شبكة صدفة

شبكة صدفة (http://www.aadd2.net/vb/index.php)
-   الشعر العربى القديم والحديث (http://www.aadd2.net/vb/forumdisplay.php?f=21)
-   -   ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ (http://www.aadd2.net/vb/showthread.php?t=71400)

لمسة دفء 03-01-2010 09:44 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
يلعقُ المطرُ
جسدكِ..
ياه..
كيف لا يغارُ العاشق
4/6/1991 بغداد
*
أمامَ المرآةِ
كان المطرُ
يتساقطُ على النافذةِ
وأنا كنتُ ألملمُ نهاياتِ الضفيرةِ
.. عن دموعِ المشط
1991 بغداد
*
الفتياتُ
يحملنَ المظلات
خشيةَ البلل
لذا…
يزعلُ المطرُ..
ويرحل
13/9/1991 بغداد
*
قطراتُ المطرُ
تتسلّلُ تحتَ قميصكِ
تلحسُ عسلَ حلمتيك
وأنا أمام زجاجِ النافذةِ
ألحسُ دموعَ المطر
4/6/1991 بغداد
*
مَنْ يغسلُ للمطرِ ثيابَهُ اللازورديةَ؟
إذا اتسختْ بغبارِ المدينةِ
وأين ينامُ إذا رحلتِ السحبُ؟
وتركتهُ وحيداً، ملتصقاً
على زجاجِ النوافذ المغلقة
وحين يفكّرُ بمصاحبةِ امرأةٍ…
مَنْ ستتسكّعُ معه في الشوارعِ؟
وتتحملُ بروقَهُ ورعودَهُ؟
……
………
واضعاً يدَهُ على خدهِ
ويفكّرُ في غربةِ المطر
3/10/1993 عمان
*
أيها المطرُ..
إبقَ في الشوارعِ نزقاً
كالقططِ والأطفالِ
ابقَ على الزجاجِ لامعاً
منساباً كقطراتِ الضوءِ
ولا تدخلْ في معاطفِ الأثرياء
إلى المحلاتِ
خشيةَ أن تتلوّثَ يداكَ البيضاوان
بالنقود
4/6/1991 بغداد
*
المطرُ أبيض
وكذلك أحلامي.
ترى هل تفرّقُ الشوارعُ بينهما؟
المطرُ حزين
وكذلك قلبي
ترى أيهما أكثر ألماً..؟
حين تسحقهما أقدام العابرين
4/6/1991 بغداد
*
أيها المطرُ
يا رسائلَ السماءِ إلى المروجِ
علمني كيف تتفتقُ زهرةُ القصيدةِ
من حجرِ الكلام
1991 بغداد
*
حين يموتُ المطرُ
ستشّيعُ جنازتَهُ الحقولُ
وحدها شجيرةُ الصبير
ستضحكُ في البراري
شامتةً من بكاءِ الأشجار
4/6/1991 بغداد
*
المطرُ يعبرُ الجسر
المواشي تعبرُ الجسر
الغيومُ تعبرُ الجسر
الحافلاتُ تعبرُ الجسر
أيها الجسرُ – يا قلبي –
إلى مَ تبقى منشطراً على النهر
ولا تعبر الضفةَ الثانية
4/6/1991 بغداد
*
أيها المطرُ
– يا صديقي المغفّل –
حذارِ من التسكّعِ على أرصفةِ المدنِ المعلّبةِ
ستتبدّدُ – مثلي – لا محالةً
قطرةً، قطرةً
وتجفُّ على الإسفلتِ
لا أحد يتذكركَ هنا
وحدها الحقولُ البعيدةُ
ستبكي عليك




لمسة دفء 03-01-2010 09:45 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
عائداً...
من غبارِ الحربِ
بقلبٍ مجرّحٍ
وذراعين من طبولٍ وذهب
حالماً بشفتي كليتمنسترا، العسليتين
اللتين كانتا في تلك اللحظة
تذوبان على شفتي عشيقها ايجستوس
ليلةً، ليلة
عندما فتحَ البابَ
رأى في دبقِ شفتيها
الآفَ الجثثِ التي تركها في العراء
فتذكر
أنه نسي أن يتركَ جثتَهُ هناك .




لمسة دفء 03-01-2010 09:45 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
ما أسرع ما غادرتُ حدائقَ اللعبِ لأبيعَ السجائر
ما أسرع ما ضاقَ علي قميصُ المدرسة، ليعلّقني مسمارُ الوظيفة،
من ياقتي
ما أسرع ما كلّلتْ ثلوجُ السنواتِ الحامضة، مروجَ شعري،
فتأبطني موظفُ التقاعدِ، إلى الغروبِ
وأضابيرِ الأطباءِ
ومقاهي الندمِ
ما أسرعَ ما دقَّ جرسُ رحيلها
وأنا لمْ أكملْ بعدُ، أبجديةَ أنوثتها
فدرّسوني شخيرَ اللغة
ما أسرعَ ما أنفضَّ الحفلُ
لأبقى وحيداً.. في حانةِ القصيدة
طافياً على رغوةِ التصفيق
ما أسرعَ ذلك
ما أسرعَ ما مرَّ ذلك
إلى حدِّ أنني أخشى
أن أفتحَ قبضتي، لأصافحكِ
فتفلتُ السنواتُ الباقية




لمسة دفء 03-01-2010 09:46 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
بينما كان يلقي محاضرتَهُ..
في القاعةِ المحتشدةِ
كانوا هناك
يفصّلون جثتَهُ على مقاسِ التقاريرِ الواردةِ
ويتركون ما تبقى من دمهِ
في ثلاجةِ العائلة
حين ترجّلَ من المنصّةِ
وسطَ موسيقى التصفيق
تحسّسَ عنقه
لمْ يجدْ غيرَ فراغٍ مهولٍ
وثمةَ حزٌّ طويلٌ، ما زال ندياً فوق ياقتهِ
ركضَ هلعاً إلى الجمهور…
مستنجداً بالكراسي… الفارغة
متعثّراً بقهقهات الصدى
………
…………
لا أحدَ،
غير حارسٍ عجوزٍ
كان يهذي
عن رجلٍ مخبولٍ
شاهده – قبل قليل –
يبحثُ…
بين المقاعدِ
عن رأسهِ المقطوع




لمسة دفء 03-01-2010 09:46 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
الجندي، الذي نسي أن يحلقَ ذقنَهُ
ذلكَ الصباح
فعاقبهُ العريف
الجندي القتيلُ، الذي نسوه في غبارِ الميدان
الجندي الحالمُ، بلحيتهِ الكثّة
التي أخذتْ تنمو
شيئاً، فشيئاً
حتى أصبحتْ ـ بعد عشرِ سنوات ـ
غابةً متشابكةَ الأغصانْ
تصدحُ فيها البلابلْ
ويلهو في أراجيحها الصبيانْ
ويتعانقُ تحت أفيائها العشاقْ
..........
................
الجندي..
الذي غدا متنـزهاً للمدينة
ماذا لو كان قد حلقَ ذقنَهُ، ذلك الصباح




