شبكة صدفة

شبكة صدفة (http://www.aadd2.net/vb/index.php)
-   عالم الحياه الزوجيه (http://www.aadd2.net/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   المرأة فى رمضان (http://www.aadd2.net/vb/showthread.php?t=133274)

ابو عمر المصرى 08-04-2011 02:10 PM

المرأة فى رمضان
 
إنها امرأة دخل عليها شهر رمضان ففرحت فرحًا لا يعلمه إلا الله، وبدأت في ترتيب برامجها في رمضان، وأخذت العهد على نفسها أن تنافس لدخول الجنان.

اتخذت علو الهمة سلاحًا لها في زمن الكسل والخذلان، فكان ليلها في صلاة وركوع وسجود للرحمن، وأما نهارها فرعاية للأبناء والبنات والإخوان.

وكانت لزوجها مطيعة ومحسنة تبتغي بذلك رضا الرحمن، وجعلت جزءًا كبيرًا من وقتها لتلاوة القرآن.

وعلمت أنه لا بد أن تُخرِج من مالها شيئًا لذلك الفقير الإنسان، وأن هذا الشهر سيمضي سريعًا بلا استئذان، فكان قرارها الصارم: أعوذ بالله من الشيطان.

وبعد ذلك جد واجتهاد للفوز بمراتب الإحسان، لعلها تفوز بالجنان، حيث قال الله: {هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ} [الرحمن: 60].

فهنيئًا لها ما تحمل من صدق ويقين وإيمان، وأين أمثالها من الأخوات أو الإخوان؟!

بحثت لعلي أجد وسأجد بإذن الله المنان؛ لأن الخير في أمة محمد سيبقى ما دام الزمان.

ابو عمر المصرى 08-04-2011 02:12 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
هل سألت نفسك يومًا من الأيام ما هي رسالتك في الحياة؟

زهرتي الطائعة، إن رسالتك المتفردة التي تمنحها لك شريعة الإسلام تبنى كلها على إجابة لأخطر سؤال ظهر على وجه الأرض منذ بدء الخليقة وحتى قيام الساعة، وهذا السؤال هو:

لماذا خلقنا على ظهر الأرض؟

ما مهمة الإنسان الحقيقية التي وجد للقيام بها؟

هذا السؤال الذي حير الفلاسفة والمفكرين الذين حُرموا من نور الوحي فضلُّوا وأضلُّوا، أما عقيدتنا الخالدة فهي وحدها فقط التي تملك الإجابة الصحيحة الوحيدة ممثلةً في قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].

نعم زهرتي الطائعة، فهذا هدفك الأعظم في الحياة أن تمضيها كلها في تحقيق مرضاة الله، فيكون جزاؤك السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة.

ولكن هل يعني هذا أنك مطالبة بالعكوف على سجادة الصلاة في بيتك أو في المسجد، وترك الدنيا من أجل التفرغ للعبادة؟! كلا بالطبع، إن هذا المفهوم المغلوط الناقص لكلمة العبادة هو الذي أوجد ذلك الفصام النكر بين الدين والدنيا وبين الدنيا والآخرة في حس كثير من المسلمين؛ فالعبادة في مفهومها الصحيح -كما يعرِّفها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله- هي "كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة".

فكل فعل لك في هذه الحياة، سواء كان طاعة مشروعة أو عملاً مباحًا إذا ابتغيت به مرضاة الله، فإنه عبادة تثابين عليها من الله.

وانظري إلى حديث رسولنا الكريمأن المسلم عندما يأتي شهوته المباحة يُؤجر عليها وتكون له صدقة، فيقول: "... وفي بضع أحدكم صدقة". فتعجب الصحابة من ذلك، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: "أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر".

وانظري معي إلى قول الأستاذ محمد قطب في شأن العبادة: "والعبادة تشمل كل نشاط الإنسان في الأرض {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162]".

وها هو النبييبين لنا هذا المفهوم العظيم ويعقد الصلة بين الدنيا والآخرة، فيقول: "إذا قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها".

تأملي معي هذا الحديث المعجز، لقد كان من المتوقع والقيامة قد أوشكت أن تقوم أن يأمرنابالتوبة والاستغفار ونسيان الدنيا والإقبال على الآخرة، ولكنهيأمرنا بغرس الفسيلة، فسيلة النخل التي لا تثمر إلا بعد سنين طويلة.

وما ذاك إلا ليعلمنا هذا الدرس العظيم، (وهو أن طريق الآخرة هو هو طريق الدنيا بلا اختلاف ولا افتراق، إنهما ليسا طريقين منفصلين أحدهما للدنيا والآخر للآخرة، وإنما هو طريق واحد يشمل هذه وتلك، ليس هناك طريق للآخرة اسمه العبادة وطريق للدنيا اسمه العمل، إنما هو طريق واحد أوَّله في الدنيا وآخره في الآخرة، وهو طريق لا يفترق فيه العمل عن العبادة، ولا العبادة عن العمل، كلاهما شيء واحد في نظر الإسلام. أما هذا الفصل المتعسف بين الدنيا والآخرة أو بين العمل والعبادة، فليس من الإسلام في شيء، الإسلام أن يأكل المسلمون باسم الله، ويتزوجوا باسم الله، ويتعلموا باسم الله وفي سبيل الله، ويعملوا وينتجوا ويتفوقوا باسم الله، لا تشغلهم الدنيا عن الآخرة، ولا الآخرة عن الدنيا؛ لأنهما طريق واحد لا يفترقان).

فأنتِ -عزيزتي المرأة المسلمة- مطالبة بعمارة الأرض وصناعة الحياة، تمامًا كما أنك مطالبة بالصيام والصلاة.

والخلاصة أننا الآن نستطيع أن نضع رسالة عامة لا بد أن يحملها كل مؤمن ومؤمنة في الحياة، وهي إرضاء الله تعالى من خلال:

- الالتزام بمنهج الإسلام في نفسه وماله وأهله.

- صناعة الحياة عن طريق التفوق في التخصص المهني، سواء في الوظيفة أو الدراسة أو غير ذلك.

والمسلم مخير في صورة هذه الرسالة، بمعنى أنه يختار التخصص الذي يناسبة في الحياة ليتفوق فيه، ويساهم من خلاله في خلافة اللهفي الأرض.

اتفقنا -عزيزتي المرأة المسلمة- أن الهدف العام ورسالتك في الحياة هي (إرضاء الله تعالى من خلال النجاح في تخصصك)، وهذه الرسالة العامة لا يمكن أن تتحول إلى واقع عملي إلا إذا تم تحويلها إلى رؤية واضحة تمتد لتشمل جميع جوانب حياتك، وهذه الجوانب هي:

الجانب الإيماني - الجانب الأسري - الجانب المهني - الجانب الصحي - الجانب المالي - الجانب الاجتماعي - الجانب الثقافي العلمي - الجانب الترفيهي - الجانب التطوعي - الجانب التطويري.

وإذا تساءلت -عزيزتي المرأة المسلمة- ما علاقة هذا الكلام بالحديث عن رمضان؟

أقول: إن الجانب الإيماني هو من أهم الجوانب على الإطلاق الذي يتوقف عليه نجاح المؤمنة في بقية الجوانب العشرة؛ حيث إنه فوق كونه أساس العلاقة مع الله، ولا ينجو الإنسان يوم القيامة من النار ولا يفوز برضوان الله وجنته إلا بالنجاح فيه، إلا أنه أيضًا يحقق الاستقرار والتوازن النفسي ويمنح الإنسان شعورًا بالطمأنينة والسكينة والسعادة والصحة النفسية؛ مما يولد لديه دافعية كبيرة للتقدم والنجاح.

يقول الله: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]. ويقول أيضًا: {أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

وفي علم النفس أن وراء كل سلوك دافعًا، والمؤمن دافعه أخروي إيماني موصول بربه، والدوافع الأخروية أقوى أنواع الدوافع وأعظمها قدرًا ومكانة وأكثرها ملازمة للإنسان؛ لأنها تدفع الإنسان في السر والعلن وفي كل الأوقات والأحوال وأينما كان، ولأنها دوافع تؤدي به إلى السمو والاستعلاء والعزة والشرف؛ فالدافع الديني هو ميزة الإنسان وخصوصية، والدافع العبادي هو مناط رفعة وكرامة.

المصدر: موقع مفكرة الإسلام.

ملكة بإحساسي 08-04-2011 11:59 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
سلمت يداك استاذ ابوعمر

رائع جداا طرحك
الله يوفك ويبارك في طرحك
ننتظر جديدك فلا تحرمنا

شكري واحترامي

ابو عمر المصرى 08-05-2011 05:14 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
شــــكرا لك
على مروركـ الرائـــــــــع

و الـــــــــــرد الجميـــل
بـــــــــــــــــارك الله فيك و
جزاك الله ألـــــف خيـــر

ابو عمر المصرى 08-06-2011 06:23 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
قالت لي: (في شهر رمضان أريد أن أتفرغ للعبادة، وأستغل كل الوقت للتزود من الطاعات, ولكني في حقيقة الأمر أجد نفسي في مشاكل كثيرة, تتكاثر علينا الأعباء المنزلية، والوقوف في المطبخ, وعمل أنواع مختلفة من الأطعمة والمشروبات، ثم تأتي العزومات والزيارات، وما أدراك ما العزومات والزيارات! ويضيع الوقت والجهد، وقد لا أستطيع المواظبة على صلاة القيام وقراءة الورد اليومي من القرآن. وهناك أمر آخر، هو أنني أهمل زينتي في رمضان, وتنقطع العلاقة الزوجية بسبب الأعمال والأعباء وضيق الوقت). انتهى كلامها.

أختي المرأة المسلمة، هذا هو حال أغلب النساء في رمضان إلا من رحم ربي، وها نحن نقدم لكِ حلولاً عملية لمواجهة المشاكل المتوقع حدوثها في رمضان؛ ليتوفر لكِ الوقت والجهد في رمضان للتفرغ للعبادة والطاعة. ونقف هنا ونتساءل: ما المشكلات التي تواجه المرأة المسلمة المتزوجة في رمضان؟

وقد جمعناها لكِ أختي المسلمة في النقاط التالية:

1- الأكل والشرب وطغيانهما على الجانب الروحي، ويدخل في ذلك العزومات والزيارات بين الأهل والجيران والأصدقاء.

2- تضييع الأوقات وعدم استغلالها أحسن استغلال.

3- عدم التعاون مع الزوج على الطاعة.

4- انقطاع العلاقة الزوجية.
أولاً- الطعام والشراب والعزومات:

لماذا ارتبط شهر رمضان بالأطباق والوجبات والعصائر المختلفة؟ لماذا ارتبط بالكميات التي يستهلكها البيت من الأطعمة المختلفة عن أي شهر آخر؟

لماذا نأكل كثيرًا بعد الإفطار ونشرب ويؤثر هذا على الجانب الروحي ونصل إلى درجة النوم الكثير؟

لمَ ينفتح باب العزومات على مصراعيه حتى يصل إلى درجة أنه يعطلنا عن صلاة القيام في رمضان؟

أختي الزوجة المسلمة، إن شهر رمضان شهر ليس كباقي الشهور، إنه شهر تضاعف فيه الأعمال الصالحات، وتُفتح أبواب الخير ويكون الصوم فيه لله، وهو الذي يجزي به، وجزاء الله الغني المنعم المتفضل الوهاب أكبر وأشمل وأعم من أن يحيط به وصف: "كل عمل ابن آدم يُضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"[1].

شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله نافلة، شهر كله خير؛ فأوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، شهر التنافس على الأعمال الصالحة، شهر يباهي الله بنا ملائكته.

أختي المرأة المسلمة، ومن آداب الصوم: أن لا يمتلئ من الطعام في الليل بل يأكل بمقدار الكفاية؛ فإنه "ما ملأ آدمي وعاء شرًّا من بطنه"[2]، ومتى شبع أول الليل لم ينتفع بنفسه في باقيه، وكذلك إذا شبع وقت السحر لم ينتفع إلى قريب من الظهر؛ لأن كثرة الأكل تورث الكسل والفتور، ثم يفوت المقصود من الصيام بكثرة الأكل؛ لأن المراد منه أن يذوق طعم الجوع، ويكون تاركًا للمشتهي.

أما عن إطعام الطعام وكثرة الزيارات والعزومات، فلا شك أن إطعام الطعام باب عظيم من أبواب الخير، قال: "إن في الجنة غرفًا يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها". قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: "لمن أطعم الطعام، وأطاب الكلام، وصلى بالليل والناس نيام"[3].

ويقول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه"[4]. وقال : "من فطر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء"[5].
وإليكِ الآن الحلول العملية:

1- عدم الإسراف في الأكل والشرب، قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]. وقال تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} [الإسراء: 27].

2- على المرأة تجهيز بعض المأكولات والمشروبات قبل دخول شهر رمضان بوقت كاف وبدون إسراف، أعرف صديقة لي تشتري الخضار من شهر رجب وتنظفه وتحفظه في "الفريزر"؛ للاستعداد لرمضان واستغلال الوقت فيه.

3- يمكن الاستعانة بالخادمة أو آخرين من أهل المنزل للمساعدة في المطبخ وتوزيع الأعمال بينهم.

4- تنسيق الزيارات الرمضانية مع الأهل والجيران والأصدقاء على أن يراعى الفائدة والمتعة.

5- احتساب النية في إطعام الطعام وصلة الرحم وأعمال البر الأخرى, فيكون كل الوقت الذي تقضينه في المطبخ هو طاعة وفي سبيل الله.

وأعمال البر كثيرة؛ منها إفطار الصائمين ولو بتمرة، إدخال السرور على الفقراء والمساكين، صلة الأرحام، والإحسان إلى الجيران، وحسن الخلق مع الأهل والأصحاب والأزواج والذرية, وإسقاط الدَّيْن عمن لا يجد وأنت تقدر ولو من زكاة المال، وغير ذلك من أعمال الخير في المشاركة في إعداد طبق إفطار يومي تهديه إلى الصائمين في المسجد.

إن المرء ليعجب من الصحابة كيف كانوا يغزون وزادهم تمرات يمصونها فيقمن أصلابهم أمام أعدائهم!!

وأتعجب من حال المسلمين اليوم الذين يقضون نهار رمضان في النوم، وقد كان أجدادنا يجاهدون في رمضان، فكانت موقعة بدر الكبرى وفتح مكة والأندلس وعمورية وأنطاكية وعين جالوت، كلها كانت في رمضان.
ثانيًا- تضييع الأوقات وعدم استغلالها:

إن الوقت هو أثمن ما يملكه الإنسان، ولئن قال القائل: "الوقت من ذهب"، فإن هذا في الحقيقة يبخس من قيمة الوقت، فهو أغلى كثيرًا من الذهب، الذي إذا فُقِد فإنه يمكن تعويضه، أما الوقت فلا يمكن تعويض لحظة منه بكل ذهب الدنيا.

أختي المرأة المسلمة، لقد فضل الله بعض الشهور على بعض، وبعض الأيام والليالي على بعض، من ذلك شهر رمضان، وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ويوم الجمعة والعشر الأوائل من ذي الحجة، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء، يقول النبي: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"[6]. وخير الشهور هو شهر رمضان، به تكثر النفحات، ويعظم الأجر، ويزداد العفو.

فإن لم نصب من الخير في رمضان فمتى؟ وإن لم نجتهد في رمضان فمتى؟ وإن لم تستغل فضل هذا الشهر الكريم وننهل منه فمتى؟ فقد أمَّن رسول اللهعلى دعاء جبريل لما قال: "رغم أنف عبد دخل عليه رمضان لم يغفر له"[7].
وإليكِ الحلول العملية لاستغلال الوقت في رمضان:

1- حددي المجالات التي تتحركين فيها في رمضان وهي:

- مجال التربية الإيمانية: مثل المحافظة على الصلاة، ختم القرآن، صلاة التراويح، مراجعة فقه الصيام.

- مجال الأقارب والأرحام: صلة الرحم، دعوتهم للإفطار.

- مجال الأسرة والأبناء: متابعتهم في تأدية الصلاة، وختم القرآن، وتعليمهم معلومات في فقه الصيام.

- مجال دعوة المسلمين لأعمال البر: دعوة الأصدقاء، أو الزملاء في الدراسة لصلاة التراويح مثلاً، ثم ضعي أمام كل نشاط الوقت المطلوب تنفيذه.

2- تنسيق وتوزيع الأدوار بين أعضاء الأسرة في الخدمة، والهدف هو إعطاء المرأة حقها في العبادة.

3- عدم إخلاء ساعة في يوم أو ليل في رمضان من نافلة أو عمل نافع وصالح، أو على الأقل نية حسنة.

4- اغتنمي الأوقات المباركة واستشعري حديث الرسول: "اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك"[8].
ثالثًا- عدم التعاون مع الزوج على الطاعة:

من الزوجات من تعطل الزوج عن أعمال الخير, وتحدث بينهما الخلافات بسبب الإنفاق أو العزائم أو الاعتكاف أو كثرة الخروج من المنزل في أعمال الدعوة.

أختي المرأة المسلمة، أعيني زوجك على صلاة الجماعة وخاصة صلاة الفجر، وتلاوة القرآن، وذكر الله، والإنفاق في سبيل الله، وصلة الرحم، وإطعام الطعام، فكل هذا في ميزانك يوم القيامة.

ومن جميل ما يروى في تشجيع المرأة زوجها على النفقة في سبيل الله، موقف أم الدحداح حينما جاء زوجها يعلنها أنه تصدق بالبستان الذي تسكن هي وعيالها طمعًا في عذق[9] في الجنة فكان جوابها: ربح البيع، ربح البيع. وفي ذلك يقول : "كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة"[10].
وإليكِ الحل العملي:

1- احتسبي كل عمل لله، حتى تعاونك مع زوجك في طاعة الله؛ فالدال على الخير كفاعله.

2- ادفعي زوجكِ للطاعة وكل أعمال البر؛ فستجدي الخير والبركة في بيتكِ.
رابعًا- انقطاع العلاقة الزوجية:

يشكو الكثير من الأزواج والزوجات من انقطاع العلاقة الزوجية في رمضان؛ لأن رمضان شهر العبادة، وقد قرأت في أحد المواقع الإسلامية قصة زوج وزوجة حديثي الزواج عندما جاءهم رمضان بعد الزواج, اتفقا أن يكون هذا الشهر أفضل شهر في حياتهم في التقرب إلى الله والعبادة والطاعة, ومن الأشياء التي تم الاتفاق عليها أن يهجروا العلاقة الزوجية حتى لا يتعطلوا عن الطاعة والصلاة والقيام.

وهذه قصة زوجة إذا جاء رمضان تذهب مع زوجها عند أهله ليقضوا شهر رمضان في بيت العائلة, وبالتالي وداعًا للعلاقة الزوجية، وهذه الزوجة تتمنى أن يرزقها الله بطفل، وهي لم تنجب بعد، أليس من الممكن أن يكون هذا الرزق مع بركات شهر رمضان؟

ولنا وقفة مع هذه الآية: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إلى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187]، جاء في تفسير ابن كثير في تفسير الآية: "وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا، فإذا ناموا امتنعوا، ثم إن رجلاً من الأنصار يُقال له (صرمة) كان يعمل صائمًا حتى أمسى فجاء إلى أهله فصلى العشاء ثم نام، فلم يأكل ولم يشرب حتى أصبح فأصبح صائمًا، فرآه رسول اللهوقد جهد جهدًا شديدًا فقال: (ما لي أراك قد جهدت جهدًا شديدًا؟). قال: يا رسول الله، إني عملت أمس فجئتُ حين جئت، فألقيت نفسي فنمت، فأصحبت حين أصبحت صائمًا. قال: وكان عمر قد أصاب من النساء بعد ما نام، فأتى النبيفذكر له ذلك، فأنزل الله: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ...} إلى قوله: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187].

وجاء في تفسير ظلال القرآن: "والرفث مقدمات المباشرة أو المباشرة ذاتها، وكلاهما مقصود هنا ومباح، ولكن القرآن لا يمر على هذا المعنى دون لمسة حانية رفافة، تمنح العلاقة الزوجية شفافية ورفقًا ونداوة، وتنأى بها عن غلظ المعنى الحيواني وعرامته، وتوقظ معنى الستر في تيسير هذه العلاقة {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187]. واللباس ساتر وواقٍ، وكذلك هذه الصلة بين الزوجين تستر كلاًّ منهما وتقيه... والإسلام يكشف لهم عن خبيئة مشاعرهم، وهو يكشف لهم عن رحمته –تعالى- بالاستجابة لهواتف فطرتهم".
والواجب العملي هو:

1- الله I قد أحل للزوجين الرفث ليلة الصيام، فلماذا هذا البعد والجفاء والهجر في رمضان؟!

2- احتسبي أجر هذه العلاقة، كما جاء في حديث الرسول: "وفي بضع أحدكم صدقة"[11].

