Continens .

ومما يدل على أن "الحاوي في الطب" لم يكن إلا مجموعة من المذكرات الخاصة، أن القارىء يجد ملاحظات إكلينيكية عن أمراض ووعكات أصابت الرازي نفسه كما دون الرازي فيها بيانات مفصلة عن حالات مرضاه. ومن المعروف أنه كان يؤمن بسرية المهنة، كما ذكر ذلك في كتابه "في محنة الطبيب وتعيينه" فليس من المعقول إذن أن يثبت هذه الأسرار في كتاب يعده للنشر ويضمنه أسماء مرضاه من ذكور وأناث، وفيه وصف دقيق لما يشكوه كل مريض، مع بيانات اجتماع مميزة كالمهنة ومكان السكن وسن المريض.

نور
08-31-2009, 07:43 PM
إثبات أن الرازي ألف موسوعة طبية، وقد أطلق عليها اسم "الجامع الكبير"

يتضح جليا لكل من يقرأ نصوص كتب الرازي ومقالاته بإمعان أنه لم يذكر كلمة "الحاوي" في أي منها. وإن كان الرازي قد ألف كتابا أطلق عليه اسم "الحاوي" فهذا- ولا شك- آخر مؤلفاته. وتختلف مادة كتاب "الحاوي" الذي قرأته في مخطوط فريد بمعهد ولكم لتاريخ الطب، رقم (WMS. Or. 123) كل الاختلاف عن مادة مذكراته الخاصة "الحاوي في الطب"

يذكر كل من ابن النديم وابن أيى أصيبعة عنوان كتاب "الجامع الكبير" ضمن مؤلفات الرازي، ويضيف كل منهما أن هذه الموسوعة العلمية تتكون من اثني عشر جزءا، إلا أنهما لا يتفقان في بيانهما لعناوين هذه الأجزاء، ثم يخطئان في تعريفهما "الجامع الكبير" بأنه كتاب "الحاوي".

وأما الرازي فإنه يذكر عنوان كتابه "الجامع الكبير" عدة مرات، بل يحدد السنين الطويلة التي قضاها في تأليف هذه الموسوعة الضخمة. فيقول في كتابه "السيرة الفلسفية": وأنه بلغ من صبري واجتهادي أني كتبت بمثل خط التعاويذ في عام واحد أكثر من عشرين ألف ورقة وبقيت في عمل "الجامع الكبير" خمس عشرة سنة أعمله الليل والنهار حتى في ضعف بصري وحدث على فسخ في عضل يدي يمنعاني في وقتي هذا عن القراءة والكتابة. وأنا على حالي لا أدعها بمقدار جهدي واستعين دائما بمن يقرأ ويكتب لي" وفي موضع آخر من كتاب "السيرة الفلسفية" يذكر الرازي عناوين بعض مؤلفاته الطبية كنموذج لكتبه التي يفتخر ويعتز بها، قائلا "وكتابنا في "الأدوية الموجودة" والموسوم "بالطب الملوكي" والكتاب الموسوم "بالجامع" الذي لم يسبقني إليه أحد من أهل المملكة ، ولا أحتذي فيه أحد بعد احتذائي وحذوي، وكتبنا في صناعة الحكمة التي هي عند العامة الكيمياء وبالجملة فقرابة مائتي كتاب ومقالة ورسالة خرجت عني إلى وقت عملي على هذه المقالة في فنون الفلسفة من العلم الطبيعي والإلهي".

كما يذكر الرازي مؤلفه "الجامع الكبير" في كتابه "المرشد أو الفصول" ثم في كتابه "الأقراباذين المختصر" الذي عثرت عليه في مخطوط واحد بمعهد ولكم لتاريخ الطب، رقم (WMS. Or. 9) (3) وكذلك يذكر الرازي اسم "الجامع الكبير" ست مرات في كتابه "الشكوك على جالينوس" مؤكدا أن مادة كتابه "الجامع الكبير" أحسن وأوضح وأوفى مما كتبه جالينوس نفسه في كتبه التي ينقدها الرازي.

وعلى ذلك، فيتضح جديا مما سبق من الادلة، وكلها من كتب الرازي، أنه ألف موسوعة طبية أطلق عليها اسم "الجامع الكبير" في اثني عشر جزءا على الأقل. وكان يعد العدة لكتابة آخرين من أجزاء "الجامع الكبير"، أحدهما "الجامع في العين" والثاني "الجامع في الحميات" ، إلا أنه توفي قبل أن يحقق تلك الأمنية.

العثور على ثلاثة أجزاء من الموسوعة الطبية المسماة "بالجامع الكبير"

قد وجدت في مخطوطات "الحاوي في الطب" مسودات لجزأين كاملين من أجزاء "الجامع الكبير" وهما: كتاب "صيدلية الطب" وكتاب "في استنباط الأسماء والأوزان والمكاييل المجهولة الواقعة في كتب الطب" كما وجدت مسودات كتاب "الجامع في الحميات" الذي كان ينوي الرازي نشره كجزء من أجزاء "الجامع الكبير". ووجدت في مخطوطات "الحاوي في الطب" أيضا مسودات كتب أخرى غير هذه، لم ينشرها الرازي إطلاقا، وهي كتبه "في البول" و "في البحران وأيامه" ، و "في تدبير الناقه".


كتاب "في الفصد والحجامة"

ألف جالينوس (130 م تقريبا- 200 م تقريبا) كتابا في الفصد في ثلاثة مقالات، وخصص المقالتين الأولى والثانية من هذا الكتاب لمناقضة أرسطوطاليس من مدرسة الإسكندرية القديمة، القرن الرابع ق. م- القرن الثالث ق. م)، ثم تلاميذ أرسطوطاليس وكانوا جميعا يمنعون من الفصد، ظنا منهم بأنه يجلب المرض.

وذكر جالينوس في المقالة الثالثة ما يراه من العلاج بالقصد. وكان الرازي يؤمن بأن القصد مفيد لعلاج بعض الأمراض. قرأت كتاب الرازي "في الفصد والحجامة" أربع عشرة مقالة- بحثا عن تجربة المقارنة التي دونها في مذكراته الخاصة "الحاوي في الطب"، وكنت قد نشرت عنها كلمة وجيزة وملخصها "أن الرازي قسم عددا من المرضى المصابين بمرض السرسام (التهاب سحائي) إلى مجموعتين. ثم فصد جميع أفراد المجموعة الأولى وترك أفراد المجموعة الثانية بدون فصد، يقول: "وتركت متعمدا جماعة استدني بذلك رأيا" ولم أعثر على هذه التجربة الشيقة في كتاب "الفصد والحجامة" ولكني كوفئت بمعلومات جديدة، لم يسبق نشرها، عن الرازي، حيث يقول: "وقد كان بمدينة مصر رجل بغدادي يتصرف في خدمة السلطان. وكان يلزمني تدبيره، وسنه يومئذ نيف وسبعون سنة. كنت أفصده في كل خمسة وعشرين يوما وما يقرب منها، في جميع الأزمنة واحتمال زيارة الرازي هذا الشيخ المسن في مصر أكثر من احتمال توجه هذا المريض مرة في خمسة وعشرين يوما إلى مدينة الري أو إلى بغداد. ومن الطريف أن يقول الرازي في كتاب "في الفصد والحجامة": "وخبرني بعض من كنت أتعلم عنده الفصد أنه عسر عليه إخراج عرق امرأة، فنهرها وزجرها ولكمها فبرزت عروقها ففصدها للوقت، واعتذر إليها وأخبرها بحيلته". كما يقول في نفس الكتاب: "وأخبرني من كنت أقرأ عليه أن المأمون افتصد. فلما أق وقت التثنية عسر خروج الدم، فأحضر المتطببين، فكل أشار بما لم يقبله. وحضر المجلس من ضمن خروج الدم بأسهل الوجوه، بعد أن يزول من حضر. فلما زالوا امتص العروق، فأنزل في فمه في الوقت".

وإذا أمعنا النظر في قول الرازي: "وأخبرني من كنت أقرأ عليه أن المأمون افتصد"ثم قوله"وخبرني بعض من كنت أتعلم عنه الفصد" لا ستدللنا على أن الرازي درس الطب على أستاذ طيب، ولكنه تعلم الفصد عند فصاد من غير الأطباء، ممن كانوا يمارسون "أعمال الطب الجزئية".

ويقول الرازي في هذا الكتاب أيضا "وقد رأيت بمدينة السلام رجلا من ولد أحمد بن عبد الملك الزيات وسنه نيف، وأربعون سنة. وكان من قصافة البدن وصفرة اللون على غاية. وكان يعرض له في كل شهر أو ما زاد قليلا أن يحمر جسمه ويختنق كأن نفسه تميط، حتى يلجأ إلى الفصد. وكان يخرج من الدم قدر خمسة عشر درهما كيلا، فكان يأنس بالراحة في الوقت. وكان الذي يعرض لهذا احتراف الدم لا كثرته. وأيضا كان هذا الرجل قد قرأ كثيرا من كتب جالينوس على معلم، ولم تكن له دربة ولا خدمة". وتدلنا هذه القصة على اسم طبيب معاصر للرازي، لم يقرن دراسة العلم بالعمل، فبقي متخلفا في مهنته. فهذا طبيب من أطباء القرن الرابع الهجري عرفنا الرازي به وبمدى تعلمه صناعة الطب.

ويقول الرازي في كتاب "المرشد أو الفصول": "ليس يكفي في أحكام صناعة الطب قراءة كتبها. بل يحتاج مع ذلك إلى مزاولة المرضى. إلا أن من قرأ الكتب ثم زاول المرضى. يستفيد من قبل التجربة كثيرا. ومن زاول المرضى من غير أن يقرأ الكتب، يفوته ويذهب عنه دلائل كثيرة، ولا يشعر بها البتة. ولا يمكن أن يلحق بها في مقدار عمره، ولو كان أكثر الناس مزاولة للمرضى ما يلحقه قارىء الكتب مع ادنى مزاولة، فيكون كما قال الله عز وجل: (وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون) (سورة يوسف آية105) .


كتاب "الشكوك على جالينوس"

هذا كتاب غزير المادة، ولم يطبع حتى الآن. وينقد الرازي لا هذا الكتاب ثمانية وعشرين كتابا من كتب جالينوس، أولها كتاب "البرهان" ، وآخرها كتاب "النبض الكبير" وأن مقتطفات الرازي من كتاب "البرهان" لجديرة بالدراسة المتعمقة، فقد كان الجزء الأكبر من هذا الكتاب الفلسفي مفقودا في زمان حنين بن إسحاق (192- 260 هـ 808 ــ 873 م) الذي ترجم ما عثر عليه من النصوص اليونانية لبعض مقالات هذا الكتاب. ويقول حنين ابن إسحاق أنه سافر إلى مدينة الإسكندرية ، باحثا عن المخطوطات النادرة الموجود لهذا الكتاب القيم .

نور
08-31-2009, 07:44 PM
إن نقد الرازي لكتب جالينوس لدليل قوي على اتجاه جديد محمود بين أطباء العالم العربي، فكم من أجيال توارثت النظريات والآراء العلمية الخاطئة دون أن يجرؤ أحد على نقدها أو تعديلها، خشية الخروج على العرف السائد. يقول الرازي في مقدمة كتاب "الشكوك على جالينوس ": "إني لا أعلم أن كثيرا من الناس يستجهلونني في تأليف هذا الكتاب، وكثيرا منهم يلومونني ويعنفونني أو كان يجزي إلى تحليتي تحلية من يقصد باستغنام واستلذاذ منه كذلك، إلى مناقضة رجل مثل جالينوس، في جلالته ومعرفته وتقدمه في جميع أجزاء الفلسفة، ومكانه منها؟ وأجد أنا لذلك يعلم الله مضضا في نفسي. إذ كنت قد بليت بمقابلة من هو أعظم الخلق على منة، وأكثرهم لي منفعة، وبه اهتديت، وأثره اقتفيت، ومن بحره استقيت".

وهذه مقدمة شيقة لما نسميه الآن بنقد الكتب وتقريظها، وتعبر عن الحقيقة إلى حد بعيد. فإن لجالينوس الفضل الأول في بناء صرح الطب، فقد أسهم بنصيب وافر في عامة فروع الطب، وخاصة في علمي التشريح ووظائف الأعضاء، بالإضافة إلى ما حفظ لنا في نصوص كتبه من مقتطفات من تراث الأوائل الذي قد فقد أغلبه.

ثم يتكلم الرازي كأستاذ عالم ناقد، فيقول "لكن صناعة الطب كالفلسفة لا تحتمل التسليم للرؤساء والقبول منهم، ولا مساهمتهم وترك الاستقصاء عليهم. ولا الفيلسوف يحب ذلك من تلاميذه والمتعلمين منه.. وأما من لامني وجهلني في استخراج هذه الشكوك والكلام فيها، فإني لا أرتفع به، ولا أعده فيلسوفا. إذ كان قد نبذ سنة الفلاسفة وراء ظهره وتمسك بسنة الرعاع من تقليد الرؤساء وترك الاعتراض عليهم". ويستشهد الرازي بقول ينسب إلى أرسطوطاليس، فيقول "اختلف الحق وفلاطن- وكلاهما لنا صديق (إلا أن الحق أصدق من فلاطن".

وكان جالينوس نفسه سليط اللسان، ويتضح ذلك جليا لكل من يقرأ كتبه. ويقول الرازي في ذلك: "ولا أحسب نجا منه أحد من الفلاسفة ولا من الأطباء إلا مشدوخا، وجل كلامه عليهم حق، بل لو شئت لقلت كله حق".

ويؤمن الرازي بأن "الصناعات لا تزال تزداد وتقرب من الكمال على الايام، وتجعل ما استخرجه الرجل القديم في الزمان ، الطويل (في متناول) الذي جاء من بعده في الزمان القصير حتى يحكمه، ويصير سببا يسهل له استخراج غيره به فيكون ، مثل القدماء في هذا الموضع مثل المكتسبين، ومثل من يجيء من بعد مثل المورثين المسهل لهم ما ورثوا اكتسابا أكثر وأكثر".

وإني لأقدر الصعوبات الجمة التي سوف يلقاها كل من يرمى إلى نشر كتاب "الشكوك على جالينوس" للرازي نشرا علميا محققا، لما في مخطوطاته الثلاثة من خروم وأخطاء، ومصطلحات طبية وأخرى فلسافية عسرة الفهم، كما أن الخط في المخطوطات الثلاثة دقيق وغير واضح. وكم رجعت إلى مخطوطات لكتب جالينوس بحثا عما يقتطفه الرازي منها، حتى أفهم قصد جالينوس، فيفتح لي ذلك مستغلق قول الرازي. واكتفى هنا بان أورد أمثلة قليلة من مادة كتاب "الشكوك على جالينوس"

يبين الرازي في نقده لكتاب "البرهان" ما أهمله جالينوس من ملائمة العين لوظيفتها باتساع الناظرين في الظلمة وضيقها في النور، ومنها قوله (أي قول جالينوس): "أنا إذا غمضنا إحدى العينين اتسع ثقب الناظر في الأخرى فنعلم يقينا أنه يملؤه جوهر جسمي". ويقول الرازي ردا على ذلك مباشرة: "و (ولو) كان هذا الجوهر الجسمي لا يجرى إليه إلا في حال تغمض الأخرى، لم يكن يتسعان جميعا في حالة ويضيقان في أخرى. وقد نجد النواظر كلها تتسع في الظلمة وتضيق في الضوء. هذا أحد ما ذهب على جالينوس، فلم يدركه، ولا خبر بمنفعته. والمنفعة في ذلك انه لما كان النور شديد التأثير في حاسة البصر حتى أنه يؤذيها ويؤلمها بأفرأط، والظلمة مانعة من الإبصار، احتاج البصر إلى اعتدال منهما يقع معه الإبصار بغير أذى، فهيئت العين هيئة يمكن معها أن يتسع ثقبها في حالة ويضيق في أخرى، لكن إذا كان المبصر في موضع نير جدا، أضاق فوصل من النور بمقدار ما يبصر به ولا يؤذي. وإذا كان في هواء أقل نورا، اتسع ليصل من النور أيضا ما يقع به الإبصار. كرجل له بستان يجري إليه الماء في بربخ معلوم كيلا يفسد كثرته ولا يقصر قلته. فجعل على فم هذا البربخ لوحا وصماما، يزن به الماء ليدخل بقدر حاجته. فمتى نقص الماء، شاله عن فم البربخ بقدر الحاجة ومتى زاد مدة عليه بقدر الحاجة أيضا.

وأما اتساع أحد الناظرين في حال تغميض الأخرى، فلأن الحاس الأول متى فاته من المبصر بعين واحدة ما فات، يروم أن يستدرك ذلك بالعين الأخرى، فيوسع لذلك ثقب العين المتهيء لذلك ليكشف الشبح من الجليدية بمقدار ما اقتسر عنه من العين الأخرى، أو يقارب ذلك بأكثر ما يمكن. كالرجل الذي يجري إلى بستانه ما يكفيه من الماء في مجريين. فحدث على أحدنا حادث، فاستدرك سعة المجرى الآخر ما فاته من المجرى المنسد. فقد بان أن العلة في اتساع أحد الناظرين في حال تغميض العين الأخرى ليس هو أن جوهرا جسميا يجري إلى الأخرى إذ كانا قد يتسعان ويضيقان في حال وهما مفتوحتان ليكون الاستدراك بالكشف عن الجليدية من المبصر ما فات في الآخر .

يقول الرازي: "وقد أفردت للنظر في هذا الرأي مقالة ضخمة وبينت أن الإبصار يكون بتشبح الأشباح في البصر" وجدير بمؤرخي الطب أن يبحثوا في دور الكتب التي لم تفهرس مخطوطاتها بعد، عن هذه المقالة الضخمة التي يذكرها الرازي. ويثبت مؤرخو العصور الوسطى المؤلفات الآتية للرازي في الإبصار، وكلها في حكم المفقودة: "كتاب في فضل العين على سائر الحواس"، "مقالة في المنفعة في أطراف الأجفان دائما"، "مقالة في العلة التي من أجلها تضيق النواظر في الضوء وتتسع في الظلمة"، "كتاب في شروط النظر"، و" مقالة في علاج العين بالحديد".

ومن المعروف أن الرازي كان طبيبا إكلنيكييا عظيما وفي النص التالي ما يدل أيضا على أنه كان جراحا ماهرا. ففي نقده للجزء الأول من كتاب جالينوس "في تركيب الأدوية" يقول الرازي: "فأما كتاب "قاطاجانس" فالإنسان أن يلزمه ويعدله بالحق على تطويله وتكريره الكلام في تلك المراهم، كأنه لا يشفق على الزمان، أو ليس له شغل هو أولى به. وجل تلك المراهم مما لا نستعملها نحن قط، على كثر عنايتنا لصناعة الجراحات، ومعالجة الرديئة منها، ولم نر أحدا من أصحاب الجراحات استعملها. إلا أن الإنسان أيضا يجب أن يمدحه غاية المدح ويقرظه لما علمنا في فيه من مداواة جراحات العصب. وهذا أمر عظيم من منافع هذا الكتاب".

وفي كتاب "الشكوك على جالينوس" ينقد الرازي كتاب جالينوس "في البحران" ، فيقول: "ما يتضارب العلم مع العمل، فإن جالينوس يصور الحميات بصور ثابتة أو قريبة من الثابتة، محددا أوقاتها الأربعة: الابتداء والتزيد والمنتهى ولانحطاط. وغذا طلب الطبيب ذلك بالفعل وقعت الشكوك المغلظة"، ولا يلاحظ ذلك إلا من كثرت تجربته واشتدت عنايته وزاد تفقده للأمراض فكم من مرة رأى الرازي الحمى تبتديء بنافض يشبه نافض الغب، وتصعد صعودها، ثم تصير بعد ذلك إلى حمى يوم فيبرأ المريض برءا سريعا. ويعدد الرازي حالات أخرى كثيرة غير هذه، ثم يقول في مرض أصابه فجأة: "ومنذ قريب حممت وأنا على سفر، وظهر اليرقان بي، وهو شيء لم يعتريني قط، من غير يوم النوبة في العين، وفي الماء، وذلك إني لما رأيت الماء صبيحة تلك الليلة قلت: انظروا إلى عيني، لما رأيت اليرقان في الماء. فأخبروني بما فيها منه. ثم لم يكن إلا خيرا. وكم ترصدت في البيمارستان ببغداد وفي الري، وفي منزلي، سنين كثيرة هذه المعاني وأثبت أسماء من كان أمره جرى على حكم هذه الكتب، وأسماء من جرت حالته على خلاف ذلك (كل) على حدة. فلم يكن عدد من جرى أمره منهم على الخلاف بأقل عددا فينبغي أن يطرح ولا يعبأ به، كحكم سائر الصناعات بل شيء كثير لا ينبغي لعاقل محترس أن يثق معه بهذه الطريقة غاية الثقة ويركن إليها، ويطلق القول بتقدمة المعرفة، أو ينزع إلى العلاج والتدبر بحسبها. وذلك أن من جرى أمره على الخلاف قد كانوا على الستمائة من نحو ألفي مريض ومن ذلك أمسكت عن الإنذار بما هو كائن، إلا حيث كان الأمر من وضوح الدلائل وقوتها ما لم يلزمني فيه شك. وبقيت زمانا أطلب بالتجربة والقياس تدبير الأمراض الحادة حريزا آمنا معه ألا أجني على المريض بالخطأ مع أن أخطأت، ألا يطول، مدة العلة متى وجدت".

إن رسالة الرازي في هذا النص لواضحة جلية: لأهل العلم والبحث أن يتشككوا فيما يقرؤون ولا يصدقوا إلا ما يثبت صحته بالتجربة والقياس، وكثيرا ما ردد الرازي رأيه هذا في كتابه "في خواص الأشياء".

للرازي العديد من المؤلفات الطبية التي كان لها أكبر الأثر في الارتقاء بهذا العلم وتطويره، وكانت له إنجازات عديدة فيه، ومن أبرز تلك المصنفات:

الحاوي في علم التداوي.

الجدري والحصبة.

المنصوري في التشريح.

الكافي في الطب.

من لا يحضره الطبيب.

الحصى في الكلى والمثانة.

علل المفاصل والنقرس وعرق النسا.

منافع الأغذية.

دفع مضار الأغذية.

سر الطب.

المدخل إلى الطب.

القولنج (الشلل).

نور
08-31-2009, 07:44 PM
جهوده في الطبيعيات

كان الرازي عالمًا طبيعيًا مجدًا، يعتمد على البحث والاستقراء والتجربة والمشاهدة العلمية، بالإضافة إلى الرؤية العقلية والبصيرة الواعية وسعة الأفق.

فقد كتب الرازي عدة مؤلفات في "الهيولي" – المادة – وتوصل منذ وقت مبكر إلى أن المادة تتركب من أجزاء صغيرة، تنقسم بدورها إلى أجزاء دقيقة، تنتهي إلى أجزاء غاية في الدقة لا تقبل التجزئة، وهو ما يطلق عليه اليوم "الذرات".

ويقول الرازي: "إن تركيب الأجسام من تلك الأجزاء التي لا تتجزأ، وسينتهي تفريق تركيب أجسام العالم – في آخر العالم – إلى تلك الأجزاء بعينها، وهذه هي الهَيُولَى المطلقة".

ويفرق الرازي بين الزمان المطلق والزمان المحدود، فالأول هو الأبد السرمدي، الذي لا أول له ولا نهاية، وهو ما عبر عنه بالدهر، أما الزمان بمعناه المحدود فهو الذي يقدر بحركة الأفلاك ودوران الشمس والكواكب، وما ينتج عنه من تعاقب الليل والنهار والفصول والأعوام.

ويقول الرازي: "إن الدهر هو عدد الأشياء الدائمة، والزمان هو عدد الأشياء الأمانية، وهذان العددان يعدان الأشياء فقط، أعني الحياة والحركة. فإن كل عادّ إما أن يعد جزءًا بعد جزء، وإما أن يعد الكل معًا".

فالعدد – عنده – اثنان فقط:

أحدهما: يعد الأشياء الدائمة الروحانية، وهو الدهر.

والآخر: يعد الأشياء الجزئية الواقعة تحت الزمان، وهو عدد حركات الفلك.

كذلك يميز "الرازي" بين نوعين من المكان:

- مكان مطلق: كالوعاء الذي يجمع أجسامًا.

- مكان مضاف: وهو مضاف إلى المتمكن (الجسم الذي يشغل مكانًا)، فإن لم يكن المتمكن لم يكن مكان.

وكان "الرازي" من أوائل الذين نادوا بكروية الأرض، وقال: إنها تفوق حجم القمر، وتقل كثيرًا عن حجم الشمس.

كما توصل إلى طريقة جديدة للتمييز بين المعادن عن طريق تعيين الثقل النوعي، وذلك من خلال تعيين ثقل حجم معين من المادة منسوبًا إلى نفس الحجم من الماء.

واستطاع بذلك التمييز بين معدني الذهب والفضلة بهذه الخاصية الطبيعية.

ولعل أهم إنجازات "الرازي" في مجال الطبيعيات، هو نقضه لنظرية الإبصار التي ظلت سائدة طوال القرون التي سبقته، والتي انتقلت إلى المسلمين عن الإغريق، وهي نظرية "إقليدس" القائلة بأن الإبصار يحدث نتيجة خروج شعاع من العين إلى الجسم المرئي، وقرر أن الإبصار يتم بخروج شعاع ضوئي من الجسم المرئي إلى العين، وهو ما أكده العلم الحديث بعد ذلك، وهو في ذلك أسبق من "ابن الهيثم" بعدة قرون.


مصنفات "الرازي" في الطبيعيات

وقد ترك "الرازي" العديد من المؤلفات الرائدة في الطبيعيات، من أبرزها:

كيفيات الإبصار.

شروط النظر.

علة جذب حجر المغناطيس للحديد.

الهيولى الكبير (المادة)

الهيولى المطلقة والجزئية.

الخلاء والملاء (الزمان والمكان).

هيئة العالم.

سبب وقوف الأرض وسط الفلك.

سبب تحرك الفلك على استدارة.


الرازي عالم الكيمياء

يعد "الرازي" من رواد علم الكيمياء، وقد أمضى شطرًا طويلاً من حياته في دراسة العلم، من خلال الممارسة العملية والتجريبية، وله فيه مؤلفات قيمة، حتى عده كثير من العلماء مؤسس الكيمياء الحديثة.

وقد اهتم "الرازي" بعلم الكيمياء؛ لأنه العلم الوحيد الذي يمكن الحصول على حقائق من خلال التجارب التي يجريها، وتقوده إلى استنتاج القوانين، ولكنه ما لبث أن ترك هذا المجال، بعد أن ضعف بصره، وتحول إلى دراسة الطب وممارسته وهو في نحو الأربعين من عمره.

وكان "الرازي" متبحرًا في ذلك العلم، واسع الاطلاع فيه، فلم يقف عند حد الاطلاع على إنتاج علماء اليونان والفرس والهنود فحسب، وإنما أضاف إلى ذلك ما وصل إليه بخبرته وممارسته وتجاربه ومشاهداته.

وقد حضَّر زيت الزاج أو الزاج الأخضر (حامض الكبريتيك) والكحول بتقطير المواد النشوية والسكرية المتخمرة.

كما عني "الرازي" بوصف المواد التي يجري عليها التجارب، والأدوات والآلات التي يستعملها، ثم طريقة العمل، كما وصف كثيرًا من الأجهزة العلمية التي كانت معروفة في عصره.

ومن الطريف أنه ربط الطب بالكيمياء، فكان ينسب الشفاء بفعل الأدوية التي يصفها الطبيب، إلى التفاعلات الكيميائية التي تتم في الجسم.

ويعد "الرازي" من تلاميذ "جابر بن حيان" العالم الكيميائي المعروف، وقد استطاع "الرازي" أن يطور كيمياء "جابر" وينظمها ويزيد عليها بما ابتكره من نظريات كثيرة ومشاهدات عديدة.


مؤلفات "الرازي" في الكيمياء

تعد مصنفات "الرازي" في الكيمياء علامة بارزة على طريق هذا العلم العريق؛ إذ تحوي الكثير من مشاهداته وملاحظاته وتجاربه واستنتاجاته، ومن تلك المؤلفات:

سر الأسرار.

التدبير.

الإكسير.

شرق الصناعة.

نكت الرموز.

الترتيب.

رسالة الخاصة.

الحجر الأصفر.

الرد على الكندي في رده على الصناعة.


الرازي الفيلسوف المغبون

كما كان "الرازي" فيلسوفًا معروفًا، وله اهتمام بالعلوم العقلية، وكان يدعو العلماء وخاصة الأطباء إلى الأخذ من العلوم الطبيعية ودراسة العلوم الفلسفية والقوانين المنطقية، ويرى أن إغفال تلك العلوم يزري بالعلماء.

واختلف "الرازي" مع المشائين المسلمين في إمكان التوفيق بين الفلسفة والدين، وتأثر بآراء "سقراط"، واتبع "أرسطو" في الكثير من أفكاره وآرائه.

كما رد في كتاباته على بعض متكلمي المعتزلة مثل "الجاحظ" و"أبي قاسم البلخي"، وكثير ممن حاولوا إدخال البراهين العلمية في الدين.

وبالرغم من الاتجاه العلمي للرازي والنزعة القلية له والتي تحكم أسلوب تفكيره ونظره إلى حقائق الأمور ومشاهدات العلوم، فإنه رفض إقحام تلك النزعة على أمور الدين؛ لأن العقل البشري يقصر عن أمور كثيرة في الكون، ومن الخطأ تحكيمه مطلقًا في أمور الدين، وقد أثار ذلك حفيظة الكثير من العلماء ضده حتى رموه بالكفر واتهموه في دينه، حسدًا منهم وغيرة بعدما بلغ مكانة لدى العامة والخاصة.

ومن أبرز مؤلفاته في المجال:

المدخل إلى المنطق.

المدخل التعليمي.

المدخل البرهاني.

الانتقام والتحرير على المعتزلة.

وتوفي "الرازي" عن عمر بلغ نحو ستين عامًا في (5 شعبان 311هـ= 19 نوفمبر 923م).

نور
08-31-2009, 07:44 PM
ابن باجة



أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ التُجيبي السرقسطي المعروف بابن باجّه. أول مشاهير الفلاسفة العرب في الأندلس اشتغل أيضا بالسياسة والعلوم الطبيعية والفلك والرياضيات والموسيقى والطب. أسهم في الطب خاصة, توفي في فاس المغرب، مسموما سنة 529 هـ.

أهم مؤلفاته

* تأليف اشراقية
* رسائل ابن باجة الإلهية

مصنفات في الطب

* كلام على شيء من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس
* كتاب التجربتين على أدوية بن وافد
* كتاب اختصار الحاوي للرازي
* كلام في المزاج بما هو طبي

مشروعه

عمد ابن باجة إلى العودة بالفلسفة إلى أصولها الأرسطية خالصة كما هي في كتب أرسطو مبتعدا عن أفكار العرفان و الأفلاطونية المحدثة فكان بذلك أحد أفراد تيار تجديدي أندلسي حاول فصل الأفكار العرفانية التي اختلطت كثيرا بالفكر الإسلامي و الذي بدأ بمشروع ابن حزم الذي عمد إلى تأسيس منهج العودة إلى الأصول و استبعاد القياس في الفقه و استأنف بعد ابن باجه باين رشد الذي عمد إلى فصل نظام البيان الفقهي عن نظام البرهان الفلسفي. بمصطلح آخر فصل الدين عن الفلسفة كأنظمة استنتاجية و ربطهما عن طريق الغايات و الأهداف.


فلسفته

* في الإنسان : " كل حي يشارك الجمادات في أمور، وكل إنسان يشارك الحيوان في أمور.. لكن الإنسان يتميز عن الحيوان غير الناطق والجماد والنبات بالقوة الفكرية، ولا يكون إنساناً إلا بها ".
* في منازل الناس :
o المرتبة الجمهورية: وهؤلاء لا ينظرون إلا للمعقول.
o المرتبة النظرية : وهؤلاء ينظرون إلى الموضوعات اولاً، وإلى المعقول ثانياً ولأجل الموضوعات.
o مرتبة السعداء : وهم الذين يرون الشيء بنفسه.

نور
08-31-2009, 07:45 PM
ابن الهيثم


هو العالم العربي محمد بن الحسن بن الحسن بن الهيثم أبو على البصري، عالم بصريات وهندسة له العديد من المؤلفات والمكتشفات العلمية التي أكدها العلم الحديث.

مولده ونشأته

ولد ابن الهيثم في مدينة البصرة في العراق سنة 354 هـ- 965 ميلادية، في عصر كان يشهد ازدهارا في مختلف العلوم من رياضيات وفلك وطب وغيرها، هناك أنكب على دراسة الهندسة والبصريات وقراءة كتب من سبقوه من علماء اليونان والعالم الأندلسي الزهراوي وغيرهم في هذا المجال، كتب عدة رسائل وكتب في تلك العلوم وساهم على وضع القواعد الرئيسية لها, وأكمل ما كان قد بدئه العالم الكبير الزهراوي.

في القاهرة

رغّب الحاكم إلى ابن الهيثم الحضور إلى مصر والاستقرار فيها، فلما وصل أكرمه، وطلب منه تنفيذ ما قاله بخصوص النيل، فذهب الحسن إلى أسوان ومعه جماعة من الصناع المحترفين في أعمال البناء ليستعين بهم على تنفيذ فكرته التي خطرت له، غير أنه لما عاين الموقع الذي اختاره لتنفيذ مشروعه وجده لا يصلح مع ما فكر فيه، وأن تنفيذه يكاد يكون مستحيلا، فبناء جسم على النيل في ذلك الوقت تفوق إمكانات عصره وفوق طاقة رجاله، فعاد الحسن بن الهيثم خجلا إلى القاهرة، واعتذر للخليفة الحاكم، فتظاهر بقبول عذره، وولاه بعض الدواوين، فتولاها ابن الهيثم رهبة لا رغبة، ولو أنصف الحاكم لجعله في زمرة من جمعهم من العلماء في دار الحكمة ولصرفه عن الوظيفة، فما كان لمثله أن يصلح لهذا العمل، وهو الذي اعتاد حياة البحث والدراسة.

