شبكة صدفة

شبكة صدفة (http://www.aadd2.net/vb/index.php)
-   المنتدى الاسلامى (http://www.aadd2.net/vb/forumdisplay.php?f=16)
-   -   التوبة وشروطها (http://www.aadd2.net/vb/showthread.php?t=95704)

أحاسيس مبعثره 08-23-2010 08:38 PM

التوبة وشروطها
 

ثمانية عشر مفتاحاً للتوبة



بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



1 – الإخلاص لله _تبارك وتعالى_:



فهو أنفع الأدوية، فمتى أخلصتَ لله _جل وعلا_، وصدَقْتَ في توبتك _أعانك الله عليها، ويسّرها لك_ وصَرف عنك الآفات التي تعترض طريقك، وتصدّك عن التوبة، من السوء والفحشاء، قال _تعالى_ في حق يوسف _عليه السلام_: "كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ" (يوسف: من الآية24).



قال ابن القيم: "فالمؤمن المخلص لله من أطيب الناس عيشاً، وأنعمهم بالاً، وأشرحهم صدراً، وأسرهم قلباً، وهذه جنة عاجلة قبل الجنة الآجلة"ا.هـ (1).



فليكن مقصدك صحيحاً، وتوبتك صالحة نصوحاً.



2 – امتلاء القلب من محبة الله _تبارك وتعالى_:



إذ هي أعظم محركات القلوب، فالقلب إذا خلا من محبة الله _جل وعلا_ تناوشته الأخطار، وتسلّطت عليه الشرور، فذهبت به كل مذهب، ومتى امتلأ القلب من محبة الله _جل وعلا_ بسبب العلوم النافعة والأعمال الصالحة –كَمُل أنْسُه، وطاب نعيمه، وسلم من الشهوات، وهان عليه فعل الطاعات.



فاملأ قلبك من محبة الله _تبارك وتعالى_، وبها يحيا قلبك.



3 – المجاهدة لنفسك:



فمجاهدتك إياها عظيمة النفع، كثيرة الجدوى، معينة على الإقصار عن الشر، دافعة إلى المبادرة إلى الخير، قال _تعالى_: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" (العنكبوت:69).



فإذا كابدت نفسك وألزمتها الطاعة، ومنعتها عن المعصية، فلتُبشر بالخير، وسوف تُقبل عليك الخيرات، وتنهال عليك البركات، كل ما كان كريهاً عندك بالأمس صار عندك اليوم محبوباً، وكل ما كان بالأمس ثقيلاً، صار اليوم خفيفاً، واعلم أن مجاهدتك لنفسك، ليست مرة ولا مرتين، بل هي حتى الممات.



4 – قِصَر الأمل وتذكّر الآخرة:



فإذا تذكّرت قِصَر الدنيا، وسرعة زوالها، وأدركتَ أنها مزرعة للآخرة، وفرصة لكسب الأعمال الصالحة، وتذكّرت الجنة وما فيها من النعيم المقيم، والنار وما فيها من العذاب الأليم، ابتعدتَ عن الاسترسال في الشهوات، وانبعثت إلى التوبة النصوح ورصّعتها بالأعمال الصالحات.



5 – العلم:



إذ العلم نور يُستضاء به، بل يشغل صاحبه بكل خير، ويشغله عن كل شر، والناس في هذا مراتب، وكل بحسبه وما يناسبه، فاحرص على تعلم ما ينفعك ومن العلم أن تعلم وجوب التوبة، وما ورد في فضلها، وشيئاً من أحكامها، ومن العلم أن تعلم عاقبة المعاصي وقبحها، ورذالتها، ودناءتها.



6 – الاشتغال بما ينفع وتجنّب الوحدة والفراغ:



فالفراغ عند الإنسان السبب المباشر للانحراف، فإذا اشتغلتَ بما ينفعك في دينك ودنياك، قلَّتْ بطالتك، ولم تجد فرصة للفساد والإفساد، ونفسك أيها الإنسان إن لم تشغلها بما ينفعها شغلتك بما يضرك.



7 – البعد عن المثيرات، وما يذكّر بالمعصية:



فكل ما من شأنه يثير فيك دواعي المعصية ونوازع الشر، ويحرّك فيك الغريزة لمزاولة الحرام، قولاً وعملاً، سواء سماعاً أو مشاهدة أو قراءة، ابتعد عنه، واقطع صلتك به، كالأشخاص بعامة، والأصدقاء بخاصة، وهكذا النساء الأجانب عنك، وهكذا الأماكن التي يكثر ارتيادها وتُضعف إيمانك، كالنوادي والاستراحات والمطاعم، وهكذا الابتعاد عن مجالس اللغو واللغط ، والابتعاد عن الفتن، وضبط النفس فيها، ومنه إخراج كل معصية تُبتَ منها، وعدم إبقائها معك، في منزلك أو عملك.



8 – مصاحبة الأخيار:



فإذا صاحبت خيّراً حيا قلبك، وانشرح صدرك، واستنار فكرك، وبصّرك بعيوبك، وأعانك على الطاعة، ودلّك على أهل الخير.



وجليس الخير يذكرك بالله، ويحفظك في حضرتك ومغيبك، ويحافظ على سمعتك، واعلم أن مجالس الخير تغشاها الرحمة وتحفّها الملائكة، وتتنزّل عليها السكينة، فاحرص على رفقة الطيبين المستقيمين، ولا تعد عيناك عنهم، فإنهم أمناء.



أحاسيس مبعثره 08-23-2010 08:40 PM

رد: التوبة وشروطها *التائبون*
 
9 – مجانبة الأشرار:


فاحذر رفيق السوء، فإنه يُفسد عليك دينك، ويخفي عنك عيوبك، يُحسّن لك القبيح، ويُقبّح لك الحسن، يجرّك إلى الرذيلة، ويباعدك من كل فضيلة، حتى يُجرّئك على فعل الموبقات والآثام، والصاحب ساحب، فقد يقودك إلى الفضيحة والخزي والعار، وليست الخطورة فقط في إيقاعك في التدخين أو الخمر أو المخدرات، بل الخطورة كل الخطورة في الأفكار المنحرفة والعقائد الضالة، فهذه أخطر وأشد من طغيان الشهوة؛ لأن زائغ العقيدة قد يستهين بشعائر الإسلام، ومحاسن الآداب، فهو لا يتورع عن المناكر، ولا يُؤتمن على المصالح، بل يُلبس الحق بالباطل، فهو ليس عضواً أشل، بل عضو مسموم يسري فساده كالهشيم في النار.



10 – النظر في العواقب:



فعندما تفكر في مقارفة سيئة، تأمّل عاقبة أمرك، واخشَ من سوء العاقبة فكما أنك تتلذذ بمقارفة المنكر ساعة، ليكن في خَلَدك أنك سوف تتجرّع مرارات الأسى، ساعات وساعات، فجريمة الزنا، فضيحة وحَدّ، والحدّ إما تغريب أو قتل، وجريمة السرقة، عقوبة وقطع، وجريمة المسكر ويلات وجلد، وجريمة الإفساد، صلب أو قطع أو قتل، هذا في الدنيا، أما الآخرة فالله تعالى بالمرصاد، ولن يخلف الميعاد.



11 – هجر العوائد:



فينبغي لك أيها الصادق، ترك ما اعتدته من السكون إلى الدعة والراحة؛ لأنك إن أردت أن تصل إلى مطلوبك، فتحوّل عنها؛ لأنها من أعظم الحُجُب والمواقع التي تقف أمام العبد في مواصلة سيره إلى ربه، وتعظم تلك العوائد حينما تُجعل بمنزلة الشرع أو الرسوم التي لا تُخالف.



وكذلك يصنع أقوياء العزيمة، وأبطال التوبة، فكن منهم.



12 – هجر العلائق:



فكل شيء تعلّق به قلبك دون الله ورسوله من ملاذ الدنيا وشهواتها ورياساتها ومصاحبة الناس والتعلق بهم، والركون إليهم، وذلك على حساب دينك، اهجره واتركه، واستبدله بغير ذلك، وقوِّ علاقتك بربِّك، واجعله محبوبك، حتى يضعف تعلّق قلبك بغير الله _تعالى_.



13 – إصلاح الخواطر والأفكار:



إذ هي تجول وتصول في نفس الإنسان وتنازعه، فإن هي صلحت صلح قلبك، وإن هي فسدت فسد قلبك.



واعلم أن أنفع الدواء لك أن تشغل نفسك بالفكر فيما يعنيك دون ما لا يعنيك، فالفكر فيم لا يعني باب كل شر، ومن فكّر فيما لا يعنيه فاته ما يعنيه واشتغل عن أنفع الأشياء له بما لا منفعة لدينه.



وإياك أن تمكِّن الشيطان من بيت أفكارك وخواطرك، فإن فعلتَ فإنه يُفسدها عليك فساداً يصعب تدراكه، فافهم ذلك جيداً.



14 – استحضار فوائد ترك المعاصي:



فكلما همّت نفسك باقتراف منكر أو مزاولة شر، تذكّر أنك إن أعرضتَ عنها واجتهدت في اجتنابها، ولم تقرب أسبابها، فسوف تنال قوة القلب، وراحة البدن، وطيب النفس، ونعيم القلب، وانشراح الصدر، وقلة الهم والغم والحزن، وصلاح المعاش، ومحبة الخلق، وحفظ الجاه، وصون العرض، وبقاء المروءة، والمخرج من كل شيء مما ضاق على الفساق والفجار، وتيسير الرزق عليك من حيث لا تحتسب، وتيسير ما عَسُر على أرباب الفسوق والمعاصي، وتسهيل الطاعات عليك، وتيسير العلم، فضلاً أن تسمع الثناء الحسن من الناس، وكثرة الدعاء لك، والحلاوة التي يكتسبها وجهك، والمهابة التي تُلقى لك في قلوب الناس، وسرعة إجابة دعائك، وزوال الوحشة التي بينك وبين الله، وقرب الملائكة منك، وبُعد شياطين الإنس والجن منك، هذا في الدنيا، أما الآخرة فإذا مِتَّ تلقتك الملائكة بالبشرى من ربك بالجنة، وأنه لا خوف عليك ولا حزن، تنتقل من سجن الدنيا وضيقها إلى روضة من رياض الجنة، تنعم فيها إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة وكان الناس في الحر والعَرَق، كنتَ في ظل العرش، فإذا انصرفوا من بين يدي الله _تبارك وتعالى_، أخذ الله بك ذات اليمين مع أوليائه المتقين، وحزبه المفلحين و"ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" (الجمعة:4).



إنك إن استحضرت ذلك كله، فأيقن بالخلاص من الولوغ في مستنقع الرذيلة.