3- مطلوب منكِ -ومن الزوج أيضًا- مزيدًا من الحب والمودة والرحمة والرفق في هذا الشهر الكريم.

4- من يطلب الولد وهذا من الرزق فلا يتباعد في رمضان؛ لعل الله أن يكتب له الرزق ويحقق الحلم.

كان السلف إذا انقضى رمضان يقولون: رمضان سوق قام ثم انفض، ربح فيه من ربح، وخسر فيه من خسر؛ فاحرصي أن تكوني من الرابحين والفائزين.

المصدر: موقع مفكرة الإسلام.

[1] متفق عليه.
[2] صححه الألباني.
[3] صححه الألباني.
[4] متفق عليه.
[5] صححه الألباني.
[6] رواه مسلم.
[7] صححه الألباني.
[8] صححه الألباني.
[9] العذق من التمر كالعنقود من العنب.
[10] صححه الألباني.
[11] رواه مسلم.

ابو عمر المصرى 08-06-2011 06:23 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
الحمد لله مقلب الأعوام عامًا بعد عام، والشهور بعد الشهور والأيام بعد الأيام {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الأَبْصَارِ} [النور: 44]، والصلاة والسلام على الهادي البشير، والسراج المنير، وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد..

فمرحبًا أهلاً وسهلاً بالصيام *** يا حبيبًا زارنا في كـل عـام
قد لقينـاك بحـب مفعـم *** كل حب في سوى المولى حرام

أختي الصائمة، أطل علينا شهر عظيم، أوَّله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، شهر القرآن والصيام، شهر الجهاد والنصر، شهر مضاعفة الحسنات والتوبة والغفران، هو سيد الشهور، فمرحبًا به وأهلاً.

أختي الصائمة، في هذه الرسالة وقفات ونصائح، تقبليها من مُحِبَّةٍ لكِ في هذا الشهر الكريم، لعل الله أن يتقبل منا ومنك الصيام والقيام، إنه جواد كريم.

أولاً: احمدي الله -أختي الصائمة- على هذه النعمة العظيمة، وهي إدراك شهر رمضان، فشمري عن ساعد العزم، واعقدي على التوبة من الآن، وأري الله من نفسك خيرًا في هذا الشهر الكريم، فلعلك لا تدركينه في عامك المقبل.

كم كنت تعرف ممن صام من سلف *** من بين أهـل وجيـران وإخوان
أفناهم الموت واستبقـاك بعدهـم *** حيًّا فما أقرب القاصي مـن الداني

ثانيًا: لا تكثري من شراء الأطعمة والمأكولات عند بداية هذا الشهر، كما هو حال كثير من الناس؛ فشهر رمضان هو شهر الصيام، وليس شهر الأكل والشرب، واعلمي أنه جعل هناك وجبتين فقط في هذا الشهر، هما وجبتا السحور والإفطار؛ للتخفيف على العبد، حتى يستطيع أن يقوم بحقوق الله في هذا الشهر من صيام وقيام وتلاوة للقران.

وتذكري أن من فوائد الجوع الآتي: صفاء القلب ورقته، كسر الشهوة في النفس، صحة البدن، التفرغ للعبادة، تذكر حال الفقراء والمساكين، شكر النعمة.

ثالثًا: اغتنمي هذه الأيام، واجعلي هذا الشهر شاهدًا لك عند الله يوم يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور، وأري الله من نفسك خيرًا، واسألي الله القبول؛ فإنه علامة على التقوى، قال تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27].

رابعًا: لا تجعلي يوم صومك ويوم فطرك سواء، فإذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والغيبة والنميمة، وليكن عليك وقار وسكينة في يوم صومك.

خامسًا: عودي أبناءك على صيام هذا الشهر العظيم، واجعلي بينهم مسابقة لقراءة جزء من القرآن الكريم مع حفظ وجه واحد، مع جائزة قيِّمة لمن يصوم أكثر أيام من غيره.

سادسًا: اجعلي نيتك خالصةً لوجه الله الكريم وأنت تقومين بإعداد الإفطار، واحتسبي عند الله -تعالى- أجر تفطير الصائم، وإن كان زوجك وأبناءك وأفراد عائلتك؛ فإن العمل بالنية، لقول الرسول: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى"، وقوله: "من فطر صائمًا كان له مثل أجره...".

سابعًا: اجعلي لك رفيقًا دائمًا وأنت في داخل المطبخ للطهي وإعداد الطعام، ألا وهو جهاز المذياع، حتى تنتهي من إعداد الإفطار، وأنصتي بجميع جوارحك لما يقال فيه من الخير العظيم في إذاعة القرآن الكريم. فهذه الإذاعة المباركة تقدم العلم النافع، وتنتقل بك من روضة إلى روضة، ما بين تلاوة وحديث وفتوى من عالم ونصائح وفوائد، يقول سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: "أنصح جميع المسلمين باستماع برامج إذاعة القران الكريم؛ لأن فيها نفعًا وخيرًا كثيرًا".

ثامنًا: احذري -أختي الصائمة- من العكوف على القنوات الفضائية التي يزيد شرها في هذا الشهر الكريم، والتي تبث الأفلام والمسلسلات الهابطة والفوازير الماجنة، حيث تذهب بروحانية الصيام، قال تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً} [الإسراء: 36]. وقال الرسول: "لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع" منها: "وعن عمره فيم أفناه".

تاسعًا: حاولي جاهدة الانتهاء من إعداد الإفطار قبيل الأذان بربع ساعة، واجعليها لقراءة القرآن والدعاء والاستغفار، فإن للصائم في هذا الوقت دعوة لا ترد. ولا تنسي أولادك وأهل بيتك وجميع المسلمين من صالح دعائك.

عاشرًا: عجلي بالإفطار بعد غروب الشمس مباشرة؛ لحديث سهل بن سعد t عن النبيقال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور"[1]. ولا تغفلي عن البسملة قبل الأكل، وأفطري على تمر إن تيسر ذلك، ثم رددي مع المؤذن ما يقول، واسألي الله الوسيلة والفضيلة لنبيك محمد .

الحادي عشر: لا تكثري من الأكل؛ لأنه يثقل البدن، ويدعو إلى التكاسل عن العبادة وصلاة التراويح وقيام الليل.

الثاني عشر: بادري إلى مصلاك بعد سماع أذان العشاء، فصلي الفريضة وما كتب الله لك من صلاة التراويح.

الثالث عشر: جاهدي نفسك في هذا الشهر، واجعلي لك ساعة من الليل لصلاة التهجد والقيام في وقت هجع فيه الأبناء، وهدأ المنزل من الضوضاء.

ولا بأس بأن تمسكي بالمصحف للقراءة منه، وناجي رب البريات وخالق الأرض والسموات، وانطرحي بين يديه واسأليه العفو والصفح ومغفرة الذنوب، والثبات على الحق حتى تلقينه، فرُبَّ دعوةٍ صادفت بابًا من السماء مفتوحًا نال صاحبها سعادة الدارين.

الرابع عشر: اجتنبي -أختي الصائمة- التطيب من طيب تظهر رائحته، إذا كنت ممن يذهب إلى المسجد لأداء صلاة التراويح، وكذلك الحذر من عدم التستر في اللباس؛ لأن بعض النساء -هداهن الله- يخرجن إلى صلاة التراويح وهن متبرجات متعطرات، وقد أبدين بعض مفاتنهن.

والمرأة المسلمة مأمورة بالتستر والحجاب الكامل، فما بالك بمن خرجت للصلاة في هذا الشهر الكريم!!

الخامس عشر: في العشر الأواخر من رمضان ليلة هي خير من ألف شهر، ألا وهي ليلة القدر، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 1-5]. وهي في الأوتار كما أخبر بذلك المصطفى، أي ليلة (21- 23- 25- 27- 29).

ومع ذلك فإن كثير من النساء -هداهن الله- يضيعون هذه الليالي العظيمة في الأسواق؛ لشراء ملابس العيد أو حلوى العيد، وهذا من الجهل والخطأ، فقد كان النبي"إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله"[2].

السادس عشر: لا تتكاسلي إذا جاءك العذر الشرعي[3]، فأنت منهية عن الصيام والصلاة فقط، أما الأعمال الأخرى فلست منهية عنها، من دعاء وذكر الله وتسبيح وتهليل واستغفار.

السابع عشر: إياك من النكوص والعودة إلى المعاصي التي كنت عليها قبل رمضان، فلا تكوني مثل التي {نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} [النحل: 92]، وتذكري ما كنت تعملينه من صيام وصلاة وتلاوة قرآن وإخبات إلى الله.. تذكري روحانيات رمضان، وكيف كنت تعيشين في سعادة وطمأنينة وعيشة هنيئة، فكيف تريدين العودة إلى حياة الشقاء والضنك؟! وصدق الله إذ قال: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طـه: 124].

واعلمي -أختي الصائمة- أنك قد تتخطفك يد المنون وأنت قد خنت العهد مع الله، بعد أن أعلنت التوبة إليه، وبكيت بين يديه، فنعوذ بالله من الحور بعد الكور.

الثامن عشر: عليك بالقضاء بعد رمضان حتى تدركي صيام ستة أيام من شوال؛ لقول المصطفى: "من صام رمضان وأتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر"[4].

أخيرًا، أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا وإياك ممن تقبل الله منه الصيام والقيام، وأن يجعلنا من عتقائه من النار، وأن لا يجعل هذا العام آخر عهدنا برمضان، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ابو عمر المصرى 08-07-2011 06:24 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
تعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده" (حديث حسن).

هكذا أمرنا حبيبنا الرسوللاغتنام النفحات الربانية والهدايا المرسلة إلى عباده, رمضان فرصة وغنيمة، فهو فرصة للتوبة والرجوع إلى الله، وغنيمة في حسناته وبركاته ورحماته، وتأملي معي -زهرتي المسلمة- قول رسولنا: "رغم أنف رجل دخل عليه رمضان، ثم انسلخ ولم يغفر له"[1]. فالعبد يتهيأ له من الخير ما لا يتهيأ له في غيره، فمن ضيع ذلك الخير فهو عدو نفسه ومهلكها، وهو الخاسر بالتأكيد.

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر"[2].
أول ليلة:

تخيلي معي -زهرتي المسلمة- ما يحدث في أول ليلة من رمضان, قال رسول الله: "إذا كانت أول ليلة من شهر رمضان، صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ كل ليلة: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة"[3]. وفي رواية أخرى "لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم"[4].

شهر هذه بدايته، فكيف بدايتك أنتِ عزيزتي المرأة المسلمة؟!
لماذا الصوم؟

الغاية القصوى من الصوم إعداد القلوب للتقوى والشفافية والحساسية والخشية من الله تعالى، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

إذن تحقيق التقوى هو مراد الله من الصوم؛ لأن الصوم أعظم مربٍّ للإرادة ومهذب للنفس, والمرأة المسلمة التقية تصوم شهر رمضان ونفسها معمورة بالإيمان، وتتخلق بأخلاق الصائمات الحافظات ألسنتهن وأبصارهن وجوارحهن عن كل مخالفة تخدش الصوم أو تقلل من أجره، فإن تعرضت لفتنة الخصام والشحناء عملت بالهدي النبوي للصائمين والصائمات: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم إني صائم"[5]، "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه"[6].

وتحس المرأة المسلمة في رمضان أنها تستظل بشهر لا كسائر الشهور، فيه هدايا مرسلة من السماء إليها؛ فما هي هذه الهدايا؟
هدايا من السماء:

1- مغفرة الذنوب: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه).

2- العتق من النار: "ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة" (صحيح).

3- دعوة لا ترد: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم" (جامع الترمذي).

4- أن الملائكة تستغفر للصائمين حتى يفطروا.

5- "من صام يومًا في سبيل الله، باعد الله بذلك اليوم حر جهنم عن وجهه سبعين خريفًا" (صحيح).

6- فيه ليلة القدر التي قال تعالى فيها: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].

7- اختص الله الصوم لنفسه ولا يعلم أجره إلا الله، كما جاء في حديث أبي هريرة t عن النبيقال: "الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي. للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"[7].

كل هذه الهدايا إلى المرأة المسلمة وسائر عباد الله، فمن يرفض كل هذه الهدايا أو لا يقدِّرها حق قدرها، فلنشكر الله المُنعِم المتفضل علينا الذي أكرمنا بشهر رمضان.
من أي الأبواب تدخلين ؟

إن أبواب الجنة ثمانية وأبواب الخير كثيرة، فمن أي الأبواب تدخلين؟ وأي أبواب الخير تطرقين؟ لقد أخبرنا الرسولعن أبواب الجنة والعمل الخاص لكل باب، فقال: "من أنفق زوجين في سبيل الله نُودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة". قال أبو بكر t: فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: "نعم، وأرجو أن تكون منهم"[8].

وعن سهل بن سعد t، عن النبيقال: "إن في الجنة بابًا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد"[9].
فأين النية؟

عزيزتي الزهرة المسلمة، من شروط قبول العمل أن يكون خالصًا لوجه الله الكريم، لا حظَّ للنفس فيه ولا للخلق, قال رسول الله: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه"[10].

قال حذيفة المرعشي: "الإخلاص أن تستوي أفعال العبد في الظاهر والباطن". وقال مطرف بن عبد الله: "صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية".

وبالنية ينال المرء العمل وثوابه وإن لم يفعله؛ فعن أبي الدرداء t، عن النبيقال: "من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل، فغلبته عيناه حتى أصبح، كُتب له ما نوى، وكان نومه صدقة عليه من ربه"[11]. لذلك قال ابن المبارك: "رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية". وقال أحد السلف -رحمهم الله-: "والله إني أحتسب على الله نومتي وقومتي".

ومراد القول أن المرأة المسلمة عليها أن تراجع نفسها، وتحتسب نيتها خالصة لله تعالى؛ فالزهرة المسلمة تصوم لله، وترعى أولادها لله، وتقف في مطبخها لتُعِد الطعام لله تعالى، وتفطر الصائمين لله، وتقوم الليل لله، وتقرأ القرآن لله، وغيرها من سائر الأعمال، فتحتسب كل أعمالها؛ لابتغاء مرضاة الله، ولتحقيق قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162].

نسأل الله إخلاص النية، وحسن العمل، اللهم تقبل منا الصيام والقيام وسائر الأعمال.

ابو عمر المصرى 08-08-2011 11:49 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
هلمي إلى باب الريان


"تعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده" (حديث حسن).

هكذا أمرنا حبيبنا الرسوللاغتنام النفحات الربانية والهدايا المرسلة إلى عباده, رمضان فرصة وغنيمة، فهو فرصة للتوبة والرجوع إلى الله، وغنيمة في حسناته وبركاته ورحماته، وتأملي معي -زهرتي المسلمة- قول رسولنا: "رغم أنف رجل دخل عليه رمضان، ثم انسلخ ولم يغفر له"[1]. فالعبد يتهيأ له من الخير ما لا يتهيأ له في غيره، فمن ضيع ذلك الخير فهو عدو نفسه ومهلكها، وهو الخاسر بالتأكيد.

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر"[2].
أول ليلة:

تخيلي معي -زهرتي المسلمة- ما يحدث في أول ليلة من رمضان, قال رسول الله: "إذا كانت أول ليلة من شهر رمضان، صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ كل ليلة: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة"[3]. وفي رواية أخرى "لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم"[4].

شهر هذه بدايته، فكيف بدايتك أنتِ عزيزتي المرأة المسلمة؟!
لماذا الصوم؟

الغاية القصوى من الصوم إعداد القلوب للتقوى والشفافية والحساسية والخشية من الله تعالى، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

إذن تحقيق التقوى هو مراد الله من الصوم؛ لأن الصوم أعظم مربٍّ للإرادة ومهذب للنفس, والمرأة المسلمة التقية تصوم شهر رمضان ونفسها معمورة بالإيمان، وتتخلق بأخلاق الصائمات الحافظات ألسنتهن وأبصارهن وجوارحهن عن كل مخالفة تخدش الصوم أو تقلل من أجره، فإن تعرضت لفتنة الخصام والشحناء عملت بالهدي النبوي للصائمين والصائمات: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم إني صائم"[5]، "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه"[6].

وتحس المرأة المسلمة في رمضان أنها تستظل بشهر لا كسائر الشهور، فيه هدايا مرسلة من السماء إليها؛ فما هي هذه الهدايا؟
هدايا من السماء:

1- مغفرة الذنوب: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه).

2- العتق من النار: "ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة" (صحيح).

3- دعوة لا ترد: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم" (جامع الترمذي).

4- أن الملائكة تستغفر للصائمين حتى يفطروا.

5- "من صام يومًا في سبيل الله، باعد الله بذلك اليوم حر جهنم عن وجهه سبعين خريفًا" (صحيح).

6- فيه ليلة القدر التي قال تعالى فيها: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].

7- اختص الله الصوم لنفسه ولا يعلم أجره إلا الله، كما جاء في حديث أبي هريرة t عن النبيقال: "الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي. للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"[7].

كل هذه الهدايا إلى المرأة المسلمة وسائر عباد الله، فمن يرفض كل هذه الهدايا أو لا يقدِّرها حق قدرها، فلنشكر الله المُنعِم المتفضل علينا الذي أكرمنا بشهر رمضان.
من أي الأبواب تدخلين ؟

إن أبواب الجنة ثمانية وأبواب الخير كثيرة، فمن أي الأبواب تدخلين؟ وأي أبواب الخير تطرقين؟ لقد أخبرنا الرسولعن أبواب الجنة والعمل الخاص لكل باب، فقال: "من أنفق زوجين في سبيل الله نُودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة". قال أبو بكر t: فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: "نعم، وأرجو أن تكون منهم"[8].

وعن سهل بن سعد t، عن النبيقال: "إن في الجنة بابًا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد"[9].
فأين النية؟

عزيزتي الزهرة المسلمة، من شروط قبول العمل أن يكون خالصًا لوجه الله الكريم، لا حظَّ للنفس فيه ولا للخلق, قال رسول الله: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه"[10].

قال حذيفة المرعشي: "الإخلاص أن تستوي أفعال العبد في الظاهر والباطن". وقال مطرف بن عبد الله: "صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية".

وبالنية ينال المرء العمل وثوابه وإن لم يفعله؛ فعن أبي الدرداء t، عن النبيقال: "من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل، فغلبته عيناه حتى أصبح، كُتب له ما نوى، وكان نومه صدقة عليه من ربه"[11]. لذلك قال ابن المبارك: "رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية". وقال أحد السلف -رحمهم الله-: "والله إني أحتسب على الله نومتي وقومتي".

ومراد القول أن المرأة المسلمة عليها أن تراجع نفسها، وتحتسب نيتها خالصة لله تعالى؛ فالزهرة المسلمة تصوم لله، وترعى أولادها لله، وتقف في مطبخها لتُعِد الطعام لله تعالى، وتفطر الصائمين لله، وتقوم الليل لله، وتقرأ القرآن لله، وغيرها من سائر الأعمال، فتحتسب كل أعمالها؛ لابتغاء مرضاة الله، ولتحقيق قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162].

نسأل الله إخلاص النية، وحسن العمل، اللهم تقبل منا الصيام والقيام وسائر الأعمال.

ابو عمر المصرى 08-11-2011 05:49 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
المطبخ والمسلسلات.. حصار على المرأة في رمضان


إذا كانت الليلة الأولى من رمضان سلسلت شياطين الجن، مصداقًا لقوله: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وأغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشرِ أقصر. ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة" (رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني).

لذلك فهم يخططون لهذا اليوم مبكرًا، ويعدون له العدة فينسقون مع شياطين الإنس في عمل خطة شيطانية محكمة لضمان إهدار هذه الأيام المباركة التي يمكن أن تضيف لحياة المسلم حيوات أخرى، ولعمره أعمارًا عديدة، وتنقلب منجزات البشرية وبالاً عليها؛ فتقنية البث الفضائي وسيلة رائعة للتعلم الذي كان يقضي الرجال قديمًا جل أعمارهم في التنقل بين البلدان للحصول عليه، وكان يعز على المرأة في كثير من الأحيان القدرة على مواصلة التعلم؛ نتيجة لطبيعة أدوارها التي تحتم عليها القرار في البيت.

أقول: كان من الممكن أن تكون تقنية البث الفضائي وما تبعها من انتشار الفضائيات وسيلة رائعة للتعلم والنهوض، خاصة للمرأة التي لن تنتقل من بيتها وسيكفيها إدارة جهاز التحكم في التلفاز؛ لكي تتعلم الكثير بدءًا من تعلم أحكام التجويد والاستماع لقراءة القرآن ممن أوتي مثل مزامير داود، مرورًا بأحكام الفقه وأحداث السيرة وكيفية تزكية النفوس، انتهاء لأفضل الطرق في تربية الأطفال وإعدادهم؛ كي يكونوا الجيل الذي سيغير وجه البشرية.

