شبكة صدفة

شبكة صدفة (http://www.aadd2.net/vb/index.php)
-   المنتدى الاسلامى (http://www.aadd2.net/vb/forumdisplay.php?f=16)
-   -   قطوف من واحة الرحمن .. ثمرات طيبة لاهل المكان (http://www.aadd2.net/vb/showthread.php?t=8812)

نور 05-21-2008 01:11 AM

رد: ۩۩๑لآلئ الآيمان في مصلىواحة الآيمان وبين رياض الجنة تسمو ارواحنا معآ ๑۩۩๑
 
نقطف من كل بستان زهرة ومن كل نبعا قطره



الجزء الاول

سئل الحسن البصرى عن سر زهده فى الدنيا فقال أربعة أشياء: علمت أن رزقى لا يأخذه غيرى فاطمأن قلبى، وعلمت أن عملى لا يقوم به غيرى فاشتغلت به وحدى، وعلمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن يرانى عاصيا، وعلمت أن الموت ينتظرنى فأعددت الزاد للقاء ربى.







هكذا الدنيا: صغير ود لو كبرا، وشيخ ود لو صغرا، وخال يشتهى عملا، وذو عمل به ضجرا، ورب المال فى لعب، وفى تعب من افتقرا، وهم لو آمنوا بالله رزاقا ومقتدرا ، لما لاقوا الذى لا قوة لاهما ولا كدرا.




مرض أحد الحكماء ولكنه أمر بألا يؤذن لأحد من زواره بالدخول عليه، فلما شفى أنكر عليه اصحابه ذلك، فوضح لهم وجهة نظره ، فقال عوادى ثلاثة: صديق وعدو وثالث ليس بعدو ولا صديق، أما الصديق فإنه يتألم لرؤيتى مريضا وهذا ما لا أرضاه له ، وأما العدو فإنه يشمت بى وهذا ما لا أرضاه لنفسى وأما الثالث فلا حاجة به ولا بنا لزيارته.


يا من تمتع بالدنيا وزينتها، ولا تنام عن اللذات عيناه، شغلت نفسك فيما لست تذكره، تقول لله ماذا حين تلقاه




قال أحد الحكماء: العجلة من الشيطان إلا فى خمسة : زواج البكر، وإطعام الضيف، وقضاء الدين، والتوبة من الذنب ، ودفن الميت



اصطاد صياد سمكة كبيرة وأبصره أحد حاشية الأمير فاغتصبها منه بدون ثمن، فقال له الصياد: إنما أردت أن أبيعها وأشترى قوتا لعيالى، فقال له: "البر والبحر ملكنا وما فيهما، ولا شئ لك عندنا"، فنظر إليه الصياد وقال بنفس حار " اللهم إنه تقوى علىّ بجاهه فأرنى قوتك فيه"، فعضته السمكة فى إصبعه فأحدثت به جرحا أحدث تسمما، وسرى التسمم فى الكف ثم الذراع، فأمر الطبيب بقطع ذراعه، ولما أحس بالهلاك وقف فى السوق يبكى وينادى " من أراد أن ينظر إلى عاقبة الظلم والبغى فلينظر إلىّ".


قال أحد الحكماء: إن صاحبت فصاحب الأخيار، فإن الفجار صخرة لا يتفجر ماؤها، وشجرة لا يخضر ورقها، وأرض لا ينبت غرسها، وقال: لا تصحبن خمسة ولا تتخذهم لك إخوانا: الفاسق فإنه يبعك بأكلة فما دونها، والبخيل فإنه يخذلك بماله وأنت أحوج ما تكون إلى معونته.، والكذاب فإنه كالسراب يبعد عنك القريب ويدنى البعيد ، والاحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك ، وقاطع الرحم فإنه ملعون فى كتاب الله.


قال أحد الصالحين فى المناجاة: يا رب أجمل العطايا فى قلبى رجاؤك، وأعذب الكلام على لسانى ثناؤك، وأحب الساعات إلي ساعة يكون فيها لقاؤك



سأل رجل حكيم: كم عمرك ؟ فقال الحكيم : صحتى جيدة والحمد لله ، قال السائل : كم وفرت من المال ؟ قال الحكيم : ليست علىّ ديون والحمد لله، قال السائل: كم عدوا لك ؟ قال الحكـيم: قلبى نظيف ولسانى عفيف.



قال أحد الحكماء: اجتنب سبع خصال يستريح جسمك وقلبك ويسلم عرضك ودينك: لا تحزن على ما فاتك ، ولا تحمل هم ما لم ينزل بك ، ولا تلم الناس على ما فيك مثله ، ولا تطلب الجزاء على ما لم تعمل ، ولا تنظر بشهوة إلى ما لا تملك ، ولا تغضب على من لم يضره غضبك ، ولا تمدح من لم يعلم من نفسه خلاف ذلك.




قال بعض السلف: من عمل لآخرته كفاه الله دنياه، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح سره أصلح الله علانيته.



سأل أحد الناس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فقال له: ما تقول في الغناء؟ أحلال أم حرام؟ فقال ابن عباس: لا أقول حراما إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حرام. فقال الرجل: أحلال هو؟ فقال ابن عباس: ولا أقول حلالاً إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حلال. ونظر ابن عباس إلى الرجل، فرأى على وجهه علامات الحيرة. فقال له: أرأيت الحق والباطل إذا جاءا يوم القيامة، فأين يكون الغناء؟ فقال الرجل: يكون مع الباطل. وهنا قال ابن عباس: اذهب فقد أفتيت نفسك.

الـيوم أبكى على ما فاتنى أسفا ، وهل يفيد بكائى حين أبكيه ، واحسرتاه لعمر ضاع أكثره ، فالويل إن كان باقيه كماضيه



نور 05-21-2008 01:12 AM

رد: ۩۩๑لآلئ الآيمان في مصلىواحة الآيمان وبين رياض الجنة تسمو ارواحنا معآ ๑۩۩๑
 
هلكت جارية فى طاعون فرآها أبوها فى المنام فقال لها يا بنية أخبرينى عن الآخرة فقالت: يا أبت قدمنا على أمر عظيم، وقد كنا نعلم ولا نعمل، والله لتسبيحة واحدة أو ركعة واحدة فى صحيفة عملى أحب إلىّ من الدنيا وما فيها.


