المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث **البر حسن الخلق **


بسمه أمل
12-08-2007, 04:59 PM
http://www.islamweb.net/ShowPic.php?id=75076





عن النواس بن سمعان رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ** البرّ حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك ، وكرهت أن يطلع عليه الناس ** رواه مسلم .


وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ** جئت تسأل عن البرّ ؟ ** ، قلت : نعم ، فقال : ** استفت قلبك ، البرّ ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر ، وإن أفتاك المفتون ** حديث حسن رُويناه في مسندي الإمامين : أحمد بن حنبل ، و الدارمي بإسناد حسن .


الشرح

تكمن عظمة هذا الدين في تشريعاته الدقيقة التي تنظم حياة الناس وتعالج مشكلاتهم ، ومن طبيعة هذا المنهج الرباني أنه يشتمل على قواعد وأسس تحدد موقف الناس تجاه كل ما هو موجود في الحياة ، فمن جهة : أباح الله للناس الطيبات ، وعرفهم بكل ما هو خير لهم ، وفي المقابل : حرّم عليهم الخبائث ، ونهاهم عن الاقتراب منها ، وجعل لهم من الخير ما يغنيهم عن الحرام .





وإذا كان الله تعالى قد أمر عباده المؤمنين باتباع الشريعة والتزام أحكامها ، فإن أول هذا الطريق ولبّه : تمييز ما يحبه الله من غيره ، ومعرفة المعيار الدقيق الواضح في ذلك ، وفي ظل هذه الحاجة : أورد الإمام النووي هذين الحديثين الذين اشتملا على تعريف البر والإثم ، وتوضيح علامات كلٍ منهما .





فأما البر : فهي اللفظة الجامعة التي ينطوي تحتها كل أفعال الخير وخصاله ، وجاء تفسيره في الحديث الأول بأنه حسن الخلق ، وعُبّر عنه في حديث وابصة بأنه ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، وهذا الاختلاف في تفسيره لبيان أنواعه .





فالبرّ مع الخَلْق إنما يكون بالإحسان في معاملتهم ، وذلك قوله : ** البرّ حسن الخلق ** ، وحسن الخلق هو بذل الندى، وكف الأذى ، والعفو عن المسيء ، والتواصل معهم بالمعروف ، كما قال ابن عمر رضي الله عنه : " البرّ شيء هيّن : وجه طليق ، وكلام ليّن " .





وأما البر مع الخالق فهو يشمل جميع أنواع الطاعات الظاهرة والباطنة ، كما قال الله تعالى في كتابه : { ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون } ** البقرة : 177 ** ، فيُطلق على العبد بأنه من الأبرار إذا امتثل تلك الأوامر ، ووقف عند حدود الله وشرعه .





ثم عرّف النبي صلى الله عليه وسلم الإثم بقوله : ** والإثم ما حاك في نفسك ، وكرهت أن يطلع عليه الناس ** ، فجعل للإثم علامتين : علامة ظاهرة ، وعلامة باطنة .





فأما العلامة الباطنة : فهي ما يشعر به المرء من قلق واضطراب في نفسه عند ممارسة هذا الفعل ، وما يحصل له من التردد في ارتكابه ، فهذا دليل على أنه إثم في الغالب .





وعلامته الظاهرية : أن تكره أن يطلع على هذا الفعل الأفاضل من الناس ، والصالحون منهم ، بحيث يكون الباعث على هذه الكراهية الدين ، لامجرّد الكراهية العادية ، وفي هذا المعنى يقول ابن مسعود رضي الله عنه : " ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، وما رأوه سيئا فهو عند الله سيئ " .





وإرجاع الأمر إلى طمأنينة النفس أو اضطرابها يدل على أن الله سبحانه وتعالى قد فطر عباده على السكون إلى الحق والطمأنينة إليه ، وتلك الحساسية المرهفة والنظرة الدقيقة إنما هي للقلوب المؤمنة التي لم تطمسها ظلمات المعصية ورغبات النفس الأمارة بالسوء .





ولكن هل كل ما حاك في الصدر ، وتردد في النفس ، يجب طرحه والابتعاد عنه ؟ وهل يأثم من عمل به ، أم أن المسألة فيها تفصيل ؟





إن هذه المسألة لها ثلاث حالات ، وبيانها فيما يلي :


الحالة الأولى : إذا حاك في النفس أن أمرا ما منكر وإثم ، ثم جاءت الفتوى المبنيّة على الأدلة من الكتاب والسنة بأنه إثم ، فهذا الأمر منكر وإثم ، لا شك في ذلك .