غير أن توليه هذا المنصب لم يكن ليجعله في مأمن من نزوات الحاكم الطائشة، وهو متقلب المزاج، سريع البطش والعقاب، وخشي ابن الهيثم من هذه التقلبات، وفي الوقت نفسه لم يكن قادرًا على التخلي عن عمله والانسحاب منه؛ خوفًا من غدر الحاكم بأمر الله، فلم يجد وسيلة للتخلص مما فيه إلا ادعاء الجنون وإظهار البله والعته، فلما بلغ الحاكم ذلك عزله عن منصبه وصادر أمواله، وأمر بحبسه في منزله، وجعل عليه من يخدمه، وظل العالم النابه على هذه الحالة التعسة حتى تُوفي الحاكم بأمر الله، فعاد إلى الظهور والاشتغال بالعلم، واستوطن دارًا بالقرب من الجامع الأزهر، وأقام بالقاهرة مشتغلا بالعلم والتصنيف ونسخ الكتب القديمة حتى توفي سنة (430هـ= 1038م) تقريبًا.

نشاطه العلمي واكتشافاته



كان ابن الهيثم غزير التأليف متدفق الإنتاج في شتي أنواع المعرفة، فطرق الفلسفة والمنطق والطب والفلك والبصريات والرياضيات، مستحدثًا أنماطًا جديدة من الفكر العلمي الأصيل، وقد بلغ عدد مؤلفاته مائتي مؤلف بالإضافة للرسائل الفكرية والمقالات الأخرى، ويتعجب المرء: كيف اتسعت الحياة لرجل ليؤلف فيها كل هذه الكتب المتنوعة في فروع مختلفة من العلم، مع ما فيها من الدقة وغزارة العلم والتجديد والابتكار؟ لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء.

وقد ألف ابن الهيثم في البصريات ما يقرب من أربعة وعشرين موضوعًا ما بين كتاب ورسالة ومقالة، غير أن أكثر هذه الكتب قد فُقدت فيما فقد من تراثنا العلمي، وما بقي منها فقد ضمته مكتبات إستانبول ولندن وغيرهما، وقد سلم من الضياع كتابه العظيم "المناظر" الذي احتوى على نظريات مبتكرة في علم الضوء، وظل المرجع الرئيسي لهذا العلم حتى القرن السابع عشر الميلادي بعد ترجمته إلى اللاتينية.

والحسن بن الهيثم هو أول مَن بَيَّنَ خطأ نظرية إقليدس وغيره في أن شعاع الضوء ينبعث من العين ويقع على المبصَر، وقرر عكس هذه النظرية، في أن شعاع الضوء يخرج من الشيء المبصر ويقع على العين، واستدل بالتجربة والمشاهدة على أن امتداد شعاع الضوء يكون على خط مستقيم.

وعرف ابن الهيثم الأجسام الشفافة، وهي التي ينفذ منها الضوء ويدرك البصر ما وراءها كالهواء والماء، وبيّن أن الضوء إذا نفذ من وسط شفاف إلى آخر شفاف انعطف عن استقامته.

وبحث في انكسار الأشعة الضوئية عند نفاذها في الهواء المحيط بالكرة الأرضية، وبين أن كثافة الهواء في الطبقات السفلى أكبر منها في الطبقات العليا، وأن الهواء لا يمتد من غير نهاية، وإنما ينتهي عند ارتفاع معين، فإذا مر شعاع من الضوء خلال هذه الطبقات الهوائية المختلفة الكثافة فإنه ينكسر رويدًا رويدًا وينحني تدريجيًا نحو سطح الأرض، ويترتب على ذلك أن النجم أو الكوكب الذي ترقبه العين يظهر في موضع أقرب من موضعه الحقيقي، وأشار إلى الخطأ الذي ينشأ عن ذلك في الرصد وإلى وجوب تصحيحه.

وشرح الحسن بن الهيثم كيفية حدوث الرؤية، وبين في ذلك تركيب العين، وما يؤديه كل جزء من أجزائها من الأعمال، وقد عزى حدوث الرؤية إلى تكوّن صور المرئيات على ما نسميه الآن "شبكية العين" وانتقال التأثير الحاصل بوساطة العصب البصري، وعلل رؤية الشيء واحدًا على الرغم من النظر إليه بعينين اثنتين بوقوع الصورتين على جزأين متماثلين من الشبكية، وعالج موضوع العدسات وقوة تكبيرها. ويعد ما كتبه في هذا الموضوع ممهدًا لاستخدام العدسات لإصلاح عيوب العين.

وكان لهذه الجهود أثرها في تقدم ورقي علم الضوء ونيل تقدير العلماء، فوصفه جورج ساتون وهو من كبار مؤرخي العلم بقوله "هو أعظم عالم فيزيائي مسلم، وأحد كبار العلماء الذين بحثوا في البصريات في جميع العصور"، وقد تُرجمت بحوثه في البصريات إلى اللاتينية والإيطالية، فأفادت كبلر واعتمد عليها في بحوثه، وخلاصة القول أن ابن الهيثم جعل علم الضوء يتخذ صبغة جديدة، وينشأ نشأة أخرى غير نشأته الأولى، حتى أصبح أثره في علم الضوء يشبه تأثير نيوتن العام في علم الميكانيكا، فكانت المعلومات في علم الضوء قبل ابن الهيثم متفرقة لا يربطها رابط، فأعاد البحث فيها من جيد، واتجه في بحثه وجهة لم يسبقه إليها أحد من قبله، فأصلح الأخطاء وأتم النقص، وابتكر المستحدث من البحوث، وأضاف الجديد من الكشوف، واستطاع أو يؤلف من ذلك كله وحدة مترابطة الأجزاء، وأقام الأساس الذي انبنى عليه صرح علم الضوء.

وإلى جانب ذلك كانت له مساهماته في الهندسة، وله فيها ثمانية وخمسون مؤلفًا، تضم آراءه وبراهينه المبتكرة لمسائل تواترت عن إقليدس وأرخميدس بدون برهان أو في حاجة إلى شرح وإثبات. ويوجد في مكتبات العالم في القاهرة ولندن وباريس وإستانبول أكثر من واحد وعشرين مخطوطا لابن الهيثم في هذا التخصص، وفي الحساب والجبر والمقابلة ألّف ما لا يقل عن عشرة كتب، لا يوجد منها سوى مخطوطات قليلة في مكتبة عاطف بتركيا منها: حساب المعاملات، واستخراج مسألة عددية.

وفي الفلك أبدع ابن الهيثم وأسهم فيه بفاعلية حتى أُطلق عليه "بطليموس الثاني"، ولم يصلنا من تراث ابن الهيثم في الفلكيات إلا نحو سبع عشرة مقالة من أربعة وعشرين تأليفًا، تحدث فيها عن أبعاد الأجرام السماوية وأحجامها وكيفية رؤيتها وغير ذلك.

وله في الطب كتابان: أحدهما في "تقويم الصناعة الطبية" ضمّنه خلاصة ثلاثين كتابا قرأها لجالينوس، والآخر "مقالة في الرد على أبي الفرج عبد الله بن الطيب" لإبطال رأيه الذي يخالف فيه رأي جالينوس، وله أيضًا رسالة في تشريح العين وكيفية الإبصار.

أشهر أعماله

المناظر (أو علم الضوء) - صورة الكسوف - اختلاف منظر القمر - رؤية الكواكب - التنبيه على ما في الرصد من الغلط - تربيــــع الدائرة - أصول المساحة - أعمدة المثلثات - المرايا المحرقة بالقطـــــوع - المرايا المحرقة بالدوائر - كيفـيات الإظلال - رســــــالة في الشفق - شــرح أصول إقليدس في الهندسـة والــعدد - الجامع فـي أصول الحساب - تحليل المسائل الهندسية - تحليل المسائل العـددية. ولابن الهيثم أكثر من 80 كتابا ورسالة، عرض فيها لسير الكواكب والقمر والأجرام السماوية وأبعادها.

مؤلفاته

لابن الهيثم الكثير من المؤلفات التي يصل عددها الى ثمانين كتابا ورسالة في مختلف العلوم، ولعل أهم تلك المؤلفات كتاب المناظر الذي وضع فيه نظريته المعروفة التي أصبحت أساس علم البصريات فيما بعد وتنص على ان العين تتمكن من الرؤية بانبعاث أشعة من الأجسام باتجاهها وهذا ما اثبته العلم الحديث مخالفا بذلك العالم اليوناني بطليموس الذي قال ان العين تخرج أشعة باتجاه الاجسام للتتمكن من رؤيتها.
تأثيره على العلم الحديث

درس إبن الهيثم ظواهر إنكسار الضوء وإنعكاسه بشكل مفصّل ، وخالف الآراء القديمة كنظريات بطليموس ، فنفى ان الرؤية تتم بواسطة أشعة تنبعث من العين ، كما أرسى أساسيات علم العدسات وشرّح العين تشريحا كاملا .

وفاته

توفي ابن الهيثم في مدينة القاهرة في مصر سنة 1038 م عن عمر 73 عام.

بحث فلاسفة اليونان القدماء وعلماؤها في علم الضوء، ولم تكن بحوثهم وافية أو عميقة، فذهب إقليدس في بحوثه إلى أن العين تحدث في الجسم الشفاف المتوسط بينها وبين المبصرات شعاعًا ينبعث منها، وأن الأشياء التي يقع عليها هذا الشعاع تُبْصَر، والتي لا يقع عليها لا تبصر، وأن الأشياء التي تبصر من زاوية كبيرة تُرى كبيرة، والتي تبصر من زاوية صغيرة ترى صغيرة، وظلت البحوث في علم الضوء تدور في هذا الفلك دون تقدم أو رقي، حتى جاء الحسن بن الهيثم فصحح هذه الأخطاء، وخطى بعلم الضوء خطوات واسعة، بلغ فيه ما لم يبلغه من قبل، ولم يتجاوزه من بعده إلا بعد مضي قرون عديدة.

وعلى الرغم من مكانة ابن الهيثم وبحوثه المبتكرة في علم الضوء، فقد ظل مغمورًا، لا يعرفه كثير من الناس، ولولا أن قيض الله له من يكشف عن جهوده ويجلي آثاره، لبقي في مجاهل النسيان، وكان العالم العربي مصطفى نظيف واحدًا من هؤلاء، فقد كتب عنه دراسة رائدة نشرتها جامعة القاهرة في مجلدين، بذل فيها جهدًا مضنيًا في قراءة مخطوطات ابن الهيثم ومئات المراجع، حتى خلص إلى حقيقة صادقة بأن ابن الهيثم هو واضع أسس علم الضوء بالمعنى الحديث.

انتقال أعماله إلى أوربا

وقد عني كمال الدين الفارسي ببحوث ابن الهيثم في البصريات ودرسها دراسة وافية وألف في ذلك كتابه المعروف "تنقيح المناظر لذوي الأبصار والبصائر"، وعن طريق هذا الكتاب عرفت أوروبا الكثير عن ابن الهيثم وأعماله وجهوده في علم الضوء، حيث نشر هذا الكتاب مترجمًا في مدينة بال بسويسرا سنة (980هـ= 1572)، وإن كان قد سبق نشره قبل اختراع الطباعة من قبل "جيرار دي كريمونا" أشهر المترجمين في إسبانيا، الذي اهتم بإنشاء أضخم مجموعة فلكية سنة (676هـ= 1277م) عن العلماء العرب، وهذه الكتب استفادت منها إسبانيا والبرتغال في رحلاتهما البحرية في المحيط الأطلنطي بفضل الأزياج الفلكية (الجداول الفلكية) والمعلومات الرياضية التي خلفها العلماء العرب.

وعن طريق هذه الترجمات لأعمال ابن الهيثم تأثر روجر بيكون وجون پكام وفيتلو في بحوثهم، فكتاب جون پكام الموسوم بالمنظور ليس إلا اقتباسًا ناقصًا من كتاب ابن الهيثم في البصريات، وأما كتاب فيتلو الذي ألفه سنة (669هـ= 1270م) فمأخوذ في قسم كبير منه عن ابن الهيثم، ولا يتجاوز النتائج التي وصل إليها.

نور
08-31-2009, 07:45 PM
بو الريحان البيروني


هو أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني (و. 362 هـ/973 - 3 رجب 440هـ/12 ديسمبر 1048م) أحد كبار علماء وفلاسفة المسلمين.

هو أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، ولد في ذي الحجة 362 هـ/973 بضاحية من ضواحي خوارزم، ويذكر بعض المؤرخين أنه منسوب إلى بيرون وهي من مدن السند (في باكستان اليوم)، ولكن الأرجح أنه من خوارزم ولكن لكثرة مقامه خارجها أطلق عليه "البيروني"، وهي تعني "الغريب" أو الآتي من خارج البلدة، وقد التبس اسمه مع الخوارزمي الرياضي الشهير عند بعض المحدثين. وقد اختلفت المصادر في أصله: هل هو فارسي أم تركي؟ وهذا الأمر لن يزيد أو ينقص منه شيئًا.

لا يؤرخ مؤرخ لأبي الريحان إلا ويقر له بالعظمة في العلم، بل ويصل بعض مؤرخي العلوم من الغربيين إلى أنه من أعظم العلماء في كل العصور والأزمان، مثل "جورج سارتن" – المؤرخ العلمي الشهير، صاحب كتاب تاريخ العلم -.

ولم يكن البيروني يطلب المال بعلمه، فقد أرسل له أحد ملوك الهند "محمود الغزنوي" حِمل فيل من الفضة، فاعتذر عن قبوله لعدم حاجته إليه، ولم يكن ساعيًا لمنصب، فقد حدَّد أحد الملوك إقامته في بيته؛ لأنه أصر على رأيه المعارض للملك، ولم يكن راهب علم وحسب، بل كان رجل سياسة وفكر، تولى العديد من المناصب الهامة في الدولة، ولا نبالغ إذا قلنا: إنه لولا عمله في السياسة لتضاعفت مؤلفاته، وكان أصحاب العقول من الملوك يقولون له:
العلم من أشرف الولايات يأتيه كل الورى ولا ياتي

والله لولا الطقوس الدنيوية لما استدعيتك، فالعلم يعلو "ولا يُعلى". قد عاصر البيروني العديد من ملوك وسلاطين الهند وخوارزم، من أمثال أبو العباس المأمون، ومحمود الغازي بن سبكتكين، وابنه مسعود الغزنوي.

وقد كان للبيروني علاقات بمختلف علماء عصره، من أمثال ابن سينا والفلكي أبي سهل عيسى النصراني، وقد أتقن البيروني العديد من اللغات إلى جانب الخوارزمية – لغة بلده - والعربية، فقد أتقن الفارسية والسريانية والسنسكريتية (لغة مستخدمة في الهند) واليونانية، وقد ساعده ذلك على الاطلاع على أصول العلوم في لغاتها الأصلية دون التورط في الترجمات وأخطائها المحتملة.

وقد كتب أبو الريحان عددًا كبيرًا من المؤلفات في مختلف العلوم، ونقل في كتبه آراء علماء الشرق والغرب القدماء، وناقشها وأضاف إليها، فوضع المؤلفات في مناقشة المسائل العلمية المختلفة، مثل وصفه لصورة واضحة في تثليث الزوايا في حساب المثلثات والدائرة، وبحث بحثًا مستفيضًا في خطوط الطول والعرض، ودوران الأرض حول محورها، كما بحث في الفرق بين سرعة الضوء وسرعة الصوت، وأوضح الفرق الكبير بين سرعتيهما، كما استخدم قاعدة الأواني المستطرقة في شرح تدفق الينابيع والآبار الارتوازية، هذا بالإضافة إلى ما كتبه في تاريخ الهند.

أهم كتبه

ومن أهم ما كتب البيروني كتاب "الصيدنة" وهو في علم الصيدلة (ويطلق عليه في التراث الأقرباذين)، وكتاب "الجماهر في معرفة الجواهر" وهو من أنفس ما كتب؛ إذ في هذا الكتاب يوضح أنواع الأحجار والجواهر وخصائصها الطبيعية، ويوضح كيفية قياس الوزن النوعي لها، وفي قياسه للأوزان النوعية يوضح الأوزان النوعية لبعض العناصر بما لا يخرج عما استقر عندنا الآن في ظل العلوم الحديثة.

الكتاب الأول: كتاب "الصيدنة"

هذا المخطوط يقع في 427 صفحة، والنسخة الموجودة مؤرخة بتاريخ 678هـ، وهي بخط إبراهيم بن محمد التبريزي، وقد نقلها الناسخ عن نسخة بخط المؤلف الأصلي وهو البيروني.

والمخطوطة مقسمة إلى مقدمة وخمسة فصول:

الفصل الأول

وفيه عرف لغويًّا كلمة "الصيدنة" و"صيدناني" وأنها معربة عن "جندل" و"جندناني" وهما كلمتان هنديتان تعبران عن بائع العطور والأعشاب والأدوية، والقائم بمزجها، وحرف "ج" الهندي يقلب "ص" في العربية، وأصل "الجندل" هو نبات شهير عند الهنود والعرب، وهو في العربية "الصندل"، ثم أوضح أن لفظة "الصيدلاني" أفضل في التعبير عن هذه المهنة، وهذه اللفظة التي اختارها هي المستقرة في اللغة العربية اليوم، وقام بتعريف مهنة الصيدلاني بأنها "وهو المحترف بجمع الأدوية على أحمد صورها واختيار الأجود من أنواعها، مفردة ومركبة على أفضل التراكيب التي خلَّدها مبرزو أهل الطب، وهذه هي أولى مراتب صناعة الطب...".

الفصل الثاني

وفيه قام بشرح الأدوية والعقاقير، والابتداء كان بتعريف أصل كلمة "عقار" وهي كلمة سريانية تعني الجرثومة وتعني الدواء القاضي عليها، وقد قسَّم العقاقير إلى ثلاثة أنواع:

- الأدوية. – الأغذية. – السموم.

وكل منها فيه ما هو مفرد وما قد يكون مركبًا، وأن الدواء السُّمّي يحتاج إلى محترف بارع مجرب حتى يخفف أثر السم، ويحصل على فائدته للجسم العليل.

الفصل الثالث

وفيه يشرح البيروني أنواعًا من الأدوية المفردة، وأنواعًا من المركبة، ثم يقوم بشرح دور الصيدلاني في أمرين:

أحدهما الحذف: وهو أن ينقص الدواء من أحد العناصر الموصوفة من الطبيب متى عجز عن توفيره، وهذا حرصًا على توفير الدواء الممكن لعلاج المريض، ولكن يجب أن يفقه الصيدلاني أهمية العنصر لسائر العناصر ودوره في علاج المرض.

والثاني التبديل: وهو إبدال عنصر مكان عنصر، وذلك في حالة إذا ما توفر نوع قريب الشبه في الخصائص والأداء في الجسم من عنصر مفقود، وهذا يحتاج إلى معرفة دقيقة بخصائص العناصر المختلفة وأدائها في الأجسام وعملها مع غيرها من العناصر في إزالة العلل من الأجساد، وهذا قد يتطلب تغيير نسب الدواء المنصوص عليها، وهذا يحتاج إلى خبرة ومعرفة طويلة، وذلك حتى لا يجلب الضر للمريض بدلاً من الشفاء؛ وهنا يشيد البيروني بالأطباء والصيادلة اليونان وفضلهم في هذا المجال.

الفصل الرابع

وفيه يشرح البيروني مآثر اللغة العربية وقدرتها على التعبير عن سائر الأفكار والعلوم، وفضلها على سائر اللغات الأخرى، وسعتها في تقبل المصطلحات العلمية الوافرة من العلوم المترجمة من الحضارات والثقافات الأخرى.

الفصل الخامس

وفي هذا الفصل يشرح طرائق الحصول على العلوم والمعارف من منابعها الأصلية، وأهمية معرفة لغات عديدة، ويقول عن نفسه: إنه يعرف أسماء الأدوية والعقاقير في اللغات المختلفة، ويوضح خطورة الخطأ في قراءة اسم العقار، خاصة أن العربية بها خاصية التشكيل التي قد تغير معنى اللفظة تغييرًا كليًّا، ويضرب الأمثلة على ذلك من خلال عرضه لبعض الروايات في صرف أدوية خطأ بسبب القراءة المغلوطة لاسم الدواء، ثم بدأ في عرض أسماء مجموعة كبيرة من الأدوية، مع شرح دور كل عنصر فيها وخصائصه، واسمه في اللغات المختلفة، وقد جعل ذلك على حروف المعجم.

وفي شرحه للعناصر نجد أمورًا يوردها في بساطة على أنها من الأمور المشهورة والمعروفة عنده، وهي مما اكتُشف حديثًا، مثل حديثه عن "الإسرنج" وهو أكسيد الرصاص الأحمر وكيف تؤثر النار فيه، وفعل الكبريت المنصهر أو بخاره في هذا الأكسيد، وتغيُّر لون الأكسيد في كل تجربة.

كذلك يصف طريقة تحضير "الزنجار" وهي كربونات النحاس القاعدية وكيفية استعمالها في التهابات العيون، ووضّح الفرق بينها وبين كبريتات النحاس، وأن الأولى تتحول إلى اللون الأحمر الغامق عند التسخين بعكس الثانية، وهو ما عرف الآن أن كربونات النحاس تتحلل بالتسخين إلى أكسيد النحاس وثاني أكسيد الكربون، أما كبريتات النحاس فلا تتغير في اللون.

وكذلك يصف استخراج الزئبق فيقول "وأحجاره حُمْر تنشق في الكُور (أي في الفرن الساخن) فيسيل الزئبق منها".

ومن هذا العرض المختصر نستطيع أن نتعرف على صورة من أداء العلماء في علم الصيدلة، وكيف جمعوا تراث من قبلهم، وأضافوا إليه، ونقلوه إلينا، ولكن لما كانت أيدينا مشغولة بقتال بعضنا بعضًا، أخذ آخرون هذه العلوم، وصاروا بها قادة لركب الحضارة الإنسانية.

وسوف يزداد اليقين بدور علماء الإسلام في كتاب البيروني الثاني "الجماهر في معرفة الجواهر".


وبلغ من تقدير الهيئات العلمية لجهود البيروني أن أصدرت أكاديمية العلوم السوفيتية في سنة (1370هـ= 1950م) مجلدًا تذكاريًا عنه بمناسبة مرور ألف سنة على مولده، وكذلك فعلت الهند. وأنشأت جمهورية أوزبكستان جامعة باسم البيروني في طشقند؛ تقديرًا لمآثره العلمية، وأقيم له في المتحف الجيولوجي بجامعة موسكو تمثال يخلد ذكراه، باعتباره أحد عمالقة علماء الجيولوجيا في العالم على مر العصور، وأطلق اسمه على بعض معالم القمر.

استقبال الحياة

استقبلت إحدى قرى مدينة "كاث" عاصمة خوارزم مولودًا ميمونًا هو أبو الريحان محمد بن أحمد الخوارزمي المعروف بالبيروني في (2 ذو الحجة 362هـ= 4 من سبتمبر 973م)، والبيرون كلمة فارسية الأصل تعني "ظاهر" أو خارج. ويفسر السمعاني في كتابه "الأنساب" سبب تسمية أبي الريحان بهذه النسبة بقوله: "ومن المحتمل أن تكون عائلة أبي الريحان من المشتغلين بالتجارة خارج المدينة، حيث بعض التجار كانوا يعيشون خارج أسوار المدينة للتخلص من مكوس دخول البضائع إلى داخل مدينة كاث".

ولا تُعرف تفاصيل كثيرة عن حياة البيروني في طفولته، وإن كان لا يختلف في نشأته عن كثير من أطفال المسلمين، حيث يُدفعون إلى من يعلمهم مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، ودراسة شيء من الفقه والحديث وهو ما تستقيم به حياتهم. ويبدو أنه مال منذ وقت مبكر إلى دراسة الرياضيات والفلك والجغرافيا، وشغف بتعلم اللغات، فكان يتقن الفارسية والعربية، والسريانية، واليونانية، وتلقى العلم على يد أبي نصر منصور بن علي بن عراق، أحد أمراء أسرة بني عراق الحاكمة لخوارزم، وكان عالمًا مشهورًا في الرياضيات والفلك.

نور
08-31-2009, 07:46 PM
في طلب العلم

أجبرت الاضطرابات والقلاقل التي نشبت في خوارزم البيروني على مغادرتها إلى "الري" سنة (384هـ= 994م)، وفي أثناء إقامته بها التقى بالعالم الفلكي "الخوجندي" المتوفى سنة (390هـ= 1000م) وأجرى معه بعض الأرصاد والبحوث، ثم عاد إلى بلاده وواصل عمله في إجراء الأرصاد، ثم لم يلبث أن شد الرحال إلى "جرجان" سنة (388هـ= 998م) والتحق ببلاط السلطان قابوس بن وشمكير، الملقب بشمس المعالي، وكان محبًّا للعلم، يحفل بلاطه بجهابذة العلم وأساطين المعرفة، وتزخر مكتبته بنفائس الكتب، وهناك التقى مع "ابن سينا" وناظَرَه، واتصل بالطبيب الفلكي المشهور أبي سهل عيسي بن يحيى المسيحي، وتتلمذ على يديه، وشاركه في بحوثه.

وفي أثناء إقامته بكنف السلطان قابوس بن وشمكير أنجز أول مؤلفاته الكبرى "الآثار الباقية من القرون الخالية"، وهو كتاب في التاريخ العام يتناول التواريخ والتقويم التي كانت تستخدمها العرب قبل الإسلام واليهود والروم والهنود، ويبين تواريخ الملوك من عهد آدم حتى وقته، وفيه جداول تفصيلية للأشهر الفارسية والعبرية والرومية والهندية، ويبين كيفية استخراج التواريخ بعضها من بعض.

وظل البيروني في جرجان محل تقدير وإجلال حتى أطاحت ثورة غاشمة ببلاط السلطان قابوس سنة (400 هـ= 1009م) فرجع إلى وطنه بعد غياب، واستقر في مدينة "جرجانية" التي أصبحت عاصمة للدولة الخوارزمية، والتحق بمجلس العلوم الذي أقامه أمير خوارزم مأمون بن مأمون. وكان يزامله في هذا المجمع العلمي الرئيس ابن سينا، والمؤرخ والفيلسوف ابن مسكويه.

عرف أمير خوارزم قدر البيروني فأحله منزلة عالية، واتخذه مستشارًا له، وأسكنه معه في قصره، وظل في معيته سبع سنوات، واصَلَ في أثنائها بحوثه في الفلك حتى استولى السلطان محمود الغزنوني على خوارزم وضمها إلى مُلكه، فانتقل إلى بلاطه، ورحل معه إلى بلاده سنة (407هـ= 1016م).

في بلاط الغزنويين

عاش البيروني في "غزنة" (كابول الآن) مشتغلا بالفلك وغيره من العلوم، ورافق السلطان محمود الغزنوي في فتوحاته الظافرة في بلاد الهند، وقد هيأ له ذلك أن يحيط بعلوم الهند، حيث عكف على دراسة لغتها، واختلط مع علمائها، ووقف على ما عندهم من العلم والمعرفة، واطلع على كتبهم في العلوم والرياضيات، ودرس جغرافية الهند من سهول ووديان وجبال وغيرها، إضافة إلى عاداتها وتقاليدها ومعتقداتها المختلفة، ودوّن ذلك كله في كتابه الكبير "تحقيق لما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة".

وبعد تولي السلطان مسعود بن محمود الغزنوي الحكم خلفًا لأبيه سنة (421هـ= 1030م)، قرب إليه البيروني، وألحقه بمعيته، وأحاطه بما يستحق من مكانة وتقدير، حتى إنه عندما كتب موسوعته النفيسة في علم الفلك أطلق عليها "القانون المسعودي في الحياة والنجوم" وأهداها إلى السلطان مسعود الذي أحسن مكافأته، فبعث إليه بحمل فيلٍ من القطع الفضية، غير أن البيروني اعتذر عن قبول الهدية؛ لأنه يعمل دون انتظار أجر أو مكافأة، وظل البيروني بعد رجوعه من الهند مقيمًا في غزنة منقطعًا إلى البحث والدرس حتى توفاه الله.

القانون المسعودي


ويعد كتاب القانون المسعودي أهم مؤلفات البيروني في علم الفلك والجغرافيا والهندسة، وهو يحتوي على إحدى عشرة مقالة، كل منها مقسم إلى أبواب. وفي المقالة الرابعة من الكتاب جمع النتائج التي توصَّل إليها علماء الفلك في الهند واليونان والمعاصرون له، ولم يطمئن هو إلى تلك النتائج لاختلافها فيما بينها؛ ولذلك قرر أن يقوم بأرصاده الخاصة بنفسه، ولم يكتف بمرة واحدة بل أربع مرات على فترات متباعدة، بدأها وهو لم يتجاوز الخامسة والعشرين، حيث قرر أن يصنع آلته الخاصة ليرصد بها أعماله الفلكية، وليضع حدا لحيرته من تضارب نتائج علماء الفلك، وقام بتعيين الجهات الأصلية وتحديد الأوقات، ومعرفة فصول السنة، ورصد حركة أوج الشمس، وهو أبعد المواقع السنوية بين الشمس والأرض، وقام بقياس طول السنة على وجه دقيق، ودرس كسوف الشمس وخسوف القمر والفرق بينهما، وفسر أسباب ظهور الفجر قبل شروق الشمس باستنامة الغلاف الجوي، وبالمثل شفق ما بعد الغروب وأوقاتهما، وشرح الأسباب التي تمنع رؤية الهلال حتى مع وجوده في الأفق، وأوضح بالطريق الهندسي الحدود النسبية بين القمر والشمس، والتي عليها تعتمد ظروف رؤية الهلال ما لم تتدخل العوامل الجوية، وأوضح الفرق بين النجوم (الكواكب الثابتة) والكواكب السيارة، وابتكر البيروني الإسطرلاب الأسطواني الذي لم يقتصر على رصد الكواكب والنجوم فقط، بل استُخدم أيضًا في تحديد أبعاد الأجسام البعيدة عن سطح الأرض وارتفاعها. كما اخترع جهازًا خاصًا يبين أوقات الصلاة بكل دقة وإتقان.

إسهاماته الحضارية الأخرى

وتجاوزت بحوث البيروني مجال الفلك إلى مجالات أخرى تشمل الفيزياء والجيولوجيا والتعدين والصيدلة والرياضيات والتاريخ والحضارة.

وتشمل جهوده في الفيزياء بعض الأبحاث في الضوء، وهو يشارك الحسن بن الهيثم في القوال: بأن شعاع النور يأتي من الجسم المرئي إلى العين لا العكس، كما كان معتقدًا من قبل. وورد في بعض مؤلفاته شروح وتطبيقات لبعض الظواهر التي تتعلق بضغط السوائل وتوازنها. وشرح صعود مياه الفوارات والعيون إلى أعلى، وتجمع مياه الآبار بالرشح من الجوانب، حيث يكون مأخذها من المياه القريبة إليها.

وفي مجال التعدين ابتكر البيروني جهازا مخروطيًا لقياس الوزن النوعي للفلزات والأحجار الكريمة، وهو يعد أقدم مقياس لكثافة المعادن، وقد نجح في التوصل إلى الوزن النوعي لثمانية عشر مركبًا.

وفي مجال علم الأرض وضع نظرية لاستخدام امتداد محيط الأرض، وقد أوردها في آخر كتابه "الإسطرلاب". واستعمل معادلة معروفة عند العلماء بقاعدة البيروني لحساب نصف قطر الأرض، وتضمنت بحوثه ومؤلفاته في هذا الميدان نظريات وآراء حول قدم الأرض وعمرها وما اعتراها من ثورات وبراكين وزلازل وعوامل تعرية. وله نظريات حول تكوين القشرة الأرضية، وما طرأ على اليابسة والماء من تطورات خلال الأزمنة الجيولوجية. وله بحوث في حقيقة الحفريات، وكان يرى أنها لكائنات حية عاشت في العصور القديمة. وما توصل إليه في هذا الصدد أقره علماء الجيولوجيا في عصرنا الحالي.

ويقر "سميث" في كتابه "تاريخ الرياضيات" بأن البيروني كان ألمع علماء عصره في الرياضيات، وهو من الذين بحثوا في تقسيم الزاوية إلى ثلاثة أقسام متساوية، وكان ملمًا بحساب المثلثات، وكتبه فيها تدل على أنه عرف قانون تناسب الجيوب، وقد عمل جداول رياضية للجيب والظل.

وفي علم الصيدلة ألف كتابه "الصيدنة في الطب"، وهو يُعد ذخيرةً علمية ومرجعًا وافيًا في مجال الصيدلة، وهو ينقسم إلى قسمين:

أولهما: هو ديباجة في فن الصيدلة والعلاج مع تعريفات وإيضاحات تاريخية مفيدة. وتمثل المقدمة إضافة عظيمة للصيدلة، وتناول في هذا القسم المسئوليات والخطوات التي يجب على الصيدلي أن يلتزم بها.

ثانيهما: للمادة الطبية، فأورد كثيرًا من العقاقير مرتبة حسب حروف المعجم، مع ذكر أسمائها المعروفة بها في اللغات المختلفة، وطبائعها ومواطنها وتخزينها وتأثيراتها وقواها العلاجية وجرعاتها.

وتفوق البيروني في مجال الجغرافيا الفلكية، وله فيها بحوث قيمة وهو يعد من مؤسسي ذلك العلم، ونبغ أيضًا في الجغرافيا الرياضية، وبخاصة تحديد خطوط الطول والعرض ومسافات البلدان، وله فيها عشرة مؤلفات، وجاءت أبحاثه في الجغرافيا الطبيعية على نسق رفيع ومستوى عال من الفهم. وله في فن رسم الخرائط مبتكرات كثيرة، فقام بعمل خريطة مستديرة للعالم في كتابه "التفهيم لأوائل صناعة التنجيم" لبيان موضع البحار، وله أبحاث كثيرة في كيفية نقل صورة الأرض الكروية إلى الورق المسطح، ومن كتبه في هذا الميدان: "تسطيح الصور وتبطيح الكور"، "تحديد المعمورة وتصحيحها في الصورة".