15 – استحضار أضرار الذنوب والمعاصي:



فكلما أردتَ مزاولة الحرام، ذكِّر نفسك أنك إن فعلت شيئاً من ذلك فسوف تُحرم من العلم والرزق، وسوف تَلقى وحشة في قلبك بينك وبين ربك، وبينك وبين الناس، وأن المعصية تلو المعصية تجلب لك تعسير الأمور، وسواد الوجه، ووهن البدن، وحرمان الطاعة، وتقصير العمر، ومحق بركته، وأنها سبب رئيس لظلمة القلب، وضيقه، وحزنه، وألمه، وانحصاره، وشدة قلقه، واضطرابه، وتمزّق شمله، وضعفه عن مقاومة عدوه، وتعرِّيه من زينته.



استحضر أنّ المعصية تورث الذل، وتفسد العقل، وتقوي إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة، وتزرع أمثالها، وتدخلك تحت اللعنة، وتحرمك من دعوة الرسول _صلى الله عليه وسلم_ ودعوة المؤمنين، ودعوة الملائكة، بل هي سبب لهوانك على الله، وتُضعف سيرك إلى الله والدار الآخرة، واعلم أن المعصية تطفئ نار الغيرة من قلبك، وتذهب بالحياء، وتضعف في قلبك تعظيم ربك، وتستدعي نسيان الله لك، وأن شؤم المعصية لا يقتصر عليك، بل يعود على غيرك من الناس والدواب.



استحضر أنك إن كنت مصاحباً للمعصية، فالله يُنزل الرعب في قلبك، ويزيل أمنك، وتُبدَّل به مخافة، فلا ترى نفسك إلا خائفاً مرعوباً.



تذكّر ذلك جيداً قبل اقترافك للسيئة.



16 – الحياء:



إذ الحياء كله خير، والحياء لا يأتي إلا بخير، فمتى انقبضت نفسك عما تُذم عليه، وارتدعت عما تنزع إليه من القبائح، فاعلم أنك سوف تفعل الجميل تلو الجميل، وتترك القبيح تلو القبيح، وحياءٌ مثل هذا هو أصل العقل، وبذر الخير، وأعظمه أن تستحي من ربك _تبارك وتعالى_ بأن تمتثل أوامره وتجتنب نواهيه، فإنك متى علمتَ بنظر الله إليك، وأنك بمرأى ومسمع منه، استحييت أن تتعرّض لمساخطه، قولاً وعملاً واعتقاداً.



ومن الحياء المحمود، الحياء من الناس، بترك المجاهرة بالقبيح أمامهم.



ومن الحياء المحمود، الحياء بألا ترضى لنفسك بمراتب الدون.



احرص دائماً على تذكر الآثار الطيبة للحياء، وطالع أخلاق الكُمَّل، واستحضر مراقبة الله _تعالى_، عندها سوف تمتلك الحياء، فتقترب من الكمال، وتتباعد عن النقائص.



17 – تزكية النفس:



طهِّر نفسك وأصلحها بالعمل الصالح والعلم النافع، وافعل المأمورات واترك المحظورات، وأنتَ إذا قمتَ بطاعةٍ ما، فإنما هي صورة من صور انتصارك على نفسك، وتحرّرك من قويدها، وهكذا كلما كسرتَ قيداً، كلما تقدمت خطوة، والخير دائماً يلد الخير، واعلم أن شرف النفس وزكائها، يقود إلى التسامي والعفة.



18 – الدعاء:



فهو من أعظم الأسباب، وأنفع الأدوية، بل الدعاء عدو البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه، أو يُخفِّفه إذا نَزَل.



ومن أعظم ما يُسأل، ويُدعى به سؤال الله التوبة.



ادع الله _تبارك وتعالى_ أن يمن عليك بالتوبة النصوح.



ادع الله _تبارك وتعالى_ أن يُجدِّد الإيمان في قلبك.



و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين


أحاسيس مبعثره 08-23-2010 08:41 PM

رد: التوبة وشروطها *التائبون*
 
التوبة وشروطها



قول الله عز وجل: (يا أيها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا) (سورة التحريم/ءاية 8) ويقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) (سورة النور/ءاية 31) ويقول تعالى: (واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إنّ ربي رحيم ودود) (سورة هود/ءاية 90 ويقول تعالى: (وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صا لحًا ثم اهتدى) (سورة طه/ءاية 82. وروى ابن ماجه رحمه الله أن الرسول محمدًا صلى الله عليه وسلم قال: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له«.وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع روعن ابن عباس وأنس بن مالك رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لو أنّ لابن ءادم واديًا من ذهب أحبّ أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا الـــتـــراب، ويــتــوب الله على من تاب« رواه البخاري ومسلم.



وفي قصة المرأة من جهينة لما زنت وحملت ووضعت ثم شُدت عليها ثيابها ثم أمر بها فرُجمت ثم صلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم. فقال عمر: تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت؟ قال: «لقد تابت توبة لو قُسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجَدْت أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل« رواه مسلم رحمه الله.



والتوبة واجبة من كل ذنب كبيرة وصغيرة فورًا وقد تظاهرت دلائل الكتاب والسنة وإجماع الأمة على وجوب التوبة.والغفلة هي الانشغال بمعصية الله عن طاعته، فالمسلم العاقل هو الذي يقوّم نفسه ويأخذ بزمامها إلى ما فيه مرضاة الله تعالى ورسوله، وإن جنحت نفسه يومًا للوقوع في المعاصي والانهماك في الشهوات المحرمة، يعلم أنّ الخالق غفور رحيم، يقبل التوب ويعفو عن السيئات، وأنه مهما أسرف في الذنوب ثم تاب منها فإنّ الله يغفرها جميعًا. لقوله عزّ وجل: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم) (سورة الزمر/ ءاية 53) والقنوط من رحمة الله هو أن يجزم المرء في نفسه بأنّ الله لا يرحمه ولا يغفر له بل يعذبه، وهذا القنوط ذنب من الكبائر.



فكن يا عبد الله وقّافًا عند حدود الشريعة، ملتزمًا بالأوامر الإلهية منتهيًا عن النواهي ولا تدَعْ نفسك تحدثك بالمعصية، وإن كانت معصية صغيرة، فإنّ من الناس مَنْ إذا وقع في وحل المعاصي ومستنقع الذنوب استلذ ذلك، وظل قابعًا في ظلام الفجور والخطايا، وقد قيل:



إذا ما خلوتَ الدهرَ يومًا فلا تقلْ



خلوت ولكن قل علي رقيبُ



ألم ترَ أنّ اليومَ أسرعُ ذاهبٍ



وأن غدًا للناظرين قريبُ



وقال بعضهم: يا نفسُ توبي فإنّ الموت قد حانا



واعصي الهوى فالهوى ما زال فتانا



في كل يومٍ لنا ميت نشيعه



ننسى بمصرعه أثار موتانا



يا نفس مالي وللأموال أكنزها



خلفي وأخرج من دنياي عريانا



قد مضى الزمان وولى العمر في لعب



يكفيك ما كانا قد كان ما كانا


أحاسيس مبعثره 08-23-2010 08:42 PM

رد: التوبة وشروطها *التائبون*
 
وأما شروط التوبة فهي التي لا بد منها لقبول التوبة عند الله وهي:



1 ــ الإقلاع عن المعصية أي تركها فيجب على شارب الخمر أن يترك شرب الخمر لتُقبل توبته والزاني يجب عليه أن يترك الزنا، أما قول: أستغفر الله. وهو ما زال على شرب الخمر فليست بتوبة.



2ــ العزم على أن لا يعود لمثلها أي أن يعزم في قلبه على أن لا يعود لمثل المعصية التي يريد أن يتوب منها، فإن عزم على ذلك وتاب لكن نفسه غلبته بعد ذلك فعاد إلى نفس المعصية فإنه تُكتب عليه هذه المعصية الجديدة، أما المعصية القديمة التي تاب عنها توبة صحيحة فلا تكتب عليه من جديد.



3 ــ والندم على ما صدر منه، فقد قال عليه الصلاة والسلام: «الندم توبة« رواه الحاكم وابن ماجه.



4 ــ وإن كانت المعصية تتعلق بحق إنسان كالضرب بغير حق، أو أكل مال الغير ظلمًا، فلا بدّ من الخروج من هذه المظلمة إما برد المال أو استرضاء المظلوم؛ قال النبي عليه الصلاة والسلام: «من كان لأخيه عنده مظلمة، فليتحلله قبل أن لا يكون دينار ولا درهم« رواه مسلم رحمه الله.



5 ــ ويشترط أن تكون التوبة قبل الغرغرة، والغرغرة هي بلوغ الروح الحلقوم، فمن وصل إلى حدّ الغرغرة لا تقبل منه التوبة، فإن كان على الكفر وأراد الرجوع إلى الإسلام لا يقبل منه، وإن كان فاسقًا وأراد التوبة لا يقبل منه؛ وقد ورد في الحديث الشريف: «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر« رواه الترمذي وقال حديث حسن.



ويشترط أن تكون قبل الاستئصال، فلا تقبل التوبة لمن أدركه الغرق مثل فرعون لعنه الله



وكذلك يشترط لصحتها أن تكون قبل طلوع الشمس من مغربها، لما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام: «إن في المغـــرب بابًا خلقــه الله للتوبة مسيرة عرضه سبعون عامًا لا يُغلق حتى تطلع الشمس منه« رواه ابن حبان.



وقال عليه الصلاة والسلام: «من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه« رواه مسلم.فمن أراد الله به خيرًا رزقه التوبة النصوح والكاملة والثبات عليها حتى الممات.



إن الله أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين فلا يقنطن المؤمن من رحمة الله وليتُبْ إليه مهما بلغ عظم ذنوبه؛ فقد وردت قصة عن مسلم من بني إسرائيل قتل مائة إنسان ثم سأل عالمًا: هل لي من توبة؟ قال له: ومن يحول بينك وبين التوبة، اذهب إلى أرض كذا فإن بها قومًا صالحين، يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبًا مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرًا قط، فأتاهم ملك بصورة ءادمي فجعلوه بينهم فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة. وفي رواية في الصحيح: فكان إلى القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل من أهلها، وفي رواية فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر فغفر له.



فما أعظم التوبة وما أسعد التائبين، فكم من أناس فاسقين فاسدين بالتوبة صاروا من الأولياء المقربين الفائزين.



جعلنا الله من التائبين الصادقين القانتين الصالحين بجاه سيد المرسلين والصحابة الطيبين وءال البيت الطاهرين ءامين.



