المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : .:. فنانون و رسامون .. رحلة فى عالم الابداع .:.


أحمد اسماعيل
04-10-2008, 08:22 PM
فن الرســـــــــــم...... أصعب أنواع الفنون لأنه تعبير صامت عن أشياء صارخة.....

وتسليط الضوء على الزوايا المعتمة في الواقع وبحث متواصل للكشف عن تفاصيل غير مرئية اسدلت الأيام والسنين والأحداث الستار عليها.....

فن الرسم ليس تصويراً للواقع.... لكنه انعكاس عنه.... ومساحة اللوحة لاتمثل عالم الشكل.....
وأنما أبعاده المبعثرة في الألوان والخطوط ومساحة التظليل والبياض.... التي تخفي بين طياتها الضوء المسلط على الشكل لإبراز معالمه وقراءة تفاصيله وملامحه الغارقة في بحر البياض ذاته.....

وفن الرسم ليس مهمته نسخ الواقع ليكون مطابقاً للأصل..... وأنما مهمته تحفيز الناظر وسبر ثقافته لإيجاد صلات ووشائج مع اللوحة والواقع...... فالرؤى تختلف باختلاف مستوى ثقافة الناظر وزاوية النظر تعكس رؤية وشكل جديد......

والرسام يبتهج حين تتعدد الرؤى والقراءة لتفاصيل عمله الإبداعي ويرفض الإفصاح عن أسرار وأهداف عمله الإبداعي، لأن مهنته كرسام صناعة الألغاز للفوز بالحلول المتعددة التي يقدمها الجمهور......

احببت ان ندرج في هذه الصفائح.....بعضا من الرسامين العالمين.....
علهــــا تكون موسوعــــة.....تضم في طياتهـــــا......
سيرة للفنـــــان.....وبعضــــا من لوحاتــــــــه واعمــــــاله الفنـــية.......

اتمنى ان تتفاعلوا معـــها....وان تشاركونــــا بأي لوحات او معلومات عن فنان

ونبداء معاً


7
7
7

أحمد اسماعيل
04-10-2008, 08:23 PM
ليوناردو دافينشي



http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/ba/Leonardo_self.jpg/382px-Leonardo_self.jpg


(1452 - 1519 م) يعد من أشهر فناني النهضةالايطاليين على الإطلاق مشهور كرسام ، نحات ، معماري وعالم. كانت مكتشفاته وفنونه نتيجة شغف الدائم على المعرفة والبحث العملي. له الأثر الكبير في مجال الفن والرسم على مدراس الفن بإيطاليا لأكثر من قرن بعد وفاته وأبحاثه العملية خاصة في مجال علم التشريح البصريات وعلم الحركة والماء حاضرة ضمن العديد من اختراعات عصرنا الحالي. وقيل عنه إن ريشته لم تكن لتعبر عما يدور بذهنه من أفكار وثابة حتى قال عنه ب. كاستيلون: «من الطريف جدا أن الرسام الأول في العالم كان يكره الفن، وقد انصرف إلى دراسة الفلسفة، ومن هذه الفلسفة تكونت لديه أغرب المفاهيم، وأحدث التصورات، ولكنه لم يعرف أن يعبر عنها في صوره ورسومه».


البدايات في فلورنسا

ولد ليوناردو في بلدة صغيرة تدعى فينيشي ، توسكانا ، قرب فلورنسا (Vinci in Tuscany near Florence). ابن غير شرعي لعائلة غنية أبوه كاتب العدل وأمه الفلاحة مما جعله يفتقد حنان الأم في حياته. في منتصف القرن الرابع عشر استقرت عائلته في فلورنسا والتحق ليوناردو بمدارس فلورنسا حيث تلقى أفضل ما يمكن أن تقدمه هذه المدينة الرائعة من علوم وفنون ( فلورنسا كانت المركز الرئيسي للعلوم والفن ضمن ايطاليا). بشكل مثير ولافت كان ليوناردو يحرز مكانة اجتماعية مرموقة حيث كان وسيما لبق بالحديث ويستطيع العزف بمهارة إضافة إلى قدرة رائعة على الإقناع.

حوالي 1466 التحق ليوناردو في مشغل للفنون يملكه أندريا ديل فيروكيو (Andrea del Verrocchio) الذي كان فنان ذلك العصر في الرسم والنحت مما مكن ليوناردو من التعرف عن قرب على هذه المهنة ونشاطاتها من الرسم إلى النحت. عام 1472 كان قد أصبح عضوا في دليل فلورنسا للرسامين . عام 1476 استمر الناس بالنظر إليه على أنه مساعد (فيروكيو) حيث كان يساعد (فيروكيو) في أعماله الموكلة إليه منها لوحة ( تعميد السيد المسيح) حيث قام بمساعدة ( فيروكيو) برسم الملاك الصغير الجاثم على ركبتيه من اليسار 1470 – يوفوزاي فلورنسا (Uffizi, Florence).

عام 1478 استطاع ليوناردو الاستقلال بهذه المهنة وأصبح معلم بحد ذاته. عمله الأول كان رسم جداري لكنيسة القصر القديم أو كما يدعى باﻹيطالية "بالالزو فيكيو" (Chapel of the Palazzo Vecchio) التي لم يتم انجازها . أول أعماله الهامة كانت لوحة توقير ماغي (The Adoration of the Magi) التي بدأ بها عام 1481 وتركها دون إنهاء,التي كانت لدير راهبات القديس سكوبيتو دوناتو فلورنسا (San Donato a Scopeto).

من لوحاته الأولى بينوس مادوناthe Benois Madonna (1478)أعمال أخرى ارتبطت بجملة أعماله خلال شبابه: لوحة بينوس مادونا 1478 ملاذ القديس بطرسبرغ (Benois Madonna) و تمثال لوجه جينفيرا دي بينتشي (Ginevra de' Benci) الموجود في المتحف الوطني واشنطن وبعض الأعمال غير المنجزة مثل القديس جيروم 1481 بينا كوتيسا- الفاتيكان (Saint Jerome in Pinacoteca ، Vatican)


حياته في ميلانو

في عام 1482 التحق ليوناردو بخدمة دوق ميلانو لودوفيكو سفورزا (Ludovico Sforza) بعد أن صرح له عبر رسالة بأنه قادر على صنع تماثيل من المرمر والطين والبرونز و بناء جسور متنقلة ومعرفته بتقنية صنع قاذفات القنابل والمدافع والسفن والعربات المدرعة إضافة للمنجنيق وأدوات حربية أخرى. عين آنذاك بصفة مهندس أساسي كما كان أيضا معماري وساعد الرياضي المشهور الايطالي لوكا باتشولي (Luca Pacioli) في عمله المشهور ديفينا بروبورتيونه (1509 Divina Proportione)

معظم الدلائل أثبتت أن ليوناردو كان معلماً ولديه تلاميذ في ميلانو حيث من المفروض أنهم المقصودين ضمن رسائله المتعددة المعروفة ب (أبحاث حول الرسم) أهم أعماله خلال تواجده في ميلانو كان لوحة (عذراء الصخور)التي رسمها مرتين حيث تم رفض الأولى وقبول الثانية:


عذراء الصخور النسخة الثانيةالأولى رسمها 1483- 1485 وهي موجودة في متحف اللوفر. الثانية رسمها 1490 – 1506 وموجدة ضمن المعرض الوطني - لندن.

لوحة (العشاء الأخير) التي كانت باكورة أعمله وأخذت منه جهد جبار وهي عبارة عن لوحة زيتية جداريه في حجرة طعام دير القديسة ماريا ديليه غراتسيه ميلانو (Maria delle Grazie) للأسف فإن استخدامه التجريبي للزيت على الجص الجاف الذي كان تقنيا غير ثابت أدى إلى سرعة دمار اللوحة وبحلول عام 1500 بدأت اللوحة فعلا بالاهتلاك والتلف . جرت محاولات خلال عام 1726 لإعادتها إلى وضعها الأصلي إلا أنها باءت بالفشل. في عام 1977 جرت محاولات جادة باستخدام آخر ما توصل إليه العلم والحاسب آنذاك لإيقاف تدهور اللوحة وبنجاح تم استعادة معظم تفاصيل اللوحة بالرغم من أن السطح الخارجي كان قد بلي وزال.

خلال إقامته الطويلة في ميلانو قام ليوناردو برسم العديد من اللوحات إلا أن أغلبهم فقد أو ضاع كما قام بإنشاء تصاميم لمسارح وتصاميم معمارية ونماذج لقبة كاتدرائية ميلانو.

إلا أن أضخم أعماله في ذلك الوقت كان النصب التذكاري ل فرانشيسكو سفورزا (Francesco Sforza) وهو والد (لودوفيكو) ضمن فناء ( قلعة سفورزيكو) كانون الأول ديسمبر 1499. لكن عائلة سفورزا كانت قد اقتيدت على يد القوى الفرنسية العسكرية وترك ليوناردو العمل دون إكمال حيث حطم بعد استخدامه كهدف من قبل رماة السهام الفرنسيين فعاد ليوناردو إلى فلورنسا عام 1500.

أحمد اسماعيل
04-10-2008, 08:25 PM
فلورنسا مرة أخرى

في عام 1502 التحق ليوناردو بخدمة دوق روماغنا سيزار بورجا (Cesare Borgia) ابن رئيس العسكر التابعين للبابا ألكسندر السادس حيث كانت وظيفته رئيس المعماريين والمهندسين التابعين للدوق حيث أشرف على عمل خاص بالحصن التابع للمنطقة البابوية في مركز إيطاليا. عام 1503 أصبح عضو ضمن مجموعة من الفنانين مهمتهم تقدير المكان الأنسب لتمثال (دايفيد) المشهور من الصلصال والرخام والذي قام بنحته الفنان مايكل أنجلو ( 1501 – 1504 ) فلورنسا.

كما خدم ليوناردو في حرب ضد بيزا كمهندس وفي نهاية العام بدأ ليوناردو بتصميم زخرفة لقاعة ( فيتشيو) الضخمة حيث كان موضوع الزخرفة هو معركة أنغياري (Battle of Anghiari) نصر فلورنسا ضد بيزا. حيث قام بالعديد من الرسومات وأنجز الرسم التمهيدي بالحجم الطبيعي على القاعة عام 1505 لكن مع الأسف ترك عمله دون انجاز كما أن الرسوم كانت قد زالت بحلول القرن السابع عشر ولم يبقى من عمله هذا إلا بضع مخطوطات وبعض الرسوم المنقولة عن الأصلية .

من أعماله المثيرة للاهتمام آنذاك كانت رسومه لشخصيات متعددة ( صور لشخصيات تبرز الوجه ) ولم ينج منها إلا لوحته الخالدة والأكثر شهرة على الإطلاق لوحة الموناليزا .( 1503 – 1506 ) موجودة ضمن متحف اللوفر. وتعرف أيضا باسم الجيوكندا وهو من المفترض اسم العائلة الخاص بزوج السيدة. من المعروف تأثر ليوناردو بهذه اللوحة وشغفه بها حيث لم يكن ليسافر دون اصطحابه لهذه اللوحة معه


أسفاره الأخيرة ونهاية حياته

في عام 1506 سافر ليوناردو إلى ميلانو بدعوة من حاكم فرنسا تشارلز دامبيوزيه (Charles d'Amboise) وخلال السنوات اللاحقة أصبح رسام القصر المعتمد للملك لويس الثاني عشر فرنسا. خلال ست سنوات أصبح يتنقل بين ميلانو وفلورنسا حيث غالبا كان يزو أنصاف أشقائه وشقيقاته ويرعى ميراثه.

