رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -
ها هنا كان يناجينا الغرام و يناجي المستهام المستهام ها هنا رفّ بقلبينا الصبا و تبنّانا التصافي و الوئام عقد الحبّ فؤادينا كما يعقد الهدب إلى الهدب المنام فتلاقينا بأحضان الصّفا و الصّبا خمر و ثغر الحبّ جام و تجاذبنا أحاديث الهوى و سهرنا و ليالينا نيام و تمنّينا الأغاني و اللّقا في شفاه الكأس لحن و مدام و الصبابات الظوامي حولنا تشرب اللّحن فيهتاج الأورام ها هنا غنّى الهوى الطفل لنا و طواه ها هنا عنّا الفطام و انقضى صفو التلاقي و ذوت في صبا الحبّ أمانيه الجسام و انتهى العهد كأنّ لم يبتديء أو تلاقى البدء فيه و الختام وانطفا فجر أمانينا و لم ينطف الشوق و لم يخب الضرام بدت اللّقيا وولّت ها هنا فعلينا و على اللّقيا السلام ضمّنا هذا المقام المشتهي ثمّ أقصاني و أقصاك المقام فهنا يا أخت ناغينا الهوى و هنا ولّى و غطّاه القتام واختفى الأنس و ذكراه على مسرح العمر شعاع و ظلام و من الحبّ ابتهاج و أسى و من الذكرى دموع ة ابتسام كلّنا يهوى الهنا لكنّنا كلّما رمنا الهنا غاب المرام ها أنا حيث التقينا و على خاطري من صور الأمس ازدحام أسأل الذكرى عن الحبّ و هل للهنا في شرعة الحبّ دوام ها أنا في منزل اللّقيا و في جوّه من عهدنا الفاني حطام أسأل الصمت على الجدران هل للهوى عهد لديه أو ذمام و يكاد الصمت يروي حبّنا قصّة لو طاوع الصمت الكلام |
رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -
غبت في الصمت و الهموم الضّواري والأماني و الذكريات السواري و تغلّفت بالوجوم وواريـ ت همومي في صمتي المتواري و خنقت اللّحون في حلق مزما ري و أغفى على فمي مزماري و انطوت في فمي الأغاني و ماتت نغمي في حناجر الأوتار و تلاشى شعري و نام شعوري نومة اللّيل فوق صمت القفار و تفانى فنّي و لم يبق إلاّ ذكريات الصدى بشجو ادّكار و خيال النحيب في عودي البا كي و طيف النشيج في أسراري *** و كأنّي تحت الدياجير قبر جائع في جوانح الصمت عاري و أنا وحدي الغريب و أهلي عن يميني و إخوتي عن يساري و أنا في دمي أسير ، و في أر ضي شريد مقيّد الأفكار و جريح الإبا قتيل الأماني و غريب في أمّتي ودياري كلّ شيء حولي عليّ غضوب ناقم من دمي على غير ثار |
رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -
نزلت ليالي السجن بين جوانحي فحملت صدري للهموم ضريحا و جثت على قلبي كأنّي صخرة لا تفهم التنويه و التلميحا فدفنت في خفق الجراح تألّمي حيّا و ألحدت الأنين صحيحا و حملت دائي في دمي وكأنّني في كلّ جارحة حملت جريحا |
رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -
كيف أنسى منك الحوار البديعا و اللّقا الغضّ و الجمال الرفيعا كيف أنسى و لا نسيت و عندي ذكريات حرّى تذيب الضلوعا كيف أنسى و لست أنسى لقاء ضمّ قلبا صبّا و قلبا صديعا ووصالا كانت تفيض معاني علينا سكينة و خشوعا عندما ضمّنا اللّقا في ذراعيـ ه نسينا ما في الوجود جميعا و صبونا و عانق الحبّ حبّا مثلما عانق الصباح الربيعا وامتزجنا و الحبّ يضفي علينا صبوات مرحى و جوّا وديعا و بنان الهوى تغازل قلبيـ نا كما غازل النسيم الشموعا فأدرنا من الغرام حوارا عاطفيّا يصبي الهوى و الولعا و عتابا يكاد من رقّة الألـ فاظ يجري على الشفاه دموعا *** كم تساءلت عن لقانا و كم سا ءلت عن صفوة الظلام المريعا و ذكرت الوصال ذكرى غريب يتشهّى أوطانه و الرّبوعا |
رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -
وحدي هنا يا ليل وحدي ما بين آلامي و سهدي وحدي و أموات المنى و الذكريات السود عندي كأنّ أشباح الدجا حولي أماني مستبدّ وي أحاسيسي و تنـ شرها و تخفيها و تبدي لمّيل يلهو بي كما يهوى التجنّي و التعدّي كأنّني في كفّه عرض الكريم بكفّ وغد ليل لي قلب يحنّ إلى العلا بأحرّ وجد ى العلا و يردّني عجزي و إن العجز مردّي اليأس يسلبني عن الـ عليا و لا الآمال تجدي و بين مآربي أقصى النوى و أشقّ بعد فات مجدي إنّما في ذمّة الأيّام مجدي غدا – و ما أدنى غدا منّي – سأوفي المجد وعدي لقّن التاريخ آيا تي و يروي الخلد خلدي نشيد منّي أمّة تهدي إلى العليا و تهدي على عهد العلا فلتذكر العليا عهدي |
رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -
يا حيرتي أين حبّي أين ماضية و أين أين صباه أو تصابيه قتلت حبّي و لكنّي قتلت به قلبي و مزّقت في صدري أمانيه و كيف أحيا بلا حبّ و لي نفس في الصدر أنشره حيّا و أطويه قتلت حبّي و لكن ! كيف مقتله ؟ بكيت حتّى جرى في الدمع جارية أفرغت من حدق الأجفان أكثره دمعا و ألقيت في النسيان باقية ما كنت أدري بأنّي سوف أقتله أو أنّني بالبكا الدامي سأفنيه و كم بكيت من الحبّ العميق إلى أن ذاب دمعا فصرت اليوم أبكيه و كم شدوت بواديه الوريف و كم أفعمت كأس القوافي من معانيه و كم أهاب بأوتاري و ألهمني و كم شربت الأغاني البيض من فيه *** و اليوم واريت حبّي و التفتّ إلى ضريحة أسأل الذكرى و أنعيه قد حطّم اليأس مزمار الهوى بفمي و قيّد الصمت في صوتي أغانيه إنّ الغرام الذي قد كنت أنشده أغاني الروح قد أصبحت أرثيه ويلي وويلي على الحبّ القتيل و يا لهفي على عهده الماضي و آتيه ما ضرّني لو حملت الحبّ ملتهبا يميت قلبي كما يهوى و يحييه |
رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -
هيهات أن أنسى هواك و كلّما حاولت أن أنسى ذكرتك مغرما يا للشجون و كيف أنسى و الأسى يقتات أوصالي و ينتزف الدما يا أخت روحي و ابتسام طفولتي و بكا شبابي – آه . ما ألقى و ما خلّفتني وحدي ألوك حشاشتي أسفا و أفنى حرقة و تضرّما وحدي مع الأمل الذبيح تطوف بي ذكر متيّمة يشقن متيّما و اليوم إنّي حول قبرك صامت أقتات من جوعي و أستسقي الظما و أقبّل القبر الحبيب و منيتي لو أنّ لي في كلّ جارحة فما و أسائل الصمت الرهيب كأنّني جوعان محتضر يسائل معدما *** يا من أناديها و يخنقني البكا و يكاد صمت الدمع أن يتكلّما فارقت في مثواك رفق أبوّتي و فقدت عطف الأم فيك مجسّما يا قلبي الدامي و آه و أين من فاضت عليّ عواطفا و ترحّما غابت و غبت و كلّما فارقتها لاقيتها في الذكريات توهّما مالي أناجيها و كيف و كلّما ناجيتها ناجيت قبرا أبكما *** وافيت قبرك و السكون يلفّه و سكينة الأجداث تحيي المأتما فسألت وارتجف السؤال متى اللّقا فعصى الجواب لسانه و تلعثما فذكرت أنّ الموت خاتمة اللّقا فقلت آمالي و ليت و ربّما و تألّمت روحي ووجداني إلى أن كادت الآلام أن تتألّما *** يا روع قلبي كيف أنسى روضة حضنت صبا عمري فرفّ منعّما كم دلّلتني بالحنان و لم تكن أمّي و قد كانت أرقّ و أرحما حتّى عميت فكاد يعميها البكا و حنانها الباكي يشاركني العمى *** كم صارعت عنت الخطوب و ما مضت من ظالم إلاّ تلقّت أظلما و مشت على شوك الحياة و هولها و كأنّها كانت تدوس جهنّما فرمت إلى حضن الممات كيانها و تبدّلت بالكدّ عيشا أنعما و تبرّمت بحياتها الضنكى و من برمت به متع الحياة تبرّما و حييت بعد مماتها ميت الهنا حيّا أموت تأوّها و تألّما |
رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -
أين منّي حنانها أين منّي ملتقاها لم يبق إلاّ التمنّي و شجون تهفو بقلبي إليها و ظنون تقصي مرادي و تدني هي أدنى إليّ من سر قلبي و هي في القرب أبعد الناس عنّي و هي في خاطري و أشكو نواها و أقاسي ظلم الهوى و التجنّي فاسمعي يا حبيبة الروح نجوى خاطري وارقصي على شجو لحني إنّني يا حبيبتي شاعر الـ حب و للحبّ أغنياتي و فنّي يجرح الحبّ أغنياتي فيصبيـ ها و يبكيني الهوى فأغنّي حين يضنيني الغرام أغنيـ ه و أسمى الغرام ما كان مضنى ساجليني يا ربّة الحسن أشوا قي و عاني معي الغرام المعنّي إنّني يا إلهة الحسن أهوا ك و إن الهوى من الحسن يغنّي إنّني ظاميء إليك و كم أظمأ و أظما و فيك خمري و دني في معانيك سكرة الحبّ و الفن و فيها رقص الخيال المغنّي و فتون حيّ يموج على أعـ طاف حسنا يجلّ عن كلّ حسن إنّها كلّ ما أريد من الدنـ يا و ما يشتهي يقيني و ظنّي |
رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -
ولد الربيع معطّر الأنوار غرّد الهوى و مجنّح الأشعار و مضت مواكبه على الدنيا كما تمضي يد الشادي على الأوتار جذلان أحلى من محاورة المنى و أحبّ من نجوى الخيال السّاري و ألذّ من سحر الصبا و أرقّ من صمت الدموع ورعشة القيثار هبط الربيع على الحياة كأنّه بعث يعيد طفوله الأعمار فصبت به الأرض الوقور و غرّدت و تراقصت فتن الجمال العاري و كأنّه في كلّ واد مرقص مرح اللّحون معربد المزمار و بكلّ سفح عاشق مترنّم و بكلّ رابية لسان قاري و بكلّ منعطف هدير حمامة و بكلّ حانية نشيد هزار و بكلّ روض شاعر يذرو الغنا فوق الرّبا و عرائس الأزهار و كأنّ أزهار الغصون عرائس بيض معندمة الشفاه عواري و خرائد زهر الصبا يسفرن عن ثغر لؤاليّ و خدّ ناري من كلّ ساحرة الجمال تهزّها قبل الندي و بكا الغدير الجاري و شفاه أنفاس النسيم تدبّ في بسماتها في الأفكار فتن و آيات تشعّ و تنتشي كالحور بين تبسّم و حوار ناريّة الألوان فردوسيّة ذهبيّة الآصال و الأسحار آذار يا فصل الصبابة و الصبا و مراقص الأحلام و الأوطار يا حانه اللّحن الفريد و ملتقى نجوى الطروب و لوعة المحتار أجواؤك الفضّيّة الزرقا جلت صور الهنا و عواطف الأقدار و محا هواك الشتا القاسي كما يمحو المتاب صحفيّة الأوزار في جوّك الشعري نشيد حالم و عباقر شمّ الخيال عذاري *** ما أنت إلاّ بسمة قدسيّة ريّا الشفاه عميقة الأسرار و بشائر مخصّلة و ترنّم عبق أنيق السحر و السحار |
رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -
لمن الهيام ؟ لمن تذوب هياما ؟ و لمن تصوغ من البكا أنغاما و لمن تسلسل من ضلوعك نغمة حيرى تناجي اللّيل و الأحلاما و نشائدا جرحى اللّحون كأنّها من رقّة الشكوى قلوب يتامى *** يا شاعر الآلام كم تدمى و كم تبكي و تحتمل الهموم جساما خفّف عليك و عش بقلبك وحده و اسأل نهاك لم البكا و علاما ؟ واربأ بنفسك فهي أسمى غاية من أن تذوب صبابة و غراما كم همت بلآلام تشدو باسمها و على الأنين تدلّل الآلاما بلواك يابن الشعر فجر شاعر يهدي إليك الوحي و الإلهاما و بكاك ترنيم الخلود إذا اشتكى غنّى الحياة ورقّص الأيّاما في قلبك المهموم ألف خميله تلد الهموم أزاهرا و خزامى جلّت هموم الشعر . إنّ دموعها فنّ يدير من الدموع مداما |
الساعة الآن 09:23 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by