سئل أحد الحكماء كيف تختار امرأتك فأجاب:لا أريدها جميلة فيطمع فيها غيرى، ولا قبيحة فتشمئز منها نفسى، ولا طويلة فأطأطأ لها رأسى، ولا سمينة فتسد على منافذ النسيم، ولا هزيلة فأحبها فى خيالى، ولا بيضاء كالشمع، ولا سمراء كالشبح، ولا جاهلة لا تفهمنى ، ولا متعلمة فتجادلنى، ولا غنية تقول هذا مالى، ولا فقيرة فيشقى من بعدها ولدى


قال أحد الصالحين يوصى ابنه: اذا عرضت لك صحبة الرجال فاصحب من اذا صاحبته زانك، واذا ممدت يدك بخير مدها، وان راى منك حسنة عدها، وان راى منك سيئة سدها، واذا سألته اعطاك، واذا قلت صدق قولك.


الـيوم أبكى على ما فاتنى أسفا ، وهل يفيد بكائى حين أبكيه ، واحسرتاه لعمر ضاع أكثره ، فالويل إن كان باقيه كماضيه



قال عبد الله بن عباس: إن للحسنة ضياء فى الوجه، ونورا فى القلب، وسعة فى الرزق، وقوة فى البدن، ومحبة فى قلوب الخلق، وان للسيئة سوادا فى الوجه، وظلمة فى القلب، ووهنا فى البدن، ونقصا فى الرزق، وبغضا فى قلوب الخلق، وان السيئة تلد السيئة، والمعصية تحرض على المعصية الأخرى، وان الحسنة تلد الحسنة وترغب فى الحسنة الأخرى



قال على بن أبى طالب : أنه ليس شئ شر من الشر إلا عقابه، وليس شئ خير من الخير إلا ثوابه، وكل شئ فى الدنيا سماعه أعظم من عيانه، وكل شئ فى الاخرة عيانه أعظم من سماعه ، واعلموا أن ما نقص من الدنيا وزاد فى الاخرة خير مما نقص فى الاخرة وزاد فى الدنيا، فكم من منقوص رابح، ومزيد خاسر، واعلموا أن الذى أمرتم به أوسع من الذى نيهتم عنه، وما أحل لكم أكثر مما حرم عليكم.



أوصت أعرابية أبنها وهى على فراش الموت وقالت له يا بنى أوصيك أن تكون لأختك أبا ، وقد أوصيتها أن تكون لك أما ، واعلم أنها ضيفة نازلة عندك فلا تجعلها تشعر بغضاضتك فتكون لئيما معها واعلم أن ثوب الرجولة من نار فلا تضق به، وأن الجسم مهما كبر وتضخم لابد أن تأكله الديدان بعد أن يتحلل ويتعفن ، فلا تدخر جسمك للحشرات واعلم أن كل عرق لم يخرجه جهاد فى سبيل الله فسيخرجه الحياء والخوف من الله يوم القيامة ، ثم أسلمت الروح.



سأل الإمام أحمد حكيما كيف أسلم من الناس ؟ فقال بثلاثة : أن تعطيهم ولا تأخذ منهم ، وأن تقضى حقوقهم ولا تطالبهم بحقوقك ، وأن تصبر على أذاهم وتحسن إليهم ولا تسؤهم. فقال الإمام أحمد : إنها لصعبة. فقال الحكيم : ولعلك مع هذا تسلم منهم.



قال لقمان لأبنه: يا بنى إن كنت تشك فى الموت فلا تنم ، فكما أنت تنام كذلك تموت ، وإن كنت تشك فى البعث فلا تنتبه بعد نومك فكذلك تبعث بعد موتك.



ذكر فى الأثر أن سيدنا موسى اشتكى وجعا فى بطنه فدعا الله ، فدله الله على الأكل من ورق شجرة معينة فأكل فشفى ، ثم عاوده الوجع فذهب مباشرة إلى الشجرة فأكل منها فزاد ألمه ، فاشتكى فقال له ربه : إنك قصدتنى فى أول الأمر ، لكنك قصدت الشجرة فى الثانية .. فعرف موسى أن الاتجاه فى صغير الأمور وكبيرها لابد أن يكون إلى الله .




بكيت على الشباب بدمع عينى، ومنتحبا فما أغنى النحيب ، فيا ليت الشباب يعود يوما، فأخبره بما فعل المشيب


نور 05-21-2008 01:13 AM

رد: ۩۩๑لآلئ الآيمان في مصلىواحة الآيمان وبين رياض الجنة تسمو ارواحنا معآ ๑۩۩๑
 
قيل لأحد الحكماء كم صديقا لك فقال لا أعلم فالدنيا مقبلة على والأموال متوفرة لدي لكنى سأعرف الإجابة حتما إذا زالت الدنيا عنى وضاعت أموالى.



قيل لسلطان الزاهدين إبراهيم بن أدهم رضى الله عنه أوصنا بما ينفعنا : فقال رضى الله عنه : إذا رأيتم الناس مشغولين بأمر الدنيا فاشتغلوا أنتم بأمر الآخرة، وإذا اشتغلوا بعمارة البساتين فاشتغلوا بعمارة القبور، وإذا اشتغلوا بخدمة المخلوقين فاشتغلوا بخدمة رب العالمين، وإذا اشتغلوا بعيوب الناس فاشتغلوا أنتم بعيوب أنفسكم، واتخذوا من هذه الدنيا زادا يوصلكم إلى الآخرة فإنما الدنيا مزرعة الآخرة.



بينما كان أحد الصالحين يمشى ذات يوم من الأيام فوجد رجلا يشوى لحما فى النار فبكى الرجل الصالح فقال له الشواء : ما يبكيك؟ هل أنت محتاج إلى اللحم ، فقال الرجل الصالح : لا . فقال له الشواء : إذن فما يبكيك ؟ فقال الرجل الصالح : إنما أبكى على ابن آدم . يدخل الحيوان النار ميتا وابن آدم يدخلها حيا


ذكر فى الأثر أن لقمان الحكيم أمر بذبح شاه وان يؤتى بأطيب ما فيها .. فأتى بالقلب واللسان .. وبعد أيام أمر بذبح شاه أخرى وأن يؤتى بأخبث ما فيها فأتى بالقلب واللسان : فسئل عن ذلك فقال: هى أطيب ما فيها إذا طابا وأخبث ما فيها إذا خبثا.