وكان البيروني لا يستبعد نظريًّا احتمال أن يكون النصف الغربي من الكرة الأرضية معمورًا قبل اكتشاف الأمريكتين، وعند وصفه لتضاريس الأرض ومسالك البحار والمحيطات تكلم للمرة الأولى على أنه ليس ما يمنع من اتصال المحيط الهندي بالمحيط الأطلنطي جنوبي القارة الأفريقية على عكس ما كان شائعًا في ذلك الوقت.


ولم يكُفَّ هذا العالم لحظة عن البحث والدرس، وأثمرت هذه الحياة العلمية الجادة عما يزيد عن مائة وعشرين مؤلفًا، نقل بعضها إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية، وأخذ عنها الغربيون، واستفادوا منها، ومن هذه المؤلفات غير ما ذكرنا:

- الرسائل المتفرقة في الهيئة، وهي تحتوي على إحدى عشرة رسالة في علوم مختلفة، وقد طبعتها دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن بالهند سنة (1367هـ= 1948م).

- الجماهر في معرفة الجواهر، وهو من أهم مؤلفات البيروني في علوم المعادن، وطبع في حيدر آباد الدكن بالهند (1355هـ=1936م).

- استخراج الأوتار في الدائرة بخواص الخط المنحني فيها، وطبع أيضًا بالهند.

- جوامع الموجود لخواطر الهنود في حساب التنجيم.

-تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن، وطبع محققًا بعناية المستشرق الروسي بولجاكوف، ونشره معهد المخطوطات العربية سنة 1962م.

-في تهذيب الأقوال في تصحيح العرض والأطوال.

وإلى جانب التأليف نقل البيروني اثنين وعشرين كتابًا من تراث الهند العلمي إلى اللغة العربية، وترجم بعض المؤلفات الرياضية من التراث اليوناني مثل كتاب أصول إقليدس، وكتاب المجسطي لبطليموس.

أيامه الأخيرة

وظل البيروني حتى آخر حياته شغوفًا بالعلم مقبلا عليه، متفانيًا في طلبه. ويروي المؤرخ الكبير ياقوت الحموي في كتابه معجم الأدباء ما يغني عن الكلام في مدى تعلق البيروني بمسائل العلم حتى الرمق الأخير، فيقول على لسان القاضي علي بن عيسي، قال: "دخلت على أبي الريحان وهو يجود بنفسه قد حَشْرَج نفسُه، وضاق به صدره، فقال لي وهو في تلك الحال: كيف قلت لي يومًا حساب المجدَّات الفاسدة (من مسائل المواريث) فقلت له إشفاقًا عليه: أفي هذه الحالة! قال لي: يا هذا أودّع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، ألا يكون خيرًا من أن أخلّيها وأنا جاهل لها؛ فأعدت ذلك عليه، وحفظه… وخرجت من عنده وأنا في الطريق سمعت الصراخ…"، وكان ذلك في غزنة في (3 رجب 440هـ= 12 ديسمبر 1048م).


مؤلفاته

* الصيدنة.
* الجماهر في معرفة الجواهر.

نور
08-31-2009, 07:46 PM
نصير الدين الطوسي


نصير الدين محمد بن محمد بن حسن الطوسي (16 فبراير 1201/11 جمادى الأولى 597 هـ - 25 يونيو 1274/18 ذو الحجة 672 هـ) عالم فارسي فذ في مختلف المجالات، ورجل سياسة. مؤلفاته (بالعربية) في علم الفلك والرياضيات والفلسفة والفقه جد جليلة. اجتاح المغول بلاده فهرب إلى قلعة الموت والتحق بالحشاشين حيث تحول من الشيعة الإثنى عشرية إلى الإسماعيلية وفي تلك الفترة أبدع في دراساته العلمية أثناء تنقله من مدينة لأخرى تحت وطأة الغزو المغولي. بعد ذلك التحق بالمغول وانضم لجيش هولاكو وكان من مستشاريه لغزو بغداد.

واسمه الكامل هو : أبو جعفر محمد بن محمد بن الحسن نصير الدين الطوسي، ولد في مدينة طوس، قرب نيسابور (فارس) سنة 597هـ (1201م)، وتوفي في بغداد سنة 672هـ (1274م). ودرس على كمال الدين بن يونس الموصلي وعلى عبد المعين سالم بن بدران المعتزلي.

بدأ حياته العملية كفلكي للوالي نصير الدين عبد الرحمن بن أبي منصور في سرتخت. وبلغ الطوسي مكانة كبيرة في عصره، فقد كرمه الخلفاء وجالس الأمراء والوزراء، وهو ما أثار عليه حسد الحاسدين، فوشوا به وحكم عليه بالسجن في قلعة "ألموت"، مع السماح له بمتابعة أبحاثه، فكتب معظم مصنفاته العلمية في هذه القلعة.

ولما استولى هولاكو، ملك المغول، على بغداد (656هـ1258-م)، أراد أن يستفيد من علماء أعدائه العباسيين، فأطلق سراح الطوسي وقربه إليه وأسند إليه نظارة الوقف. ثم عينه على رأس مرصد مدينة مراغة (إيران) الذي تم إنشاؤه بطلب من الطوسي. وفي هذا المرصد، كان الطوسي يشرف على أعمال عدد كبير من الفلكيين الذين استدعاهم هولاكو من مختلف أنحاء العالم. ومنهم المؤيد العُرْضِي من دمشق، والفخر المراغي من الموصل، ونجم الدين القزويني، ومحيى الدين المغربي. وقد اشتهر هذا المرصد بآلاته وبمقدرته في الرصد. وبنى بالمرصد مكتبة عظيمة ملأها من الكتب التي نهبت من بغداد والشام والجزيرة. وقدر عدد الكتب بها بنحو أربعمائة ألف مجلد.

إسهاماته العلمية

كتب الطوسي في المثلثات، وفي الهيئة، والجبر، وإنشاء الأسطرلابات وكيفية استعمالها. ففي المثلثات كان الطوسي أول من جعلها مستقلة عن الفلك. كما ابتكر براهين جديدة لمسائل فلكية متنوعة. وهو أول من استعمل الحالات الست للمثلث الكروي القائم الزاوية. ويقول كارادي فو إن الطوسى قد بسط في كتابه "الشكل الرباعي" : علم المثلثات بأوضح أسلوب وأسهله، أولاً على طريقة منالاووس وبطليموس، ثم على طرق استنبطها هو مشيراً إلى نتائجها. وقاعدته التي سماها "قاعدة الأشكال المتتامة"، تخالف استعمال نظرية بطليموس في الأشكال الرباعية.

وتساوي عبقرية نصير الدين الطوسي الهندسية عبقريته الفلكية. فقد برع الطوسي في معالجة المتوازيات الهندسية، وجرب أن يبرهنها، وبنى برهانه على فروض. وقد ذكر سارطون أن الطوسى برهن في "كتاب التذكرة" على عدد من المسائل الهندسية. ويمتاز الطوسى في بحوثه الهندسية بإحاطته الكلية بالمبادئ والقضايا الأساس التي تقوم عليها الهندسة، ولا سيما ما يتعلق بالمتوازيات.

وله في الفلك إسهامات وإضافات مهمة، فقد أوضح كثيراً من النظريات الفلكية، وانتقد كتاب "المجسطي"، واقترح نظاماً فلكياً أبسط من النظام الذي وضعه بطليموس، فمهد بذلك الطريق أمام الإصلاحات التي جاء بها كوبرنيك فيما بعد. وللطوسي أيضاً بحوث في الكرة السماوية ونظام الكواكب.


الرسالة الأسطرلابية للطوسي, إصفهان 1505


أعماله

كتب نصير الدين في المثلثات، والفلك، والجبر، والهندسة، والحساب، والتقاويم، والطب، والجغرافية، والمنطق، والأخلاق، والموسيقي، وغيرها من المواضيع. كما ترجم بعض كتب اليونان وعلق على مواضيعها شارحاً ومنتقداً. ومن أشهر مؤلفاته :

* "تجريد العقائد" – A major work on al-Kalam (Islamic scholastic philosophy).
* "التذكرة في علم الهيئة" – A memoir on the science of astronomy. Many commentaries were written about this work called شرح التذكِرة - التعليقات كتبها عبد العلي, البرجندي, ومن نظّام نيسابوري.
* "Akhlaq-i-Nasri" – A work on ethics.
* "الرسالة الأسطرلابية".
* "كتاب شكل القطاع"، وهو أول مؤلف فرق بين حساب المثلثات وعلم الفلك. يقول عنه كارادي فو : "وهو مؤلف من الصنف الممتاز في علم المثلثات الكروية". ترجم إلى اللاتينية والفرنسية والإنجليزية، وظل الأوربيون يعتمدون عليه لعدة قرون.
* "التذكرة النصيرية"، وهو كتاب عام لعلم الفلك. أوضح فيه كثيراً من النظريات الفلكية، وفيه انتقد "كتاب المجسطي" لبطليموس. ويعترف "سارطون" بأن هذا الانتقاد يدل على عبقرية الطوسي وطول باعه في الفلك.
* "زيج الإيلخاني" يشتمل على حسابات أرصاده التي قام بها خلال اثنتي عشرة سنة ؛
* "كتاب قواعد الهندسة" ؛
* "كتاب في الجبر والمقابلة" ؛
* "كتاب ظاهرات الفلك" ؛
* "كتاب تحرير المناظر" في البصريات.

وقد كتب نصير الدين مصنفاته بالعربية والفارسية، وترجمت إلى اللاتينية وغيرها من اللغات الأوربية في العصور الوسطى، كما تم طبع العديد منها.

وخلاصة القول، فقد كان الطوسي من أعظم علماء الإسلام ومن أكبر رياضييهم، فقد أسهم بشكل كبير في تطوير العلوم ولا سيما الفلك والرياضيات، وظلت كتبه مراجع لعدة قرون، ونالت شهرة كبيرة بفضل ما قدم مؤلفها من إسهامات غنية

نور
08-31-2009, 07:47 PM
خنوفانس




خـِنوفانِس من كولوفون (570 ق.م. - 480 ق.م.) فيلسوف يوناني، شاعر، وناقد إجتماعي وديني . معرفتنا بوجهاتِ نظره تقتصر على شعرِه الباقي والذي يتضمن هجاء ونقدا لمجموعة واسعة من الأفكار الإغريقية مثل الإعتقاد بالپانثيون .


وكما أن هيوم Hume قد أيقظ "كانت"، كذلك كان أكسانوفان Xenophanes هو الذي دفع بارمنيدس إلى الاشتغال بالفلسفة، ولعل عقل بارمنيدس كان واحداً من عقول كثيرة أثارها قول أكسانوفان إن الآلهة ليست إلا أساطير، وإنه لا توجد إلا حقيقة واحدة هي العالم والله جميعاً. كذلك درس بارمنيدس مع الفيثاغوريين وسرى فيه شغفهم بعلم الفلك، ولكنه لم يضل في بيداء النجوم، بل كان كمعظم فلاسفة اليونان يهتم بالشئون الحية ومنها شئون الدولة. وقد كلفته إيليا أن يضع لها قوانينها، فلما وضعها أعجبت به إعجاباً جعلها تطلب إلى جميع قضاتها أن يحكموا في جميع القضايا بمقتضاها. ولعله أراد أن يرفِّه عن نفسه في حياته المفعمة بالعمل، فأنشأ قصيدة فلسفية في الطبيعة بقي منها إلى الآن نحو مائة وستين بيتاً تكفي لأن نأسف لأن بارمنيدس لم يكتب نثراً. وفي هذه القصيدة يعلن الشاعر، وهو يغمز بعينه، أن إلهة قد أوحت إليه أن الأشياء جميعها وحدة، وأن الحركة، والتغير، والنمو، أشياء غير حقيقية، فهي خيالات لمشاعر سطحية، متعارضة تافهة، وأن من وراء هذه المظاهر وحدة، متجانسة لا تتبدل، ولا تنقسم، ولا تتحلل، ولا تتحرك، وهي وحدة الكائنات، والحقيقة التي لا حقيقة سواها، والإله الذي لا إله غيره. لقد كان هرقليطس يقول إن كل شيء يتغير Panta Rei أما بارمنيدس فيقول إن الأشياء بأجمعها كل واحد أبداً Hen Ta Panta. وهو في بعض الأحيان يقول كما يقول أكسانوفان إن هذا الواحد هو الكون، ويصفه بأنه شبه كرى ومحدود، وكان في بعض الأحيان حين ينظر إليه نظرة فكرية مجردة يرى أن هذا الكائن هو الفكر ويقول: "إن الفكر والكون شيء واحد". وكأنه يريد بهذا أن يفهمنا أن الأشياء لا وجود لها في إدراكنا، وأن البداية والنهاية، والمولد والموت، والتكوين والتدمير، لا تصيب إلا الأشكال والصور، أما الواحد الحق فلا بداية له ولا نهاية، وليس ثمة صيرورة، وليس ثمة إلا وجود، وأن الحركة أيضاً غير حقيقية لأنها تفترض انتقال شي من المكان الذي هو فيه إلى مكان لا يوجد فيه شي أي إلى الفراغ، ولكن الفراغ الذي هو غير كائن لا يمكن أن يكون، إذ ليس ثمة فراغ قط، لأن الواحد يملأ كل ركن وكل شق في العالم، وهو ساكن سكوناً سرمدياً .

ولم يكن ينتظر بطبيعة الحال أن يستمع الناس إلى هذه الأقوال كلها وهم صابرون، ويبدو أن السكون البارمنيدي كان الهدف الذي صوبت إليه مئات من الهجمات الميتافيزيقية. وترجع أهمية زينون الإليائي الحصيف تلميذ بارمنيدس إلى محاولته إثبات أن فكرتي التعدد والحركة كانتا من الوجهة النظرية على الأقل مستحيلتين كاستحالة واحد بارمنيدس الثابت القديم الحركة - وأراد زينون أن يدرب نفسه على الضلال والمشاكسة، وأن يسلي شبابه في الوقت نفسه، فألف كتاباً في المتناقضات وصلت إلينا تسع منها، حسبنا أن نورد منها ثلاثاً: وأولى هذه المتناقضات كما يقول زينون أن الجسم لكي يتحرك إلى نقطة أ لا بد أن يصل إلى ب وهي منتصف طريقه إلى أ، ولكي يصل إلى ب يجب أن يصل أولا إلى ج منتصف طريقه إلى ب، وهكذا إلى ما لا نهاية. وإذ كانت هذه السلسلة التي لا نهاية لها من الحركات تتطلب قدراً لا نهاية له من الزمن، فإن تحرك أي جسم إلى أية نقطة في زمن محدد أمر مستحيل. والثانية وهي صورة أخرى من الأولى أن أخيل السريع العدو لا يستطيع أن يدرك السلحفاة البطيئة. وذلك لأنه كلما وصل إلى النقطة التي كانت فيها السلحفاة، تكون السلحفاة في هذه اللحظة نفسها قد انتقلت من هذه النقطة. والثالثة أن السهم الطائر في الهواء هو في الحقيقة ساكن غير متحرك، لأنه في كل لحظة من طيرانه لا يكون إلا في نقطة واحدة في الفضاء، أي أنه يكون ساكناً، وحركته منطقياً وميتافيزيقياً غير حقيقية مهما بدا للحواس أنها واقعة فعلاً .

نور
08-31-2009, 07:47 PM
رابندراناث طاغور



رابندرانات طاغور شاعر وفيلسوف هندي. ولد عام 1857 في القسم البنغالى من مدينة كالكتا وتلقى تعليمه في منزل الأسرة على يد أبيه ديبندرانات وأشقاؤه ومدرس يدعى دفيجندرانات الذي كان عالماً وكاتباً مسرحياً وشاعراً وكذلك درس رياضة الجودو. درس طاغور اللغة السنسكريتية لغته الأم وآدابها واللغة الإنجليزية ونال جائزة نوبل في الآداب عام 1913 وأنشأ مدرسة فلسفية معروفة باسم فيسفا بهاراتي أو الجامعة الهندية للتعليم العالى في عام 1918 في اقليم شانتي نيكتان بغرب البنغال.


عرف طاغور في رؤيا أن الحب الإنساني واحد مع حب الطبيعة وحب الله؛ يقول في ذكرياتـه:

كانت الشمس تشرق بتؤدة فوق أوراق الأشجار […]؛ وفجأة، بدا وكأن نقاباً انزاح من أمام ناظري. لقد أبصرت العالم كله مغموراً بمجد يفوق الوصف؛ أمواج من الفرح والجمال تومض وتتصادم من كل صوب […] لم يكن ثمة شيء أو أحد لم أكن أحبه في تلك اللحظة […] وفي كلية رؤياي لاح لي أنني كنت شاهداً على حركات جسم الإنسانية بأسرها، شاعراً بموسيقى وبإيقاع رقصة سرية.

في العام التالي انتحرت شقيقته، مما سبب له صدمة هائلة. وقاده ذلك إلى محبة الإنسانية جمعاء، بدلاً من التمسك بالحب الفردي والخاص. وتتالت الأحداث المؤلمة في حياته، لكنها كانت تعضد باستمرار روح اللاتعلق عنده. فبين عامي 1902 و 1918، انتزع منه الموت زوجه وثلاثة من أطفاله ووالده. لقد أحس إنه مثل زهرة انتُزِعت بتلاتها واحدة تلو الأخرى، وأصبحت كالثمرة التي سيأتي الموت ليقطفها في كمال نضجها كتقدمة لرب الحياة. ومع ذلك، فقد جعل منه صفاؤه الواسع وضبطه لنفسه وخضوعه أمام الله الذي ورثه من والده، إنساناً نادر العظمة. لم يكن الموت سراً بالنسبة له، ولم يكن ليستدعي الألم. وهكذا، كانت إحدى أغنياته التي استلهمها غاندي منه تقول:

أنا هذا البخور الذي لا يضوع عطره ما لم يُحرق،

أنا هذا القنديل الذي لا يشع ضوؤه ما لم يُشعَل.

كان طاغور يتمتع بموهبة تحويل الألم إلى فرح. وكان يحب الحياة إلى حد أنه أراد ألا يضيع قداستها بالوقوف عند ما تسببه حركتها من شعور بالألم. كانت مهمته مزدوجة: اكتشاف ربه، إله الجمال، في الطبيعة والجسد والفكر والقول والفعل، وتحويل الحياة وتعديلها لتصبح جميلة بكليتها. كتب في الـسادهانا ("تحقيق الحياة"):

أين يمكنني أن ألقاك، إن لم يكن في بيتي الذي أصبح بيتك؟ وأين يمكنني الانضمام إليك، إن لم يكن في عملي الذي صار عملك؟ إذا غادرت بيتي لن أبلغ بيتك… إذا قعدت عن عملي محال عليّ أن أنضم إليك في عملك؛ إذ إنك تقيم فيّ وأنا فيك.

لقد انعكست روحه هذه على مركز التربية شانتي نيكيتان (أو "مرفأ السلام") الذي أسسه عام 1901، فأصبح بؤرة ديناميّة خلاقة لهذا الجمال، حيث تفتح فيه الشعر والرسم والموسيقى والرقص والمسرح والعلوم. لقد حقق طاغور من خلال هذه المدرسة الرؤيا التي عبر عنها في مؤلفه الوحدة المبدعة، حيث تعطي الطبيعة للإنسان معنى التوق إلى اللانهائي. فالإنسان في الطبيعة إنسان حرّ، "ليس في اعتبار الطبيعة كمصدر لتأمين معيشته، بل كينبوع لتحقيق انجذابات روحه إلى ما هو أبعد منه هو نفسه."

لقد فجّرت المعاني السامية للمحبة التي عبر عنها في جيتنجالي أملاً جديداً للإنسانية وهي غارقة في الحرب العالمية الأولى. وعندما كان طاغور يرتقب الموت مريضاً ببصيرة صافية، وكانت الحرب العالمية الثانية قد اندلعت، أعلن في يوم مولده الثمانين:

عندما أجول ببصري من حولي، أقع على أطلال مدنية مغرورة تنهار وتتبعثر في أكوام هائلة من التفاهة والعبث. ومع ذلك فلن أذعن للخطيئة المميتة في فقدان الإيمان بالإنسان؛ بل إنني بالحري سأثبِّت نظري نحو مطلع فصل جديد من فصول تاريخه، عندما تنتهي الكارثة ويعود المناخ رائقاً ومتناغماً مع روح الخدمة والتضحية […] سيأتي يوم يعاود فيه الإنسان، ذلك الكائن الأبيّ، خطّ مسيرته الظافرة على الرغم من كافة العراقيل، ليعثر على ميراثه الإنساني الضائع.

كانت فلسفة طاغور فلسفة الأمل والثقة بالإنسان، المبنية على تفتح روحه، وتطور وعيه، وتحقيق طاقاته. ولهذا فقد ارتبطت المثالية الإنسانية عند طاغور بالعمل والتطبيق، وكان هو نفسه مثالاً لكل مبدأ أعلنه أو فكرة نادى بها.

أهم أعماله

* (جيتانجالي) أو القربان الشعري
* جورا (رواية)
* كتب البريد (مسرحية)

أهم أفكاره

* نبذه لفكرة التعصب والتى سادت بين كثير من الطوائف والأديان في الهند المقسمة وتجلى ذلك في روايته (جورا) التي فضحت التعصب الهندوسى فتسبب ذلك استياء أهله ،فسافر إلى إنجلترا عام 1909 ليصيب شهرة بعد ترجمة العديد من أعماله للغة الإنجليزية.

* محبة الإنسانية جمعاء بدلاً من التمسك بالحب الفردى والخاص وكان ذلك بعد فقده لأمه وانتحار شقيقته وكذلك وفاة زوجه وثلاثة من أطفاله ووالده.

* اختلافه مع الزعيم الروحى الهندى غاندي الذي اعتمد على بساطة العيش والزهد كسلاح لمقاومة الاستعمار الانجليزى وهو ما رآه طاغور تسطيحاً لقضية المقاومة وهو أول شاعر آسيوي حصل على جائزة نوبل.
قصيدة أراك

فى خيال الغابة البعيده فى أشياء القلب الضائعه فى اسماع البحر المتأرجحه فى ناقوس الوحده وضوء الغرفة الخافت بين أغراضى المبعثره واوراقى الممزقه فى كل الوجوه الضائعه الباحثه عن الطريق وأين الطريق؟ أهو ذلك المرسوم بين عينيك أم هذا المنقوش على يديك لا أدرى ربما لو ضممتينى إلى صدرك الدفيئ ربما وقتها شعرت بالأحجار والرمال الممتده ووقتها أجد الطريق لا تبتعدى عنى كثيرا أنت لم تجربى الوحدة بعد لم تجربى أن تعشقى حتى تفنى الناس لم تمرى على طريق رسم فيه عبق حبيبك هل تسمحين لى أن أسمى نفسى كذلك؟ لا تبتعدى فإن الهواء سيفتقد عطرك الكربونى وأنا لم أعتده بدونه

ما هي المرأة ؟

هي الوحي في فكر العقول تهفو .. هي الزهر في روض الغرام تنمو .. هي الطير في جو الهيام تعلو .. هي النجم في لثام الحب تبدو .. هي القمر في ظلام الليل تزهو .. هي الشمس في فضاء الكون تسمو .. هي السعادة في سماء الحب ترنو .. هي الروح في أجواء العواطف تجثو .. هي الجمال في معاني الحنان تشدو .. هي الفتنة في ألوان الجاذبية تغدو .. هي الحب في قضايا العشاق تشكو .. هي قبلات في ليالي الربيع تحلو ..



مواقفه السياسية

طاغور (إلى اليمين، علىthe dais) مستضيفاً مهاتما غاندي وزوجته كاستوربا في سانتينيكتان في 1940.


وفاته

توفى طاغور عن عمر يناهز 84 عاماً وذلك في عام 1941

نور
08-31-2009, 07:47 PM
سون تزو


سون تسو (Sun Tzu) اسمه سون وو، ولقبه تشانغ تشينغ ، وهو من مواليد محافظة هوي مين بمقاطعة شاندونغ بالصين اليوم، عاش في فترة مملكة "تشي" في عصر الممالك المتحاربة (551 - 479 ق.م) وكان يعمل آنذاك كقائد عسكري في خدمة المملكة، وذاع صيته بعد تأليفه لكتاب فن الحرب.

ولد سون وو في عام 551 قبل الميلاد، وعاش حتى عام 496 قبل الميلاد، وذاع صيته بسبب عبقريته العسكرية التي اشتهر بها، وهو كتب مجموعة من المقالات العسكرية الاستراتيجية، حملت اسم كتاب فن الحرب. عاصر سون وو نهايات عصر "الربيع والخريف" الذي شهد تحول المجتمع الصيني من مجتمع العبيد إلى المجتمع الإقطاعي، حيث كثرت الحروب بين أكثر من 130 مملكة صغيرة، ما أدى في النهاية لظهور خمس ممالك قوية تنازعت فيما بينها على السلطة والحكم. هذه الحروب الطويلة لم تكن بمعزل عن سون تزو، إذ زادت من خبرته العسكرية وعمدت إلى صقل مواهبه وزادت من حكمته.

رحل سون وو إلى مملكة وو في شرق الصين (إلى الغرب من مدينة شنجهاي اليوم)، حيث عمد إلى وضع الكتابة الأولى لمؤلفه: فن الحرب، وبلغت شهرة كتاباته الملك، حيث قدم سون وو 13 مقالة حول فن الحرب للملك الذي وبعد أن قرأها أولاها قدراً وتقديرا عاليين، جعله يعين سون تزو قائداً عاماً لجيش مملكة تشي، الذي عمد بعدها إلى تدريب الجنود وصقل مهاراتهم وتوسيع أطراف المملكة، وساعد على تحقيق الانتصار تلو الآخر وتوسعة تخوم المملكة.

مع توالي الانتصارات، زاد غرور الملك، وأصبح متكبرا لا يستمع إلى آراء واقتراحات الآخرين، ما دفع سون وو إلى ترك الملك والعيش في قرية بعيدة في الغابات، وحسب خبراته التي اكتسبها في تدريب القوات والحروب والقتال، عدل مؤلفه وجعله كاملاً منقحاً. بعد وفاة سون وو، تحول اسمه إلى سون تزو، وكلمة تزو في اللغة الصينية مثل كلمة أستاذ في اللغة العربية، وهي تعني الرجل الذي بلغ المراتب العليا في العلم والفلسفة.

يشتمل كتاب "فن الحرب" على ستة آلاف جملة /مقطع، ضمن 13 باب/مقالة، يجسد خلالها الأفكار العسكرية لسون تزو، واحتوى كذلك من بعده على شرح وتعليق من كبار القادة العسكريين الصينيين الذي تلوا سون تزو. أُطلق على "فن الحرب" أول كتاب عسكري قديم في العالم، والكتاب المقدس للدراسات العسكرية، واُستخدمت الأفكار النظرية والأفكار الفلسفية في الكتاب في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية وغيرها بصورة واسعة.

نور
08-31-2009, 07:48 PM
إرازموس


إيرازموس (باللاتينية: Desiderius Erasmus Roterodamus) عاش في (روتردام ح. 1469- بال 1536 م) هو فيلسوف هولندي، من رواد الحركة الإنسانية في أوروبا ، كان يكتب باللغة اللاتينية.

تمتع إيرازموس بشخصية مستقلة كما عرف عنه طبعه الساخر (مناظرة في مدح الجنون)، قام بالتعليق على نصوص العهد الجديد ، وحاول أن يضع مبادئ الحركة الإنسانية حسب التوجهات المسيحية، كما أراد أن يقرب بين أتباع المذهب الكاثوليكي وأتباع الحركات الإصلاحية الجديدة.

النشأة

ولد أعظم عالم بالإنسانيات عام 1466 أو عام 1469 في روتردام أو بالقرب منها وهو الابن الثاني غير الشرعي لجيرارد وهو كاتب في أدنى الدرجات. وأمه مرجريت ابنة طبيبة وأرملة. ويبدو أن الأب رسم قسيساً عقب هذه الكارثة ولا ندري كيف سمي الصبي بالاسم السخيف ديزيدريوس أرازموس ومعناه الحبيب المرغوب فيه. ولقد علمه مدرسوه الأوائل القراءة والكتابة باللغة الهولندية ولكنه عندما ذهب ليدرس مع أخوة الحياة المشتركة في ديفنتر غرم لأنه كان يتحدث بلغته الوطنية فقد كانت اللغة اللاتينية هناك "الزاد الرئيسي للتعليم" وكانت التقوى تراعى بحزم كوسيلة من وسائل التربية والتهذيب- ومع ذلك فإن الأخوة كانوا يشجعون على دراسة كلاسيكيات وثنية مختارة وبدأ أرازموس في ديفنتر يمسك بزمام اللغة اللاتينية والأدب بصورة مذهلة


الفيلسوف

عند عودته إلى بروكسل وجد نفسه فريسة الإغراء بالتمسك بالحرص نظراً لما استقبل به من ترحاب ودي في البلاط الملكي. وأخذ منصبه كمستشار خاص بجد، ونسي أن المؤلفين اللامعين قلما تتوفر فيهم صفة الحنكة السياسية. وألف في عجلة عام 1516 الحافل بالأعمال كتابه:"تربية أمير مسيحي" الذي يفيض بالتفاهات التي كانت سائدة قبل ظهور كتاب ميكافيلي عن السلوك الذي يجب أن يتبعه ملك. وكتب في إهدائه لشارل بصراحة تتسم بالجرأة :"إنك تدين للعناية الإلهية في الفوز بمملكتك دون الإضرار بأحد ولسوف تظهر حكمتك على الوجه الأكمل إذا استطعت أن تحافظ فيها على السلام والهدوء". وكان ارازموس، مثل معظم الفلاسفة، يعد الملكية أهون الأشكال الحكومية شراً، وكان يخشى الشعب ويعده "وحشاً متقلباً متعدد الرؤوس". وكان يستنكر مناقشة الشعب للقوانين والسياسة ويرى أن فوضى الثورة أسوأ من أي استبداد للملوك، بيد أنه أشار على أميره المسيحي أن يتقي شر تركيز الثروة، فالضرائب لا تفرض إلا على الكماليات، ويجب تقليل الأديرة وزيادة المدارس، وعلاوة على كل هذا يجب ألا ينشب قتال بين الحكومات المسيحية- ولا حتى ضد الأتراك. "خير لنا أن نتغلب على الأتراك بالتقوى في حياتنا لا بالأسلحة. وهكذا يتم الدفاع عن الإمبراطورية المسيحية بنفس الوسائل التي أسست بها أصلا". "ماذا تولد الحرب ألا الحرب؟- ولكن الدماثة تدعو إلى الدماثة والعدالة تدعو إلى العدالة".

ولما كان شارل وفرانسس قد ثارت بينهما العداوة فإن أرازموس وجه الدعوة تلو الدعوة للسلام وامتدح الملك الفرنسي في حالة عابرة من المصالحة وتساءل كيف يمكن أن يفكر أحد في شهر الحرب على فرنسا "أطهر جزء في العالم المسيحي وأعظمه ازدهاراً". ووصل إلى ذروة الفصاحة المتحمسة في كتابه (الشكوى من السلام 1517).

"أمر في صمت على مآسي الحروب القديمة ولن أركز الحديث إلا على الحروب التي نشبت في خلال هذه السنوات الأخيرة. أين الأرض أو البحر الذي لم يحارب فيه الناس بطريقة من أقسى ما يمكن؟ وأين النهر الذي لم تصطبغ مياهه بدم الإنسان... بالدم المسيحي؟ يا للعار العظيم! إنهم يتصرفون بقسوة في المعركة تزيد على قسوة غير المسيحيين، وبوحشية تفوق وحشية حيوانات الغاب.. وكل (هذه الحروب) نشبت بسبب نزوات الأمراء على حساب الإضرار بالناس الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه المعارك... وليس بين الأساقفة والكرادلة والبابوات، وهم كهنة المسيح، من يخجل من بدء الحرب التي لعنها المسيح. ما هو الشيء المشترك بين الخوذة وتاج الأسقف؟ ويا أيها الأساقفة، يا من يحملون لواء الرسل، كيف تجرءون على أن تعلموا الناس أموراً كثيرة عن لحرب في نفس الوقت الذي تعلمونهم فيه تعاليم الرسل؟ إن السلام ولو كان جائراً أفضل من الحروب ولو كانت تمليها العدالة".

قد يفد الأمراء والقواد من الحرب ولكن الجماهير تتحمل المآسي والنفقات. وقد يكون من الضروري أحياناً شن حرب دفاعاً عن النفس ولكن حتى في الحالات قد تكون رشوة العدو أشد حكمة من شرور الحرب. فليرفع الملوك منازعاتهم إلى البابا. وقد يكون هذا إجراء غير علمي في عهد يوليوس الثاني إذ كان هو نفسه رجلا محارباً، أما ليو العاشر وهو "حبر متعلم تقي أمين" فإنه سيحكم بالعدل ويرأس فعلا محكمة دولية. ووصم أرازموس القومية بأنها لعنة للبشرية وتحدي الساسة أن يبتدعوا حكومة عالمية. وقال: "إني أتمنى أن أكون مواطناً عالمياً" واغتفر لبودي حله لفرنسا ولكنه قال : "في رأيي أنه أقرب للحكمة أن تكون علاقاتنا مع الأشياء والناس أساساً مثل اعتبار العالم البلد المشترك بالنسبة لنا جميعاً".

كان أرازموس أضعف الناس حماساً للقومية في عهد الإصلاح الذي رفع من شأن القومية. وكتب يقول: "إن أسمى شئ هو أن يستحق المرء أن ينسب إلى الجنس البشري".