والحقيقة أن هناك العديد من القنوات الفضائية التي قدمت العديد والعديد من البرامج الرائعة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، ولكن شياطين الإنس والجن بذلوا كل الجهد وتفننوا بعبقرية؛ كي يفتنوا المسلمين عن دينهم، ويصرفوهم إلى فضائيات أخرى تقدِّم لهم السيئات على طبق من ذهب، يزداد الأمر وضوحًا في رمضان؛ فالدراما المصرية وحدها قدمت نحوًا من ثلاثين مسلسلاً أغرقت المشاهدين بوابل من الدعاية المكثفة من قبل دخول الشهر الكريم، وملأت إعلانات هذه المسلسلات الشوارع والميادين العامة، وتكلفت ملايين الجنيهات (أحد هذه المسلسلات زادت تكلفة إنتاجه على 35 مليون جنيه)، بحيث يجد المسلم نفسه محاصرًا بهذه المسلسلات حتى ينتهي شهر رمضان، فيخرج منه صفر اليدين بل ربما قد زادت حصيلة السيئات.

إذا كان هذا هو حال المسلم المستسلم لهذه الفضائيات عمومًا، فإن المرأة المسلمة هي المستهدف الأول لشياطين الإنس والجن في رمضان، فهي إن لم تمتلك الوعي الكافي بحقيقة الشَّرَك المنصوب لها، ولم تمتلك الإرادة لرفض هذه السيطرة والهيمنة على حياتها، فسوف تسجن في رمضان في هاوية الفضائيات، وقد قيدت بقيد المسلسلات من جهة وبرامج المطبخ من جهة أخرى، فلن تقوم لها قائمة؛ فالمرأة بطبيعتها الرقيقة الحساسة التي شبهها النبيبالقارورة، تتجاوب أكثر من الرجل مع المسلسلات الدرامية، فتجدها تتماهى مع أبطال العمل الدرامي، وربما تذرف الدموع الساخنة تفاعلاً مع أحداث القصة، فالمسألة بالنسبة لها ليست مجرد إهدار لوقتها الثمين كالرجل، وليست مجرد التعرض للذنوب والسيئات -مع عظم ذلك- خاصة في هذه الأوقات الفاضلة.

فالكارثة الحقيقية تكمن في مجموعة المفاهيم المغلوطة التي تتسرب للبنية النفسية والعقلية للمرأة من جرَّاء كثرة المشاهدة وكثرة الإلحاح والتكرار لهذه المفاهيم، فتتمرد الكثيرات ظلمًا وعدوانًا؛ فالرجل الذي لا يقدم الزهور لزوجته كأبطال المسلسلات رجل جاف وغير عاطفي، مهما كان كريم المعاملة لطيف المعشر، والشاب الخلوق المهذب مرفوض؛ لأن الفتاة لم تتعرف عليه بالشكل الكافي كما حدث في عالم المسلسلات، وهذه الفتاة التي تجاوزت الخامسة والثلاثين جعلت من بطلة المسلسل الذي ظلت ترفض كل من يتقدم إليها نموذجًا يُحتذى بها، منتظرة الشاب المبرأ من كل عيب حتى يدق بابها و...و...

أما هذه المرأة التي تنوي متابعة جميع المسلسلات، والتي تتمنى ألا يفوتها عمل واحد، فإنها لن تصلي فقط صلاة القيام، ولن تقرأ القرآن ولن تذكر الله، بل لعلها لن تصلي الصلاة المكتوبة، وربما لن تستطيع النوم من حمى المتابعة.

أما القيد الثاني الذي يوثق المرأة في رمضان فهو هذا الطوفان من برامج المطبخ في رمضان، حتى كأن رمضان هو الشهر الرسمي لتناول الطعام، فهذا برنامج عن المطبخ الهندي، وهذا عن المطبخ الصيني، أما هذا فهو متخصص في المطبخ الإيطالي، وذلك البرنامج المشهور يقدم أكلات من كافة أرجاء المعمورة، وتظل المرأة المسكينة تتابع وتتابع الغريب والجديد من الأكلات، ثم تبحث عند الباعة عن المكونات الغريبة الموجودة في هذه الأطباق، ثم تقضي باقي نهارها في محاولة تجريب ما شاهدته، وحبذا لو كانت تستمع في الوقت نفسه لبعض المسلسلات، حتى لا يفوتها شيء من مائدة رمضان العامرة!

ألم يأن الأوان للمرأة المسلمة أن تعمل عقلها، وتمنح نفسها فرصة للتفكير قبل أن تنساق لمخططات الشياطين؟! كوني قوية.. كوني شجاعة.. ادعي اللهأن يطهر قلبك.. ادعيه -سبحانه- أن يرزقك القوة التي بها تتخلصين من قيودك.. أغلقي هذه القنوات وشفريها وأنت ترددين {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84]، وليكن شعارك هذا العام رمضان شهر الصيام والقيام والقرآن.. لا شهر الطعام.

أعدي مائدة بسيطة.. اكتفي بطبق رئيسي واحد.. تذكري حال الصحابة.. لا تنسي الفقراء على مائدتك.

ثقي تمامًا إنك إذا دعوت الله بإخلاص أن تتفهم أسرتك معنى تغييرك لنظام المائدة، فإنك لن تجدي معارضة من زوجك أو أولادك.. كوني بشوشة وهادئة وواثقة من نفسك ومن الحق الذي تقولين وأنت تقولين لهم: رمضان شهر القيام لا الطعام، ومن يريد القيام فلا يسرف في الطعام.

وأخيرًا، لا تنسي أنك بامتناعك عن مشاهدة مسلسلات رمضان توجهين صفعة قاسية لشياطين الإنس والجن ممن أنفقوا الملايين لإفسادك وإهدار عمرك، وترسلين رسالة لأبناء أمتك أن المرأة المسلمة قادرة على المواجهة.. قادرة أن تكون في الصفوف الأمامية في ساحة النهضة التي لا محالة قادمة.. لا تنسي الاستفادة من البرامج الإسلامية الهادفة خاصة أيام الحيض، وأثناء انشغالك بالعمل المنزلي، وبإمكانك بعد رمضان انتقاء برنامج واحد من برامج الطهي بحيث تتعلمين منه الأسلوب الصحي في اختيار وإعداد الطعام، وتحتسبين بتلك النية هذه المتابعة، فنحن بحاجة إلى جيلٍ صحيح البنية قادر على مواجهة الأعباء الملقاة على عاتقه.

ابو عمر المصرى 08-11-2011 05:51 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
دليل المرأة الذكية في رمضان


رمضان أكبر فرصة للتغيير على كافة مستويات الحياة، فالنهضة الإيمانية والهمة العالية والنفحات الربانية لن تثمر المزيد من العبادة الخاشعة فحسب، ولكنها تثمر التغيير على المستوى النفسي العميق الذي يأمله كل إنسان، ومن ثم تحدث تغيرات حقيقة على مساحات التواصل الإنساني وطبيعة العلاقات الاجتماعية التي يعيشها الإنسان، وتتسع الفرصة لإجراء أكبر مصالحة في حياة الإنسان، تبدأ من الذات وتشمل شريك الحياة والأبناء، وتتسع حتى تشمل جميع الأقارب والجيران والأصدقاء.

والمرأة الذكية هي التي تستثمر هذه الأجواء الرمضانية في تغيير وتعديل مسار حياتها، فليس من المبالغة في شيء القول إن كثيرًا من الزوجات يشعرن بالأسى والأسف الذي قد يصل ببعضهن إلى حافة الاكتئاب، فالكثيرات على خلاف مع الزوج، فالعلاقة متوترة تتخللها نوبات غضب، والحوارات قليلة وتتسم بطابع عملي جاف، وتدور حول مشاكل الأبناء ونحو ذلك، والمرأة تعاني الملل على الرغم من كثرة المسئوليات الملقاة على عاتقها؛ فهي لا تستمع بها وتشعر بأنها عبء نفسي عليها، وهي عصبية دائمًا مع الأولاد، وغير راضية عن سلوكهم، وفاشلة في عقد صداقة معهم، وهذا كله جعل الكثير من نسائنا محبطات من حياتهن بلا أمل في التغيير الحقيقي، ومستسلمات تمامًا للآلية التي بها تمضي حياتهن، وأصبح مجرد الاستمرار فيها والحفاظ الشكلي عليها هو أكبر وأهم أهدافهن.

المرأة الذكية وحدها تستطيع الاستفادة من نفحات رمضان في ضبط إيقاع حياتها، بل الإصلاح الجذري لها، مهما تراكمت فيها المشكلات.. فكيف يحدث ذلك؟

في وقت السحر وبعد أن تنهي المرأة صلاة التهجد، وبعد أن جلست تستغفر الله بخشوع تتذكر قوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10-12]. فالاستغفار ضمان الرزق، والرزق هنا أغلى من المال، إنه الحب والدفء والاحتواء.

في هذا الوقت المبارك ترفع يديها تدعو الله أن يرزقها السعادة وراحة البال، وأن يؤلف بين قلبها وقلب زوجها، ويبارك لها في أبنائها.

ثم تجلس مع نفسها جلسة صغيرة ربما لن تتجاوز الخمس عشرة دقيقة، وتأخذ شهيقًا عميقًا وتفتح أهم ملفات حياتها بصدق شديد؛ فالإنسان لا يملك أن يغير من حوله حتى لو كانوا أولاده، والإنسان الوحيد الذي يملك تغييره هو نفسه، ثم تأتي ردود الفعل من الآخرين.

تتذكر حديث وافدة النساء، وكيف أن الرسول جعل من حسن تبعل المرأة وقيامها بواجبات بيتها وأولادها يعدل الجهاد والحج بعد الحج، وتطلق لمشاعرها العنان فتتخيل كم السعادة والراحة النفسية التي ستعيشها إذا تغيرت حياتها، ودخلت الشمس بيتها فمنحته الدفء والحياة.. إنها بذلك تشحذ إرادتها الداخلية من أجل التغيير المنشود، ثم تقول لنفسها هذه النتائج التي أحياها هي نتيجة منطقية لطرقي ومنهجي في الحياة، وعليَّ أن أتحلى بالقدرة على الصبر والمثابرة، وأن أضع خطتي الجديدة، وقد لا تأتي النتائج مباشرة حتى يعتادني الجميع بالصورة الجديدة بعد التغيير.

تبدأ وقفتها بالتساؤل ما هي نقاط القوة والإيجابية في زوجي؟.. يا إلهي، إنها كثيرة كيف لم أشكرها؟! كيف لم أشكره عليها؟! يا إلهي، لماذا لم أستبدل كلمة شكرًا الباردة المقتضبة التي أقولها حتى لا يستطيع أن يمسك عليَّ خطأ بنظرة حب وعين لامعة وابتسامة ناعمة وحروف تتدفق بالحرارة؟! لماذا لم أفخر به أمام أهلي وأمام أهله بلا مبالغة؟! لماذا أنا بخيلة في منحه المزيد من الثقة في نفسه؟!

لماذا أواجه غضبه بغضب وكلماته الحادة بكلمات أشد منها حدة وأصرخ وأبكي وأشعر بالظلم والمرارة وأحكي لأمي وأخواتي، بل أذهب أحيانًا غاضبة رغم مرور كل هذه السنوات على زواجي؟! هل هذا هو سلوك الزوجة الذكية؟! هل هذا هو سلوك المرأة المؤمنة المحتسبة؟ ألم يقل الرسول عن الصائم: "وإن امرؤ شاتمه أو قاتله، فليقل إني صائم إني صائم"؟ هذا مع الإنسان العادي، فلماذا أتعامل مع زوجي بهذه الندية المقيتة؟ لماذا لا أتنفس بعمق وأردد في أعماقي إني صائمة، إني صائمة؟ لماذا لا أتخيل الرسول وهو يقول: "لا تغضب.. لا تغضب.. لا تغضب"؟!

لماذا لا أحتسبها عند الله تعالى؟ ثم لماذا لا أعترف بأخطائي؟ ماذا لو كنت اعتذرت منذ البداية في هذه المرة التي وصل فيها شجارنا لدرجة أن سمع صوتنا الجيران؟ تخيلي لو أنك وضعت يدك على كتفه في هذه المرة ونظرت في عينيه وبصوت خفيض اعتذرت، ربما كان سيلقي بيدك من على كتفه وربما نظر إليك بغضب.. وربما خرج وتركك وصفع الباب وراءه.. ولكن بالتأكيد كان سيعود إليك، ولن يحدث بينكما ما حدث في هذه المرة من مشاجرة عنيفة امتدت لعدة أيام من الشقاق المر.

تذكري جيدًا هل تحاصريه بأسئلتك أين كنت؟ كم كانت العلاوة الجديدة؟ متى سنخرج للتسوق؟ لماذا تقضي كل هذا الوقت مع أصدقائك؟ لماذا أنت صامت؟.. أسئلتك بنكهة الاتهام! تُحكِمين قيودك عليه! لا تتركي له مساحة من الحرية!!

والنتيجة هارب إلى أهله وأصدقائه، ومتحدث بارع معهم وسجين صامت في بيتك.. تذكري في تلك الجلسة أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- كيف كانت تترك النبييتحنث في حراء الليالي ذات العدد.. تمنحه حريته -فالزواج ليس قيدًا أو سجنًا- بل تعينه وتُعِدُّ له الطعام، وتذهب بنفسها لتزوده به، ثم هي لا تفرض نفسها على وحدته وعزلته.

ليتك لم تدخلي عليه لتقاطعيه وهو يقرأ في خلوته، ليتك وضعت كأس الشاي الساخن وربت على كتفه بهدوء وأغلقت الباب، هل تخيلت رد فعله لو قدمت له الكتاب الذي كان يبحث عنه منذ فترة ولا يجده في المكتبات؟

آه لو توقفت عن حديثك التقليدي المكرر عن شجار الأبناء وغلاء الأسعار وحكايات الجارات وغيابه الطويل وحظك العاثر ونحو ذلك؛ مما يجعله زاهدًا فيك. تذكري أم المؤمنين أم سلمة ورجاحة عقلها يوم الحديبية، تذكري أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- وحديثها للنبيعند بدء الوحي.. لماذا لا تتغيرين وتغيرين حديثك، شجعيه على الطموح.. التعلم.. حدثيه أحاديث عامة بصورة غير مفتعلة.. استمعي لرأيه بهدوء ودون مقاطعة، ثم ناقشيه أو اسأليه بهدوء أيضًا.. تخيلي شكلاً مختلفًا للحياة.

وأخيرًا وقبل أن تقومي من جلستك هذه، هلا تذكرتي قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187]. هل تعلمين أن إجابة زوجك إلى الفراش واجبة، في حين أن صلاة القيام سُنَّة.. لا أدعوك إلى ترك القيام بالطبع، ولكن أريدك أن تضعي كل شيء في موضعه الصحيح.. هل تعلمين أن معظم خلافات النهار تكون بسبب إحباطات الليل، وأنك تستطعين التحكم في غضبه وانفعاله وغيابه و...و...

لو حققت هذه الفريضة (حسن التبعل) الذي ينبغي أن تكون على رأس أولوياتك، فتسعدين نفسك وتسعدين زوجك، وتجنبين حياتك الزوجية مزالق خطرة، ولكن لا تنسين إن الله يحب الإتقان والإحسان، فعلاقتك الزوجية ما لم تمنحيها من روحك ووهج قلبك، واعتبرتها مجرد أداء واجب لأنك امرأة كاملة لا يعرف الخطأ طريقه إلى نفسك، فإنك بعدُ لم تدخلي عالم التغيير.

ابو عمر المصرى 08-12-2011 11:17 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
المطبخ والمسلسلات.. حصار على المرأة في رمضان

إذا كانت الليلة الأولى من رمضان سلسلت شياطين الجن، مصداقًا لقوله: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وأغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشرِ أقصر. ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة" (رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني).

لذلك فهم يخططون لهذا اليوم مبكرًا، ويعدون له العدة فينسقون مع شياطين الإنس في عمل خطة شيطانية محكمة لضمان إهدار هذه الأيام المباركة التي يمكن أن تضيف لحياة المسلم حيوات أخرى، ولعمره أعمارًا عديدة، وتنقلب منجزات البشرية وبالاً عليها؛ فتقنية البث الفضائي وسيلة رائعة للتعلم الذي كان يقضي الرجال قديمًا جل أعمارهم في التنقل بين البلدان للحصول عليه، وكان يعز على المرأة في كثير من الأحيان القدرة على مواصلة التعلم؛ نتيجة لطبيعة أدوارها التي تحتم عليها القرار في البيت.

أقول: كان من الممكن أن تكون تقنية البث الفضائي وما تبعها من انتشار الفضائيات وسيلة رائعة للتعلم والنهوض، خاصة للمرأة التي لن تنتقل من بيتها وسيكفيها إدارة جهاز التحكم في التلفاز؛ لكي تتعلم الكثير بدءًا من تعلم أحكام التجويد والاستماع لقراءة القرآن ممن أوتي مثل مزامير داود، مرورًا بأحكام الفقه وأحداث السيرة وكيفية تزكية النفوس، انتهاء لأفضل الطرق في تربية الأطفال وإعدادهم؛ كي يكونوا الجيل الذي سيغير وجه البشرية.

والحقيقة أن هناك العديد من القنوات الفضائية التي قدمت العديد والعديد من البرامج الرائعة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، ولكن شياطين الإنس والجن بذلوا كل الجهد وتفننوا بعبقرية؛ كي يفتنوا المسلمين عن دينهم، ويصرفوهم إلى فضائيات أخرى تقدِّم لهم السيئات على طبق من ذهب، يزداد الأمر وضوحًا في رمضان؛ فالدراما المصرية وحدها قدمت نحوًا من ثلاثين مسلسلاً أغرقت المشاهدين بوابل من الدعاية المكثفة من قبل دخول الشهر الكريم، وملأت إعلانات هذه المسلسلات الشوارع والميادين العامة، وتكلفت ملايين الجنيهات (أحد هذه المسلسلات زادت تكلفة إنتاجه على 35 مليون جنيه)، بحيث يجد المسلم نفسه محاصرًا بهذه المسلسلات حتى ينتهي شهر رمضان، فيخرج منه صفر اليدين بل ربما قد زادت حصيلة السيئات.

إذا كان هذا هو حال المسلم المستسلم لهذه الفضائيات عمومًا، فإن المرأة المسلمة هي المستهدف الأول لشياطين الإنس والجن في رمضان، فهي إن لم تمتلك الوعي الكافي بحقيقة الشَّرَك المنصوب لها، ولم تمتلك الإرادة لرفض هذه السيطرة والهيمنة على حياتها، فسوف تسجن في رمضان في هاوية الفضائيات، وقد قيدت بقيد المسلسلات من جهة وبرامج المطبخ من جهة أخرى، فلن تقوم لها قائمة؛ فالمرأة بطبيعتها الرقيقة الحساسة التي شبهها النبيبالقارورة، تتجاوب أكثر من الرجل مع المسلسلات الدرامية، فتجدها تتماهى مع أبطال العمل الدرامي، وربما تذرف الدموع الساخنة تفاعلاً مع أحداث القصة، فالمسألة بالنسبة لها ليست مجرد إهدار لوقتها الثمين كالرجل، وليست مجرد التعرض للذنوب والسيئات -مع عظم ذلك- خاصة في هذه الأوقات الفاضلة.

فالكارثة الحقيقية تكمن في مجموعة المفاهيم المغلوطة التي تتسرب للبنية النفسية والعقلية للمرأة من جرَّاء كثرة المشاهدة وكثرة الإلحاح والتكرار لهذه المفاهيم، فتتمرد الكثيرات ظلمًا وعدوانًا؛ فالرجل الذي لا يقدم الزهور لزوجته كأبطال المسلسلات رجل جاف وغير عاطفي، مهما كان كريم المعاملة لطيف المعشر، والشاب الخلوق المهذب مرفوض؛ لأن الفتاة لم تتعرف عليه بالشكل الكافي كما حدث في عالم المسلسلات، وهذه الفتاة التي تجاوزت الخامسة والثلاثين جعلت من بطلة المسلسل الذي ظلت ترفض كل من يتقدم إليها نموذجًا يُحتذى بها، منتظرة الشاب المبرأ من كل عيب حتى يدق بابها و...و...

أما هذه المرأة التي تنوي متابعة جميع المسلسلات، والتي تتمنى ألا يفوتها عمل واحد، فإنها لن تصلي فقط صلاة القيام، ولن تقرأ القرآن ولن تذكر الله، بل لعلها لن تصلي الصلاة المكتوبة، وربما لن تستطيع النوم من حمى المتابعة.