لمسة دفء 03-01-2010 09:46 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
النجومُ، التي يتوهمها المطبعيُّ، حروفاً متناثرةً على أديمِ الليل.
النجومُ، التي يراها المدفعيُّ، دموعَ الأراملِ التي سيخلّفها بعد كلِّ قذيفة
النجومُ، التي يحسوها السكّيرُ، حبيباتٍ طافيةً من الذكرياتِ المرّة
النجومُ، التي يتلمّسها السجينُ، سجائرَ مطفأةً في جلدهِ
النجومُ، التي تمسحها العاهرةُ، بقايا الفحولاتِ المنطفئةِ بين فخذيها
النجومُ، التي يتأمّلها العابدُ، رذاذَ ماءِ الوضوءِ
على سجادةِ الكون
النجومُ...
دموعنا المعلّقةُ - بالدبابيسِ - في ياقةِ السماء
ترى أين تختفي
عندما تفتحين نافذتكِ.. في الصباح




لمسة دفء 03-01-2010 09:47 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
على قوسِ الصباحْ
تنشرُ المرأةُ
غسيلَ أيامها
تتلمسُ ثيابَهُ المبقّعةَ بغبارِ الحربِ
ونعاسَ شرشفها الفاضح
فجأةً.......
تختلسُ النظرات
لسطحِ جارتها
وهي تشرُّ ثيابها السود
فتمسكُ قلبها، بيديها
- كليمونةٍ معصورةٍ -
وتهبطُ مسرعةً
الى غرفةِ النومِ
متشبّثةً بعنقِ زوجها
وهو يفركُ عينيه
مذهولاً
لمرآى زوجته....
........ بالثيابِ السود




لمسة دفء 03-01-2010 09:47 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
أفتحُ ثلاجةَ أحزاني
أخرجُ قنينةَ عرق
وأشربها كلها
نخبَ أصدقائي المهاجرين
عبرَ الأنفاقِ
بلا وطنٍ
ولا سجائر
ولا جوازات سفر
أرفعُ أنخابَهم كأساً، كأساً
أو جثةً، جثةً
وحين أسقطُ على الرصيفِ
من الثمالة
سيحملونني – في توابيتهم –
إلى البيت




لمسة دفء 03-01-2010 09:47 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
مرتْ مفرزةُ الإعدامْ
أمامَ نافذتها
فاختلجَ قلبها، كعصفورٍ مبللٍ بالزئبقْ
- إلى أين يسرعون بخطاهم الحديدية!؟
تناهى إلى سمعها
الإيقاعُ الأسودُ
يرتقي السلالمَ
درجةً، درجةً
- لقد أخذوه قبل عام!...
…………
………
توقفتْ جزماتهم – فجأةً –
أمامَ بابِ شقتها
فتوقفَ نبضُها المتسارعُ
وتساقطتْ عقاربُ الساعةِ، من معصمها،
كطيورٍ ميّتةٍ، على السجادةِ
- ما الذي جاؤوا يفعلونه الآن!؟
………………………
………………………
طَرَقوا البابَ
مدّتْ أصابعها المرتعشةْ
وحين أدارتْ المقبضَ صارخةً
انفتحتْ عيونُ الجيرانِ، تحملقُ مذهولةً
لوجهها الشاحبِ
وهي تسألهم بفزعِ
ترى أين ذهبوا....؟!!




لمسة دفء 03-01-2010 09:48 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
كلما سقطَ دكتاتور
من عرشِ التاريخِ، المرصّعِ بدموعنا
التهبتْ كفاي بالتصفيق
لكنني حالما أعود الى البيتِ
وأضغطُ على زرِ التلفزيون
يندلقُ دكتاتورٌ آخر
من أفواهِ الجماهيرِ الملتهبةِ بالصفيرِ والهتافات
.. غارقاً في الضحكِ
من سذاجتي
التهبتْ عيناي بالدموع




لمسة دفء 03-01-2010 09:48 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
لأنَّ الشمسَ
ظلتْ نائمةً إلى الضحى
في سريرِ الإمبراطورْ
لمْ تستيقظ المدينةُ – هذا الصباح –
غير أن السجينَ المشاكسَ
مدَّ أظافرَهُ الطويلةَ الحادةَ
– عبرَ القضبانِ –
ووخزَ جسدَها الأرجوانيَّ
فاندلقَ دمُها،
ساخناً
فوقَ كوّةِ زنزانتهِ
وأضاءَ العالم




لمسة دفء 03-01-2010 09:48 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
أمامَ النافذةِ
طفلٌ يلحسُ البوظا
ملتذاً،
بلسانهِ الأبلق
خلفَ النافذةِ
رجلٌ يلحسُ فخذَ السكرتيرةِ الشقراء
بنظراتِهِ الشرهةِ
داخلَ النافذةِ
مخبرٌ قميءٌ يلحسني
مختبئاً، خلف ثقوبِ جريدتهِ
…………
……………
تسقطُ البوظا
على الرصيفِ
فيبكي الطفلُ
تسوّي الفتاةُ تنورتها
– خلف الآلةِ الكاتبةِ –
فيرتبكُ الرجلُ
تعصفُ الريحُ بالجريدةِ
فيطيرُ الحمامُ
لكنَّ النافذةَ
تبقى مفتوحة




لمسة دفء 03-01-2010 09:49 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
معادلةٌ صعبةٌ
أن توزّعَ نفسكَ بين فتاتين
بين بلادين
من حرسٍ وأناناس
بينهما، أنتَ ملتصقٌ بالزجاجةِ
في حانةٍ، تتقافزُ فيها الصراصيرُ
كانتْ لكَ الكلماتُ، الطريقَ إلى النخلِ..
من أين جاؤوا بأسوارهم
فانتحيتَ، تراقبُ
ضوءَ الصواري البعيدةِ
يخبو ، ويصعدُ
بين الشهيقِ، وبين الزفير
............
.............
معادلةٌ مرّةٌ
أن تظلَّ كما أنتَ
ملقىً على الرملِ
ترسمُ أفقاً، وتمحوهُ
برقاً، وتجلوهُ
إنَّ السماءَ القريبةَ، أشهى
السماءَ البعيدةَ.. أبهى
لكن أحذيةَ الحرسِ الملكيِّ
ستحجبُ عنك فضاءَ الحنينِ المعرّش
ما بين أزهارِ قلبكَ، والنافذة
............
.............
معادلةٌ صعبةٌ
أن أبدّلَ حلماً، بوهمٍ
وأنثى،.. بأخرى
ومنفى، بمنفى
وأسألُ:
أين الطريق!؟




لمسة دفء 03-01-2010 09:50 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
على شرفةٍ
من شذاً ونوارس..
ينحدرُ البحرُ
هل قلتُ: ينحدرُ البحرُ نحو رمالكِ
ما بيننا وطنٌ لا يؤوبْ
سفنٌ كالندوبْ
... على صفحةِ الماءِ
كفي وكفُّكِ تَرتعشانِ من البردِ
هل قلتُ: إنّا غريبان، في المدنِ الطحلبيةِ
نبحثُ عن نخلةٍ
لتظلّلَ أحلامنَا، في اليباسِ الأخيرِ
ما لهمْ واجمون إذن؟
.................
............
..............
المقاعدُ خاليةٌ
في الصباحِ
يلاصقنا البحرُ
نرسمُ فوقَ الرمالِ بلاداً
فيمسحها الموجُ
هل قلتُ: أحذيةَ العابرين
وأحلمُ..
فيروز ناعسةُ كالرذاذِ
على شفتيكِ
تذوبان
في شفتي
وأسكرُ...
هل قلتُ : إنكِ أكثر صدقاً من البحر