انهمك في ميلانو بمشاريعه الهندسية وعمل على تصميم نصب تذكاري على شكل فارس جان جاكومو تريفولزيو (Gian Giacomo Trivulzio) قائد القوات الفرنسية في المدينة وعلى الرغم من أن المشروع لم يكتمل إلا أن مخططات المشروع ودراساته تم الاحتفاظ بها. من 1514 إلى 1516 عاش ليوناردو في روما تحت ضيافة البابا ليو العاشر حيث عاش في قصر بيلفيديره (Palazzo Belvedere) في الفاتيكان حيث شغل باله بشكل خاص التجارب العلمية.


المكان الذي توفي به ليوناردو دافينشيعام 1516 سافر إلى فرنسا ليدخل خدمات الملك فرانسيس الأول. وأمضى سنواته الأخيرة في تشاتيو دو كلو قرب أمبوس (Château de Cloux) حيث توفي عام 1519 عن عمر يناهز 67 عاماً


إبداعاته الفنية

على الرغم من أن ليوناردو كان قد رسم عدد ضئيل نسبيا من اللوحات وأغلبها قد فقد أو لم يتم إنهاؤها. وبالرغم من ذلك ليوناردو كان فنان عصره ومبدعه وذو تأثير واضح على مدى قرن من بعده.

في بداية حياته كان فنه يوازي فن معلمه فيروتشيو إلا انه شيئا فشيئا استطاع أن يخرج من كنف فيروتشيو ليحرر نفسه من أسلوب معلمه الصارم والواقعي تجاه الرسم فكان ليوناردو في أسلوبه وإبداعه يخلق رسومات تلامس الأحاسيس والذكريات.

ضمن أعماله الأولى لوحة (تقدير ماغي) كان قد ابتدع أسلوبا جديدا في الرسم فجمع ما بين الرسم الأساسي والخلفية التي كانت مشهد تعبر عن بعد خيالي من أطلال حجارة ومشاهد معركة.

أسلوب ليوناردو المبدع كان ظاهر بشكل أكبر في لوحة العشاءالأخير حيث قام بتمثيل مشهد تقليدي بطريقة جديدة كلياً.


لوحة العشاء الأخير إحدى أعظم ابداعات ليوناردوفبدلا من إظهار الحوارين الاثني عشر كأشكال فردية ، قام بجمعهم في مشهد ديناميكي متفاعل . حيث صور السيد المسيح في المنتصف معزولا وهادئاً, وضمن موقع السيد المسيح قام برسم مشهد طبيعي على مبعد من السيد المسيح من خلال نوافذ ضخمة مشكلا خلفية ذات بعد درامي. ومن موقع السيد المسيح بعد أن قام بإعلانه أن أحد الحوارين الجالسين سيخونه اليوم. استطاع ليوناردو تصوير ردة الفعل من هادئ إلى منزعج معبرا بذلك عن طريق حركات إيمائية .


الموناليزا (1503-1507)من ضخامة الصورة وعظمة شأنها استطاع ليوناردو أن يسبق الكثيرين من عصره واستلزمت هذه اللوحة الكثير من عمليات الترميم (22) عملية انتهت عام 1999 لتعود إلى بعض من رونقها الذي كان.

الموناليزا...أشهر أعمال ليوناردو على الإطلاق.


http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/8/85/Mona_Lisa.jpeg/250px-Mona_Lisa.jpeg


وتأتي شهرتها من سر ابتسامتها الأسطورية فتعتقد تارة أنها تبتسم وتارة أخرى أنها تسخر منك. على كل فقد استخدم ليوناردو تقنيتين هامتين في هذه اللوحة كان ليوناردو رائد هذه التقنيات ومعلمها. الأولى : سفوماتو (Sfumato) وتعني تقنية تمازج الألوان. وهي وصف الشخصية أو رسمها ببراعة وذلك باستخدام تحولات الألوان بين منطقة وأخرى بحيث لا تشعر بتغيير اللون مشكل بذلك بعدا شفاف أو تأثير مبهم...وتجلت هذه التقنية بوضوح في ثوب السيدة وفي ابتسامتها. الثانية : كياروسكورو (Chiaroscuro) وهي تقنية تعتمد على الاستخدام الأمثل للضوء والظلال لتكوين الشخصية المطلوبة بدقة عالية جدا..وتظهر هذه التقنية في يدي السيدة الناعمتين حيث قام ليوناردو بإضافة تعديلات عبر الإضاءة والظل مستخدما تباين الألوان لإظهار التفاصيل .

أحمد اسماعيل
04-10-2008, 08:25 PM
المنحوتات والرسوم المعمارية

لم يكتب النجاة لأي من منحوتات ليوناردو ومعظمها للأسف لم يتم إنجازه وأغلب تصاميمه المعمارية إما أنها لم تنجز أو أنها أنجزت بعكس ما أراد ورغب. ولذلك لم يبق إلا المخطوطات التي بواسطتها نستطيع الحكم عليه. حيث كانت تصاميمه ورسومه التمهيدية ذات إتقان وغنية بالتفاصيل والوضوح مظهرا تأثره العميق بالفنون الرومانية.


نظريات ومشاريع علمية

كعالم فإن ليوناردو دافينشي كان قد سبق من حوله من العلماء بأسلوب بحثه العملي وتدقيقه وشدة ملاحظته. حيث اعتمد بشكل كبير على الملاحظة والتوثيق مدركا أهمية ما يفعله في نجاح بحثه العملي. ولسوء الحظ فنه مثل علمه فلم يكمل أغلب أبحاثه وتركها غير منجزة وعلى الرغم من ذلك إلا أنه قد تركها شبه مكتملة, وسهل ذلك لمن تبعه كل الصعاب ولم يترك لهم إلا موضوع التنفيذ. ونظرياته كانت محتواة ضمن مجموعة عديدة من دفاتر الملاحظات مكتوبة بكتابة عكسية مشفرة يتم فكها عبر قراءتها من المرآة . مما شكل صعوبة في اكتشافها وغالبا لم يتم نشرها في عصره.

أغلب مكتشفاته كان لها الأثر حتى على علومنا في العصر الحالي فقد درس دورة الدم وردة فعل العين وتعلم تأثير القمر على المد والجزر وحاول معرفة طبيعة المستحثات . ويعد من أوائل علماء الحركة والماء ومخططاته حول شبكة نقل المياه من الأنهار تعد عملية وذات قيمة فيما لو طبقت. كما اخترع العديد من الآلات منها العملي ومنها غير العملي مثل بذلة الغوص تحت الماء وجهازه الخاص للطيران مع أنه غير عملي إلا انه يعد أول أبحاث الحركة والهواء...

العربة المدرعة من تصميمه....



http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/7/70/DaVinciTankAtAmboise.jpeg/800px-DaVinciTankAtAmboise.jpeg


لوحة العشاء الاخير....


http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/0/08/Leonardo_da_Vinci_%281452-1519%29_-_The_Last_Supper_%281495-1498%29.jpg/800px-Leonardo_da_Vinci_%281452-1519%29_-_The_Last_Supper_%281495-1498%29.jpg

أحمد اسماعيل
04-10-2008, 08:27 PM
فينسنت فان غوخ


http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/38/VanGogh_1887_Selbstbildnis.jpg/477px-VanGogh_1887_Selbstbildnis.jpg


كان رساماً هولندياً، مصنف كأحد فناني الانطباعية. تتضمن رسومه بعضاً من أكثر القطع شهرة وشعبية وأغلاها سعراً في العالم. عانى من نوبات متكررة من المرض العقلي — توجد حولها العديد من النظريات المختلفة — وأثناء إحدى هذه الحادثات الشهيرة، قطع جزء من أذنه اليسرى. كان من أشهر فناني التصوير التشكيلي. اتجه للتصوير التشكيلي للتعبير عن مشاعره وعاطفته. في آخر خمس سنوات من عمره رسم ما يفوق 800 لوحة زيتية.


حياته الأولى

ولد فينسنت فان غوخ في جروت زندرت بهولندا في 30 مارس/آذار 1853. جاءت ولادة فان غوخ بعد سنة واحدة من اليوم الذي ولدت فيه أمه طفلاً ميتاً بالولادة، سمي أيضاً بفينسنت. لقد كان هناك توقع كبير لحدوث صدمة نفسية لفينسنت فان غوخ لاحقاً كنتيجة لكونه "بديل طفل" وسيكون له أخ ميت بنفس الاسم وتاريخ الولادة. ولكن هذه النظرية بقت غير مؤكدة، وليس هناك دليلاً تاريخياً فعلياً لدعمها.

كان فان غوخ ابن ثيودوروس فان غوخ (1822 - 1885)، قس كنيسة منصلحة هولندية، وأمه آنا كورنيليا كاربنتوس (1819 - 1907). عملياً لا توجد معلومات حول سنوات فينسنت فان غوخ العشر الأوائل. حضر فان غوخ مدرسة داخلية في زيفينبيرجين لسنتين وبعد ذلك استمر بحضور مدرسة الملك ويليم الثاني الثانوية في تيلبيرغ لسنتين أخريين. في ذلك الوقت أي في عام 1868، ترك فان غوخ دراسته في سن الخامسة عشرة ولم يعد إليها.

في عام 1869 انضم فينسنت فان غوخ إلى مؤسسة غووبيل وسي (Goupil & Cie)، وهي شركة لتجار الفن في لاهاي. كانت عائلة فان غوخ لفترة طويلة مرتبطة بعالم الفن، فقد كان أعمام فينسنت، كورنيليس ("العم كور") وفينسنت ("العم سنت")، كانا تاجرين فنيين. أمضى أخوه الأصغر ثيو فان غوخ حياته كتاجر فني، ونتيجة لذلك كان له تأثير كبير على مهنة فينسنت اللاحقة كفنان.

فينسنت كان ناجحاً نسبياً كتاجر فني، وبقى مع غووبيل وسي لسبع سنوات إضافية. في عام 1873 نقل إلى فرع الشركة في لندن وأعجب سريعاً بالمناخ الثقافي الإنجليزي. في أواخر شهر أغسطس/آب، انتقل فينسنت إلى طريق هاكفورد 87، وعاش مع أورسولا لوير وابنتها يوجيني. قيل بأن فينسنت كان مهتماً بيوجيني عاطفياً، ولكن العديد من كتاب السير الأوائل نسبوا اسم يوجيني بشكل خاطئ لأمها أورسولا. بقى فينسينت فان غوخ في لندن لسنتين أخريين. خلال تلك الفترة زار العديد من المعارض الفنية والمتاحف، وأصبح معجباً كثيراً بالكتاب البريطانيين أمثال جورج إليوت وتشارلز ديكينز. كان فان غوخ أيضاً معجباً كثيراً بالنقاشين البريطانيين. أعمالهم ألهمت وأثرت في حياة فان غوخ الفنية اللاحقة.


فان غوخ في سن التاسعة عشرةأصبحت العلاقة بين فينسنت وغووبيل أكثر توتراً على مر السنوات، وفي مايو/مايس في عام 1875 نقل إلى فرع الشركة في باريس. ترك فينسنت غووبيل في أواخر شهر مارس/آذار من عام 1876، وقرر العودة إلى إنجلترا حيث كانت السنتان اللتان قضاهما هناك سعيدتين. في أبريل/نيسان بدأ فينسينت فان غوخ في مجال التعليم في مدرسة القس وليام ب. ستوكس في رامسجيت. كان مسؤولاً عن 24 ولداً تتفاوت أعمارهم ما بين 10 إلى 14 سنة. واصل فان غوخ في وقت فراغه بزيارة المعارض وتقديم الاحترام للعديد من القطع الفنية العظيمة هناك. كرس نفسه أيضاً لدراسة التوراة، فأمضى العديد من الساعات يقرأ ويعيد قراءة الإنجيل. كان صيف 1876 وقتاً دينياً بالنسبة لفينسنت فان غوخ. بالرغم من أنه تربى عند عائلة دينية، لم يبدأ بتكريس حياته إلى الكنيسة بجدية إلا عند هذا الوقت.