ويجب ألا نتوقع من أرازموس أن يقدم لنا أي مفهوم واقعي للطبيعة البشرية أو عن أسباب الحروب أو عن سلوك الحكومات فهو لم يواجه قط المشكلة التي كان يعالجها في مكيافيلي في تلك السنوات نفسها. وهل كان في وسع حكومة أن تبقى إذا مارست الأخلاق التي تحث المواطنين على اتباعها. كانت وظيفة أرازموس أن يبتر الأغصان من شجرة الحياة لا أن يبني فلسفة إيجابية متينة. بل إنه لم يكن واثقاً من أنه مسيحي، فكثيراً كتب: "إن الذين ينكرون وجود الله ليسوا ملحدين كهؤلاء الذين يصورونه تعالى متزمتاً". وكان لا يكاد يؤمن بأن العهد القديم من كلام الله لأنه أقر برغبته في "أن يرى العهد القديم كله يبطل" إذا كان يهدئ من الحنق على رويخلين. وسخر من الروايات المأثورة عن مينوس ونوما بأنهما كانا يغريان شعبيهما بالخضوع لتشريع غير لطيف بنسبته إلى الآلهة. ولعله راوده الشك في أن موسى كان يتبع نفس السياسة. وعبر عن دهشته لأن "مور" رضى بالحجج التي تساق لإثبات خلود النفس ورأى أن العشاء رمز وليس معجزة، ومن الواضح أنه راوده الشك في الثالوث وفي تجسد الإقنوم الثاني وفي ولادة العذراء، وكان على مور أن يحميه من مراسل أعلن أن أرازموس قد اعترف في خلوة بعدم إيمانه. وطرح للنقاش واحداً بعد الآخر العادات التي درج عليها المسيحيون في عهده-صكوك الغفران والصيام والحج والاعتراف السري والرهبانية والعزوبة الأكليريكية وعبادة مخلفات القديسين والصلوات للقديسين وحرق الهراطقة. وقدم تفسيرات مجازية أو منطقية لكثير من فقرات الكتاب، المقدس، وقارن قصة آدم وحواء بقصة بروميثيوس، وأشار بتفسير الكتب المقدسة تفسيراً يلتزم أقل ما يمكن المعنى الحرفي، وحول عذاب الجحيم إلى الألم الدائم للعقل الذي يصحب الإثم المعتاد. ولم يذع شكوكه بين الناس لأنه لم يكن لديه أساطير مواسية أو رادعة يقدمها بدلا من الأساطير القديمة. وكتب يقول: "إن التقوى تستلزم منا أن نخفي الحقيقة أحيانا وأن نحرص على ألا نظهرها دائماً كما لو كان لا يهم متى وأين أو لمن نظهرها، ولعلنا نجد لزاماً علينا أن نتفق مع أفلاطون في أن الأكاذيب مفيدة للناس". وعلى الرغم من هذا الميل الشديد للمذهب العقلي فقد ظل أرازموس ظاهريا متفقاً مع المحافظين ولم يعدم قط محبته للمسيح وللأناجيل وللطقوس الدينية الرمزية التي رفعت بها الكنيسة من شأن التقوى. وابتدع شخصية في محاورته تقول "إذا كان ثمة شئ شائع الاستعمال عند المسيحيين لا يتنافر مع الكتب المقدسة فإني أراعيه لهذا السبب بحيث لا أسئ إلى الناس الآخرين".

وكان يحلم بأن يستبدل باللاهوت: فلسفة المسيح، وسعى إلى التنسيق بين هذه الفكرة وبين رأى كبار الوثنيين. ووصف أفلاطون وشيشرون وسينكا بعبارة "ملهم من الله" ولم يقبل أن يحرم هؤلاء الرجال من الخلاص وكان لا يكاد يستطيع أن يمتنع عن الصلاة على الروح القديس سقراط. وطلب من الكنيسة أن تختصر المذاهب الجوهرية للمسيحية "إلى أقل عدد ممكن وأن تترك للباقي حرية الرأي". ولم يدافع عن التسامح الكامل مع كل الآراء (ومن يفعل؟) ولكنه اتخذ موقفاً رفيقاً منحازاً نحو الهرطقة الدينية. وكان مثله الأعلى في الدين هو محاكاة المسيح ومهما يكن من أمر فإننا يجب أن نسلم بأن ممارسته للشعائر كانت أقل من أن توصف بأنها مطابقة لتعاليم الكنيسة الإنجيلية.

الإنسان

كيف عاش فعلا؟ لقد أقام إبان هذا العهد (1517) معظم وقته في الفلاندرز في بروكسل وأنتوب ولوفان-وسكن في خلوة أعزب مع خادم وإن كان كثيراً ما قبل ضيافة ذوي الثراء الذين كانوا يتسابقون على صحبته باعتبارها امتيازا اجتماعيا واحتفالا فكريا. وكان أنيقاً قفي أذواقه وكانت أعصابه ومشاعره رقيقة إلى الحد الذي كان كثيراً ما يتألم فيه خشونات الحياة الشديدة. وكان يشرب النبيذ بكثرة ويتفاخر بقدرته على حمل الكأس بثبات، ولعل هذا كان بسبب داء النقرس والحصوات التي كانت تضايقه، ولكنه كان يعتقد أن النبيذ يخفف من ألمه بتوسيع شرايينه. وفي عام 1514 وهو في الخامسة والأربعين أو الثامنة والأربعين من عمره وصف نفسه قائلا إنه: "عليل أشيب الرأس... يجب ألا يشرب سوى النبيذ" ويجب أن "يكون متأنقا في طعامه". وكان الصيام لا يناسبه، وكان يتميز غيظا من السمك؛ ولعل الصفراء عنده لونت لاهوته. وكان قليل النوم مثل معظم الناس الذين لا تعرف عقولهم المشغولة متى يأوون إلى الفراش، وكان يواسي نفسه بأصدقائه وكتبه "يخيل إلى إني أنتزع من نفسي عندما أحجز عن عاداتي في الدراسة. إن بيتي هو المكان الذي توجد فيه مكتبتي". وكان يلح في طلب النقود بكل ما عرف من مثابرة عن قسيس أبرشية، وذلك لشراء الكتب إلى حد ما. وكان يتلقى معاشات منتظمة من مونتجوى ووارهام وهدايا عينية مثل مبلغ الثلاثمائة فلورين (7500 دولار؟) من جان ليه سوفاج رئيس بورجنديا، وحقوق تأليف تزيد عن تلك التي كسبها أي مؤلف آخر في عصره. وكان يتنصل من أي حب للمال ويقول إنه يبحث عنه لأنه، كأي رجل بلا موارد، يخشى ألا يجد ما يؤمنه في وحدته عندما يبلغ أرذل العمر. وفي الوقت نفسه استمر يرفض الوظائف المربحة التي كان يمكن أن توسع دخله على حساب حريته.

كان مظهره أولا لا يؤثر في الناس، فقد كان قصير القامة نحيل البدن أصفر الوجه ضعيف البنية، خافت الصوت، وكان يؤثر في الناس بيديه الحساستين وأنفه الأقنى وعينيه الزرقاوين الرماديتين تلمعان ببريق الذكاء، وكلامه حديث يدل على عقلية خصبة لماحة من أحسن العقليات في هذا العصر اللامع، وكان أعظم الفنانين من معاصريه أبناء الشمال يتوقون إلى رسم صورة له، فوافق على أن يجلس أمامهم لأن هذه الصور كانت تلقى ترحيبا من أصدقائه باعتبارها هدايا، وصوره كينتان ماسيس عام 1517 وهو مستغرق في الكتابة وملتف بمعطف ثقيل يقيه برد الحجرات في تلك القرون وأهديت هذه الصورة إلى مور. ورسم ديرر صورة بالفحم لأرازموس عام 1520، ونقش له حفرا ملفتا للنظر عام 1526، وهنا أضيفت لمسة الريشة الألمانية تماما على "الأوربي الطيب" سحنة هولندية. وقال الجالس "إذا كنت أبدو كهذه الصورة فأنا محتال كبير". وتفوق هولبين على كل هذه الجهود في صور كثيرة رسمها لأرازموس إحداها في تورين وثانية في إنجلترا وثالثة في بازيل وأحسنها في اللوفر- وكلها روائع رسمها أعظم مصور للوجوه في الشمال، وهنا كان العلامة قد أصبح فيلسوفاً هادئاً متأملاً وإن كان سوداوياً إلى حد ما، وسلم في نفور لحياد الطبيعة المتواكل وفناء العبقرية. وكتب عام 1517 يقول: "يجب أن نتحمل ما يأتي به حظنا وقد هيأت عقلي لتقبل كل حدث". وهي فلسفة رواقية لم يحققها قط... وقال عن شاب طموح: "إنه يحب المجد ولكنه لا يعرف ما يكفله المجد من عناء". ومع ذلك فإن أرازموس مثل كثير من ذوي النفوس النبيلة، كان يواصل العمل ليلاً ونهاراً ليتغلب على هذا العبء.

وبدت أخطاءه واضحة للعيان، أما فضائله فكان لا يعملها إلا المخلصين من أصدقائه، وكان في وسعه أن يتسول بلا خجل، ولكن كان في وسعه أيضا أن يعطي، وكثيراً ما كانت تشيع في حرارة مدحه روح متمردة. وعندما وجه بفيفركورون Piefferkorn هجومه إلى رويخلين كتب أرازموس إلى أصدقائه من الكرادلة في روما، وساعد على الحصول على الحماية للعالم بآداب اللغة العبرية المتعب، وكان يفتقر إلى التواضع والاعتراف بالجميل، فقد كان هذا من الصعب على رجل يخطب وده البابوات والملوك.

وكان يضيق ذرعا بالنقد ويستاء منه. وكان أحيانا عليه بطريقة تعسفية في هذا العصر الشهير بالجدل، وشاطر في مناهضة السامية حتى مع علماء عصر النهضة، وكانت اهتماماته في أضيق الحدود كما كانت قوية، فقد أولع بالأدب عندما كان يلبس ثوب الفلسفة، وبالفلسفة عندما كانت تترك المنطق للحياة؛ ولكنه تجاهل تقريبا العلم والمسرح والموسيقى والفن. وسخر من معظم نظم الفلك التي كانت تختال على المسرح وسخرت معه النجوم. وليس في كل مراسلاته العديدة تقرير للألب أو لعمارة أكسفورد وكامبردج أو لتصوير رافائيل أو لنحت مايكل أنجيلو الذين كانوا يعملون ليوليوس الثاني عندما كان أرازموس بروما (1509)، ثم إن الترتيل القوي في الأبرشيات المقومة آذى فيما بعد أسماعه المهذبة. وكانت حاسة الفهاكة عنده عادة تتسم بالدقة والرقة، وكانت رابيلية ولكنها في الغالب ساخرة، وانقلبت مرة إلى سخرية لا تتسم بالإنسانية كما حدث عندما كتب إلى صديق عندما سمع بأجرام بعض الهراطقة: "سأرثي لهم أقل إذا رفعوا ثمن الوقود ولا سيما أن الشتاء على الأبواب".

ولم تكن من صفاته الأثرة الطبيعية أو الأنانية التي يتسم بها كل الرجال، بل كان يتصف بذلك الغرور الخفي المحبب أو الإعجاب بالذات الذي لولا لأنسحق الكاتب أو الفنان في الإندفاع القاسي للعالم يتسم بعدم الاكتراث.

وكان يحب الإطراء ويوافق عليه على الرغم ممن كانوا ينكرون عليه ذلك من آن لأخر. وكان لأحد أصدقائه: "أن خير النقاد يقولون أني أكتب أحسن من أي إنسان على ظهر الأرض". وكان هذا حقاً وأن كان باللاتينية فحسب، فقد كان يكتب بفرنسية رديئة ويحدث قليلا بالهولندية والإنجليزية، وكان "يتذوق العبرية بطرف اللسان فقط" وكان يعرف اليونانية معرفة ناقصة ولكنه كان يجيد تماماً اللغة اللاتينية، وكان يستخدمها باعتبارها لغة حية يمكن تطبيقها على معظم التفاهات والأشياء الحقيرة غير اللاتينية في عهده. وقد اغتفرت أجيال قرن مشغوفة بالكلاسيات معظم أخطاءه نظراً لما يمتاز به أسلوبه من إشراقة زاهية. وما تتسم به تقديراته للأشياء، بأقل من قيمتها، من سحر عجيب، وما تتصف به سخريته من تهكم لاذع. وتضارع رسائله خطابات سيشرون في البلاغة والدماثة وتفوقها حيوية وفطنة. وفضلا عن هذا فقد تفرد بلغة لاتينية خاصة به، ولم تكن تقليداً للغة سيشرون بل كانت كلاماً حياً قويا طيعا، ولم تكن صدى لألفاظ مضى عليها 1500 عام. وكانت رسائله مثل رسائل بترارك مطمع أنظار الأدباء والأمراء بعد حديثه المثير وهو يقول لنا، ولعل هذا بشيء من الرخصة الأدبية، أنه كان يتسلم كل يوم عشرين رسالة ويكتب أربعين خطابا. ونشرت منها بضع مجلدات في حياته بعد أن فتحها مؤلفها بعناية حتى يقرأها من يتم بعده. وكان بين من يراسلونه ليو العاشر وأدريان السادس والملكة مارجريت ملكة نافار والملك سيجموند الأول ملك بولندا وهنري الثامن وموروكوليه وبيركايمار. وكتب مور المتواضع: "لا أستطيع أن أتخلص من شعور نزوى بالغرور.. عندما يخطر ببالي أني سأكون موضع ثناء من خلف بعيد لصداقتي لأرازموس".

ولم يضارعه في شهرته كاتب آخر من معاصريه، اللهم إلا إذا اعتقدنا أن لوثر كاتب. وأبلغ بائع كتب في أكسفورد عام 1520 أن ثلث مبيعاته كانت من أعمال أرازموس. وكان له أعداء كثيرون وبخاصة بين علماء اللاهوت في لوفان، غير أنه كان له مريدون في اثنتي عشرة جامعة، وكان هناك علماء للإنسانيات في أوربا ينادون به قدوة وزعيما. وفي ميدان الأدب كان يمثل عصر النهضة ومذهب الإيمان بالإنسان مجتمعين- عبادتهما للكلاسيات ولأسلوب لاتيني مصقول واتفاق الجنتلمان (السادة المهذبين) على ألا يختلفا مع الكنيسة وألا يزعجا أساطير الجماهير التي لا غنى عنها، على شريطة أن للكنيسة أن تغض النظر عن الحرية الفكرية لطوائف المتعلمين وتسمح بتقويم مفاسد وسخافات رجال الدين تقويما داخليا قانونيا. وقد هلل أرازموس مثل كل علماء الإنسانيات لتبوء ليو العاشر منصب البابوية، فقد تحقق حلمهم - وها هو عالم بالإنسانيات وعلامة وسيد مهذب، يمثل اتحاد النهضة والمسيحية معا، قد ارتقى أعظم العروش. وليس من شك في أنه سوف يتم تطهير سلمي للكنيسة، وينتشر التعليم، وسيحافظ الناس على شعيرتهم المحببة وإيمانهم الذي يجدون فيه العزاء وإن كان العقل البشري سوف يكون حراً.

وظل هذا الأمل يراود أرازموس حتى بداية عهد لوثر تقريباً، ولكنه في اليوم التاسع من سبتمبر عام 1517 كتب من أنتورب إلى توماس، كرينال يورك، عبارة تنذر بالويل: "في هذا الجزء من العالم أخشى أن هناك ثورة عظيمة توشك على الوقوع". وفي أقل من شهرين وقعت الثورة.

نور
08-31-2009, 07:48 PM
ابن زهر


أبو مروان عبدالملك بن زهر بن عبد الملك بن مروان، (464-557هـ) = (1072 ـ 1162م)، المعروف بابن زهر الاشبيلي، طبيب نطاسي عربي معروف في الأندلس من أهل إشبيلية، من أسرة عريقة في العلم، اشتغل أبناؤها بالطب و الفقه و تولوا الوزارة . وهو أستاذ الفيلسوف ابن رشد.

كان لأعماله أثر كبير في تطور الطب في أوروبا فيما بعد. من مؤلفاته المترجمة إلى اللاتينية؛ التيسير في المداواة والتدبير، وقد وصف التهاب الغلاف الغشائي المحيط بالقلب، وطرائق استخراج حصى الكُلية.
ابن زهر بين المرابطين وبين الموحدين:‏

لقد عاصر ابن زهر المرابطين والموحدين في الأندلس، وعايشهم مبقياً مسافة كافية بينه وبين سياسات كلتا الطائفتين، فقد كان رفيع المكانة عند المرابطين هو وأبوه أبو العلاء حتى إنه ألف كتاب "الاقتصاد في إصلاح الأنفس والأجساد والأجساد" ويسمى أيضاً "الزينة" بطلب من أمير مرابطي، ثم علا شأنه عند الموحدين بعدهم.‏

وكان الملوك، وإن اختلفت نظمهم ودولهم، يعلون شأن العلماء، ولو كانت لهم صلات حميمة برؤساء الدول السابقة.

مؤلفات ابن زهر:‏

لم يَكْفِ عبد الملك أبا مروان ما انتهى إليه من معرفة علمية بالطب، عن طريق والده أبي العلاء، فرحل إلى الشرق ودخل القيروان ومصر وتطبب هناك زماناً، أي تعاطى علم الطب وعاناه، ثم رجع إلى الأندلس، فقصد مدينة "دانية" فأكرمه ملكها وأدناه، وحظي في أيامه، واشتهر بالتقدم في صناعة الطب وطار ذكره منها إلى أقطار الأندلس.‏

ثم انتقل أبو مروان من دانية إلى إشبيلية، وظل فيها حتى وفاته وخلّف أموالاً جزيلة.‏

ذكر ابن أبي أصيبعة من تصانيفه الكتب التالية:‏

* كتاب "التيسير في المداواة والتدبير" ألّفه للقاضي أبي الوليد بن رشد.‏

* كتاب "الأغذية" ألّفه لمحمد عبد المؤمن بن علي أمير الموحدين.‏

* كتاب "الزينة" وهو على الأرجح كتاب "الاقتصاد في إصلاح الأنفس والأجساد".‏

* "تذكرة في أمر الدواء المسهل وكيفية أخذه" ألّفه لوالده أبي بكر وذلك في صغر سنه وأول سفرة سافرها فناب عن أبيه فيها.‏

* "مقالة في علل الكلى".‏

* "رسالة في علتي البرص والبهق" كتب بها إلى بعض الأطباء بإشبيلية.‏

* "تذكرة" كتبها لابنه أبي بكر، أول ما تعلّق بعلاج الأمراض.‏


مكانة عبد الملك ابن زهر العلمية‏

وإذا كان كتاب "التيسير".. يؤكد الصداقة الوطيدة التي كانت بينه وبين ابن رشد، إضافة إلى التعاون العلمي، فإن شهرته طارت، من جهة ثانية وتداوله الأطباء وترجم إذ ذاك إلى عدة لغات أجنبية، واعتمد في التدريس بمعاهد الطب مدة طويلة اعتماد كتاب "القانون" لابن سينا، وترك أثراً بليغاً في الطب الأوروبي حيناً من الدهر.‏

أما كتاب أبي مروان "الاقتصاد" فمايزال مخطوطاً، وتوجد نسخته المحفوظة في المكتبة الوطنية بباريس. يقول ابن الأبار في "التكملة" أنه فرغ من تأليفه سنة 515هـ، وقد استهله كما يلي:‏

"قال عبد الملك بن زهر بن عبد الملك، إنه أطال الله بقاء الأمير الأجلّ الأعز أبي اسحق إبراهيم بن يوسف بن تاشفين في الشرق الباهر والمجد الناضر وخلّد ملّته وبسط ملكه".‏

حول كتاب الاقتصاد‏

ألّف ابن زهر الكتاب للأمير الموحِّدي، ويبدو فيه تأثره بنظرية أفلاطون في النفس المثلثة، كما هو الحال لدى الفلاسفة المسلمين، وكما نلاحظ في الأساطير البابلية والهندية القديمة، "فهو يرى في النفس الواحدة ثلاث نفوس، أي ثلاث قوى: الناطقة أي المدركة العاقلة مسكنها الدماغ، والحيوانية مسكنها القلب، والطبيعية مسكنها الكبد، و"هذه الناطقة بها تكون الفكرة في السموات والأرض وفي العلوم والصنائع. وبالحيوانية يكون الغضب والحَرَد والأنفة، والطبيعية بها تكون شهوة الغذاء والجماع، وهاتان النفسان خادمتان للناطقة ومعينتان لها".‏

ما يظهر بذلك الانتباه الممتاز من الحكيم الأندلسيّ لمكانة الكبد من العضوية حيث جعل تلك الغدة ذات الوظائف المتعددة مسكن القوّة الطبيعية.‏

يظهر ابن زهر في كتاب الاقتصاد مالك لأدوات بحثه، ويتصرف تصرف الواثق بعلمه وتجربته، ويرى أنه يتصرف في ذكر الأدوية وأمثالها تصرّف الكيماوي الذي يركب الأدوية ويعرف خصائص عناصرها، فهو حين يذكر أصباغ الشعر يقول: "وأما الصباغات فقلما يسلم أحد من ضرّها، وقد أثنى جالينوس على القطران وذكر أنه صبغ عجيب للشعر، لكنْ.. هو من كراهة الرائحة على ماهو عليه، وأما أنا فإني أستعمل من الصباغات مالا يضر كثيراً بالبصر وأقتنع بذلك في دهن البان أحلّ فيه لاذناً وأجعل معه دقاق عفص وأخلط إلى الكل من الماء والخلّ مايصلح به التمازج، وأرفعه إلى أن يبيد الماء.. الخ...‏ "

نور
08-31-2009, 07:49 PM
محمد عابد الجابري


محمد عابد الجابري أستاذ الفلسفة و الفكر العربي الإسلامي في كلية الآداب بالرباط .

ولد عام 1936 و حصل على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة في عام 1967 حصل على الدكتوراة في الفلسفة من جامعة محمد الخامس - كلية الآداب عام 1970، يشغل حالياً منصب استاذ في الفكر الفلسفي والإسلامي في جامعة محمد الخامس في المغرب. أغنى المكتبة العربية بتأليفه 30 كتاباً تدور حول قضايا الفكر المعاصر ويعد «توطين الفكر العربي» أهمها وكان قد ترجم إلى عدة لغات، حصل على جائزة بغداد للثقافة العربية من اليونسكو عام 1988 والجائزة المغربية للثقافة في تونس عام 1999، يعتبر د. الجابر من اهم المفكرين المغربيين الذين تركوا بصمة واضحة في الأدب العربي المعاصر.

الجابري بدأ بطرح نظرياته المتقحمة في مسألة "نقد العقل العربي"، منذ مطلع الثمانينيات، حين أصدر كتابه "نحن والتراث" (1980)، الذي أعلن فيه بصراحة أن العقل العربي قام بـ"إلغاء الزمان والتطور" عن طريق رؤية الحاضر والمستقبل، من خلال الماضي، فهو فكر لاتاريخي ذو "زمان راكد" لا يتحرك ولا يتموج. " لذلك كانت قراءته للتراث قراءة سلفية تنزه الماضي وتقدسه وتستمد منه الحلول الجاهزة لمشاكل الحاضر والمستقبل" (ط 6، ص19). وأعقبه بـ"الخطاب العربي المعاصر" (1982)، الذي يعتبر مدخلا ثانيا لـ"نقد العقل العربي"، إذ يشكك فيه بأن العرب تمكنوا من تحقيق شيء كثير من نهضتهم المأمولة. ويتساءل، في مقدمته، هل هم "يغالبون، بدون أمل، الخطى التي تنزلق بهم إلى الوراء". وهي حقيقة لاحظها هذا المفكر منذ زمن طويل. وقد تفاقمت على نحو متواصل حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من كوارث يومية متزايدة. ثم يشير إلى مختلف الميادين التي بحثها المفكرون لتشخيص الداء، ويردف قائلا "ميدان واحد لم تتجه إليه أصابع الاتهام بعد، وبشكل جدي صارم، هو تلك القوة أو الملكة أو الأداة التي بها يقرأ العربي ويرى ويحلم ويفكر ويحاكم. إنه العقل العربي ذاته" (ط4، ص7-8). ثم شرع بإصدار مشروعه الكبير في "نقد العقل العربي"، أو بالأحرى تشريح هذا العقل، الذي بدأه بـ"تكوين العقل العربي" (1982)، فـ"بنية العقل العربي" (1986)، فـ"العقل السياسي العربي" (1990)، وصولا إلى " العقل الأخلاقي العربي" (2001) .


كيف يتسنى لفيلسوف يجمع بين الاشتغال المعرفي/الفلسفي والعمل السياسي/ الحزبي أن يؤسس لمقاربات فيها قدر معقول من التجرد والموضوعية؟! إننا وإن كنا منذ البداية نعتقد أن الموضوعية الوحيدة في أي اشتغال معرفي -كما يقول بعض علماء الاجتماع- هي أن يعتقد الباحث أنه غير موضوعي؛ فإن هذا لن يمنعنا من القول بأنه ليس من العيب أن يكون المثقف (بالمعنى العام والشامل) منخرطا في قضايا سياسية وحزبية، إذا كان هذا المثقف يستطيع أن يضع بينه وبين الأحداث "مسافة" معينة تمكنه من رؤية الأمور على حقيقتها، أو على الأقل أن يرى شيئا من حقيقتها؛ إذ المطلوب من المثقف الحزبي أن تكون لديه ضمانات معرفية ومنهجية تجعله يطمئن إلى "حتمية" الوصول إلى صياغة مقاربات تقترب من ملامسة الإشكاليات والظواهر المختلفة.

إن المشكلة الأساسية تحصل عندما تكون الاختيارات السياسية/الحزبية بمنزلة المنظار الذي من خلاله ينظر المثقف إلى موضوعاته ذات الطابع المعرفي؛ فتتلون المقاربات والظواهر بلون هذه الاختيارات القبلية، ومن ثم تتحول المعرفة إلى أيديولوجيا.

ومن بين المثقفين العرب الذين اشتغلوا بالثقافة والسياسة في آن واحد الفيلسوف العربي محمد عابد الجابري؛ إذ تأرجح طوال مسيرته الفلسفية بين التعمق في قضايا التراث العربي والعقل العربي.. وبين الانخراط في العمل السياسي الحزبي. وكثيرا ما مال الجابري إلى اعتقاد؛ مفاده أن المثقف الحقيقي ينبغي أن يظل دائما "فوق" السياسي؛ أي أن يكون المثقف هو الذي يوجه السياسي، وأن تكون السياسات التي يبنيها السياسي مبنية على ما وصل إليه المثقف من تأسيسات نظرية ومن تقديرات للمواقف.

إن المثقف المحنك تماشيا مع هذه الرؤية هو الذي يحصر همه في فهم الظواهر والأحداث، أما السياسي الناجح فهو الذي يتلقف ذلك الفهم؛ فيحوله إلى خطط وبرامج من أجل التغيير؛ فرسالة المثقف هي الفهم، ورسالة السياسي هي التغيير. وعندما يكون الإنسان مثقفا وسياسيا في نفس الوقت فإن عملية الجمع بين الفهم السليم والتغيير الناجح تظل معادلة صعبة لا يقوى على حلها إلا من فهم حدود كل من الثقافي والسياسي، وأدرك ما بينهما من جدلية.

وقد أصدر الجابري مؤخرا عددا جديدا من سلسلة: "مواقف إضاءات وشهادات"؛ هذه السلسلة عبارة عن كتب، وهي أقرب إلى *** السيرة الذاتية منها إلى الكتابات الأكاديمية. وقد ارتأينا أن يقتصر عرضنا على ما جاء في العدد 22 من هذه السلسلة؛ بسبب ما تضمنه من مقاربات لبعض الأسئلة المعرفية والثقافية التي طالما نذر الجابري نفسه وكرس حياته لخدمتها. ومجمل ما جاء في هذه المقاربات هو جزء من بعض الحوارات التي أجريت مؤخرا مع الجابري. وقد حاولنا في هذه المساهمة أن نرتب تلكم المقاربات المنثورة في ثنايا الكتاب كله تحت عناوين كبيرة تختصر الاتجاه العام للأفكار.

أعماله

له العديد من الكتب المنشورة التي أحدثت قفزة في أسلوب نقد التراث العربي :

* نحن والتراث : قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي (1980)
* العصبية والدولة : معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي (1971)
* تكوين العقل العربي ( نقد العقل العربي 1 )
* بنية العقل العربي ( نقد العقل العربي 2 )
* العقل السياسي العربي ( نقد العقل العربي 3 )
* العقل الأخلاقي العربي ( نقد العقل العربي 4 ) .
* مدخل إلى القرآن الكريم، 2007.

نور
08-31-2009, 07:49 PM
هيپاتيا


هيپاتيا الإسكندرية (باليونانية: Υπατία) (ح. 380 - 415) ولدت في الإسكندرية (مصر) حوالي عام 380 واغتيلت في مارس 415. عالمة رياضيات و منطق و فلك.

حياتها

هيباتيا كانت ابنة ثيون آخر زملاء متحف الإسكندرية الذي كان إما ملاصقاً لمكتبة الإسكندرية أو بداخلها.

وكانت أظرف شخصية في علوم ذلك العصر هي شخصية هيباتيا الفيلسوفة والعالمة الرياضية، وكان والدها ثيون Theon هو آخر من سجلت أسماؤهم في سجل أساتذة متحف الإسكندرية. وقد كتب شرحا لكتاب Syntaxis لبطليموس أقرّ فيه لما كان لابنته من نصيب في تأليفه. ويقول سويداس إن هيباتيا كتب شروحاً لكتاب القوانين الفلكية لبطليموس، وكتاب المخروطات لأبلونيوس البرجي(21)، ولكن مؤلفاتها كلها لم يبق منها شيء.

ثم انتقلت من الرياضيات إلى الفلسفة، وسلكت في بحوثها على هدى أفلاطون وأفلوطين، و "بزت جميع فلاسفة زمانها" (على حد قول سقراط الدارس المؤرخ المسيحي)(22). ولما عينت أستاذة للفلسفة في متحف الإسكندرية هرع لسماع محاضراتها عدد كبير من الناس من شتى الأقطار النائية. وهام بعض الطلاب بحبها، ولكن يبدوا أنها لم تتزوج قط. ويحاول سوداس أن يقنعنا بأنها تزوجت، وبأنها رغم زواجها بقيت عذراء طول حياتها(23). وينقل لنا هو نفسه قصة أخرى، لعل أعداءها هم مخترعوها مضمونها أن شاباً ضايقها بإلحاحه حتى عيل صبرها فما كان منها إلا أن رفعت ثيابها وقالت له :"إن الذي تحبه هو الذي يرمز إلى التناسل القذر وليس هو شيئاً جميلا قط"(24). وقد بلغ من حبها للفلسفة من أنها كانت تقف في الشوارع وتشرح لكل من يسألها النقط الصعبة في كتب أفلاطون أو أرسطو، ويقول سقراط المؤلف إنه "قد بلغ من رباطة جأشها ودماثة أخلاقها الناشئتين من عقلها المهذب المثقف أن كانت في كثير من الأحيان تقف أمام قضاة المدينة وحكامها دون أن تفقد وهي في حضرة الرجال مسلكها المتواضع المهيب الذي امتازت به عن غيرها، والذي أكسبها احترام الناس جميعاً وإعجابهم بها".

شهيدة العلم

صورة لهيباتيا عام 1867 من جوليا مارجريت كاميرون
صورة لهيباتيا عام 1867 من جوليا مارجريت كاميرون
ممثلة محتمل أن تكون ماري أندرسون تلعب دور هيباتيا في مسرحية تحمل نفس الإسم عام 1900
ممثلة محتمل أن تكون ماري أندرسون تلعب دور هيباتيا في مسرحية تحمل نفس الإسم عام 1900

لكن هذا الإعجاب لم يكن في واقع الأمر يشمل الناس جميعاً، فما من شك في أن مسيحي الإسكندرية كانوا ينظرون إليها شزراً، لأنها لم تكن كافرة فاتنة فحسب، بل كانت إلى ذلك صديقة وفية لأرستيز Arestes حاكم المدينة الوثني. ولما أن، حرض سيريل Cyril كبير الأساقفة - أتباعه الرهبان على طرد اليهود من الإسكندرية أرسل أرستيز إلى ثيودوسيوس الثاني تقريراً عن الحادث بعيداً عن النزاهة بعداً استاء منه كبير الأساقفة ورجاله أشد الاستياء. وقذف بعض الرهبان الحاكم بالحجارة، فأمر بالقبض على زعيم الفتنة وتعذيبه حتى مات (415). وأتهم أنصار سيريل هيباتيا بأنها صاحبة السلطان الأكبر على أرستيز، وقالوا إنها هي وحدها التي تحول دون الاتفاق بين الحاكم والبطريق. وفي ذات يوم هجم عليها جماعة من المتعصبين يتزعمهم "قارئ" أي كاتب صغير من موظفي سيريل، اسمه پيتر، وأنزلوها من عربتها، وجروها إلى إحدى الكنائس، وجردوها من ملابسها، وأخذوا يرجمونها بقطع القرميد حتى قضوا على حياتها، ثم قطعوا جسمها إرباً، ودفنوا ما بقي منها في مرح وحشي شنيع (415)(25). ولم يعاقب أحد من المجرمين واكتفى الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني بأن قيد حرية الرهبان في الظهور أمام الجماهير، (سبتمبر عام 416). وبذلك كان انتصار سيريل انتصاراً كاملاً.

نور
08-31-2009, 07:50 PM
محمد حسين الطباطبائي


آية الله السيد محمد حسين الطباطبائي ( 1892 - 1981 ) عالم ومفسر وفيلسوف إسلامي و مرجع دين شيعي ، صاحب الكتاب الشهير الميزان في تفسير القرآن الذي يعتبر من أفضل التفاسير إن لم يكن أفضلها على الإطلاق.