لمسة دفء 03-01-2010 09:50 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
السماءُ التي ظلّلتْ أرضَنَا
والمنافي التي أرّختْ جرحَنَا
سأقولُ لها
كلما طردتني بلادٌ
وساومني صاحبٌ
اتكأتُ على صمتي المرَّ...
أبكي الذي فاتَنَا




لمسة دفء 03-01-2010 09:51 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
منـزوياً، وحزينْ
بين مئاتِ الكتبِ المرصوفةِ
مَنْ يتلفّتُ نحوكَ يا ابن الصائغ..!؟
والناسُ أمامَ زجاجِ المكتبةِ اللمّاعِ
يمرّونَ بحزنِكَ ـ دونَ مبالاةٍ ـ
قدْ تتصفحُ إحداهنَّ أغانيكَ على عجلٍ
يتقافزُ قلبُكَ بين أناملها...
هاهي ـ كالحظِّ ـ تقطّبُ في وجهكَ..
تبتاعُ "دليلَ الطبخِ"
.... وتمضي
ويضيقُ أبو المكتبةِ الكهلُ، بديوانكَ...
يرميكَ بقاعِ المخزنِ
تبقى بين الأكداسِ الصفراء، المنسيةِ،
منذ سنين...
تحلمُ....
بالواجهةِ اللمّاعةِ،
بالنظراتِ،
وبالمارين
فتبكي أيامكَ....
ثم تموتُ..
بصمتْ !
21/2/ 1985 السليمانية
********




لمسة دفء 03-01-2010 09:51 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
في ضجيجِ الطبولْ
لكَ أنْ تنتحي
جانباً
وتؤجّلَ ما.... ستقولْ
28/6/1985 السليمانية
************




لمسة دفء 03-01-2010 09:51 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
تتمطى المدينةُ, في الفجرِ
ناعسةً،
بثيابِ الضبابِ الشفيفةِ,
والكسلِ العذبِ....
تفتحُ شبّاكَها
لرذاذِ الصباحِ اللذيذ
وإذا انشغلتْ بتأملِ لغطِ العصافيرِ فوق الغصون
وأحسّتْ دبيبَ الشوارعِ بالعابرين
سوف تحملُ مسرعةً،
.. يومها
.. وحقيبتها
وتضيعُ بموجِ الزحامْ
………
………
في المساءِ الأخيرِ,
ستجلسُ متعبةً
قربَ مصباحها
وتشيّعُ فوق رصيفِ انكساراتها، آخرَ الراحلين
وتمسحُ عن فخذيها بقايا المساء
ستحصي مرارتها, والنقودَ
ورجْعَ غناءِ السكارى على بابها
لذلك كانتْ تغطي تجاعيدها بالمساحيقِ,
والدمعةِ الذابلةْ
وتذوبُ أمام المرايا..... بطءْ
27/1/1986 بغداد
*********




لمسة دفء 03-01-2010 09:52 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
تومضُ
في سطحِ الفندقِ، نجمةُ روحي...
أو تخبو
في صحنِ رمادِ الغربةِ، والكلماتْ
وعلى حبلِ غسيلِ الأحلامِ، نشرتُ قميصي المبتلَّ وقلبي
تخفقُ في أحزانهما الريحْ...
قلتُ: سأهبطُ للشارعِ
أذبحُ نصفَ الليلِ بقنينةِ خمرٍ مغشوشٍ,
أو حبٍّ مغشوشٍ – لا فرق –
أو أبحثُ عن أيِّ كتابٍ ينسيني قملَ الفندقِ
والضحكاتِ الفجّةَ عبرَ الحائطِ
فالنومُ صديقٌ لا يأتي في أوقاتِ الشدّةِ والحزنِ
وآخرُ امرأةٍ في الشارع
فتحتْ بابَ التكسي,...
تعلكُ ضحكتها
وتوارتْ
بين الرغباتِ
وبين الأضواء
وسكارى الباراتِ انسلوا
لا شيء سوى الريحِ، ووجهي...
في مرآةِ الفندقِ أبصرتُ شحوبَ الأشجارِ بغابةِ وجهي المنسيِّ,
تلمّستُ تجاعيدَ النهرِ، فنقّتْ ضفدعةٌ
لمْ أبصرْها في البدءِ...
نسيتُ على طاولةِ الفندقِ، آخرَ أشعاري
وترددتُ بفتحِ الباب...
فمَنْ يمكن أنْ يأتي
- في آخرِ صمتِ الليلِ -
سوى الذكرى
والريح...
... الطَرَقاتُ على البابِ
الطَرَقاتُ...
الطَرَقاتُ...
ورائحةُ القدّاحِ المتوهجِ، تفضحُ خطوَ امرأةٍ
تتقدمُ ساهمةً بقميصٍ شفافٍ
قلتُ: لعلّكِ – سيدتي – ... أخطأتِ الرقمَ...
ابتسمتْ...
لا أحدٌ يخطيءُ في الحبِّ...
سيدتي
لا أحدٌ...
………
………
لا أحدُ…
………
………
(.......
مَنْ تلك المجنونةُ،
تطرقُ بابَكَ
في هذي الساعةِ،
من منتصفِ الكأسْ!؟…)
قد يحدثُ أنْ تتوهمَ حتى في وهمكَ……
………
………
لكني أبقى – من فرجةِ نافذةِ الفندقِ –
ألتصُّ النظراتِ, وحيداً
ألهثُ,
مصلوبَ الأنفاسْ
يقفزُ قلبي بين عيوني في الظلمةِ
أرهفُ سمعي, والقلبَ
لعلَّ امرأةً قادمةً...
... في الممشى
19/2/1985 السليمانية
************




لمسة دفء 03-01-2010 09:53 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
(1)
ورقة ساقطة من الطلاسم
كيف يا ربُّ... خرجنا من تبوكْ
ووقفنا – كالمساكين – بأبوابِ الملوكْ
كيف بدّلنا الرماحَ السمهرياتِ بأوراقِ الصكوكْ
إنْ تكن
تدري...
فأني
لستُ
أدري...!
26/6/1985 السليمانية
*
(2)
حادثة مبكرة جداً
في زمانٍ قديمْ
بينما كنتُ أبحثُ عن دفترٍ أبيضٍ
للكتابةْ
عثرتُ على جثةٍ للقصيدةِ
مرميةٍ
في الطريقْ...!
29/6/1985 جوارتا – السليمانية
*
(3)
أفق
قلْ:
ما أوسعَ أفْقَ العالمْ
بلْ
قلْ:
ما أضيقَ صدرَ الإنسانْ
26/3/1986 بغداد
*
(4)
"....."
غابةٌ يابسةْ
وصبيٌّ عنيدْ
يجمّعُ ألواحَها،
ويفرّقُها
يبتني منـزلاً،
ويهدّمهُ
جسراً، ويهشّمهُ
........
.......
......
غابةٌ مورقةْ
وصبٌّي قتيلْ
10/5/1986
*
(5)
أحتمالات
هكذا تنتهي
زقزقاتُ المطرْ..
زَغَبٌ أخضرٌ..
أو حجرْ
10/8/1985 في الطريق إلى بغداد
**********