أحاسيس مبعثره 08-23-2010 08:43 PM

رد: التوبة وشروطها *التائبون*
 

أحاسيس مبعثره 08-23-2010 08:44 PM

رد: التوبة وشروطها *التائبون*
 
وان التوبة

متى هو أوان التوبة ومتى هو موعدها { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ{16} الحديد

إن قلنا أن الموعد غداً فمن يضمن بقاءه لغد وإن قلنا اليوم فمن يضمن لحظته هذه فمتى يكون أوانها إذاً ؟!. لا شك أنه الآن وفوراً وحالاً قبل أن يفوت الأوان فالله يقبل توبة عبده ما لم تغرغر روحه في حلقه ولكن لا أحد منا يعلم متى تغرغر لا أحد منا يعلم متى هي النهاية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر) رواه الترمذي عن عبد الرحمن بن عمر وقال حديث حسن .و قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا فإن مما يخفف عليكم الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم) . وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله : ( من أعجب الأشياء علمك أنك لابد لك منه , وأنك أحوج شيء إليه و أنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب ) .





أحاسيس مبعثره 08-23-2010 08:45 PM

رد: التوبة وشروطها *التائبون*
 
نتمنى أن لا تكون ممن قال الله فيهم : ( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ) [ البقرة : 206 ] ولكن عد إلى الله واعلم أن التوبة تَجُب ما قبلها واسع إلى االتوبة النصوح قبل أن توسد في قبرك وتحصى عليك أعمالك .

قال تعالى : ( فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم ) [ المائدة : 39]

وقال تعالى : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى الله وأسلموا له .. ) [ الزمر : 53، 54]




التوبة هي الإقلاع عن الذنب، ويعتبر في تحقّقها ثلاثة قيود:
· ترك الفعل في الحال.
· الندم على الماضي من الأفعال. · العزم على الترك في الاستقبال.
قال تعالى: {إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بـِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً} (النساء: 17). دلّت الآية أن‏ الله تعالى يقبل التوبة عن عباده بشرطين:
أحدهما: {لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بـِجَهالَةٍ}.
ثانيهما:{ثُمّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيب}
{وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إنِّي تُبْتُ الآنَ} (النساء: 18).



استغفر الله العظيم رب العرش العظيم
وأتوب اليه
http://img151.imageshack.us/img151/9573/akbarkh2.gif




أحاسيس مبعثره 08-23-2010 08:47 PM

رد: التوبة وشروطها *التائبون*
 
شروط التوبة:

الإقلاع عن الذنب.

العزم على عدم العود.

الندم على ما فات.

أن تكون قبل بلوغ الروح الحلقوم وقبل طلوع الشمس من مغربها، قال تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (النساء/18)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه" (رواه مسلم 2703) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

5 ـ وإن كان الذنب حقاً لآدمي أعاده له أو تحلله منه.
فمتى توافرت هذه الشروط؛ فالتوبة مقبولة إن شاء الله تعالى، قال تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (الفرقان/70).

والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه




التوبة في الإسلام : هي ترك المعصية و الندم على فعلها و العزم على عدم العودة اليها . الإنسان بينه وبين الله تعالى يمكن أن يعقد العزم والتوبة وتقبل منه إذا تحققت شروطها[3]
http://www.aljawariss.net/upload/Fol...01738_9090.jpg

http://img296.imageshack.us/img296/8308/53621946jl6.gif



اللهم بحق دموع العاشقين لك يا ودود
اللهم بحق دموع القلوب المحبة لك يا موجود
اللهم بحق ضيق صدر العبيد التى إبتليتها
اللهم بحق الهم والغم والفتن التى خلقتها
اللهم بحقك أنت يا حق يا حى يا قهار
أرفع عنا الهم والغم وضيق الصدور
وأمحو عنا الفتن والبلايا
وأصلح لنا جميع الأمور
يا الله يا الله يا الله
من ذا الذى يلجأ إليك وتطرده
ومن ذا الذى يفر إليك وتهلكه
أنت الرحيم وأنت الودود
أنت العفو وأنت الموجود
اللهم ربنا أعف عنى
وعنه وعنا جميعنا
بحولك وقوتك وجبروتك وقدرتك
إله الخلق أجميعن آمين آمين آمين
وصلى الله على محمد
صلى الله عليه وبارك وسلم









أحاسيس مبعثره 08-23-2010 08:48 PM

رد: التوبة وشروطها *التائبون*
 
دروس في التوبة

من المعلوم أن الذنب لا يسلم منه أحد؛ ولهذا فالإنسان بحاجة ماسة إلى التوبة صباح مساء، والتوبة الصادقة لها علامات، ومنها: أن يحافظ صاحبها على الأوقات، وأن يعيش مع السنة، وأن يكثر من ذكر الله تعالى، مع ندمه الشديد على ما سلف. ثم تطرق للحديث عن أمور ووصايا للجندي المسلم، وذكر منها: مراقبة المولى جل ذكره، وحسن الخلق مع الناس، والحرص والتزود من العلم الكفائي، والإكثار من نوافل العبادة ونحوها من الآداب.


الوعد الصادق 08-23-2010 08:49 PM

رد: التوبة وشروطها *التائبون*
 
اتفقت الأمة على أن التوبة فرض على المؤمنين، لقوله تعالى: { وتوبوا إلى الله جميعًا أيُّه المؤمنون لعلكم تفلحون }

جزاكِ الله خير (ماما احاسيس)على هالموضوع الأكثر من رائع

أحاسيس مبعثره 08-23-2010 08:49 PM

رد: التوبة وشروطها *التائبون*
 
http://f7.img.v4.skyrock.net/f7b/ada...99_small_2.jpg


http://up.qatarw.com/get-2-2009-m22o5rqg.gif

http://blogs-static.maktoob.com/user...ges/altwbh.jpg




اللهم إني أستغفرك لكل ذنب
.. خطوت إليه برجلي
.. أو مددت إليه يدي
.. أو تأملته ببصري
.. أو أصغيت إليه بأذني
.. أو نطق به لساني
.. أو أتلفت فيه ما رزقتني
ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني
ثم استعنت برزقك على عصيانك
.. فسترته علي
وسألتك الزيادة فلم تحرمني
ولا تزال عائدا علي بحلمك وإحسانك
.. يا أكرم الأكرمين
اللهم إني أستغفرك من كل سيئة
ارتكبتها في بياض النهار وسواد الليل
في ملأ وخلاء
وسر وعلانية
.. وأنت ناظر إلي
اللهم إني أستغفرك من كل فريضة
أوجبتها علي في آناء الليل والنهار
تركتها خطأ أو عمدا
أو نسيانا أو جهلا


أحاسيس مبعثره 08-23-2010 08:51 PM

رد: التوبة وشروطها *التائبون*
 
http://farm3.static.flickr.com/2325/...397aaf1bd7.jpg



http://sayno2.jeeran.com/TOPA-algooory.jpg


اللهم تب علينا وارحمنا

اللهم اغفرلنا ذنوبنا واصرافنا فى امرنا
اللهم تقبلنا بقبول حسن وبارك لنا فى دنيانا واخرتنا
يا رب
http://www.hawahome.com/card/images/...-08_133445.gif




http://www.123for.net/uploads/2aaa2f35ba.gif





****


سبحانك أمرتنا بالعفو عمن ظلمنا..

وإننا ظلمنا أنفسنا..
وأنت أولى بالعفو منا..
فاعف عنا يا كريم..
وعافنا يا رحيم..
اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفو عنا..
يا من يجود ويسمح..
ويعطى ويمنح..
ويعفو ويصفح..
من انقطع وصلته..
ومن عصى سترته..
ومن أساء أمهلته..
ومن نسى ذكرته..
ومن تاب قبلته..
ومن عمل قليلا شكرته..
يا من كرمه مبذول..
وستره مسبول..
يا من بالجود معروف..
وبالبر موصوف

****












أحاسيس مبعثره 08-23-2010 08:53 PM

رد: التوبة وشروطها *التائبون*
 
اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا
اللهم تب علينا
اللهم اغفر لنا
اللهم اعتقنا من النار
اللهم اجمعنا جميعا رفقة اهالينا في الفردوس بجوار الحبيب محمد http://forum.amrkhaled.net/images/sm...salla-icon.gif
قولوا امين يا رب العالمين

http://abbd1990.jeeran.com/asma-allah-old/82alaffo.jpg

http://abbd1990.jeeran.com/asma-allah-old/02arheem.jpg



أحاسيس مبعثره 08-23-2010 08:54 PM

رد: التوبة وشروطها *التائبون*
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




لم يرد في السنة ما يسمى بدعاء التوبة و الوارد بسنة نبينا صلى الله عليه و سلم هو سيد الإستغفار


قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني و أنا عبدك ، و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك ، و أبوء لك بذنبي ، فاغفر لي ؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي ، فهو من أهل الجنة ، و من قالها من الليل و هو موقن بها ، فمات قبل أن يصبح ، فهو من أهل الجنة "


و هذه فتاوى للتوضيح :


الســؤال : السلام عليكم.
مشكلتي هي أنني ارتكبت معصية كبيرة جدا وأريد أن يغفر الله لي، لذا أطلب منكم أن تعلموني دعاء أقوله ليغفر الله لي.



الجـــواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،



فاعلم أخي أن أهم ركن من أركان التوبة هو الإقلاع والتوقف عن هذه المعصية، والندم على فعلها، وعقد العزم على عدم العود إليها، وهذه هي أركان التوبة النصوح، ولو صدقت نيتك لقبل الله توبتك وغفر لك، بل وقد يبدل سيئاتك حسنات بفضله ورحمته، فاجتهد في التوبة وحافظ عليها، فهي وحدها كفيلة بأن يغفر الله لك بسببها، إلا أن هذا لا يمنع من كثرة الاستغفار، وله صيغ كثيرة، أهمها وأقواها ما يعرف بسيد الاستغفار وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)، مع الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وثق من أن الله سوف يكرمك ويرضى عنك ويتجاوز عن سيئاتك مادمت على ذلك.






أحاسيس مبعثره 08-23-2010 08:56 PM

رد: التوبة وشروطها *التائبون*
 
الســؤال : كيف يرجع الإنسان إلى الله ويتوب إليه؟ هل بكثرة الاستغفار فقط؟ وهل هناك أعمال أخرى في الخير؟ وهل هناك أوقات معينة وأماكن معينة للرجوع إلى الله تعالى والتوبة إليه؟



الجـــواب
بسم الله الرحمن الرحيم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،



نسأل الله العظيم أن يتوب علينا لنتوب، وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.


إن باب التوبة مفتوح لا يُغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، وحينها ((لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا)) ويُغلق هذا الباب أيضاً إذا بلغت الروح الحلقوم، قال تعالى: ((وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ...))، والله تبارك وتعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ...، بل ويفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، فسارع إلى الدخول في رحمة الله، واحذر من تأخير التوبة، فإن الإنسان لا يدري متى ينتهي به العمر، ولن يستطيع أحد أن يحول بينك وبين التوبة.