ذكر فى الأثر أن الخضر عليه السلام قال لموسى عليه السلام : يا كليم الله عجبت لك، لمتنى على أننى خرقت السفينة خوفا أن يغرق أهلها أنسيت الذى حفظك من الغرق يوم ألقتك أمك فى الماء، يا كليم الله لمتنى على أنى قتلت غلاما بغير نفس أنسيت يوم قتلت رجلا من آل فرعون وقلت ربى إنى ظلمت فاغفر لى فغفر لك . يا كليم الله لمتنى على أننى أقمت الجدار بدون أجر أنسيت يوم سقيت الغنم لبنتى شعيب بدون أجر هذه ثلاثة بثلاثة.




قال الحسن البصري: يا ابن آدم إنما أنت عدد فإذا مضى يومك فقد مضى بعضك، إنما الدنيا حلم والآخرة يقظة والموت متوسط بينهما ونحن فى أضغاث أحلام، من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن نظر فى العواقب نجا، ومن أطاع هواه ضل، ومن حلم غنم، ومن خاف سلم، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم، ومن علم عمل، فإذا ذللت فارجع، وإذا ندمت فأقلع، وإذا جهلت فأسأل، وإذا غضبت فأمسك، وأعلم أن خير الأعمال ما أكرهت عليه النفوس





قال أحد الفقهاء إذا وضع الرجل الطعام بين يديه وأقيمت الصلاة فلا بأس بأن يفرغ من الأكل أولا ثم يصلى إذا كان لا يخاف فوت الوقت ، لأنه لو كان فى الطعام وقلبه فى الصلاة كان ذلك أفضل من أن يكون فى الصلاة وقلبه مع الطعام.



يا ابن ادم اذا ابتليت فثق بالله وارضى به ان الذى يكشف البلوى هو الله اليأس يقطع احيانا بصاحبه
لا تيأسن فأن الصانع الله والله مالك غير الله من احدا فحسبك الله فى كل لك الله




كان الحجاج لا يأكل إلا إذا أرسل إلى رجل يأكل معه وذات يوم أرسل حارسه ليأتى له بمن يشاركه الطعام فلم يجد الحارس إلا أعرابيا ينام فى ظل شجرة فأخذه معه إلى الحجاج ولما وقف الأعرابى أمام الحجاج قال له الحجاج: اجلس لتتناول معى الغذاء فقال له الأعرابى : لقد دعانى من هو أفضل منك لأتناول الطعام عنده. فقال الحجاج: ومن أفضل منى يا أعرابى ؟ فقال له الأعرابى: إننى اليوم صائم ومدعو على مائدة الله جل جلاله . فقال له الحجاج: يا أعرابى أتصوم هذا اليوم واليوم شديد الحرارة ، فقال له الأعرابى يا حجاج أصومه ليوم أشد منه حرا . فقال له الحجاج: يا أعرابى صم غدا وأفطر معى اليوم فقال له الأعرابى: يا حجاج هل اطلعت على علم الغيب فوجدتنى سأعيش إلى الغد




قال حكيم لابنه يا بنى إذا جلست مع العلماء فاحرص على ان تسمع اكثر من حرصك على ان تقول، وتعلم حسن الاستماع ، ولا تقطع حديثا قبل ان يكمل


اذا المرء افشى سره بلسانه ولام عليه غيره فهو احمق
اذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذى يستودع السر اضيق





نور 05-21-2008 01:14 AM

رد: ۩۩๑لآلئ الآيمان في مصلىواحة الآيمان وبين رياض الجنة تسمو ارواحنا معآ ๑۩۩๑
 
يروى أن رجلاً جاء إلى الإمام أبى حنيفة ذات ليلة، وقال له: يا إمام! منذ مدة طويلة دفنت مالاً في مكان ما، ولكني نسيت هذا المكان، فهل تساعدني فى إيجاد حلا ؟ فقال له الإمام: ليس هذا من عمل الفقيه؛ حتى أجد لك حلاً. ثم فكر لحظة وقال له: اذهب، فصل حتى يطلع الصبح، فإنك ستذكر مكان المال إن شاء الله تعالى. فذهب الرجل، وأخذ يصلي. وفجأة، وبعد وقت قصير، وأثناء الصلاة، تذكر المكان الذي دفن المال فيه، فأسرع وذهب إليه وأحضره. وفي الصباح جاء الرجل إلى الإمام أبى حنيفة ، وأخبره أنه عثر على المال، وشكره ، ثم سأله: كيف عرفت أني سأتذكر مكان المال ؟! فقال الإمام: لأني علمت أن الشيطان لن يتركك تصلي ، وسيشغلك بتذكر المال عن صلاتك



كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه معروفا بالحكمة والرفق، وفي يوم من الأيام، دخل عليه أحد أبنائه، وقال له: يا أبت! لماذا تتساهل فى بعض الأمور فوالله لو أني مكانك ما خشيت في الحق أحدا. فقال الخليفة لابنه: لا تعجل يا بني؛ فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، وحرمها في المرة الثالثة، وأنا أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدفعوه أي أخاف أن أجبرهم عليه مرة واحدة فيرفضوه فتكون فتنة. فانصرف الابن راضيا بعد أن اطمأن لحسن سياسة أبيه، وعلم أن رفق أبيه ليس عن ضعف، ولكنه نتيجة حسن فهمه لدينه




كان عبد الله بن المبارك عابدا مجتهدا، وعالما بالقرآن والسنة، يحضر مجلسه كثير من الناس؛ ليتعلموا من علمه الغزير. وفي يوم من الأيام، كان يسير مع رجل في الطريق، فعطس الرجل، ولكنه لم يحمد الله. فنظر إليه ابن المبارك، ليلفت نظره إلى أن حمد الله بعد العطس سنة على كل مسلم أن يحافظ عليها، ولكن الرجل لم ينتبه. فأراد ابن المبارك أن يجعله يعمل بهذه السنة دون أن يحرجه، فسأله: أي شىء يقول العاطس إذا عطس؟ فقال الرجل: الحمد لله! عندئذ قال له ابن المبارك: يرحمك الله