المولد و النشأة

وُلد في مدينة تبريز شمال إيران في التاسع و العشرين من شهر ذي الحجة لعام 1321 هـجري ( 1892 ميلادي ). أنهى المراحل الأولى لدراسته الشرعية عند الأساتذة المعروفين في مدينة تبريز ، ثمّ سافر إلى مدينة النجف الأشرف في العراق لإكمال دراسته الحوزوية ، وبقي هناك 11 سنة ، يحضر دروس الفقه والأصول عند كبار العلماء . لم يكن السيّد الطباطبائي مجتهداً في العلوم العقلية والنقلية فحسب ، بل كان أديباً ، وشاعراً ماهراً ، كتب القصائد الشعرية باللغتين العربية والفارسية ، وكان فنّاناً بارعاً بالخط ، وله منظومة في آداب الخط ضمَّها إلى أحد مؤلَّفاته .

نور
08-31-2009, 07:51 PM
عبد الرحمن الكواكبي


عبد الرحمن الكواكبي (1854 - 1902) من رواد مفكري النهضة العربية. كتابه "طبائع الإستبداد" من العلامات الفارقة على تطور فكر القومية العربية.

هو عبد الرحمن أفندي ووالده الشيخ أحمد أفندي من آل الكواكبي ومن المدرسين في الجامع الأموي الكبير والمدرسة الكواكبية ، وآخر وظيفة كان فيها عضوية مجلس إدارة ولاية حلب . وبيتهم من بيوتات المجد والشرف ( خاندان ) المشهورة في الأستانة العلية و حلب . ولد السيد عبد الرحمن أفندي الكواكبي في 23 شوال سنة 1265 وتعلم القراءة والكتابة في المدارس الأهلية الابتدائية ، ثم استحضر له أستاذ مخصوص عَلَّمَه أصول اللسانين التركي والفارسي . وتلقى العلوم العربية والشرعية بمدرسة الكواكبية المنسوبة لأُسرته ، وأخذ الإجازات من علمائها ودَرَّس فيها . وهو يقرأ ويكتب بالعربية والتركية . وقد وقف على العلوم الرياضية والطبيعية وبعض الفنون الجديدة بالمطالعة والمراجعة . ومن تأليفه تحرير الجريدة الرسمية ( فرات ) بقسميها التركي والعربي في سنة 1292 إلى سنة 1297 . ومنه جريدة الشهباء التي أنشأها في حلب سنة 1293 وكان هو المحرر لها .
خدمته ووظائفه

دخل في وظائف الدولة رسميًّا في الثامنة والعشرين من عمره وفي سنة 1293 عُيِّنَ محررًا رسميًّا للجريدة الرسمية بقسميها ( كأنه كان في سنة 1292 يحررها بصفة غير رسمية للاختبار ) براتب قدره ثمانمائة قرش . وفي 5 ربيع الأول سنة 1295 عُيِّن كاتبًا فخريًّا للجنة المعارف التي تأسست في ولاية حلب ( يعنون بالفخري ما كان بدون راتب ) . وبعد ثلاث سنين اتسعت دائرة اللجنة وزيد فيها قسم النافعة ( الأشغال العمومية ) وعين عضوا فخريًّا فيها . وفي 2 جمادى الأولى تعين محررًا للمقاولات ( مسجل المحكمة ) وفي 16 ربيع الثاني سنة 1298 صار مأمورالإجراء ( رئيس قلم المحضرين ) في ولاية حلب . وفي 7 رمضان سنة 1298 عين عضوًا فخريًّا للجنة ( قومسيون ) النافعة . وفي 22 ذي القعدة سنة 1299 عين بأمر نظارة العدلية ( الحقانية ) في الآستانة عضوًا في محكمة التجارة بولاية حلب مع البقاء في وظيفته الأولى ( محرر المقاولات ) وفي سنة 1303 انفصل من هذه الأخيرة وفي 4 رجب سنة 1304 عاد إلى وظيفة مأمور الإجراء ، وفي 23 رجب سنة 1310 عُيِّنَ رئيسًا للبلدية .

إلى هنا انتهت وظائف الترجمة الرسمية الأولى ، وجاء في الثانية بعد ذكر ما تقدم أنه في 29 من ربيع الأول سنة 1312 عين رئيس كُتّاب المحكمة الشرعية في حلب ( باشكاتب ) بقرار من مجلس النواب في دار السعادة . وفي 28 ذي الحجة سنة 1312 عين ناظرًا ومفتشًا لمصلحة انحصار الدخان ( الريجي ) المشتركة مع نظارة المالية في ولاية حلب ومتصرفية الزور ، وفي أثناء ذلك اتفق مع إدارة المصلحة وتعاقدا على أن يستلم من المصلحة جميع ما تقدمه من الدخان ( التبغ ) إلى الولاية المتصرفية بزيادة كثيرة عن القدر المعتاد وجميع ما يزرع فيهما منه ، ويتولى بيعه ، وتعهد في إزاء ذلك بمبلغ من المال يزيد عما كانت تبيع به المصلحة دخانها زيادة كبيرة .

وفي غضون ذلك استقال من رياسة كُتَّاب المحكمة الشرعية ثم في 9 ذي الحجة سنة 1314 أعيد إليها وعين رئيسًا للجنة البيع والفراغ ( أي استبدال الأراضي الأميرية من أصحاب اليد بالمال ) وفي 7 ربيع الأول عين رئيسًا أولاً لغرفة التجارة في حلب ورئيسًا لمجلس إدارة المصرف ( البنك ) الزراعي ، وفي 22 رجب عين قاضيًا شرعيًّا لراشيا التابعة لولاية سوريا .

رتبه ووساماته

في 19 رجب سنة 1297 وجهت إليه نيابة دروس أدرنة العلمية . وفي 25 ربيع الثاني وجه إليه تدريس هذه الرتبة . وفي 22 ذي الحجة سنة 1312 وجهت إليه مولوية أزمير المجردة . وفي 28 من جمادى الثانية أعطي الوسام المجيدي من الدرجة الثالثة . اهـ إن من ينظر في هذه الترجمة الرسمية ولم يكن عارفًا بالمترجم ولا بسيره في هذه الوظائف العلمية الأدبية ، الإدارية القلمية ، الحقوقية التجارية ، الزراعية المالية يقول : إن صاحبها من أوساط الناس لا من أفراد الرجال الذين يعدون من علماء الاجتماع وأركان العمران ، ومهذبي الأمم كما وصف في فاتحة القول ، ولكن من يعلم أنه في كل عمل منها آية بينة في إتقان العمل ، وحكمة التصرف ، يحار كيف يحسن رجل هذه الأعمل المتباينة . وإذا وقف بعد ذلك على بعض سيرته في العزيمة وقوة الإرادة وعلم ما كانت تسمو إليه نفسه ، ويرمي إليه فكره ، وقرأ بعض ما جادت به قريحته الوقادة ، وفكرته النقادة ، علم أنه من أفراد الزمان ، وأدرك ماذا كان يرجى منه لو ساعد الزمان والمكان ، وإننا نلم بشيء مما وقفنا عليه من سيرته في مدة صحبتنا له في هاتين السنتين اللتين أقامهما في مصر .

أدبه وأخلاقه

توفيت والدة الفقيد وهو في أول سن التمييز فعهد والده بتربيته إلى خالة له ( من بيوتات أنطاكية ) من نوابغ النساء اللواتي قلما يعرف مثلهن الشرق ، لا سيما في هذا الزمان، كانت تعرف بالعقل والكياسة والدهاء والأدب البارع فنشَّأته على أدب اللسان والنفس فكان من أخلاقه الراسخة الحلم والأناة والرفق والنزاهة والعزة والشجاعة والتواضع والشفقة وحب الضعفاء . وقد كنت ككل من عرفه معجبًا بأناته حتى كنت أقول : إنني أراه يتروّى في رد السلام ويتمكث في جواب من يحييه عدة ثوان ! ولا أكاد أعرف أخلاقًا أعصى على الانتقاد من أخلاقه ولقد كان لسان الحال يصفه بقول ابن دريد : يعتصم الحلم بجنبي حُبْوتِي إذا رياح الطَّيْش طارت بالحبي لا يطبيني طمع مدنّس إذا استمال طبع أو اطَّبي والحلم خير ما اتخذت جُنَّة وأنفس الأبراد من بعد التقى

علمه ومعارفه

نزيد على ما جاء في السيرة الرسمية أن الفقيد درس قوانين الدولة درسًا دقيقًا ، وكان محيطًا بها يكاد يكون حافظًا لها وله انتقاد عليها يدل على دقة نظره في علم الحقوق والشرائع ، ولهذا عينته الحكومة في لجنة امتحان المحامين . ولا أعلم أن برّز في فن أو علم مخصوص فاق فيه الأقران ولكنه تلقى ما تلقاه من كل فنُ يفْهَم ، وعَقِل بحيث إذا أراد الاشتغال به عملاً أو تأليفًا أو تعليمًا يتسنى له أن ينفع نفعًا لا ينظر من الذين صرفوا فيه أعمارهم . ألا تراه كيف ألف كتابًا في طبائع الاستبداد لم يكتب مثله فيلسوف في الشرق ولا في الغرب فيما نعلم وكما سمعنا من كثيرين لهم اطلاع واسع في مؤلفات فلاسفة الغرب وكتابه . على أن الفقيد لم يتعلم شيئًا من علوم النفس والأخلاق والسياسة وطبائع الملل والفلسفة في مدرسة ، وإنما عمدته في هذه العلوم ما طالعه فيها من المؤلفات والجرائد التركية والعربية . أرأيت عقلاً يتصرف هذا التصرف الذي يفوق فيه الحكماء والفلاسفة في علم لم يأخذه بالتلقي وهو أصعب العلوم البشرية وأعلاها . كيف يكون أثره لو تربى وتعلم في مدارس منتظمة كمدارس أوربا الجامعة وكان عنده من مواد العلم ومعرفة الأمة والحكومة بقيمة صاحبه مثلما في أوربا . وبالجملة إنك لم تكن تذاكره في شيء ولا علم إلا ويشاركك فيه على بصيرة .

عمله ووجهته

كانت وجهة الفقيد في كل عمل عمله أو حاوله هي المنفعة العامة فأول شيء ولاَّه وجهه هو إنشاء جريدة في بلاد لم تكن تعرف الجرائد الأهلية ولم تكن بضاعة الكتب رائجة فيها ولو كان في بلاده حرية للجرائد لكان في ( الشهباء ) الأثر المحمود ، ولكن البلاد التي تحكم بالاستبداد كالأرض الموبوءة لا تحيا فيها الجرائد ، ولذلك لم تنجح جريدة من الجريدتين اللتين أنشأهما لأن نفسه الأبية لم تستطع إرضاء الحكام فيما يكتب . وهكذا كان شأنه في وظائفه : ولي رياسة البلدية فكان أول عمل عمله للبلدان أن وضع على طرق المدينة من خارجها سلاسل من الحديد تمنع الجمال التي كانت تسدّ الطرقات وتمنع المارين من التردد في حوائجهم وجعل لهذه الجمال التي تُحْمَل إلى البلد ومنه مكانًا أو أمكنة مخصوصة ، وكانت مصلحة ( القبان ) قد حصرت في واحد من الأغنياء يأخذها من البلدية بالالتزام ولا يتجاسر على الزيادة عليه أحد لتقربه من الرؤساء فلما علم أن الرئيس الجديد لا يصدّه التقرب إليه عن خدمة المصلحة عرض عليه أربعين ألف قرش أو أكثر يعطيه إياها ( رشوة ) كل عام في مقابلة سكوته عنه فلم يقبل الفقيد أن يأخذ لنفسه شيئًا ولكنه قبل أن يكون المبلغ إعانة لصندوق البلدية فعلم الوالي بهذه الزيادة في الصندوق وسعى في أن يكون له سهم منها فأبى عليه الفقيد ذلك فعزله . وهكذا كانت سيرته مع الحكام في كل وظائفه أو جلها : يتصدى للإصلاح فيصدونه عنه لأجل منفعة مالية أو لتقليل نفوذه فلا يتم له عمل .

وكان أول عمل عمله في إدارة مجلس البلدية هو قطع عرق الرشوة من العمال الذين يباشرون الأعمال والمصالح ويسمون ( الجاويشية ) ولكنه زاد في راتبهم ؛ لعلمه بأن الذي يضطر أكثر العمال إلى الرشوة هو قلة الراتب . وكان من ظلم الوالي بعد عزل الفقيد من رياسة البلدية أن أرجع راتب الجاويشية كما كان وألزم صاحب الترجمة بدفع ما كان زاده لهم في مدته إلى صندوق البلدية كما ألزمه بدفع ما أنفق على سلاسل الحديد التي منع بها الجمال من طرق المدرسة ؛ لأن الوالي أمر بإزالتها عقيب عزله ثم عاد فأمر بإعادتها بعد زمن قريب ولكنه لم يعد إلى الفقيد الغرامة التي ظلمه بها . ولما عين رئيسًا لكتاب المحكمة الشرعية كانت المحكمة في أسوإ الأحوال في الصورة والمعنى ، فكان ينفق على إصلاحها من جيبه حتى إنه استحضر لها السجوف والأستار من بيته ومنع اختلاط النساء بالرجال إذ جعل لكلٍّ مكانًا ينتظر فيه دوره للتقاضي ورَتَّبَ الأوقات ونظَّم الدفاتر .

وكان صاحب عزيمة قوية لا يهاب حاكمًا ولا يخاف ظالمًا وعزيمته هي التي جنت عليه فقد كان نجح في عمله عندما عين مديرًا ومفتشًا لمصلحة حصر الدخان كما تقدم في السيرة الرسمية حتى وقع النزاع بنيه وبين عارف باشا والي حلب يومئذ فبطل العمل عمل الفقيد في ضبط هذه المصلحة ما عجزت عنه إدراتها العمومية والحكومة جميعًا حتى كانت تخسر في ولاية حلب دون سائر بلاد الدولة ، وكان المشتغلون بتهريب الدخان البلدي وبيعه في حلب سبعمائة رجل فعين لهم رواتب ومنعهم من التهريب بحكمة عجيبة وسيأتي مجمل خبره في عداء الوالي عند الكلام على بعض الصعوبات التي لقيها في طريقه .

كانت مدة الاتفاق الأول مع مصلحة حصر الدخان ثلاث سنين فانفصل من إدارة العمل والتفتيش بعد سنتين بالسبب الذي ألمعنا إليه ، ولثقة الفقيد بنفسه واقتداره على العمل ذهب إلى الأستانة بعد عزل عارف باشا من ولاية حلب فعقد اتفاقًا آخر مع المصلحة والحكومة مدته عشر سنين وكان أراد أن يضم إلى ولاية حلب متصرفًا فعقد اتفاقًا آخر مع المصلحة والحكومة مدة عشر سنين وكان أراد أن يضم إلى ولاية حلب ومتصرفية الزور ولايتي بيروت و سورية فلم يرض له ذلك من استشاره من الأقربين فرجع عنه . وقد نجح أيضًا في المرة الثانية ولكن حدثت بعد أربع سنين الفتنة الأرمنية فنهب الأرمن الدخان من عدة بلاد وقتلوا موظفي المصلحة فكان الفقيد يخسر في الشهر بضعة عشر ألفًا من الليرات فتوسل بذلك إلى الآستانة بحل العقد وإبطال الاتفاق فتم له ذلك بعد عناء وخسارة عظيمة ولإخلاصه بحب المصلحة العامة كانت أكثر وظائفه فخرية أي بغير راتب كما عرف من الترجمة الرسمية ويزيد على هذا أنه كان يبذل شيئًا من ماله فوق ما أخذه من راتب بعض الوظائف لأجل ترقية العمل وإتقانه ، وهذا خلق لم يعرفه الشرق في هذا العصر .

مشروعاته

طلب من الحكومة عدة امتيازات بأعمال عظيمة لم تكن تخطر لأهل بلاده على بال . ( منها ) إنشاء مرفأ في السويدية وطريق حديدي منها إلى حلب . و ( منها ) جلب نهر الساجور إلى حلب لأن ماء المدينة قليل ، ولو تم هذا العمل لأحييت به أرض واسعة فكانت جنات وحدائق . ( ومنها ) أن عينًا خوارة في سفح جبل بين أرمنان وأدلب قد أغرقت أمواهها تلك الأرض فجعلتها مستنقعات تضر الناس ، ولا يأوي إلى غاباتها إلا الخنزير البري فذهب الفقيد إليها واختبر حال الأرض والعين اختبارًا هندسيًّا زراعيًّا فعلم أنه يمكن جر مائها إلى أدلب القليلة الماء وتجفيف تلك المستنقعات فتصير نافعة وتحيا أرض أدلب ويحيا أهلها فطلب بذلك امتيازًا .

و ( منها ) إنارة حلب وبيره جك ومرعش و أورفه بالكهربائية بواسطة شلال يحدثه من نهر العاصي في محل اسمه المضيق بالقرب من دركوش تابع لجسر الشغر وكان اختبر المكان اختبارًا هندسيًّا فعلم أن إحداث الشلال فيه ممكن . ( ومنها ) استخراج معدن نحاس من أرغنه التابعة لولاية حلب . وقد حال دون إعطاء بعض هذه الامتيازات ما يحول كل مصلحة عامة يطلبها الوطنيون كالرشوة ونحوها . وقد كان أعطى امتياز استخراج النحاس واشتغل به ثلاثة سنين ونيف وبعد ذلك أرادت حكومة الولاية إبطاله لأمر ما فأدخلت مع الفقيد في العمل بعض الأجانب وتوسلت بذلك إلى إبطاله . خدمته للناس وللحكومة : كان اتخذ له مكانًا بين داره ودار الحكومة سماه المركز يأوي إليه وكلاء الدعاوي فكان يؤمه أصحاب الحاجات والقضايا يستشيرون صاحب الترجمة في حل عقد المشكلات ، ويستضيئون برأيه في دياجير المهمات ، وكان في الغالب يفضل بينهم بالتراضي ويغنيهم عن المحاكمة والتقاضي فإن احتيج في قضية إلى الحكومة يندب له من يراه أهلاً لها من الوكلاء المحامين ، وإن كانت عظيمة الشأن أن يندب نفسه ويحاكم المبطل حتى يحق الحق لصاحبه . وقد كان قُصَّادُ ذلك المركز يكادون يزيدون على قصاد دار الحكومة ، وكانت الحكومة نفسها تستشيره في الشئون الغامضة تعتمد على رأيه .

* * *

مقاومة الحكام له

ورث الفقيد عن سلفه السادة الأمراء علو الهمة وقوة العزيمة وعدم المبالاة بالأخطار فهو من سلالة السيد إبراهيم الصفوي الأردبيلي المهاجر إلى حلب وما حديث الصفوية في الإمارة بمجهول . بهذا كان رحمه الله تعالى لا يهاب الحكام ولا يداريهم مع أن حكومتهم في الحقيقة استبدادية . وهذا هو الذي أحبط أعماله في بلده وذهب بثروته . غَاضَبَ عارف باشا أحد ولاة حلب فأغرى بعض الناس بأن يكتب إلى الأستانة شاكيًا من سيئات الوالي شارحًا لهم فعلم الوالي بذلك فعمل مكيدة لحبس الفقيد وضبط أوراقه وزوَّر عليه ورقة سماها ( لائحة تسليم ولاية حلب إلى دولة أجنبية ) وطلب محاكمته عليها ، وحكمُ القانون في هذه الجريمة الإعدامُ ولكنهم غلطوا في معاملته بالحبس وطلب الاستنطاق غلطًا قانونيًّا ما كان ليخفى على الفقيد فكتب إلى الأستانة كتابة مطولة يظهر فيها أن خروج حكومة الولاية عن حدود القانون هو من دلائل تحاملها عليه وتحريها ظلمه ، وطلب أن يحاكم في ولاية أخرى فأجيب طلبه وحُوكم في بيروت فحكم ببراءته وما زال يتتبع الوالي حتى عزل بعد عودته إلى حلب وكان هو أول من بشره بالعزل بواسطة قاضي الولاية ثم إنه أخرجه من حلب بإهانة عظيمة ؛ لأنه أوعز إلى أصناف الفقراء الذين كانوا يسمون الفقيد أباهم لنصرته إياهم فاجتمعوا عند داره بهيئات غريبة فترك أهله وخرج كالهارب وسافر إلى الأستانة وتبعه الفقيد ليحاكمه ولكنه لم يكد يصل إليها حتى مات قهرًا .

وكان الشيخ أبو الهدى أفندي الشهير من أعدائه ويقال أن السبب الأول في ذلك إباء الفقيد أن يصدق على نسب الشيخ أبي الهدى هذا ، وإن الشيخ أبا الهدى صار نقيب أشراف حلب وكانت هذه النقابة من قبل في آل الكواكبي . ومن آداب الفقيد العالية أنه كان هنا يثني على صفات الشيخ أبي الهدى الحسنة كالمروءة والكرم والذكاء والثبات وقلما كان يخوض بانتقاده إلا مع الخواص الذين يعرفون الحقائق فكانت عداوتهما عداوة العقلاء .

خسر الفقيد بتلك المحاكمة ألوفًا من الجنيهات وخسر أضعافها بإدارة شركة انحصار الدخان للمرة الثانية أيضًا ؛ لأن الحكومة مكلفة بحفظ أماكن الشركة فلما حدثت فتنة الأرمن امتنع الوالي عن إرسال العساكر لمنع نهب الأرمن مال الشركة وخسر بعدم مداراة الحكام غير ذلك من المزارع والأرض ( منها ) مزرعة ( جفتلك ) جميل باشا الوالي التي اشتراها منه الفقيد فاعتدى عليها زعماء التركمان بإغراء خفي حتى أخذوها ومنها مزرعة ( جفتلك ) كانت مستنقعات تابعة للأراضي الأميرية فألف لها شركة وأخذها من الحكومة وجففها فأغرى المغرون بعض عشائر الأكراد بالتعدي على حصته فحاكمهم فحكم لهم عليه بالمساعدة الخفية ، وفي أثر ذلك سافر مهاجرًا إلى مصر .

سياسته ورأيه في الإصلاح

لم يكن الفقيد في اشتغاله بخدمة بيته وبلده وحكومته غافلاً عن شئون المسلمين العامة فقد كان يقرأ الجرائد التركية والمصرية حتى الممنوعة التي كانت تدخل إلى حلب كغيرها بوسائط خفية . ولما هاجر إلى مصر كان أول أثر له فيها طبع سجل جمعية أم القرى وكان يقول : إن لهذه الجمعية أصلاً ، وأنه هو توسع في السجل ونقحه ست مرات آخره عند طبعه منذ سنتين ونيف أي عقيب قدومه إلى مصر . وقد قال لنا مرة : إن الإنسان يتجرأ أن يقول ويكتب في بلاد الحرية ما لا يتجرأ عليه في بلاد الاستبداد بل إن بلاد الحرية تولد في الذهن من الأفكار والآراء ما لا يتولد في غيرها . ومن يقرأ الكتاب يظن أن صاحبه صرف معظم عمره في البحث عن أحوال المسلمين وتاريخهم في عقائدهم وعلومهم وآدابهم وتقاليدهم وعاداتهم ومنه يعلم رأي الفقيد في الإصلاح وقد كنا معه على وفاق في أكثر مسائل الإصلاح حتى إن صاحب الدولة مختار باشا الغازي اتهمنا بتأليف الكتاب عندما اطلع عليه وربما نشير إلى المسائل التي خالفنا الفقيد فيها في هامش الكتاب عند طبعه وأهمها الفصل بين السلطتين الدينية والسياسية .

أما آراؤه السياسية فحسبنا منها كتاب طبائع الاستبداد الذي يكاد يكون معجزة للكتاب السياسيين . وقد زعموا أن معظم ما في هذا الكتاب مقتبس من كتاب لفليسوف إيطالي في الظلم . ومن كان له عقل يميز بين أحوال الإفرنج الاجتماعية وأحوالنا وذوقهم في العلم وذوقنا يعلم أن هذا الوضع وضع حكيم شرقي يقتبس علم الاجتماع والسياسة في حالة بلاده حتى كأنه يصورها تصويرًا ، وإذا لاحظ مع ذلك أن هذا الكتاب كان مقالات مختصرة نشرت في المؤيد ثم مدها صاحبها مد الأديم العكاظي وزاد فيها فكانت كتابًا حافلاً يتجلى له علمه الأول بصورة أوضح وأجلى ، وإذا علم بعد هذا كله أنه نقحه بعد الطبع فحذف منه قليلاً وزاد فيه كثيرًا يعلم علم اليقين أن ينبوع علم هذا الرجل صدره وأنه كان يزداد في كل يوم فيضانًا وتفجيرًا ، نعم إن قال في مقدمته : إن بعضه مما درسه ، وبعضه مما اقتبسه ، وإننا نعلم أنه لم يولد إنسان عالمًا ولكن فرقًا عظيمًا بين من يحكي كلام كغيره كآلة ( الفوتغراف ) وبين من يُحَكِّم عقله في علوم الناس فيأخذ ما صح عنده وينبذ ما لا يصح . من كان له مثل هذا العقل الحاكم في كليات العلوم فهو الفيلسوف إن كان اجتهاده هذا في العلوم العقلية والكونية وهو الإمام إن كان اجتهاده في العلوم الدينية .

وجهته الأخيرة

وجه همته أخيرًا إلى التوسع في معرفة حال المسلمين ليسعى في الإصلاح على بصيرة فبعد اختباره التام لبلاد الدولة العلية تركها وعربها وأكرادها وأرمنها ، ثم اختباره لمصر ومعرفة حال السودان منها ساح منذ سنتين في سواحل إفريقية الشرقية وسواحل أسيا الغربية ، ثم أتم سياحته في العام الماضي فاختبر بلاد العرب التي كانت موضع أمله أتم الاختبار فإنه دخلها من سواحل المحيط الهندي ومازال يوغل فيها حتى دخل في بلاد سوريا واجتمع بالأمراء وشيوخ القبائل وعرف استعدادهم الحربي والأدبي وعرف حالة البلاد الزراعية وعرف كثيرًا من معادتها حتى إنه استحضر نموذجًا منها . وقد انتهى في رحلته الأخيرة إلى كراجي ( من مواني الهند ) وسخر الله له في عودته سفينة حربية إيطالية حملته بتوصية من وكيل إيطاليا السياسي في مسقط فطافت به سواحل بلاد العرب وسواحل إفريقيا الشرقية فتيسر له بذلك اختبار هذه البلاد اختبارًا سبق به الإفرنج ، وكان في نفسه رحلة أخرى يتم بها اختباره للمسلمين وهي الرحلة إلى بلاد الغرب ولكن حالت دونه المنية التي تحول دون كل الأماني والعزائم .

أرأيت رجلاً كريم الأصل ، كبير العقل ، تربّى أحسن تربية وتعلم أحسن تعليم ودخل في الأعمال المختلفة وتصدى للمشروعات المتعددة وكتب في أدق المسائل أحسن الكتابة وساح في البلاد ، واختبر أحوال الأمم ، حتى بلغ أشده ، واستوى كيف يكون حاله وما هي درجة استعداده ؟ هذا هو صديقنا الذي فقدناه بالأمس ، فكأنما فقدنا به الشمس ، ومثل تلك الآمال الكبيرة لا تبلغ إلا بمساعدة الحكومة أو سعة المال أو الجمعيات ، وقد كان له أمل في مصر وأميرها أراه الاختبار خلافه . ولقد كان لموته تأثير كبير في الفضلاء والعقلاء ، وقد نُعِيَ إلى الجناب الخديوي في صبيحة الليلة التي مات فيها فأمر بأن يجهز على نفقة سموه وأن يعجل بدفنه فكان ذلك . فرحم الله فقيدنا وأحسن عزاء الإسلام والشرق فيه .

نور
08-31-2009, 07:51 PM
وريس ميرلو بونتي



موريس ميرلوبونتي (1908–1961 م) فيلسوف فرنسي تأثر بفينومينولوجيا هوسرل وبالنظرية القشتالتية التي وجهت اهتمامه نحو البحث في دور المحسوس والجسد في التجربة الإنسانية بوجه عام وفي المعرفة بوجه خاص. من أهم كتبه بنية السلوك (1942 م) و فينومينولوجيا الإدراك (1945). و قد بين في هذه الأعمال بطلان مطامح علم النفس في تأسيس ذاته كعلم. والنقد هنا ليس موجها فقط إلى علم النّفس بل إلى العلم بشكل عام بسبب نزوع هذا الأخير نحو تقديم فهم اختزالي وجاف للظواهر. ومهمة الفلسفة الفينومينولوجية، حسب ميرلوبونتي، تتمثل في تحقيق الرجوع إلى عالم الحياة الأصلي والبدئي وفي "العودة إلى الأشياء ذاتها"

نور
08-31-2009, 07:52 PM
توما الأكويني


القديس توما الأكويني (بالإيطالية: Tommaso d'Aquino) فيلسوف ولاهوتي إيطالي كاثوليكي شهير من أتباع الفلسفة المدرسية، طُوب قديساً. هو أحد علماء الكنيسة الثلاثة والثلاثين، ويعرف بأنه العالم الملائكي Doctor Angelicus، اعتبرته الكنيسة عالمها الأعظم، وظلت فلسفته التوماوية لوقت طويل المدخل الفلسفي الأساسي لمقاربة فكر الكنيسة الكاثوليكية. وهو حامي الجامعات والكليات والمدارس الكاثوليكية.

ولد في روكاسكا قرب أكوين عام 1225، وتوفي في 1274.
سيرة ذاتية

ولد توما الأكويني في 1225 في قلعة والده الكونت لاندوفل روكاسكا قرب أكوين في مملكة نابولي وإليها نسبته. كان عمه سينيبالد رئيس الرهبان البندكتيين في ديرهم الرئيسي في مونت كاسيني، ونوت العائلة أن يخلف توما عمه في منصبه، الأمر الذي يعد مسار مهنة طبيعي للابن الأصغر في أسرة نبلاء.

في سن الخامسة أُرسل إلى الدير ليتلقى تعليمه المبكر، وبعد الدراسة لمدة ست سنوات في جامعة نابولي، غادرها في سن السادسة عشرة، بتأثير الرهبان الدومينيكان، الذين كانوا يبذلون قصارى جهدهم لجذب الدارسين الشبان ذوي المهارة، واكتساب مكانة بينهم؛ مقدمين مع الرهبان الفرانسيسكان تحدياً ثورياً للنظام الإكليروسي الراسخ في أوروبا القرون الوسطى المبكرة.

هذا التغيير في المعتقد لم يرض عائلته، وفي طريقه إلى روما، اعتقل توما بواسطة شقيقه وأعيد إلى والديه في قلعة سان جيوفاني حيث بقي مُعتقلاً لسنة أو اثنتين لجعله يتراجع عن مقصده. وطبقاً لتراجمه المبكرة، فإن عائلته حاولت كل شيء لثنية عن مقاصده. وفي النهاية هُزمت معارضة عائلته بوساطة البابا إنوسنت السادس، واعتنق توما مذهب القديس دومينيك في عامه السابع عشر.

عندما لمس مشرفوه استعداده الطبيعي للدراسات اللاهوتية أرسلوه إلى المدرسة الدومينيكانية في كولونيا، حيث كان ألبرتس ماغنوس يُحاضر في الفلسفة واللاهوت. وصل توما إلى هناك في أواخر 1244، وصاحب ألبرتس إلى جامعة باريس في 1245 ليبقى هناك مع معلمه ثلاث سنوات، تخرج بعدها حاملاً شهادة في اللاهوت. في 1248 عاد إلى كولونيا مع ألبرتوس، وعُين محاضراً ثانياً، وطالب ماجستير. ويُمكن أن تؤخذ هذه السنة على أنها بداية نشاطه الأدبي، وحياته العامة.

قبل مغادرته باريس، أثيرت منازعات بين رجال الدين غير الرهبان، وبين الرهبان فيما يتعلق بحق التدريس في كلية اللاهوت بجامعة باريس، فاختير الأكويني الشاب ليدافع عن نظامه، ويجادل قائد الحملة ضد الرهبان غيوم دي سانت آمور الذي استطاع، في غيبة لويس التاسع أن يحد من حقوق الرهبان في التدريس، وقصره على مقر واحد، لكن البابا ألكسندر الرابع أعاد إلى الرهبان حقوقهم المكتسبة في سنة 1245. لسنوات عديدة لاحقة بقي توما مع فيلسوف المدرسية الشهير ألبرتس، وكانت صحبتهما ذات تأثير مهم في تطور توما الفكري، فقد جعلته دارساً شاملاً للمدرسية، ومتبعاً للطريقة الأرسطية.

نور
08-31-2009, 07:52 PM
بيار بورديو


بيار بورديو (1 أغسطس 1930 – 23 يناير 2002) عالم اجتماع فرنسي من المراجع العالمية في علم الاجتماع. بدأ نجمه يبزغ بين الأخصائيين انطلاقًا من الستينات وازدادت شهرته في آخر حياته بالتزامه العلني إلى جانب "المغلوبين". كان مصبّ عنايته تحليل إواليات تكرر التمرتبات الاجتماعية من جيل إلى جيل وذلك بتسليط الضوء على العوامل الاجتماعية والرمزية فيه.

العنف الرمزي

انتقد بورديو تغاضي الماركسية عن العوامل غير الاقتصادية إذ أن الفاعلين الغالبين ، في نظره، بإمكانهم فرض منتجاتهم الثقافية (مثلا ذوقهم الفني) أو الرمزية (مثلا طريقة جلوسهم أو ضحكهم وما إلى ذلك). فللعنف الرمزي (أي قدرة الغالبين على الحجب عن تعسف هذه المنتجات الرمزية وبالتالي على إظهارها على أنها شرعية) دور أساسي في فكر بيار بورديو. معنى ذلك أن كل سكان سوريا مثلا بما فيهم الفلاحون سيعتبرون لهجة الشام مهذبة أنيقة واللهجات الريفية غليظة جدًّا رغم أن اللهجة الشامية ليست لها قيمة أعلى بحد ذاتها. وإنما هي لغة الغالبين من المثقفين والساسة عبر العصور وأصبح كل الناس يسلّمون بأنها أفضل وبأن لغة البادية رديئة. فهذه العملية التي تؤدي بالمغلوب إلى أن يحتقر لغته ونفسه وأن يتوق إلى امتلاك لغة الغالبين (أو غيرها من منتجاتهم الثقافية والرمزية) هي مظهر من مظاهر العنف الرمزي.