والمسلم إذا أراد أن يرجع إلى الله لا يحتاج لواسطة كما هو حال الناس في هذه الدنيا، فإذا توضأت وكبرت فإنك تقف بين يدي الله يسمع كلامك ويجيب سؤالك، فاستر على نفسك وتوجه إلى التواب الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات.


والتوبة النصوح ينبغي أن تتوفر فيها شروط بينها العلماء كما يلي:


أولاً: أن يكون صاحبها مخلصاً في توبته لا يريد بها إلا وجه الله، فليس تائباً من يترك المعاصي خوفاً من رجال الشرطة أو خشية الفضيحة، أو يترك الخمر خوفاً على نفسه وحفاظاً لصحته، أو يبتعد عن الزنا خوفاً من طاعون العصر (الإيذر).


ثانياً: أن يكون صادقاً في توبته، فلا يقل تبت بلسانه وقلبه متعلق بالمعصية؛ فتلك توبة الكذابين.


ثالثاً: أن يترك المعصية في الحال.


رابعاً: أن يعزم على أن لا يعود.


خامساً: أن يندم على وقوعه في المخالفة، وإذا كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين فإنها تحتاج لشرط إضافي، وهو:


سادساً: رد الحقوق إلى أصحابها أو التحلل وطلب العفو منهم.


ومما يعين التائب على الثبات ما يلي:


1- الابتعاد عن شركاء الجرائم وأصدقاء الغفلة.


2- الاجتهاد في تغيير بيئة المعصية، لأن كل ما فيها يذكر بالمعاصي.


3- الاجتهاد في البحث عن رفاق يذكرونه بالله ويعينوه على الطاعات.


4- الإكثار من الحسنات الماحية ((إن الحسنات يذهبن السيئات)).


وابشر يا أخي، فإن الله سبحانه إذا علم منك الصدق يتوب عليك، بل ويبدل سيئاتك إلى حسنات قال تعالى: ((إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات)).


وكثرة الاستغفار مطلوبة ومفيدة جداً، وذاك هدى النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه ابن عمر رضي الله عنه: (كن نعد للنبي صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد استغفر الله وأتوب إليه أكثر من مائة مرة)، وقال عليه الصلاة والسلام لحذيفة (... وأين أنت من الاستغفار يا حذيفة؟ وإني لأستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة)، وقد كان السلف يستغفرون الله كثيراً، ويقصدون الأوقات الفاضلة مثل ثلث الليل الآخر، كما قال نبي الله يعقوب لأبنائه: ((سوف أستغفر لكم ربي ....))، قال ابن مسعود : ادخر استغفاره لهم إلى وقت السحر.


والمسلم يستغفر الله حتى بعد الطاعات؛ لأنه يعتقد أنه مقصر، ولجبر ما فيها من خلل ونقص، فبعد الصلاة ينبغي على المسلم أن يقول أستغفر الله ثلاثاً، وبعد الحج ... وهكذا.


وقد كان سلف الأمة الأبرار إذا أرادوا السقيا استغفروا الله، وإذا طلبوا المال استغفروا الله، وإذا أردوا الولد استغفروا الله، أو طمعوا في نيل القوة في أبدأنهم وبلدانهم استغفروا الله، وهذا لدقيق فهمهم لقوله تبارك وتعالى: ((فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ، يرسل السماء مدراراً)).


والتوبة لها شروطها كما سبق، ويجب على المسلم أن يتوب إلى الله من كل صغيرة وكبيرة، وعلى المسلم أن يعود لسانه كثرة الاستغفار ، فلا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار.


أسأل الله لك التوبة والسداد، والله الموفق.

أحمد اسماعيل 08-24-2010 08:32 AM

رد: التوبة وشروطها
 
احاسيس ... جزاك الله كل خير

تقبل الله صلاتك وصالحاعمالك

تسلمى على الطرح القيم

دعواتى لك بالصحة والعافية

ملكة بإحساسي 08-24-2010 08:43 AM

رد: التوبة وشروطها
 
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache2/92281.gif
الغالية احاسيس
طرح رائع سلمت يداك

بارك الله فيك وجعله بميزان حسناتك
اثابك المولى وسقاك من حوضه
يعطيك العافيه ننتضر جديدك بكل شووق
ارق التحاياااا واجملهااا
دمت برضى الباري

http://www.ibtesama.com/vb/imgcache2/92281.gif

أحاسيس مبعثره 08-24-2010 10:30 AM

رد: التوبة وشروطها
 
الغالى

أحمد المصرى

اشكرك على هذا الحضور

http://www.islam-network.net/Vb/imgc...399alsh3er.gif
تحياتى

أحاسيس مبعثره

أحاسيس مبعثره 08-24-2010 10:34 AM

رد: التوبة وشروطها
 
الغاليه

أمل الجزائر

اشكرك على مرورك الطيب

http://img251.imageshack.us/img251/5...90c1221425.gif
تحياتى

أحاسيس مبعثره

أحاسيس مبعثره 08-24-2010 10:43 AM

رد: التوبة وشروطها
 
برنامج عملي للتوبة



http://www.awda-dawa.com/photos/image/pic0623633.jpg
ما أحسب أحدًا ممن في قلبه ذرة من إيمان أنه يكره التوبة، حتى لو بدا الفساد من أفعاله، والشر في وجهه، فنداء التوبة يغلب على كل مسلم، يناديه أن يرجع إلى فطرته الأولى قبل أن يغيرها بيده، أو بحكم البيئة والعشرة، أو التعليم وغيرها من عوامل التأثير في الإنسان، ويظل الإنسان يصارع، فإن صدق النية، وفقه الله تعالى لتوبة نصوح، وإن عاند وتجبر، تركه الله لنفسه هذه المرة، وإن فتح له أبواب التوب مرات عديدة.
ولكن كيف يتوب الإنسان؟ فكثير ممن يود التوبة، يريد أن يأخذ أحد بيديه للتوبة الصادقة، ولكنه لا يعرف أين السبيل؟

اقترح لك عددًا من الخطوات العملية مثل:

1 - اجلس مع نفسك، قد يكون ذلك في حجرة، على أن تكون وحدك، دون أن يكون معك أحد، أغلق عليك باب حجرتك.
أو اجلس في مسجد من المساجد، بعيدًا عن جو الدنيا.
أو اجلس في حديقة عامة، حيث الخضرة والهواء الطلق، والهدوء بعيدًا عن زحمة العمل أو البيت.
2 - اختر المكان المناسب لك، واجعل معك قلمًا وورقًا، وسطر بيديك ذنوبك، قسمها كبائر وصغائر، وأحصها جيدًا.
فالإحصاء جيد لمعرفة كم الذنوب التي يقترفها الإنسان.
3 - انشغل أولاً بالكبائر، عدها جيدًا، وانظر أخطرها وأعظمها أثرًا.
ابدأ بأكبر الكبائر، فالأصغر فالأصغر.
4 - انشغل بذنب واحد، وضع خطة للتخلص منه.
5 - انظر ما الذي يدفعك إلى فعل الذنب، فقد يكون الفراغ، أو شهوة النفس، أو أصدقاء السوء، أو غير ذلك، فمعرفة الدافع للفعل تساعد كثيرًا على التخلص منه، أو استثماره بشكل أفضل.
6 - تعقل ما الذي تستفيده من وقوعك في الذنب؟ انظر وسيلة مباحة تحقق بها ما تظن أنه فائدة، أو تركه في الله، فكل ما حرم الله فيه ضرر للإنسان.
7 - ضع جدولاً زمنيًّا، واجعل التغيير مرحليًّا، لا تتعجل وتجد في نفسك التخلص من كل الذنوب، فربما كان في الإسراع إنهاء لمشروع التوبة، لا تكن كمن يجري بسرعة، ويظل يجري، فإذا به يقع على الأرض، فلا ظهرًا أبقى، ولا أرضًا قطع.
8 - قسم التخلص من الذنوب على جدول زمني، انظر كم يومًا يمكن لك أن تتخلص فيه من الذنب، ربما يكون في شهر أو أكثر، وربما يكون في أقل.
9 - قسم الجدول الزمني إلى أسابيع وأيام.
10 - اجعل الجدول الزمني في حقيبتك، أو حافظتك، وتابع القدر اليومي للتخلص من الذنب.
11 - لا تنم حتى تنظر في جدولك، وضع علامة على تحقق القدر اليومي، فإن لم تكن حققته، فخذ هذا القدر مع القدر اليومي لليوم التالي.
12 - أعط نفسك درجات في تحقق القدر اليومي، وتابع بشدة.
13- ادعُ الله كل يوم أن يتوب عليك.
14- ابتعد عن كل ما يعوقك عن التوبة.
15- كافئ نفسك عن كل تقدم في التوبة إلى الله.
16 - استشعر نداء الله لك بالتوبة: "وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون".
17 - استشعر فرحة الله تعالى بتوبتك، ألا يستحق خالقك أن تفرحه بالعودة إليه؟
18 - ابدأ في النظر إلى الذنب الثاني، وطبق جدول العلاج فيه أيضًا.
مثال تطبيقي:

مشاهدة المواقع الإباحية.

1 - اجلس مع نفسك، واسألها بكل صراحة: ما الذي يجعلك تشاهد المواقع الإباحية؟
هل لأنك تجد متعة في مشاهدة العري؟
هل تشاهد من باب الفضول؟
هل لأنها تثير شهوتك؟
2 - انظر: كم تقضي من الوقت؟ وما المردود العملي من هذا؟ لن تجد مردودًا سوى (ضياع دين/ ضياع وقت/ ضياع واجبات/ غضب الله/ البعد عن مواطن الخير/ موات النفس/... إلخ).
3 - اسأل نفسك: هل مشاهدة التعري فعلاً متعة؟
ألا يوجد طريقة أخرى لإثارة شهوتك بالحلال؟
ما تأثير هذا الفعل على نفسك وقلبك؟
هل فعلاً تريد أن تتخلص من هذا الفعل؟
4 - امسك القلم والورق، واكتب:
ما الذي يدفعك لهذا العمل؟
الأصدقاء/ الفراغ/ البقاء وحدك/... إلخ.
5 - انظر كيف تعالج كل واحدة.
أ - إن كان البقاء وحدك يدفعك في هذا، فاعلم أن الله تعالى يراك.
ب - لا تجلس وحدك، نادِ أخاك، أو صديقك، أو أختك، أو زوجتك، أو أمك، أو أي أحد ممن تثق فيه.
ج - لا تفتح الإنترنت إلا في وجود أحد من الصالحين.
وإذا ظهرت نتيجة طيبة، فعوِّد نفسك على أن تفتحه في وقت لا يكون فيه أحد، بعد استشعار أن الله تعالى معك.
6 - حاول أن تستمع للقرآن وأنت جالس على جهاز الكمبيوتر.
7 - أنزل برنامج الذاكر على جهازك.
8 - تذكر أنك قد تموت وأنت على حالتك هذه، وأنك تبعث عند الله على رؤوس الخلائق، وأنت تشاهد العري.
9 - اخرج إلى الحدائق والأزهار، وشاهد الخلق، انظر إلى السماء كثيرًا، واستمتع بالنظر إلى السماء والأرض والأشجار والأزهار.
10 - سر على شاطئ البحر أو النهر، وتمتع بالمنظار الخلابة.
11- شاهد من الفضائيات ما هو نافع لك، وأشغل نفسك بالبديل المباح عن الحرام.
12- الإنترنت ليس كل شيء في حياتنا، حاول أن تشغل نفسك بأنشطة حية بعيدًا عن الإنترنت والكمبيوتر.
13 - إن كنت تشكو من شيء دفعك إلى هذا الفعل، فاسع إلى علاجه بشكل فعّال وحقيقي.
14- استعن بالله، فما خاب من استعان به ودعاه.
15 - كافئ نفسك بنزهة، أو أكلة، أو شيء تحبه نفسك، ما دام مباحًا.
16 - اشكر الله تعالى أن وفقك، فمن شكر الله، زاده الله من نعمه، وليست هناك نعمة أفضل من التزام أوامر الله تعالى.





