المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أم عمارة


نور
02-27-2010, 02:58 PM
أم عمارة


بعد بيعة العقبة الثانية بدأت رحلة الهجرة لينتقل الرسول http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif إلى المدينة.. لتبدأ مع تلك الخطوات أولى مراحل بناء الدولة الإسلامية في شموخ يمتطي به الحق عنان السماء مرفرفاً برايات التوحيد.. تتألف بها أفئدة تاقت لنصرة الإسلام.. فكان النصر في بدر الكبرى على أوتاد الكفر.. ورماح الإسلام تئد بحوافر النصر سادات قريش في قليب بدر.. لترحل العنجهية الظالمة إلى الدركات السفلى في جهنم.. لكن قريش لم تسكت على قتل صناديدها دون أن تشغل فتيل قتال جديد ضد محمد وصحبه فكانت معركة الثأر في أحد.



يوم التمحيص والابتلاء



حينها .. جهز http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif جيشاً دعمه بخمسين من الرماة لحماية ظهور المسلمين.. فلما احتدمت الصفوف اندفع المسلمون يحملون سيوف الحق في وجه قوى الباطل من قريش فتقهقر فرسانها يجرون أذيالها هزيمة متوقعة.. الأمر الذي دفع بالرماة وقد لاحت تباشير النصر إلى النزول من أعلى الجبل بعيون تتجه نحو أرض قريبة خلت من كل حوافر الخيل وأقدام الشجعان.. ولم يبق فيها إلا السيوف وبقايا الدروع وأرتال القتلى من المشركين.. في هذه الأثناء كانت عينا خالد بن الوليد تراقبان هذا الموقف بنظرة عسكرية صائبة.. فقرر أن يحتل الجبل الذي خلا من معظم رماته.. ليقلب بعقليته العسكرية موازين المعركة من هزيمة محققة إلى انتصار يسجل لخالد بن الوليد لا لمشركي مكة.. فتعثرت خطوات المسلمين وتحول التقهقر إلى اندفاع ، والهجوم إلى تراجع.. والنبي عليه السلام وسط غبار الخيل ينادي المسلمين ليصمدوا في هذا الامتحان الصعب يقاتل قتال الأبطال وخيل المشركين تبحث عنه يسابقها كابوسها الأسود لقتله والتخلص من هذا الدين الجديد.



المرأة المحاربة



كانت النساء المسلمات يراقبن المعركة.. تعلو وجوههن ابتسامة فرح بتباشير النصر التي انبثقت كفلق الصبح.. وهن يسعفن المصابين ويعالجن الجرحى ويسقين العطشى.. حتى إذا ما طغى غبار الهزيمة وأعتم الفجر من جلل الضباب.. ورأت النساء تراجع المسلمين ورسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif يستصرخ الهمم للثبات والصمود.. عند هذا الخطب الجلل هبت أم عمارة الطبيبة المداوية لتتحول في ثوان معدودة إلى جلمودة صخر تدافع عن النبي الكريم.. تتلقى عنه الطعنات وتجعل من نحرها درعاً تتكسر عليه السيوف..



لندع أم عمارة تخبرنا عن هذا الموقف الجلل : (خرجت أول النهار وأنا أنظر الناس ما تصنع.. ومعي سقاء فيه ماء.. فانتهيت إلى رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين.. فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif.. فقمت أباشر القتال وأذب عنه بالسيف وأرمي بالقوس.. حتى خلصت الجراح إليّ.. فلما تولى الناس عن رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif أقبل ابن قمئة وهو يقول : دلوني على محمد فلا نجوت إن نجا.. فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير وأناس ممن ثبت مع رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif.. فضربني ضربة غائرة لا تزال آثارها في عاتقي.. ولكنني ضربته والله على ذلك ضربات لكن عدو الله كانت عليه درعان).



هكذا تصدت أم عمارة لعدو الله تأخذ الطعان عن رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif .. ليترك الطعن جرحاً غائراً تظل آثاره شاهدة على قلب امرأة شجاعة لا تعبأ بالجراح بل تستمر في الذود عن النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif حتى تسقط فاقدة الوعي وسط بحر من الدماء والأوجاع مما لا يقوى عليه عتاة الرجال.



مع كل هذا أفاقت أم عمارة لا تهتم لجرحها بقدر خوفها على رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif من أن يكون قد أصابه أذى.. لا تبالي بوهن الجسد ، والروح تخفق في حب نبي الله.



ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة !!



وحدث ابنها عبد الله بن زيد فقال : جرحت يومئذ جرحاً ، وجعل الدم لا يرقأ فقال النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif : (اعصب جرحك) ، وكانت أم عمارة لاهية بقتال الأعداء ، فلما سمعت نداء النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif أقبلت إلي ومعها عصائب في حقوها فربطت جرحي والنبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif واقف فقالت لي أمي : انهض بني وضارب القوم ، فجعل النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif يقول : (ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة !!).