الحقول الاجتماعية

إضافة إلى ذلك فالعالَم الاجتماعي الحديث مقسَّم في نظر بورديو إلى "حقول" أي فضاءات اجتماعية أساسها نشاط معيَّن (مثلا: الصحافة، الأدب، كرة القدم إلخ) يتنافس فيها الفاعلون لاحتلال مواقف الغلبة (مثلا: يريد الصحافي أن يشتغل في أنفذ جريدة وأن يحصل فيها على أجلّ منصب). فعلى غرار الماركسية إذن يرى صاحبُنا العالَم الاجتماعي نزاعيًّا بيد أنه يؤكد أن هذه الكفاحات مفرَّقة بين الحقول المختلفة وليست صراع طبقات على صعيد المجتمع بجملته فقط.

التطبع

ومن المفاهيم التي صاغها بورديو أيضًا مفهوم التطبع الذي يلعب الآن دورًا أساسيًا في كافة فروع العلو م الاجتماعية. فالفاعلون يطورون إستراتيجيات تركن إلى عدد قليل من الاستعدادات التي يكتسبها المرء بشكل لا شعوري في محيطه الاجتماعي والتي تمكِّنه من أن يكيف عمله مع ضرورات محيطه المعتاد (مثلا يطور الفلاح عقلية وعادات معينة سيطبقها على كل المشاكل التي يوجهه في حياته أمتّت بصلة إلى محيطه المعتاد أم لا) ولكل إنسان تطبعه الخاص الذي يختلف باختلاف الحقول التي هو طرف فيها وباختلاف الموضع الذي يحتله ضمن تلك الحقول.

التحليل الانعكاسي

كما أن بورديو شدد في آخر عقد حياته على ضرورة تحليل عالِم الاجتماع عملَه وخطابه ونشاطه تحليلا انعكاسيًا (ذاتيًا). بعبارة أخرى عليه أن يستعمل اكتشافات علمه ليغربل دوره وليكشف العوامل التي الناتجة عن تاريخه الشخصي وتطبعه والتي قد تؤثر على ممارسته العلمية وتشوش رؤيته للمجتمع دون أن يعي. ولذلك أصبح التحليل الانعكاسي في نظر بورديو شرطًا لكل عمل نزيه وموضوعي في مجال العلوم الاجتماعية.


أهم آثاره

فلا تزال أعمال بيار بورديو (أكثر من 30 كتابًا ومئات المقالات) تغذي فكر الباحثين وإن أُخذ عليها أحيانًا ميله إلى الحتمية.

* سوسيولوجيا الجزائر (1958)
* الورثاء: الطلبة والثقافة (1964)
* التكرر: موادّ من أجل نظرية لنظام التعليم (1970)
* التميز: نقد اجتماعي للأحكام (1979)
* الحس العملي (1980)
* معنى القول: اقتصاد التبادلات اللسانية (1982)
* درس في الدرس (1982)
* أقوال (1987)
* أنطولوجيا مارتن هيدغر السياسية (1988)
* قوانين الفن : تكوين الحقل الأدبي وبنيته (1992)
* بؤس لعالَم (1993)
* مسائل في علم الاجتماع (1994)
* تأملات باسكالية (1997)
* الغلبة الذكورية (1998)
* علم العلم وانعكاسية (2001)
* مداخلات سياسية 1961-2001 (2002)
* تخطيط لتحليل ذاتي (2004)

نور
08-31-2009, 07:53 PM
هاوارد زين


هاوارد زين، بالإنجليزية (Howard Zinn) من (مواليد 24 آب/أغسطس 1922) مؤرخ أمريكي، ناقد اجتماعي وسياسي عالمي.

تدمج فلسفة زين مابين الفكر الماركسي والاشتراكية والديمقراطية الاجتماعية. وكان من أبرز المدافعين عن الحقوق المدنية والحركات المناهضة للحرب منذ الستينيات ولا يزال.

مؤلف لما يزيد عن 20 كتاباً من أكثرها انتشاراً كتاب تاريخ الولايات المتحدة، وهو كتاب مازال يطبع منذ عقود وقد بيع منه أكثر من مليون نسخة.

هوارد زين استاذ فخري في قسم العلوم السياسية في جامعة بوسطن. ويقيم في حي أوبورندالي نيوتن في ماساشوستس مع زوجته روزلين وهي فنانة ومحررة ساعدت وكان لها دور في تحرير كتب زوجها. وقد أنجبا مايلا وجيف، ولهما منهما خمسة أحفاد.
الحقوق المدنية

في عام 1956 عين زين رئيساً لقم التاريخ والعلوم الاجتماعية في كلية سبيلمان حيث شارك في حركة الحقوق المدنية. وتعاون مع المؤرخ ستاوغتون ليند في توجيه الطلاب والناشطين وتوعيتهم لما له علاقة بالحقوق المدنية، وأقيل من عمله بعد أن وقف مع الطلاب في مطالبهم بخصوص المساواة، وعلق على تلك الفترة بقوله: "لقد تعلمت من طلابي أكثر مما تعلموا مني".

كتب زين كثيراً عن النضال من أجل الحقوق المدنية، وأخذ أجازة مدة سنة عام 1960 ليتفرغ لكتابة اثنين من أهم كتبه.

جهوده المناهضة للحرب

التحق عام 1964 بجامعة بوسطن، حيث درّس التاريخ والحريات المدنية حتى عام 1988، خلال هذه المرحلة عرف زين بانتقاده الكبير للحرب، خصوصاً حرب فيتنام.

لقد تشكلت آراؤه المناهضة للحرب من خلال خبرته الشخصية. ففي أبريل/نيسان من عام 1945 شارك في قصف مدينة روين في فرنسا، في أول استخدام لقنابل النابالم في تاريخ الحروب. القنابل استهدفت الجنود الألمان الذين، حسب وصف زين، كانوا ينتظرون اليوم الذي تنتهي فيه الحرب. الهجوم تسبب بمقتل جنود ألمان ومدنيين فرنسيين. بعد تسع سنوات أخر، زار زين مدينة رويان، لقراءة بعض التقارير وإجراء بعض المقابلات مع السكان. في كتابه، "سياسة التاريخ" و "القارئ زين"، استخلص بأن قرار ذلك الهجوم اتخذه قادة بهدف تحسين أوضاعهم الوظيفية أكثر من تحقيق أي هدف عسكري.

يناقش زين شرعية العمليات العسكرية التي يسقط فيها مدنيون في قصف المدن كما حصل في دريسدن، رويان، طوكيو، هيروشيما، ناجازاكي، إبان الحرب العالمية الثانية، وعلى مدينة هانوي في حرب فيتنام وبغداد في حرب العراق الأخيرة. وقد قدم وجهة نظره في كتاب "هيروشيما، نهاية الصمت"، حول استهداف المدنيين، وكانت نسبة المدنيين في الحرب العالمية الأولى نحو 1 إلى 10 جنود، وفي الحرب العالمية الثانية 1 إلى 1 ، لكنها في الحروب الحديثة باتت 2 إلى 8، وبدل قصف المدنيين، وقال بأن مواجهة دول المحور كان يمكن أن يتم إبان الحرب العالمية الثانية من خلال النشاطات الشعبية والمقاومة اللاعنفية.

فيتنام والعراق

زيارة زين إلى فيتنام بصحبة دانييل بيرغان، خلال عام 1968، حققت إطلاق صراح ثلاثة من جنود سلاح الجو الأمريكي، وهم أول من يتم تحريرهم منذ بدء الهجوم الأمريكي على ذلك البلد. وقد تم الترحيب بالحدث على مستوى واسع، وتناقلته الصحف والقنوات، وكتبت حوله الكتب ومنهم كتاب: "من رفع صوته؟ الاحتجاجات الأمريكية ضد حرب فيتنام".

وكان زن معارضاً قوياً للحرب ضد العراق، وأكد على أن أمريكا ستنهي حربها واحتلالها للعراق عندما يتعاظم حجم الاحتجاجات داخل الجيش، بنفس الطريقة التي حصل بها الأمر في فيتنام.

تاريخ الناس

يرى زين كمؤرخ بأن التاريخ الأمريكي يقدم في الكتب التقليدية بطريقة قاصرة. فقام بكتابة تاريخ الولايات المتحدة بنفسه، من خلال كتاب "التاريخ الشعبي للولايات المتحدة" في محاولة لتقديم وجهات نظر أخرى للتاريخ الأمريكي. يقدم الكتابة وصفاً للصراع بين الأمريكيين الاصليين والأوربيين، والغزو الأمريكي والتوسع، العبيد ضد العبودية، النقابات ضد الرأسماليين، النساء ضد الاضطهاد، الأفروأمريكيين ضد التمييز العنصري للحصول على حقوقهم المدنية، وآخرون ممن لم تحظ قصصهم بفرصة في الطريقة التي يعرض بها التاريخ عادة.

ظهرت الطبعة الأولى عام 1980، ومنذ ذلك الحين أصبح الطلاب مطالبين بقراءته في الثانويات والجامعات، وصار أحد النماذج الشهيرة في نقد علوم التدريس.

في ربيع عام 2003 احتفالاً ببيع النسخة رقم مليون من الكتاب عقدت جلسة لقراءة الكتاب وإصدار تسجيل صوتي مع مؤثرات صوتية في مدينة نيويورك. وبصوت هاوارد زين نفسه. تم بث الحفل على شبكة "ديمقراطية الآن" (Democracy Now!) ونشر الحفل أيضاً في قرص مدمج تحت عنوان: "الناس يتكلمون: أصوات أمريكية، بعضها مشهور، وبعضها مغمور".


نقد

يقدم مايكل كازين وهو ليبرالي معارض للماركسية وصفاً لهاورد زين، باعتباره "مبشراً ذو خيال ضيق لا يعني التاريخ بالنسبة إليه سوى سلسلة طويلة من الازدواجية الأخلاقية الصارمة". ويرد أروان سارفر على كازين بإظهار احترامه وإكباره لـ"التاريخ الصوتي الشعبي للولايات المتحدة"، إنها قصص تعرض روايات محزنة وأخرى ترفع الرأس من التاريخ الأمريكي.

ويقول كانييل فلين، وهو صاحب كتابين يدعم فيهما مواقف اليمين، أن زين "ذو عقلية منغلقة داخل إيديولوجيا ضيقة".

مؤلفاته


فنانون في زمن الحرب (1993)

الحرب الباردة والجامعة (1997)

إعلان الاستقلال: فحص الإيديولوجيا الأمريكية (1991)

العصيان والديمقراطية: المغالطات التسع حول لقانون والنظام (1968 وطبعة جديدة 2002)

إيما: مسرحية من فصلين حول إيما غولدمان، ثائرة أمريكية 2002

فشل في الانسحاب (1993)

مستقبل التاريخ: مقابلات مع ديفيد بارسماين (1999)

هيروشيما، نهاية الصمت (1995)

التاريخ الشعبي في الولايات المتحدة

تاريخ الشعبي للحرب الأهلية

والكثير من المؤلفات الأخرى..

نور
08-31-2009, 07:53 PM
رشدي راشد


رشدي حفني راشد (و. 1936) مفكر وفيلسوف مصري فرنسي. وشغل مناصب عدة في المركز الفرنسي للأبحاث العلمية منذ 1965، ومنصب مدير أبحاث الإبستمولوجيا وتاريخ العلوم في جامعة دنيس ديدرو بباريس حتى عام 2001، ومدير مركز الفلسفة والعلوم والفلسفة العربية للعصور الوسطى حتى عام 2001.

ولد رشدي راشد في القاهرة عام 1936، ودرس في جامعة القاهرة حيث حصل على ليسانس الفلسفة وهو في العشرين من عمره، ثم انتقل إلى فرنسا حيث حصل على دبلوم الرياضيات من جامعة باريس، ونال دكتوراه الدولة في تاريخ فلسفة الرياضيات من الجامعة نفسها.

مؤلفاته

وضع رشدي راشد أكثر من 30 كتاباً.

* "موسوعة تاريخ العلوم العربية"، مركز دراسات الوحدة العربية ومؤسسة عبد الحميد شومان، 1996.

جوائز وتكريم

* جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية لعام 2007.
* ميدالية الرئيس الفرنسي للإنتاج العلمي عام 1989,
* ميدالية الأكاديمية الدولية لتاريخ العلوم (ميدالية ألكسندر كويري) عن أعماله عام 1990.

نور
08-31-2009, 07:54 PM
جوسف پريستلي


جوسف پريستلي {{**** (و. 13 مارس 1733 - 8 فبراير 1804) فيلسوف طبيعي بريطاني, ورجل دين معارض, ومنظر سياسي ومعلم. أهم ما يُذكر به اكتشافه في نفس الوقت مع أنطوان لاڤوازييه لغاز الأكسجين.

ظل الفضل في اكتشاف الأكسجين ينسب طويلا إلى جوزف بريستلي لا إلى شيليه، لأنه اكتشفه مستقلا عن شيليه، وأذاع اكتشافه هذا في 1775 قبل عامين من نشر شيليه المتأخر لكشفه. ومع ذلك فنحن نكرمه لأن أبحاثه أتاحت للافوازييه أن يضفي على الكيمياء شكلها الحديث، ولأنه كان من الرواد في الدراسة العلمية للكهرباء، ولأنه أسهم بشجاعة في الفكر البريطاني عن الدين والحكومة حتى أن جماعة متعصبة من الغوغاء أحرقت بيته في برمنجهام وحملته على الالتجاء إلى أمريكا. وقد لمس تاريخ الحضارة في نقط كثيرة، وهو واحد من أعظم شخصياته إلهاماً. ولد في يوركشير في 1733، لمشاط من المنشقين على الكنيسة الرسمية. وأكب بنهم على دراسة العلم، والفلسفة، واللاهوت، واللغات؛ فتعلم اللاتينية، واليونانية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية، والعربية، وحتى طرفاً من السريانية والكلدية. واشتغل أول الأمر واعظاً منقشاً في سافوك، ولكن عقده في لسانه انتقصت من تأثير بلاغته في السامعين. فلما بلغ الخامسة والعشرين نظم مدرسة خاصة بعث الحياة في منهاجها بتجارب في الفيزياء والكيمياء. وفي الثامنة والعشرين أصبح معلماً في أكاديمية للمنشقين في وارنجتن، وهناك علم خمس لغات، ووجد رغم ذلك الوقت ليجري أبحاثاً أكسبته زمالة في الجمعية الملكية (1776). في تلك السنة التقى بفرانكلن في لندن فشجعته على تأليف كتابه "تاريخ الكهرباء ووضعها الراهن" (1776) وهو مسح جدير بإعجاب للموضوع بأسره حتى جيله. وفي 1767 عين راعياً لكنيسة مل هل بليدز. وقد تذكر في تاريخ لاحق من حياته، إنه "نتيجة لسكناي حيناً بقرب مصنع عمومي للجعة أغريت بإجراء تجارب على الهواء الثابت(31). لأن عجين مصنع الجعة انبعث منه غاز ثاني أكسيد الكربون. وقد أذابه في الماء، وأعجبته نكهته الفوارة؛ وكان هذا أول "ماء صودا".

وفي 1772 أعفى من هموم الرزق بتعيينه أمين مكتبة للورد شلبيرن. وفي البيت الذي جهز له بكولن أجرى التجارب التي أكسبته شهرة دولية.

وقد حسن "وعاء هيلز الغازي" بأن جمع فوق الزئبق، بدلا من الماء، الغازات التي ولدها بأنواع مختلفة من المزج. ففي 1772 عزل أكسيد النتريك، وأكسيد النتري (الغاز الضحاك) وكلوريد الهيدروجين؛ وفي 1773 النشادر (مستقلاً عن شيليه)؛ وفي 1774 ثاني أكسيد الكبريت؛ وفي 1776 بيروكسيد الأزوت. وفي 15 مارس 1775 أرسل إلى جمعية الملكية خطاباً أذاع فيه كشفه للأكسجين. وقد وصف طريقته في المجلد الثاني من كتابه تجارب ومشاهدات في مختلف أنواع الهواء (1775) فقال أنه باستعمال عدسة حارقة قوية: "شرعت... بالاستعانة بها في أن أفحص نوع الهواء الذي تطلقه أنواع كثيرة جداً من المواد) حين تسخن بهذه الطريقة (بوضعها في... أوان... مملوءة بالزئبق ومقلوبة في حوض الزئبق... وبهذا الجهاز...، في أول أغسطس 1774، حاولت استخراج الهواء من الزئبق المكلس وحده (أكسيد الزئبق) وسرعان ما وجدت أن الهواء يطرد منه بسرعة باستعمال هذه العدسة... والذي أدهشني دهشة لا يمكنني التعبير عنها أن شمعة اشتعلت في هذا الهواء بلهب قوى جداً(32).

فلما لاحظ-كما لاحظ شيليه- أن في استطاعة فأر أن يعيش أطول في هذا الهواء المنزوع اللاهوب أو الفلوجستون (كما سمى الأكسجين) مما يعيش في الهواء العادي، خطر له أن يجرب بنفسه الهواء الجديد. "لن يعجب القارئ لأنني بعد أن أكد لي عظم صلاحية الهواء المنزوع اللاهوب من حياة الفئران فيه، وبغير ذلك من التجارب التي سبق ذكرها، تطلعت إلى تذوقه بنفسي. فأشبعت فضولي باستنشاقه وسحبه من زجاجة سيفون؛ وبهذه الطريقة أحلت أبريقاً كبيراً مملوءاً به إلى مستوى الهواء العادي. ولم يكن إحساس رئتي به يختلف اختلافاً محسوساً عن إحساسهما بالهواء العادي. ولكن خيل إلي أن صدري ظل بعض الوقت بعدها يحس بأنه خفيف إلى درجة غريبة. ومن يدري، فلعل هذا الهواء النقي سيصبح يوماً ما أداة عصرية من أدوات الترف؟ أما إلى اليوم فإن أحداً لم يستمتع باستنشاقه سواي أنا وفأرين(33)...

وقد تنبأ ببعض صور هذا الترف المستقبل: لنا أن نحزر-من قوة لهيب الشمعة المضاءة في هذا الهواء النقي وسطوعها الزائد-أنه قد يكون أصلح جداً للرئتين في حالات مرضية معينة، حين لا يكفي الهواء العادي إزالة الزفر الفلوجستي الفاسد (ثاني أكسيد الكربون) بالسرعة الكافية. ولكن ربما استنتجنا أيضاً من هذه التجارب أنه وإن كان الهواء المنزوع اللاهوب (الأكسجين) مفيداً جداً كدواء ، فإنه قد لا يكون بمثل هذه الصلاحية لنا في حالة الصحة العادية للبدن، لأن الشمعة تشتعل في الهواء المنزوع اللاهوب بأسرع مما تشتعل في الهواء العادي، ومن ثم فقد نفني حياتنا بأسرع مما ينبغي وتستهلك فينا القوة الحيوانية على عجل في هذا النوع النقي من الهواء(34).

وقد تألفت تجارب بريستلي بالفروض المثمرة والإدراكات اليقظة، ولكن تفسيراته النظرية كان أكثرها تقليداً. فقد ظن كما ظن شتال وشيليه أنه في الاحتراق يخرج الجسم المشتعل مادة هي الفلوجستون (اللاهوب) وذهب إلى أن هذه المادة تتحد مع أحد مكونات الهواء ليكونا "الهواء التالف" أو "الهواء ذات اللاهوب" (وهو الأزوت) أما المكون الآخر فسماه"الهواء المنزوع اللاهوب" وهو ما سيطلق عليه لافوازييه اسم الأكسجين. وبينما كان لافوازييه يقول بأن الجسم في عملية الاحتراق يمتص الأكسجين من الهواء بدلا من أن يطرد الفلجستون فيه، ظل بريستلي إلى آخر حياته متمسكاً بالمفهوم القديم. وفي 1774 سافر مع اللورد شلبيرن إلى القارة، وأخبره بتجارب الأكسجين. وفي 1780 أحاله شلبيرن إلى التقاعد بمعاش سنوي قدره 150 جنيهاً. واستقر بريستلي في برمجنهام قسيساً أصغر لجماعة كبيرة من المنشقين تدعى "المحفل الجديد". وانضم إلى جيمس وات، وجوسيا ودجوود، وارزمس داروين، وماثيوبولتن، وغيرهم في "جمعية قمرية" تناقش أحدث الأفكار في العلم، والتكنولوجيا، والفلسفة. وكان محبوباً من جميع الطبقات تقريباً وموضع الإعجاب لوجهه البشوش، وتواضعه، وسماحته، وطهارة حياته التي لا تشوبها شائبة(35). ولكن بعض جيرانه ارتابوا في مسيحيته. وفي كتابه "مقالات في المادة والروح" (1777) رد كل الأشياء، حتى النفس، إلى المادة وأصر على أن هذا الرأي شئ لا غبار عليه.

"فمعلوم جيداً لأهل العلم... إن ما عناه القدماء بالكائن اللامادي إنما هو نوع مهذب مما ينبغي أن نسميه الآن مادة، شئ كالهواء أو النفس، زود الناس لأول مرة باسم للنفس... ومن ثم لم يستعبد القدماء من العقل خاصية "الامتداد" والضغط المحلي. فقد كان لهم في رأيهم بعض الخواص المشتركة بينه وبين المادة، وكان في استطاعته أن يتحد معها، وأن يؤثر فيها ويتأثر بها... وعليه فقد رؤي أن... قوة الحس أو التفكير... يمكن أن تنقل لأغلظ ضروب المادة... وأن "النفس" "والجسم" لا بد أن يموتا معاً لأنهما في الواقع مادة واحدة(36).

وفي كتاب آخر نشره في نفس العام اسمه"شرح عقيدة الضرورية الفلسفية"، أنكر بريستلي بحماسه حرية الإرادة أسوة بهارتلي وهيوم. وفي كتابه "تاريخ تحريفات المسيحية" (1782) رفض المعجزات وسقوط آدم، وكفارة المسيح، وعقيد الثالوث. وذهب إلى أن هذه العقائد كلها تحريفات أدخلت أثناء تطور المسيحية؛ إذ لا وجود لها في تعاليم المسيح والرسل الأثنى عشر. ولم يبق من المسيحية في بريستلي غير الإيمان بالله المبني على شهادة للقصد الإلهي. ولم يكن راضياً تمام الرضى عن فكرة الخلود، فألمع إلى أن الله في يوم الحشر سيعيد خلق الأموات جميعاً. على أن رجاه الحقيقي لم يكن معقوداً على سماء في الآخرة بل على "بوتوبيا" تبنى على هذه الأرض بانتصار العلم على الخرافة والجهل. وندر أن عبر إنسان بحرارة كما عبر بريستلي عن دين القرن الثامن عشر، وعن التقدم، إذ يقول:

كل المعرفة ستقسم فروعاً وتوسع، ولما كانت المعرفة قوة كما لاحظ اللورد بيكون، فإن قوى البشر ستزداد في الواقع، فالطبيعة -مواردها وقوانينها- ستكون في متناول أكثر من ذي قبل، وسيجعل الناس وضعهم في هذا العالم أشد يسراً وراحة، وأغلب الظن أنهم سيطيلون وجودهم فوقه، وسيصبحون كل يوم أسعد حالاً، كل سعيد في ذاته، وأقدر (وأكثر ميلاً في ظني) على توصيل السعادة لغيره. ومن ثم، فأياً كانت بداية هذا العالم، فإن نهايته ستكون أمجد وأسعد مما يستطيع خيالنا الآن أن يتصوره...(37) وطوبى للذين يسهمون في نشر النور النقي لهذا الإنجيل الخالد(38). وفي رؤيا بريستلي أن بعض هذا التقدم المجيد سيكون سياسياً، وسيبنى على مبدأ إنساني بسيط "فتحقيق الخير والسعادة... لأغلبية الناس في أي دولة، هو المعيار الذي يجب أن يقرر به نهائياً كل شئ يمت إلى تلك الدولة(39). ويقول بنتام أنه وجد هنا مصدراً من مصادر فلسفة المنفعة التي بشر بها. وعند بريستلي أن الحكومة العادلة الوحيدة هي التي تستهدف إسعاد مواطنيها. ومما يتفق تماماً مع المسيحية أن يطيح الشعب بالحكومة التي يتضح له ظلمها. وقد أجاب عن تحذير القديس بولس الذي قال فيه "إن السلاطين الكائنة هي مرتبة من الله." بقوله "للسبب نفسه ستكون سلاطين المستقبل مرتبة من الله أيضاً(40).

وكان طبيعياً أن يتعاطف ثائر كهذا مع المستعمرات في احتجاجها على فرض الضرائب عليها دون أن يكون لها ممثلون في البرلمان البريطاني. وقد صفق للثورة الفرنسية بحرارة أشد حتى من حرارة تعاطفه مع المستعمرات. ولما ندد بها بيرك دافع عنها بريستلي فدمغه بيرك في البرلمان بالهرطقة. وكان بعض أصدقاء بريستلي يشاركونه آراءه المتطرفة. وفي 14 يوليو 1791 اجتمعت "جمعية برمنجهام الدستورية" في الفندق الملكي للاحتفال بالذكرى السنوية لسقوط الباستيل. ولم يحضر بريستلي الاحتفال. واحتشد جمع أمام الفندق واستمعوا إلى اتهامات زعمائهم للمهرطقين والخونة، ثم قذفوا نوافذ الفندق بالحجارة، ففر أصحاب المأدبة. وانطلق الجمع إلى بيت بريستلي فأحرقوه مبتهجين وأتوا على مختبره وأدواته ومكتبته ومخطوطاته. ثم ظلوا ثلاثة أيام يجوبون أنحاء برمنجهام وهم يقسمون أن يقتلوا جميع "الفلاسفة"؛ وراح المواطنون المروعون يخطون على زجاج نوافذهم عبارة "لا يوجد هنا فلاسفة". وفر بريستلي إلى ددلي، ثم لى لندن. ومنها وجه رسالة في 19 يوليو إلى أهل برمنجهام قال فيها:

مواطني وجيراني الأسبقون. بعد أن عشت معكم أحد عشر عاماً، خبرتم كلكم على السواء خلالها ذلك المسلك المسالم الذي كنت أسلكه في العكوف على الواجبات الهادئة لمهنتي وللفلسفة، لم أتوقع قط تلك الأضرار التي أوقعتموها مؤخراً بي وبأصدقائي... وعقول الإنجليز لحسن الحظ تستبشع "القتل"، ومن ثم لم تفكروا فيه (وهو ما أرجوه). ولكن ما قيمة الحياة إذا ارتكب كل شئ لجعلها شقية تعسة؟.. لقد دمرتم أثمن وانفع جهاز حقاً من الأجهزة الأدوات الفلسفية... لقد دمرتم مكتبة.... لا يمكن لمال أن يشتريها من جديد إلا بعد زمن طويل ولكن ما يحز في نفسي أكثر من هذا أنكم دمرتم مخطوطات هي ثمرة الدرس الكادح في سنوات كثيرة، ولن أستطع أبداً إعادة تأليفها من جديد؛ وقد فعلتم هذا بإنسان لم يؤذكم ولم يخطر له قط أن يؤذيكم.

وتخطئون إذا ظننتم أن مسلككم هذا قد يخدم قضيتكم أو يضر قضيتنا... فلو أنكم قضيتم على كما قضيتم على بيتي، ومكتبي، وأجهزتي، فإن عشرة أشخاص آخرين لهم من الجرأة والكفاية ما يعادل مالي أو يفوقه سيظهرون على الفور. ولو قضي على هؤلاء العشرة لظهر بدلهم مائة... نحن في هذا الأمر أشبه بالحملان وأنتم بالذئاب. وسنتمسك بخلقنا، ونرجو أن تغيروا خلقكم. وأياً كان الأمر، فإننا نرد على لعناتكم بالبركات، ونرجو أن تثوبوا سريعاً إلى ما امتاز به أهل برمنجهام فيما مضى من جد واجتهاد وعادات رزينة. وإنني المتمني لخيركم، المخلص،

ج. بريستلي

ولكنه قاضى المدينة مطالباً بتعويض، وقدر خسارته بمبلغ 4,500 جنيه. وأعان قضيته تشارلز جيمس فوكس، ومنحته برمنجهام 2,502 جنيهاً. فحاول أن يستقر في مواطن جديد في إنجلترا ولكن رجال الكنيسة، وأنصار الملكية، وزملاءه في الجمعية لملكية، تجنبوا صحبته(42).

وعرضت عليه الأكاديمية الفرنسية للعلوم عن طريق سكرتيرها كوندورسيه بيتاً ومختبراً في فرنسا. وفي 8 أبريل 1794 هاجر إلى أمريكا، وكان يومها في الحادية والستين، واختار بيته الجديد في مدينة نورثمبرلاند، في بنسلفانيا وطن فرانكلن، على ضفاف نهر سسكويهانا الجميل الذي سيحلم به بعد قليل كولردج وسوذي. ثم استأنف تجاربه واكتشف تركيب أول أكسيد الكربون. وقد احتفت به الجماعات العلمية وعرض عليه كرسي الكيمياء في جامعة بنسلفانيا. وفي 1796 ألقي على الجامعيين في فيلادلفيا سلسلة من الأحاديث عن "الشواهد على المسيحية" وكان من بين جمهور المستمعين جون آدمز نائب رئيس الجمهورية وكثيرون من أعضاء الكونجرس. ومن هذه الاجتماعات انبعثت جمعية للموحدين. وبعد عامين اقترح تيموثي بيكرنج، الوزير في حكومة الرئيس آدمز، ترحيل بريستلي بوصفه أجنبياً غير مرغوب فيه. ووضع انتخاب جفرسن (1800) نهاية لقلق بريستلي، فأتيحت له أربعة أعوام من السلام. وفي 1803 كتب آخر أبحاثه العلمية التي ظل يدافع فيها عن الفلوجستون ومات في نورتميرلاند في 6 فبراير 1804. وفي 1943 قررت الهيئة التشريعية البنسلفانية أن يكون بيته بيتاً تذكارياً قومياً.

وبينما اضطلع توماس بين بحملة بريستلي بوصفه مسيحياً متمرداً، واصل هنري كافندش أبحاثه في كيمياء الغازات. وكان كافندش ابن لورد، وابن أخي دوق، وقد ورث في الأربعين ثروة من أعظم الثروات في إنجلترا. كان خجولا متردداً في حديثه، مهملا في لباسه، فعاش عيشة النساك في مختبره بكلابهام كومن بلندن، ولم يسع إلى الشهرة. وتميزت أبحاثه بالتدقيق الشديد في قياس جميع الموارد ووزنها قبل التجربة وبعدها، وقد أعانت هذه المعايرات لافوازييه على أن يصوغ مبدأه القائل بأن كمية المادة تظل ثابتة في التغيرات الكيميائية.

وفي 1766 أنهى كافندش إلى الجمعية الملكية تجاربه على "الهواء الصناعي" أي الغاز المشتق من الجوامد. فقد توصل بإذابة الزنك أو القصدير في أحماض إلى استخراج ما سماه "الهواء القابل للاحتراق"؛ وقال أن هذا والفلوجستون شئ واحد، ونحن نسميه الآن الهيدروجين. وكان كافندش أول من أدرك أنه عنصر متميز، وعين وزنه النوعي. وفي 1783، وجد-وهو يتابع تجربة أجراها بريستلي- أنه إذا مررت شرارة كهربية في مزيج من الهواء العادي "والهواء القابل للاحتراق" تكاثف جزء من لمزيج وتحول إلى ندى. واستنتج من هذا التحليل الكهربي أن الماء مركب من 2.014 حجماً من "الهواء القابل للاحتراق" إلى حجم واحد من هواء برستلي المنزوع الفلوجستون، أو كما نقول الآن (يد 2 ا). وكان هذا أول برهان قاطع على أن الماء مركب لا عنصر (وقد ألمع جيمس وات، مستقلا، إلى نفس التركيب للماء في نفس السنة 1783). وبعد أن مرر كافندش ثانية شرارة كهربية في مزيج من الهيدروجين والهواء العادي حصل على حمض النتريك، واستنتج أن الهواء النقي مركب من الأوكسجين والنتروجين (الأزوت). (وكان دانيال رذرفورد الأدنبري قد اكتشف النتروجين بوصفه عنصراً متميزاً في 1772). واعترف كافندش بوجود بقية صغيرة لم يستطع تعليلها، ولكنه قدرها فبلغت 0,83 من لكمية الأصلية. وقد ظل هذا سراً غامضاً حتى 1894، حين عزل رايلي ورامزي هذا الجزء الذي نسميه الآن الأرجون، بوصفه عنصراً قائماً بذاته، ووجدا أن وزنه 0.94 من الهواء العادي. وهكذا أثبتت دقة موازين كافندش.