الحالة الثانية : إذا حاك في الصدر أن هذا الأمر إثم ، وجاءت الفتوى بأنه جائز ، لكن كانت تلك الفتوى غير مبنيّة على دليل واضح من الكتاب أو السنة ، فإن من الورع أن يترك الإنسان هذا الأمر ، وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ** وإن أفتاك الناس وأفتوك ** ، أي : حتى وإن رخّصوا لك في هذا الفعل ، فإن من الورع تركه لأجل ما حاك في الصدر ، لكن إن كانت الفتوى بأن ذلك الأمر جائز مبنية على أدلة واضحة ، فيسع الإنسان ترك هذا الأمر لأجل الورع ، لكن لا يفتي هو بتحريمه ، أو يلزم الناس بتركه .





وقد تكون الفتوى بأن ذلك الأمر ليس جائزا فحسب ، بل هو واجب من الواجبات ، وحينئذٍ لا يسع المسلم إلا ترك ما حاك في صدره ، والتزام هذا الواجب ، ويكون ما حاك في الصدر حينئذٍ من وسوسة الشيطان وكيده ، ولهذا لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة في صلح الحديبية بأن يحلّوا من إحرامهم ويحلقوا ، ترددوا في ذلك ابتداءً ، وحاك في صدورهم عدم القيام بذلك ، لكن لم يكن لهم من طاعة الله ورسوله بد ، فتركوا ما في نفوسهم ، والتزموا أمر نبيهم صلى الله عليه وسلم .





ومثل ذلك إذا كان الإنسان موسوسا ، يظن ويشكّ في كلّ أمر أنّه منكر ومحرّم ، فإنه حينئذٍ لا يلتفت إلى الوساوس والأوهام ، بل يلتزم قول أهل العلم وفتواهم .





الحالة الثالثة : إذا لم يكن في الصدر شك أو ريبة أو اضطراب في أمرٍ ما ، فالواجب حينئذٍ أن يتّبع الإنسان قول أهل العلم فيما يحلّ ويحرم ؛ عملا بقوله تعالى : { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } ** الأنبياء : 7 ** .





إن تعامل الإنسان المسلم مع ما يمر به من المسائل على هذا النحو ، ليدل دلالة واضحة على عظمة هذا الدين ، فقد حرص على إذكاء معاني المراقبة لله في كل الأحوال ، وتنمية وازع الورع في النفس البشرية ، وبذك يتحقق معنى الإحسان في عبادة الله تعالى .
من النت

عاشق الاهلى
12-08-2007, 05:03 PM
ويبقى الامل

جزاكى الله خيرا اختى الفاضله

على طرحك الطيب

نجوى المصرية
12-11-2007, 10:35 AM
موضوع مهم جدا" واسمحى لى ان اشاركك فيه
البر فى كل خير لكن هناك بر يفضل على العبادة ويجب ان نعلمه
وهو
‏تقديم بر الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها‏
‏حدثنا ‏ ‏شيبان بن فروخ ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سليمان بن المغيرة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حميد بن هلال ‏ ‏عن ‏ ‏أبي رافع ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏أنه قال ‏
‏كان ‏ ‏جريج ‏ ‏يتعبد في ‏ ‏صومعة ‏ ‏فجاءت أمه قال ‏ ‏حميد ‏ ‏فوصف لنا ‏ ‏أبو رافع ‏ ‏صفة ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏لصفة رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أمه حين دعته كيف جعلت كفها فوق حاجبها ثم رفعت رأسها إليه ‏ ‏تدعوه فقالت يا ‏ ‏جريج ‏ ‏أنا أمك كلمني فصادفته ‏ ‏يصلي فقال اللهم أمي وصلاتي فاختار صلاته فرجعت ثم عادت في الثانية فقالت يا ‏ ‏جريج ‏ ‏أنا أمك فكلمني قال اللهم أمي وصلاتي فاختار صلاته فقالت اللهم إن هذا ‏ ‏جريج ‏ ‏وهو ابني وإني كلمته فأبى أن يكلمني اللهم فلا تم‏حدثنا ‏ ‏شيبان بن فروخ ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سليمان بن المغيرة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حميد بن هلال ‏ ‏عن ‏ ‏أبي رافع ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏أنه قال ‏
‏كان ‏ ‏جريج ‏ ‏يتعبد في ‏ ‏صومعة ‏ ‏فجاءت أمه قال ‏ ‏حميد ‏ ‏فوصف لنا ‏ ‏أبو رافع ‏ ‏صفة ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏لصفة رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أمه حين دعته كيف جعلت كفها فوق حاجبها ثم رفعت رأسها إليه ‏ ‏تدعوه فقالت يا ‏ ‏جريج ‏ ‏أنا أمك كلمني فصادفته ‏ ‏يصلي فقال اللهم أمي وصلاتي فاختار صلاته فرجعت ثم عادت في الثانية فقالت يا ‏ ‏جريج ‏ ‏أنا أمك فكلمني قال اللهم أمي وصلاتي فاختار صلاته فقالت اللهم إن هذا ‏ ‏جريج ‏ ‏وهو ابني وإني كلمته فأبى أن يكلمني اللهم فلا تمته حتى تريه ‏ ‏المومسات ‏ ‏قال ولو دعت عليه أن يفتن لفتن قال وكان راعي ضأن يأوي إلى ديره قال فخرجت امرأة من القرية ‏ ‏فوقع عليها ‏ ‏الراعي فحملت فولدت غلاما فقيل لها ما هذا قالت من صاحب هذا ‏ ‏الدير ‏ ‏قال فجاءوا بفؤوسهم ‏ ‏ومساحيهم ‏ ‏فنادوه فصادفوه ‏ ‏يصلي فلم يكلمهم قال فأخذوا يهدمون ديره فلما رأى ذلك نزل إليهم فقالوا له سل هذه قال فتبسم ثم مسح رأس الصبي فقال من أبوك قال أبي راعي الضأن فلما سمعوا ذلك منه قالوا نبني ما هدمنا من ديرك بالذهب والفضة قال لا ولكن أعيدوه ترابا كما كان ثم علاه
صحيح مسلم بشرح النووي

