المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ..


همس الليالي
07-14-2010, 08:30 PM
http://www.samysoft.net/forumim/basmla/gfjfghjfg.gif












http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1230399236302548228_75bbd782ac_m.jpg



الدكتور منصور أبوشريعة العبادي
جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية







عندما يدرس الدارس الآيات القرآنية المتعلقة بقصص الأمم البائدة ويمعن النظر في الوصف القرآني للأماكن التي سكنها هؤلاء الأقوام يتوصل لحقيقة قطعية أن هذا الوصف لا يمكن أن يصدر عن بشر كسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لما فيه من معلومات دقة بالغة لا يمكن أن يفطن لها البشر خاصة إذا ما مروا بتلك الأماكن مرورا عابرا. ولقد أشار القرآن الكريم إلى أبرز أثر من أثار ثلاث أمم بائدة في سورة الفجر وهي عاد وثمود والفراعنة وذلك في قوله تعالى "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10)" الفجر.




فأما أبرز أثار عاد فهي مدينة إرم المجهولة وأما ثمود فقد اشتهروا ببناء بيوتهم في داخل صخور الجبال وأما الفراعنة فآثارهم معروفة في مصر.
وسنشرح في هذه المقالة وصف القرآن الكريم لآثار ثمود وهم قوم سيدنا صالح عليه السلام ونبين مدى دقة هذه الوصف لموقع مدينتهم وآثاراهم وذلك بالاستعانة بصور جوجل إيرث, فلقد بينت صور جوجل إيرث بما لا يدع مجالا للشك وجود مدائن صالح في واد متسع وأن هذا الواد يحتوي على كتل صخرية قام القوم بقطع ونحت هذه القطع الصخرية.
وبينت الصور كذلك مصدر الماء الذي حول هذا الوادي إلى واد خصب ينبت شتى أنواع المزروعات وذلك من خلال أودية عجيبة الأشكال تجلب الماء من الجبال المحيطة وتغذي بها رمال هذا الوادي دون أن تشكل منه سيولا تذهب إلى البحر هدرا بل تظهر كعيون ماء في مختلف أرجاء الواد.




وقد جاء ذكر ثمود في سور كثيرة من القرآن الكريم تبين آياتها جوانب كثيرة من قصة هؤلاء القوم مع الرسول الذي أرسل إليهم وهو سيدنا صالح عليه السلام كالمواعظ التي كان يعظهم بها والمعجزة التي أظهرها لهم ونوع العذاب الذي حل بهم.
وقد ظهرت ثمود بعد عاد وقبل قوم لوط وكذلك قوم شعيب وعلى هذا فإن أقل تقدير لفترة ظهورهم هو ما يزيد عن أربعة آلاف سنة من الآن حيث أن لوط عليه السلام هو إبن أخ إبراهيم عليه السلام وقد عاشا قبل أربعة آلاف سنة وهذا الترتيب لهؤلاء الأقوام قد ورد في قوله تعالى "وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89)".





http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1230397333goog1.jpg
تقع مدائن صالح كما تبين صور جوجل إيرث تماما على الخط الواصل بين المدينة المنورة ومدينة تبوك وهي على بعد ما يقرب من ثلاثمائة كيلومتر من المدينة المنورة ومائتي كيلومتر عن تبوك ومائة وخمسون كيلومتر إلى الشرق من مدينة الوجه الواقعة على البحر الأحمر وقد مر بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في طريقهم في غزوة تبوك في السنة التاسعة للهجرة







ومدائن صالح كما وصفها القرآن الكريم تقع في واد واسع يمتد من الشمال إلى الجنوب و يبلغ أقصى عرض له ما يقرب من خمسة عشر كيلومتر ثم يضيق وهو يتجه إلى الجنوب إلى أن يصل إلى أقل من كيلومتر عن مدينة العلا التي تقع إلى الجنوب من المدائن على بعد عشرين كيلومتر. ويحيط بهذا الواد سلاسل جبلية شاهقة فالسلسلة الغربية الشمالية من الواد يصل إرتفاعها إلى ألف وخمسمائة متر عن سطح البحر بينما يصل ارتفاع السلسلة الجنوبية الشرقية إلى ألف متر أما ارتفاع أرض الواد المنبسطة فيبلغ ثمانمائة متر عن سطح البحر. إن الشخص الذي يقف في مدائن صالح لا يمكن له أن يطلق على هذا السهل الواسع واديا بسبب عرضه البالغ ولكن الذي ينظر إليه من الجو ومن ارتفاع كاف يوقن بأن هذا المكان واديا كما هو واضح من صورة الجوجل إيرث المأخوذة من ارتفاع ثلاثين كيلومتر.





http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1230397410goog2.jpg
إن حدود الواد من الجهة الشرقية واضحة تمام الوضوح في صورة جوجل إيرث أما من الجهة الغربية فمعالم الحدود غير واضحة في الصورة بسبب التدرج في إرتفاع الأرض.