أما القيد الثاني الذي يوثق المرأة في رمضان فهو هذا الطوفان من برامج المطبخ في رمضان، حتى كأن رمضان هو الشهر الرسمي لتناول الطعام، فهذا برنامج عن المطبخ الهندي، وهذا عن المطبخ الصيني، أما هذا فهو متخصص في المطبخ الإيطالي، وذلك البرنامج المشهور يقدم أكلات من كافة أرجاء المعمورة، وتظل المرأة المسكينة تتابع وتتابع الغريب والجديد من الأكلات، ثم تبحث عند الباعة عن المكونات الغريبة الموجودة في هذه الأطباق، ثم تقضي باقي نهارها في محاولة تجريب ما شاهدته، وحبذا لو كانت تستمع في الوقت نفسه لبعض المسلسلات، حتى لا يفوتها شيء من مائدة رمضان العامرة!

ألم يأن الأوان للمرأة المسلمة أن تعمل عقلها، وتمنح نفسها فرصة للتفكير قبل أن تنساق لمخططات الشياطين؟! كوني قوية.. كوني شجاعة.. ادعي اللهأن يطهر قلبك.. ادعيه -سبحانه- أن يرزقك القوة التي بها تتخلصين من قيودك.. أغلقي هذه القنوات وشفريها وأنت ترددين {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84]، وليكن شعارك هذا العام رمضان شهر الصيام والقيام والقرآن.. لا شهر الطعام.

أعدي مائدة بسيطة.. اكتفي بطبق رئيسي واحد.. تذكري حال الصحابة.. لا تنسي الفقراء على مائدتك.

ثقي تمامًا إنك إذا دعوت الله بإخلاص أن تتفهم أسرتك معنى تغييرك لنظام المائدة، فإنك لن تجدي معارضة من زوجك أو أولادك.. كوني بشوشة وهادئة وواثقة من نفسك ومن الحق الذي تقولين وأنت تقولين لهم: رمضان شهر القيام لا الطعام، ومن يريد القيام فلا يسرف في الطعام.

وأخيرًا، لا تنسي أنك بامتناعك عن مشاهدة مسلسلات رمضان توجهين صفعة قاسية لشياطين الإنس والجن ممن أنفقوا الملايين لإفسادك وإهدار عمرك، وترسلين رسالة لأبناء أمتك أن المرأة المسلمة قادرة على المواجهة.. قادرة أن تكون في الصفوف الأمامية في ساحة النهضة التي لا محالة قادمة.. لا تنسي الاستفادة من البرامج الإسلامية الهادفة خاصة أيام الحيض، وأثناء انشغالك بالعمل المنزلي، وبإمكانك بعد رمضان انتقاء برنامج واحد من برامج الطهي بحيث تتعلمين منه الأسلوب الصحي في اختيار وإعداد الطعام، وتحتسبين بتلك النية هذه المتابعة، فنحن بحاجة إلى جيلٍ صحيح البنية قادر على مواجهة الأعباء الملقاة على عاتقه.

ابو عمر المصرى 08-14-2011 12:49 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
غلطة الأمهات قبل البنات !

في كل عام يتكرر سؤال شرعي يوجَّه إلى أصحاب الفضيلة العلماء، وهذه فحواه:

تقول السائلة: إني عندما كنت صغيرة وبلغتُ سِنَّ التكليف وأتتني الدورة في رمضان، تظاهرتُ بالصيام حتى في تلك الأيام كما كنت متعودة في رمضان، ولم أقض ما أفطرته من أيام، وتوالت السنين حتى بلغت الثلاثين أو الأربعين ولم أقض، فماذا يجب عليَّ؟!

إنَّ هذا السؤال وأمثاله ليدل على التباعد الحاصل بين الفتيات وبين أمهاتهن، حيث تتردد الفتاة في مصارحة أُمِّها في كثيرٍ من الأمور التي تعرض لها حياءً وخجلاً، أو بسبب ما بينها وبين أمها من التباعد والشقاق.

ولهذا فإنَّ الفتيات -وخصوصًا في فترة المراهقة- ربما صرَّحن بأسرارهن ومكنونات أنفسهن إلى صديقاتهن المراهقات مثلهن، ممن يفتقدن الحكمة والتجربة؛ ولهذا ربما جاءت تلك الاستشارة بالكوارث.

إنَّ المطلوب من الأم أن تكون بمنزلة الصديقة لبنتها: تحادثها، وتلاطفها، وتروِّح عنها، لتكون قريبةً من نفسها، وخاصة في مرحلة المراهقة.

ومن تأمل في النصوص الشرعية فإنه يدرك أن الأنثى قد جبلت على رقة المشاعر ورهف العواطف؛ ولهذا فقد جاءت الشريعة حاضَّةً ومرغبةً في أن يكون التعامل مع المرأة في عددٍ من القضايا ملاحَظًا فيه هذه الجِبِلَّة التي جُبِلَ عليها بنات آدم.

وعندما يجاوز الناس هذا الاعتبار ويهملونه، فإنه يصيبهم من الشطط والخطل بقدر مجاوزتهم لهذا الاعتبار الجليل.

وكثيرٌ من الناس اليوم على طرفي نقيض:

فهناك الأنماط الأسرية التي تجعل للفتاة كامل الحرية في الذهاب والإياب، والغيبة عن البيت متى شاءت، وأين شاءت!!

وهناك ما هو على النقيض، وهو التشديد الشديد على الفتاة في حديثها ولبسها وتحركاتها، بما يكون معه حرمانها مما أحل الله وأباحه، فينشأ حينئذٍ هاجس البحث عن مَلاذٍ آخر ومأوى بديل!! والصواب ما بين ذلك.

وحتى ندرك واحدًا من المعالم السديدة في التعامل مع الفتاة من قبل أسرتها، وخاصةً أبويها، وما ينبغي من احتوائها والعناية بعواطفها ومشاعرها، فلنا أن نتوقف مع موقف كريم جليل لحظته السيدة الكريمة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- ونقلتها إلينا.

فقد روى أبو داود والترمذي عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: "ما رأيتُ أحدًا كان أشبه سَـمْتًا، وهَديًا، ودَلاًّ، وحديثًا، وكلامًا، برسول اللهمن فاطمة رضي الله عنها، كانت إذا دَخَلَت عليه قام إليها، فأخذها بيدها، وقبَّلَها، وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه، فأخذت بيده، فَقَبَّلَتْهُ، وأجلَسَتْهُ في مجلسها".

إنَّ هذا التعامل الراقي الذي يفيض رحمةً ويتوهج عطفًا، لتحتاج إليه الفتيات اليوم أكثر من أي يوم مضى، ليشعرن بقرب أهليهن منهن، وحرصهم عليهِنَّ؛ حتى يُجَنَّبْنَ كثيرًا من ضغوط الحياة المعاصرة ومعاطبها، بل وحتى يتدرجن ويرتقين في معارج الفضل والكرم والنُّبل.

نسأل الله تعالى أن يَهَبَ لنا من لَدُنِّه رحمةَ، إنه هو الوهاب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المصدر: كتاب (قطوف رمضانية) للدكتور خالد بن عبد الرحمن الشايع

ابو عمر المصرى 08-14-2011 12:50 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
الزوجان في رمضان

1- فرصة لا تعوض

هذه أيام الأرباح لكل زوجين، فهي فرصتهما؛ لأنهما الوحيدان على التعاون اليومي في الاغتراف من هذه الغنيمة، فمن لم يربح في هذا الشهر فمتى يربح؟!

يقول النبي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به".

فما أروع أن يقدم الزوجان الصيام على شهوتهما؛ احتسابًا لما عند الله من أجر، فقد اختص الله الصيام من بين أعمال يتضاعف أجرها إلى سبعمائة ألف، فما بالك بالقيمة الأجرية للصيام الذي اختصه الله لنفسه، فهو سر لا يكتشفه أحد؛ ليتدرب الزوجان على الالتقاء حول الحق، فيتحقق بينهما التفاهم والتقارب والتكامل الحقيقي في مسيرة الحياة.

وما أحسن أن يتدرب الزوجان على الصبر في هذا الشهر، ليكون ذلك دربهما طوال العام، فيلتقيان على الطاعة بالصبر على أداء الفريضة، ويتحدان على مواجهة الأزمات من صبرهما على ألم الجوع والضعف والعطش، ويمتزجان على الانتصار على المعاصي بالصبر عن كل محرم، كما تدربا عليه في البعد عن الرفث والفسوق والسباب والهجر.

وما أجمل الزوجين وهما في حفلٍ أجمل من حفل الزواج! إنه حفل الأجور من رب العالمين، من تطوع فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، وخصال الخير كثيرة، وميدانها الأول بين الزوجين، في التقدير والاحترام والحماية والرعاية والخدمة والمودة.

وما أسعد الزوجين وهما يسبحان معًا في حب الله، ليتعلما كيف يدوم حبهما، ويستمر انسجامهما، فلذة الزوجين في رضا الله، وإن خالف هواهما، ولولا هذا الشهر ما تدرب الزوجان على ذلك، فقد أتت فرصة العمر في التدرب على ترك شهوة النفس، مثل الغضب والعصبية والتشاحن والهجر والعكننة، وقد حانت لحظة الحب الحقيقية لله تعالى في الابتعاد عما يكرهه الله من الكسب الحرام والرشوة والظلم والغش والربا، فكل ذلك كفيل بنسف أسس السعادة الزوجية والأسرية.
2- لقاء الفرحة اليومي

{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]، وهذا فضل الله ورحمته على كل زوجين في رمضان، أن جعل الله لقاء الإفطار مع الزوجة والأسرة لقاءً للفرحة يوميًّا، فهو تدريب على ممارسة سلوك الفرحة طوال العام، فيتعلم الزوجان التعبير عن فرحتهما معًا، بكل الوسائل، سواء المادية أو المعنوية، من الزينات والطعام والشراب والفكاهات والحب والعواطف، ووداعًا للحظات النكد وأوقات التوتر والانفجارات.

في هذا اللقاء اليومي يتذكر الزوجان أنهما (زوجان في الجنة):
والداعي إلى الجنة هو الله تعالى، فكما أبلغنا حبيب قلوبنا النبي: "إن في الجنة بابًا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون لا يدخل منه غيرهم". فهنيئًا لكل زوجين حبيبين، يدخلان وأيديهما متشابكة، والحب يسري بلمسة اليدين، ويسبقهما شوق إلى لقاء الحبيب، فمن لقاء الفرحة اليومي تهيج الأماني الغاليات، فأماكن الحجز من الآن، والمكان عند باب الريان، فعلامَ الافتراق في الدنيا؟! ولم الأحزان تأكل من الزوجين أجمل أيامهما؟!

وفي هذا اللقاء اليومي تزوِّج كل زوجة زوجها من حوريات الجنة:
فساعديه -أيتها الزوجة- من أجل أن يتزوج حورية، من أجلك ومن أجله؛ ففي الحديث: "إن الحور العين تنادي في شهر رمضان هل من خاطب إلى الله فيزوجه". يقول الحسن: إن الحور تقول للصائم في الجنة عن يوم صيامه: إن الله قال لملائكته: انظروا إلى عبدي ترك زوجته وشهوته ولذته وطعامه وشرابه من أجلي، رغبة فيما عندي، اشهدوا أني قد غفرت له، فغفر لك يومئذ وزوجنيك.

ساعديه بالقيام والتهجد في ليل رمضان، فمهر الحور العين طول التهجد، وهو حاصل في ليل هذا الشهر الكريم.

وفي هذا اللقاء اليومي ينعم الزوجان بالقلوب الصائمة الطاهرة:
فصوم القلوب يتحقق في سلامة الصدور من الغل والحسد والإثم والبغي، وفي القلب الذي ليس فيه شيء لأحد، فحقيقة التقوى ليست بكثرة صيام ولا صلاة، وإنما بلغ من بلغ بسخاوة الأنفس، وسلامة الصدور، والنصح للأمة، فيتعلمان طوال العام، نظرة القلب النقية التي تقع على المحاسن لا العيوب، وهمسة القلب الحانية التي تدفع ولا تعوق، ولمسة القلب الساحرة التي تنشر الحب، وتصنع الذكريات الملهمة.

وفي هذا اللقاء اليومي يمتلك الزوجان أجمل قصر للتمليك بالمجان:
وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، فكأن الخير قصرٌ، وقد وقف المنادي يعلن: يا باغي الخير أقبل، يا باغي القصر أقبل، تعال وامتلكه فورًا مجانًا، أين المشترون؟! إن أعظم حوارًا زوجيًّا حينما يكون عن بيت المستقبل، وتحسين الغد، وبناء حياة سعيدة هانئة، وها هو الوقت قد حان.
3- ليالي لذة الزوجين

كان النبيبعد العشرين من رمضان يعتزل النساء:
ويطوي الفراش، وبذلك فلكل زوجين عشرون يومًا من اللذة والمتعة معًا، {فَالآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [البقرة: 187]. حتى إذا جاءت رحلة الاعتكاف، فالزوج في ضيافة الرحمن، والزوجة تعاونه على أن يحسن الاستضافة للرحمن، فقد تصاحبه في الرحلة، بعدما أصبح اليوم أماكن مخصصة للمعتكفات، وقد تعينه في رحلته، "كانت عائشة تمشط شعر النبي وهو معتكف"، "وكانت تضع له الخباء ليتعبد"، وقد تزوره للاطمئنان، كما في زيارة صفية الشهيرة ليلاً للنبيوقد خرج لتوديعها.

وكان النبييحيي ليلة العمر ليجدد الحياة:
وتسأله أم المؤمنين عائشة: أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني". فهي ليلة ليجدد كل زوجين حياتهما، ويتدربان على قطع الملل الزوجي أن ينفذ إليهما، بالتجديد والتغيير، فهي ليلة الخير، وهي ليلة السلام، وهي ليلة الملائكة، وهي ليلة خيرها أكثر من خير 80 عامًا.

ولموافقة هذه الليلة كانت ليالي رمضان للزوجين ليالي انشراح، كان ليل النبي إذا قضى تهجده وأراد أن يوتر أيقظ أهله، وكان ليل عمر يصلي ما شاء الله حتى إذا انتصف الليل أيقظ أهله للصلاة، وكانت امرأة صهيب بن محمد تقول لزوجها بالليل: قد ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد، وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قُدَّامًا، ونحن قد بقينا.

وكان النبيلا ينسى ليلة المغفرة (ليلة المكافأة):
وحتى يتذكرها كل زوجين، فهي ثمرة العمل والجهد، حيث يغفر لهم في آخر ليلة في رمضان، وقد سئل النبي أهي ليلة القدر، قال: "لا، ولكن العامل إنما يوفي أجره إذا قضى عمله"[1]. ولكل زوجين في حياتهما، ومواجهتهما لمعارك الحياة، وانتصارهما على مشاكلهما، ثمرة ومكافأة بحياة هانئة في الدنيا، وجنة ومغفرة في الآخرة.

وكان النبيلا تفوته أمسيات النور وليالي القرآن:
كان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيتدارسان القرآن، في أمسية يومية قرآنية، فهل يفوت الزوجان هذا النور؟ فهما به زوجان مع القرآن تلاوة وتدبرًا وخشوعًا، وهما زوجان في حلقات المسجد، وهما زوجان يحمل كل منهما المصحف، لتستمر أمسيات النور على امتداد عمرهما.
4- أيام متعة الزوجين

يتمتعان بأصدق الأصدقاء: الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشراب بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، فيشفعان.

أرأيت صديقًا بالنهار ينفعك، وصديقًا بالليل يرفعك، ولا يتخليا عنك يوم يفر المرء من بنيه وصاحبته وأخيه؟! بل يشفعان لك، وذلك حتى يتعلم الزوجان من الصديق الوفي لهما، ومن خير ما يتوسد عليه الزوجان عند إيوائهما للفراش هو القرآن الكريم، فقد ذكر النبي يومًا رجلاً فقال: "لا يتوسد القرآن".

يتمتعان بأحلى العطور: ما أجمل الزوجين! وما أطيب الزوجين! وهما يتعلمان أن ما هو محبوب عند الله، فهو المحبوب لديهما، بل هو الكريم والطيب، في قوله: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". فيتمتعان في يومهما بعطر هو أطيب عند الله من ريح المسك.

يتمتعان بأجمل الأوقات: فعنوان الزوجين موائد الرحمن وميدان الجود، وكان النبي أجود ما يكون في رمضان، وكان أجود من الريح المرسلة. ولا يخشى الزوجان قلة المال، فهو شهر يزاد فيه رزق المؤمن، وهو شهر المواساة، من فطر فيه صائمًا كان مغفرة لذنوبه، فيا لها من أوقات يقضيها الزوجان في أحلى عمل اجتماعي، فتقوى رابطتهما، وتزيد ألفتهما، وتتحسن أحوالهما، ويتمتعان بأجمل الأوقات.

يتمتعان بيوم الجائزة: ليس الأمر بما سبق من أعمال واجتهاد، وإنما بقبول الله لها؛ ولذلك يحرص الزوجان على دعاء يوم الجائزة: (تقبل الله منا ومنكم).

وقبل الخروج يُخرِج الزوجان زكاة الفطر قبل صلاة العيد، فهي تطهير لهما، وجبر لكل نقص، مثل سجدتي السهو في الصلاة، ثم يخرجان معًا في فرحة غامرة، زوجان طاهران، تصافحهما الملائكة، وتشهد لهما: هنا زوجان حبيبان، كنا نستغفر لهما في كل أيام صيامهما، فاليوم تقبل منهما يا ربنا عملهما، فيحصلان على الجائزة.
5- هيا نبدأ ولا نقول وداعا

يقول كعب: من صام رمضان وهو يحدث نفسه أنه إذا أفطر بعد رمضان أن لا يعصي الله، دخل الجنة بغير مسألة ولا حساب، ومن صام رمضان وهو يحدث نفسه إذا أفطر بعد رمضان عصى الله، فصيامه عليه مردود.

وهذا دليل عملي يقدمه رمضان لكل زوجين في رمضان وبعد رمضان:
1- الجانب النفسي:

- المشاركة الشعورية.
- إزالة أي سوء تفاهم.
- تجنب العصبية والصوت العالي.
2- الجانب العبادي:

- الاجتماع على الطاعات.
- الحرص على القيام والقرآن.
- الاستمرار على الجود والمواساة.
- المشاركة في العبادات.
- ركعتان قبل السحور.
3- الجانب السلوكي:

- العفو والاعتذار.
- تجنب الزينة والمرآة والتليفون.
- تجنب السهر أمام النت والدش.
- تجنب الأسواق وأماكن الزحام.
- استيفاء مشتريات العيد قبل العشر الأواخر.
- تجنب الزيارات بلا سبب.
- ميزانية تكفي ولا داعي للتعب.
- ليس وقت الزوجة في المطبخ أو للترفيه.

وهذه أفكار عملية للزوجين في رمضان:
- خواطر حول الجزء القرآني.
- جوائز لختم القرآن مع التكتم.
- صلاة الفجر العائلية.
- الإقلال من الطعام.
- سنة المغرب قبل الإفطار.
- موضوعات للحوار أثناء الإفطار والسحور.
- المشاركة معًا في إعداد موائد الرحمن.
- أداء العمرة لو أمكن وتيسر ذلك.
- المحبة ليست بالوجبات الشهية فقط ولكن بحسن تقديمها.
- شكر الزوجة اليومي على اهتمام زوجها بها.
- ورد بيتي يومي ومتغير بين ذكر ودعاء ورقائق وحكمة.
- الحرص على تقديم إفطار بطعم جديد ونكهة مبتكرة.
- رحلة وراء الصوت الحسن في صلاة القيام.
- اللطف في إيقاظ الزوج أو الزوجة مع التجديد.
6- وأخيرًا

هذه رسالة يتركها رمضان في كل عام للزوجين قبل أن يودعهما:

يا حبيبان، أنا معكما باجتهادكما فلا ألم للفراق.

يا حبيبان، أنا معكما بعملكما فلا بكاء للرحيل.

يا حبيبان، أنا معكما بسعيكما فلا يأس للوداع.

انتظراني بعد عام..

انتظراني في كل يوم وليلة..

بشرط أن تكون السنة القادمة كلها رمضان.

حبيبكما: رمضان.


جنة 08-15-2011 11:36 PM

رد: المرأة فى رمضان
 

موضوعك اكثر من رائع ابوعمر
دمت بتميز
نصائح جداً مفيدة لكل امرأة
يجزيك ربي خير

ابو عمر المصرى 08-16-2011 01:21 AM

رد: المرأة فى رمضان
 
جنة
تواجدك اسعدنىوشرفنى
كل عام وانتى الى الله اقرب

ابو عمر المصرى 08-16-2011 01:36 AM

رد: المرأة فى رمضان
 
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، وبعد..
أختي المسلمة، سلام الله عليك ورحمته وبركاته..

أثنى اللهعلى المسلمات المؤمنات الصابرات الخاشعات ووصفهن بأنهن حافظات للغيب بما حفظ الله، ولما ذكر اللهأوصاف الصالحين بقوله: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران: 195].