لمسة دفء 03-01-2010 09:53 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
بين الكرسيِّ المكسورِ، وطاولةِ القلب
فكّرتُ بحالِ الشعرِ، وحالي
ما جدوى أنْ تَسَعَ العالمَ
في بيتٍ شعريٍّ
وتعيشُ بلا بيتٍ
ما جدوى أنْ تحتضنَ الفتياتُ دواوينَكَ
لكنكَ لنْ تحضنَ، في آخرةِ الليلِ…
سوى الأحلامْ
ما جدوى أنْ يتصدرَ أسمُكَ أعمدةَ الصفحاتِ..
ويعرفكَ القرّاءْ
لكنكَ حينَ تمرُّ أمامَ المطعمِ
لنْ يعرفَ منك سوى بنطالٍ رثٍّ
يجلسُ – كلَّ مساءٍ – منعزلاً، قلقاً
لا يجرؤ، أنْ يطلبَ…
أكثرَ من صحنِ حساءْ
الثانية بعد منتصف الليل 28/6/1985 جوارتا – السليمانية
***********




لمسة دفء 03-01-2010 09:54 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
هدأتْ
زوبعةُ العطرِ،
على المقعدِ
عشرُ أنامل،
من بلورٍ، حائرةٌ
حطّتْ فوق حقيبتها
وابتدأ العالمُ يلهثُ..
……………
………………!
تتململُ
إذْ تضبطني، أتلصّصُ مرتبكاً
تسحبُ للأسفلِ،
تنورتها الضيقةَ المحسورةَ، عن ساقيها
في خجلٍ,
أو ضيقٍ
…………
……………!
(– هل تسمحُ، سيدتي،
لو…….)
كانتْ عيناها – عبرَ زجاجِ الباصِ –
تجوبان، الأوجهَ،
والأضواءَ،
الأسواقَ،
محلاتِ التجميلِ
وقد تتوقفُ – دون مبالاةٍ –
في وجهي…
…………
……………!
(– … كأساً أخرى.. سيدتي؟
ندلفُ للمشتلِ
ملتصقين، ومحترقين، من الوجد
– احترقي يا أيامَ الوحشةِ والبرد –
نختارُ – بعيداً عن صخبِ الناسِ،
بعيداً تحت ظلالِ الشجرِ المتشابكِ –
مصطبةً فارغةً..)
…………
……………
…………
– …… سيد… تي…!!
كانَ الباصُ، يحشرجُ،
في الموقفِ،
مرتجفاً
وأنا كنتُ، لوحدي…
23/11/1984 السليمانية
*********




لمسة دفء 03-01-2010 09:54 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
الأَسِرّةُ غربةْ
والمنافيَ جوعْ
وزّعتني الأَسِرّةُ – لا فرقَ –
أو شتَّتَتْني القصائدُ
بين المحطاتِ، والكتبِ المستعارةِ
بين ثيابِ النساءِ القصيرةِ، والضحكةِ المستعارةْ
الأَسِرّةُ شبهُ وطنْ
الأَسِرّةُ نصفُ وطنْ
الأَسِرّةُ نصفُ عواءْ
الأَسِرّةُ..، عمري الموزّعُ
بين الفنادقِ، والقريةِ – الحلمِ
… بين الخنادقِ، والوطنِ – الحلمِ
(لا حلمَ..! في زمنِ اللوعةِ المستعارة)
والقصائدُ نزفْ
………
…………
(على الطاولةْ
ورقٌ، ودمي..
تجلسُ امرأةٌ،..
تتسلى بصبغِ أظافرها..
أتسلى بصبغِ القصيدةِ..
… أو
بالنـزيفْ)
………
…………
البكاءُ أسِرّةْ
الجنونُ أَسِرّةْ
النساءُ أَسِرّةْ
والرجالُ.. مطرْ
(قميصكِ، هذا اللئيمُ الذي لا يبوحُ
قميصكِ، هذا اشتعالُ المرايا
فكيفَ سأتركهُ
في السريرِ وحيداً
وأمضي وحيداً…)
*
هامش (1)
مَنْ ذا يعيدُ إليَّ سريرَ الطفولةِ
والأنجمَ الحالماتِ…،
وهدهدةَ الأمِ…،
مَنْ ذا…!؟

غرّبتني الأسِرّةُ.. أو
غرّبتنا الليالي معاً…
أفي كلِّ يومٍ، سريرٌ جديدٌ
ومنفى…
وجوعْ
أفي كلِّ يومٍ،.. سأوقدُ نفسَ الشموعْ
وأطفئها بالدموعْ
شمعةً..
شمعةً
.... وأنامْ
*
هامش (2)
إذا ما تعبتَ من الوهمِ..
أو أتعبتكَ دروبُ الزمانْ
إذا شتَّتكَ النساءُ..
إذا رفضتكَ الجرائدُ والأصدقاءُ..
إذا ما تذكّرتَ أنّكَ...
لا تملكُ – الآن – بيتاً، ولا شرشفاً
فنمْ .. في عراءِ الرصيفْ
التحفْ حلمَكَ الشاعريَّ
ولا تستدنْ حلماً أو سريراً ذليلاً..
من الآخرينْ
6/5/1986 بغداد
***********




لمسة دفء 03-01-2010 09:55 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
رغبةٌ عارمةْ
لذةٌ من جنونْ
.. وانكسارُ مرايا
رغبةٌ كاللهاثِ على جسدٍ أو حجرْ
لذةٌ كالنصالْ
..........
هكذا، والدقائقُ جمرْ
هكذا، والشوارعُ خاليةٌ من خطى امرأةٍ
.. أو ظلالْ
هكذا، أطفأََ الرغبةَ المستريبةَ، بالحلمِ
ثم انطفا
لاهثاً
منهكاً
فوق صمتِ الأريكةْ
.....
.....
بعد عشرِ ثوانٍ
على موتهِِ
جرسُ البابِ يُقرعُ...
... ها أنّها قادمة...!
11/10/1986 بغداد
************




لمسة دفء 03-01-2010 09:55 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
تتمايسين كسنبلةْ
وأنا سكونُ الصخرِ – في المنفى –
وموتُ الأسئلةْ
الريحُ مرّتْ، لا مباليةً
وقلبي لمْ يعدْ تشجيهِ أوراقُ الخريفِ الذابلةْ
ما عاد يشعلهُ انحسارُ قميصكِ الشفّافِ..
.. عن تلك التلالِ المذهلةْ
أنا يا صديقةُ..، لمْ أزلْ
متغرّباً، تحت النوافذِ
في المدائنِ ضيّعتني،
في أزقّةِ ذكرياتكِ…
تحت أحلامِ الرموشِ المسبلةْ
قيثارتي روحي..
شددتُ بها
أعصابي المتآكلةْ
لاشيء عندي غير موّالٍ حزينٍ
.. ضيّعتهُ الجلجلهْ
فلمنْ أغني..!؟
والستائرُ مُسدلهْ
والشارعُ الملغومُ بالخطواتِ
نامَ على رصيفِ المقصلةْ
وصديقتي قد فضّلتْ فيْلمَ المساءِ..
على جنونِ قصائدي
وخطى اشتهائي المثملةْ
فلمَنْ أغني..؟!
مَنْ أغني..!؟
.. تلك روحُ المشكلةْ
30/5/1985 جوارتا – السليمانية
**********