من أجل التحول من معلم إلى رجل دين، طلب فينسنت من القس جونز بأن يعطيه المزيد من المسؤوليات المعينة لرجال الدين. وافق جونز، وبدأ فينسنت بالحديث عند اجتماعات الصلاة في أبرشية تيرنهام غرين. هذا الحديث عمل كوسيلة لتهيئة فينسنت للمهمة التي انتظرها لمدة طويلة وهي خطبته الأولى في يوم الأحد. بالرغم من أن فينسنت كان متحمساً ليحصل على فرصه بأن يكون وزيراً، إلا أن خطبه كانت باهتة وغير حيوية بشكل كبير. اختار فينسينت فان غوخ البقاء في هولندا بعد زيارة عائلته في عيد الميلاد. بعد العمل لمدة قصيرة في مكتبة في دوردريخت في أوائل العام 1877، توجه فينسنت إلى أمستردام في 9 مايو/مايس لتهيئة نفسه لفحص دخول الجامعة لدراسة علم اللآهوت. تلقى فينسنت دروس اللغة اليونانية واللاتينية والرياضيات هناك، ولكن بسبب قلة براعته أرغم في النهاية على ترك الدراسة بعد 15 شهراً. وصف فينسنت هذه الفترة لاحقاً بأنها أسوأ فترات حياته. في نوفمبر/تشرين الثاني أخفق فينسنت في التأهل للمدرسة التبشيرية في لايكين، ولكن أوصت الكنيسة في النهاية على أن يذهب إلى منطقة التنقيب عن الفحم في بوريناج ببلجيكا.

في يناير/كانون الثاني من عام 1879، بدأ فينسنت بوصاية عمال مناجم الفحم وعوائلهم في قرية التعدين واسميس (Wasmes). شعر فينسنت بارتباط عاطفي قوي نحو عمال المناجم. تعاطف مع أوضاع عملهم المخيفة وفعل ما بمقدوره، كزعيم روحي، وذلك لتخفيف عبء حياتهم. هذه الرغبة الإيثارية أوصلته إلى مستويات كبيرة جداً عندما بدأ فينسنت بإعطاء أغلب مأكله وملبسه إلى الناس الفقراء الواقعين تحت عنايته. على الرغم من نوايا فينسنت النبيلة، رفض ممثلو الكنيسة زهد فان غوخ بقوة وطردوه من منصبه في يوليو/تموز. رافضاً تركه للمنطقة، انتقل فان غوخ إلى قرية مجاورة تدعى كيوسميس (Cuesmes)، وبقى هناك بفقر كبير. في السنة التالية كافح فينسنت من أجل العيش، ورغم أنه لم يكن قادراً على مساعدة سكان القرية بأي صفة رسمية كرجل ديني، اختار بأن يبقى أحد أعضاء جاليتهم على الرغم من ذلك. في أحد الأيام شعر فينسنت بالاضطرار إلى زيارة بيت جولز بريتون، وهو رسام فرنسي كان يحترمه كثيراً، وتطلب ذلك مشي لسبعين كيلومتراً إلى كوريير (Courrières) بفرنسا، مع أنه لم يكن في جيبه سوى 10 فرنكات. لكن فينسنت كان خجولاً جداً لأن يدق الباب عند وصوله، فعاد إلى كيوسميس فاقداً الثقة بشكل كبير. في ذلك الوقت اختار فينسنت فان غوخ مهنته اللاحقة بأن يكون فناناً.

أحمد اسماعيل
04-10-2008, 08:28 PM
بدايته كفنان

في خريف العام 1880، وبعد أكثر من عام من العيش بفقر في بوريناج، توجه فينسنت إلى بروكسل لبدء دراساته الفنية. تشجع فينسنت على بدء هذه الدراسات نتيجة للعون المالي من أخيه ثيو. كان فينسنت وثيو قريبين من بعضهما البعص على الدوام في طفولتهما وفي أغلب حياتهما التالية، حيث بقيا يراسلان بعضهما البعض باستمرار. عدد هذه الرسائل أكثر من 700، وهي تشكل أغلب معرفتنا بتصورات فان غوخ حول حياته الخاصة وحول أعماله.

قدم فينسنت طلباً للدراسة في إكول ديس بيو آرت (Ecole des Beaux-Art) في بروكسل لمدة قصيرة. بعد ذلك واصل فينسنت دروس الرسم لوحده بأخذ الأمثلة من بعض الكتب مثل "Travaux des champs" لجوان فرانسوا ميلي و "Cours de dessin" لتشارلز بارغ. في فصل الصيف عاش فينسنت مع أبويه مرة أخرى في إتين، وخلال تلك الفترة قابل ابنة عمه كورنيليا أدريانا فوس ستريكير (تسمى "كي"). أصبحت كي (1846 - 1918) أرملة مؤخراً وكانت تربي ابنها الصغير لوحدها. وقع فينسنت في حب كي وتحطمت مشاعره حينما رفضته، فأصبحت تلك الحادثة إحدى أبرز الحوادث في حياة فان غوخ. بعد ذلك قرر فينسنت مواجهتها في بيت أبويها. رفض أبو كي السماح لفينسنت برؤية ابنته فقرر فينسنت وضع يده على قمع مصباح زيتي ليحرق نفسه متعمداً. كان هدف فينسنت أن يضع يده على اللهب حتى يسمح له برؤية كي، ولكن أبوها قام بسرعة بإطفاء المصباح، فغادر فينسنت البيت مذلاً.


لوحة الحزن (1882)على الرغم من النكسات العاطفية مع كي والتوترات الشخصية مع أبيها، وجد فينسنت بعض التشجيع من أنتون موف (1838 - 1888)، ابن عمه بالزواج. صنع موف من نفسه فناناً ناجحاً، ومن بيته في لاهاي زود فينسنت بمجموعته الأولى من الألوان المائية، وهكذا بدأ فينسنت بالعمل بواسطة الألوان. كان فينسنت معجباً كثيراً بأعمال موف وكان ممتناً له. وكانت علاقتهما جيدة، لكنها توترت عندما بدأ فينسنت بالعيش مع مومس.

قابل فينسينت فان غوخ كلاسينا ماريا هورنيك (1850 - 1904) في أواخر فبراير/شباط 1882 في لاهاي. كانت هذه الامرأة (الملقبة بـ "سين") حاملاً بطفلها الثاني عندما قابلها فان غوخ، لكنها انتقلت للعيش معه بعد فترة قصيرة لسنة ونصف السنة. نمت مواهب الفنان بشكل كبير بمساعدة سين وأطفالها في تلك الفترة. رسومه المبكرة لعمال مناجم الفحم في بوريناج فسحت له المجال لأعمال أفضل، محملة بالكثير من العواطف. في لوحة "سين جالسة على السلة مع فتاة"، صور فينسنت الحياة العائلية الهادئة بمهارة، مع بعض الإحساس باليأس، وهي المشاعر التي عرف بها في الأشهر التسع عشرة التي عاش فيها مع سين.

كانت السنة 1883 مرحلة انتقالية أخرى بالنسبة لفان غوخ في حياته الشخصية وفي دوره كفنان. بدأ فينسنت الرسم الزيتي في عام 1882. مع تقدم مهاراته الرسومية، تدهورت علاقته مع سين فافترقا في سبتمبر/أيلول. ترك فينسنت لاهاي في منتصف شهر سبتمبر/أيلول للسفر إلى درينتي في هولندا. عاش فينسنت في الأسابيع الست التالية حياة البداوة، حينما انتقل في كافة أنحاء المنطقة ورسم المناظر الطبيعية البعيدة مع سكانها. عاد فينسنت مرة أخرى إلى بيت أبويه في نوينين في أواخر العام 1883. واصل فينسينت فان غوخ حرفته طوال السنة التالية، وأنتج عشرات الرسوم أثناء تلك الفترة، مثل لوحات الحياك والغزالون وغيرهما. أصبح الفلاحون المحليون مواضيع اهتمامه لأنه شعر بصلة قوية نحوهم، وجزئياً كان سبب ذلك إعجابه بالرسام ميليه الذي أنتج بنفسه لوحات تعطف على العمال في الحقول. كانت مارجوت بيجيمان (1841 - 1907)، التي عاشت عائلتها إلى جوار أبوي فينسنت، كانت تعشقه، وقادتها علاقتها العاطفية إلى محاولة الانتحار بالسم. كان فينسنت مذهولاً جداً لتلك الحادثة. تعافت مارجوت في النهاية، لكن الحادثة أزعجت فينسنت كما أشار إليها في رسائله في العديد من المناسبات.


ظهور أعماله الناجحة الأولى


في الأشهر الأولى من العام 1885، واصل فان غوخ إنتاج سلسلة اللوحات حول الفلاحين. نظر فينسنت إلى تلك اللوحات كدراسة تستمر في تطوير حرفته لتحضير أعماله الأكثر نجاحاً حتى الآن. عمل فينسنت طوال شهري مارس وأبريل على هذه الدراسات، وقد صرف انتباهه عنها لفترة وجيزة حينما رحل أبوه في 26 مارس/آذار. كانت علاقة فينسنت مع أبيه متوترة جداً في خلال السنوات القليلة الأخيرة، إلا أنه بالتأكيد لم يكن سعيداً بشأن موته، لكنه منفصل عاطفياً عنه، مما سمح له بمواصلة العمل بشكل اعتيادي.


لوحة أكلة البطاطة (أبريل 1885)بعد العمل الشاق وتطوير الأساليب باستمرار في السنوات الماضية استطاع إنتاج لوحته العظيمة الأولى وهي "أكلة البطاطة". عمل فينسنت على لوحة أكلة البطاطة طوال شهر أبريل/نيسان من العام 1885. أنتج مسودات مختلفة لتحضير النسخة الزيتية الكبيرة الأخيرة على الجنفاص. تعرف لوحة أكلة البطاطة بأنها أول قطعة حقيقية نادرة لفينسنت فان غوخ، فتشجع إثر ردود الفعل بشأنها. ولكن صديقه وزميله الفنان أنتون فان رابارد (1858 - 1892) لم يعجب بعمله، وأدت تعليقاته حول لوحته إلى نهاية صداقتهما. بالرغم من أن فينسنت يغضب وينزعج من نقد أعماله، إلا أنه كان مسروراً من النتيجة عموماً، وهكذا بدأ مرحلة أفضل من حياته. واصل فان غوخ العمل طوال العام 1885، لكنه أصبح قلقاً مرة أخرى وبحاجة للتشجيع من جديد. انضم لفترة وجيزة إلى الأكاديمية في أنتويرب في بداية العام 1886، لكنه تركها بعد حوالي أربع أسابيع لاستيائه بصارمة المدرسين. كما تظاهر كثيراً في طوال حياته، شعر فينسنت بأن الدراسة الرسمية هي بديل سيئ للعمل. عمل فينسنت لخمس سنوات صعبة بشحذ مواهبه كفنان، ومع إنشاء لوحة أكلة بطاطة أثبت لنفسه أنه رسام من الطراز الأول. لكنه أراد باستمرار أن يحسن أوضاع نفسه، وذلك لاكتساب الأفكار وليستكشف التقنيات الجديدة حتى يصبح الفنان الذي يتطلع حقاً لأن يكون. أنجز في هولندا بقدر ما استطاع، فتركها وذهب إلى باريس.