في يوم من الأيام، ذهب أحد المجادلين إلى الإمام الشافعي، وقال له: كيف يكون إبليس مخلوقا من النار، ويعذبه الله بالنار؟! ففكر الإمام الشافعى قليلاً، ثم أحضر قطعة من الطين الجاف، وقذف بها الرجل، فظهرت على وجهه علامات الألم والغضب. فقال له: هل أوجعتك؟ قال: نعم، أوجعتني فقال الشافعي: كيف تكون مخلوقا من الطين ويوجعك الطين؟! فلم يرد الرجل وفهم ما قصده الإمام الشافعي، وأدرك أن الشيطان كذلك: خلقه الله تعالى من نار، وسوف يعذبه بالنار




طلب أحد الخلفاء من رجاله أن يحضروا له الفقيه إياس بن معاوية، فلما حضر الفقيه قال له الخليفة: إني أريد منك أن تتولى منصب القضاء فرفض الفقيه هذا المنصب، وقال: إني لا أصلح للقضاء. وكان هذا الجواب مفاجأة للخليفة ، فقال له غاضبا: أنت غير صادق. فرد الفقيه على الفور: إذن فقد حكمت علي بأني لا أصلح. فسأله الخليفة: كيف ذلك؟ فأجاب الفقيه: لأني لو كنت كاذبا كما تقول فأنا لا أصلح للقضاء، وإن كنت صادقا فقد أخبرتك أني لا أصلح للقضاء



سمعت امرأة أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لعن من تغير خلقتها من النساء، فتفرق بين أسنانها للزينة، وترقق حاجبيها. فذهبت إليه، وسألته عن ذلك، فقال لها: ومالي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله. فقالت المرأة في دهشة واستغراب: لقد قرأت القرآن الكريم كله لكني لم أجد فيه شيئا يشير إلى لعن من يقمن بعمل مثل هذه الأشياء. وهنا ظهرت حكمة الفقيه الذي يفهم دينه فهما جيدا، فقال للمرأة: أما قرأت قول الله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)



جاء شيخ كبير إلى مجلس الإمام الشافعى، فسأله: ما الدليل والبرهان في دين الله؟ فقال الشافعي: كتاب الله، فقال الشيخ: وماذا أيضا؟ قال: سنة رسول الله، قال الشيخ: وماذا أيضا؟ قال: اتفاق الأمة، قال الشيخ: من أين قلت اتفاق الأمة؟ فسكت الشافعي، فقال له الشيخ: سأمهلك ثلاثة أيام. فذهب الإمام الشافعى إلى بيته، وظل يقرأ ويبحث في الأمر. وبعد ثلاثة أيام جاء الشيخ إلى مجلس الشافعي، فسلم وجلس. فقال له الشافعي: قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات، حتى هداني الله إلى قوله تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) فمن خالف ما اتفق عليه علماء المسلمين من غير دليل صحيح أدخله الله النار، وساءت مصيرا. فقال الشيخ: صدقت



قال أحد الحكماء: البهتان على البرئ أثقل من السموات، والحق أوسع من الأرض، والقلب القانع أغنى من البحر، والحرص والحسد أحر من النار، وقلب الكافر أقسى من الحجر، والنمام إذا بان أمره أذل من اليتيم


أصلا العلم التثبت, وثمرته السلامة.
وأصل الورع القناعة, وثمرته الراحة.
وأصلالصبر الحزم, وثمرته الظفر.
وأصل العمل التوفيق, وثمرته
النجاح.
وغايةكل أمر الصدق.




بلوت بني الدنيا فلم أر فيهـم ----------سوى من غدا والبخل ملء إهـابـه
فجردت من غمد القناعة صارماً----------قطعـت رجائـي منهـم بذبـابـه
فـلا ذا يـراني واقفاً في طريقه----------ولا ذا يـراني قاعـداً عنـد بابـه
غنى بلا مالً عن الناس كلهـم----------وليس الغنى إلا عن الشـيء لآ بـه
إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهباً----------ولـج عتـواً في قـبيـح اكتسابـه
فـكله إلى صـرف الليالي فإنهـا----------ستدعو له مـا لم يكـن في حسابـه
فكـم قـد رأينا ظالـماً متمرداً----------يرى النجـم رتيهاً تحت ظل ركابـه
فعمـا قـليلٍ وهـو في غفلاتـه----------أناخـت صـروف الحادثات ببابـه
وجـوزى بالأمر الذي كان فاعلاً----------وصـب عليـه اللـه سوط عذابـه






إذا لم تجودوا والأمور بكم تمضي----------وقد ملكت أيديكم البسط والفيضا
فماذا يرجى منكم إن عزلتم----------وعضتكم الدنيا بأنيابها عضا
وتسترجع الأيام ما وهبتكم----------ومن عادة الأيام تسترجع القرضا