وبمناسبة هذا الشهر أزف إليك يا فتاة الإسلام ويا أمة الله التهنئة بهذا الشهر، سائلاً الله لي ولكِ المغفرة والتوبة النصوح، وتقبلي منا بهذه المناسبة باقة من النصائح، أطلعت عشر زهرات:

الأولى: المرأة المسلمة تؤمن باللهربًّا وبمحمدنبيًّا وبالإسلام دينًا، وتظهر آثار الإيمان عليها قولاً وعملاً واعتقادًا، فهي تحاذر غضب الله، وتخشى أليم عقابه ومخالفة أمره.

الثانية: المرأة المسلمة تحافظ على الصلوات الخمس بوضوئها وخشوعها في وقتها، فلا يشغلها عن الصلاة شاغل، ولا يلهيها عن العبادة ملهى، فتظهر آثار الصلاة؛ فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهي الحرز العظيم من المعاصي.

الثالثة: المرأة المسلمة تحافظ على الحجاب وتتشرف بالتقيد به، فهي لا تخرج إلا متحجبة تطلب ستر الله، وتشكره على أن أكرمها بهذا الحجاب، وصانها وأراد تزكيتها.. قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59].

الرابعة: المرأة المسلمة تحرص على طاعة زوجها، فتلين معه وترحمه، وتدعوه إلى الخير وتناصحه، وتقوم براحته، ولا ترفع صوتها عليه، ولا تغلظ له في الخطاب.

وقد صح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وأطاعت زوجها، دخلت جنة ربها"[1].

الخامسة: المرأة المسلمة تربي أطفالها على طاعة الله تعالى، ترضعهم العقيدة الصحيحة، وتغرس في قلوبهم حب اللهوحب رسوله، وتجنبهم المعاصي ورذائل الأخلاق، قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].

السادسة: المرأة المسلمة لا تخلو بأجنبي، وقد صح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "ما خلت امرأة برجل إلا كان الشيطان ثالثهما"[2]. وهي لا تسافر بلا محرم، ولا تجوب الأسواق والمجامع العامة إلا لضرورة، وهي متحجبة محتشمة متسترة.

السابعة: المرأة المسلمة لا تتشبه بالرجال فيما اختصوا به، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال"[3]. ولا تتشبه بالكافرات فيما انفردن به من أزياء وموضات وهيئات، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "من تشبه بقوم فهو منهم"[4].

الثامنة: المرأة المسلمة داعية إلى اللهفي صفوف النساء بالكلمة الطيبة، بزيارة جاراتها، بالاتصال بأخواتها بالهاتف، بالكتيب الإسلامي، بالشريط الإسلامي، وهي تعمل بما تقول، وتحرص على أن تنقذ نفسها وأخواتها من عذاب الله تعالى، صح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم"[5].

التاسعة: المرأة المسلمة تحفظ قلبها من الشبهات والشهوات، وعينها من الحرام، وأذنها من الغناء والخنا والفجور، وجوارحها جميعًا من المخالفات، وتعلم أن هذا هو التقوى، وقد صح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "استحيوا من الله حق الحياء، ومن استحيا من الله حق الحياء حفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ومن تذكر البلى ترك زينة الحياة الدنيا"[6].

العاشرة: المرأة المسلمة تحفظ وقتها من الضياع، وأيامها ولياليها من التمزق، فلا تكون مغتابة نمامة سبابة لاهية ساهية، قال سبحانه: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [الأنعام: 70]. وقال تعالى عن قوم ضيعوا أعمارهم أنهم يقولون: {يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا} [الأنعام: 31].

اللهم اهد فتاة الإسلام لما تحبه وترضاه، واعمر قلبها بالإيمان.

المصدر: كتاب (ثلاثون درسًا للصائمين) للشيخ عائض القرني.

[1] رواه أحمد والطبراني.
[2] رواه أحمد والترمذي، وقال: حسن صحيح.
[3] رواه البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه.
[4] رواه أحمد، وعبد بن حميد في المنتخب من المسند، وابن أبي شيبة في المصنف، وأبو سعيد الأعرابي في المعجم، والهروي في ذم الكلام، وصححه الألباني في إرواء الغليل.
[5] رواه البخاري ومسلم.
[6] رواه الترمذي.

ابو عمر المصرى 08-16-2011 07:17 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
هل الأسرة المسلمة مستهدفة إعلاميا في رمضان ؟


الحمد لله، والصلاة والسلام على سيد الخلق؛ محمد..
إخواني وأخواتي.. كل عام وأنتم من الله أقرب وعلى طاعته أدوم وأحرص، ونسأل الله أن يبلغنا ثواب شهر رمضان، وأن ينفع بنا الإسلام ويعز المسلمين.

من العام إلى العام ينتظر المسلم الطائع ربه دقائق رمضان الغالية؛ حتى يستثمرها في طاعته سبحانه وتعالى، ويخرج بالهدف الذي من أجله صام وقام، ألا وهو التقوى ونيل المغفرة من المولى جلَّ وعلا، ولكن الشياطين يعلمون أنهم في هذا الشهر مسلسلة أقدامهم، فيعمدون إلى نفر آخر؛ ليقوموا مكانهم في غواية البشر، بل يستهدفون خاصة الأسرة المسلمة، فتعالوا بنا نتعرف على مدى هذا الاستهداف أولاً، فقد قال الله جلَّ وعلا: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: 21].

فالأسرة في الدين الإسلامي هي اللبنة الأساسية التي يقوم عليها عماد المجتمع، والتي تُعتبر اللبنة الثانية بعد الفرد المسلم، والذي يتكون بهما المجتمع. كما أنها جزء من منظور الإسلام في نظرته الشاملة للحياة وأساس بقاء قوة الأمة الإسلامية وصمودها في وجه الطغيان على مرِّ الدهور والعصور؛ لذلك عمد أعداء الإسلام إلى التخطيط لاستهداف الأسرة المسلمة وتفكيكها بشتى الطرق، فقديمًا كانوا يخططون في الخفاء تحت شعارات رنانة مثل: تحرير المرأة، وحرية الحياة الجنسية.. إلخ.

ولكن الآن لم يعد يرتب لهذه الأمور في الخفاء، ولكننا أصبحنا نرى ذلك علنًا عبر وسائل الإعلام المختلفة، ثم نراها وقد أخذت أسلوبًا علنيًّا في رمضان، ولعلك شاهدت كم الإعلانات الفاضحة في الشوارع عن المسلسلات الرمضانية، والتي يجاهرون بها علنًا، وكيف أنهم بذلوا الجهد والوقت والمال لعرضها في رمضان!!

والله لا أدري متى وكيف يستطيعون عرض كل ذلك في نهار وليل رمضان، ويا ليتها مسلسلات أو برامج أو أفلام تحثُّ على الفضائل والقيم أو تُحَدِّثنا عن التاريخ الصحيح للأمة أو تراعي حشمة وستر الزي الإسلامي، بل هي والله بحق -كما سَمَّاها الداعية الشيخ وجدي غنيم- "العفن الفنِّي"، فهي تُقَدِّم كل ما يفسد الأسرة سواء الزوجة على زوجها، أو الابن علي أبيه، أو الزوج على زوجته.. إلخ، وذلك كله يذكرنا كيف فكرت الصهيونية العالمية بالسيطرة على العالم الإسلامي، ووصلت إلى أن انهيار الأخلاق يبدأ بسيطرة الشهوات على المسلمين، فعندما جاء نابليون بسفينة محملة بغانيات وسُئل عن ذلك قال: "إن كأسًا وغانية يفعلان بالأمة المحمدية ما لا يفعله ألف مدفع".

ولهذا أعلن أحد كبار الصهاينة ويدعى (دور كايم) أن الأسرة نظام لا ضرورة له، والأصل هو شيوعية "النساء"!! وأيضًا قال أحدهم: إن الأسرة نظام "برجوازي" رجعي يجب هدمه"!

وراح هؤلاء الشياطين يبثون سمومهم من خلال الفن، وبيوت الأزياء، ودور السينما والملاهي والمراقص، والمجلات المثيرة، والقصص الغرامية، والمنتجات السياحية؛ حتى تفككت المجتمعات الإسلامية ووصلت إلى ما وصلت إليه من فساد.

قال "هنري فورد" في كتابه "اليهود العالمي": "لقد سعى اليهود من أجل تحقيق غاياتهم إلى السيطرة على ثلاثة أشياء: البنوك للربا، والسينما لتقديم مفاهيم مسمومة، وشركات الملابس لتقديم الأزياء والمساحيق والعطور، وما سواها من مستلزمات الموضة".

ومن هنا أصيبت الأسرة -حصن المجتمع ومصنع طاقته- في صميمها، وأخذت تعصف بها تيارات الهدم؛ بسبب انحلال الرجل، وفقدان المرأة لصفات الأنثى الفاضلة.

وعلى الجانب الآخر أدرك "المنصِّرون" أن المرأة ذات أثر عميق في التربية، فَأَوْلُوها اهتمامًا كبيرًا؛ فبادروا إلى إنشاء مدارس تبشيرية للبنات في بلدان العالم الإسلامي التي منيت بالاستعمار الغربي، وقالوا: "إن التبشير يكون أتم حبكًا في مدارس البنات الداخلية؛ لأنها تجعل الصلة الشخصية بالطالبات أوثق، ولأنها تنزعهن من سلطات البيئة المسلمة إلى بيئة المسيحية".

وبداية الخيط في هذه المؤامرة ترجع إلى سنة 1884م؛ حيث ألف "مرقص فهمي" كتاب "المرأة في الشرق"، حدَّد فيه خطة الاستعمار المطالبة بتحقيق أغراض، هي:
أولاً: القضاء على الحجاب.
ثانيًا: إباحة الاختلاط للمرأة المسلمة.
ثالثًا: منع الزواج بأكثر من واحدة.
رابعًا: إباحة الزواج بين المسلمات وغير المسلمين.

ثم جاءت الأمم المتحدة بمؤامراتها التي استهدفت الأسرة، ومنها على سبيل المثال: مؤتمر القاهرة الدولي للسكان والتنمية "5- 12 سبتمبر 1994م"، ومؤتمر بكين "سبتمبر 1995م"، وصولاً إلى مؤتمر إسطنبول للإسكان والإعمار "1996م"، وهذه أهم توصيات تلك المؤتمرات:

1- إباحة الإجهاض بجعله قانونًا معتمدًا، وقد حاول واضعو الوثيقة استخدام تعبيرات متعددة؛ لإباحة الإجهاض، مثل: الحمل غير المرغوب فيه!

2- تقديم المعلومات والثقافة الجنسية للمراهقين، وإباحة الممارسات الجنسية، وحقهم في سرية هذه الأمور وعدم انتهاكها من قِبَل الأسرة!

3- تشجيع الأزواج والزوجات على الممارسات التي تقع خارج العلاقات الشرعية!

4- اعتبار ممارسة الجنس والإنجاب حرية شخصية!

5- تحجيم وتهميش دور الآباء في الرقابة على السلوك الجنسي للأبناء!

وذلك كله ما نراه الآن في برامج ومسلسلات رمضان التي تستهدف من خلالها الأسرة.

ولكن..

ليست الصورة كلها سوداء، فلقد ظهر الآن الإعلام الإسلامي المُوَجَّه والهادف الذي نستطيع الانتفاع به في رمضان وغير رمضان، فهناك قنوات كلها إسلامية وقنوات تعنى بتربية الفرد والأسرة نستطيع متابعتها بلا قلق.

ولكن أوقات رمضان غالية، فإياك أن تهدرها حتى في فراغ بلا معاصي، فوالله من قال: الوقت كالذهب مخطئ، أو قال: الوقت أغلى من الذهب مخطئ أيضًا؛ "فالوقت هو الحياة"، فاحرص أخي على وقتك، واحرصي أختي على تربية الأبناء بعيدًا عن مخطط الأعداء؛ حتى نكمل اللبنة في المجتمع المسلم، وعَلِّموا أولادكم خطط أعدائكم؛ حتى يشبُّوا على الفخر بالإسلام، والعزة في جناب الله.

وفي هذه الأيام المباركة لا بد أن يكون للأب والأم دور بديل عن التلفاز؛ ليقل ولع الأبناء بمشاهدته والانجذاب لمغرياته الهدامة، وفي استغلال هذا الأمر يمكن أن نوصي الأبوين بما يلي:

- متابعة صيام الأولاد، والحث عليه لمن قصَّر منهم في حقه.

- تذكيرهم بحقيقة الصيام وأنه ليس فقط ترك الطعام والشراب، وإنما هو طريق لتحصيل التقوى، وأنه مناسبة لمغفرة الذنوب وتكفير الخطايا.

عن أبي هريرة أن رسول اللهرقي المنبر فقال: "آمين، آمين، آمين". فقيل له: يا رسول الله، ما كنت تصنع هذا؟ فقال: "قال لي جبريل: رغم الله أنف عبد أو بَعُدَ دخل رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين. ثم قال: رغم أنف عبدٍ أو بَعُدَ أدرك والديه أو أحدهما لم يدخله الجنة، فقلت: آمين. ثم قال: رغم أنف عبد أو بَعُدَ ذُكِرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين"[1].

- تعليمهم آداب وأحكام الطعام من حيث الأكل باليمين ومما يليهم، وتذكيرهم بتحريم الإسراف وضرره على أجسادهم.

- منعهم من الإطالة في تناول الإفطار بحيث تفوتهم صلاة المغرب جماعة.

- التذكير بحال الفقراء والمعدمين ممن لا يجدون لقمة يطفئون بها نار جوعهم، والتذكير بحال المهاجرين والمجاهدين في سبيل الله في كلِّ مكان.

- وفي هذه الاجتماعات مناسبة لاجتماع الأقرباء وصلة الأرحام، ولا تزال هذه العادة موجودة في بعض البلدان، فهي فرصة للمصالحة وصلة الرحم المقطوعة.

- إعانة الأم في إعداد المائدة وتجهيزها، وكذا في رفع المائدة، وحفظ الطعام الصالح للأكل.

- تذكيرهم بصلاة القيام والاستعداد لها بالتقليل من الطعام وبالتجهز قبل وقت كافٍ لأدائها في المسجد.

- بالنسبة للسحور يُذكِّر الأبوان ببركة السحور وأنه يقوي الإنسان على الصيام.

- إعطاء وقتٍ كافٍ قبل صلاة الفجر؛ لكي يوتر من لم يوتر منهم، ولكي يصلي من أخَّر صلاته إلى آخر الليل، ولكي يدعو كل واحدٍ ربه بما يشاء.

- الاهتمام بصلاة الفجر في وقتها جماعة في المسجد للمكلفين بها، وقد رأينا كثيرًا من الناس يستيقظون آخر الليل لتناول الطعام ثم يرجعون إلى فرشهم، تاركين صلاة الفجر.

- كان من هديهفي العشر الأواخر أنه "يحيي ليله ويوقظ أهله"، وفي هذا دلالة على أن الأسرة يجب أن تهتم باستغلال هذه الأوقات المباركة فيما يرضي الله عز وجل، فعلى الزوج أن يوقظ زوجته وأولاده للقيام بما يقربهم عند ربهم عز وجل.

- قد يوجد في البيت أولاد صغار وهم بحاجة للتشجيع على الصيام، فعلى الأب أن يحثهم على السحور ويُشجعهم على الصيام بالثناء والجوائز لمن أتم صيام الشهر أو نصفه.. وهكذا.

عن الربيع بنت معوذ قالت: أرسل النبيغداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: "مَن أصبح مفطرًا فليتمَّ بقية يومه، ومن أصبح صائمًا فليصُم". قالت: فكنا نصومه بعدُ ونصوِّم صبياننا الصغار ونذهب بهم إلى المساجد، ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار[2].

وفي هذا الحديث: "تمرين الصبيان على الطاعات، وتعويدهم العبادات، ولكنهم ليسوا مكلفين".

- إن تيسر للأب والأم الذهاب بالأسرة إلى العمرة في رمضان فخيرٌ يقدمونه لأنفسهم ولأسرتهم، فالعمرة في رمضان لها أجر حجة، والأفضل الذهاب في أوله تجنبًا للزحام.

- وعلى الزوج أن لا يكلِّف زوجته بما لا طاقة لها به من حيث إعداد الطعام والحلويات، فإن كثيرًا من الناس اتخذوا هذا الشهر للتفنن في الطعام والشراب والإسراف فيه، وهو ما يُذهب حلاوة هذا الشهر ويُفوِّت على الصائمين بلوغ الحكمة منه وهو تحصيل التقوى.

- شهر رمضان شهر القرآن، فننصح بعمل مجلس في كل بيتٍ يُقرأ فيه القرآن ويقوم الأب بتعليم أهله القراءة، ويوقفهم على معاني الآيات، وكذا أن يكون في المجلس قراءة كتاب في أحكام وآداب الصيام، وقد يسَّر الله تعالى لكثير من العلماء وطلبة العلم أن يؤلِّفوا كُتبًا في مجالس رمضان، ويحوي الكتاب ثلاثين مجلسًا، فيُقرأ في كل يوم موضوعٌ، فيتحصل منه خير عميم للجميع.

- يحثهم على الإنفاق وتفقد الجيران والمحتاجين.

عن ابن عباس قال: "كان رسول اللهأجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلِّ ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فَرسول اللهأجود بالخير من الريح المرسلة"[3].

- وعلى الأبوين منع أهلهم وأولادهم من السهر الذي يضيع فيه الأوقات من غير فائدة، فضلاً عن السهر على المحرَّمات، فإن شياطين الإنس تخرج من أصفادها في هذا الشهر لتقدِّم للصائمين الشرور والفسق والفجور في ليالي رمضان ونهاره.

- تذكر اجتماع الأسرة في جنة الله تعالى في الآخرة، فالسعادة العظمى هو اللقاء هناك تحت ظلِّ عرشه سبحانه، وما هذه المجالس المباركة في الدنيا والاجتماع على طاعته في العلم والصيام والصلاة إلا سبيل من هذه السبل التي تؤدي إلى تحقيق هذه السعادة.

ابو عمر المصرى 08-17-2011 04:19 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
برامج عملية للأسرة في رمضان


من نعم الله على المسلمين أن شرع لهم صيام شهر رمضان، وجعله زادًا ومنشطًا للفرد والأسرة، والمجتمع ككل، يزداد فيه الجميع من جهة إيمانهم وإرادتهم وأخلاقهم، فيؤهلهم ذلك لحسن الانتفاع بالحياة، والسعادة فيها على أكمل وجه، حيث قلوبهم فيه تقترب من ربهم تبارك وتعالى، وإيمانهم خلاله يعظم، وإرادتهم تُشحَن وتفيض قوة وصلابة، وتمسكهم يزداد بإسلامهم، وتطبيقهم له، فينتفعون ويسعدون بخيرات الكون.

ومن أجل أن تحقق الأسرة المسلمة في رمضان تلك الأهداف السابقة، فإن عليها أن تضع لنفسها برنامجًا يشتمل على أعمال قلبية إيمانية، وأعمال سلوكية عملية تتناسب مع طموحات الأشخاص وآمالهم في رمضان.
أولاً: الأعمال القلبية الإيمانية:

وهي تنقسم إلى قسمين:
- أعمال فردية: حيث يقوم بها كل شخص منفردًا.
- أعمال جماعية: بحيث يتعاون جميع أفراد الأسرة لإنجازها وتحقيقها.
ومن أمثلة الأعمال الفردية:

1- جعل فترة زمنية أثناء اليوم للتدبر في مخلوقات الله تبارك وتعالى؛ فإن التدبر يزيد القلب إيمانًا بقدرة خالقه وعظمته، وحبًّا له، وتعلقًا به، وتوكلاً عليه، وطلبًا لعونه وأرزاقه ومنافعه، وهذه الفترة الزمنية تختلف من شخص لآخر، على حسب اختلاف الظروف والأحوال كل بحسب حاله.

2- جعل فترة لقراءة الذكر الكريم، وكذا لذكر الرحمن؛ فإن الذكر يحيي القلوب كما في حديث أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال النبي: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت"[1]. وبالذكر يطمئن القلب، قال الله: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

والذكر يشمل الاستغفار، والدعاء، وقراءة الأذكار، وقراءة آيات القرآن، ونحو ذلك، وهذه الأعمال يؤديها كل فرد كيفما استطاع، وعلى أي حال مناسب كان، وبأي مكان ملائم.

3- المحافظة على الصلاة في أول الوقت: وهذا العمل من أحب الأعمال إلى الله تبارك وتعالى؛ لحديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت النبيأي العمل أحب إلى الله؟ قال: "الصلاة على وقتها". قلت: ثم أي؟ قال: "ثم بر الوالدين". قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله". قال: حدثني بهن ولو استزدته لزادني[2].