أحمد اسماعيل
04-10-2008, 08:28 PM
في باريس

أخذ فينسينت فان غوخ يتراسل مع أخيه ثيو طوال بداية العام 1886 في محاولة لإقناعه بالانتقال إلى باريس. كان ثيو مدركاً لشخصية أخيه القاسية. وصل فينسنت إلى باريس في أوائل شهر مارس/آذار. كانت فترة فان غوخ في باريس مميزة بالنسبة لحياة الفنان. السنتان اللتان قضاهما فينسنت في باريس هما أيضاً أحد الفترات غير الموثقة من حياته بشكل كبير، لأن كتاب السير كانوا يعتمدون على الرسائل بين فينسنت وثيو لمعرفة الحقائق، وقد توقفت الرسائل عندما عاشا الأخوان سوية في شقة ثيو، في منطقة مونتمارتريه بباريس.


صورة بيري تانغاي (1887 - 1888)كان لثيو كتاجر فني العديد من الاتصالات، فأصبح فينسنت مألوفاً لدى الفنانين الرائدين في باريس في ذلك الوقت. كان فان غوخ في خلال السنتين اللتين تواجد فيهما في باريس يقوم بزيارة بعض المعارض المبكرة للانطباعيين، حيث عرضت أعمال بواسطة ديغاس، ومونيه، ورينوار، وبيسارو، وسيورا، وسيسلي. تأثر فان غوخ بدون شك بطرق الانطباعيين، لكنه بقى مخلصاً لأسلوبه الفريد على الدوام. كان فان غوخ في طوال تلك السنتين يستخدم بعضاً من تقنيات الانطباعيين، لكنه لم يدع تأثيرهم القوي بأن يكتسحه.

تمتع فينسنت بالرسم في ضواحي باريس طوال العام 1886. بدأت لوحاته بالابتعاد عن الألوان الداكنة وبدأت تأخذ ألوان الانطباعيين الأكثر حيوية. وما أضاف من تعقيد أسلوب فان غوخ أنه حينما كان في باريس أصبح مهتماً بالفن الياباني. فتحت اليابان موانئها مؤخراً للدول الغربية بعد قرون من الحصار الثقافي، وكنتيجة لتلك الانعزالية الطويلة سحر العالم الغربي بالثقافة اليابانية. بدأ فان غوخ باكتساب مجموعة كبيرة من الطبعات الخشبية اليابانية الموجودة الآن في متحف فان غوخ في أمستردام، وعكست لوحاته في أثناء ذلك الوقت الاستعمال الحيوي للألوان المفضلة عند الانطباعيين والألوان اليابانية المنعكسة. بالرغم من أن فان غوخ أنتج ثلاث لوحات يابانية فقط، إلا أن التأثير الياباني على فنه كان موجوداً بشكل دقيق في طوال بقية حياته.

كان العام 1887 في باريس مرحلة تطور أخرى لفينسنت كفنان، لكنها أيضاً سببت له خسائر فادحة، عاطفية وجسدية. عندما أصر فينسنت على الانتقال والعيش مع ثيو، قام بذلك على أمل أن يحسن الاثنان من إدارة نفقاتهما وليتمكن فينسنت بسهولة أكثر من أن يكرس نفسه إلى الفن. ولكن عيشه مع أخيه أدى كذلك إلى الكثير من التوتر بينهما. كما كان الحال في طوال حياته، جعل الطقس السيئ في أثناء فصل الشتاء فينسنت عصبياً ومكتئباً. لم يكن فينسنت أكثر سعادة من حينما انسجم مع الطبيعة وعندما كان الطقس أفضل. في أثناء الشهور الشتائية الكئيبة في باريس - في عامي 1887 و 1888 - أصبح فان غوخ أكثر قلقاً لأن الصور والألوان الكئيبة نفسها ظهرت مرة ثانية. سنتا فان غوخ في باريس كانتا أكثر تأثيراً على تطوره المستمر كفنان. لكنه حصل على ما كان يريد، فحان وقت الانتقال. لم يكن فينسنت سعيداً أبداً في المدن الكبيرة، فقرر ترك باريس نحو جنوب.

صورة بيري تانغاي



http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/5f/Van_Gogh_-_Portrait_of_Pere_Tanguy_1887-8.JPG/473px-Van_Gogh_-_Portrait_of_Pere_Tanguy_1887-8.JPG



الانتقال إلى الجنوب

انتقل فينسينت فان غوخ إلى آرل في بداية العام 1888 لعدة أسباب منها كرهه لباريس وللشهور الطويلة من الشتاء فيها. السبب الآخر كان حلم فينسنت بتأسيس نوع من المطارحات للفنانين في آرل، حيث يلجأ إليه رفاقه في باريس، ويعملون سوية، ويدعمون بعضهم البعض نحو هدف مشترك. استقل فان غوخ القطار من باريس إلى آرل في 20 فبراير/شباط 1888 وهو متطلع لمستقبل ناجح. لا شك في أن فان غوخ كان خائب الأمل في آرل في أسابيعه الأولى هناك. وجد فينسنت آرل باردة بشكل غير اعتيادي. لا بد وأن يثبط ذلك من عزيمة فينسنت الذي ترك كل شخص يعرفه وراءه ليبحث عن الدفء في الجنوب. كان الطقس القاسي قصيراً فبدأ فينسنت برسم بعض من أفضل أعماله.

عندما ارتفعت درجة الحرارة، لم يهدر فينسنت فرصة البدأ بالعمل في الطبيعة، وقام بعدة أعمال من بينها رسمة "منظر طبيعي لطريق وأشجار مشذبة"، ولوحة "الطريق عبر حقل الصفصاف". أنتجت الرسمة في مارس/آذار حيث تبدو الأشجار والمنظر الطبيعي كئيبة جداً بعد فصل الشتاء. أما اللوحة فقد رسمت بعد شهر وهي تعرض البراعم الربيعية على نفس الأشجار. في تلك الأثناء رسم فان غوخ سلسلة من لوحات البساتين المنفتحة. كان فينسنت مسروراً بما أنتج، وشعر بالتجدد. كانت الشهور التالية أكثر سعادة بالنسبة إليه. حجز فينسنت غرفة في مقهى دي لاغار في أوائل مايو/مايس، واستأجر بيتاً أصفراً كمكان يرسم فيه ويضع لوحاته. في الحقيقة لم ينتقل فينسنت إلى البيت الأصفر حتى سبتمبر/أيلول، حينما أسسه كقاعدة لما سماه بإستوديو الجنوب.

عمل فينسنت بجد في طوال فصلي الربيع والصيف، وبدأ بإرسال بعض أعماله لثيو. تمتع برفقة الناس وفعل ما بمقدوره أثناء تلك الشهور للحصول على الأصدقاء. بالرغم من أنه كان وحيداً جداً في بعض الأحيان، صادق فينسنت بول يوجين ميلي وجندياً آخراً، كما رسم صورهما. لم يفقد فينسنت الأمل أبداً في إمكانية تأسيس مطارحة للفنانين، وبدأ بتشجيع بول غوغان للانضمام إليه في الجنوب، لكن الفرصة لم تكن محتملة، لأن انتقال غوغان يتطلب الكثير من العون المالي من ثيو، الذي لم يعد يتحمل المزيد. في أواخر يوليو/تموز توفي فينسنت (عم فان غوخ) وترك إرثاً لثيو. مكن ذلك المال ثيو من تبني انتقال غوغان إلى آرل. شعر ثيو بأن فينسنت سيكون أكثر سعادة واستقراراً برفقة غوغان، كما أمل ثيو في أن تكون لوحات غوغان مربحة بالنسبة إليه. بخلاف فينسنت حقق بول غوغان درجة أصغر من النجاح. وصل غوغان إلى آرل بالقطار في وقت مبكر من يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول.


الشهران التاليان كانا محوريين وكارثيين لفينسينت فان غوخ ولبول غوغان. في البداية كان فان غوخ وغوغان جيدين سوية، حيث قاما بالرسم في آرل، كما ناقشا الفن والتقنيات المختلفة. ولكن مع مرور الأسابيع، تدهور الطقس ووجد الاثنان أنفسهما مرغمين على البقاء في الداخل كثيراً. مثلما هو الحال على الدوام، تقلب مزاج فينسنت لمجاراة الطقس. بسبب انجبار فينسنت على العمل في الداخل، أدى ذلك إلى التخفيف من كآبته. بعث فينسنت إلى ثيو رسالة قائلاً فيها أنه قام برسم لوحات لعائلة كاملة وهي عائلة رولن. تلك اللوحات بقت من بين أفضل أعماله.

تدهورت العلاقة بين فان غوخ وغوغان في ديسمبر/كانون الأول، فأصبحت مجادلاتهما الساخنة كثيرة الحدوث. في 23 ديسمبر/كانون الأول أصيب فينسنت فان غوخ بنوبة عقلية جنونية، فقطع الجزء الأوطأ من أذنه اليسرى بواسطة شفرة حلاقة، ثم انهار. اكتشفته الشرطة ثم أدخل إلى مستشفى هوتيل ديو في آرل. بعد أن أرسل غوغان برقية إلى ثيو، اتجه فوراً إلى باريس دون أن يزور فان غوخ في المستشفى. تراسل فان غوخ وغوغان لاحقاً لكنهما لم يجتمعا شخصياً مرة أخرى. كان فينسنت وهو في المستشفى تحت عناية الدكتور فيليكس راي (1867 - 1932). عانى بعد أسبوع من الكثير من فقدان الدم. كان ثيو الذي أسرع بالمجيء من باريس على يقين من أن فينسنت سيموت، لكنه تعافى كلياً مع نهاية ديسمبر/كانون الأول وبداية الشهر التالي.

الأسابيع الأولى من العام 1889 لم تكن سهلة بالنسبة لفينسينت فان غوخ. عاد فينسنت بعد تعافيه إلى بيته الأصفر، لكنه واصل زياراته إلى لدكتور راي لإجراء الفحوصات ولتغيير ضمادات رأسه. كان فينسنت متحمساً بعد التوقف، لكن مشاكله المالية استمرت، كما شعر باكتئاب جزئي عندما قرر صديقه المقرب جوسف رولن (1841 - 1903) لقبول موقع أفضل للعيش فانتقل مع عائلته إلى مارسيليا. كان رولن صديقاً عزيزاً ومخلصاً لفينسنت في معظم وقته في آرل. أصبح فينسنت كثير الإنتاج طوال يناير/كانون الثاني وبداية الشهر التالي، فرسم بعضاً من أعماله المعروفة مثل لوحتي "لابيرسوز" و "عباد الشمس". في 7 فبراير/شباط عانى فينسنت من نوبة أخرى تخيل فيها نفسه بأن مسمم. نقل فينسنت مرة أخرى إلى مستشفى هوتيل ديو للمعالجة، ومكث هناك 10 أيام، لكنه عاد مرة أخرى إلى البيت الأصفر بعد ذلك.

أصبح بعض مواطني آرل قلقين في ذلك الوقت بسبب سلوك فينسنت، فوقعوا عريضة بخصوص مخاوفهم. أرسلت العريضة لرئيس بلدية آرل ثم لمدير الشرطة الذي أمر فان غوخ بدخول المستشفى مرة أخرى. بقى فينسنت في المستشفى للأسابيع الست التالية، ولكن سمح له بالمغادرة تحت الإشراف في بعض الأحيان لكي يقوم بالرسم ولوضع أملاكه في المخزن. كان ذلك وقتاً منتجاً لكن فان غوخ كان مثبط العزيمة عاطفياً. كما كان الحال قبل سنة، عاد فان غوخ لرسم البساتين المنفتحة حول آرل. ولكن بينما كان ينتج بعضاً من أفضل أعماله، أدرك فينسنت بأن موقفه غير ثابت، وبعد المناقشات مع ثيو وافق على اللجوء إلى مستشفى سان بول دي موسول النفسي في سان ريمي دي بروفانس طوعاً. ترك فان غوخ آرل في 8 مايو/مايس.