أحمد اسماعيل 05-21-2008 01:24 PM

رد: ۩۩๑لآلئ الآيمان في مصلىواحة الآيمان وبين رياض الجنة تسمو ارواحنا معآ ๑۩۩๑
 
أولاً: قيم التسامح الديني
1) قيمة التسامح في كونه ضرورة وجودية:
إن ما يجب تسليط الضوء عليه أن أهمية التسامح الديني تتمثّل في كونه ذا بُعد وُجودي، أي أنه ضروري ضرورة الوجود نفسه. ولتوضيح ذلك يمكن الالماع إلى أن سُنّة الوجود قد اقتضت أن يكون وجود الناس على الأرض في شكل تجمّعات بشرية، وهي وإن اتّفقت في ما يجمع بينها من وحدة الأصل والحاجة إلى التجمّع والحرص على البقاء والرغبة في التّمكّن من مقوّمات الحياة والسّعي في إقامة التمدّن والعمران والتَّوق إلى الارتقاء والتقدّم فإنها قد تباينت في ما تتفرّد به كل مجموعة من خصوصية عرقية ودينية وبيئية وثقافية. وقد صرّح القرآن بهذه الحقيقة الوجودية فقال: { يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا }(1).
لقد أكدت الآية ما كان قد توصَّل إليه الحكماء والفلاسفة من قَبل وأثبته الواقع التاريخي المُشَاهد من أن الإنسان مَدني بطبعه، بمعنى أنه لا تتحقّق حياته ولا ينبني كيانه ولا تكتمل ذاته ولا يكتسب ما تصبو إليه قدراته إلاّ داخل وسط اجتماعي متشابك فيه الخير والشر، وفيه التحابُب والتباغض، وفيه التجانس والتنافر، وفيه الأنا والأنا الآخر.
فالإنسان ابن بيئته، فهي التي تنشئه وتكونه وتلونه، وهي التي توفر له ما تملك مما يفي بحاجاته الأساسية، كما أنها هي التي تَكفيه مع ما تقدّس من شعائر وتطبعه بما تقدر من عادات، وهي التي تأقلمه بشكل يجعل ما هو من متعلقات ذاتيته يتناسق مع روحها العامة وينسجم مع ما لديها من غاية مشتركة.
من ذلك، نتبيّن أن التنوّع بين الناس أفراداً وجماعات ما كان انحرافاً ولا شذوذاً ولا مُروقاً، بل كان من طبيعتهم البشرية ومن أصل خلقتهم الآدمية، فهو ظاهرة ضرورية اقتضتها الفطرة الإنسانية واستلزمتها النشأة الاجتماعية.
إنه تنوّع في الطبائع والأمزجة والمواهب والميول والمؤهلات والطموحات. وإنه تنوّع في أنماط الممارسات الاعتقادية وتباين في التمثّلات الطقوسية وتغاير في التجلّيات السلوكية وتمايز في المنطلقات الفكرية. وإنه تنوّع إيجابي فيه ثراء وخصوبة وتلاقح، يحفّز على الاضطلاع بالمسؤوليات الثّقال، ويدفع إلى جعل الوفاء بالحاجات النفسية والعقلية والوجدانية والاجتماعية والحضارية واقعاً مرئياً وخياراً متاحاً أمام القدرات والكفاءات.
وقد ألمع القرآن إلى ضرورة هذا الاختلاف النمطي، وإلى حتمية وجوده حتى يتمكّن كل فرد وكل مجتمع من العيش حسب ما لديه من إرادة وحرية واختيار وبالطريقة التي يهواها ويرتضيها { ولو شاء ربّك لجعل الناس أُمةً واحدةً ولا يزالون مختلفين }(2).
وهكذا نلحَظ، أن الغاية من اختلاف الناس إلى شعوب وقبائل وتنوعهم إلى ثقافات ومَدَنيات إنما هو التعارف لا التَّناكر، والتعايش لا الاقتِتَال، والتعاون لا التَّطاحن، والتكامل لا التعارض، وبات واضحاً أن أهمية التسامح الديني تتمثّل في كونه ضرورياً ضرورة الوجود نفسه.
2) قيمة التسامح الديني تتمثّل في كونه يقتضي الاحترام المتبادل:
مما تقدّم، نتبيّن أن قيمة التسامح الديني تتمثّل في كونه يُقرّ الاختلاف ويقبل التنوّع ويعترف بالتغاير ويحترم ما يميز الأفراد من معطيات نفسية ووجدانية وعقلية ومخيال، ويقدر ما يختص به كل شعب من مكونات ثقافية امتزج فيها قديم ماضيه بجديد حاضره ورؤية مستقبله، هي سبب وجوده وسرّ بقائه وعنوان هويته ومَبعث اعتزازه.
3) قيمة التسامح الديني تتمثّل في كونه يقتضي المساواة في الحقوق:
من الواضح أن قيمة التسامح الديني تتمثّل في كونه يقتضي التسليم المطلق – إعتقاداً وسلوكاً وممارسة – بأنه إذا كان لهؤلاء وجود فلأولئك وجود، وإذا كان لهؤلاء دين له حُرمته فلأولئك دين له الحُرمة نفسها، وإذا كان لهؤلاء خُصوصية ثقافية لا ترضى الانتهاك فلأولئك خُصوصية ثقافية لا تقبل الـمَسّ أبداً.
4) قيمة التسامح الديني تتمثّل في كونه إرهاصاً لإقامة مجتمع مَدني:
من الجَلِي أن التسامح الديني يُعدّ أرضية أساسية لبناء المجتمع المدني وإرساء قواعده، فالتعدّدية والديموقراطية وحرية المعتقد وقبول الاختلاف في الرأي والفكر وثقافة الإنسان وتقدير المواثيق الوطنية واحترام سيادة القانون، خيارات استراتيجية وقيم إنسانية ناجزة لا تقبل التراجع ولا التفريط ولا المساومة، فالتسامح – إذن – عامل فاعل في بناء المجتمع المدني، ومشجّع على تفعيل قواعده.
وهكذا، نستخلص أن التسامح يستوجب الاحترام المتبادل، ويستلزم التقدير المشترك، ويدعو إلى أن تتعارف الشعوب ةتتقارب، ويفرض التعامل في نطاق الدائرة الموضوعية من دون المسَاس بدائرة الخصوصية من غير إثارة لحساسيتها، وانتهاك لحُرمة ذاتيتها، وهي دائرة تبادل المعارف والمنافع والمصالح الشَّراكة الفاعلة التي يعود مردودها بالخير على الجميع.
ثانياً: موقف الأديان من التسامح الديني
من البديهي أن الأديان بحكم إنتمائها إلى السماء، فإنها لا تأمر إلاّ بالخير والحق والصلاح ولا تدعو إلاّ بالبِرّ والحب والرحمة والاحسان، ولا توصي إلاّ بالأمن والسلم والسلام، وما كانت يوماً في حدِّ ذاتها عائقاً أمام التبادل والتلاقح والتَّثاقف ولا أمام التعايش والتعارف والحوار، وإنما العائق يكمن في الذين يتوهّمون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة ويستغلّون الأديان في أقدار الناس ومصائرهم، تلك المهمة التي أبَى الله تعالى أن يمنحها لأنبيائه الأخيار.
1) التسامح في نظر الإسلام:
إن الإسلام من جهته يعترف بوجود الغير المخالف فرداً كان أو جماعة ويعترف بشرعية ما لهذا الغير من وجهة نظر ذاتية في الاعتقاد والتصوّر والممارسة تخالف ما يرتـئيه شكلاً ومضموناً. ويكفي أن نعلم أن القرآن الكريم قد سمّى الشِّرك ديناً على الرغم من وضوح بطلانه، لا لشيء إلاّ لأنه في وجدان معتنقيه دين (3).
ومن هنا، فإن جريمة المشركين لم تكن في إعراضهم عن الإسلام، وإنما في كونهم رفضوا أن يعيش دين جديد بجوار دينهم، فقرّروا مَحْقَه واستئصاله من الوجود.
هذا وقد أوصَل بعضهم الآيات الواردة في شأن احترام الأديان الأخرى واحترام خصوصيتها واتباعها إلى أكثر من مائة آية موزّعة في ست وثلاثين سورة.