وإذا أحب الله عملاً أحب فاعله، فإذا أحبه زاده توفيقًا وسعادة، وكلما أدى الفرد الصلاة في جماعة في المسجد، كان الثواب مضاعفًا.

4- جعل وقت في السحر للقيام ببعض الركعات التي يتضرع فيها الشخص إلى الرب تبارك وتعالى، جاعلاً هذه الآية نصب عينيه {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]. وليستشعر الفرد أنه في الثلث الأخير من الليل يكون النزول الإلهي إلى السماء الدنيا.
- أما الأعمال الجماعية:

أغلب ما سبق ذكره يمكن أداؤه بصورة جماعية بين أفراد الأسرة، وعلى حسب ظروف الأفراد وأحوالهم، فإن الاجتماع يحدث قوة ونشاطًا، وتعاونًا وألفة وسكينة.
ثانيًا: الأعمال العملية السلوكية:

ويقصد بها استغلال فرصة قوة الإيمان والإرادة في التمسك ببعض الأخلاقيات الإسلامية الأساسية التي ستمهد بعد ذلك -بإذن الله- للتمسك ببقيتها، وهذه الأعمال الأخلاقية منها أعمال فردية، ومنها أعمال جماعية.
فمن الأخلاق الفردية:

1- غض البصر عما حرَّم الله تبارك وتعالى، فإنه يدرب على مزيد من التقوى، ويورث حلاوة للإيمان في القلب.

2- حفظ اللسان عن الغيبة والنميمة، والسخرية والكذب وما شابه ذلك؛ فعن سهل بن سعد رضي الله عنه: عن رسول اللهقال: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة"[3]. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله : "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"[4].

3- الوفاء بالوعد: فإنها تحفظ الأوقات والجهود، وتحسن العلاقات، وتحقق المكاسب والأرباح بإذن الله تعالى.
أما الأعمال الجماعية فمثل:

1- الاجتهاد في الاجتماع على السحور والإفطار: ففي هذا الاجتماع تدريب على كثير من أخلاق الإسلام عند الاجتماع مثل: التعاون في وضع الطعام ورفعه، والتسامر حوله، وزرع الحب وصفاء القلوب، والرضا بالموجود، والتدريب على استحضار النوايا، والتسمية وحمد الله تبارك وتعالى، والإيثار، وعدم عيب الطعام، وتذكر الفقراء، والتوسط والاعتدال، والمحافظة على المواعيد، ونحو ذلك.

2- المشاركة في خدمة المجتمع: فذلك يدرِّب على التعاون مع المجتمع، وحسن التعامل بين أفراده، والإخلاص في العمل لله تبارك وتعالى، ودعوة الآخرين للإسلام.

وتتمثل خدمة المجتمع في توزيع بعض الاحتياجات على الفقراء أو إطعامهم، أو توزيع الزكوات، أو استضافة الأقارب والجيران والزملاء والأصحاب، أو زيارتهم، أو مهاداتهم، فكل هذه الأمور تزيد من الألفة والترابط، وتنشر تعاليم الإسلام.

ويستحسن أن يجلس رب الأسرة مع أفرادها ذكورًا وإناثًا في جلسة حوارية ودية لأخذ الآراء والمقترحات فيما يمكن لكل فرد عمله بمفرده، وما يمكن أن يقوموا به مجتمعين، فإن هذا الحوار والمشورة يشجع على العمل بفهم ورغبة دون إكراه أو إلزام، بحيث يكون الدافع لذلك من داخل النفس.

كما يفضل أن تكون هذه الجلسة أسبوعية لمتابعة تنفيذ القرارات الجماعية التي تم الاتفاق عليها، وتحديد أوجه التقصير فيها، ومحاولة حلِّ هذا التقصير، وتشجيع الأوجه التي أُديت بنجاح، ومحاولة زيادتها والاستمرار عليها قدر الاستطاعة ما أمكن بعد انتهاء شهر رمضان.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا على طاعته ورضاه، وأن يجنبنا الزلل في القول والعمل بمنِّه وكرمه، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه.

ابو عمر المصرى 08-19-2011 10:33 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
المرأة والدعاء


الحمد لله وكفى ، وسلاما على عباده الذين اصطفى .. أما بعد
تعلمين - أختي المسلمة - أن الدعاء نعمة عظيمة منّ بها سبحانه على عباده ووعدهم بالإجابة ، وأن الدعاء شأنه عظيم ، ونفعه عميم .... فما استجلبت النعم بمثله ولا استدفعت النقم بمثله .... وأنه يتضمن توحيد الله وإفراده بالعبادة دون سواه ، وهذا رأس الأمر وأصل الدين . فما أشد حاجة العباد إلى الدعاء ، فهو جنة المؤمن في الدنيا ، فيجب أن يدعو كل حين وعلى كل حال .. قال ابن القيم : (( من أراد الله به خيرا فتح له باب الذل والانكسار ، ودوام اللجوء إلى الله والافتقار إليه .....)) . ا.هـ
فحري بالمسلمة أن تكثر من دعاء الله تعالى كما تسأله العفو والغفران .
قال لقمان لابنه : ( يابني عود لسانك الاستغفار ، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلا )) .

ثم لتعلم المسلمة أن من التزم بشروط الدعاء فله من الله ثمرة مضمونة وهي الحصول على الخير ونيل النصيب الوافر .
فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال : "ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم " فقال رجل من القوم : إذا أكثر ؟ قال : الله أكثر"
وفي الحديث أيضا دليل على أن دعاء المسلم لا يهمل ، بل يعطي إما عاجلا أو يؤجل أو يصرف إلى خير أفضل ، فخير الله عظيم وخزائنه ملئى لا تنفد ، فلتدع المسلمة بما تشاء من خيري الدنيا والآخرة.

ثم أرسل عتابي إلى كل مسلمة تدعو الله تعالى ثم تقول : لم يستجب لي وتستعجل الإجابة .
قال ابن الجوزي :اعلم أن دعاء المؤمن لا يرد، إلا أنه قد يكون الأولى له التأخير ولنا في الواقع نماذج عدة من نساء و رجال تضرعوا إلى الله فلم يستجب لهم في ذلك الحين ، فظنوا أن الله رد أيديهم خائبة ، ثم تأتي الإجابة بعد حين تقطع ظنهم ، ولو بعد سنوات طويلة ، حيث الحكمة الإلهية تتجلى في كل أمر .
أما احتمال إهمال الله لدعوتك فهذا احتمال غير وارد ما التزمت بآداب الدعاء .
ولقد روي أن زكريا عليه السلام مكث بين دعوته (( رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين )) واستجابة الله له أربعين سنة .

إذا المسألة تحتاج منا إلى يقين بوعد الله بالإجابة ، فإذا دعوتِ الله فلا تيأسي ولا تملي، فقد ترين أن الله لم يجب دعوتك وهو إما أن يقدمك إلى خير أفضل ، أو يصرف عنك شرا أعظم ، أو أن في تأجيل الاستجابة خيرا أكثر ، أو أن الله يريد أن يرى منك ابتهالا وتضرعا ، ففي تضرعك زيادة إيمان وخير لكِ، فكم من العباد من كانت المصائب لهم فوائد فقربتهم من ربهم وأعادتهم إليه .
قال ابن القيم (( من دعا واستبطأ الإجابة وترك الدعاء كمن بذر بذرة وسقاها ورعاها فلما حان وقت حصادها ولى وتركها ))
وقال الخطابي : (وإن لم يستجب الله له يعطيه سكينة وانشراحا في صدره أو يصرف عنه من السوء أو يدخر له من الأجر مثلها وعلى كل حال فلا يعدم فائدة )
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : قد يظن الإنسان أنه لم يجب وقد أجيب بأكثر مما سأله، أو صرف عنه المصائب والأمراض اكثر مما سأله، أو ادخر له إلى يوم القيامة .

أختي المسلمة : لا تيأسي من حدوث البلاء ، ولو نزل فالدعاء يدفع بلاء قبل نزوله أو يرفع بلاء بعد نزوله .
فنعجب من حال كثير من النساء من تبتلى بالبلايا والمحن فتلجأ إلى العباد الذين في سؤالهم الذل والمهانة وتنسى رب العباد مع الفارق العظيم .
الله يغضب إن تركت سؤاله *** وبني آدم حين يُسأل يغضب
لقد صلحت أحوال عظيمة وبنيت بيوت قد هدمت أو كادت ورزق العقيم وأصلح الفاسد وهدى الضال وشفي المريض وعاد الغائب كل ذلك بالدعاء وما ذاك إلا لفضل الله وتيسيره

أختي المسلمة : إن الدعاء في ظهر الغيب أعظم إجابة لأنه أكمل إخلاصا وأبعد عن الشرك ، ويسخر لك ملك يقول : " ولكِ بمثل " ، فلا تحرمي نفسك وأخواتك وإخوانك من دعوة في ظهر الغيب .. وتحرى ساعات الإجابة .. ونحن في هذه الأيام نعيش ساعة إجابة تتكرر علينا كل يوم لا يمنحها إلا الصائمون : إنها ساعة الفطر ! فاسألي الله من واسع فضله في تلك الساعة وغيرها من ساعات الإجابة .

ولن ننسى أن نهدي باقة من العتاب والأسف لكل من استغلت هذه النعمة في الدعاء على أولادها ، ويزداد الأسف حين تكون من أهل الخير والصلاح ولكن لسانها ينهال بدعوات عظيمة على أولادها .. بل إن من الأمهات من تدعو على أولادها أكثر من دعائها لهم ولا أظنه يخفي عليها نهيه صلى الله عليه وسلم بقوله : ( لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على اموالكم لا توافقون من الله ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم ) رواه مسلم .
ولعل هذا الشهر الكريم خير فرصة لك لترك الدعاء على أولادك، ولا تيأسي من حالك فمن صدق النية والعزيمة يسر الله له ما شاء ، ومن تساهلت في الدعاء على الأولاد وجدت حالها يستعصي، ومن أقلقها هذا الأمر وسعت إلى تغييره يسره الله لها واقتلعته من جذوره.

أخت العقيدة : يقول ابن القيم : (( الدعاء دواء نافع مزيل للداء ولكن غفلة القلب عن الله تبطل قوته ، وكذلك أكل الحرام يبطل قوته ويضعفه )) .
فتبين بذلك أن للدعاء آدابا وله موانع أيضا، فمن آدابه الجزم فيه واليقين على الله بالإجابة كما ذكرنا و الإلحاح فيه ، والدعاء في كل حال من شدة ورخاء، وأن تسألي الله تعالى بأسمائه الحسنى ، والاعتراف بالذنب كما في سيد الاستغفار ، وعدم تكلف السجع في الدعاء ، والتضرع والخشوع والرغبة والرهبة وكذا التوبة ورد المظالم والدعاء بصالح الأعمال - كما فعل الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم فاستجاب الله دعاءهم - .

ومن موانع إجابة الدعاء مخالفة ما سلف من آداب ، وكذا الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، وأكل الحرام وشربه ولبسه، واقتناء وسائل المعصية في المنزل واقتراف المعاصي والإصرار عليها .
ومن الموانع التي يجهلها كثير من النساء اتباع الدعاء بقول " إن شاء الله " ، كقولك الله يجزيك خيرا إن شاء الله ، أو الله يوفقك إن شاء الله ، أو الله يرحمنا إن شاء الله .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك بقوله : إذا دعا أحدكم فلا يقل : (اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، وليعزم مسألته فإنه لا مكره له ) رواه البخاري
تقبل الله دعواتنا ووفقنا للصالحات



ابو عمر المصرى 08-19-2011 10:34 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
المرأة والصبر


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. وبعد
لقد عرّف بعض العلماء الصبر بأنه حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى ، وحبس الجوارح عن كل فعل محرم كلطم الخدود وشق الجيوب والدعاء بالويل والثبور.

أختي القارئة :
إن للصبر أنواعا ثلاثة : صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة . والصبر على الطاعة أفضل الأنواع الثلاثة، لأن فعل الطاعة آكد من ترك المعصية . والصبر على الطاعة وعن المعصية أكمل من الصبر على الأقدار . وهذا ما دفعنا لاختيار هذا الموضوع وطرحه بأنواعه، وإلا فالموضوع كثيراً ما يُطرح لكن طرحه محصورٌ في نوعه الثالث فقط غالباً.

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين :
قول الحديث ( الصلاة نور والصبر ضياء ) : الفرق بين النور في الصلاة والضياء في الصبر أن الضياء في الصبر مصحوب بحرارة لما في ذلك من التعب القلبي والبدني في بعض الأحيان. أ.هـ

والصبر على الطاعة هو الثبات على أحكام الكتاب والسنة، وينقسم إلى ثلاث أحوال:
1.
حال قبل العبادة: وهي تصحيح النية والإخلاص والصبر على شوائب الرياء.
2.
حال في نفس العبادة : وهي أن لا يغفل عن الله تعالى في أثناء العبادة ولا يتكاسل عن تحقيق الآداب والسنن.
3.
حال بعد الفراغ من العبادة: وهو الصبر عن إفشائه والتظاهر به لأجل الرياء والسمعة وعن كل ما يبطل عمله، فمن لم يصبر بعد الصدقة عن المن والأذى أبطلها. أ.هـ من مختصر منهاج القاصدين.

أختي المسلمة :
قد تشعرين أن الخلود إلى الفراش ألذ حين تعزمين على أداء صلاة الوتر قبل النوم، أو بتعلق شديد بأحب مالك إليك عندما تنوين إنفاقه، أو بالضيق من لبس العباءة وغطاء الوجه وخصوصاً إذا كنت حديثة عهد به، وقد تستدعيك الحاجة إلى غسل من الحدث الأكبر في وقت حلاوة النوم وشدة البرد، وقد تحملين في قلبك غيظاً وحنقاً على إحدى صاحباتك أو قريباتك ويكاد هذا الغيظ أن يترجم إلى حركات وكلمات ولكن تذكرك لفضل كظم الغيظ يحد من هذه الترجمة، بل في أيامنا هذه تُدعين إلى صيام هذا الشهر الكريم ولكن النفس ترغب الطعام والشراب والنكاح وكل تلك مجالات عظيمة يتمثل فيها مقام الصبر على الطاعة .. فالله الله في تمثيل الصبر على الطاعة ومجاهدة النفس في هذا الشهر العظيم لتحصل لك العاقبة الحسنة في الدارين .

أما الصبر عن المعصية فهو إمساك النفس عن الوقوع في المحرمات، ومن الملاحظ أن كثيراً من النساء تصبر على الطاعة، ولكن يقعن في المعصية لعدم صبرهن عنها، وخصوصاً معاصي اللسان من غيبة ونميمة، قال عمر بن عبدالعزيز ( ليس التقوى بقيام الليل وصيام النهار والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله ترك ما حرم وأداء ما افترض الله، فمن رزق بعد ذلك خيراً فهو خير على خير )
وإن القلب أختي القارئة إذا امتلأ بالخوف من الله أحجمت الأعضاء جميعها عن ارتكاب المعاصي، وبقدر قلة الخوف يكون الهجوم على المعاصي فإذا قل الخوف واستولت الغفلة كان ذلك من علامة الشقاء.

أختي المسلمة:
قد تكونين ممن يعلق التمائم ويضع الحروز، بل قد يوهمك الشيطان بحفظها لك، ولكن تأتيك أحاديث النهي والتحذير منها كالسيوف الصارمة للحد منها . وقد تُدعين إلى حفل زفاف تعلمين أنه يعج بالمنكرات كالموسيقى والأغاني والتشبه بالنصارى وألوان اللباس الفاضح فتهفو نفسك إلى حضوره مع علمك من نفسك التقصير في الإنكار، وقد تجلسين في مجلس يضم بعض النساء اللاتي ترغبين في الجلوس معهن واللاتي كاد حديثهن يجرك إلى الغيبة، فقد تتعلق الغيبة على طرف لسانك تراود نفسها وتتنازعها نفسك والشيطان، ويوهمك الشيطان أنك لو أحجمت عن مثل تلك الغيبة فستنفر منك صويحباتك، وقد يقع سمعك على أغنية تحبين سماعها فيتصارع هوى نفسك مع شرع الله، وقد يُريك الشيطان جمالاً وفتنة في عباءة الكتف المزينة التي غدت بزينتها تحتاج إلى عباءة تسترها ولكنك تتذكرين كلام العلماء حولها، وقد تهفو نفسك لشراء الملابس العارية في هذه الأيام، ولكن في كل هذه المواقف يتمثل صبرك عن معاصي الله، بل إن هذا الشهر العظيم أعظم مروض للنفس على تأدية هذين النوعين من الصبر بل أعظم مجال لتمثيلها .

أما الصبر على أقدار الله فهو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب، والناس في العافية سواء، فإذا جاءت البلايا استبان الصادق من الكاذب، وهم عن المصائب على أربعة أقسام:
1.
التسخط بالقلب كأن تسخط على ربها، أو باللسان كالدعاء بالويل والثبور، أو بالجوارح كلطم الخدود وشق الجيوب. وكل ذلك حرام منافٍ للصبر الواجب.
2.
الصبر، فترين أن هذا الشيء ثقيل عليك لكن تتحملينه وأنتِ تكرهين وقوعه ولكن يحميك إيمانك من السخط، فليس وقوعه وعدمه سواء عندك وهذا واجب.
3.
الرضا، بأن ترضي بالمصيبة، بحيث يكون وجودها وعدمها سواء وهذه مستحبة وليست بواجبه على القول الراجح.
4.
الشكر، وهذه أعلى مراتب الصبر، وذلك بأن تشكري الله على ما أصابك من مصيبة حيث عرفت أن هذه المصيبة سبب لتكفير ذنوبك وربما لزيادة حسناتك.

ثم اعلمي أختي المسلمة أن كل ما أساءك مصيبة، فلما انقطعت نعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه استرجع وقال (كل ما أساءك مصيبة) ، والمؤمنة الموفقة من تتلقى المصيبة بالقبول وتجتهد في كتمانها ما أمكن ، وأما إذا كان الإخبار على سبيل الاستعانة بإرشادها أو معاونتها والتوصل إلى زوال ضرره وليس للشكوى فقط فلا يقدح ذلك في الصبر . ولا بد أن تعلمي أيتها المصابة أن الذي ابتلاك بالمصيبة أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وأنه سبحانه لم يرسل البلاء ليهلكك ولا ليعذبك وإنما ابتلاك به ليمتحن صبرك وإيمانك ويسمع تضرعك وابتهالك وليراك طريحة على بابه لائذة بجنابه مكسورة القلب بين يديه رافعة قصص الشكوى إليه، فإن كنتِ غافلة فحريٌّ بكِ أن ترجعي إلى الحق، وإن كنت تقية كان ذلك سبباً لرفع درجاتك..
ثم لابد أن تستشعري أن من قدّر وقوع تلك المصيبة هو العليم الحكيم وأن قولك (إنا لله وإنا إليه راجعون) إقرار بأن الله يهلكنا ثم يبعثنا فله الحكم في الأولى وله المرجع في الأخرى، وفيه كذلك طلب ورجاء ما عند الله من الثواب.
وأما ما تقوم به بعض النساء من ترك الزينة والطيب ربما أياماً طويلة أو شهوراً حزناً على وفاة أخ أو أب أو غير ذلك، أو التغيب عن الوظيفة، أو ترك حضور الولائم مدة طويلة .. كل ذلك لا يجوز أكثر من ثلاث ليالٍ لما في ذلك من التسخط على المصيبة .

نسأل الله سبحانه أن نكون من الصابرات الشاكرات العابدات..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد....



ابو عمر المصرى 08-19-2011 10:35 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
المرأة والقرآن


الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبيه الكريم وآله وصحبه أجمعين ... أما بعد
فلقد أرسل الله تعالى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من غياهب الظلمات، وأكرمه سبحانه بالآيات البينات والمعجزات الباهرات، وكان الكتاب المبارك أعظمها قدرا وأعلاها مكانة وفضلا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ما من نبي من الأنبياء إلا قد أُعطي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنما الذي كان أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة ] متفق عليه .
إنه القرآن، كتاب الله تعالى ووحيه المبارك .. قال الشيخ صالح الفوزان : قال سبحانه {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا }، والمقصود بالروح هنا القرآن الذي أوحاه الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم وهو روح القلب ، وروح القلب أخص من روح الأبدان . سماه الله روحا لأنه تحيا به القلوب ، فإذا خالط هذا القرآن بشاشة القلب فإنه يحيا ويستنير ويعرف ربه ويعبد الله على بصيرة ويخشاه ويتقيه ويخافه ويحبه ويجله ويعظمه لأن هذا القرآن روح تحرك القلب كالروح التي تحرك الأبدان والأجسام ) .ا.هـ

قال تعالى : { أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } ، قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله : ( فحياة القلوب وصحتها ونورها وإشراقها وقوتها وثباتها على حسب إيمانها بالله ومحبتها وشوقها إلى لقائه، وطاعته له ولرسوله صلى الله عليه و سلم . وبإعراضها عن ذكره وتلاوة كتابه يستولي الشيطان على القلوب فيعدها ويمنيها ويبذر فيها البذور الضارة التي تقضي على حياتها ونورها وتبعدها عن كل خير وتسوقها إلى كل شر ، كما قال تعالى : {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين } أ.هـ

وقال صلى الله عليه وسلم [ اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ] رواه مسلم . وقال ابن مسعود : من أحب أن يعلم أنه يحب الله فلينظر إلى القرآن ، فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله . وقال عثمان ( لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا ) .