إن الأمطار التي تسقط على سلسلة الجبال المحيطة بمدائن صالح تتجمع تحت رمال هذا الواد العظيم فتخرج على شكل ينابيع في أماكن مختلفة من الوادي استخدمها قوم صالح لزراعة مختلف أنواع المزروعات وخاصة النخيل منها.

ولا زال هذا الوادي واديا خصبا وفير المياه يستخدمه أهالي تلك المنطقة لإنتاج مختلف أصناف الثمار فقال عز من قائل واصفا ذلك الوادي في كتابه الكريم "كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145) أَتُتْرَكُونَ فِيمَا هَا هُنَا آمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158)" الشعراء.




http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1230397442goog3.jpg
إن حدود الواد من الجهة الشرقية واضحة تمام الوضوح في صورة جوجل إيرث أما من الجهة الغربية فمعالم الحدود غير واضحة في الصورة
بسبب التدرج في إرتفاع الأرض.



http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1230397510goog4.jpg
وتظهر في الصورة التالية مدينة العلا والواحات المحيطة بها والتي تقع أسفل الوادي وتسقى بالماء الذي يجمعه الوادي تحت رماله من الجبال المحيطة به في الوقت الحالى مما يدل على أن هذا الوادي كان قبل ما يزيد عن أربعة آلاف سنة بأكمله واحة خضراء مملؤة بالقصور المبنية في السهول والبيوت المنحوتة في الصخور.







إن هذا الوادي الممتد والسهل يحتوي على كتل صخرية كبيرة وكثيرة موزعة في أرجاء أرض الوادي وقد يصل إرتفاع هذه الكتل إلى عدة عشرات من الأمتار عن سطح أرض الوادي. وقد قام القوم بنحت هذه الكتل الصخرية لبناء مساكن وقصور لهم في غاية الاتقان والجمال مصداقا لقوله تعالى "وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76) فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79)" الأعراف.





http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1230397591goog5.jpg
http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1230397622goog6.jpg
وتظهر الصور التالية المأخوذة من جوجل إيرث بعض الكتل الصخرية المنتشرة في أرجاء الوادي ككتل مجتمعة أو متفرقة وتقول كتب التفسير أن الله سبحانه وتعالى قد أخرج من أحدى هذه الكتل الصخرية ناقة عظيمة كمعجزة لثمود تثبت صدق صالح عليه السلام. ومما يلفت النظر في تركيبات هذه الصخور أنها تظهر على شكل كلمات مكتوبة بالخط العربي وذلك بسبب أنها تأتي على شكل حزم من الصخور المستطلية وبأطوال مختلفة. وأود أن أذكر القارئ الذي يحب أن يشاهد هذه الأشكال من جوجل إيرث أن يقلب الصورة بحيث يجعل إتجاه الشمال إلى أسفل كما هو واضح في المؤشر في أعلى يمين الصورة التالية.



http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1230397013302548228_75bbd782ac.jpg
http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/12303970962773728201_be4ba6a9fc.jpg
http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/12303971592981125987_2ebef9331d.jpg
http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/12303972913045626592_2bb2333cab.jpg
وتظهر الصور بعض البيوت والقبور التي نحتها قوم ثمود في هذه الصخور مما يدل على ما أتاهم الله من قوة ومهارة ولكن هذه البيوت المحصنة لم تحمهم من عذاب الله بعد أن كذبوا نبيهم صالح عليه السلام وقاموا بقتل الناقة التي خلقها الله من الصخر والتي هي معجزة باهرة وكافية لاقناعهم بصدق نبيهم






وصدق الله العظيم القائل "وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68)" هود. ولا زالت هذه المساكن الرائعة مهجورة لا يسكنها أحد مصداقا لقوله تعالى "وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58) وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59)" القصص.

ملكة بإحساسي
07-14-2010, 08:51 PM
الغالية همس الليالى ... تسلم يمنــآك لروعه ماطرحته
جزآآآك الله خير واسعد قلبك
الله يعطيك العافيه بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
شكري وتقديري لكـ
http://abeermahmoud07.jeeran.com/806-Allah-AbeerMahmoud.gif

همس الليالي
07-15-2010, 06:35 PM
أمـــــــل
نورتي متصفحي
نور الله قلبكِ بالإيمــان وطاعة الرحمن
http://www.9orh.net/uploads/images/9orh-0e0b02a7fc.gif

أحمد اسماعيل
07-15-2010, 09:17 PM
طرح قيم جدا



همس الليالى .. رائع الطرح



اسعدك الله وكتب لك السلامة

دعواتى لك بالصحة والعافية

الوعد الصادق
07-16-2010, 04:41 PM
الســــلام عليكم


طــــــــــرح أكثر من رااائع وقيــــــــم
بارك الله فيــــــك
وجزاك الله خير الجزاء
وأنالك الله ماتتمنى بالدنيا والأخره
واثابك الله وجعلها بميزان حسناتك
دمت في حفظ المـولى

http://i39.tinypic.com/333in8h.jpg

همس الليالي
01-07-2011, 12:08 AM
حياكم الله

كمال بدر
01-07-2011, 03:27 AM
الأخت الفاضلة

جزاكِ الله خيراً عن هذا الطرح الطيب المبارك إن شاء الله .