لوحة عباد الشمس


http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/b0/Van_Gogh_Vase_with_Fifteen_Sunflowers_Amsterdam.jp g/458px-Van_Gogh_Vase_with_Fifteen_Sunflowers_Amsterdam.jp g

أحمد اسماعيل
04-10-2008, 08:30 PM
المستشفى النفسي

عند وصوله إلى المستشفى، وضع فان غوخ تحت عناية الدكتور ثيوفيل زشريي أوغسطي بيرون (1827 - 1895). بعد فحص فينسنت ومراجعة حالته، اقتنع الدكتور بيرون بأن مريضه كان يعاني من الصرع. بعد أسابيع، بقيت حالة فينسنت العقلية مستقرة وسمح له بالاستمرار في الرسم. وفي منتصف الشهر يونيو/حزيران أنتج فان غوخ عمله الأفضل وهو لوحة "الليلة المضيئة بالنجوم".


حالة فان غوخ العقلية الهادئة نسبياً لم تدم طويلاً، فأصيب بنوبة أخرى في منتصف الشهر يوليو/تموز. حاول فينسنت ابتلاع لوحاته الخاصة ولذلك وضع في المستشفى ولم يسمح له بالوصول إليها. رغم أنه تعافى سريعاً من الحادثة، أصيب فان غوخ بالإحباط بعدما حرم من الشيء الوحيد الذي يحبه وهو فنه. في الأسبوع التالي، سمح الدكتور بيرون لفان غوخ باستئناف الرسم. تزامن ذلك الاستئناف مع حالة عقلية جيدة. أرسل فينسنت رسائل لثيو تفصل حالته الصحية غير الثابتة. كما أن الأخير كان مريضاً أيضاً في بداية العام 1889. لم يستطع فان غوخ مغادرة غرفته لمدة شهرين، لكنه في الأسابيع التالية تغلب على مخاوفه مرة أخرى واستمر بالعمل. في أثناء ذلك الوقت بدأ فينسنت بالتخطيط لمغادرته النهائية من المستشفى النفسي في سان ريمي. طرح ذلك على ثيو الذي بدأ بالاستعلام عن البدائل المحتملة لعناية فينسنت الطبية.

بقت صحة فان غوخ العقلية والجسدية مستقرة جداً في بقية العام 1889. تعافت صحة ثيو أيضاً وكان مستعداً للانتقال إلى بيت مع زوجته الجديدة، كما ساعد أوكتافي موس الذي كان ينظم معرضاً (اسمه Les XX) في بروكسل حيث عرضت فيه ست من لوحات فينسنت. بدا فينسنت متحمساً منتجاً في طوال ذلك الوقت. فصلت المراسلات المستمرة بين فينسنت وثيو العديد من الأمور حول عرض لوحات فينسنت ضمن المعرض. في 23 ديسمبر/كانون الأول من العام 1889 وبعد مرور سنة على حادثة قطع الأذن، عانى فينسنت من نوبة أخرى استمرت لأسبوع، لكنه تعافى منها بسرعة واستمر في الرسم. كما عانى من المزيد من النوبات في الشهور الأولى من العام 1890. من المحتمل أن تكون تلك الفترة الأسوأ بالنسبة لحالته العقلية اليائسة. بعد الاستعلام، شعر ثيو بأنه من الأفضل لفينسنت أن يعود إلى باريس ويوضع بعد ذلك تحت عناية الدكتور بول غاشي (1828 - 1909). وافق فينسنت على اقتراح ثيو وأنهى أموره في سان ريمي. في 16 مايو/مايس 1890 ترك فينسينت فان غوخ المستشفى النفسي وذهب ليلاً بواسطة القطار إلى باريس.


لوحة الليلة المضيئة بالنجوم


http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/cd/VanGogh-starry_night.jpg/751px-VanGogh-starry_night.jpg



حياته الأخيرة

كانت رحلة فينسنت إلى باريس هادئة، واستقبله ثيو عند وصوله. بقى فينسنت مع ثيو وزوجته جوانا ومولودهما الجديد، فينسنت ويليم (الذي سمي على اسم فينسنت) لثلاث أيام. لكن فينسنت شعر ببعض الإجهاد فاختار ترك باريس والذهاب إلى أوفير سور أوايز. اجتمع فينسنت بالدكتور غاشي بعد فترة قليلة من وصوله إلى أوفير. استطاع فينسنت إيجاد غرفة لنفسه في إحدى المباني الصغيرة التي ملكها آرثر غوستاف رافو، وبدأت بالرسم على الفور.


كان فينسنت مسروراً من أوفير سور أوايز التي أعطته الحرية التي لم يحصل عليها في سان ريمي، وفي نفس الوقت زودته بالمواضيع الكافية لرسمه. أسابيع فينسنت الأولى هناك انقضت بشكل هادئ. في 8 يونيو/حزيران، قام ثيو وجو وطفلهما الرضيع بزيارة فينسنت وغاشي ليقضوا يوماً عائلياً ممتعاً. بقى فينسنت طوال يونيو/حزيران في حالة نفسية جيدة وكان كثير الإنتاج، فرسم بعض أعماله المعروفة مثل "صورة الدكتور غاشي" ولوحة "الكنيسة في أوفيرس". علم فينسنت بعد ذلك بخبر غير جيد وهو أن ابن أخيه أصبح مريضاً جداً. كان ثيو يمر بأكثر الأوقات صعوبة منذ الشهور السابقة. بعد تحسن الطفل الرضيع، قرر فينسنت زيارة ثيو وعائلته في 6 يوليو/تموز فذهب إليهم مبكراً بواسطة القطار ثم عاد إلى أوفيرس. في أثناء الأسابيع الثلاث التالية، استأنف فينسنت الرسم وكان سعيداً.

في مساء يوم الأحد الموافق 27 يوليو/تموز 1890 أخذ فينسينت فان غوخ مسدساً وأطلق على صدره رصاصة. استطاع فينسنت العودة إلى رافو وهو يتمايل حيث انهار على السرير ثم اكتشفه رافو. تم استدعاء الدكتور مازيري وكذلك الدكتور غاشي، وتم الإقرار على عدم محاولة إزالة الرصاصة من صدر فينسنت، ثم كتب غاشي رسالة طارئة إلى ثيو. لم يكن لدى الدكتور غاشي عنوان بيت ثيو وكان لا بد من أن يكتب إلى المعرض الذي كان يعمل فيه. لكن ذلك لم يتسبب في تأخير كبير، فوصل ثيو في عصر اليوم التالي.

بقى فينسنت وثيو سوية حتى الساعات الأخيرة من حياته. ذكر ثيو لاحقاً بأن فينسنت أراد الموت بنفسه، فعندما جلس إلى جانب سريره قال له فينسنت أنه لا أن يدوم الحزن إلى الأبد. مات فينسنت فان غوخ في الساعة الحادية والنصف صباح يوم 29 يوليو/تموز 1890. الكنيسة الكاثوليكية في أوفيرس رفضت السماح بدفن فينسنت في مقبرتها لأنه انتحر، لكن مدينة ميري القريبة وافقت على الدفن والجنازة، وتم ذلك في 30 يوليو/تموز.

توفى ثيو فان غوخ بعد رحيل فينسنت بست شهور. دفن في أوتريخت لكن زوجته جوانا طلبت في عام 1914 بإعادة دفن جسده في مقبرة أوفيرس إلى جانب فينسنت. طلبت جو أيضاً بأن يتم زراعة غصين النبات المعترش من حديقة الدكتور غاشي بين أحجار القبر. تلك النباتات هي نفسها موجودة في موقع مقبرة فينسنت وثيو حتى هذا اليوم.


أعماله

حاول فينسنت فان غوخ في أعماله بأن يلتقط أكبر قدر ممكن من الضوء، كما عمل على إبراز تماوج طيف الألوان في لوحاته المختلفة: الطبيعة الصامتة، باقات الورد (عباد الشمس)، اللوحات الشخصية، اللوحات المنظرية (جسور لانغلوا، حقل القمح بالقرب من أشجار السرو، الليلة المتلألئة).
يعتبر فان غوخ من رواد المدرستين الانطباعية والوحوشية. تعرض أهم أعماله في متحف أورساي بباريس (مخيم البوهيميون، لوحات شخصية)، وفي متحف فان غوخ الوطني في أمستردام بهولندا.

أحمد اسماعيل
04-10-2008, 08:32 PM
لودفيج فان بيتهوفن


http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/6f/Beethoven.jpg/480px-Beethoven.jpg


لودفيج فان بيتهوفن. مؤلف موسيقي ألماني ولد عام 1770 م في مدينة بون. يعتبر من أبرز عباقرة الموسيقى في جميع العصور، وأبدع أعمالاً موسيقية خالدة. له الفضل الأعظم في تطوير الموسيقى الكلاسيكية. قدم أول عمل موسيقي وعمره 8 سنوات.

تشمل مؤلفاته للأوركسترا تسـعة سيمفونيات وخمس مقطوعات موسيقية على البيانو ومقطوعة على الكمان. كما ألّف العديد من المقطوعات الموسيقية كمقدمات للأوبرا.

بدأ بيتهوفن يفقد سمعه في الثلاثينيات من عمره إلا أن ذلك لم يؤثر على إنتاجه الذي ازداد في تلك الفترة وتميز بالإبداع. من أجمل أعماله السمفونية الخامسة والسادسة والتاسعة. وقد توفي في فيينا عام 1827 م.


حياته

شهدت مدينة بون الألمانية ميلاد الفنان العبقري لودفج فان بيتهوفن في 16 ديسمبر عام 1770، وتم تعميده في 17 ديسمبر 1770. ظهر تميزه الموسيقي منذ صغره، فنشرت أولى أعماله وهو في الثانية عشرمن عمره عام 1783 م. اتسعت شهرته كعازف بيانو في سن مبكرة، ثم زاد إنتاجه وذاع صيته كمؤلف موسيقى. عانى بيتهوفن كثيراً في حياته، عائلياً وصحياً، فبالرغم من أن أباه هو معلمه الأول الذي وجه اهتمامه للموسيقى ولقنه العزف على البيانو والكمان، إلا أنه لم يكن الأب المثالي، فقد كان مدمناً للكحول، كما أن والدته توفيت وهو في السابعة عشر من عمره بعد صراع طويل مع المرض، تاركة له مسؤولية العائلة. مما منعه من إتمام خطته والسفر إلى فيينا، عاصمة الموسيقى في ذلك العصر. فهل كان التأليف الموسيقي هو نوع من أنواع العلاج والتغلب على المشاكل بالنسبة لبيتهوفن؟


حياته في فيينا عاصمة الموسيقى

في 1789 م تحقق حلمه أخيراً، فقد أرسله حاكم بون إلى فيينا، وهناك تتلمذ على يد هايدن. ولكن بيتهوفن، صاحب الألحان واجه بعض الخلافات مع معلمه، وعندما سفر هايدن إلى لندن، تحول بيتهوفن إلى معلمين آخرين مثل ساليري وشينك وألبريشتبيرجر. وقد أسهمت كل هذه الدروس والاحتكاكات في تكوين شخصية بيتهوفن الفنية. وحاول أن يشق لنفسه طريق كعازف في عاصمة الموسيقى، وسرعان ما لاقى مكانة كبرى خاصة في الأوساط الأرستقراطية. فقد حاز بإعجاب الأسرة الملكية وعومل كصديق أكثر منه مؤلفاً. بالرغم من ذلك فقد عاش ومات فقيراً، غناه هو أعماله الفنية المتميزة. فقد جاء إنتاجه الفني غزيراً حتى بعد إصابته بالصمم.


