هيَ هَمَسات المشاعر
هيَ هَمَسات مساكم ليلكٌ ونُور , والصّبح مثلهُ وسُرور . إممم ... لأنّ الحَرفَ " عَطَايَا الوَاهب " , أنفَاسُ الكَاتب , ودَواءُ المَشَاعرِ المُكتَظّة فينَا كَ سِرب . وحِينَ تَشتهي ورقةٌ بيضَاءَ " غَمَامَهُ " , تَنتَظرُ المَطرَ حَتى تَبتلّ فَ تُنبِتُ بِ أمرِ رَبّهَا . أُخْرَى ! بِ حَجمِ الحُروفِ الصّامتَة , السّاكنة , أو المُمدّدة على طُولِ رَصيفِ الحَيَاة لِ اغتفَاءةٍ عَلى أريكةِ البَوحْ , والحَرفُ يَشتهي أنْ يَقولَ / يَتكلّم ... يَأبَى إلا أنْ يَسْكُنَ سَطراً في حَارةِ الوَرقْ وَهُوَ يَتأملُ شَطيرةَ الصّمتِ حَتى تَنضُجَ " وَبسمِ الله " يبدَأْ مُقيمَاً حَتى الاحتراقِ , الطَيّ حَتَى النّسيَانْ , التّعثُرَ حَتَى الانْكِسَارْ . قَوْمِي : هِيَ دَعوة لِ أمْسياتِ الحَرْفِ النّابِضِ عَلى تُرابِ هَذا الوَطن ... عِندَمَا تُشبِهُ أروَاحَكمْ ... تَحمِلُ بعضَ مَلامِحكمْ ... وفاهُ الحقّ يَنْطِقْ , وذَلِك قبلَ أن نَفطِم صَغيرنَا الحَرْف . قَوْمِي : عَجينَةُ الحَرفِ - اللّينَة - قَبلَ أنْ نُشكّلهَا بوحاً نُقدّمُه , وَتَماثيلُ المَشَاعِرِ المُتَرْجَمة قَبلَ أن نُعيدَ ترميمهَا أو حَتى البنَاء . لنَجعل الدّم في عِرق حروفنَا صافٍ كمَا المَاءِ الزّلال . وإليكمُ بَعضِي , وكلّ خَطأٍ هُوَ منَ الشّيطَانِ ومِنّي . .،. قَوْمِي : مَنْ يَذُق حَلوى السُّحب , لا يُفَكرُ بِ أطبَاقِ الأرْض . بلْ إنّهُ حَتى يَبتاعُ قَصراً فوقَ الغَمامِ , في مَملكةِ الإرْتِقَاءِ , واسمُهُ ... رُوحٌ مُضيُهَا العَطاء امممم ... يَا تُرَى أيّهمُ أجمل ... مَنْ يَسكُنِ الغَمامَ يَنْظُرِ القَمَر ! , أمِ الذي يَرقبهُ حَالِماً مِنْ عَلى الثّرَى بينَ الصَّخر !! .،. قَوْمِي : ولمّا كَانَ الحَرفُ يُصيبُهُ الدرن ... كَانَ سَقفُ السّمَاءِ لَهُ شِفَاء وَصغِيرُنَا " يَبتَهِج " حينَ يَسْتحمُّ فَ يُصبِحُ أبيَضاً طَاهِراً ... بَعيداً عَنِ الرّذيلَةِ , سَامياً عَنِ الدّنو تُزيّنهُ وُرودُ الحقّ بِ رَائحةٍ شَهيّة ... حَتى إذَا اتكأَ يَتَكلّمُ كَان وَكَأنّهُ البَدر في السّمَا . .،. قَوْمِي : هُنَاكَ مَحابرُ الغَمَامِ ومَحابرُ الغُبَارْ ... فاخْتَر أيُّهمَا شِئْت , لكنِ اعلم : أنّ مَحابرَ الغُبَارِ تُثيرُ التّرابَ فَ تُعمي البَصر , وعلى إثرهَا يتوعكُ القلبُ فَ يفقد الأثر ! هَذَا وَمحبَرةُ الغَمامِ نَاصِعَة البيَاض , تُورِثُ المَطَر ... تُهدي النّقاءَ عقداً مِنْ دُرَر , فَ خُذهَا على بَركةِ الله , ثُمّ ابتَعْ ريشَةَ القَولِ اللّطيفِ مِنْ مَتجرِ الثّقة فَ ثَمّةَ بَوحٌ أنيقٌ يَنتَظرك . .،. قَوْمِي : جَميلٌ هُوَ إكْسِسوَارُ الحَرفْ ... حَريرُ الصّدق , َذَهبُ الحِكَمَة , فِضّةُ المَنطِق , ألمَاسُ الأمل , جَوْهَرُ العِلم , وأمّا أجْمَلُهَا فَ حَتماً دُرَّةُ الحَقّ وَلا تَنْسَى عَدَسَاتِ " الفَرح " ؛ وأنتَ تَنتقي بِ أناملَ مَاهِرَة مَا اسْتَطَعت . .