لمسة دفء 03-01-2010 09:56 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
كنتَ تمتدُ…
بين المدينةِ، والحلمِ
بين القرى، والبساتين
جذعاً نحيلاً من العمرِ
كمْ عبرتكَ خطى العابرين
وتفرحُ إذْ تبصرُ الناسَ، تمضي إلى شغلها
تتحدّثُ…
أو تتلصّصُ للفتياتِ الجميلاتِ
أو تتدافعُ في زحمةِ الآهِ
أو تشتكي
أنتَ لمْ تشتكِ مرةً…
وقْعَ أقدامهم،
فوق أضلاعِكَ الناحلةْ
*
أنتَ شقَّقكَ العطشُ- القيظُ
ترنو إلى النهرِ يسقي البساتينَ والناسَ…
كمْ هي أظمتكَ هذي المياهُ التي
تترقرقُ تحتكَ..
منسابةً، في برودٍ لذيذْ
فإذا ما هممتَ بأنْ تحتسي قطرةً
انكسرتَ..
على الجرفِ،
منقطعاً، ووحيداً
وعافتكَ..
– آهٍ – ..
خطى العابرين، إلى آخرٍ…..
سوف تبنيهِ…
.... جسراً جديداً
*
………
…………
بلا ضجةٍ..
ستموت
ويجرفكَ الموجُ،….
نحو النهاياتِ..
.. يا صاحبي..
7/6/1985 السليمانية - جوارتا
*********




لمسة دفء 03-01-2010 09:57 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
دائماً…
عند كشكِ المحطاتِ
أبتاعُ تذكرتين
دائماً، كنتُ أرنو لمقعدها الفارغِ
للحكايا التي كنتُ أعددتُها للطريقِ الطويلْ
دائماً، كنتُ أجلسُ ملتصقاً، قربَ نافذةٍ
في القطارِ المسافرِ، وحدي
وأتركُ
فوقَ
رصيفِ المحطةِ…
… تذكرةً ذابلةْ!
28/6/1985 جوارتا – السليمانية
*********




لمسة دفء 03-01-2010 09:57 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
كنتُ أحدّقُ
من خللِ الأسطرِ –
في عينيها الزرقاوين
فيغرقني هذا اليمُّ الممتدُّ، إلى مرفأِ روحي الفارغِ إلاّ
من سفنٍ راسيةٍ للأحزانِ وأشرعةٍ مضغتها الريحُ…
وأبحرُ حيناً
من خللِ الجوعِ وخصلتها –
في أوراقي المنثورةِ
مجنوناً، بالضوءِ المرتعشِ الهابطِ من أبعدِ نجمٍ بسماواتِ بلادي..
حتى نافذة القاعةِ، حيثُ يعرّشُ حزني
- فوق القضبانِ -
وريقاتٍ بيضٍ،
من زهرِ القدّاحِ،
تنفّضُ عنها الطلَّ،
فترعشُ روحي……
(كانتْ تقرأُ أشعارَ نزار قباني..
وأنا اقرأُ ناظمَ حكمتْ
تتركُ خصلَتها، تتدلى، بدلالٍ
فوق الأوراقِ
وإذْ أنسى نظراتي، ساهمةً
تتأملُ ربطتها الورديةَ،
والعِقدَ الذهبيَّ المتأرجحَ
.. ما بين الزرِّ المفتوحِ…
.. وبين جنوني
تحدجني – دون مبالاةٍ – ثمَّ تتابعُ...
أتركُ روحي، تنـزفُ فوق الأوراقِ
وأحلمُ………)
ها أني مرتعشٌ،
ووحيدٌ،
كغريقٍ أتشبّثُ بالأهدابِ
فرفقاً - يا أمواجَ العينين الزرقاوين - بعدنان الصائغ،
هذا المثقوب الروح، كقاربِ صيّادٍ منسيٍّ
لمْ يصطدْ - منذُ سنينٍ –
غيرَ مواويلٍ، ودخانِ سجائر لفٍّ، ومجاعاتٍ…
ها أني، بين جنونِكِ والأسطرِ، منفيٌّ وحزينٌ…
(أتأملُ وجهي البائسَ، في مرآةِ القاعةِ
حين أراها تبسمُ لي……
فأقلّبُ جيبي المثقوبَ…
وأبسمُ…)
كيف سأدعوها للنـزهةِ في مشتلِ قلبي
وسمائي ممطرةٌ بالحزنْ
كيف سندلفُ للمقهى
لتناول كأسينِ
وأحشائي تصفرُ فيها الريحْ…
7/2/1985 السليمانية
********




لمسة دفء 03-01-2010 09:58 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
هدأتْ قاعةُ المكتبةْ
والضجيجُ المهذّبُ، والهمهماتْ
الفتاةُ التي ابتسمتْ
إذ دخلتُ
وكانتْ تبادلني النظراتْ
غادرتْ..
ها هو كرسيُّها فارغٌ مثلَ روحي..
وما عادَ ذو النظّارتينِ، المكبُّ على الأسطرِ الصفرِ
يسعلُ..
أو يرقبُ البابَ، منتظراً حلماً لا يجيء
والمقاعدُ
ما عادَ يربكها الازدحامُ الجميلُ..
وهمسُ التلاميذِ من خللِ الصفحاتْ
...........
........
تلفّتُّ..
كنتُ وحيداً، أمامَ الكتابِ الذي بعدُ لمْ ينتهِ
وكانتْ "موظفةُ الاستعارةِ"، ترمقُ ساعتَها
ثم ترمقني بارتباكٍ لذيذْ
…..
………..
……………