أحاسيس مبعثره 08-24-2010 10:46 AM

رد: التوبة وشروطها
 
اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل
وكلمة الحق في الغض والرضا
وخشيتك في الغيب والشهادة
اللهم إنا نسألك صدق
التوكل عليك
وحسن الظن بك
وارزقنا تقواك والإخلاص لك


http://j111j.net/vb/uploaded/1_11111...1111111111.jpg

أحاسيس مبعثره 08-24-2010 10:47 AM

رد: التوبة وشروطها
 
اللهم إني استغفرك وأتوب إليك
اللهم ألهم نفوسنا تقواها وزكها
أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
يا رب تب علينا انك انت التواب
اللهم تب علينا انك انت التواب الرحيم
اللهم حسن الخاتمه يااارب
اللهم ادخلنا فسيح جناتك واجرنا من النار
اللهم تب علينا وعلى كل المسلمين فانك تواب غفور

تب علينا برحمتك يا ارحم الراحمين
اللهم انّا ظلمنا انفسنا فان لم تغفرلنا لنكونن من الخاسرين
اللهم نسألك العفو والعافيه في الدنيا والاخره
اللهم تب علينا وثبت قلوبنا على دينك
اللهم اغفر لنا زلاتنا واخطائنا
اللهم تب علينا وارضى عنا
انك انت التواب الرحيم
اللهم انى بلغت ولا ابرأ
نفسى انها لاماره بالسؤء
اللهـــــــــم امين

أحاسيس مبعثره 08-24-2010 10:48 AM

رد: التوبة وشروطها
 
{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}



أحاسيس مبعثره 08-24-2010 10:48 AM

رد: التوبة وشروطها
 
الأية السابقة
فيه ثلاث مسائل:
الأولى- قوله تعالى: "التائبون العابدون" التائبون هم الراجعون عن الحالة المذمومة في معصية الله إلى الحالة المحمودة في طاعة الله. والتائب هو الراجع. والراجع إلى الطاعة هو أفضل من الراجع عن المعصية لجمعه بين الأمرين. "العابدون" أي المطيعون الذين قصدوا بطاعتهم الله سبحانه. "الحامدون" أي الراضون بقضائه المصرفون نعمته في طاعته، الذين يحمدون الله على كل حال. "السائحون" الصائمون، عن ابن مسعود وابن عباس وغيرهما. ومنه قوله تعالى: "عابدات سائحات" [التحريم: 5]. وقال سفيان بن عيينة: إنما قيل للصائم سائح لأنه يترك اللذات كلها من المطعم والمشرب والمنكح. وقال أبو طالب:
وبالسائحين لا يذوقون قطرة لربهم والذاكرات العوامل
وقال آخر:
براً يصلي ليله ونهاره يظل كثير الذكر لله سائحاً
وروي عن عائشة أنها قالت: سياحة هذه الأمة الصيام، أسنده الطبري. ورواه أبو هريرة مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"سياحة أمتي الصيام". قال الزجاج: ومذهب الحسن أنهم الذين يصومون الفرض. وقد قيل: إنهم الذين يديمون الصيام. وقال عطاء: السائحون المجاهدون. وروى أبو أمامة أن رجلاً استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السياحة فقال:
"إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله". صححه أبو محمد عبد الحق. وقيل: السائحون المهاجرون، قاله عبد الرحمن بن زيد. وقيل: هم الذين يسافرون لطلب الحديث والعلم، قاله عكرمة. وقيل: هم الجائلون بأفكارهم في توحيد ربهم وملكوته، وما خلق من العبر والعلامات الدالة على توحيده وتعظيمه، حكاه النقاش. وحكي أن بعض العباد أخذ القدح ليتوضأ لصلاة الليل فأدخل أصبعه في أذن القدح وقعد يتفكر حتى طلع الفجر، فقيل له في ذلك فقال:أدخلت أصبعي في أذن القدح فتذكرت قول الله تعالى: "إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل" [غافر: 71] وذكرت كيف أتلقى الغل وبقيت ليلي في ذلك أجمع.
قلت: لفظ س ي ح يدل على صحة هذه الأقوال، فإن السياحة أصلها الذهاب على وجه الأرض كما يسيح الماء، فالصائم مستمر على الطاعة في ترك ما يتركه من الطعام وغيره، فهو بمنزلة السائح. والمتفكرون تجول قلوبهم فيما ذكروا. وفي الحديث:
"إن لله ملائكة سياحين مشائين في الآفاق يبلغونني صلاة أمتي" ويروى صياحين بالصاد، من الصياح. "الراكعون الساجدون" يعني في الصلاة المكتوبة وغيرها. "الآمرون بالمعروف" أي بالسنة: وقيل: بالإيمان. "والناهون عن المنكر" قيل: عن البدعة. وقيل: عن الكفر. وقيل: هو عموم في كل معروف ومنكر. "والحافظون لحدود الله" أي القائمون بما أمر به والمنتهون عما نهى عنه.
الثانية- واختلف أهل التأويل في هذه الآية، هل هي متصلة بما قبل أو منفصلة؟ فقال جماعة: الآية الأولى مستقلة بنفسها، يقع تحت تلك المبايعة كل موحد قاتل في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا، وإن لم يتصف بهذه الصفات في هذه الآية الثانية أو بأكثرها. وقالت فرقة: هذه الأوصاف جاءت على جهة الشرط، والآيتان مرتبطتان، فلا يدخل تحت المبايعة إلا المؤمنون الذين هم على هذه الأوصاف ويبذلون أنفسهم في سبيل الله، قال الضحاك. قال ابن عطية. وهذا القول تحريج وتضييق، ومعنى الآية على ما تقتضيه أقوال العلماء والشرع أنها أوصاف الكملة من المؤمنين، ذكرها الله ليستبق إليها أهل التوحيد حتى يكونوا في أعلى مرتبة. وقال الزجاج: الذي عندي أن قوله: "التائبون العابدون" رفع بالابتداء وخبره مضمر، أي التائبون العابدون -إلى آخر الآية- لهم الجنة أيضاً وإن لم يجاهدوا، إذا لم يكن منهم عناد وقصد إلى ترك الجهاد، لأن بعض المسلمين يجزي عن بعض في الجهاد. واختار هذا القول القشيري وقال: هذا حسن، إذا لو كان صفة للمؤمنين المذكورين في قوله: "اشترى من المؤمنين" لكان الوعد خاصاً للمجاهدين. وفي مصحف عبد الله التائبين العابدين إلى آخرها، ولذلك وجهان: أحدهما الصفة للمؤمنين على الإتباع. والثاني النصب على المدح.
الثالثة- واختلف العلماء في الواو في قوله: "والناهون عن المنكر" فقيل: دخلت في صفة الناهين كما دخلت في قوله تعالى: "حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم * غافر الذنب وقابل التوب" [غافر: 3] فذكر بعضها بالواو والبعض بغيرها. وهذا سائغ معتاد في الكلام ولا يطلب لمثله حكمة ولا علة. وقيل: دخلت لمصاحبة الناهي عن المنكر الآمر بالمعروف فلا يكاد يذكر واحد منهما مفرداً. وكذلك قوله: "ثيبات وأبكارا" [التحريم: 5]. ودخلت في قوله: "والحافظون" لقربه من المعطوف. وقد قيل إنها زائدة، وهذا ضعيف لا معنى له. وقيل: هي واو الثمانية لأن السبعة عند العرب عدد كامل صحيح. وكذلك قالوا في قوله: "ثيبات وأبكارا". وقوله في أبواب الجنة: "وفتحت أبوابها" [الزمر: 73] وقوله: "ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم" [الكهف: 22] وقد ذكرها ابن خالويه في مناظرته لأبي علي الفارسي في معنى قوله: "وفتحت أبوابها" وأنكرها أبو علي. قال ابن عطية وحدثني أبي رضي الله عنه عن الأستاذ النحوي أبي عبد الله الكفيف المالقي، وكان ممن استوطن غرناطة وأقرأ فيها في مدة ابن حبوس أنه قال: هي لغة فصيحة لبعض العرب، من شأنهم أن يقولوا إذا عدوا: واحد اثنان ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة وثمانية تسعة عشرة، وهكذا هي لغتهم. ومتى جاء في كلامهم أمر ثمانية أدخلوا الواو. قلت: هي لغة قريش. وسيأتي بيانه ونقضه في سورة الكهف إن شاء الله تعالى وفي الزمر أيضاً بحول الله تعالى.