نور
08-31-2009, 07:54 PM
موزي


موزي العيري هو فيلسوف صيني جاء بعد كونفيشيوس وقد قال عنه خصمه منشيوس: "لقد كان يحب الناس جميعاً ، وكان يود لو يستطيع أن يبلى جسمه كله من قمة رأسه إلى أخمص قدمه إذا كان في هذا خير لبني الإنسان ؛ وقد نشأ موزي في بلدة لو التي نشأ فيها كنفوشيوس ، وذاعت شهرته بعد وفاة الحكيم الأكبر بزمن قليل. وكان يعيب على كنفوشيوس أن تفكيره خيالي غير عملي ، وأراد أن يستبدل بهذا التفكير دعوة الناس جميعاً لأن يحب بعضهم بعضاً. وكان من أوائل المناطقة الصينيين ومن شر المجادلين المحاجين في الصين ؛ وقد عرف القضية المنطقية تعريفاً غاية في البساطة فقال: هذه هي التي أسميها قواعد الاستدلال الثلاث: أين يجد الإنسان الأساس؟ ابحث عنه في دراسة تجارب أحكم الرجال الأقدمين. كيف يلم الإنسان به إلماماً عاماً؟ افحص عما في تجارب الناس العقلية من حقائق واقعية. كيف تطبقها؟ ضعها في قانون وسياسة حكومية ، وانظر هل تؤدي إلى خير الدولة ورفاهية الشعب أو لا تؤدي إليهما. وعلى هذا الأساس جَدَّ مودي في البرهنة على أن الأشباح والأرواح حقائق واقعية، لأن كثيرين من الناس قد شاهدوها ، وكان من أشد المعارضين لآراء كنفوشيوس المجردة غير المجسمة عن الله ، وكان من القائلين بشخصية الله. وكان يظن كما يظن بسكال أن الدين رهان مربح في كلتا الحالين: فإذا كان آباؤنا الذين نقرب لهم القرابين يستمعون إلينا فقد عقدنا بهذه القرابين صفقة رابحة ، وإذا كانوا أمواتاً لا حياة لهم ولا يشعرون بما نقرب إليهم فإن القرابين تتيح لنا فرصة الاجتماع بأهلينا وجيرتنا ، لنستمتع جميعاً بما نقدمه للموتى من طعام وشراب". وبهذه الطريقة عينها يثبت موزي أن الحب الشامل هو الحل الوحيد للمشكلة الاجتماعية ؛ فإذا ما عم الحب العالم أوجد فيه بلا ريب الدولة الفاضلة والسعادة الشاملة التي بها "يحب الناس كلهم بعضهم بعضاً ، ولا يفترس أقوياؤهم ضعفاءهم ، ولا تنهب كثرتهم قلتهم ، ولا يزدري أغنياؤهم فقراءهم ، ولا يسفه عظماؤهم صغارهم ، ولا يخدع الماكرون منهم السذج". والأنانية في رأيه مصدر كل شر سواء كان هذا الشر رغبة الطفل في التملك أو رغبة الإمبراطوريات في الفتح والاستعمار.

ويعجب موزي كيف يدين الناس أجمعون من يسرق خنزيراً ويعاقبونه أشد العقاب ، أما الذي يغزو مملكة ويغتصبها من أهلها ، فإنه يعد في أعين أمته بطلاً من الأبطال ومثلاً أعلى للأجيال المقبلة. ثم ينتقل مودي من هذه المبادئ السلمية إلى توجيه أشد النقد إلى قيام الدولة حتى لتكاد عقيدته السياسية تقترب كل القرب من الفوضى ، وحتى أزعجت هذه العقيدة ولاة الأمور في عصره. ويؤكد لنا كتاب سيرته أن مهندس الدولة في مملكة جو هَمَّ بغزو دولة سونج ليجرب في هذا الغزو سلماً جديداً من سلالم الحصار اخترعه في ذلك الوقت ؛ فما كان من مودي إلا أن أخذ يعظه ويشرح له عقيدة الحب والسلم العالميين حتى أقنعه بالعدول عن رأيه ، وحتى قال له المهندس: "لقد كنت قبل أن ألقاك معتزماً فتح بلاد سونج ، ولكني بعد أن لقيتك لا أحب أن تكون لي ولو سلمت إلي من غير مقاومة ومن غير أن يكون ثمة سبب حق عادل يحملني على فتحها". فأجابه موزي بقوله: "إذا كان الأمر كذلك فكأني قد أعطيتك الآن دولة سونج. فاستمسك بهذه الخطة العادلة أعطك ملك العالم كله".

وكان العلماء من أتباع كنفوشيوس والساسة أتباع لوينج يسخرون من هذه الأفكار السلمية ؛ ولكن مودي رغم هذه السخرية كان له أتباع ، وظلت آراؤه مدى قرنين كاملين عقيدة تدين بها شيعة تدعو إلى السلام ، وقام اثنان من مريديه وهما سونج بنج ، وجونج سون لونج بحملة قوية لنزع السلاح ، وجاهدا في سبيل هذه الدعوة حق الجهاد. وعارض هان- في أعظم النقاد في عصره هذه الحركة ، وكان ينظر إليها نظرة في وسعنا أن نسميها نظرة نيتشية ، وكانت حجته في معارضته أن الحرب ستظل هي الحكم بين الأمم حتى تنبت للناس بالفعل أجنحة الحب العام. ولما أصدر شين هوانج- دي أمره الشهير "بإحراق الكتب" ألقيت في النار جميع الآداب المودية كما ألقيت فيها جميع الكتب الكنفوشية ؛ وقضى هذا الحريق على الدين الجديد وإن لم يقض على عقيدة المعلم الأكبر وكتاباته.

نور
08-31-2009, 07:56 PM
يانگ جو


يانگ جو Yang Zhu (صينية تقليدية: 楊朱/杨朱; پن ين: Yáng Zhū; ويد-گيلز: Yang Chu; و. 370-319 ق.م.), كان فيلسوفاً صينياً خلال فترة الممالك المتحاربة. وكان في مطلع حياته منغمساً في الملذات, إپيقورياً, او صوفياً Sophist كبديل للفكر الكنفوشي, أفكار يانگ جو الصامدة توجد أساساً في الباب السابع من لِيـِزِي 列子 Liezi.

يانج جو هو المفكر الصيني التحرري الذي ضرب بعرض الحائط مبادئ كونفوشيوس و مودي العيري حيث عقيدته هي عقيدة أخرى ، تختلف عن العقيدة السابقة كل الاختلاف ، قد أخذت تنتشر وتشتد الدعوة إليها بين الصينيين ، فقد قام رجل يدعى يانگ جو لا نعرف عنه شيئاً إلا ما قاله عنه شانئوه وجهر بهذه الدعوة المتناقضة ، وهي أن الحياة ملأى بالآلام وأن اللذة هدفها الأعلى ، وكان ينكر وجود الله ، كما ينكر البعث ، ويقول إن الخلائق ليست إلا دمى لا حول لها ولا طول ، تحركها القوى الطبيعية العمياء التي أوجدتها ، والتي وهبتها أسلافها دون أن يكون لها في ذلك خيار ، ورسمت لها أخلاقها ، فلا تستطيع أن تتحول عنها أو أن تبدلها غيرَها. فأما الحكيم العاقل فيرضى بما قسم له دون أن يشكوا أو يتذمر ، ولكن لا يغتر بشيء من سخافات كنفوشيوس و موزي ، وما يقولانه عن الفضيلة الفطرية والحب العالمي ، والسمعة الطيبة. ومن أقواله أن المبادئ الخلقية شراك ينصبه الماكرون للسذج البسطاء ، وأن الحب العالمي وهمُ يتوهمه الأطفال الذين لا يعرفون كنه البغضاء العالمية التي هي سُنَّة الحياة ، وأن حسن الأحدوثة ألعوبة لا يستطيع الحمقى الذين ضحوا من أجلها أن يستمتعوا بعد وفاتهم بها ، وأن الأخيار يقاسون في الحياة ما يقاسيه الأشرار ، بل إنه ليبدو أن الأشرار أكثر استمتاعاً بالحياة من الأخيار. وأن أحكم الحكماء الأقدمين ليسوا هم رجال الأخلاق والحاكمين كما يقول كنفوشيوس بل هم عبدة الشهوات ، الذين كان من حظهم أن استبقوا المشترعين والفلاسفة ، فاستمتعوا بكل لذة دفعتهم إليها غرائزهم.

نعم إن الأشرار قد يخلّفون وراءهم سمعة غير طيبة ، ولكن ذلك أمر لا يقلق عظامهم. ثم يدعونا يانج جو إلى أن نفكر في مصير الأخيار والأشرار ، فيقول: إن الناس كلهم مجمعون على أن شون، ويو ، وجو جونج ، و كنفوشيوس كانوا خير الناس وأحقهم بالإعجاب ، وأن جياه، وجو ، شرهم جميعاً. ولكن شون قد اضطر إلى حرث الأرض في جنوب نهر هو ، والى صنع آنية الفخار بجوار بحيرة لاي ، ولم يكن في وسعه أن يستريح من عناء العمل لحظة قصيرة ، بل إنه لم يكن يستطيع أن يجد شيئاً من الطعام الشهي والملابس المدفئة ، ولم يكن في قلب أبويه شيء من الحب له ، كما لم يكن يجد من أخوته وأخواته شيئاً من العطف عليه. فلما نزل له "ياو" آخر الأمر عن المُلك ، كان قد تقدمت به السن ، وانحطت قواه العقلية ؛ وظهر أن ابنه شانج جو إنسان ناقص العقل عديم الكفاية؛ فلم يجد بداً من أن ينزل عن الملُك إلى يو. ومات بعدئذ ميتة محزنة. ولم يكن بين البشر كلهم إنسان قضى حياته كلها بائساً منغصاً ، كما قضى هو حياته. "وكان يو قد صرف كل جهوده في فلح الأرض ، وولد له طفل ولكنه لم يستطيع أن يربيه ؛ فكان يمر على باب داره ولا يدخلها ، وانحنى جسمه وانضمر وغلظ جلد يديه وقدميه وتحجر. فلما أن نزل له شون آخر الأمر عن العرش عاش في بيت وطئ حقير ، وإن كان يلبس ميدعة وقلنسوة ظريفتين. ثم مات ميتة محزنة ، ولم يكن بين الآدميين كلهم من عاش معيشة نكدة حزينة كما عاش يو. "وكان كنفوشيوس يفهم أساليب الملوك والحكام الأقدمين ، ويستجيب إلى دعوات أمراء عصره. ثم قطعت الشجرة التي يستظل بها في سونج ، وأزيلت آثار أقدامه من ويه ، وحل به الضنك في شانج وجو ، وحوصر في شان وتشي ؛ وأذله يانج هو وأهانه ، ومات ميتة محزنة. ولم يكن بين بنى الإنسان كلهم من عاش عيشة مضطربة صاخبة كما عاش كنفوشيوس.

"ولم يستمتع هؤلاء الحكماء الأربعة بالسرور يوماً واحداً من أيام حياتهم ، وذاعت شهرتهم بعد موتهم ذيوعاً سوف يدوم عشرات الآلاف من الأجيال ، ولكن هذه الشهرة هي الشيء الذي لا يختاره قط من يعنى بالحقائق ويهتم بها. هل يحتفلون بذكراهم؟ هذا مالا يعرفونه. وهل يكافئونهم على أعمالهم؟ وهذا أيضاً لا يعرفونه وليست شهرتهم خيراً لهم مما هي لجذع شجرة أو مَدَرة. أما (جياه) فقد ورث ثروة طائلة تجمعت مدى قرون طويلة ؛ ونال شرف الجلوس على العرش الملكي ؛ وأوتي من الحكمة ما يكفيه لأن يتحدى كل من هم دونه مقاماً ؛ ومن القوة ما يكفي لأن يزعزع به أركان العالم كله. وكان يستمتع بكل ما تستطيع العين والأذن أن تستمتعا به من ضروب الملذات ؛ ولم يحجم قط عن فعل كل ما سولت له نفسه أن يفعله. ومات ميتة هنيئة ؛ ولم يكن بين الآدميين كلهم من عاش عيشة مترفة فاسدة كما عاش هو. وورث جو (شِنْ) ثروة طائلة تجمعت في مدى قرون طويلة ، ونال شرف الجلوس على العرش الملكي ، وكان له من القوة ما يستطيع به أن يفعل كل ما يريد. وأباح لنفسه في قصوره فعل كل ما يشتهيه ، وأطلق لشهواته العنان خلال الليالي الطوال ؛ ولم يكدر صفو سعادته قط بالتفكير في آداب اللياقة أو العدالة ، حتى قضى نحبه كأبهج ما يقضى الناس نحبهم. ولم يكن في الآدميين كلهم من كانت حياته داعرة فاجرة كما كانت حياة جو. وقد استمتع هذان الرجلان السافلان في حياتهما بما شاءا من الملذات وأطلقا لشهواتهم العنان ، واشتهر بعد وفاتهما بأنهما كانا من أشد الناس حمقاً واستبداداً ، ولكنهما استمتعا باللذة وهي حقيقة لا تستطيع أن تهبها حسن الأحدوثة. فإذا لامهم الناس فإنهم لا يعرفون ، وإذا اثنوا عليهم ظلوا بهذا الثناء جاهلين ، وسمعتهم (السيئة) لا تهمهم أكثر مما تهم جذع شجرة أو مَدَرة.

ألا ما أعظم الفرق بين هذه الفلسفة وبين فلسفة كنفوشيوس وهنا أيضاً نظن أن الزمان وهو رجعي كالرجعيين من الآدميين قد أبقى لنا آراء أجل المفكرين الصينيين وأعظمهم ، ثم عدا على الباقين كلهم تقريباً فطواهم في غمرة الأرواح المنسية. ولعل الزمان محق في فعله هذا ، ذلك أن الإنسانية نفسها ما كانت لتعمر طويلاً لو كان فيها كثيرون ممن يفكرون كما يفكر يانگ جو . وكل ما تستطيع أن ترد به عليه هو أن المجتمع لا يمكن أن يقوم إذا لم يتعا
ون الفرد مع زملائه أخذاً وعطاءاً ؛ وإذا لم يتحملهم ويصبر على أذاهم ، ويتقيد بما في المجتمع ، من قيود أخلاقية ، وإن الفرد الكامل العقل لا يمكن أن يوجد في غير مجتمع، وأن حياتنا نفسها إنما تعتمد على ما فيها من قيود. ومن المؤرخين من يرى في انتشار هذه الفلسفة الأنانية بعض الأسباب التي أدت إلى ما أصاب المجتمع الصيني من انحلال في القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد. فلا عجب والحالة هذه أن يرفع منشيوس، جنسن (Dr. Johnson) زمانه ، عقيرته بالاحتجاج الشديد وبالتشهير بأبيقورية يانگ جو وبمثالية موزي فقال: "إن أقوال ينج جو ومودي تملأ العالم؛ وإذا سمعت الناس يتحدثون وجدتهم قد اعتنقوا آراء هذا أو آراء ذاك. فأما المبدأ الذي يدعو إليه ينج فهو هذا. "كل إنسان وشأنه" وهو مبدأ لا يعترف بمطالب الملك. أما مبدأ مو فهو هذا: "أحب الناس جميعا بقدر واحد"- وهو مبدأ لا يعترف بما يحق للأب من حب خاص. ومن لا يعترف بحق الملك ولا بحق الأب كان في منزلة الحيوان الأعجم. فإذا لم يوضع لمبادئهما حد ، وإذا لم تسد مبادئ كنفوشيوس ، فإنهما سيخدعان الناس بحديثهما المقلوب ، ويسدان في وجوههم طريق الخير والصلاح. "ولقد أزعجتني تلك الأشياء وأمرضت قلبي ، فوقفت أدافع عن عقائد الحكماء والأقدمين ، وأعارض ينج ومو ، وأطارد أقوالهما المنحطة ، حتى يتوارى هؤلاء المتحدثون الفاسدون فلا يجرءوا على الظهور. ولن يغير الحكماء من أقوالي هذه إذا ما عادوا إلى الظهور".

نور
08-31-2009, 07:56 PM
أبلار


پيتر أبلار (بالإنجليزية: Peter Abelard ، باللاتينية: Petrus Abaelardus ، بالفرنسية: Pierre Abélard ، ولد 21 إبريل 1079 - 1142) هو فيلسوف فرنسي شهير وله الفضل في إنشاء جامعة باريس ، ويعتبر شعلة ألهبت عقل أوربا اللاتينية في القرن الثاني عشر ، ويعتبر ممثلا لأخلاق عصره وآدابه ، وأرقى واعظم ما يخلب اللب ويبهر العقل في ذلك العصر. وتعتبر علاقته بتلميذته العاطفية إلواز بمثابة أسطورة.

النشأة

ولد أبلار في قرية له باليه Le Pallet القريبة من نانت Nantes إحدى مدن بريطانيا. وكان أبوه المعروف لنا بإسم بيرنجر Bérenger ، صاحب ضيعة متواضعة، وكان بمقدوره أن يهئ لأولاده الثلاثة ولابنته تعليماً حراً. وكان بيير Pierrc (ولسنا نعرف اصل لقبه أبلار) أكبر أولئك الأبناء، وكان بمقدوره أن يطالب بحق الابن الأكبر في ميراث ابيه ؛ ولكنه كان مولعاً بالدرس والتفكير الى حد جعله بعد أن كبر ينزل لأخويه عن حقه ، وعن نصيبه في أملاك الأسرة، وشرع يطلب الفلسفة، ويلقى بنفسه في معركتها أينما حمى وطيسها ، أو أينما وجد معلماً ذائع الصيت يدرسها.

أبلار وروسلان

كان اعظم ما اثر في حياته المستقبلية أن كان من أول أساتذته روسلان Roscelin (حوالي 1050- حوالي 1120) ، وهو رجل متمرد أنصب عليه كما أنصب على أبلار من بعده سخط الكنيسة وحرمانه من الدين.

وكان المنشأ الذي أثاره روسلان مسألة من مسائل المنطق الجاف الموغل في الجاف ، والتي تبدوا ابعد المسائل كلها عن الأذى ، وهي الوجود الموضوعي (للكليات). وكان (الكلي) في الفلسفة اليونانية وفلسفة العصور الوسطى هو الفكرة العامة التي تدل على صنف من الأشياء (كالكتاب، والحجر، والكوكب، والرجل، والنوع الإنساني، والشعب الفرنسي، والكنيسة الكاثوليكية)؛ أو الأعمال (كالقسوة ، والعدالة)؛ أو الصفات (كالجمال، والصدق). وكان أفلاطون ، وهو العليم بسرعة زوال الكائنات والأشياء الفردية، قد قال بأن الكلي اكثر بقاء، وأنه لذلك اكثر حقيقة، من أي فرد من الصنف الذي يصفه: فالجمال اكثر حقيقة من فريني Phryne، والعدالة اكثر حقيقة من أرستيديز والرجل اكثر حقيقة من سقراط ؛ وهذا هو الذي كانت العصور الوسطى تعبر عنه (بالواقعية). وخالف أرسطو هذا الرأي وقال أن (الكلي) ليس إلا فكرة يكونها العقل لتمثل صنفاً من الأشياء المتماثلة؛ فهو يرى أن الصنف نفسه لا يرى إلا فيصوره أعضائه التي يتركب هو منها. والناس في وقتنا هذا يتجادلون: هل يوجد (عقل جماعة) منفصلاً عن رغبات الأفراد الذين تتكون منهم هذه الجماعة وأفكارهم ومشاعرهم؟ فأما هيوم فقد قال أن (العقل) الفردي نفسه ليس إلا اسماً مجرداً من سلسلة الأحاسيس والأفكار، والإرادات التي في كائن حي ولمجموعها.

ولم يكن اليونان يهتمون اهتماما كبيراً بهذه المسألة، واكتفى فيلسوف من آخر الفلاسفة الوثنيين -هو برفيري Prophyry (حوالي 232- حوالي 304) الذي أقام في الشام وفي روما - بصياغتها دون أن يعرف حلاً لها. لكن العصور الوسطى كانت تراها مأساة حيوية.


أبلار والفلسفة الإدراكية

ألقي أبلار عصا التسيار في مدرسة وليم بعد المثير من التجوال العلمي 1103 ، وكان وقتئذ في الرابعة والعشرين أو الخامسة والعشرين من عمره. وكان وسيم الخلق حسن القوام ، بهي الطلعة. ذا جبهة عريضة تبعث في النفس الروعة؛ وكانت روحه المرحة تكسب طباعة وحديثة فتنة وحيوية. وكان يستطيع تأليف الأغاني وإنشادها، وكانت فكاهته القوية تزلزل الضعاف في قاعات الجدل. وكان شاباً مرحاً طروباً، عرف في الوقت نفسه باريس والفلسفة.

وكانت عيوبه هي العيوب التي تستلزمها صفاته: فقد كان مغروراً، مزهواً بنفسه، وقحاً، منطوياً على نفسه، دفعه ابتهاجه بمواهبه التي كان يعرفها حق المعرفة إلى أن يطرح بتهور الشباب العقائد التعسفية والعواطف الرقيقة التي كانت سائدة في عصره وبين أساتذته، وقد أسكرته بهجة الفلسفة المحببة إليه؛ فهذا العاشق الذائع الصيت يحب الجدل اكثر مما يحب إلواز. وقد سخر من واقعية أستاذه المسرفة ، وتحداه علناً أمام فرقته: يا عجباً الإنسانية كلها حاضرة في سقراط؟ إذن فحين تكون الإنسانية كلها حاضرة في الاسكندر لا بد أن يكون سقراط (الذي تشمله الإنسانية كلها) حاضراً في الاسكندر. ويخيل إلينا أن ما كان يقصده وليم هو أن جميع العناصر الجوهرية التي في الإنسانية حاضرة في كل كائن بشري. على أننا لم تصل إلينا حجج وليم في هذا النقاش؛ ومهما كانت هذه الحجج فأن أبلار لم يأخذ بشيء منها. فقد عارض واقعية وليم روسلان بالفلسفة التي سميت فيما بعد بالفلسفة الإدراكية.

وهي تقول أن الصنف (الإنسان والحجر) ليس له وجود جسمي الا في أفراده التي يتكون منها (الرجال، والحجارة)؛ وأن الصفات (كالبياض، والطيبة، والحقيقة) لا وجود لها إلا في الأجسام، أو الأفعال، أو الأفكار التي تصفها. ولكن الصنف والصفة ليسا مجرد اسمين، بل هما مدركان تكونهما عقولنا من العناصر أو المظاهر التي نلاحظ وجودها مشتركة بين طائفة من الأفراد، أو الأجسام، أو الآراء. وهذه العناصر المشتركة حقيقة، وأن لم تظهر إلا في الصور الفردية. وليست المدركات التي نفكر بها في هذه العناصر المشتركة -الأفكار الجنسية أو الكلية التي نفكر بها في الأصناف المكونة من أجسام متماثلة- ليست هذه المدركات (رياح الصوت)، بل هي اكثر أدوات التفكير نفعاً وأكثرها ضرورة، وبغيرها لا يمكن أن يكون للعلم ولا للفلسفة وجود. ويقولون أن أبلار بقي مع وليم (بعض الوقت). ثم شرع هو نفسه يدرس في ميلون Melun أولاً ثم في كوربي Corbeil بعدئذ، وتبعد أولى البلدتين أربعين ميلاً عن باريس أما الثانية فتبعد عنها خمسة وعشرين. وقد اخذ عليه بعضهم أنه أنشأ حانوته بعد تدريب جد قصير ؛ ولكن عدداً كبيراً من الطلاب هرع إليه ، لإعجابهم بسرعة بديهيته وزلقة لسانه.

وكان وليم في هذه الأثناء قد اصبح راهباً في دير القديس فكتور حيث طلب إليه أن يستمر في إلقاء محاضراته ؛ وعاد إليه أبلار تلميذاً بعد مرض شديد. ويبدو أنه كان على عظام فلسفة وليم لحم اكثر مما توحي به القراءة العاجلة لسيرة أبلار الموجزة التي كتبها بنفسه، ولكن سرعان ما تجددت مناقشاتهم القديمة، وأرغم أبلار (كما يقول أبلار نفسه) وليم على أن يعدل فلسفته الواقعية ، وبدأت مكانة وليم في الهبوط.


وعرض الأستاذ الذي خلفه والذي عينه بنفسه في نتردام أن يخلي مكانة لأبلار 1109 ، ولكن وليم لم يوافق على هذا العرض. وواصل أبلار محاضراته في ميلون ، ثم فوق جبل سانت جفييف المجاور لباريس. ونشبت بينه وبين وليم ، وببين طلابهما ، حرب كلامية دامت عدة سنين ، واصبح أبلار زعيم المحدثين أي الشبان المتمردين المتحمسين أصحاب المدرسة الحديثة.

الفيلسوف إبلار

بينما هو يخوض غمار هذه الحرب ترهب والداه، ولعلهما فعلا ذلك استعداداً للموت، واضطر أبلار أن يعود إلى له باليه Pallet ليكون في وداعهما، وربما كان من أسباب عودته تسوية بعض المشاكل الخاصة بأملاك الأسرة. ثم رجع أبلار الى باريس في عام 1115 ، بعد أن قضى بعض الوقت يدرس علوم الدين في لاءون ، وأقام مدرسته ، أو بدأ منهج محاضراته، في قاعات نتردام التي كان يجلس فيها وهو طالب قبل ذلك الوقت باثنتي عشرة سنة أو نحوها. ويبدو أنه لم يلق في ذلك معرضة ما. وكان وقتئذ من موظفي الكتدرائية وأن لم يصبح من قساوستها. وكان بمقدوره أن يتطلع إلى الكهنوتية العليا اذا لزم الصمت؛ ولكن هذا الشرط كان ثقيلاً عليه، لأنه درس الأدب كما درس الفلسفة، وكان أستاذاً في عرض الآراء عرضاً واضحاً لطيفا؛ وكان كغيره من الفرنسيين يرى أن الوضوح في التعبير واجب تحتمه المبادئ الخلقية، ولم يكن يخشى أن يخفف من عبء حديثه بقليل من الفكاهة. واقبل الطلاب من كثير من البلاد ليستمعوا إليه، وكانت الفصول التي يدرس لها كبيرة كبراً أغناه بالمال وأذاع شهرته بين الأمم ، تشهد بذلك رسالة بعث بها إليه فولك Foulques رئيس أحد الأديرة يقول فيها: بعثت إليك روما أبناءها تعلمهم. ولم تمنع المسافة الشاسعة، أو الجبال أو الوديان أو الطرق الموبوءة باللصوص، الشبان من الإقبال عليك. وازدحمت فصولك بالشبان الإنجليز الذين عبروا البحر المفحم بالأخطار، واقبل عليك التلاميذ من جميع أنحاء أسبانيا وفلاندرز وألمانيا ، ولم يملّو من الثناء على قوة عقلك. ولست اذكر شيئاً عن سكان باريس، وأقاصي فرنسا التي كانت هي الأخرى ظمأى لتعليمك، كأنه لا يوجد علم من العلوم لا يستطاع أخذه عنك. وما دام قد بلغ هذه الذروة من المجد والنجاح وبعد الصيت، فلم لا يرقى الى كرس الأسقفية (كما ارتقى إليه وليم)، ثم إلى كرس رئيس الأساقفة، ولم لا يرقى إلى كرسي البابوية.

نور
08-31-2009, 07:57 PM
هذه قائمة الفلاسفة الذين سبق التعريف بهم ..مرحبا بكل من يريد المشاركة وإضافة فيلسوف لم يسبق ذكره



أبدأ بالفلاسفة الغربين :



1. لوك، جون
2. فوكو، ميشيل
3. باشلار، جاستون
4. هايدجر، مارتين
5. بيكون، فرانسيس
6. فيورباخ، لودفيج أندريا
7. بوبر، مارتن
8. أناكسمندر
9. برادلي، فرانسيس هربرت
10. بيرجسون، هنري
11. ديوجين
12. بيكون، روجر
13. كارلايل، توماس
14. إمبيدوقليز
15. كونفوشيوس
16. لايبنيز، غوتفريت فلهلم
17. كانط، إيمانويل
18. هيوم، ديفيد
19. بينثام، جيرمي
20. كروتشي، بينيديتو
21. هوبز، توماس
22. هربارت، يوهان فريدريتش
23. هرقليطس
24. فريدريك نيتشه
25. فيثاغورث
26. سيغموند فرويد
27. بيرس، تشارلز ساندرز
28. مونتسكيو
29. ميلانكتون، فيليب
30. أبيقور
31. ماريتان، جاك
32. أبيكتيتوس
33. أبقراط
34. جون لوك
35. سبنسر، هربرت
36. سميث، آدم
37. شفايتزر، ألبرت
38. جان-بول شارل ايمارد سارت
39. شوبنهاور، آرثر
40. راسل، برتراند
41. روزنبيرج، ألفريد
42. رامانيوجا
43. أناكسجوراس
44. ديريدا، جاك
45. ويكلف، جون
46. باروخ سبينوزا
47. فيتجنشتاين، لودفيج
48. وليم أوف أكام
49. فولتير
50. جان جاك روسو
51. سبنجلر، أوزوالد
52. كارل ماركس
53. باشلار، جاستون
54. ألتوسير، لوي
55. ديموقريطس
56. طاليس
57. بارمنيدس
58. أفلاطون
59. أرسطو
60. سقراط
61. ماركوس أوريليوس
62. رينيه ديكارت
63. هيغل
64. يانگ جو
65. موزي
66. أبلار
67. هيپاتيا
68. موريس ميرلو بونتي
69. توما الأكويني
70. بيار بورديو
71. هاوارد زين
72. جوسف پريستلي
73. خنوفانس
74. رابندراناث طاغور
75. سون تزو
76. إرازموس

نور
08-31-2009, 07:57 PM
الفلاسفة العرب :






1. عبد الرحمن الكواكبي
2. ابن زهر
3. محمد عابد الجابري
4. رشدي راشد
5. محمد حسين الطباطبائي
6. ابن باجة
7. الكندي، أبو يوسف
8. ابن خلدون
9. ابن سينا
10. أبو حامد محمد بن محمد الغزالي
11. ابن طفيل، أبو بكر
12. أبو نصر محمد الفارابي
13. الخوارزمي
14. جارودي، رجاء
15. أبو حيان التوحيدي
16. ابن ميمون، موسى
17. ابن رشد
18. أبو الريحان البيروني
19. ابن الهيثم
20. أبو بكر الرازي
21. نصير الدين الطوسي

نور
08-31-2009, 07:57 PM
يوحنا الدمشقي


هو منصور بن سرجيوس الذي عرف فيما بعد بيوحنا الدمشقي، ولد في دمشق عاصمة الامويين سنة 695 وتوفي في القدس عام 754 م. عمل في صباه في ادارة المالية في الدولة الاموية. ولكنه تعبد وهجر الحياة المليئة بالحروب والجواري والحريم، ودخل دير القديس سابا قرب القدس، لقد تنسك وانقطع الى الدراسة والتأمل، ثم انتُدب للوعظ والارشاد والتعليم في منطقة اوروشليم،

انه احد اعلام المفكريين الدينيين السوريين، وكتاب ينبوع المعرفة الذي وضعه

يُعتبر اول مجموعة لاهوتية ظهرت في الكنيسة المسيحية، الذي جمع فيها خلاصة

الفكر اللاهوتي للكنيسة اليونانية، انه قد سبق القديس توما الإكويني الذي وضع

مجموعة مماثلة عرفت بالخلاصة اللاهوتية

وليوحنا الدمشقي، تراث شعري خالد من الترانيم والاناشيد الدينية، فضلا عن

مؤلفات عدة في التفسير، الزهد، ومجموعة ضخمة من المواعظ والخطب.

اما ينبوع المعرفة فيشتمل على ثلاثة اقسام هي : الفصول الفلسفية، وكتاب الهرطقات،

وبيان صحيح الإيمان الذي شرح فيها عقيدة الثالوث الأقدس، واعمال الله والعناية الألهية،

لقد اعتبرته الكنيستان اليونانية واللاتينية من قديسيها لسمعته الحميدة وسعة اطلاعه

نور
08-31-2009, 07:58 PM
كيركيغارد soern kierkegaard


لقد قال قبل وفاته :(بعد موتي سيقرأ الناس كتبي، ولعلهم سيقرأونها كثيرا)

انه الفيلسوف كيركيغارد التي لم تقُرأ مؤلفات بمثل هذا الشغف .والتي صبغ اسمه بالتشاؤم ايضا بعد شوبنهاور ، انه فيلسوف لاهوتي وجودي ولد في الدنمارك (1813 – 1855 )

وسورين كان احد ابناء تجار كوبنهاغن الاغنياء ، وكان هو اعز صديق لولده الذي عاش ايامه بالايمان والتقوى ،شديد التمسك بالدين ومع ذلك ظل طول حياته معذبا ،قلق النفس الى حد جعل يعتقد (( ان الله ليس خيرّا لغاية الخير )) طالما ان والده لم يجد في الدنيا راحة النفس والبال .في سنة 1830 التحق بجامعة كوبنهاغن لدراسة اللاهوت ، وكان قد اكتشف منذ حداثته عالما خياليا يحتل فيه المكانة الاولى في حياته ،وبعد عدة سنوات من دخوله الجامعة كتب في مذكراته .( ان ابلغ المآسي سنو ما يظل غامضاً، مغلقاعلىالفهم )، لذلك كانت حياة السيد المسيح انبل مأساة في تاريخ الانسانية ،وقد فاز بالدكتوراه في اللاهوت على رسالته ( مفهوم السخرية )

في سنة 1840 عقد خطبته على الآنسة ريجين اولسن ، وكانت في السادسة عشرة من العمر وكانت تختلف عنه من حيث روحها المرحة في حين كان هو دائم القلق والاضطراب كوالده ، ولكن هذه الخطبة سرعان ما انفصمت دون افصاح الاسباب ودون موافقة الفتاة وبعدها اخذ يحيا حياة عابثة صاخبة لا تتفق وطبيعته

قد وضع قراءة في كتابه الاول امام اسلوبين في الحياة عليهم الاختبار : الجمال او الأخلاق … فالآخذ بالجمال انسان يحيا بحواسه ويرتبط بالحياة المادية ، ويظل دائما نهبا للقلق ، لأنه انسان خالد وزائل معا ، فاذا اهمل الخلودحكم على نفسه باليأس ومن هذا اليأس ينشأ الاختبار ، ويختار الانسان ان يكون مخلصا لنفسه ويسلم جهوده من الغايات ويتحمل مسؤولياتها .. وذلك هو الإتجاه الاخلاقي .

كيركيغارد كتب لكي يثبت كيانه الفلسفي ولم يكتب يوما ليثبت عيشه

بدأ معركة عنيفة ضد الكنيسة الدنماركية مدفوعا باعتقاد بعدم مسيحية هذه الكنيسة التي يديرها مأجورون من الدولة ،ولم تقتصر معركته على القساوسة فحسب بل تعدتهم الى الكنيسة ذاتها .