لمسة دفء 03-01-2010 09:59 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
إلى 1985 .. و"وارد بدر السالم"
"ستكون حياتُكِ خاويةً.. إذا لمْ تجربي يومياتنا.."
- وارد... -
……
وكمْ نتحسّرُ – في آخرِ العامِ..!؟
نبكي على السنواتِ التي ارتحلتْ
مثلما سوفَ نبكي على السنواتِ التي سوف تأتي
وكمْ نستعيدُ عذاباتها في المقاهي الكسولةِ...
حلماً بعيداً
تجرجرنا حسرةٌ نحو ساقِ فتاةٍ تمرُّ...
وأخرى،… إلى حانةٍ...
نتذكّرُ – من خللِ الكأسِ –
نزْواتنا, والحدائقَ...
يا ما لهوتَ وراءَ الجسورِ البعيدةِ
يا ما نصبتَ فخاخَ الهوى للبناتِ الغريراتِ..
يا ما ركضتَ...
ويا ما عبثتَ بلحيةِ جدِّكَ..
(... كمْ كانَ يعبثُ في شَعرِكَ الذهبيِّ
ويرنو إليكَ بحسرتِهِ, والمشيبِ...)
ويا ما...
وتذكرُ – بين الوظيفةِ (يا لرتابةِ ساعاتها المبطئاتِ!)..
وبين ضجيجِ صغارِكَ في البيتِ –
"قاطَكَ"
والشيبةَ البكرَ
والاندفاعَ اللذيذَ وراءَ الأغاني الرديئةِ والأصدقاء
وراءَ سرابِ الوظيفةِ والفتياتِ
وراءَ القصيدةِ والحلمِ..
يا للحماقاتِ...
يالي...
………
………
ستبصرُ...
إذ تدخلُ – الآنَ – "مقهى الزهاويِّ"
أيامَكَ القادماتِ:
انحناءَةَ ظهرِكَ,
تقطيبةَ النسوةِ العابراتِ,
دخانَ (النراجيلِ),
موتَ المروجِ الخصيبةِ,
وقتَ الدواءِ...,
………
………
فتبكي على عمرِكَ المتسارعِ
تبكي لوحدكَ...
في آخرِ العامِ...
ثمَّ……!
……..




لمسة دفء 03-01-2010 09:59 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
ما بين الطلقةِ, والطلقةِ
ثمةَ متسعٌ للحلمِ
ألا تجلسُ، سيدتي, فوقَ الهدبِ المتكسّرِ
- بعضَ الوقتِ -
أقاسمها أرقي
وأحدّثها عن نجمٍ مغتربٍ… يدعى قلبي
سافرَ بين جدائلها…
منذُ سنين…
وما زال وحيداً, يبحثُ في غاباتِ المدنِ المقهورةِ
عن عصفورتِهِ المجنونةِ
هل تكفي ما في جعبةِ هذا العالم من كلماتٍ
كي أكتبَ عن عينيكِ… وحزني؟
أمْ أشتلَ روحي زهرةَ قدّاحٍ في شَعرِكِ
هذا المنسابِ رخيماً،
متئداً،
مجنونَ العطرِ,
كنهرِ الكوفةِ…
ثم أموتْ!؟
هل تجلسُ فاتنتي…!؟
ـ خمسَ دقائق أخرى…
فالليلُ طويلٌ…
أطول من ليلِ العاشقِ, منتظراً
وجهَ الفارعةِ القامةِ،
يشرقُ مشتعلاً بالخجلِ القرويِّ…
- كعادتها –
حين تمرّ على دكّانِ أبيهِ
………
………
هل تفزعُ سيدتي…!؟
حين تمرُّ الطلقةُ من فوق الجفنِ
فتلملمُ أذيالَ الفستانِ الورديِّ
وتهرعُ راكضةً…
كغزالٍ مذعورٍ نحو الريحْ
فأصيحْ:
- اللعنة…أنْ تغتالَ الطلقةُ…
… حتى الحلمْ!
7/8/1983 بغداد




لمسة دفء 03-01-2010 09:59 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
في الليلِ،
كانتْ نجمةُ القلقِ الشريدةُ
تقتفي خطوي إلى بيتِ التي
منحتْ دمي هذا التوهجَ والجنونْ
كانتْ تقاسمني التسكعَ في الطريقْ
حتى إذا تعبتْ,…
ستتركني وحيداً…
بين نافذةٍ تضيءُ,
وزهرةٍ حمراء تذبلُ…
بين قلبي,
والقصيدةْ…
في الليلِ…,
أسترقُ الخطى
وأمرُّ كالقمرِ المغني
كالغريبْ
بين النوافذِ
والأزقّةِ
والسطوحِ النائمةْ
مالي، ونافذة تضيءُ… وتنطفي
مالي، وسيدة لها شَعرٌ من الأبنوسِ
توعدني
وتتركني ببابِ حديقةِ الأملِ المواربِ,
ذابلاً
وحدي، وزهر الياسمينْ
وحدي، ونجمة روحي البيضاء في ليلِ القصيدةْ
وحدي، أضيء!
23 آب 1984 كركوك
***********




لمسة دفء 03-01-2010 09:59 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
(1)
هل تبحثُ مثلي… في خارطةِ
الكلماتِ المنسيّةِ عن وجهكَ
هذا المغبرّ…
من التجوالِ…
وأتربةِ الغربةِ
أمْ تبقى تحت رذاذِ الحزنِ… وحيداً
- كشجيرةِ صفصافٍ يابسةٍ -
تتسكّعُ بحثاً عن امرأةٍ… تؤويكَ
بمنتصفِ العمرِ
تقاسمُكَ الرغبةَ في تهذيبِ العالمِ
بالكلماتِ
أو الموت، وحيدَين،…
على أرصفةِ الأشعارْ
أيّ بلادٍ تعرفُ حجمَ حنينكَ في هذا القبوِ المظلمِ
تعرفُ أنَّ الشرطي.....
في ساحاتِ العالمِ
يبقى أكثرَ ظلاً من كلِّ الأشجارْ
*
(2)
كلُّ همومِكَ... تغرقْ
كلُّ حروفِكَ... تغرقْ
كلُّ خرائطِ قلبِكَ... تغرقْ
حين تكون أمامَ عيونِ امرأةٍ زرقاء
فلا يطفو فوق الساحلِ غير جنونِكَ ...
والزبدِ الأزرقْ
*
(3)
أعرفُ أني سأموتُ, بدون رثاءٍ،
مجهولاً في أحدِ المنعطفاتْ
لكنَّ قصائدَ قلبي ستظلُّ
كجرحِ مسيحٍ –
تنـزفُ،
… فوق صليبِ عذاباتِ الفقراء
وتنمو،
كظلالِ اليوكالبتوز
بساحاتِ بلادي
هل أملكُ غيرَ الشعرِ...
فيا صافيةَ العينينِ…
دعيني أمطرُ أشعاري فوق رصيفكِ
قبلَ رحيلِ غيومي، نحو بلادٍ لا تعشقُ رائحةَ الأمطار
ولمْ تفتحْ – يوماً – دفترَ أشعار
ولمْ...!
آهٍ.. يا صافيةَ العينين
لماذا لا تفتحُ بعضُ المدنِ الحجريةِ...
غاباتٍ للعشاق!؟
وتفتحُ – كلَّ صباحٍ – زنزاناتٍ أخرى
*
(4)
هل يكفي – ما في العالمِ –
من أنهارٍ؟
كي أغسلَ أحزانَ يتيم
هل يكفي ما في هذا العصرِ من القهرِ
لأرثي
موتَ الإنسانِ
بعصرِ حقوق الإنسان!!؟
*
(5)
أتركُ متسعاً في صدري، لشجونٍ أخرى
سوف تجيءُ
فهذا الزمنُ الآتي ... لا يأتي
- قلْ عني المتشائمَ -
إلاّ بشجونٍ أخرى
أتركُ متسعاً في آخرِ أوراقي..
لقصيدةِ حبٍ.. قد تأتي
فالكلماتُ – ككلِّ امرأةٍ تركتْ موعدَها وارتحلتْ –
قد تأتي...
أو.......
لا تأتي
*
(6)
من أينَ يجيءُ الحزنُ
وقلبي، أوصدتُ جميعَ نوافذِهِ
لكنَّ الحزنَ... "لعينٌ"
يتسلّلُ أحياناً بثيابِ امرأةٍ لا أعرفها
أو بكتابٍ ممنوعٍ
أو بمواويلِ الغربةِ في ليلةِ صيفٍ قمراء
مَنْ ذا سأقاسمُهُ حزني... في هذي الساعةِ من آخرةِ الليلِ
ولا شيء سوى مصباحي الواني,
والبقِّ...
وأحزانِ الدنيا تتكاثرُ كالطحلبِ,
فوق ضفافِ دمي...
هذا الآسنِ.. في الزمنِ الآسنِ
لكني، لو أملكُ شيئاً غيرَ الشعرِ
لأطفأتُ المصباحَ..
ونمتْ!
9/8/1983 بغداد
*********