ولم يكتف القرآن بتشريع حرية التديّن، بل نجده قد وضع جملة من الآداب، يمكن عَدّها بيداغوجية للتسامح الديني، فقد دعا المسلمين إلى أن يكونوا لغيرهم موضع حفاوة ومودّة وبِر وإحسان. قال تعالى: { لا ينهاكم اللهُ عن الذين لم يُقاتلُوكم في الدين ولم يُخرجوكم من دياركم أن تبرُّهم وتُقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين }(4).
وإتساقاً مع تلك الدعوة إلى حُسن التعامل، نرى القرآن يحذّر أتباعه ويَنهاهم عن سَبّ المشركين وشتم عقائدهم، { ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عَدْواً بغير علم }(5). يشير مضمون الآية إلى كونها تلقين مستمر المدى حيث أوجب الله تعالى في كل زمان ومكان الالتزام بهذا الأدب وعدم شتم غيرهم وعقائدهم (6).
والواقع أن المرء إذا نظر إلى تلك المبادئ المتعلقة بموضوع حرية التديّن التي أَقَرَّها القرآن بموضوعية، لا يسعه إلاّ الاعتراف بأنها فعلاً مبادئ التسامح الديني في أعمق معانيه وأروع صوره وأبعد قِيمه.
2) التسامح في نظر المسيحية:
والصحيح أن الإسلام لم يكن وحده في اشتماله على مبادئ التسامح، فالمسيحية التي تقول أناجيلها..
• لقد قيل لكم من قبل أن السنّ بالسنّ والأنف بالأنف، وأنا أقول لكم: لا تقاوموا الشرّ بالشرّ بل من ضرب خدّك الأيمن فحوّل إليه الخد الأيسر ومن أخذ رداءك فأعطه ازارك ونت سخّرك لتسير معه ميلاً فسر معه ميلين (7).
• من استغفر لمن ظلمه فقد هزم الشيطان (8).
• عاشروا الناس معاشرة إن عشتم حنّوا إليكم وإن متّم بكوا عليكم (9).
هي بدورها تتضمّن مبادئ التسامح في أَجْلى صوره، بل إنه تسامح يبدوا أحياناً فوق الطاقة.
3)التسامح في نظر اليهودية:
الصحيح كذلك أن اليهودية تدعو إلى التسامح فإذا نظرنا إلى مثل هذه الوصايا..
• كل ما تكرهُ أن يفعلهُ غيرك بك فإياك أن تفعلهُ أنت بغيرك (10).
• اغتسلوا وتطهّروا وأزيلوا شرَّ أفكاركم (...) وكفّوا عن الإساءة. تعلّموا الاحسان والتمسوا الانصاف (11).
وهكذا بات واضحاً أن التسامح الديني مطلب إنساني نبيل دَعَت إليه الأديان كافة دون استثناء، وكيف لا تدعو إليه وقد أرادته الحكمة الإلهية واقتضته الفِطرة الإنسانية واستوجبته النشأة الاجتماعية وفرضته المجتمعات المدنية وتُحتّمه ثقافة العولمة وما تحتاج إليه من قِيَم حضارية ومَدنية نبيلة. والمهم أيضاً، أن الإشكال ليس في الأديان ذاتها وإنما هو كامن في عُقم إفهام بعض القائمين عليها ولا زالت المفارقات بين المبادئ والممارسات الواقعة هنا وهناك لا تُحصى. أليس هناك إجماع على ان الإسلام صالح لكل زمان ومكان ومع ذلك فإننا نجد من التفاسير ما لم تحرص على شيء حرصها على إظهار الإسلام في شكل لا يقدر على تطبيقه إلاّ من أَلِفَ العيش في مغاور جبال أفغانستان ؟
ألم يكن هناك إجماع على ان الإسلام دين ينبذ الغلظة والفضاضة والجفاء ويحض على اللين والرّفق والسماحة والتيسير ويامر بالتحابُب والتوادُد والتراحم والتآلف ويعترف بوجود الآخر ويُقر حقّه في التَّديّن ويُقدّر اختياره ويدعو إلى احترام ما ارتضاه من خصوصية وإلى التعامل معه بلطف وإحسان وينهى عن سبّه والتحرّش بدينه، ولكن هل لدى الخطاب الديني المتشنّج من براعة سوى إمطار المخالفين من داخل دينه وخارجه بالقذائف الجارحة التي لا تحصى ولا تُعد ؟ إن التسامح الديني يتطلّب الاحترام المتبادل ويقتضي التخلّي عن الأساليب الدوغمائية والإقصَائية.
إن الأقوال من قبيل.. الحروب المقدسة والحروب الصليبية، نحن وحدنا على طريق الحق والخير، وغيرنا شرير وفاسد، كافر، ملحد، مهرطق، لائكي، عَلماني.. وغيرها، لغة لا يستسيغها التعامل المدني الراهن (اليوم)، ومع ذلك قد استعملت حتى من قِبَل من كنّا نعدّهم حضاريين. وعلى كُلّ فإنها تنتمي إلى صراع حالك من التاريخ. وإذا كانت الغاية من دراسة التاريخ البحث عمّا وقع فيه من إيجابيات، أليس حريّاً بنا أن نتأسّى بما حصل فيه من تجارب مُشرقة ؟
لقد أفادنا التاريخ بأن المسلمين قد انفتحوا – أيام عطائهم الحضاري وازدهارهم الثقافي – على معارف وعلوم وثقافات، وحرصوا على أن يفهموها ويستوعبوها ويستفيدوا منها، حتى أن التاريخ يؤكد أنهم ما استطاعوا أن يُقيموا حضارتهم التي أقاموها إلاّ بعد اطلاعهم واستفادتهم مما وجدوا لدى غيرهم. وقد شَرع ذلك الانفتاح الكوني الذي سلكوه الأبواب على مصاريعها أمام التعرّف والتقارب والتبادل، وعزّز الأدوار الايجابية الفاعلة التي كانت تؤدّيها تلك المناظرات التي كانت تستقطب – عبر بيوت الحكمة التي تنافس أولو الأمر في تأسيسها – العلماء من مختلف الأديان، وقد أقبَل المسلمون عليها بتلقائية وقَصد، وقبلوا فيها شرط الالتزام بعدم الاستدلال على مَقولاتهم لا بالكتاب ولا بالسُّنة نزولاً عند رغبة مناظريهم من اليهود والنصارى وحتى من البوذيّين والمجوس وغيرهم تمسّكاً بالعقلانية وتحقيقاً للموضوعية وتطبيقاص للمنهجية العلمية التي ترفض الخُطَب التقريرية والمقولات المعلّبة الجاهزة.
وعلى كلّ، فإن المفارقات ليست مبرراً إطلاقاً سواء كانت صادرة من الشرق أو من الغرب، ومهما بلغت تداعياتها من فداحة لم تكن مَدعاة لليأس والاحباط بقدر ما هي حافز قوي يدعو قوى الخير في العالم إلى تفعيل قواعد المجتمع المدني حتى يكون لها موقع من العولمة ثابتاً ومَكيناً. ثم إن العولمة لا تكون إرهاصاً لمستقبل أكثر اطمئناناً وأشد تضامناً إلاّ ببلورة القيم الكونية وتفعيلها واتخاذها المُنطلق المرجع. ولا يتيسّر هذا إلاّ بتضامن مبادئ الأديان النبيلة، وتعاون جهود الثقافات الواعية القادرة على خلق فكر حضاري يتوارى – أمامه مذموماً، مدحوراً – كل خطاب يُشوّه المقدّس، ويغتال العقل ويُصادر الحرية ويجذب إلى الخلف ويتنكّر للحداثة ويحاول عبثاً أن يلفت التاريخ إلى الوراء. إن الحرص على خلق عالم جديد خال من حقد العنصرية العرقية، وبغضاء التطاحن الديني هدف كوني نبيل يتطلّب مبادرات جادة وفاعلة.
يبقى أن القِيم الكونية تحتاج إلى تضامن نضال دؤوب، وبرغم ما يُعيقه من صراع كريه تطفح تداعياته البشعة على سطح الساحة العالمية، فإنه ليس بعزيز ولا مستحيل على المؤسسات التربوية والثقافية والعلمية والجمعيات الحكومية وغير الحكومية في العالم إذا تَاَنْسَنَت أهدافها واتّفقت منطلقاتها وتكاتفت جهودها.