‏قولها : ** فلا تمته حتى تريه المومسات ** ‏
‏هي بضم الميم وكسر الثانية أي الزواني البغايا المتجاهرات بذلك , والواحدة مومسة , وتجمع على مياميس أيضا . ‏
‏قوله صلى الله عليه وسلم : ** وكان راعي ضأن يأوي إلى ديره ** ‏
‏الدير كنيسة منقطعة عن العمارة تنقطع فيها رهبان النصارى لتعبدهم , وهو بمعنى الصومعة المذكورة في الرواية الأخرى , وهي نحو المنارة ينقطعون فيها عن الوصول إليهم والدخول عليهم . ‏
‏قوله صلى الله عليه وسلم : ** فجاءوا بفؤوسهم ** ‏
‏هو مهموز ممدود جمع فأس بالهمز , وهي هذه المعروفة كرأس ورءوس والمساحي جمع مسحاة , وهي كالمجرفة إلا أنها من حديد ذكره الجوهري . ‏
جزاكى الله خيرا" وافادك علما" كثيرا"

أحمد اسماعيل
12-12-2007, 05:52 AM
ويبقى الامل



بارك الله فيك ويسر أمورك على تقديم هذا الشرح القيم للحديث

نجوى المصرية .... جزاك الله كل خير على الاضافة الطيب

دعواتى لكم جميعا بكل الخير

نور
12-14-2007, 09:19 PM
وإرجاع الأمر إلى طمأنينة النفس أو اضطرابها يدل على أن الله سبحانه وتعالى قد فطر عباده على السكون إلى الحق والطمأنينة إليه ، وتلك الحساسية المرهفة والنظرة الدقيقة إنما هي للقلوب المؤمنة التي لم تطمسها ظلمات المعصية ورغبات النفس الأمارة بالسوء
اللهم نور وجوهنا بنور الايمان
واجعل قلوبنا عامرة بالايمان
اختى الكريمة
ويبقى الامل
موضوع قيم ومميز
جزاك الله لك الخير
وجعله فى ميزان حسناتك
تقبلى ودى واحترامى

نور
09-21-2010, 06:44 PM
موضوع قيم ومميز
جزاك الله لك الخير
وجعله فى ميزان حسناتك
تقبلى ودى واحترامى

الوعد الصادق
11-30-2010, 07:20 PM
الغالية
بسمة امل
ربي بعطيكـٍ آ‘لف عآ‘فيهـ
وَبآركـ آلله فيكـِ وجعل طرحكـِ في ميآزين حسنآ‘تكـِ
وجزآ‘كـِ آلله عنآ‘ كل خير
دمتِ بـِخير

كمال بدر
12-01-2010, 06:01 AM
الأخت الفاضله

جزاكِ الله خيراً عن هذا الطرح الطيب المبارك إن شاء الله .