وبقدر ما غضب رجال الدين وقتئذ ابتهج الشباب وصفقوا له ،

لم يعش كيركيغارد طويلا بل مات وهو في العقد الخامس من عمره بعد ان تعب من الديون وتعب من صحته ،فوقع بغتة على الطريق فنقل المستشفى وقبل ان يفارق الحياة كتب الى صديقه الأب ( برش ) في رسالة جاء فيها : تحية مني للبشر جميعا . فلقد احببتهم

نور
08-31-2009, 07:58 PM
ديوي JOHN DEWEY


الفيلسوف الأمريكي جون ديوي (1859-1952)


يعتبر جون ديوي (John Dewey) من أشهر أعلام التربية الحديثة على المستوى العالمي. ارتبط اسمه بفلسفة التربية لأنه خاض في تحديد الغرض من التعليم وأفاض في الحديث عن ربط النظريات بالواقع من غير الخضوع للنظام الواقع والتقاليد الموروثة مهما كانت عريقة,فهو الأب الروحي للتربية التقديمية أو التدريجية وهو من أوائل الذين أسسوا في أمريكا المدارس التجريبية بالاشتراك مع زوجته في جامعة شيكاغو 1896 – 1904, وهو فيلسوف قبل أن يكون عالم في مجال التربية والتعليم . التعليم التقدمي أو التدريجي هي حركة نمت وتطورت من محاولات إصلاح التعليم الأمريكي بين أواخر القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين ، وتعود جذورها إلى فلاسفة عصر النهضة ، وبالأخص الفيلسوف التربوي جان جاك روسو وكذلك جوهان بستالوزي وفريدريك فرويبل . وهذه الظاهرة قد احتضنت وشملت المجالات الزراعية والاجتماعية والتعليمية ، وقد طالت هذه النظريات التعليمية التطور الصناعي الجديد أيضا ، تؤكد نظرية التعليم التقدمي على استمرارية إعادة بناء الخبرة الحياتية وتضع تربية الطفل في مركز الاهتمام . ديوي ذكر ان على المدرسة أن تعكس مستوى التطور الاجتماعي ،وقد أحدثت هذه النظرية تأثيراً دائماً على المدارس الأمريكية.ومن الجدير بالذكر انه ظهرت حركات تعليمية مشابهة في أوروبا ومتأثرة بأفكار ديوي كما وانه قد تأثّر أيضا ببعض أساليب التربية الأوروبية مثل أسلوب الصف المفتوح(open classroom) وكذلك بنظريات الإصلاح التربوي الذي دعت أليه المربية والفيلسوفة الأيطالية ماريا مونتسوري والتي تأثرت بأفكارها دور الحضانة السويدية ، ولا زال تأثيرها ساري المفعول إلى هذه اللحظة.

حياته :

ولد في أمريكا في ولاية فرمونت ( ( Vermontفي مدينة برلنغتون, كان أبوه في حالة اقتصادية جيدة وأمه من أسرة مثقفة وثرية. ساهمت والدته في حثه على المثابرة في طلب العلم وحريصة على تعليمه,كان ديوي منذ صغره محبا للقراءة والإطلاع ، قضى معظم وقت فراغه بالمكتبات وعندما تزوج "أليس" أثرت فيه تأثيرا عظيما ودفعته إلى الاهتمام بمشاكل الحياة المعاصرة ، ومما يروى عن فرط محبته لأبنائه وبناته أنه ألف كتابه الديمقراطية والتربية "وهو يحمل طفله على إحدى ركبتيه ويضع الورق الذي يكتب فيه على الأخرى" . حصل على درجة الدكتوراه من جامعة جون هوبكنر (1884 م) وعمل في التدريس وأثناء ذلك قام مع زوجته "أليس" ببناء مدرسة تجريبية ليطبق مشاريعه في الميدان ، لقد أتيحت الفرصة لديوي فزار الكثير من دول العالم وحاضر فيها ونشر أفكاره وفي منتصف الخمسينات من القرن العشرين أصبحت فلسفة التربية البراغماتية من أشهر الفلسفات وقد لاقت رواجاً حتى في العالم العربي ، قام ديوي بتأليف عدة كتب وهي تدل على سعة اهتماماته ، وتركزت كتبه على التربية وعلم الأخلاق والفلسفة وعلم النفس وكثيراً ما تكررت كلمة خبرة Experience في محتويات كتبه ورسائله ، من أهم كتب جون ديوي: المدرسة والمجتمع The school and Society ، الديمقراطية والتربية Democracy and Education ، الخبرة والتربية Experience and Education . كيف نفكر How We Think ، الحرية والثقافة Freedom and Culture ، تأثر ديوي فكرياً بدراسات هيجل الفلسفية وفروبل النفسية ودارون التطورية وكان امتدادا لبيرس ووليم جيمس في فلسفتهما البراغماتية القائمة على المنفعة والعائد الملموس أو الذي يمكن أن يلاحظ بالقياس. حرص ديوي على التأكيد على غرس مبدأ تربية المتعلم على إتباع منهج علمي في حل مشكلاته الحاضرة من خلال دراسة المشكلة وفرض الفروض وتجريبها. نجح ديوي في هجومه على فلسفة التعليم النمطية التقليدية وساهم في دفع عجلة التعليم إلى مسار مغاير له حيث نادى بأهمية الخبرة في التعليم وانتقد أسلوب التلقين (Rote learning) وأنكر الاعتماد الكلي على الكتاب المدرسي والمعلم كما شن هجومه على النظام التعليمي الصارم المبني على الطاعة التامة للوائح الإدارية الجامدة. توجه ديوي إلى جعل المدرسة بيئة ثرية بالخبرات حافلة بحركة المتعلمين من أجل تكوين عقلية علمية راشدة تستطيع حل المشكلات بأسلوب منهجي. من القواعد التي جاهد ديوي من أجل ترسيخها أن الطفل شمس التربية ونقطة ارتكازية في العملية التعليمية وأنَّه لن يتعلم بشكل أمثل إلا من خلال الخبرات الحياتية فإنَّ تعلم السباحة مثلا لا يمكن أن يتحقق من دون أن يمارس المتعلم عملية السباحة داخل الماء وكذلك شأن سائر المهارات العقلية والاجتماعية. ومن خلال تجاربه ودراساته شدد على أهمية ربط المدرسة بالمجتمع ونادى بالحياة الديمقراطية وبما أنه من أبرزعلماء الفلسفة التقدمية والبراجماتية فإنه حصر التربية بالمنفعة والمصلحة وأن التعليم يجب أن يخدم الأغراض العلمية والأهداف الواقعية التي تنفع الفرد الحر والمجتمع الديمقراطي. عمل ديوي في التدريس في كل من جامعة "متشغن" و"منيسوتا" وفي جامعة "إلينويز" وبدأ أعماله التجريبية قي مدرسته الخاصة بأفكاره ولعل الاتجاه التقليدي القديم العقيم لم يوافق على توجهات ديوي فاستقال في عام 1904م والتحق بجامعة "كولومبيا" في نيويورك إلى أن تقاعد في عام 1930م. ولم تكن جهود ديوي منحصرة في الولايات المتحدة فلقد دعته تركيا في العشرينات من القرن الماضي ليضع لها أسس تربية تقدمية ، وإذا كانت أفكار ديوي عموماً قد ساهمت في بناء الفكر التربوي المعاصر إيجابياً فإن عددا من الباحثين الغربيين يرون أنَّ الانهيار الأخلاقي الذي وصل إلى هاوية سحيقة لأسباب كثيرة منها مساهمة العلوم الاجتماعية الإنسانية في تقويض القيم الروحية والأخلاقية ، لقد آمن جون ديوي بنسبية الأخلاق وأنها متغيرة فخسر العمق الروحي التربوي عندما أبعد ترسيخ مفهوم الإيمان بالله في تربية الفرد والمجتمع بشكل متكامل. الأفكار التربوية التربية كما يتصورها ديوي : "تعني مجموعة العمليات التي يستطيع بها المجتمع أو زمرة اجتماعية كبرت أو صغرت أن تنقل سلطانها أو أهدافها المكتسبة، بغية تأمين وجودها الخاص ونموها المستمر، إن التربية هي الحياة" وبهذا حدد ديوي غرض التربية كحركة تخدم المتعلم في يومه قبل غده مع التأكيد على أنها عملية مجتمعية ديمقراطية إذ أن قوة المجتمع هي التي تصبغ الأفراد وتصيغ الأهداف فالعلاقة بين التربية والمجتمع علاقة وطيدة منذ القِدم. فالفلسفة عند ديوي ترسم مسارات التعليم ولا يمكن الفصل بين الفلسفة والتربية فالأول يقدم التصورات الضرورية والثاني يمثل التطبيق العملي لتلك التصورات ، إنَّ إسهامات ديوي يمكن تصنيفها تحت العلوم التربوية والفلسفية والنفسية والسياسية. إذا أردنا أن نوجز فلسفة وعقيدة ديوي التربوية فإن التعليم الأمثل عنده هو الذي يغرس مهارات ولا يكدس معلومات، وهو الذي يلامس متطلبات الواقع، ولا ينغمس في تقديس الماضي. ومما يترتب على الرؤية الفلسفية السابقة جملة من التطبيقات التربوية منها أن التربية تقوم على مبدأ تفاعل المتعلم مع البيئة المحيطة به والمجتمع الذي يعيش فيه ولذلك فإنه يحتاج إلى تنمية مهاراته الفكرية والعملية دائماً ليقوم بحل المشكلات بشكل راشد وأسس علمية ، استناداً لهذه الرؤية فإن العلوم النظرية وتشعيباتها الكثيرة ليست ذات أهمية في المنهج التعليمي طالما أنها لا تخدم المتعلم في تصريف شئون حياته. قام ديوي بتحويل عملية تهذيب الإنسان من العناية بالمُثل العقلية المجردة إلى الاهتمام بالنتائج المادية الملموسة ، في ظل هذه الفلسفة التي عُرفت باسم البراغماتية والأداتية والوظيفية فإن البحث العلمي لحل المشكلات الواقعية أهم أداة في الحياة لمعرفة الحقائق ولتربية الفرد ولتكوين المجتمع الديمقراطي.
من أفكار ديوي التربوية طريقة المشروع "project method" ويقصد بها أنَّ يقوم المتعلمون باختيار موضوع واحد ودراسته من عدة جوانب كأن يذهب المتعلمون إلى مزرعة وفيها يتعلمون كيفية الزراعة ويستمعون إلى تاريخ الزراعة في تلك المنطقة ويتعاون كل فرد من المجموعة بعمل جزء من المشروع ، في عملية تنفيذ المشروع يقوم الطالب بجمع البيانات المطلوبة من المكتبة أو مقابلة الأساتذة.
تعريف فلسفة (البراغماتية) Pragmatism :

(من اليونانية pragma فعل ،نشاط، عمل): تيار مثالي ذاتي في الفلسفة البرجوازية ، يرى في المنفعة العملية للمعارف مصدراً لها ومعياراً رئيسياً لصحتها ،وكانت المبادئ الأساسية لهذه الفلسفة قد صيغت في سبعينات القرن التاسع عشر على يدي شارلس بيرس 1839_1914 ، الذي طرح الموضوعة الشهيرة :( وجود الشئ يعني كونه نافعاً) ، وقد صادفت البراغماتية منذ مطلع القرن الحالي رواجاً واسعاً في اوساط الأنتلجنسيا الأمريكية والأنكليزية بفضل اعمال وليم جيمس (1842_1910) .وبين الوان البراغماتية تأتي (ألأداتية instrumentalism جون ديوي) و(العملياتية operationalism بريجمان) و(الأنسانية شيلر) ،وفيما يخص ألأداتية عند ديوي فهو يعتبر أن المعرفة هي الأداة الوحيدة في تطور المجتمع والمدرسة. وفي هذه الأيام يجري الحديث عن عالم روسي تربوي وعن نظرياته المهمة في مجال التربية والتعليم وهو الفيلسوف ليف فيكوتسكي . لقد توفي هذا العالم عام 1936 وبسبب الظروف السياسية لم تنتشر أفكاره في السويد حينذاك إلا على نطاق ضيق ، أما مجال اهتمامه الرئيسي فهو ألإبداع والخيال في مرحلة الطفولة ،ومن المحتمل أن تُسْتَعاض عن بعض افكار جون ديوي بأفكار فيكوتسكي في المستقبل.

معالم فكر جون ديوي :

1- الطبيعة البشرية والتجربة: يرى جون ديوي تعذر الفصل بين الطبيعة البشرية والتجربة، فالتجربة جانب مهم من جوانب الطبيعة البشرية، أما الطبيعة فهي مصدر معرفتنا والأساس الذي تصدر عنه تصرفاتنا وتجاربنا، لذلك ألح على ضرورة اهتمام الفلسفة بمشكلات الإنسان في عالم يتغير باستمرار، واعتبر الأفكار أدوات لحل المشكلات الإنسانية، ووصف خمس مراحل لحل المشكلة، وهي: - الإحساس بمشكلة تستحق الدراسة. - تحديد المشكلة وتعريفها. - صياغة عدد من الفرضيات كحلول مؤقتة لها. - استنباط النتائج الممكنة فكرياً. - التحقق من التجربة من أجل تأكيدها أو رفضها.

2-المنطق: أطلق ديوي على منطقه اسم ( نظرية البحث) وبها يعارض سائر النظريات المنطقية قديمها وحديثها، معتبراً أن أساس العلم في عصره قد تغير عما كان عليه سابقاً، فالعلم القديم كان يقوم على أساس الصفات الكيفية لا على أساس المقادير الكمية، والعلم الحديث يهتم بالعلاقات القائمة بين الظواهر المختلفة، وينظر إلى الحركة على أنها ظاهرة متجانسة بشتى صورها وأشكالها.

3- الوظيفية: نعت ديوي مذهبه بالوظيفي لاعتباره أن المعرفة آلة ينبغي توظيفها في خدمة متطلبات الحياة، وأن أهم ما يميز الخبرة اتصالها واستمراريتها، فتيارها متصل، يفضي كل جزء منها إلى الجزء الذي يليه.

4- الطريقة: آمن ديوي بالطريقة أكثر من الاهتمام بالإجابات المجردة، وقال: يجب عدم توقع إجابات نهائية وثابتة، والأفضل التعامل مع كل مشكلة إنسانية وقت ظهورها، لكي تطرح الحلول الممكنة في ظل مواقف الحياة الفعلية. وهو يرى أن معيار صحة الفكرة أو خطئها يكمن في فاعليتها ونتائجها في النشاط الإنساني، أي اختبارها في الواقع، وأن وظيفة البحث ليست الوصف، بل التغيير لخدمة الأغراض الإنسانية.

5- الديمقراطية:

في كتابه ( الديمقراطية والتربية) لم ينقد ديوي النظرية الفردية، كما عبر عنها ( روسو) في كتابه ( إيميل)، كما أنه لم يقم بنقد ( النظرية الاجتماعية) كما جاءت عند (هيجل)، ولكنه دافع عن مجتمع ديمقراطي تتوازن فيه قيمة الفرد وقيمة الجماعة، والجماعة النموذجية هي التي تتصف بالمرونة التي تساعد على نمو شامل للفرد لا رضوخه لسلطة مطلقة، باسم مصلحة المؤسسة تارة أو باسم السياسة العليا تارة أخرى، وقال: إنه لا تتم تغذية القدرات الاجتماعية والفردية عند الأطفال إلا في ظل مجتمع ديمقراطي، واعتبر أن المجتمع الديمقراطي لا يمكن أن يتحقق في ظل أديان تمارس التمييز والتفرقة بين الناس.


6-التربية: اهتم ديوي بالتربية اهتماماً كبيراً في فكره وممارساته، وقال:إن الحياة تسعى إلى دوام وجودها عن طريق التجدد المستمر، والتربية أداة لنقل أهداف المجتمع ومعارفه من جيل إلى جيل، فهي التجدد المستمر بعينه، وهي عملية نمو لا هدف لها إلا المزيد من النمو، بل إنها الحياة نفسها . لقد صور ديوي تطور تفكيره في أربعة أمور هي : - الاهتمام بالعملية التربوية نظرياً وتطبيقياً، لأن التربية تشكل جوهر اهتمامات الإنسانية جمعاء. - إخراج منطق واقعي لا صوري، يلغي الثنائية الموجودة بين منهج العلوم ومنهج الأخلاق، فالعلم هو التفكير النظري والأخلاق هي السلوك العملي في الحياة . - تخليص علم النفس مما علق به من أفكار ميتافيزيقية، والتركيز على الشعور والوعي وتطبيق علوم الحياة على نفسية البشر. - تطبيق مبادئ العلم الحديث ومناهجه وطرقه على العلوم الإنسانية.

لقد كان ديوي قوي التأثير، لإيمانه بأهمية الفكر وفاعليته، وبالروح الديمقراطية.
وقد نجحت البراجماتية في أمريكا لأنها كانت بمثابة جدل قائم بين المثالية الأمريكية

والوضعية الفرنسية والتطورية البريطانية ، وكانت تحاول التقاط الأيدلوجية المبعثرة التي بشر بها مفكرو ما قبل الداروينية، رافضة كل أنواع اليوتوبيا والحقائق النهائية المطلقة، مؤكدة على المجتمع التعددي والذكاء الذرائعي، وقرنت الفلسفة بالحياة واعتبرتها أسلوباً

لحل المشكلات الإنسانية، واعتبرت أن الإنسان بمقدوره تطويع الواقع وفقاً لأهدافه وحاجاته،

وشجعت البراجماتية تبرير المواقف بذريعة أنها تأتي بالمنفعة على صاحبها. ويرى جون ديوي أن الفنون الجميلة فنون نافعة ، ولا يريد أن يفصل الجميل عن النافع لأنه

يلاحظ أن الحياة الحضارية هي التي تتكفل بإظهار ما بين الفنون الجميلة و الفنون النفعية
من علاقة وثيقة ، ولو فهمنا المنفعة بشكل واسع لكان في وسعنا أن نقول إن الفنون الجميلة فنون نافعة ، ثم يدلل على أن لممارسة الفنون الجميلة بطريقة معتدلة قيمة عملية لا تُجحد لما لها من أثر تربوي عظيم الشأن على النفس ، وأن الخبرة الجمالية تؤهلنا للقيام بألوان جديدة من الإدراك ،
معنى ذلك أن للفنون الجميلة قيمة عملية لا تقل أهمية عن قيمة بعض الصناعات التكنولوجية ،
ويقرر ديوي أن الفنون الصناعية قد تنطوي على صبغة جمالية حين تجيء صورها متلائمة مع
استعمالاتها الخاصة ، وبهذا المعنى يمكن اعتبار السجاجيد و الأواني الخزفية و الأدوات المنزلية
موضوعات فنية بشرط أن يكون لموادها الأولية من التنظيم و الشكل ما يؤدي بطريقة مباشرة
إلى إثراء تجربة الشخص الذي يتأملها بعناية .

وينادي ديوي فكرة تداخل الفنون الجميلة و الفنون النافعة دون أن يفصل النشاط الفني عن النشاط الصناعي ، ويأتي حرص ديوي على ربط الفن بالتجربة على انه هو الذي أملى

عليه توثيق الصلة بين الفن الجميل و الفن النافع باعتبارهما مظهرين لنشاط بشري

واحد في صميمه . فالمنفعة التي يقصدها ديوي صناعية استهلاكية ، ثم يفصل في ذكر الأسباب التي جعلت البعض يعزل الفن الجميل عن المنفعة والتي يعيدها إلى عوامل تاريخية في مقدمتها بعض العوامل الاقتصادية و الصناعية و الحربية .

نور
08-31-2009, 07:59 PM
علي بن أحمد التجيبي،

التجيبي، علي بن أحمد ( ؟ - 637هـ، ؟ - 1239م). علي بن أحمد بن الحسن التجيبي الحراني الأندلسي. فقيه مالكي أصولي ومفسر وفيلسوف ومنطقي. ولد بمراكش، ونشأ بها وأخذ عن علمائها. ثم رحل إلى المشرق طلبًا للعلم ونشرًا له، وحج بيت الله الحرام، ولقي كثيرًا من العلماء وناظرهم. كان كثير الاحتمال والصبر، هادئ الطبع لا يغضب لنفسه مهما استغضب. أخذ عنه العلم كثير من العلماء منهم: أبو العباس الغبريني، الذي قال: تعلمنا عليه تفسير الفاتحة في نحو ستة أشهر. له في التفسير كتاب مفتاح الباب المقفل على فهم القرآن المنزل. وله كتابالوافي في الفرائض. توفي بحماة.

نور
08-31-2009, 08:00 PM
ألبير كامو



ألبير كامو - Albert Camus ، ولد يوم 7 نوفمبر 1913 بمدينة الذرعان بالجزائر و توفي 4 يناير 1960 . مؤلف و فيلسوف فرنسي. وواحد من النجوم الاجتماعيين لتيار الوجودية ( مع جين بول سارتر).

كامو كان ثاني اصغر حائز على جائزة نوبل.( بعد روديارد كبلنغ)، كما انه اصغر من مات من كل الحائزين على جائزة نوبل.

نشأته

ولد كامو في الجزائر ابان الاحتلال الفرنسي لعائلة من المستوطنين الفرنسيين. كانت والدته تعود لأصول أسبانية، وتوفى والده في الحرب العالمية الاولى. عاش كامو في ظروف من الفقر والعوز في الجزائر.

اثناء دراسته الجامعية في الجزائر التقط كامو مرض السل واثر ذلك على نشاطاته الرياضية و الدراسية. عمل كامو خلال سني دراسته في اعمال يدوية بسيطة.

حصل على اجازته في الفلسفة عام 1935م، و في العام اللاحق قدم بحثه في الأفلاطونية الجديدة.

التحق كامو بالحزب الشيوعي الفرنسي عام 1934م، وذلك مساندة للوضع السياسي في اسبانيا (و الذي ادى إلى الحرب الأهلية الإسبانية) أكثر مما كان ايمانا بالماركسية–اللينينية.

في عام 1936م شارك كامو في نشاطات شيوعية جزائرية تنادي بألاستقلال، و لم يعجب ذلك رفاقه في الحزب الشيوعي الفرنسي الذين وصموه بالتروتسكية ، الامر الذي عزز انفصامه عن العقيدة الستالينية.

عمل بشكل متقطع في المسرح و الصحافة وقد كتب اثناء عمله الصحفي عن ظروف العرب السيئة الامر الذي كلفه وظيفته.

في الفترة الاولى من الحرب العالمية الثانية، كان البير كامو من دعاة السلم ، لكن فيما بعد ، وبالذات عندما اعدم النازيون جابرييل بيري، تبلور موقفه من المقاومة ضد الاحتلال النازي وانضم إلى خلية "الكفاح"، وعمل محررا لجريدة تحمل نفس الاسم. كان أحد المؤسيسن لجريدة الجزائر الجمهورية رفقت كتاب ياسين ولقد كان من طاقمها الصحفي .

في هذه الفترة ، و تحديدا في عام 1942م انتقل إلى بوردو، و انهى في هذه السنة بالذات أول مؤلفاته " الغريب ، وأسطورة سيزيف. في العام 1943 التقى بالفيلسوف المعروف جان بول سارتر في افتتاح مسرحية الذباب التي كتبها الأخير ، ونشأت بينهما صداقة عميقة نتيجة تشابه الأفكار بينهما وإعجاب كل منهما بالآخر الذي كان قبل اللقاء بسنوات وذلك من خلال قراءة كل منهما كتابات الآخر.

مع نهاية الحرب ، ظل كامو رئيسا لتحرير جريدة الكفاح ، إلى ان فقدت مغزاها النضالي و صارت مجرد جريدة تجارية ، فتركها عام 1947م ، وصار مقربا أكثر من دائرة سارتر و صار أهم اعضاء حاشية سارتر في جادة السان جرمان. كما انه قام بجولة في الولايات المتحدة و قدم عدة محاضرات عن الوجودية. ورغم انه حسب على اليسار السياسي الا ان انتقاداته المتكررة للستالينية اكسبته عداء الشيوعيين، وعزلته لاحقا حتى عن سارتر.

في عام 1949م عادت اليه اثار مرض السل وعزلته في مصح لمدة عامين. و في عام 1951م نشر كتابه التمرد الذي قدم فيه تحليللا فلسفيا للتمرد والثورة واعلن فيه رفضه الصريح للشيوعية، الامر الذي اغضب الكثير من زملائه وأدى إلى انفصاله النهائي عن سارتر. الاستقبال القاسي الذي استقبل فيه هذا الكتاب ادخلته في كآبة وعزلة، وبدأ، بدلا من الانتاج و التأليف، إلى ترجمة المسرحيات.

إنجازاته الفلسفية

أهم انجازات كامو الفلسفية كانت فكرة العبث أو اللا معقول :الفكرة الناتجة عن حاجتنا إلى الوضوح و المعني في عالم ملئ بظروف لا تقدم لا الوضوح و لا المعنى .و هي الفكرة التي ابدع في تقديمها في اسطورة سيزيف ، و في الكثير من اعماله الادبية. البعض يرى ان كامو لم يكن وجوديا بقدر ما كان عبثيا.

في عقد الخمسيات من القرن العشرين تفرغ كامو للعمل الانساني. في عام 1952 ، استقال من منصبه في منظمة اليونسكو احتجاجا على قبول الامم المتحدة لقبول عضوية أسبانيا و هي تحت حكم الجنرال فرانكو. كما ان انتماؤه لليسار لم يمنعه من انتقاد السوفييت للطريقة التي قمعت فيها انتفاضة العمال في برلين الشرقية عام 1953. كذلك انتقد نفس الامر في المجر في عام 1956.

الثورة الجزائرية التي اندلعت عام 1954 سببت لكامو حيرة نفسية امام معضلة اخلاقية. كان كامو يتصور امكانية حصول حكم ذاتي في الجزائر ، او حتى حصول العرب على فيدرالية خاصة بهم ، لكنه لم يتصور فكرة الاستقلال التام. كانت تلك الافكار مرفوضة من الجانبين ، لكن ذلك لم يمنعه من مساعدة السجناء الجزائريين – سرا- والذين كانوا يواجهون عقوبة الاعدام في السجون الفرنسية في الجزائر.

في الفترة بين 1955 و 1956 كتب لصحيفة الأكسبريس, وفي السنة اللاحقة حاز على جائزة نوبل في الأداب ، ليس من اجل كتابه ( السقطة) الذي صدر في السنة السبقة ، ولكن من اجل سلسلة مقالات كتبها وانتقد فيها عقوبة الاعدام.

وفاته

توفى كامو في حادث سيارة في الرابع من حزيران – 4 يونيو 1960 من السخرية أنه كان قد علق في أوائل حياته الادبية ، أن أكثر موتٍ عبثية يمكن تخيله هو الموت في حادث سيارة.

أهم أعماله

* الغريب
* أسطورة سيزيف

نور
08-31-2009, 08:00 PM
ثابت بن سنان



أبو الحسن ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة (توفي 11 ذي القعدة 365 هـ/11 يوليو 975 م) طبيب ومؤرخ بغدادي. جمع بين عدد كبير من العلوم الإنسانية والتطبيقية، فكان مؤرخا فيلسوفا وأديبا، كما كان طبيبا وفلكيا ورياضيا، وكانت له بصمات واضحة في تلك العلوم والفنون، بالرغم من أنه لم يحقق قدرا كبيرا من الشهرة.

ولد في أسرة اشتهرت بالعلم والطب، وترعرع في بغداد حاضرة الخلافة العباسية، ومركز العلم آنذاك، كان أبوه سنان طبيبا ماهرا، وقد عينه الوزير أبو عيسى بن الجراح مشرفا على علاج المساجين في سجون الدولة، وتوفير الدواء والرعاية الصحية لهم وخوله إدارة البيمارستانات ببغداد وغيرها. وجده هو ثابت بن قرة الذي برز كواحد من أكبر الأطباء والمترجمين في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي).

عاصر عددا من الخلفاء العباسيين وكانت له مكانه عندهم وممن اتصل بهم من الخلفاء الخليفة الراضي والخليفة المتقي بالله والمستكفي بالله والمطيع. عين مديرا لبيمارستان بغداد فترة طويلة من الزمان.

له كتاب مشهور في التاريخ، أخذ عنه كثير من المؤرخين الذين جاءوا من بعده. سجل في كتابه أحداث العالم الإسلامي في الفترة الممتدة من خلافة المقتدر بالله العباسي عام 295 هـ/908 م وانتهى قبيل وفاته بنحو عامين عام 363 هـ/974 م، وقد جعله ذيلاً على "تاريخ الطبري"، ونسج فيه على منواله، واتبع طريقته في التصنيف. هذا الكتاب مفقود الآن ولم يصلنا منه سوى بعض النقول.

كان ثابت بن سنان يعلم كتب أبقراط وجالينوس، وكان أحمد وعمر ابنا يونس بن أحمد الحراني ممن قرأ عليه كتب جالينوس في بغداد، كما شارك في ترجمة كثير من الكتب الطبية من اللغات السريانية واليونانية وشرحها وإضافة معلومات جديدة إليها.

توفي ابن سنان في 11 ذي القعدة 365 هـ/11 يوليو 975 م.

وقد رثاه أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابئ بأبيات، منها:

أثابت بن سنان دعوة شهدت لديها أنه ذو علة أسف
ما بال طبك لا يشفي، وكنت به تشفي العليل إذا ما شفّه الدنف
غالتك غول المنايا فاستكنت لها وكنت ذا يدها والروح تختطف

نور
08-31-2009, 08:01 PM
هايدجر، مارتين


هايدجر، مارتين (1889 - 1976م). فيلسوف ألماني، كان له تأثير كبير في فلاسفة أوروبا القارية (البلدان الأوروبية فيما عدا المملكة المتحدة)، وأمريكا الجنوبية، واليابان. كان عمله محاولة لتفهم طبيعة الوجود. وحتى يتسنّى له دراسة هذا الوجود، قام هايدجر بتحليل الوجود الإنساني، لأنه ذلك الشكل من الوجود الذي يمكن معرفته على أفضل وجه. وفي معرض محاولته لتفهم الوجود، فإنه غالبًا ما سعى إلى التنوير الفلسفي في أصول الكلمات، كما سعى للاهتداء إلى التنوير الفلسفي في بصائر الشعراء، وخاصة شاعره المفضل فريدرتش هولدرلن.
كانت مناقشة هايدجر الشاملة والمستفيضة للوجود البشري، التي أكدت على القلق، والاغتراب، والموت، سببًا في وصف الكثيرين له بالوجودية. بيد أنه أنكر كونه وجوديًا، مدعيًا أن كل ما في الأمر أنه مهتم بالوجود البشري ليس إلا، وذلك لتفهم الوجود على نحو أفضل.
ولد هايدجر في بادن ـ ويرتمبرج، ودرس الفلسفة في جامعة فريبرج تحت إشراف إدموند هوسيرل الذي خلفه هايدجر في عام 1928م ليصبح رئيسًا للجامعة. وأفضل مؤلفاته الوجود والزمن (1927م)؛ ما فلسفة ما وراء الطبيعة؟ (1929م)؛ مقدمة لما وراء الطبيعة(1953م)؛ ما التفكير؟ (1954م).

نور
08-31-2009, 08:01 PM
زينون


زينون من إيليا (زينون الإيلى) Zeno of Elea (ca. 490 BC – ca. 430 BC
أحد فلاسفة ما قبل سقراط عاش زينون في القرن الخامس قبل الميلاد ، من إيليا وهي مدينة يونانية على الساحلِ الجنوبيِ لإيطاليا.وهو من أنصار بارمنيدس في أن عالم الحس وهم باطل .

طرح زينو الفكرة بشكل منطقي قائم على نفي الكثرة التي ترى الكون كله شيء واحد لا يقبل التجزئة ، و نفي الحركة.

أبو الجدل
يمكن اعتبار زينون هو مخترع الجدل الفلسفي الذي برع فيه أفلاطون و كانط و هيجل فزينون وجد في بداية عصر السفسطائيين، وكانت للفلسفة في زمانه منزلة عظيمة، فقد كان حكام أثينا وأصحاب الرأى فيها يستقدمون الفلاسفة ويستضيفونهم في بيوتهم ويغدقون عليهم الأموال ويستمعون إليهم ويتعلمون على أيديهم وقد قال أرسطو عن زينون أنه مؤسس علم الجدل، من حيث أنه كان يسلم بإحدى قضايا خصومه ويستنتج منها نتيجتين متناقضتين ويثبت بذلك بطلانها
أوحت أفكار زينو لإيمانويل كانت بأهم أفكاره حول إنكار فيما بعد حقيقة الزمان و المكان و اعتبارهما باطلان ليس لهما وجود و انهما حيلة عقلية لنستعين بهما على التعبير عن أفكارنا . و لم يكن قبل العصر الحديث حين تقدم هيجل بنظريته الشهيرة التي أزال فيه هذا التناقض بين الكثرة و الواحد

زينو و نيارخوس

يقال أن زينو قد تورط في مؤامرة لخلع الطاغية اليوناني نيارخوس وأنه خضع للتعذيب بعدها ليفصح عن أسماء معاونيه في المؤامرة

التفاضل والتكامل
كان لحجج زينون الفضل في ظهور علم النهايات "التفاضل والتكامل" على يد ليبنتز و نيوتن. فزينون بحججه عن اللا تناهى وضعنا أمام مشكلة كان حلها إيجاد حساب اللا نهايات


انتظرونا

أحمد اسماعيل
08-31-2009, 08:15 PM
نووور ... مشاء الله عليكى



طرح مبهر جداً ورائع




حفظك الله على جمال وروعة موضوعك

يعتبر مرجع للمعلومات الرائعة


دعواتى لك بالصحة والعافية

لا حرمنا الله من روووعة طرحك القيم

نور
09-10-2009, 03:42 PM
احمد المصرى
الرووووووعة فى اطلالتك العطرة
بارك الله لك

نور
05-02-2011, 12:25 PM
اتمنى الفائدة

marmer
05-03-2011, 07:23 PM
تسلمى


حبيبتى

لطرحك

القيم

ملكة بإحساسي
07-28-2011, 07:37 AM
نوور ... جزآكـ الله خيراا ..~
وسلمت يمناكـ على الطرح القيم والمعلومات .~
وربي يسعدك على الطرح المميز ..~
يعطيكـ العافيه ..~
وفـى مازوين اعمالك يارب