في حمراء الأسد والجرح نهر دماء



حين نادى رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif المسلمين ، ودعاهم للخروج إلى حمراء الأسد ، ولم يمض على أحد إلا سويعات معدودة تحسباً من النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif أن تعود قريش لمهاجمة المدينة بعد أن لامست ضعف بعض المسلمين في أحد.. فهبت أم عمارة تجيب نداء رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif لا تبالي بجرحها الغائر وآلامها المبرحة ونزيفها الذي لم يرقأ بعد!.. أي قوة صنعها الإسلام في قلب امرأة.. وأي تحمل يصل إلى قمة التضحية لأجل الله ورسوله.. لكننا لن نتعجب من هذا فنور الإسلام يصنع الأعاجيب في أتباعه.. حين يكون الصبر والتحمل لأجل شرف الأمة وعودة عزها ومجدها.



محنة الأم



ثم تمضي الأيام بأم عمارة تأخذها من نصر إلى نصر.. وهي تنتقل معها من تضحية إلى أخرى بدءاً بروحها ثم جسدها فأبنائها.. كل ذلك لأجل الله وحبا في دينه.. فتزداد مع الأيام مكانتها بين نساء المسلمين يضرب بها المثل في دفاعها عن رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif.. والأيام تمضي بأم عمارة من محنة إلى محنة فآلام الجرح الذي أصابها يوم أحد لم تختلف آثاره عن جسدها ليكتوي قلبها بمحنة جديدة حين عاد ابنها من تجارته بأرض العراق ماراً بنجد.. وكان مسيلمة الكذاب قد خرج بدعوته التي أعمت بعض ضعاف النفوس ممن لم يفقهوا الإسلام بعد.. فقبض على ابنها وحبسه ليرغمه على الاعتراف بنبوته أمام جمع غفير من أعوانه.. لكن ابن أم عمارة لم يرضخ لمطالب هذا الكتاب.. فعمد مسيلمة إلى قطع يديه ورجليه ثم ألقى به في النار أملاً في أن يرعب أتباعه فازدادوا يقيناً بدعوته الآفكة.. فكانت حروب الردة.. وأم عمارة تخرج مع المسلمين تحمل بين طيات قلبها ناراً تأججت على ما فعله مسيلمة بابنها ويقيناً منها بأن هذا المتنبئ إنما جاء ليقضي على نور الحق الذي انتشر في أرجاء جزيرة العرب.



وفي يوم الحديقة التي اختبأ فيها مسيلمة مع جيشه صالت أم عمارة بين الصفوف تبتغي الوصول إليه.. فلما لقيته أقبلت عليه لتقتله لكن جموع الشرك من أتباعه قطعت يدها في صراع مرير لتخليص مسيلمة من أم عمارة.. لكن الله عز وجل أراد لأم عمارة أن تأخذ بثأرها من الكذاب الأشر حين نجح ابنها عبد الله في قتل مسيلمة.. ليعود نور الإسلام ساطعاً في جزيرة العرب لا تقدر قوى الشر على إطفائه.



وبعد يوم اليمامة دخلت أم عمارة مرحلة من الإعياء الذي رافقها من ويلات قطع يدها ترجو رحمة الله عز وجل حتى وافتها المدينة.



وبعد ...



هذه هي نسيبة بنت كعب المازنية .. المرأة المبايعة.. المجاهدة.. التي ربت أبناءها على الحق فصمدوا في وجه جحافل الباطل لا تأخذهم في الله لومة لائم.



أحبت أم عمارة الله.. وأقبلت على حب نبيه طمعاً في جنات الخلد.. سطرت بدماء عبقة هذا الحب في سجل الخالدات وببسالة فاقت بها أعاظم الرجال.. فأين نحن يا نساء المسلمين من هذه الشمس التي أشرقت على الإسلام في أيام المحن .. رضي الله عن أم عمارة التي قال عنها النبي عليه السلام : (ما التفت يمنة ولا يسرة إلا رأيتها).. وما أعظم النساء اللواتي أنجبتهن مدرسة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
http://www.kshcool.com/show_file.php?pid=4917

أحمد اسماعيل
02-27-2010, 09:34 PM
رضى الله عنها وارضاها



نووور



تسلمى على الطرح القيم


دعواتى لك بالصحة والعافية

نور
02-28-2010, 04:31 PM
سلمت اخى
اسعدنى حضورك الطيب
بارك الله فييييييييك

ساجده
02-28-2010, 04:42 PM
السلام عليكم

نور

جزاكِ الله خيرا على طرحك القيم

دمتِ برضى الرحمن

ام معاذ
03-11-2010, 09:15 AM
أخيتى نـور
جزاكِ الله خير
أسأل الله أن يجعله بموازين حسناتك وأن يرفع به درجاتك..
بارك الله فيــــــــــــــــكِ

ملكة بإحساسي
03-11-2010, 10:14 PM
رضي الله عنهاا
نور
موضوع رااااااااائع وطرح اروع
نفـــــــــعنا واياكي بـــــــــــهدة الكلمات الطيبه
واشـــــــــــكرك على التذكره القيمه
بارك الله فيك وجزاك خيراا
دمتــــــــــي على الطاعة
اطيب الدعوات لكي

http://photos.azyya.com/store/up3/0902221102364sRY.bmp