لمسة دفء 03-01-2010 10:00 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
إلى الشهيد كريم يوسف الذبحاوي
على نخلةٍ..
في "المحاجير"(*)
حطّتْ ثلاثُ حمامات
كان الصباحُ ينفّضُ أغصانَهُ من بقايا الندى
فيرتعشُ العشبُ…
كان أبوهُ بزهوِ عباءتهِ, والعقالْ
يسرّحُ عينيهِ نحو الفضاءاتِ
نحو الدروبِ التي نبتَ الدغلُ فيها
لعلَّ غريباً ببابِ "المضيفِ" يؤجّجُ جمرَ الدِلالْ
لعلَّ كريماً يجيءُ
بنجماتِهِ اللامعاتِ على الكتفين, وضحكتهِ الآسرةْ
ينفّضُ عنه شجونَ المشيبِ, وصمتَ الليالْ
لعلَّ……
*
إلى نخلةٍ في "المحاجير"
طارَ الحمامْ
يرفُّ على موكبٍ عابرٍ في الأثيرِ
اشرأبّتْ له
كلُّ أعناقنا
والنخيلُ المكابرُ
كلُّ المدى,
وعيونُ الرجالْ
*
يا عذارى "أبي صخير"(*)
إنْ جاءَكنَّ الفتى القرويُّ
على كفِّهِ قمرٌ وعراقْ
محنىً بدمِّ شهادتِهِ
فاحملنَّ صواني الشموعِ إلى عرسِهِ
ثم حنّينَ من دمِهِ المستطابِ جدائلَكنَّ
فما كان يعشقُ إلاّ الأقاحي
ونخلَ "المحاجير"
والخصلاتِ المحنّاةَ في ليلةِ العرسِ
ما كان يحملُ في روحِهِ
غيرَ وهْجِ العراقْ
*
يا رجالَ العشيرةِ، لا تكسفوا "يوسفاً"
انحروا لمجيء كريم الذبائحَ
لا تقلقوا شيبَهُ والعقالَ الوقور
فالمضيفُ امتلأ بالرجالْ
وما زالَ دربُ "المحاجير"
يقطرُ بالناسِ من كلِّ فجٍّ
إلى بيتِهِ
ويا "أم كريم"، أما قلتِ: إنْ جاءَ – دينٌ عليَّ –
أزفُّ لعينيهِ أحلى صبايا "المحاجير"
ها هو جاءَ
فما تنظرين
والعذارى,
جميع العذارى, تقاطرنَ من كلِّ بيتٍ، إليكِ
على خفرٍ
كنَّ يرفعنَ ألحاظهنَّ،
لصورتِهِ
*
.........
........
إلى نخلةٍ…
في "المحاجير"
طارَ حمامُ العراقْ
2/4/1985 الكوفة
* المحاجير: قرية هادئة تقع على ضفاف نهر الفرات، في قضاء المناذرة (أبي صخير) جنوب مدينة النجف، نشأ فيها الشهيد كريم يوسف الذبحاوي.
************




لمسة دفء 03-01-2010 10:00 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
إلى حميد الزيدي
ولوجهِ صديقي…
لونُ النهرِ
وأكواخُ الفقراءِ
وحزنُ مواويلِ الريف
........
لوجهِ صديقي…
كتبٌ…
وملابس..
للعيدِ الآتي
خبّأها في صندوقٍ صدئٍ
وطيورٌ يعشقُها…
وجسورٌ من ألواحٍ ناتئةٍ
عبرتها قدماهُ الحافيتان…
إلى غاباتِ الحلم
لوجه صديقي
إذْ ألقاهُ يحدّقُ في الفتياتِ
عذوبةُ نهرِ الكوفةِ – في الليلِ الصيفيِّ –
ورائحةُ الآسْ
يسألُ عذّالَ الطرقاتِ المجنونةِ…
عن تلك الفارعةِ الطولِ
يقولُ لها:
إنَّ قصائدَ كلِّ العالمِ…
لا تكفي ضحكة عينيكِ
لوجهِ صديقي.. إذْ يحتدُّ
سماءٌ ممطرةٌ..
وزوابعُ لا ترحم
مَنْ قالَ بأنَّ حديقتَهُ الملأى بالأزهارِ
- إذا زحفَ الغرباءُ إليها -
لا تتحولُ أشواكاً وحرابْ؟
مَنْ قالْ……!
………
*
هذي النجمةُ،…
- يا جدي… -
ليستْ كالنجمات!؟
- ………!
- هذي النجمةُ،… تمشي…، يا جدي
تمشي، تمشي........!!
تعبرُ فوق سطوحِ القريةِ،…
بيتاً… بيتاً!؟
- بل هي – يا ولدي – طائرةٌ
تتجسّسُ – في الليلِ – على أحوالِ مدينتنا
- …… ولماذا لا نسقطها يا جدي..!؟
………!
*
الدوشكةُ...
تعرفُ أحزانَ صديقي
ولوجهِ صديقي – خلفَ الناظورِ –
عيونٌ تثقبُ قلبَ العتمةْ!
……
- آه …
لو تعبرُ – ليلَ مدينتنا – تلك النجمةْ!
29/4/1983 بغداد
************




لمسة دفء 03-01-2010 10:01 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
لدمي…
هذا الوجدُ,
الضوءُ الراعشُ في كلِّ مصابيحِ الطرقاتِ الليليةِ
كنتُ أطاردُ ظلي
وأسابقُ صحبي حتى آخر مصباحٍ في المشتلِ
ثم أعودُ – مساءً –
تعباً،
أتمدّدُ فوق السطحِ… وأحلمُ
أحصي النجماتِ…
… وأغفو!
لدمي… آهٍ
أنْ يسقي أعشابَ الكلماتِ
ويزهرُ – كلَّ صباحٍ –
وردةَ قدّاحٍ
فوق قميصِ التلميذاتِ…
وفي راحاتِ العمالِ الخشنةِ…
… يمضون إلى الشغلِ
وفي الثكناتْ
لدمي…
حلمٌ فضيٌّ…
ونوافذُ بيضاء…
… وكراسةُ رسمٍ…
… وصبيٌّ كان يشاكسُ حتى الريحْ
امتلأتْ كرّاساتُ الرسم…
كبرتْ نافذةُ الحلمِ…
ولمْ يكبرْ هذا الولدُ اللاهي في الطرقاتْ!
1984 بغداد
************