أحاسيس مبعثره 08-24-2010 10:49 AM

رد: التوبة وشروطها
 
اللهم أنت ربي
لا إله إلا أنت
خلقتني و أنا عبدك
و أنا على عهدك
و وعدك ما استطعت
أعوذ بك من شر ما صنعت
أبوء لك بنعمتك علي
و أبوء بذنبي فاغفر لي
فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت



أحاسيس مبعثره 08-24-2010 10:50 AM

رد: التوبة وشروطها
 

أيا من ليس لي منه مُجير..... بعفوك من عذابك أستجيرُ

أنا العبد المُقرّ بكلّ ذنب .......... وأنت السيّد المولى الغفورُ

فإن عذّبتني فبسوء فعلي......... وإن تغفر فأنت به جديرُ

أفرّ إليك منك وأين إلاّ.......... إليك يفرّ منك المستجيرُ

أتوب إليك ربي فلا تد عني........ على تلك المعاصي أسيرُ




أحاسيس مبعثره 08-24-2010 10:51 AM

رد: التوبة وشروطها
 
قصيدة

(أنا العبد)

الندم على الخطايا

أنا العبد الذي كسب الذنوب و صدته الأماني أن يتوبـــا
أنا العبد الذي أضحى حزيناً على زلاته قلقـــاً كئيبـــا
أنا العبد الذي سطرت عليـه صحائف لم يخف فيها الرقيبا
أنا العبد المسيء عصيت سراً فمالي الآن لا أبدي النحيبـا
أنا العبدالمفـرط ضاع عمري فلم أرعى الشبيبة والمشيبا
أنا العبد الغريق بلج بحـرٍ أصيح لربما ألقــى مجيبــا
أنا العبد السقيم من الخطايا وقد أقبلت ألتمس الطبيبــا
أنا العبد المخـلف عن أناس حووا من كل معروف نصيبـــا
أنا العبد الشريدظلمت نفسي وقــد وافيت بابكم منيبــا
أنا العبد الفقير مددت كفي إليكــم فادفعوا عني الخطوبا
أنا الغدار كم عاهدت عهـداً و كنت على الوفاء به كذوبا
أنا المقطوع فارحمني و صلني ويسر منك لي فرجاً قريبــا
أنا المضطر أرجو منك عفـواً و من يرجو رضاك فلن يخيبـا
فيا أسفاً على عمر تــقـضّـى و لم أكسب به إلا الذنوبــا
فيا من مد في كسب الخطايـا خطاه أما يعني لك أن تتوبا
وأقبل صادقاً في العزم واقصد جنابــاً للمنيب له رحيبــا
وكن للصالحين أخــاً وخـــلاً وكن في هذه الدنيـا غريبـا
و كن عن كل فاحشة جبانـــاً وكن في الخير مقداماً نجيبا
ولا تطــلق لسانــك في كـلام يــجر عليك أحقاداً و حوبـا
ولا يبــرح لسانك كل وقــت بذكر اللـــه رياناً رطيبـا
وصل إذا الدجى أرخــى سدولاً ولا تضجر بــه وتكــن غيوبا
تجد أنساً إذا أودعت قبـراً وفارقت المعاشــر والنسيبا
وصم ما تستطيع تجده ريـــاً إذا ما قمت ظمآناً ثغيبـــا
وكن متصدقاً ســراً و جهــراً ولا تبـخل وكن سمحاً وهوبــا
تــجد ما قدمته يداك ظـــلاً إذا ما اشتد بالناس الكروبا
و كن حسن السجايا وذا حياء طليق الوجه لا شكاً غضوبـــا



أحاسيس مبعثره 08-24-2010 10:52 AM

رد: التوبة وشروطها
 
لقد أمر الله عباده بالتوبة والاستغفار فهو سبحانه وتعالى الغفار، والغفور الرحيم: غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير فإذا كان من غفـر ذنبه ما تقـدم منه وما تأخر صلى الله عليه وسلم يقول: ((وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مـرة)) فكيف بمن هو دونه؟.

ولقد وردت آيـات كثيرة جداً تختم باسمين من أسماء الله عز وجل: الغفور الرحيم، الغفور الحليم حتى يرغب عباده في مغفرته ورحمته وحلمه وعفوه فيتوددون إليه بالطاعات وترك المعاصي والمنكرات مستجيبين لأمره بكثرة الاستغفار والتوبة كما أمرهم سبحانه وتعالى حيث قال: واستغفروا الله إن الله غفور رحيم، وقال تعالى: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنةٍ عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.

وقال تعالى: أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ولقد امتدح الله الأنبياء وعباده الصالحين بأنهم يستغفروا ربهم في آيات عدة حيث قال سبحانه: وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثيرٌ فما وهنوُا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين.

أحاسيس مبعثره 08-24-2010 10:53 AM

رد: التوبة وشروطها
 
هيا أيها التائبون رياح الأسحار تحمل أنيناً وظلمات الليل وضوء النهار ترتفع بأنفاسكم أرفعوا قصص الإعتذار مضمونها يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا ليأتي التوقيع عليها لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين وأعلم أنه من صفا صفي له ومن كدَر كُدِر عليه ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله وإنما يكال للعبد كما كال ومن صحت بدايته صحت نهايته


أحاسيس مبعثره 08-24-2010 10:54 AM

رد: التوبة وشروطها
 
صارح نفسك

ما الذي يمنعك من التوبة وسلوك طريق الصلاح ؟

كأني بك تقول : الأهل والمجتمع والأصدقاء ! أخشى أن أتوب ثم أعود ! ذنوبي كثيرة فكيف يغفر لي ! أخاف على أهلي ومالي !
فأقول : هل تظن أنك تقول ذلك عند ربك يوم تلقاه ؟ لا والله .. بل هي عوائق موهومة وحواجز لا يحطمها إلا من خشي ربَّه .
وإذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الأجسام
فكن ذا عزةٍ بدينك وعزيمة صادقة على الخير والاستمرار عليه ، متوكلاً عليه سبحانه ، ثم تذكر رحمة ربك وسعة مغفرته .
أخي لو أتاك – في هذه اللحظة – ملك الموت فهل ترضى أن تقابل ربَّك على هذه الحال ؟
أخي – عفواً – لا تتهرب من نفسك ومحاسبتها ، فإن لم تحاسبها الآن فغداً في قبرك تندم ، وحينها لا ينفع الندم .

الميلاد الجديد

* اعلم أن التوبة ليست فقط مختصة بهذا الشهر ، بل فيه و في غيره من الشهور , ولكن ما يدريك فقد يكون ميلادك الجديد في شهر الخير والبركة , وقد يولد الإنسان مرتين : يوم يخرج من ظلمة رحم أمه إلى نور الدنيا , ويوم يخرج من ظلمات المعصية إلى نور الطاعة , فكن هو أنت .
* وأوصيك – يا صاحبي – أن تلحق بالأخيار الذين ينفعونك حتى بعدم موتك – بإذن الله – بدعائهم لك .. الحَقْ بهم وصاحِبهم في ذهابهم وإيابهم ، اصبر معهم حتى تلاقي ربك ، فحينها يقال لك ولهم : سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد:24].





أحاسيس مبعثره 08-24-2010 10:56 AM

رد: التوبة وشروطها
 
قصة وموقف

كان مع الصالحين ... ثم تركهم .. بدأ يقصِّر في أمور دينه ... وفي يوم من الأيام كان مسافراً للتنزه ... وفي الطريق انقلبت السيارة ... ثم كان الانعاش ... ثم ... مات .
جاء الخبر المحزن ... صلينا عليه ... حُمل إلى قبره ... وُضع في قبره ... فاللبنات ... فالتراب ... لن يرجع ... ذرفت الدموع ... حزنت القلوب ... حينها جلس أحد الصالحين – أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحد – صديقه الأول ... عند قبره مطأطأً رأسه يدعو له .
حينها عرفت مَنْ ينفع الإنسان من الأصدقاء بعد موته .
أخي .. احذر أن تكون ممن قال الله فيهم : وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27)يَاوَيْلَتِى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا [الفرقان:27-29].
قبل أن يُغلق الباب
أخي الحبيب قبل أن يُغلق الباب حدِّد – الآن ولا تسوف – الطريق الذي تسير عليه ويكون منهجاً لك في الدنيا والآخرة .
ويا لها من سعادة ، ويا لها من فرحة يفرح القلب بها ويسعد حينما يرجع إلى ربِّه نادماً ويلحق بركب الصالحين .. ووالله إنها السعادة التي لم يذقها إلا من جربها .
أخي في الله ... إن كنت عزمت على التوبة والرجوع ... والإنابة والخضوع ... فاعلم أن لهذه التوبة شروطاً لا بد من وجودها هي :
1- الندم على ما فات .
2- الإقلاع عن الذنب .
3- العزم على عدم الرجوع ، فإن عدت إليه فكرر التوبة إلى الله ... ولكن ليكن عزمك صادقاً .
4- أن تكون التوبة قبل الغرغرة وقبل خروج الشمس من مغربها .


دعاء


اللهم لك الحمد كله أنت أوجدتني ورزقتني وجعلتني مسلماً.
اللهم سبحانك قد عصيتك بنعمتك ، سبحانك خالفتك مع عظمتك .
اللهم إن لم تغفر لي فمن يغفر لي ؟ وإن لم ترحمني فمن يرحمني ؟
اللهم لا رب لي سواك فأدعوه وأرجوه .
اللهم إني عائد إليك تائباً فبرحمتك ومغفرتك ولطفك لا تردني ، واقبلني يا من يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات .
اللهم مهما عظمت ذنوبي فرحمتك أعظم ، ومهما كثرت خطاياي فأنت تغفر الذنوب جميعاً .
اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم .
اللهم ردَّنا إليك رداً جميلاً ... برحمتك يا أرحم الراحمين .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.





أحاسيس مبعثره 08-24-2010 10:57 AM

رد: التوبة وشروطها
 
يا من يريد المغفرة!