فلنعد إلى كتاب الله مادمنا في زمن الإمكان والقدرة على التوبة والاستغفار، ولنتب إلى الله توبة نصوحا من تقصيرنا في حق كتابه وتفريطنا في أداء حقوقه والقيام بواجباته .

ومن تأمل حالنا مع هذا الكتاب العظيم ليجد الفرق الشاسع بين ما نحن فيه وما يجب أن نكون عليه .. فإهمال في الترتيل والتلاوة وتكاسل عن الحفظ والقراءة وغفلة عن التدبر والعمل ، والأعجب من ذلك أن نرى كثيرا من النساء ضيعن أوقاتهن في مطالعة الصحف والمجلات ، ومشاهدة المسلسلات وسماع الأغاني والملهيات ولا يجدن لكتاب الله في أوقاتهن نصيبا، بل إن بعضهن إن قرأنه لم يحسنّ نطق ألفاظه ولا تدبر معانيه وفهم مراده، فيمررن على الآيات التي طالما بكى منها الباكون وخشع لها الخاشعون فلا ترق قلوبهن ولا تخشع نفوسهن ولا تدمع عيونهن ، بل إنهن لا يفهمن معانيها وكأن أمرها لا يعنيهن .. ثم إنك لو سألت نفسك عن معاني الآيات التي تكررينها ولا تكررين غيرها - مع الأسف - لم تجدي جوابا ! فما معنى الصمد ؟ غاسق إذا وقب ؟ الخناس؟ سجيل ؟
لا يجد لها جوابا إلا القليل منا . أليس هذا هو الهجران ؟ بل هو الخسران .
فلا تنسي أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول [ والقرآن حجة لك أو عليك ] رواه مسلم.

ولي معك - أخت العقيدة - وقفات :
1-
اغرسي النية الصادقة والعزيمة القوية على العودة إلى كتاب الله بإتقان تلاوته وتدبر معانيه، ولا تنسي الإخلاص فهو أساس قبول كل عمل، وتذكري أن من يقرأ القرآن ليقال قارئ يسحب على وجهه ويلقى في النار .
2-
استشعري فضل قراءة القرآن وحفظه وتذكري أن القرآن يطيب به المخبر والمظهر فتكونين طيبة الباطن والظاهر .
3-
لا يكن همك عدد الصفحات التي تنهين تلاوتها بل احرصي على التدبر والتفكر والخشوع أثناء التلاوة . ولكن من النساء من تقول أحب الخير وأحب طاعة الله ولكني لا أخشع حين أتلو القرآن ولا أتأثر به .. فنقول يا أخيه : يقول الله تعالى { إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد } إذاً احرصي أثناء تلاوة الآيات على تدبرها والتفكر فيها وأن تخشعي قلبك ، وإن لم يحصل ذلك فارعي لها سمعك وإياك والانشغال عنها بأفكار أو كلام أو التفات ، وأكثري من التلاوة وإذا مررت بآية وعد فاسألي الله من فضله ، وبآية وعيد فاستعيذي ، وبآية تسبيح فسبحي ، وبسجدة فاسجدي، ولا تنسي أنك في جهاد مع نفسك واسألي الله الإعانة والهداية .. ثم أبشري فستجدي نفسك تتحسر إذا فاتتها التلاوة ، ولا تُغفلي كل آية تقرئينها أو على الأقل الآيات التي لم تفهميها، بل إن التفسير من أعظم المعينات والميسرات لحفظ كتاب الله .
4-
ومن كانت لا تجيد قراءة القرآن فبشرها الحبيب صلى الله عليه وسلم بأجر أعظم بقدر تتعتعها في تلاوة الآيات ، فلا يثبطنك الشيطان عن التلاوة بل إن من لا تعرف القرآن أصلا لا تحرم أجره ما دامت صادقة النية مع الله ، ولعلها تعوض ذلك بكثرة سماع القرآن ففضل الله أعظم ورحمته واسعة، حتى أن إحدانا إذا كان لها ورد يومي من القرآن وانتابها عذر مانع كحيض أو مرض كتب لها ما كانت تفعله من قبل .
5-
يقول صلى الله عليه وسلم [ خيركم من تعلم القرآن وعلمه ] رواه البخاري . أتظنيين أنى وإياك نحرم هذه الخيرية إن لم نستطع التعلم والتعليم ؟! كلا فربنا فضله واسع ومجالات الخير عظيمة فمشاركتك في بناء دور تحفيظ القرآن الكريم وإتمام أمورها – ولو بأقل القليل - يدخلك ضمن إطار تلك الخيرية بل لك بكل طالب أو طالبة تحفظ أجر.
6-
احرصي على حفظ كتاب الله وعلى أقل الأحوال لا تُخلى جوفك منه ، واعلمي أن حفظه يهبك إكرام الناس، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزوج الرجل بما معه من القرآن حتى إنه لما كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في الدفن يقول :[ أيهما اكثر أخذا للقرآن؟ فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد ] رواه البخاري . وكل ذلك والحفظة في حرز من الشيطان وكيده وفي مأمن من الدجال وفتنته . وكما روى أبو داود والترمذي أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال : [ يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ] . وعلميه أبناءك واسعي إلى انضمامهم إلى دور وحلق تحفيظ القرآن قال الرسول صلى الله عليه وسلم : [ من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به أُلبس يوم القيامة تاجا من نور ضوءه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتين لا يقوم بهما الدنيا فيقولان : بم كسينا ؟ فيقال : بأخذ ولدكما القرآن ] صححه الحاكم ووافقه الذهبي.
7- ليكن لليلك نصيب وافر من قراءتك وقيامك فهو وقت الأخيار وغنيمة الأبرار . يقول صلى الله عليه وسلم : [ لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار ….. الحديث ] متفق عليه . واستغلي علو الهمم في هذا الشهر الكريم واحذري أن تكوني ممن يكون آخر عهدهن بالقرآن هو هذا الشهر بل اجعليه خير معين لك على نهج الصواب مع كتاب الله تلاوة وتدبرا وحفظا ..

جعلنا الله من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته .


ابو عمر المصرى 08-19-2011 10:36 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
المرأة والوقت


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .. أما بعد

الوقت ثروة يمتلكها الغني والفقير والوضيع والأمير، ولكنها مع الأسف ثروة مهدرة في حياة كثير من الناس، فالليل والنهار يتعاقبان على جميع البشر.

وإن المتأمل في كتاب الله وسنة رسوله يجد فيهما التنبيه على أهمية الوقت قال تعالى : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون }.
وإن من فضله سبحانه أن جعل الليل يخلف النهار والنهار يخلف الليل ، فمن فاته عمل في أحدهما حاول أن يتداركه في الآخر {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكورا} ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيمَ أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيمَ أنفقه) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
إذاً نصف الأسئلة عن الوقت !
وتزداد أهمية الوقت في هذا الشهر الكريم الذي حريٌ بمن كان يضيع وقته في غيره أن يعيد النظر في استغلاله، بل وحريٌ بمن كان يستغل وقته في غيره أن يضاعفه فيه.

أختي المسلمة :
إن أهمية الوقت كما ذكرنا تتضاعف في شهر رمضان لما نجد من تضييع كثير من النساء ليالي رمضان في اللهو والسهر والخروج من البيت، أما نهارها ففي النوم أو المطبخ ! فشعار هؤلاء: رمضان شهر النوم نهاراً والسهر ليلاً . وقد يمر على المرأة المسلمة رمضان تلو رمضان وهكذا تمر الرمضانات بدون رصد للأعمال والمواضيع والمشاريع وبدون تدارك للأخطاء والتقصير مما يجعلنا في كل رمضان يأتي نبدأ من جديد، وهذا هو مضيعة الوقت والأعمار .
وابن القيم رحمه الله في زاد المعاد يقول: وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة......إلخ أ.هـ

إن علمكِ أختي المسلمة بقصر أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم لدافع كبير لاستغلال العمر بما يفيد . فيُروى أن نبياً من الأنبياء مر على امرأة وهي تبكي على ابن لها مات وعمره أكثر من مائتي عام، فقال لها مواسياً : كيف لو أدركتِ أمة أعمارها من الستين والسبعين، قالت: لو أدركت هذه الأمة لأمضيتها في سجدة واحدة .
ولكن الله عوض هذه الأمة بأن جعل هناك من الأعمال الصالحة التي تبارك في العمر، وكأن من عملها رُزق عمراً طويلاً ، كقيام ليلة القدر وصيام الست من شوال والصلاة في المسجد الحرام والنبوي وبيت المقدس . وإن ما نلاحظه من سرعة تصرُّم الأيام وانقضاء الأعوام بسرعة عجيبة لهو من علامات الساعة.
ولقد كان السلف أحرص ما يكونون على أوقاتهم لأنهم كانوا أعرف الناس بقيمتها. يقول ابن مسعود رضي الله عنه : ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي.
ويذكر ابن رجب أنه كان في مكة امرأة متعبدة إذا أمست قالت : يا نفسي الليلة ليلتك لا ليلة لك غيرها فاجتهدت، فإذا أصبحت قالت: يا نفسي اليوم يومك لا يوم لك غيره فاجتهدت .
ولقد قال رجل لعامر بن عبدقيس : قف أكلمك ! فقال : أمسك الشمس ..

أختي المسلمة:
إن الوقت إذا لم يُقض بالخير قُضي بضده وتلك مسألة لا ينازع فيها أحد، والأعداء ما فتئوا يكيدون لنا ويخططون لإشغالنا في الوقت الذي يستثمر فيه الأعداء أوقاتهم ويحرصون كل الحرص على استغلال كل لحظة من لحظاته . ولا تظني أختي المسلمة أن شغل الوقت بالنافع لا يكون إلا للعاملات ؛ فكل امرأة تشغل وقتها بما لديها من علم وقدرات ، فهذه أشغلت نفسها بحفظها لكتاب الله، وتلك بطلب العلم، وأخرى بتعليمه، ورابعة بالدعوة إلى الله ، وخامسة بمتابعة أحوال الفقراء والمساكين وجمع التبرعات لهم، وأخرى سخر الله لها باباً إلى الخير وهو وجود أحد والديها الكبير في السن المحتاج لمساعدتها ومتابعتها فانشغلت به عن غيره ؛ فكل ميسر لما خلق له .
ومن رحمة الله بنا يا أختي المسلمة أننا مأجورات في أعمال المنزل وفي النوم وفي الأكل وفي انشغالنا بأزواجنا وفي تربيتنا لأولادنا ومتابعتنا لأحوالهم، بل في قضاء شهواتنا . كل ذلك إذا ما تقربنا إلى الله به واحتسبنا الأجر والإعانة على الطاعة . ولكِ أن تجعلي لسانك رطباً بذكر الله أثناء القيام ببعض أعمال المنزل أو أي عمل يمكّنكِ من ذكر الله فتنالي بذلك أجر الذكر وأجر التقرب إلى الله بذلك العمل..

أختنا المسلمة:
تطمح كثير من النساء إلى استغلال الوقت ولكن تنقصها الهمة التي تعين على ذلك، فتسأل عن الأمور المعينة على استغلال الوقت فنقول:
*
إن الخوف من الله وخشيته و مراقبته تدفع الإنسان لعمارة وقته بالطاعات والإقلاع عن المحرمات، فمن أسماء الله ما جاء في قوله تعالى: {إن الله كان عليماً حكيماً} ، وقوله : {إن الله كان عليكم رقيباً}.
فأسماء العلم والإحاطة والمراقبة تملأ القلب مراقبة لله في الحركات والسكنات، فإذا استشعر المؤمن أنه مراقب من قبل الله فحري به أن لا يفتقده حيث أمره ولا يراه حيث نهاه.

*
تذكر الموت، فإن الإنسان إذا تذكر الموت مع جهله بالزمان والمكان الذي سيفاجئه فيه كان ذلك أدعى لحرصه على حسن الخاتمة وأن يتوفاه الله على طاعته، فيدفعه ذلك لشغل وقته بالصالحات.

*
صحبة الصالحين ذوي العقول السليمة والهمم العالية والأوقات المستثمرة الذين نستطيع أن نصفهم بقولنا : من ذكركم الله رؤيتُه، وزاد في علمِكم منطقُه، وذكركم بالآخرة عملُه، الذين تحيا القلوب بذكرهم وإن كانوا أمواتاً، لا من تموت القلوب بمخالطتهم وهم أحياء.

*
معرفة قيمة الوقت وأهميته، وأنه محاسب عليه، بل ومحتاج إليه، كل ذلك يدفعه إلى العمل.

*
الحذر من التسويف وهو قول (سوف) فإنها أحد جنود الشيطان والسعي في المبادرة بإنجاز العمل قبل أن يحال بينه وبينه.

دعا أحد الأمراء رجلاً صالحاً إلى الطعام فاعتذر بأنه صائم، فقال الأمير : افطر وصم غداً . فقال: وهل تضمن لي أن أعيش إلى الغد؟!

نعم - أخت العقيدة - فهل نضمن أن نعيش إلى الغد، بل هل نضمن أن نعيش إلى ما بعد هذه الحلقة؟!

فلنبادر بالأعمال الصالحة ولنسع في أن نستغل أوقاتنا في رمضان، فمن لم تستغل وقتها في رمضان فحريٌ بها أن لا تستغله في غيره.
.. والحمــد لله رب العالمـــين..



ابو عمر المصرى 08-19-2011 10:39 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
المرأة والقرار في البيت


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

قال تعالى {وقرن في بيوتكن } ، قال ابن كثير في تفسيره :
أمر الله تعالى نساء النبي وغيرهن من النساء بالقرار في البيوت وعدم الخروج لغير حاجة .
وقال القرطبي في تفسيره { وقرن في بيوتكن } من وقر أي السكن ومن القرار ، ثم قال : معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى ، هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء ، فكيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة .ا.هـ

ولقد نهجت نساء السلف منهج الاستجابة التامة لهذه الآية . قال القرطبي في تفسيره أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا قرأت هذه الآية تبكي حتى تبل خمارها !
وذكر أن سودة قيل لها : لمَ لا تحجين ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك ؟ فقالت قد حججت واعتمرت ، وأمرني الله أن أقر في بيتي . قال الراوي فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت جنازتها رضوان الله عليها .
قال ابن مسعود ما تقربت امرأة إلى الله بأعظم من قعودها في بيتها .

قال ابن العربي لقد دخلت نيفاً على ألف قرية فما رأيت نساء أصون عيالا ولا أعف نساء من نساء نابلس التي رمي بها الخليل، فإني أقمت فيها فما رأيت امرأة في طريق نهارًا إلا يوم الجمعة، فإنهن يخرجن إليها حتى يمتلئ المسجد منهن، فإذا قضيت الصلاة وانقلبن إلى منازلهن لم تقع عيني على واحدة منهن إلى الجمعة الأخرى، ولقد رأيت في المسجد في الأقصى عفائف ما خرجن من معتكفهن حتى استشهدن فيه .ا.هـ [من تفسير القرطبي ] .

فيعلم من هذا أختي المسلمة أن الأصل للمسلمة هو لزوم البيت لا الخروج، وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم الرجل على لزوم البيت في قوله صلى الله عليه وسلم (امسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك ) [رواه الترمذي وقال حديث حسن] ، فكيف بالمرأة التي يجب أن تحفظ وتصان عن الأنظار ؟

أختي المسلمة :
إن في خروجك من بيتك مساوئ عدة منها مخالفة أمر الله تعالى الذي ما شرع أمرا إلا لحكمة يعلمها ، ولعلمه المحيط بعواقب الأمور وأنك عورة إذا خرجت استشرفك الشيطان، وأنه لا بد في بعض خروجك من خروج لأماكن عامة تختلطين فيها مع الرجال أو تخاطبينهم ، وأن هذا والله من أكبر نوازع الحياء، فإنه ينزع عنك جلباب الحياء رويدا رويدا .. فلكأني بالمرأة التي لا تكثر الخروج لا تتجرأ على محادثة الرجال وإلى النظر إليهم ، وإذا اضطرت إلى مقابلتهم في طريقها صدت عنهم وألزمت عينيها الأرض ، وأما إذا كثر خروجها فإنها تتجرأ على محادثة الرجال جرأة غير طبيعية لحاجة ولغير حاجة، وعلى النظر إليهم، بل إذا قابلتهم في طريقها اضطر الرجل مع الأسف إلى الابتعاد عنها من شدة جرأتها .

ثم أن خروجك أختي المسلمة فيه تجسيد للفتنة بك ( ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء ) [ رواه البخاري ومسلم] وأخص بذلك من تخرج متبرجة - بأي صورة من صور التبرج - ، فلا أظنك ترضين أن تكوني سبباً في فتنة مسلم أو انحرافه .

أختي المسلمة :
أعلم أن الأمر بالقرار في البيت شاق على كل من اعتادت الخروج ولكن اغلقي سمعك عن كلام الناس وتعليقاتهم المثبطة، ثم سيري قدما نحو تطبيق أمر الله بالقرار في البيت وجاهدي نفسك على ذلك وستجدين من الله الإعانة والتيسير .
واعلمي أن الخير كل الخير في بقاءك في بيتك وانشغالك في تأدية حق زوجك وتربية أولادك، فما ربت الخراجة الولاجة أبناءها مثلك يا من لزمت بيتك ، فالأصل رسالة البيت، وبقدر ما تبتعد المرأة عن بيتها وتخرج - سواء لحاجة أو لغير حاجة - بقدر ما ينتج عنه خلل في الوظيفة الأساس للمرأة، شعرنا بذلك أم لم نشعر .

لما قيل له صلى الله عليه وسلم هل على النساء من جهاد ؟ قال : ( جهاد لا قتال فيه : الحج والعمرة ) [ رواه أحمد وابن خزيمة في صحيحه ] ، قال ابن حجر : وإنما لم يكن الجهاد واجبا عليهن لما فيه من مغايرة المطلوب منهن من الستر ومجانبة الرجال ، فلذلك كان الحج أفضل لهن من الجهاد . " الفتح 44606 "

وقد قال الشيخ ابن باز رحمه الله : سمى الله مكث المرأة في بيتها قرارا، وهذا المعنى من أسمى المعاني الرفيعة، ففيه استقرار لنفسها وراحة لقلبها وانشراحا لصدرها، فخروجها عن هذا القرار يفضي إلى اضطراب نفسها وقلق قلبها وضيق صدرها وتعريضها لما لا تحمد عقباه . ا . هـ

ثم اعلمي أن الإسلام لا يدعو إلى شل قدراتك، بل إن من البارعات القادرات الداعيات العالمات من لازمن بيوتهن، فما كل من خرجت أنتجت ولا كل من لازمت بيتها فشلت . وقد حفل الإسلام بذكر شخصيات نسائية تفوقت في فن من الفنون وقد لزمن بيوتهن مثل حفصة بنت سيرين التي قال عنها مهدي بن ميمون : مكثت حفصة بنت سيرين ثلاثين سنة لا تخرج من مصلاها إلا لقائلة أو قضاء حاجة .. وغير حفصة كثير ، فمن لزمت بيتها تقربا إلى الله به فستحظى بالأجر العظيم والنفع العميم والتعويض خيرا، ولكن اجعلي نيتك خالصة لوجهه الكريم حتى لو كنت مجبرة على البقاء في البيت من قبل وليك حتى لا تحرمي نفسك الأجر .

أختي المسلمة :
من النساء من تحتج في خروجها بصلة الأرحام فتتلبس في هذه الحجة وهي ليست منها في شيء ، فتغفل جانبا مهما وهو جانب الواجب والأوجب ، فتجيب دعوة ذوي الطبقات العالية أهل الدعوات الراقية وتتجاهل غيرهم مثلا ، ناهيك عمن تخرج وينبني على خروجها محظور شرعي كركوب مع سائق بلا محرم أو سفر بلا محرم .. بل وإهمال لأولادها ومسؤولياتها .

أختي المسلمة :
اجعلي هذا الشهر الكريم فرصة لكِ لتطبيق شرع الله بالقرار في البيت فهو فرصة لذلك ، فنهاره صيام وليله قيام وأيامه معدودة ، وهي فرصة للطاعة واستثماره بالخيرات وتجنب الخروج ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، وإذا ابتلت بالخروج فاحذري من التعطر والتبرج والخضوع بالقول في محادثة الرجال وتمسكي بحيائك فهو زينتك وشعارك .