لمسة دفء 03-01-2010 10:01 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
ثلاثين أطفأتَ… يا صاحبي
وها أنتَ منكفيءٌ فوقَ طاولةٍ، آخرَ البارِ
بين القصيدة,ِ والحزنِ
ها أنتَ من دونِ بيتٍ
تكدّسُ كتبَكَ تحتَ السريرِ
وتحلمُ في بنطلونٍ جديدٍ
وفجرٍ جديدٍ، بوسعِ مجاعاتِ عمرِكَ
تحلمُ أنْ يتصدّرَ أسمُكَ بعضَ الجرائدِ
أنْ تتسكّعَ تحتَ رذاذِ الصباحِ اللذيذِ معَ امرأةٍ
أنْ تنامَ بدون ديونْ
وها أنتَ بين الفنادقِ, والبردِ
بين الليالي, ونافذةٍ
كنتَ تحلمُ من خلف قضبانها,
والزجاجِ المكسّرِ
- كالأمنياتِ –
ببيتٍ صغيرٍ، يسيّجهُ الشِعرُ والبرتقالُ
ومكتبةٍ،…
وصغارٍ، يضجّون في باحةِ البيتِ باللعبِ والزقزقاتِ
ثلاثون مرّتْ
فما ترتجي بعد هذا العناءِ الطويلِ
أَلمْ تقتنعْ بعدُ
أنَّ الأماني سرابٌ
وأنَّ حياتَكَ… محضُ احتراقْ
شمعةٌ تنطفي…
إثرَ أخرى
………
…………
…………
…………
وأعرفُ أنَّ ثلاثين عاماً،... يمرُّ
هو العمرُ…
لكنني لا أبوحُ
وما بعدهُ؟
غير أنْ تتوكّأَ عكّازةَ الشيبِ
متجهاً…
نحو قبرِكَ
قبلَ الأوانْ
14 كانون الثاني 1985 - السليمانية
*************




لمسة دفء 03-01-2010 10:01 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
يكفيني
- في هذا العالمِ -
يكفيني
بيتٌ من طين:ِ
بنوافذَ من بحرٍ
وشجيراتٍ وارفةٍ
لا يقفُ الدائنُ في عتبةِ بابي – آخرةَ الشهرِ –
ولا…
تكفيني كسرةُ خبزٍ بمساحةِ قلبي
وكتابْ…!
فلماذا يحتجُّ الناسُ على حلمي؟
ويكيدُ لي الأصحابْ
أنا لا أطمحُ في كرشٍ منفوخٍ
وعماراتٍ
لا أطمعُ أنْ أتسلّقَ أعناقَ الخلاّنِ
… إلى طاولةٍ فخمة
ورباطٍ للعنقْ
فلماذا تتسلّقُ عنقي المهزول؟
يا خلي…!
وتفكّرُ، من أيّةِ منطقةٍ،
يصلحُ للشنقْ
*
لكَ كلّ الأشياءِ
ولي هذا الحلمْ
لكَ – يا خلي – صخب العالم,
هذا المجنون على إيقاعِ الديسكو,
… والأضواءِ
ولي صمتُ الليل
فلماذا حاولتَ بأنْ تسرقَ من بيتي
ضوءَ الشمعة؟
لكَ كلّ الصالاتِ،
الحفلاتِ،
النسوةِ،
والندلِ الليليين…
ولي مصطبةٌ باردةٌ في آخرةِ المشتل
لكَ أموال الدنيا…
- آهِ -
ولي فقرُ الشعر
فلماذا حاولتَ بأنْ….....
............
....!؟
4/6/1985 السليمانية – جوارتا
*************




لمسة دفء 03-01-2010 10:02 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
في وميضِ الرصاصةِ، كانتْ عيونُ الجنودِ، وراءَ السواترِ
تثقبُ جنحَ المساءِ المخيّمِ، تزدادُ وهجاً…
كجمرِ السجائرِ، في هبّةِ الريحِ…
مَنْ أوقدَ النارَ..!؟......
إنَّ الأوامرَ تمنعُ - في حلكِ الليلِ -
أيَّ وميضٍ…
سوى جمرةِ القلبِ،
تلك التي تتوهجُ
مثل المواقدِ "تشجرها" الذكرياتُ…
إذا حلّقَ الصحبُ،
كان "صباح"، العريفُ، يغني بصوتٍ رخيمٍ
- كبوحِ السواقي الحزينةِ -
يقطرُ وجداً:
"اللي مضيّع ذهبْ……
بسوق الذهب يلقاه…
واللي مضيّع محبْ
يمكن سنه وينساه …"
تقاطعُهُ رشقاتُ المدافع
"بس المضيّع وطن
وين الوطن يلقاه…!؟"
ثم يجلسُ فوق سريري
يحدّثني عن هواهُ…
فيأتلقُ الليلُ: نجماتهُ والرصاص

……
قِيلَ كان صباحُ العريفُ إذا أطبقَ الموتُ فكّيهِ, غنى...
وقيلَ صباحُ المشاكسُ في الحبِّ والحربِ
طلقتهُ لا تخيبُ
يشمُّ النخيلَ, فيعرفُ أنَّ الحبيبةَ
مرّتْ – قبيلَ الغروبِ – بفستانها البرتقاليِّ
يعرفُ ماذا يخبّيءُ – خلفَ السواترِ – هذا المساءُ الثقيل
فيحملُ رشاشَهُ – صامتاً – ويغيبُ
بجوفِ الظلامْ
18/6/1983 بغداد
************




لمسة دفء 03-01-2010 10:02 PM

رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائغ
 
أعرفُ أنَّ الطلقةَ
قاسيةٌ حدَّ اللعنةِ
ـ حين تمرُّ أمامَ الموضعِ.. ـ
لا ترحمُ…
لكني…!
سأغني – رغماً عنها –
موالاً لـ"حسين نعمة"
وأمدُّ برأسي
كي أبصرَ أيَّ زهورٍ
نبتتْ هذا الصبحَ…
على سفحِ "خليفان"
وأنثرُ بعضَ فتاتِ الخبزِ…
لسربِ عصافيرٍ
حطَّ على "خزّان الماء"
وأصلي لله…
*
أعرفُ أنَّ الطلقةَ…
رعناءٌ حدَّ الموتِ
وميتةُ القلب
لا ترحمُ – في الحربِ – أباها
لكني…!
أسخرُ منها
وأمدُّ لساني – حين تمرُّ – بهزءٍ
أتحداها…
أنْ تغتالَ من القلبِ…
قصيدةَ حبٍّ…
ولدتْ – هذا الصبحَ –
ببابِ الموضع
أتحداها…
أنْ تمنعَ طيفَ امرأةٍ…
ينسلُّ إلى جفني المتعبِ
كلَّ مساءٍ
أتحداها…
أنْ تسكتَ في غابةِ روحي
تغريدَ عصافيرِ الفجر
1984 بغداد
***********





الساعة الآن 12:46 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by