صمم بيتهوفن والتحول الكبير في شخصيته

بدأت إصابة بيتهوفن بصمم بسيط عام 1802، فبدأ في الانسحاب من الأوساط الفنية تدريجياً، وأمضى حياته بلا زواج يرتبط بعلاقات عدة مع سيدات صغيرات. إلا أنه لم يتوقف عن الإنتاج الفني، ولكن أعماله اتخذت اتجاه جديد. ومع ازدياد حالة الصمم التي أصابته، امتنع عن العزف في الحفلات العامة، وابتعد عن الحياة الاجتماعية واتجه للوحدة، وقلت مؤلفاته، وأصبحت أكثر تعقيداً. حتى أنه رد على انتقادات نقاده بأنه يعزف للأجيال القادمة. وبالفعل مازالت أعماله حتى اليوم من أهم ما أنتجته الموسيقى الكلاسيكية العالمية. واكتسبت اثنان من السيمفونيات التي كتبها في صممه أكبر شعبية، وهما السيمفونية الخامسة والتاسعة. كما أنه أحدث الكثير من التغييرات في الموسيقى، وأدخل الغناء والكلمات في سيمفونيته التاسعة.فجاءت رسالته إلى العالم "كل البشر سيصبحون إخوة

أحمد اسماعيل
04-10-2008, 08:36 PM
أعمال بيتهوفن الخالدة

وبالرغم من اليأس الذي أصابه في أوقات عديدة، وكاد يصل به للانتحار، إلا أنه قاوم ووجه طاقته كلها للإبداع الفني. حتى أنه قال يوماً :«يا لشدة ألمي عندما يسمع أحد بجانبي صوت ناي لا أستطيع أنا سماعه، أو يسمع آخر غناء أحد الرعاة بينما أنا لا أسمع شيئاً، كل هذا كاد يدفعني إلى اليأس، وكدت أضع حداً لحياتي اليائسة، إلا أن الفن وحده هو الذي منعني من ذلك». وطالما أضاف عدم تفهم الناس لحالته ألماً على ألمه. ولكن معاناته لم تطل كثيراً، فقد توفي عن عمر يناهز السابعة والخمسين، بعد أن أثرى الموسيقى الكلاسيكية العالمية، وصار أحد أعلامها الخالدين.



أعمال الأوركسترا

أولا السيمفونيات :-

- السيمفونية الأولى في سلم دو الكبير مصنف رقم 21 (1800)
- السيمفونية الثانية في سلم رى الكبير مصنف رقم 36 (1803)
- السيمفونية الثالثة ( البطولية eroica) في سلم مى بيمول الكبير مصنف رقم 55 (1805)
- السيمفونية الرابعة في سلم سى بيمول الكبير مصنف رقم 60 (1807)
- السيموفنية الخامسة في سلم دو الصغير مصنف رقم 67 ( 1808)
- السيمفونية السادسة (الرعوية pastoral) في سلم فا الكبير مصنف رقم 68 (1808)
- السيمفونية السابعة في سلم لا الكبير مصنف رقم 92 (1813)
- السيمفونية الثامنة في سلم فا الكبير مصنف رقم 93 (1814)
- السيموفونية التاسعة ( الكورالية) في سلم رى الصغير مصنف رقم 125 (1824)


ثانيا الكونشرتو :-

-كونشرتو للبيانو و الأوركسترا رقم 1 في سلم دو الكبير مصنف رقم 15 (1797)

- كونشرتو للبيانو و الأوركسترا رقم 2 في سلم سى بيمول الكبير مصنف رقم 19 (1798)

- كونشرتو للبيانو و الأوركسترا رقم 3 في سلم دو الصغير مصنف رقم 37 (1803 )

- كونشرتو ثلاثى للبيانو و الفيولينه و التشيلو و الأوركسترا في سلم دو الكبير مصنف رقم 56 (1805)

- كونشرتو للبيانو و الأوركسترا رقم 4 في سلم صول الكبير مصنف رقم 58 (1806)

- كونشرتو للفيولينه و الأوركسترا في سلم رى الكبير مصنف رقم 61 (1806)

- كونشرتو للبيانو و الأوركسترا رقم 5 في سلم مى بيمول الكبير مصنف رقم 73 (1809)


ثالثا الإفتتاحيات :-

-مخلوقات برموثيوس " مصنف رقم 43 (1801)

- إفتتاحية ليونور الثانية في سلم دو الكبير مصنف رقم 72أ (1806)

- إفتتاحية ليونور الثالثة في سلم دو الكبير مصنف 72 ب (1806)

- إفتتاحية ليونور الأولى في سلم دو الكبير مصنف رقم 135 ( ألفها بيتهوف عام 1807 ثم إستبعادها إلى أن تم أدائها بعد وفاته عام 1828)

- إفتتاحية "كوريليان" مصنف رقم 62 (1807)

- إفتتاحية "إجمونت " مصنف رقم 84 (1810)

- "حطام أثينا " مصنف رقم 113 (1811)

- "إنتصار ولنجتون " مصنف رقم 91

- إفتتاحية "فيديلو" مصنف رقم 72*(1814)

- "البيت المكرس "مصنف رقم 124 (1822)

ألف بيتهوفن لأوبرا "فيديلو" أربعة إفتتاحيات ، افتتاحيات ليونور (احد الشخصيات الرئيسية في الأوبرا ) الثلاثة و إفتتاحية فيديلو



موسيقى البيانو
اثنتان و ثلاثون سوناتاأشهرها السوناتا الرابعة عشرة و المعروفة لاحقاً بـ (ضوء القمر) ، سوناتا Appassionato,من أجل إليز (Fur Elise)

موسيقى الحجرة
ست عشرة رباعية وترية ، فوجة ، عشر سوناتا للكمان و البيانو ، خمس سوناتات للتشيلو و البيانو

موسيقى الأوبرا
أوبرا فيديليو
موسيقى الكورال
قداس ميسا سولمنيس



أعمال أخرى
و من أعماله الاخرى رومانس رقم 1 و 2 للكمان والأوركسترا ، كونشرتو للبيانو و الكمان و التشيللو والأوركسترا. ثماني ثلاثيات للبيانو والكمانو التشيللو، تنويعات على لحن لديابيللي، اثنان و ثلاثون تنويعا للبيانو

أحمد اسماعيل
04-10-2008, 08:44 PM
بابلــو بيكاســـو


http://www.biografiasyvidas.com/biografia/p/fotos/picasso.jpg



بدايــــاته

ولد "بابلو رويز بلاسكو" الملقب باسم بابلو بيكاسو عام 1881 بمالقة (الأندلس) وتلقى تكوينه الفني بيرشلونة، حيث كانت تختلط التأثيرات الفوضوية بتأثير الفن الحديث، وبالمدرسة ما قبل الرمزية وبالتعبيرية الاسكندنافية التي كان يقودها الفنان النرويجي "إدوارد مانش، وبفن الرسم الفرنسي الذي تأثر به بيكاسو (خصوصا بباريس) لمدة ثلاث سنوات أي بين عامي 1900 و 1903.

مراحــــل تدرجـــه الفنــــي

الدارسون والمحللون لمسيرة بيكاسو الفنية يجمعون على كونه، قبل ولوجه عالم التكعيبية، مر من مراحل متعددة وغنية من حيث المواضيع والتقنيات التعبيرية وهكذا نجد أن أعماله الأولى، التي تمثل مشاهد اجتماعية وواقعية (الراقصات، العاهرات، مدمني الخمر..)، أخذها بيكاسو من صميم دروس ما قبل التعبيرية (نموذج لوحة نانا الموجودة في متحف بيكاسو ببرشلونة) قبل أن يتأثر بانطباعية بول غوغان وتولوز لو تريك (لوحة المهرج الموجودة بمتحف الميتروبوليتان بنيويورك كنموذج).

بعد ذلك، اتخذ بيكاسو من "رمزية الاستلهام" مصدرا مرجعيا ميز مرحلته الزرقاء التي أنجز خلالها مجموعة من اللوحات شبه أحادية اللون (monochrome). منها لوحة (الحياة) ولوحة (السماوية).

وفي مرحلته الوردية، استطاع بيكاسو (انطلاقا من 1906) أن يرسم العديد من اللوحات العاطفية (المهرج، الفارسات، المرأة حاملة الوردة، البهلوان..) بعد ذلك، قرر بيكاسو الاستقرار الرسمي بباريس، حيث شغل محترفا في ( الباتولافو) في مونمارتر.. واستطاع بفضل اجتماعية التي يتميز بها أن يربط علاقات سريعة مع الشاعر (أبو لينير) والرسام (هنري ماتيس).

أما عن علاقة بيكاسو مع التعبير التكعيبي فإنها تعود بالأساس إلى تأثره بعاملين اثنين: أفكار الرسام بول سيزان (الذي اهتم كثيرا بالحجم الطبيعي) وخصوصيات النحت الزنجي

وتعتبر لوحة (نساء عاريات) الموجودة في متحف الفن الحديث بنيويورك) وبدرجة أقل لوحة (آنسات أفنيون / Les demoiselles d’Avignon. نفس المتحف)، من أشهر الأعمال التي أظهرت النزعة البدائية التي ستفرض وجودها في جل إبداعاات بيكاسو، والتي رسمت له طريقا عريضا لولوج التكعيبية .. ومن هنا انقطع بيكاسو كليا عن التصوير الأكاديمي والكلاسيكي.. ومعلنا في الآن نفسه، عن ميلاد نمط تعبيري جديد اسمه: التكعيبية / Cubisme التي لم تدم، في تاريخ الفن المعاصر سوى ستة أعوام (وهي أقصر مرحلة من مراحل التصوير الحديث) قضاها بيكاسو بمغامرة فريدة خصوصا مع صديقه جورج براك سبيلا في إعطاء وتقديم الأشياء في صورة مبسطة وإعادتها إلى مجسمات هندسية بغية منحها وجودها الفيزيائي الملموس.. بعيدا عن أساليب وتقنيات المنظور التقليدي..

وفي عام 1917، أرغم بيكاسو على السفر إلى "إيطاليا بسبب الحرب التي أبعدته عن صديقه براك، وعن رسامي (مونمارتر).. وبروما التقى مع الشاعر والكاتب المسرحي جان كوكتو / J.Cocteau الذي لعب دورا كبيرا في تأثر بيكاسو بعالم المسرح والرقص (الباليه).

بعد ذلك انطلق بيكاسو في دراسة النحت القديم وتحليل كلاسيكية النهضة (الحنين إلى التراث التقليدي). وقد أنجز خلال تلك الفترة: نقل بعض رسوم الفنان "انغر" وتشكيل مجموعة من المنحوتات الفخمة (أجساد عارية).

كما تأثر بيكاسو بنظريات فرويد في علم النفس، حيث رسم خلال تسع سنوات. وسط نتاج جد متنوع، مجموعة من اللوحات التي تثبت صورا قاسية وفظة من الكوابيس والوساوس المجونية (لوحة نساء عاريات) المرسومة عام 1927 والموجودة في متحف الفن الحديث بالولايات المتحدة، ولوحة (المرأة حاملة البالون). ولوحة (مستحمات/ مجموعة ف.و. كاتر نيويورك) المرسومتين عام 1930 .

وبدءا من سنة 1931، أنجز بيكاسو بمحترف قصر بواجولو (في النورماندي) مجموعة من المنحوتات على شكل إنشاءات مصنوعة من المعادن المقطعة والنفايات والأدوات المهملة.. والتي تعرف اليوم باسم فن التجميع.. (راجع: الواقعية الجديدة خصوصا مع بيير ريستاني وارمان وكلاين..). ومن بين هذه الإبداعات (المرأة في الحديقة) و(المينوتور) رمز الدعارة والإجرام الجنسي.