وختاما
تذكري قول اله تعالى { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحيكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون }
يقول السعدي رحمه الله في هذه الآية : وإياكم أن تردوا أمر الله أول ما يأتيكم فيحال بينكم بينه إذا أردتموه بعد ذلك وتختلف قلوبكم ، فإن الله يحول بين المرء وقلبه فيقلب القلوب حيث شاء ويصرفها أنى يشاء .ا.هـ

فتذكري أن الأمر بالقرار في البيت اختبار لأيمانك ومدى استجابتك لأمر الله فأري الله من نفسك خيرا .
وفقني الله وإياكن لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد



ابو عمر المصرى 08-19-2011 10:40 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
المرأة والسوق


الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى.. أما بعد

لقد أقبل شهر رمضان .. وبدأ الحديث عن الأسواق يملأ المجالس ، فصار الشهر الكريم كأنه شهر معاص وذنوب وفتن .... بل شهر أسواق . وإني إذ أتحدث اليوم معك بشأن الأسواق لا أمنعك أو أحرم عليك دخولها ، وإنما لما رأيت ما يدمع العين ويقض المضجع من حال النساء مع وفي الأسواق اخترت هذا الموضوع .

أختي المسلمة :
إن دخولك إلى السوق دخول إلى مكان يعج بالفتن ويموج بالمحن ، والشيطان ناصب فيه رايته فاحذري . نعم ، احذري أن تكوني ممن جعلت السوق همها والأزياء آمالها ، فصارت محيطة بجميع المعلومات حول جميع الأسواق ، وفروع المحلات ونوعية البضائع ومدى جودتها وأسعارها…
واحذري من أن تكوني ممن جعلت السوق مهرباً وملاذا لها و فرارا من المشاكل الاجتماعية وهروبا من مواجهة الواقع فتكوني أرضا خصبة للفتن .
واحذري من أن تكوني ممن تتابع كل جديد فما سمعت بجديد إلا هرعت إليه . ولا قرأت إعلانا عن عروض إلا أسرعت إليها قاهرة جميع الظروف المضادة لذهابها . ولا أظن أني أجرؤ أن أحذرك من أن تكوني ممن جعلن السوق مكاناً للقاء والاجتماع ورؤية الصديقات وأنت تعلمين أنه أبغض البلاد إلى الله .

ولنا مع الذاهبات إلى الأسواق عدة وقفات منها :
1.
لا تخضعي ظروفك وتقهريها من أجل الذهاب إلى السوق، وضعي في ذهنك أن ما لا يقضى اليوم يقضى غداً ولو فات وقته ، ولا أظن أن السوق يستحق خلافا بينك وبين زوجك أو أخيك أو أبيك .. وإن لم تجدي من يذهب بك إلى السوق في يوم معين فلست في حاجة ملحة تدفعك إلى ركوب مع السائق ... ناهيك عن أن تركبي معه بمفردك .

2.
تذكري دوما أن الأصل قرارك في البيت وأن كثرة خروجك - وخصوصا للأماكن العامة التي تجدين فيها الرجال – ينزع عنك جلباب الحياء رويدا رويدا. واسألي إن شئت بعض النساء عن أحوالهن أول ما بدأن الخروج إلى الأسواق وأحوالهن بعدما اعتدنه … من نزع للحياء وجرأة على الرجال وتماد في المنكرات ، وتساهل بالحجاب وغير ذلك .
وانظري إلى فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم تلك التي تربت في بيت النبوة إذ قالت لأسماء بنت عميس : إني أستقبح ما يُصنع بالنساء ، يطرح على المرأة الثوب فيصفها - تعني إذا ماتت ووضعت في نعشها - قالت : يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة ، فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا ، فقالت فاطمة رضي الله عنها : ما أحسن هذا وأجمله ، فإذا مت فغسليني أنتِ وعلي ولا يدخل علي أحد . [سير اعلام النبلاء 2 / 118] .
فلا تريد رضي الله عنها أن ينظر إلى جسدها وهي على النعش وفرحت بوضع أعواد وعليها ثوب يمنع النظر إليها . فاحذري أخية من التمادي في محادثة الرجال أو إلانة القول أو تغنيج الصوت أو الإكثار من الكلام أو التعليقات بلا حاجة . ولا تتساهلي بالخلوة مع صاحب المحل فلكَم جرت تلكم الخلوة من ويلات ومصائب عدة . وإن أردت ضبط نفسك وتقويمها فتجنبي الذهاب إلى الأسواق بمفردك فإن لم يصحبك محرمك فلتصحبك أمك أو أختك أو من تذكّرك إذا نسيت . ولا تصحبي محرمك إلى أسواق تعج بالفتن فتعرضيه للفتنة وأنت تريدين حمايته .
وأنت أيتها الأم أذكّرك بمسؤوليتك والأمانة التي حملتيها فراقيبي بناتك عند ذهابهن إلى الأسواق ، مع من يذهبن ؟ وإلى أي سوق يذهبن ؟ وماذا يلبسن ؟ وتأكدي بصورة أو بأخرى من التزامها الحجاب الشرعي الكامل في السوق وإن اضطرك ذلك إلى أن تذهبي معها . ولا أراك ممن يتهاونّ في حجاب البنات الحجاب الكامل الشرعي وهن في سن العاشرة فما فوق.

أختي المسلمة :
إن التبرج - مع الأسف - فشا في الأسواق بصور عدة تؤلم القلب وتدمع العين . من عباءة مزينة إلى مخصرة أو ملونة أو موضوعة على الكتف بطرحة كفستان العروس أو بنقاب يظهر العينين المزينتين بل لثام تحركه الرياح . ولقد عجبت من حال كثيرات ممن يضعن اللثام ، حيث يزين أو يحصرن زينة وجوههن فيما بد ا منها مع اللثام أو النقاب . ولو كشفن وجوههن لبدا الفرق جليا بين لوني الجزئين ، والعجب ليس في ذلك فحسب بل في غضبهن حين يُنكر عليهن أو يقال لهن إنكن تفتن الرجال بفعلكن هذا !! وإن المتلثمة - وكل امرأة تفعل مثلها - إذ تطهر نفسها من فتنة الرجال أو إرادة فتنة الرجال .. فمن هن اللاتي فتنّ الرجال ووقعن في شباك الرذيلة ؟!
ومن صور التبرج المؤلمة في الأسواق لبس البنطال والكعب العالي وأخص ذا الصوت الرنان ، بل والعطر الذي يفوح بروائح مختلفة في الأماكن العامة ولا حول ولا قوة إلا بالله . وإنا إذ نقول ذلك ننصحك بأن تتنبهي بأن تراقبي رائحة الملابس التي ستخرجين بها والعباءة أيضا حتى لا تكون علقت بها روائح عطرية بغير قصد ، وإلا فنحن نربأ بك أن تكوني ممن يتقصدن التعطر عند الخروج .
ومن الصور كذلك التهاون بتغطية القدم مع صراحة دليلها ، هذا إن سلمتِ من ظهور الساق عند قياس الحذاء أو ركوب السيارة أو حتى بارتداء ملابس قصيرة . ونحن إذ نذكرك ذلك ننصحك بتقوى الله ونحذرك من أن تضلي وتُضلي ، وأن تفتني وتُفتني .

ولي وقفة مع النساء السلبيات الجامدات عند كل منكر يرينه في السوق – خصوصا -فاحذري من عاقبة السكوت عن المنكرات فإن السكوت سبيل إلى ألفتها . وليس لك عذر فوسائل الدعوة في هذا الزمان متيسرة ، فبالدعوة المباشرة والشريط والكتاب والرسالة .

أختي المسلمة :
عند ذهابك لشراء الملابس احذري من شراء ما منعك منه الشارع ولو كنت عند النساء ، وإن كنت ترغبين فيه أو ترين فيه تميزا فتذكري أن ذلك من الشيطان والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه " .
ولا تنسي أن من لبس ثوب الشهرة ألبسه الله ثوب مذلة .

أخت الإسلام لا تكثري من شراء الملابس بحجة عدم رغبتك في تكرار اللباس أمام الناس واحرمي نفسك - ولو مرة - من لباس ترغبين شراءه تواضعا لله ورغبة منك في نيل أجر عظيم وُعدتِ به في قوله صلى الله عليه و سلم : " من ترك اللباس تواضعا لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها " رواه البيهقي .

ألبسنــــــــا الله وإياك حلل الإيمان وكســــــانا بالهدى والتقى والإيمان ..



ابو عمر المصرى 08-21-2011 10:29 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
الطهي بالتسبيح!!!
قصة واقعية
زهرة الياسمين

لا أخفي عليكم أنني لستُ مِن هواة الطهي، فقد كنت أعتبره مضيعةً للوقت والجهد، فلما تمت خطبتي إكتشفت أن حماتي من الذين يقضين معظم أوقاتهن بالمطبخ ، بل و تهوى التفنن في إعداد الأصناف الجديدة من الطعام كل حين وآخر، مستعينة بشتى كتب الطهي العربية والغربية، فكان هذا الأمر- بالطبع- يقلقني، فلابد أن خطيبي بعد الزواج سوف يقارن بين طعامي وطعام والدته، فلما انتهينا من إعداد كل شيء للزواج وتم تحديد الموعد مع والدي ، لا حظ خطيبي أنني أؤجل موعد الزواج ، و أنني في كل مرة أتعلل بسبب مختلف ، فسألني صراحةً:" إنك تؤخرين الزواج لسبب لا أفهمه، فما الأمر؟" فشعرت أن الأمر مكشوف، ولم يعد أمامي إلا أن أذكر الحقيقة ، فقلت له:" بصراحة ..أنا أكره المطبخ!!!!"، فضحك متعجباً، وقال لي:" على كُلٍ أنا أحب الأكلات البسيطة ، كما أنني لا أهتم إذا تناولت لوناً و! احداً من الطعام لمدة يومين على التوالي " فطمأنني هذا الكلام ، ولم أؤجل الزواج بعد ذلك، ولكنني بعد الزواج شعرت بأنني مسؤولة عن البيت وكل شؤونه، ومن بين هذه الشؤون : المطبخ!!!! فقلت لنفسي:" لا بد من أن تبذلي جهدك لتبدعي في المطبخ حتى لو كان زوجك يحب البسيط من الأكلات"

وفي أول يوم أدخل مطبخي للطهو إستعنت بالله تعالى وتوكلتُ عليه ورجوته ألا يكون طعامي أسوأ كثيراً من طعام حماتي ، ثم بدأت بالطهي... وفي هذه الأثناء تذكرت- بفضل الله-كلمات قالتها لنا أخت فاضلة كانت تعطينا درساً بالمسجد في شهر رمضان ، قالت لنا- جزاها الله خيرا- " إن المرأة العربية تقضي معظم أوقاتها بالمطبخ ، وخاصةً في شهر رمضان، مما يضيِّع عليها الكثير من فضل هذا الشهر العظيم ... إن رمضان يا أخواتي كالعطر يتبخر سريعاً!!! فلا تضيِّعنه بالمطبخ وما شابه من أعمال ... فإن كان ولا بد، فلماذا لا نذكر الله في المطبخ ؟؟!!!!"
"هل جرَّبَت إحداكن أن تطهو وهي تسبِّح الله وتذكره؟؟!!!!"

وشعرتُ بأنني في حاجة لأن أفعل ذلك، ليس لاغتنام شهر رمضان- فقد كنا في شهر آخر لا أذكره- ولكن عسى الله أن يجعل نكهة الطعام الذي أطهوه طيبة!!!!!!
وقررت أن أبدأ بالبسملة عند كل خطوة من إعداد الطعام!!! بدءاً بإشعال الموقد ومروراً بوضع الدهن بالإناء ، ثم البصل أو الثوم ، ووضع الطماطم .... وانتهاءً بإطفاء الموقد.

وفي المرة الثانية قلتُ لنفسي: لماذا لا أتلو سورة الإخلاص بعد البسملة عند كل خطوة ؟ إنني أحب هذه السورة كثيراً، كما أنها قصيرة، وفي تلاوتها الكثير من الثواب أيضا؟!!!!
فصرتُ أفعل ذلك بفضل الله ... ثم هداني الله سبحانه إلى أن أقوم بالتسبيح ريثما ينضج الطعام ، وفي أثناء غسل الأطباق مثلاً أو تنظيف المطبخ.

وكان رد فعل زوجي هو الثناء على طعامي ، حتى أنه قال لي أنني تفوقت على والدته!!!! ولم أصدقه وقتها بالطبع- فلستُ من الذين يدققون في نكهة الطعام مادام صالحاً للأكل والملح غير مبالغ فيه- و ظننتُه يجاملني... فأنا مازلت عروساً حديثة العهد، وهذه المجاملات الزوجية شيء معتاد.
ولكني لاحظت أنه يكرر هذه العبارة كثيراً فأسعدني ذلك ولكني لم أصدقه تماماً و ظننت ذلك تشجيعاً منه ، خاصة عندما اكتشفت أن زوجي من هواة الطعام المعد بإتقان ، كما أنه يدقِّق في طريقة إعداد كل صنف.... وأن ما قاله لي قبل الزواج كان من قبيل التشجيع فقط!!!!

ولما كنت أدعو حماتي لتقضي معنا أياماً، كانت هي الأخرى تُثني على طعامي ، فكنت أظنها هي الأخرى تجاملني، وكنت ألاحظ أنها كانت تقضي معي الأوقات بالمطبخ ، فكنت أرجوها أن ترتاح بغرفة المعيشة فكانت ترفض... فكنا نتجاذب أطراف الحديث... ولكني لم أنتبه إلى أنها كانت تراقب خطواتي في إعداد الطعام ، حتى سألتني ذات مرة عن طريقة إعداد صنف معين، فلما ذكرت ذلك لها لاحظتُ العجب على وجهها ولكني لم أفهم السبب ، حتى اتصلَت بي بعد شهور من زواجي لتقول لي :" يا عفريته،أنا أستحلفك بالله أن تذكري لي سر النكهة الطيبة التي يتميز بها طعامك!!!!"، فسألتها إن كان تمزح، فأقسمَت أنها لا تمزح!!!!"

فكانت تلك مفاجأة بالنسبة لي، ولكني عصرتُ ذهني لأبحث عن السبب ، فلم أجد غير البسملة وسورة الإخلاص ، وأحياناً التسبيح... فقلت لها :" هل تريدين الحقيقة؟" قالت لي :" بالطبع" فذكرت لها ما كان من أمري، فتعجبت ، ولكن يبدو أنها لم تصدقني تماماً فلاحظتُ أنها حين زارتنا في المرة التالية كانت تتابعني أثناء الطهو لتتأكد من من صدق حديثي!!!! ولما اطمأن قلبها وتأكدَت قالت لي بعد ذلك أنها أصبحت تفعل مثلي، وأنها لاحظت تقدَّماً في نكهة طعامها أيضاً!!!!!!

والطريف في الأمر أنني لم أعد أكره الطهو ، ولا البقاء في المطبخ ...خاصة عندما خصصتُ جهاز تسجيل للمطبخ أستمع من خلاله إلى القرآن الكريم ومختلف الدروس الدينية، فصار وقتي الذي أقضيه بالمطبخ ممتعاً !!! ولم أعد أشعر بالوقت إلا بعد الانتهاء من كل شيء!!!

ليس هذا فحسب وإنما صرت –بفضل الله-لا أقتصر على إعدا د الوجبات الرئيسة ، وإنما تطور الأمر بي إلى إعداد المخبوزات مثل الكيك ، و البيتزا، بل والتورتة أيضاً، وأحياناً بعض المخللات والمربى...حتى أن صديقاتي والمقربين لم يصدِّقوا حين علموا بذلك!!!!!

فسبحان الله إن لذِكر الله أسرارٌ نغفل عنها ...إلا أن غفلتنا هذه لا تنفي أبداً عجيب هذه الأسرار...فسبحانك ربي ما أعظمك !!!

إنشرها لعلنا ننال الأجر سوياً

ابو عمر المصرى 08-21-2011 10:31 PM

رد: المرأة فى رمضان
 
11 وسيلة لمقاومة الجوع الرمضاني


عزيزتي .. التفكير في الطعام والشراب وعدم القدرة على مقاومة الجوع دليل على عدم وجود ما يشغل فراغك أو يعينك على ملء وقتك في رمضان .. لهذا نقدم لك هذه الأفكار التي قد تعينك على مقاومة الرغبة في تناول الطعام وتشعرك بحلاوة الصيام.

ـ صيام رمضان مرتين!!
لحفظة من فضلك .. فالأمر ليس مزحة .. كل ما عليك هو أن تفكري كل يوم في شخص تدعينه لتناول طعام الإفطار عندكم أو إرسال الطعام لبعض الصائمين في الجوار حتى تنالي الأجر الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم [[من فطر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا]].

ـ البحث والتحري والعمل بالدعاية
اشغلي ذهنك دائمًا بالبحث عن الوسيلة التي يمكنك من خلالها حث الآخرين على الإنفاق وذلك باستغلال التجمعات الرمضانية في جمع بعض الأموال والبحث عن طريقة لإيصالها إلى مستحقيها في كل مكان.

ـ إعادة برمجة
وذلك بترك العادات السيئة وشغل نفسك بمحاولة إكسابها عادات جيدة تتمنين أن تكون لديك.

ـ ترميم معلوماتك الدينية
فلا شك أن أيام الشهر الفضيل فرصة لحضور التجمعات التي تعقدها الفتيات والنساء في المساجد من أجل تدارس العلم .. يا لها من بديل رائع للالتقاء مع الصديقات من أجل تبادل الأخبار أو التجول في الأسواق أو سؤال كل واحدة ماذا أعددتن للإفطار فهذا الحديث سيزيد من إحساسك بالرغبة في تناول الطعام.

ـ إعلان المقاطعة
ولكن في هذه المرة ليس تجاه بعض البضائع والمنتجات بل مقاطعة مقننة لوسائل الإعلام إنها تجربة طريفة لتخيل حياتك بلا تليفزيون أو قنوات فضائية .. لا شك أن ذلك سيتيح لك الكثير من الوقت لعمل أشياء أكثر متعة.

ـ استغلال ساعات قبل الإفطار
فالوقت القليل الذي يسبق أذان المغرب من أكثر الأوقات التي قد تشعرين فيها بالجوع فما رأيك في محاربة هذا الجوع بالذكر .. فأنت بذلك ستذكرين الثواب الكبير الذي أعده الله للصائمين كما أنك ستكونين ضمن العائلة الذين يستجيب الله لدعائم وهم الصائم والمظلوم والمسافر.

ـ مساعدة الوالدين
لا شك أن جلوسك دون شيء يشغلك هكذا يزيد من إحساسك بالملل ويجعلك تفكرين في أشياء سيئة مثل الإفطار ولكن مساعدتك لوالدتك في إعداد الطعام أو الذهاب للجمعية بدلاً عنها أو العناية بالنباتات في المنزل أو أي عمل آخر اعتادت والدتك القيام به مثل تدريس إخوتك الصغار أو العناية بهم سيجعلك تنالين ثواب البر كما أن دعاء والدتك لك في هذا الوقت مستجاب لصيامها فلا تضيعي هذه الفرصة.

ـ أداء ثلاثين عمرة
لا تندهشي هكذا .. فيمكنك أداء عمره في كل يوم من أيام رمضان كل ما عليك هو عدم إضاعة الوقت ما بين صلاة الفجر أو شروق الشمس في النوم بل استغليه في الدعاء وقراءة القرآن والتسبيح .. ثم أدي ركعتين بعد شروق الشمس لتحصلي بذلك على ثواب عمرة تامة.

ـ الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم
وذلك باستغلال بضع أيام في الشهر الفضيل لأداء مناسك العمرة في رمضان فالعمرة في رمضان كالحج مع النبي صلى الله عليه وسلم.

ـ تنظيم حلقات
لا شك أنك ترغبين في حفظ بعض آيات القرآن .. وكذلك صديقاتك أو قريباتك أو جاراتك .. فما رأيك أن تتفقي معهن على الالتقاء معًا من أجل الحفظ وأن تسمع كل واحدة منكن للأخرى فهذا سيشجعك وما أجمل أن تدعين بعض الطفلات للانضمام إليكن فتحفظنهن بعض قصار السور وتسمعن لهن وتمنحن للمتميزات منهم بعض الجوائز.

ـ دعوة للفهم
كثيرًا ما نختم القرآن الكريم .. ولكن تمر علينا بعض الآيات دون أن نحول أن نفهم معناها أو الهدف منها .. فما رأيك أن تجعلي تلاوتك في هذا العام مختلفة بفهم كل ما غمض عليك من آيات القرآن الكريم.


طارق سرور 09-04-2011 03:20 AM

رد: المرأة فى رمضان
 
طرح رائع ومفيد جداااااااااا

شكرى وتقديرى أخى أبو عمر


الساعة الآن 03:33 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by