نور 05-21-2008 08:08 PM

رد: ۩۩๑لآلئ الآيمان في مصلىواحة الآيمان وبين رياض الجنة تسمو ارواحنا معآ ๑۩۩๑
 
http://forum.ashefaa.com/images/smilies/cool.gif الأسوة الحسنة http://forum.ashefaa.com/images/smilies/cool.gif

http://forum.ashefaa.com/images/smilies/_11.gif http://forum.ashefaa.com/images/smilies/_11.gif http://forum.ashefaa.com/images/smilies/_11.gif

هم كالنجوم تراهم في العلا ... تود لو أن يدك لها تطول ...

هم كالمرآة تريك جمال نفسك عندما تلوذ بهم لتحقق كمال الوصول ...

هم لك العين الثاقبة ... الأشعة الدافئة ... المنارة الناصعة ... الحلم ... الهدف ... وووووو ...

تحبهم ... نعم ... فالحب هو من أوصلك بهم ... ولكن .. تكره شيئا لاتستطيع البوح به ... تكره بعدهم ... تكره ساعة الفراق ... وتتألم دائما وتعيش هذه اللحظة باكيا ... فالفراق حتما آت ... وعلى مثلهم من الصعب أن تقول للعين ... كفي عن العبرات ...

تراهم في كل آن ... تراهم حتى في المنام ... تراهم عند الأزمات ... وعندما تراجع الذكريات ... وتشجع نفسك على الثبات عند رحيلهم محتسبا لقاءهم في الجنَّات ...

قد تعطل عقلك ... وطبعا فؤادك .. فترى لسانك مرددا ما قالوا ... تود لو أنك نسخة عنهم ... ولحبهم تصبح مثلهم ... فكل من يراك يقول ... سبحان من سواك ... شخص في صورة ذاك ...

في كثير من الأحيان تبقى رائحة عطرهم الخاص في أنفك ... وملمس أيديهم في كفك ... عندما تسرح قليلا تحدثهم نفسك ... تسمع أصواتهم العذبة هامسة في أذنك ... حقيقة هم الحلم الجميل الذي يود أحدنا أن لا يستيقظ منه حتى لا يصطدم بحائط الواقع ...

http://forum.ashefaa.com/images/smilies/002.gif

نور 05-21-2008 08:12 PM

رد: ۩۩๑لآلئ الآيمان في مصلىواحة الآيمان وبين رياض الجنة تسمو ارواحنا معآ ๑۩۩๑
 
من بين زمجرة الرياح رسمت آمال الطريق
وأتيت أخطر تحت دمدمة الرياح بلا رفيق
لم تثنني الأزمات رغم نضوجها تحت الحريق!

أمضي .. ورسم خطاي نور شعّ في دربي بريق
لم أخش في ليلي بأن يغتالني شبح الطريق!



أقبلت أنتهر المآسي وهي ولهى لا تفيق!
أحدو بها نحو الشوامخ وهي في الوادي السحيق

وأظل أصرخ في وجوه اليأس . . في وجه طليق!
هيهات .. لي قلب لكل مآثر الماضي عشيق
هيهات .. أتشح السواد وكل آفاقي شروق
هيهات .. أبحر والهمومُ تهدد القلب الخفوق
أنا لا تجندلني الخطوب على دروب من شقوق!!