وفي عام 1935، قام بيكاسو بطباعة لوحة (المينوتور السائر) الموجودة في (متحف الفن الحديث بنيويورك)، والتي تعتبر أهم أعمال الحفر، وتلخص أفضل إنجازات بيكاسو الإبداعية حتى يومنا هذا

أحمد اسماعيل
04-10-2008, 08:49 PM
الغـورنيكـا ودورامار

"حفر بيكاسو، الذي أيقظت الحرب الإسبانية (العرقية والأهلية) لديه المشاكل السياسية في عام 1937، لوحة (حلم فرانكو وكذبه)، ورسم للجناح الجمهوري في المعرض العالمي لوحة (غورنيكا) / Guernica[5] اللوحة الواسعة لتي تذكر بقصف قرية صغيرة في مقاطعة الباسك من قبل الطيران الألماني، وبما أنها اللوحة التاريخية الوحيدة المرسومة في القرن العشرين، فهي تجمع في صورة ملحمة جنائزية واحدة بعضها من موضوعات الفترات السابقة (المينوتور، سباق الثيران، التمثال القديم المحطم..) وتطبع بداية المرحلة الأكثر عنفا وظلاما ومأساوية في نتاج الرسام، ولقد أدخلت لوحة (المرأة الباكية) - مجموعة بنروز في لندن - والتي هي صدى لغورنيكا، في عمله شخصية سيكون لها أهمية خاصة في حياة وتطور فنه (دورامارر)، وهي مصورة فوتوغرافية شابة، ستغدو خلال سنوات عشر رفيقة حياته، فقد قصد بيكاسو عبر العديد من الصور التي خلفها عنها ليس فقط تقلبات علاقة كانت عاصفة دون ريب، ولكنه عبر أيضا، ولو بشكل مأساوي مضحك عن قلق العصر وألمه : يشهد على ذلك صورة (امرأة) المرسومة عام 1942 أو (امرأة على مقعد) الموجودة بمتحف كونستان في مدينة بال.

ولقد عبرت جميع اللوحات المرسومة خلال عام 1940، بقدر كثير أو قليل، عن جو الحرب مثل : (صيد السمك في الليل) في أنتيب (متحف الفن الحديث بنيويورك) وهي لوحة ليلية نفذها ليلة بدء العدوان النازي، ولوحة (المرأة التي تتزين. مجموعة الفنان) والتي سجن جسمها الضخم في نوع من غرفة منفردة، أو اللوحات المعبرة عن طبيعة صامتة أو وجوه تعكس المصائب اليومية الصغيرة، أو وساوس الغذاء في سنوات الاحتلال كلوحات: (مخطط البندورة)، و(لحم البقر الكاتلاني) و(المرأة حاملة الخرشوف)، وهناك تحفتان تلخصان هذه الفترة وهما: الطبيعة الصامتة وجمجمة ثور (متحف كونست في دوسلدورف)، وهو العمل الأكثر إسبانية ومأساوية بين أعمال بيكاسو، وقد أنجزت بعد موت صديقه النحات (خوليو غونزاليس) و (الرجل الخروف) وهي منحوتة ضخمة تنتصب ليوم في ساحة دوفالوريس رمزا للألم والشفقة والتضامن من خلال التجربة" (الحياة التشكيلية).

وبعد أن انضم إلى الحزب الشيوعي الفرنسي عام 1944، ورسم بيكاسو بعض الأعمال الفنية التي تذكر بالتوتر السياسي الذي عرفته فترة ما بعد الحرب: (لوحة ركام جثت)، لوحة (مجازر كوريا)، لوحة (حمامة السلم / اللوحة الشهيرة بملصقها الذي انتشر في العالم بأسره).


http://www.tshkeel.com/vb/uploaded/385_1123881367.jpg

دورامـــار




http://www.cyberspain.com/passion/jpgs/gernica.jpg

الغورنيـــــكا

أحمد اسماعيل
04-10-2008, 08:50 PM
تذبذبـات سلـوكيـة

لقد أجمع العديد من المحللين والدارسين لشخصية بيكاسو وأبرزهم الإيطالي بابيني، كون صاحب لوحة "آنسات أفنيون" لم يكن يستحق الشهرة التي اكتسبها بفضل شعوذته التي ضلل بها العالم حين تم تتويجه كأعظم فنان في هذا القرن معللين ذلك بعدم الاستقرار الإبداعي عنده (بيكاسو) فتارة ينهج أسلوبا كلاسيكيا ونيوكلاسيكيا، وتارة أخرى يعتبر نفسه سرياليا رمزيا.. بل ذهب في فترات متعددة إلى حد مهاجمة التكعيبيين (بعد مرحلة ذهبية مع جورج براك).. وبسبب عدوانيته وقسوة سلوكه مع أصدقائه خصوصا النساء منهم، فقد تراكمت عليه انتقادات كثيرة، وأمطره العديد من النقاد ألقابا وأقوالا ساخرة منها بيكاسو الوحش.. بيكاسو الفنان الجشع والمغرور.. كفى سادية يا بيكاسو..

كان بيكاسو، بحسب ما ترويه عنه أبرز عشيقاته فرانسواز جيلو، عنيفا مع صديقاته ومتنكرا لفضلهن عليه.. فدورامار (المصورة الفوتوغرافية والرسامة السوريالية الشابة ) التي غدت خلال سنوات عشر رفيقة حياته مرت بفترات صعبة من الانهيار الذي أدى بها إلى الجنون بسبب هجر بيكاسو لها بعد أن هاجمها متهما إياها بسوء فهمها للسوريالية رغم مناصرة بول إيلوار / Paul ELUARD لها.. بينما عانث ماري تيريز (صاحبة الهدايا المتكررة) التي لم تكن تعرف للتشاؤم معنى من اضطرابات نفسية حادة نظرا لتصرفات وتجاوزات بيكاسو اللاأخلاقية..

أما أولكا زوجته الأولى فقد أنهت حياتها مجنونة تجوب شوارع ومقاهي فرنسا، تبحث عنه في كل مكان.. وحتى زوجته الثانية جاكلين لم تكن أفضل من الأولى أولكا حيث أقدمت (انتقاما) على الانتحار بسبب الخيانة الزوجية المتكررة التي ميزت سلوك بيكاسو.

وقد طال الانحراف السلوكي حتى بعض أفراد عائلة بيكاسو، فابنه باولو الذي كان يعمل سائقا له ولأسرته أصبح مدمنا على تناول الكحول والمخدرات وحفيده بابليتو عرف نهاية مرعبة إذ تناول وعاء (جافيل) يوم جنازة بيكاسو.

ويذكر أن بيكاسو، المعتقل عام 1911 بشبهة سرقة لوحة الموناليزا "كان يستعمل النساء المتعاونات في فنه وإن كانت معاملته من تصيب بالصدفة فقد كان يفعل ذلك من أجل أن يلاحظ عن كثب على وجوههن مفعول الغيرة والهستيريا وألم الهجر، ثم أنهن قد شكلن أيضا مواضيع اللوحات الدافئة التي تجسد الاكتمال الجنسي والحب الأمومي.

ورغم هذه التذبذبات السلوكية والتقلبات في المواقف والمعاملات التي ميزت جل أطوار حياته، فقد عرف بيكاسو استقرارا عاطفيا (ولكنه مرحلي) امتد بين عامي 946 و1953 (أي الفترة الزوجية التي قضاها مع فرانسواز جيلو) انعكس على سكونية إبداعه حيث رسم لوحة (المرأة والزهرة)، ولوحة (أمومة البرتقال ) غير أن هذا الاستقرار ما لبث أن تبدل بسبب حدوث صراع غير متوقع بني بيكاسو وفرانسواز جيلو انتهى بفراق انزوى بيكاسو بسببه في دائرة العزلة وأصبح فنه يثير الغرابة والألغاز (لوحة نساء الجزائر - 1955) ولوحة (المرافقات - 1957)، ولوحة (الغذاء على العشب 1961). إلا أن بيكاسو "سيحيا" من جديد - كما علق على ذلك أحد النقاد الفنيين - موقعا بذلك حدا لمسلسل العزلة والانكماش حيث أنه أقام عام 1968 معرضا هائلا أظهر من خلاله على أنه لم يفقد شيئا من حيويته وخصوبة ابتكاره وحماسته في استنطاق أسرار العمل الفني... وبعد ذلك بخمسة أعوام (أي عام 1937) فارق بيكاسو الحياة عن سن يناهز 92 عاما ليكون بذلك رحيل أحد أبرز رموز الفن الحديث.

أحمد اسماعيل
04-10-2008, 08:53 PM
مختــــارات من رســم بيكاســـو


http://www.m3mary.com/portraits/picasso_reservoir.jpg

رسرفــوير


http://www.m3mary.com/portraits/picasso_vieux_marc.jpg

فيوكـــس مارك


http://www.m3mary.com/portraits/picasso_dance.jpg

لـــوحة الرقــــص


http://www.m3mary.com/portraits/picasso_house_garden.jpg

منـــزل الغـــابة

أحمد اسماعيل
04-10-2008, 08:59 PM
فريديريك فرانسوا شوبان


http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f5/Eug%C3%A8ne_Ferdinand_Victor_Delacroix_043.jpg/448px-Eug%C3%A8ne_Ferdinand_Victor_Delacroix_043.jpg



حيـــاته

ولد فريديريك فرانسوا شوبان Frederic Francois Chopin عام 1809بإحدى ضواحي وارسو ببولندا، من أب فرنسي وأم بولندية. كان أبوه مدرسا وأمه من سلالة ارستقراطية، أما الطفل فريديريك فقد ولد مخلوقا رقيقا، بعد ثلاث بنات سبقنه إلى الحياة.
انتقلت العائلة لتقطن في العاصمة وارسو بعد تعيين الوالد “نيكولاس” في وظيفة أستاذ بالجامعة، وكانت هذه فرحة للأطفال للبدء في تلقي دروس العزف على البيانو.. منذ البداية أظهر فريديريك موهبة خارقة وغير عادية شبهت وقورنت بعبقرية موتسارت المبكرة المعجزة..
إلا أن فريديريك المسكين كان يتميز مظهره بالهزال والضعف والشحوب، وأيضا كانت له قدرة غريزية هائلة على التقليد الكوميدي للشخصيات (التمثيل الصامت)، حتى أنها كانت لتمكنه من العمل كممثل “ميميك” من الطراز الأول.. كل هذه الصفات كانت تلفها نظرة حزن وأسى، حيث كان فريديريك الصغير ذا قابلية لمرض السل الرهيب.. تلك القابلية التي كانت تعني على أقل تقدير .. الموت المبكر.. وكان لاعتلال صحته أثر رئيسي كبير على نفسه وشخصيته .. وسبب في متاعب كثيرة لأسرته.. فكان المسكين يسمع طوال الوقت التعليمات الطبية والصحية خاصة فيما يتعلق بالتدفئة من برد بولندا القارس.


كان عليلا، ولكنه كان مغرورا يملؤه الكبرياء والارستقراطية، وعندما بلغ سن المراهقة كان يكره رائحة الدخان ولا يميل إلى الملذات .. ولا يقرب الخمر.. كما كان يهتم بالمظاهر الرقيقة الناعمة ويبتعد عن الخشونة والرجولة وينفر منهما، بينما يهتم بإرضاء النساء.. “إن عزفي على البيانو يلقى قبولا وتجاوبا من السيدات” .. “كنت أحيي الجمهور برشاقة ورقة، فقد علمني “براندت” كيف أنحني بجمال..”. كانت هذه الصفات هي غروره واهتمامه بنفسه .. وكانت نتيجة لإحساسه بعلته وقرب أجله.