الحمد لله الذي خص بعض مخلوقاته بما شاء من الفضائل ، و الصلاة و السلام على نبيه الأمين ، و بعد
فيا أخي الحبيب:
هاهو رمضان على الأبواب قد أتي .
رمضان : الذي طالما حنت إليه قلوب المتقين .
رمضان : الذي طالما اشتاقت إليه نفوس الصالحين.
وكيف لا تحن القلوب إلى شهر الخير والبركة .
كيف لا تشتاق القلوب إلى شهر المغفرة و الرحمة.
أخي الحبيب:
إن هذا الشهر قد خصه الله بخصائص عظيمة ، وميزه الله بفضائل جليلة .
فهو شهر الصيام ؛ الذي هو ركن من أركان الإسلام .
الصيام ؛ الذي كل عمل بن آدم له إلا الصوم ، فإنه لله وهو يجزي به .
إنه شهر تتفتح فيه أبواب الجنان ، وتغلق أبواب النار.
إنه شهر تصفد فيه مردة الشياطين .
أخي الحبيب :
إن من أعظم فضائل رمضان أنه موسم كبير للمغفرة .
نعم ، المغفرة التي نحتاجها جميعا
المغفرة : التي من كُتبت له ، فقد كُتب له الخير كله .
وهل يُمنع العباد من دخول الجنان إلا بسبب عدم المغفرة ؟
وهل يَدخل العباد النار إلا بسبب الذنوب التي لم تُغفر؟
الذنوب : التي هي سبب لكل بلاء ، ومصيبة .
الذنوب : التي تُورث في القلب ظلمة ، و وحشة .
الذنوب : التي تحول بينك و بين ربك و مولاك .
أخي الحبيب :
يا من يُريد المغفرة :
يا من أثقلت كواهلَه المعاصي: هاهو موسم من مواسم المغفرة قد أقبل .
اسمع إلى هذه الأحاديث الصحيحة لتتعرف على أنهار من المغفرة في هذا الشهر الكريم .
أولا: صيام رمضان
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من صام رمضان إيمانا و احتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه )) (أخرجه البخاري في صحيحه ) .
2- وعنه رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر )) ( أخرجه مسلم ) .
يالها من بشرى عظيمة ، بشرى بالمغفرة ؛ يا من تصوم رمضان ابتغاء وجه الله ، واطلب الأجر من
الله ، وابشر فالمغفرة وشيكة بإذن الله .
أخي الحبيب :
إن أردت المغفرة فليكن صومك عن المحرمات قبل أن تصوم عن المباحات ، ليصم سمعك ، وبصرك ، ولسانك ، وكل جوارحك ، فالله قد حرم عليك في نهار رمضان الأكل و الشرب وهما مباحان ، لينبهك على ترك الحرام من باب أولى .
أما إذا لم تفعل فاسمع إلى هذا الحديث الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه )).
و استمع إليه ثانية وهو يقول صلى الله عليه وسلم (( رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع و العطش ، رب قائم ليس له من قيامه النصب والتعب )).
لا إله إلا الله ؛ كم جاع وكم عطش ، وكم نصب و تعب ، ولكن ليس له شيء من الأجر لأنه لم يصم عن المحرمات .
أخي الحبيب:
إن الله غني عنك و عن جوعك وعطشك ، و إنما يريد الله منك – من وراء الصيام – تقواه سبحانه و تعالى .
نعم يا أخي إنما يريد الله التقوى ، و هي الغاية التي من أجلها فرض الله الصيام ] يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون [.
فحققِ التقوى حتى تنال المغفرة ، أمسك لسانك ، و غض بصرك ، واحفظ سمعك عن هذه المحرمات حتى تفطر في الجنات بإذن الله .
ثانيا: قيام رمضان :
3- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((من قام رمضان إيمانا و احتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه )) ( أخرجه البخاري في صحيحه ) .
سبحان الله ! يا أخي ، إنها ليالي معدودة ، تنصب فيها القدمين لله ، وتصلي لله ، تحصل على هذه المغفرة ، فاعزم بقلبك على قيام رمضان ، واخلص لله .
بل و اسمع إلى هذه البشارة النبوية ، كما في السنن من حديث أبي ذر رضي الله عنه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حُسِب له قيام الليلة )) .
كم يأتي الشيطان إلى أحدنا فيجعله يأكل عند الإفطار كثيرا ، فإذا ما رام القيام لصلاة التراويح أحس بثقل الجسم ، و أحس بالتعب لأن عقله و ذهنه أصبح عند قدميه ، فهو يراوح بينهما ، لا تلذذا بالعبادة و لكن استثقالا لها .
كم يأتي الشيطان إلى أحدنا ، فما أن يفرغ من صلاة العشاء ، إلا ويبدأ يذكره بأعماله و أشغاله حتى يترك صلاة التراويح .
و ربما استخدم مكره معنا ؛ فيزهدنا في صلاة التراويح ، لأنها مستحبة و ليست بواجبة ، أو أن أعمالنا و سعينا في طلب المعيشة أفضل ، أو ربما استخدم أسلوب التسويف ، فيقول لأحدنا لازلت في أول رمضان و أنت متعب من الصيام ، انتظر حتى غد ثم تبدأ في المحافظة على صلاة التراويح من أولها.
و هكذا يمضي رمضان - ليلة تلو ليلة - و نحن لم نصل إلا القليل من الليالي .
ثالثا: قيام ليلة القدر
4- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((من قام ليلة القدر إيمانا و احتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه )) ( أخرجه البخاري في صحيحه ) .
ليلة واحدة ، تجتهد فيها بالعبادة ، بالطاعة ، هذه الليلة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان من أجلها ، والظفر بها _ وهو من قد غفر الله ما تقدم من ذنبه و ما تأخر – فحري بنا - ونحن الذين لم نعلم بعد ما مصيرنا ، ما حالنا يوم القيامة – أن نجتهد في قيام تلك الليلة ، التي قيامها يُعادل قيام أكثر من ثلاث و ثمانين عاما، قال تعالى [ ليلة القدر خير من ألف شهر].
أخي الحبيب :
والله إن السجلات ملأى بالذنوب و السيئات ، أفلا نغسلها بقيام ليلة واحدة .
وحتى تدرك هذه الليلة ، فعليك بقيام العشر الأواخر كلها، إن كنت صادقا في طلب المغفرة .
أخي الحبيب :
إن أنهارا من المغفرة أمامك يوشك أن تجري من أجلك ، فهلا انغمست فيها ، لعلها تطهرك ، لعلها تغسل عنك صحائف ؛ طالما سودتها ، لعلها تكفر ذنوبا ؛ طالما حالت بينك وبين ربك و مولاك.
أخي الحبيب :
أسباب المغفرة كلها منعقدة لكي يُغفر لك .
والله – يا أخي - ما فتح الله أبواب الجنان إلا من أجل أن يُدخلك فيها .
والله ؛ ما غلّق الله أبواب النيران إلا ليُبعدك عنها .
ما صفّد الله مردة الشياطين إلا لتُقبل عليه ، وعلى طاعته ، التي هي سبب رضاه ، التي هي سبب سعادتك وفلاحك .
أخي الحبيب :
هل تجد أرحم من ربك و مولاك _ وهو غني عنك و عن طاعتك _ لا و الله لن تجد أبدا .
انظر كيف يعاملك ، وكيف تعامله .
تعصيه فيستر عليك ، وتتمادى في المعصية فيحلم عليك ، وتسرف على نفسك في الذنوب و المعاصي فيدعوك للمغفرة والتوبة. يقول تعالى ] قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعا ، إنه هو الغفور الرحيم [ .




أحاسيس مبعثره 08-24-2010 10:57 AM

رد: التوبة وشروطها
 

أحاسيس مبعثره 08-24-2010 10:59 AM

رد: التوبة وشروطها
 

اكتب لكم فى أيام رمضان المباركه


و ( أن فى كل ليلة عتقاء )


فنرجوا من الله جميعا أن ينظر لنا نظرة رضا
وأن يعتق رقابنا من النار أجمعين
وأن يحشرنا مع الانبياء والاتقياء والشهداء والصالحين
وأن يجعلنا ننادى من قبل باب الريان
فعلينا جميعا أن نرى الله من أنفسنا خيرا
أخوانى ( فليتزود العبد من نفسه لنفسه )
عليكم بالاخلاص
عليكم بر الوالدين
عليكم بالقران
عليكم بالذكر
عليكم التوبة
عليكم الاستغفار
عليكم بالقيام
عليكم بالمراقبة
عليكم بالمحاسبة
عليكم بالتقوى
عليكم بالانس
عليكم بالشوق
عليكم بالارحام
عليكم بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم



أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:01 AM

رد: التوبة وشروطها
 
http://www.gl3a.com/sign/get-one-259.jpg



أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:03 AM

رد: التوبة وشروطها
 
طريقة رائعة لنصح شخص بالتوبة



بسم الله الرحمن الرحيم

لا شك أن الجميع يخطئ ،، و تتنوع الأخطاء كبرا و صغرا ،،
و مهما كان حجم الخطأ ، يمكن علاجه ،،
و أحيانا تكون طريقتنا في التعامل مع الخطأ أكبر من الخطأ نفسه !!
يقع ولدك في خطأ فتلومه و تحقره و تعظّم عليه الخطأ حتى يشعر بأنه سقط في بئر ليس له قاع ، فييأس من الإصلاح ، و يبقى على ما هو عليه
عندما يخطئ شخص تعرفه ، فعالج خطأه بكل سهولة ، الطريق لم ينقطع ،، الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ،،
بكل لطف و رفق ،، سيقبل منك بإذن الله
الآن تخيل معي ،، تخيل أنك قابلت شخصا غارقا في المعاصي ،، تراكمت عليه الذنوب ،، اقترف الموبقات جميعها ،، سرق و قتل و انتهك أعراض المسلمين ،، لم يترك ذنب إلا فعله ،،

كيف تنصحه بالتوبة ؟؟؟

هل ستصرخ في وجهه قائلا " أنت ما تخاف الله ؟؟! ما عندك ضمير ؟؟ " ثم تعظم عليه الخطأ حتى ييأس من رحمة الله و العياذ بالله ،،
أم ستقترب إليه مبتسما و ترفق به و تخاطبه بكل لين :

أخي أختي...

عندما تتوب ،، الله يحبك ،، نعم يحبك ،، و أي محبة تلك ؟!
محبة الله تعالى لك و مغفرته لذنوبك ،، ألم تسمع قوله تعالى :
(( إن الله يحب التوابين ))

الله غفار لمن تاب

قال تعالى : (( وإني غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ))
فتب توبة صادقة أخي واعمل صالحا وأبشر بالغفران والرضوان.

الحسنات يذهبن السيئات

قال تعالى : (( إن الحسنات يذهبن السيئات ))
وقال صلى الله عليه و سلم : (( اتق الله حيثما وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن )) ـ حديث حسن أخرجه الألباني ـ
فاحرص يا أخي المسلم كلما أذنبت وأسأت احرص على عمل صالح وحسنة فبالعمل الصالح والحسنات تمحي السيئات وترفع الدرجات .