أنا مسلم
تتراكض الآمال نحوي في وثوق
هيهات
أن يبكي الفؤاد وجرحه دامٍ عميق!


أنا مسلم . .
في عصر بؤسٍ جئت أبحث عن صديق
لي عزة ذبحت على أطلال ماضيَّ الغريق!
وكرامة مهراقة . . غيلت على بابي العتيق !!
مجدي عريق . . غير أن اليوم لا مجدٌ عريق
بيعت حياة العز – وا لهفاه - في سوق الرقيق!
تاريخ أمتي الطويل مكائد تدمي . . تعيق!



أنا مسلمٌ . .
والكون يهتف : عشت للدنيا الرحيق
من ساحة البيت الحرام شحذت خطوي للطريق
أمضي على درب المعالي . . والأماني في خفوق



أنا مسلمٌ . .
لا اليأس يقعدني على ذيل الطريق!

أنا مسلمٌ . .
بدمي دخان العز يلهب كالحريق!!

هدفي عظيمٌ ، لست أرضى أن يبعثره النعيق!
وضعت أكف الغدر في دربي عذاباتٍ تعيق
جثث . . وأهوال . . وأصفاد . . وألوان الفسوق!
لكنني - والسيف يصلت - ليس يخنقني الشهيق!
صلبٌ أنا . . جبلٌ أنا . . والحق في شفتي بريق!!


بالله ربي أحتمي . . ولجنة الخلد الطريق!



ودمتم أعزة بالإسلام..

نور 05-21-2008 11:17 PM

رد: ۩۩๑لآلئ الآيمان في مصلىواحة الآيمان وبين رياض الجنة تسمو ارواحنا معآ ๑۩۩๑
 
اخواتى فى رحاب الايمان
كلمات اعجبتنى واحببت ان تشاركونى بها
خذ لقلبك من البحر عنوانا
انطلاقا من قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (كل ابن أدم خطاء )

فان من الوهم الكبير أن تبحث عن الكمال في السلوك البشري#
ونتوقع أفضل الخصال وأجملها وأحسنها..في ذلك الانسان الضعيف#
وديننا الاسلامي الحنيف يعترف بتلك الطبيعه البشريه كما قال تعالى {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا }{فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا }الشمس8

ومما لا شك فيه أن معرفتنا بطبيعة البشر تجعلنا أكثر تفهما وبالتالي أكثر قدرة على التعاطي والحوار والتفاعل مع الأخرين
بانصاف ومرونه ورحابة صدر#
وتكون أكثر قدرة على غض الطرف عن الأخطاء والهفوات خاصة مالم يكن قصدا وعمدا#
وأن نفتح قلوبنا لآولئك الذين أدركوا هفواتهم .وسقطاتهم.وزلاتهم.فأنصفوا أنفسهم بالندم#
فعلينا أيضا أن ننصفهم وأن نمنحهم ما يستحقون من العفوا والحب والدفئ..فيكفيهم ندمهم ويكفينا عودتهم الى جادة الطريق#


ان التسامح فضيلة الأقوياء في تعايشهم مع الضعفاء ولذا دعونا نسامح بعضنا البعض بشكل متبادل#
وقد وضع شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله قاعده في فن التسامح بمقولته المشهوره (أحللت كل مسلم عن ايذائه لي)

انه القلب الكبير الذي يتسع كل الخطايا ويتجاوز كل الرزايا#
ان ذلك القلب أشبه ما يكون بالبحر...لا تدنسه النجاسات ولا تغير طعمه القاذورات# أعزكم الله#
فخذ لقلبك من البحر عنوانا وأزرع من العفوا للأحبه بستانا#
وتذكر قول المصطفى عليه الصلاة والسلام(مازاد الله عبدا بعفوا الا عزا))

نور 05-22-2008 12:56 AM

رد: ۩۩๑لآلئ الآيمان في مصلىواحة الآيمان وبين رياض الجنة تسمو ارواحنا معآ ๑۩۩๑
 
الهي ظلل على ذنوبي غمام مغفرتك .
وارسل على عيوبي سحائب رحمتك .
الهي هل يرجع العبد الابق الى مولاه ?
ام هل يجيره من سخطه احد سواك?
الهي ....ان كان الندم على الذنب توبة فاني وعزتك من النادمين
وان الاستغفار من الذنب حطة فاني لك من المستغفرين.
لك العتبى حتى ترضى .
فارزقني المغفرة .
واجعلني منالنادمين .
فؤادي يؤنبني من المعصية .
والدمع جار على الخدين .
اناجي خالقي ان يغفر لي .
ربي اتيتك تائبا .....فلا ترجعني خائبا .




نور 05-22-2008 01:04 AM

رد: ۩۩๑لآلئ الآيمان في مصلىواحة الآيمان وبين رياض الجنة تسمو ارواحنا معآ ๑۩۩๑
 
هذه بعض مواعظ سيدنا ابو الدرداء لعلنا نتعظ بها او نعتبر.
يقول سيدنا ابو الدراداء:اني خائف يوم ينادي مناد فأقول:
لبيك ربي لبيك فيقول:اما علمت فأقول بلى فيقال:كيف عملت فيما علمت؟ فتأتي كل آية في كتاب الله زاجرة وآمرة تسألني فريضتها فتشهد عليا الآمرة بأني لم أفعل وتشهد عليا الزاجرة بأني لم أنتهي او أترك. فأعوذ بالله من قلب لا يخشع ومن عمل لا ينفع ومن صوت لا يسمع وأعوذ بالله من دعاء لا يجاب.
يقول ايضا رضي الله عنه:انك لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها وانك لا تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في جنب الله ثم ترجع الى نفسك فتكون لها أشد مقتا منك للناس .
يقول رضي الله عنه: لا تكلفوا الناس مالم يكلفوا ولا تحاسبوا الناس دون ربهم.ابن آدم عليك نفسك فانه من تتبع مايرى في الناس يطل حزنه ولا يشفى غيظه.
يقول:واعبدوا الله كأنكم ترونه وعدوا أنفسكم في الموتى واعلموا أن قليلا يغنيكم خير من كثير يلهيكم.واعلموا أن البر لا يبلى.





الساعة الآن 01:22 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by