بـــولــندا

وعندما بلغ العشرين من عمره كان قد كون اعتقادا فطريا بضرورة الأحزان.. فارتسمت على ملامحه مظاهر الإرهاق والعصبية، وقد كان مرض السل قد أخذ ينشب مخالبه في صدره الرقيق.. كانت أحزانه غير عميقة وغير محددة الدوافع.. ولكنه كان حزينا حالما.. يعلم بموته المبكر.. ويتخيل حياته القصيرة ومرضه الميؤوس من شفائه.. ويصارع محاولا أن يستمتع بما تبقى له من سنوات في الحياة.. أحب المغنية الشابة “كونستنتينا جلاد كوفسكا” ولكن علاقتهما انتهت بعد فترة قصيرة. ولكن العاطفة القومية.. كانت هي التي تمكنت من نفسه وارتبطت بها وحولت رقته وعذوبته إلى صيحات وطنية إيجابية.

كان البولنديون يئنون تحت نير الاستعمار الروسي الذي استبد بهم تحت اسم “معاهدة فينا” التي كانت قد وقعت بعد حروب نابليون .. وكانوا قد وحدوا كلمتهم ودعوا للجهاد حتى يحققوا الحرية لبلادهم. فأصبحت بولندا في هذه المرحلة بركانا يغلي وليست بالمكان الملائم لفنان يعمل في هدوء.. وتجمع الأصدقاء حول شوبان يطلبون منه الرحيل إلى أي بلد أوروبي آخر، حتى يتمكن من الثورة والحرب بوسيلته الموسيقية، حاملا اسم بولندا وقضيتها إلى أقاصي أنحاء العالم، بينما هم يحملون عنه السلاح لتحرير البلاد.. كانت هذه الفترة تسودها الروح القومية المتطرفة الهستيرية، وأصبح الناس لا يفكرون في التأمل والإبداع الفني أو الإنساني، فقد تبلور وتركز الشعور الثوري في حركة إيجابية شاملة..

حاول شوبان أن يبقى ببلاده ويحمل السلاح.. ولكنه أيقن أنه بظروفه الصحية لا يستطيع أن يحقق لبلاده مجدا عسكريا، فاقتنع بما طلبه أصدقاؤه.. وقد تجمعوا حوله يودعونه قبل سفره وأهدوه لفافة بها تراب بولندا، يذكر به وطنه وسعادته وأحلامه.. وطلبوا منه أن يجعل بولندا تحيا في أعماله وتتمجد ثورتها وقضيتها في موسيقاه.. “لا تنس أبدا القضية القومية.. والقومية فقط.. حقا، فإنه يوجد لحن قومي كما يوجد مناخ وطني.. لا تنس أن جبالنا وغاباتنا ومياهنا وودياننا .. كلها تتحدث وتغني بالبولندية القومية”..

كانت الألحان الشعبية البولندية مصدر إلهام قومي لشوبان. بعد أن اختبر صداها في نفسه، وكان يعرف جيدا ألحان الحقول والغابات، ويردد أغاني الفلاحين البسطاء.. ويعلم كيفية معالجتها بأسلوب علمي راق متطور وفي مؤلفات عذبة تتغنى بالقومية البولندية.. وتحث وجدان العالم على التشكل وفقا لقضيتها..

أحمد اسماعيل
04-10-2008, 09:00 PM
رحيــــــله عن بـــولنــدا

سافر إلى فينا واستمع هناك إلى أصوات العاصفة مدوية في بلاده .. فقد سحق الروس ثوار بولندا واحتلوا العاصمة وحولوا ضواحيها إلى رماد.. وجد شوبان نفسه وحيدا أعزل من كل سلاح إلا من موسيقاه. .. وعاش القلق والحسرة والغربة والمرارة بعيدا عن الوطن والأهل والأصدقاء، فرحل إلى باريس مدينة الحياة والفن والنور.. التي كانت تدور حولها الأساطير ويجتمع فيها المفكرون والفنانون والشعراء..

وبالفعل التقى هناك بالفنانين الرومنتيكيين: “الفريد دي موسيه” - “هكتور برليوز” - “فكتور هوجو” - “بودلير” - “بلزاك”، وكان هؤلاء الفرنسيون على اتصال دائم بالفنانين القادمين من ألمانيا أمثال: “هايني” - و “فرانزليست” - “هيلر” - و”مندلسون”. أمام هؤلاء العظماء جلس الفتى البولندي الحزين إلى البيانو - يعزف في اعجاز.. وأمام هؤلاء العمالقة كان يطلب المزيد من الدراسة والعلم .. وتلقفه أستاذ مغرور يدعى “كالبرينر” إدعى أنه سيجعل منه معجزة موسيقية في بحر ثلاث سنوات.. وانخدع شوبان .. إلا أن “فرانزليست” - أعظم عازفي البيانو في التاريخ - أنقذه واحتضن موهبته وقدمه للجماهير وللنقاد وللعالم كعازف ومؤلف ناضج تماما.. لا يجاريه ند آخر.. وهنا تبرز إحدى المواقف العديدة النبيلة في حياة “فرانزليست”.. فعندما استمع إلى شوبان وجد فيه منافسا أوحد.. ولكنه نحّى جانبا كل المشاعر الشخصية في مقابل اكتشاف نجم تاريخي معجز.. وأصبحت علاقتهما صداقة متينة لم تنقطع.. رغم أن شخصية “ليست” كانت تختلف في أنه ديموقراطي يحب الجماهير، بينما كان شوبان أرستقراطيا يخشى الناس ويتجنب الزحام..

بدأ المال يتدفق على شوبان، بعد أن ذاع صيته وتعددت حفلاته وأصبح نجم المجتمع الباريسي.. وانتقل إلى مسكن فاخر، وتعرف بعدد من النساء كن يشفقن عليه لمرضه ويمنحنه كل حب وأمومة ورعاية.. وكان في عزلته لا يفارق عطر البنفسج، حتى أنه كان يحس بالوحدة بدونه..!


عـــــاطفـــة

في هذه المرحلة من حياته، وقبل أن يبلغ الثلاثين من العمر كانت له عاطفة الأمومة تجاه الأطفال، فقد وجد فيهم البراءة والصفاء والعزاء .. وكان يكتب الموسيقى للبيانو فحسب.. مكتشفا إمكانياته وأسراره الغنائية والعلمية الهائلة.. ورغم نصائح أصدقائه بأن يكتب في القوالب السيمفونية والأوبرالية.. فإنه وجد نفسه في القوالب البسيطة .. التي تمجد بلاده وتنتمي إلى تربتها وبيئتها.. كتب في القوالب التي تعبر عن قضايا بلاده.. والتي تحمل اسم بولندا مثل “البولونيز” و “المازوركا”.. وأحس بالحاجة إلى دفء الحب ليشعل في قلبه نيران العواطف الرقيقة الباكية..

في باريس، كانت تعيش الأديبة “أورور ديديفان” التي كان يعرفها العالم باسم “جورج صاند” التي كانت تكتب روائع الأدب والحكمة وتشتهر بعلاقاتها بالفن وبالرجال.. وكانت لها شخصية رجل .. تشرب الخمر بكثرة، وتدخن السيجار الأسود، وتحب مثل الأمراء.. وكانت أما لطفلين .. في الرابعة والثلاثين وكان وقوع شوبان في حبها نذير خطر في حياته المهدمة.. فقد كان هو يمثل الموت وهي تمثل الحياة والإيجابية..

عاشت جورج صاند مع طفليها إلى جوار شوبان.. وساءت صحته.. وتعذب من قسوة الأطباء حتى كتب لصديق له يقول: “إنهم يعاملونني كالحيوان.. فيقول أحدهم إنني سأموت ويقول الثاني إنني على وشك الموت، أما الثالث فيقول إنني ميت فعلا”. وكانت جورج صاند قد أخذته لقضاء شهر عسل بالجزيرة الساحرة “مايوركا” بالبحر الأبيض المتوسط.. بعد أن وعدت بالتضحية بحياتها لتمريضه وفي سبيل استعادته لصحته..

كان شوبان شاعر البيانو.. يفضل الجمل الموسيقية البسيطة الهامسة المشحونة بالشاعرية والانفعال .. فقد كان هدفه هو أن يمنح الروح لآلة البيانو ويجعل منها آلة قادرة على الغناء بروح وعاطفة، بعد أن كان الاهتمام بشاعرية الصوت وغنائيته مركزا في الآلات الأخرى. كان يهدف إلى جعل البيانو أوركسترا كاملا مستقلا، له طابع وإمكانيات خاصة متكاملة لا يستطيع حتى الأوركسترا الكامل أن يجاريه فيها.. وكتبت جورج صاند “إنه لمن الممتع حقا أن يرى الإنسان يدي شوبان الصغيرتين وهما تمتدان لتسيطرا على مفاتيح البيانو.. ولكل إصبع من أصابعه الرقيقة صوت مميز..” “يجلس إلى البيانو ويحوله إلى حياة.. حياة حزينة كنفسه ومثل بلاده”.. كانت حياته تذوب في موسيقاه .. وكل من موسيقاه وحياته تتحدان مع بلاده بولندا وشعبه بأمانيه وآماله الحزينة.. طالما نزف دما وهو يعزف أمام الجماهير ليجمع المال لبلاده.. في ميدان المعركة التي كان يستطيع أن يخوضها بينما يحمل رفاقه السلاح في قلب بولندا..

أحمد اسماعيل
04-10-2008, 09:01 PM
نــــــهايـــــته


وبعد أن عادا إلى باريس بدأت جورج صاند تتبرم بالحياة معه.. فقد بدأ أطفالها يكبرون وبدأت هي تذبل وتبحث عن الحياة.. وكانت قد كتبت قصتها وأفشت أسرار نفسها في رواية انتهت من كتابتها تناولت فيها حياتها مع شوبان.. وتضحياتها من أجله.. وبقسوة متناهية أعطت مسودات الكتاب لشوبان لقراءتها وتصحيحها .. ولكنه فهم أنها ستهجره.

عاش سنتين فقط بعد رحيلها عنه.. في وحدة ومرض وعذاب.. تحرك جسده كالظل في قاعات الكونسير بباريس.. ولم يكن يحيا منه سوى عقله وأصابعه، يرددان أغاني بولندا الحزينة.. ويعكسان معاركها في ميدان الفن والدماء والألم.. عقله كان المؤلف .. وأصابعه العازف.. وهما معا حياته.. التي خلقت مدرسة في الكتابة والأداء الشاعري للبيانو.. مدرسة أكملها “فرانزليست” من بعده.. وانتقلت إلى الأجيال التالية عبر “ليست” إلى “رحمانينوف”.. وحملت معها ملامح الموسيقى القومية البولندية لتصبح ملامح عالمية بإيقاعاتها وهارمونياتها.. ورشاقتها وعاطفيتها..

وفي الساعة الثانية من صباح 17 أكتوبر سنة 1849.. لفظ أنفاسه الأخيرة شهيدا في معارك تحرير بلاده.. وكان بجواره عدد من أصدقائه الثوار البولنديين وأخته “لويز” .. وشيع جثمانه من كنيسة مادلين بباريس حيث عزف جناز موتسارت الشهير ونثر على قبره تراب من أرض بولندا، أما قلبه فقد دفن بمدينة وارسو عاصمة بلاده، حسب وصيته.


بعــــض من اعمـــاله

فانتـــازي (http://www.geocities.com/Vienna/4279/chop66fi.mid)

بولونايز 1 (http://www.geocities.com/Vienna/4279/chop40p1.mid)

مازوركـــا (http://www.geocities.com/Vienna/4279/chop68m2.mid)