لا تقنط أبدا ،،

مهما عصيت ،، مهما بلغت ذنوبك ،، فعفو الله أعظم ورحمته أوسع .
مهما عظمت سيئاتك و تراكمت عليك ،، لا تيأس من رحمة الله :
(( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ))

خير الخطائين التوابون

قال تعالى : ((ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما )) و قال صلى الله عليه و سلم: (( وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ))
فكلما أسأت أسرع بالاستغفار و الرجوع إلى الله بالتوبة فربك غفور رحيم تواب كريم .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
((من قال : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، ثلاثا ، غفرت له ذنوبه ، وإن كان فارا من الزحف)) ـ حديث صحيح أخرجه الألباني ـ
فاحرص عليه وقله بصدق ويقين وأبشر بالمغفرة من الغفورالرحيم
و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله



أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:05 AM

رد: التوبة وشروطها
 

http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/icon_sa1.gif

http://www.quran-radio.ps/prog_qases...recordings.htm


وجدت فيها قصص للتائبين عسي الله ان ينفعنا بها

أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:07 AM

رد: التوبة وشروطها
 
http://img182.imageshack.us/img182/2420/71707713rl6.gif



إذا ابتليت فثق بالله ولا تجزع

وإذا عوفيت فاشكر الله ولا تقطع
وأذا وقف بك أمر فلا تيأس ولا تطمع
وفوض أمرك إلى الله فنعم المرجع
وفي جوف الليل لربك اركع
ومن عظمته وخشيته ادمع
وعن طاعته لا ترجع
واعلم ان انين التائبين عند ربك عظيم
فإذا فعلت فقد فزت بخير الدارين أجمع

http://img182.imageshack.us/img182/2420/71707713rl6.gif


أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:08 AM

رد: التوبة وشروطها
 

لا إله إلّا انت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين
لا إله إلّا انت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين
لا إله إلّا انت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين سبحانك اللّهمّ و بحمدك عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك سبحانك اللّهمّ لا إله إلّا أنت خلقتني و أنا عبدك و أنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شرّ ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليّ و أبوء بذنبي فاغفر لي فإنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت و لا يستر العيوب إلّا أنت
أستغفر اللّه الذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم و أتوب إليه
استغفر الله العظيم
من كل ذنب اذنـبـتـه
استغفر الله العظيم
من كل فرض تركـتـه
استغفر الله العظيم
من كل انسان ظلمـتـه
استغفر الله العظيم
من كل صالح جـفــوتـه
استغفر الله العظيم
من كل ظالم صاحـبتـه
استغفر الله العظيم
من كل بـــر أجـلتـه
استغفر الله العظيم
من كل ناصح أهنـته
استغفر الله العظيم
من كل محمود سئـمـته
استغفر الله العظيم
من كل زور نطقت بـه
استغفر الله العظيم
من كل حق أضــعــتــه
استغفر الله العظيم
من كل باطل إتبعــتــه
استغفر الله العظيم
من كل وقت أهــــدرتــه
استغفر الله العظيم
من كل ضمير قـــتلــته
استغفر الله العظيم
من كل سر أفشـيـته
استغفر الله العظيم
من كل أمين خدعــتـه
استغفر الله العظيم
من كل وعد أخلــفــتــه
استغفر الله العظيم
من كل عهد خــنتـه
استغفر الله العظيم
من كل امرئ خذلـتـه
استغفر الله العظيم
من كل صواب كتمـته
استغفر الله العظيم
من كل خطأ تفوهـت بـه
استغفر الله العظيم
من كل عرض هتكتــه
استغفر الله العظيم
من كل ستر فضـحته
استغفر الله العظيم
من كل لغو سمعــتـه
استغفر الله العظيم
من كل حرام نظرت إليـه
استغفر الله العظيم
من كل كلام لهوت بـــه
استغفر الله العظيم
من كل إثــم فـعـلتـه
استغفر الله العظيم
من كل نصح خالفتـه
استغفر الله العظيم
من كل علم نـسـيـته
استغفر الله العظيم
من كل شك أطعــته
استغفر الله العظيم
من كل ظن لازمــتــــه
استغفر الله العظيم
من كل ضلال عرفته
استغفر الله العظيم
من كل ديــن أهملته
استغفر الله العظيم
من كل ذنب تبت لك منه
استغفر الله العظيم
من كل ما وعـدتـك به ثم عدت فيه من نفسى ولم أوفى به
استغفر الله العظيم
من كل عمل أردت به وجهك فخالطنى به غيرك
استغفر الله العظيم
من كل نعمة أنعمت على بها فاستعنت بها على معصيتك
استغفر الله العظيم
من كل ذنب أذنبته فى ضياء النهار أو سواد الليل فى ملأ أو خلا أو سراً أو علانية
استغفر الله العظيم
من كل مال إكتسبته بغير حق
استغفر الله العظيم
من كل علم سُـئـلـت عنه فكتمته
استغفر الله العظيم
من كل فرض خالفته ومن كل بدعه إتبعتها
استغفر الله لي وللمسلمين ، استغفر الله لي وللمذنبين
استغفر الله لي وللخلق أجمعين ،، استغفر الله غفار الذنوب
استغفر الله ستار العيوب ،، استغفر الله حتى نقلع عن المعاصي ونتوب ،، استغفر الله حياء من الله ،، استغفر الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

ربنا اغفر لي ولأمة نبينا محمد مغفرة عـــامة وارحمني وارحم أمة نبينا محمد رحمة عـــامة رب اغفر وارحم وأنت أرحم الراحمين
اللهمّ إنّي أحمدك و أشكرك و أستغفرك و أستهديك و أثني عليك الخير كلّه دقّه و جلّه فأنت أحقّ أن تحمد و أنت أحقّ أن تعبد إيّاك أعبد و لك أصلّي و أسجد و إليك أسعى و أحفد أرجو رحمتك و أخشى عذابك إنّ عذابك الجدّ بالكفّار ملحق
لك الحمد بالإيمان و لك الحمد بالقرآن و لك الحمد بألأهل و المال و المعافاة
بسطت رزقنا و أظهرت أمننا و أحسنت معافاتنا ومن كلّ شيء سألناك ربّنا أعطيتنا
لك الحمد حمدا كثيرا طيّبا مباركا فيه
لك الحمد حتّى ترضى و لك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرّضا لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
و صلّ اللّهمّ و سلّم وزد وبارك على سيّدنا محمّد
و على آله و صحبه أجمعين


أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:10 AM

رد: التوبة وشروطها
 
ليتني أدركته قبل أن يموت ( قصة واقعية )

هذه قصة حدثني بها إمام مسجد أعرفه يقول: شاب في مقتبل العمر.. يطمح إلى ما يطمح إليه كثير من أبناء المسلمين المغرّر بهم، الذي سُلِبوا حلاوة الإيمان ومحبة الرحمن والشوق للجنان.. فاستبدلوا الذي أدنى بالذي هو خير.. فآثروا العصيان واستمرءوا الطغيان وزينت لهم الفواحش فقارفوها.. وتزخرفت لهم الدنيا الدنيَّة الغادرة فعانقوها وعشقوها حتى عبدوها عياذا بالله من هذا.

شاب لم يتجاوز العشرين من عمره، كان من أهل الصلاة إذا سمع الأذان جاء يسعى إلى المسجد ويجلس مجالس الذكر.. لكن..

التفَّ عليه أصحاب السوء ورفقاء الضلال.. ممن لا يشهدون جُمَع ولا جماعات.. فأنكروا عليه صلاته، واستهزؤوا به لتضييعه لأوقاته، فزيَّنوا له التأخر عن الصلاة والجلوس في الطرقات حتى تمكنوا منه ولم يبق له أثر في المسجد..
فقد تمكن أولئك الأصحاب من سحبه من النور إلى الظلمات، فبعد أن كان من أهل المسجد أصبح مكانه قارعة الطريق وظل الحيطان، وهذه حاله حتى والناس يصلون، فكنت أمرُّ عليه وأسلِّم عليه وأدعوه إلى المسجد وإلى الصلاة فيضاحكني ويقول سأتوضأ وأتبعك، لكنه لا يأتي..

وهكذا كلما مررت به دعوته إلى الصلاة وإلى مجالس الذكر في بيت الله سبحانه، لكن هذا الفتى بقي على حاله يعدني أن يأتي لكن لا أراه، فكنت أفكر في هذا الشاب كثيراً وأقول ماذا سيكون حال هذا الشاب غداً إذا بقي على حاله هذه ؟

سيكون والله وبالاً على أمة محمد، إذا بقي على حالته هذه سيكون شراً على الإسلام وبلاء على المسلمين، وأما أنا فكنت أقول اليوم سأذهب إليه، انصحه عن حالته هذه وأذكِّره بأنه كان من أهل الصلاة، ولا أنكر أنه كان طيب الخلق، وكل يوم أقول غداً والشيطان يثبطني ويمنيني..

فمرت الأيام والليالي، وإذا بخبرٍ ينزل عليّ كالصاعقة، خبر هدَّ أركاني وأثار أحزاني، هذا الشاب الصغير، ذلك الفتى الذي لم يتجاوز العشرين ذلك الشاب الذي كنت أخاف منه إذا كبر ماذا سيفعل وماذا سيكون..

ذلك الشاب الذي كان ينظر إلى مستقبلٍ واعد ينتظره.. ذلك الشاب الذي تخلف عن الصلاة وهجرها.. ذلك الشاب الذي كنت عازماً على نصحه وإرشاده.. لكن الشيطان أخَّرني حتى حصل ما لم يكن في الحسبان..

لقد مات ذلك الفتى.. نعم.. لقد مات ذلك الشاب الصغير.. يالله أمات حقاً.. إنه شاب صغير.. إنه ما زال في مقتبل عمره.. إنه.. إنه.. إنه..

لقد دارت بي الأفكار ومارت بي الأرض لما جاءني ذلك الخبر.. والله الذي لا إله إلا هو إني لم أصدِّق ذلك الخبر.. فانطلقت إلى مجلسه المعتاد الذي يجلس فيه على قارعة الطريق.. علِّي أجده فأنصحه..

لكني عندما وصلت إلى ذلك المكان وجدت المجلس ولم أجد صاحبه.. لقد وجدت تلك الأحجار التي يجلس عليه لكنها أحجار فقط.. لقد نظرت إلى تلك الأحجار والدموع تسيل على خدي وأنا أتأمل تلك الأحجار التي والله كأنها تكلمني وتقول لي:

ويلك ماذا تقول لله غداً.. ماذا تقول لله عندما يسألك عن هذا الفتى الذي مات وانقطع عن الدنيا.. لِما لم تنصحه وتوجهه.. ألم تستطع أن تعطيه شريطا.. ألم تستطع أن تعطيه كتيبا أو مطويةً.. ألم تستطع أن تناصحه بينك وبينه..

لقد غرَبت شمس ذلك اليوم وما كنت أتصور أن على وجه الأرض أخيب مني لِما قد بدَر منّي.. يالله مات الشاب.. مات الفتى.. نعم.. لقد اختطفه ملك الموت دون سابق إنذار ودون تنبيه أو تذكار (بل تأتيهم بغتة )..

إن ذلك الفتى أرَّقتني صورته وهو يظهر أمامي لأسابيع متكررة وصورته تنظر إليَّ.. لماذا سكت لما مررت بجانبي.. لماذا لم تتوقف وتتكلم معي، هل تكاسلت عن قول الحق أم جبنت..

لقد شعرت بالذنب والخطيئة بسبب هذا الفتى.. ولكني أسأل الله أن يغفر لي ذنبي.. ولله عليّ أن أكفر عن خطيئتي بأن أعمل لله ليل نهار في دعوة كل من ضل عن الهدى.. لكن والله لو دعوت من على الأرض جميعاً.. واستجابوا لي.. واهتدوا على يدي بإذن ربهم، والله لن أنسى ذلك الفتى أبدا ما حييت، ولن أنسى تقصيري معه أبدا..




الساعة الآن 06:57 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by