،. قَوْمِي : القَلمُ عَبثاً لا يَكْتُب ! وَالحَرفُ المُقيمُ أوِ العَابرُ يَحتاجٌ طَريقاً وَاضِحَة , أتعرفُونَ الضّباب ... هُناكَ يَضيع , فَ نَاولوهُ خَريطَةَ الهَدف ورَسمهُ البيانيُّ وَاضِح وَزوّدْوهُ بِ الصّبرِ إذَا مَا اسْتَيأسَ للطّمُوح ... لِ أجلِ أنْ يَكبُرَ ونرَاهُ بِ عينِ الحُبِّ فَخراً . .،. قَوْمِي : قَلّمَا يَشبعُ الحَرف ... ومَا أطيبَ حَلوَى الأدبِ الحَلالِ غَيرِ المَكشُوفَة , فَ لا تَبخلُوا عَليهِ بِ غِذَاءِ العِلم ... ومَشروبِ الثّقة لئلا يُصيبَهُ الغَصص . أتْرِفُوهُ بِ فَاكِهَةِ العَطَاءِ ... وَتُوتِ السّخَاءِ فَ يَجُودُ كَريماً , حَاتميَّ البَوحِ قَائِل ولا تَغرّنكمُ البَضَائِعُ المُبجّلة بِ الحُروفِ الكَاسِدَة , ولافتَاتِ الـ " مَنقُول " , فَ مُدّةُ صَلاحيتهَا قَدِ انْتَهت ! .،. قَوْمِي : شَأنُ الحَرْفِ كَبير وإنْ يَكُنْ بِ ثلاثةِ حُروف الحَرفُ ... جُوريٌّ يَجْذِب . الحَرفُ ... شَوكٌ مُؤلِم . الحَرفُ ... سَيفٌ أو نَصْلٌ حَادّ . الحَرْفُ ... مَعْدَنٌ لَيّن . الحَرفُ ... لَهَبٌ مُشْتَعِل . الحَرفُ ... مَاءٌ رَقْرَاق . الحَرفُ ... سَهمٌ مَسمُوم . الحَرفُ ... عِطرٌ أخاذ . الحَرفُ ... بَحرٌ غَاضِب , وفي أحْشَائهِ المَتَاعِب . الحَرفُ ... بَحرٌ هَادِئ , وفي أحْشَائهِ الجَواهر . الحَرفُ ... زُجاجةُ سُمٍّ حَارِق . الحَرفُ ... جُرحٌ / وَخزٌ / سِكينٌ قَاتِل . الحَرفُ ... هَدَايَا / وَطنٌ / دواءٌ نَاجِع . الَحرفُ " نِعمةٌ " ... شُكرهَا وَاجِب . فانتقي الوَصفَ المُلائم ؛ للحَدَثِ المُناسِب . فَ ربّ حرفٍ أيقظَ همّة ... وأعلا أمّة .،. قَوْمِي : رُوحُ الحَرفِ تَموت ... تَمرَضُ , وتَشيخ , ... فَ اصنعوهُ بِ أعينِكُم , ودَاووهُ بِ الشّكرِ للوَاهبِ المُعْطي ... فإنّهُ يَزدادُ حنكةً وَوسَامةً بِ ثيابِ الامْتِنَانِ الصّادقَة , ويَفْرِدُ جَناحيهِ مُستعدّاً لِ التّحليقِ في سمَاءِ الإذْهَال . .،. قَوْمِي : رُبّ حَرفٍ أيقظَ قلباً ... رَفعَ روحاً ... أحطّ بشراً فَ التَمسِ السُّبلَ التي تَجعلهُ مَحبوباً , مُرَتّباً فيَ مَملَكتهِ : أنيقاً في قَولِهِ , حَنوناً في مُصافَحتهِ , صَادِقاً في كَلِمَتهِ , مُتعَاوناً مَعْ قَومهِ , ومُرحِبّاً بِ زَائرِهِ سوَاء أكَانَ ثقيلَ الحُضورِ أمْ خَفيفَ الوُجود ... ولا يَغيبُ عَنْ نَاظريكَ الأمل حينَ يُسَوِرُ مَملكتَه . .،. قَوْمِي : الحَيَاةُ أقْصَرُ مِنْ مُسلْسَلِ الضّيَاع ! إنّهَا مُجردُ رحلَةٍ سَ تُسافِرُ بَعدهَا , مُودّعاً الأهلَ والأحبَاب . فَ مَا رَأيك ... بِ هَديةِ ذِكْرَى تُبقي فيهَا لَك هُنَا أجملَ الأثر ! تَتْرُكهَا مُعطّرَةً بِ قلبك , وَحُروفاً كَانت دَوماً تُشبِهُ روحَك ؟! لِ تَبقَى حَيَاتُكَ في برْوَازِ الذّكرَى مُعلّقَة في غُرفِ الاشْتيَاقِ وَالحَنين مَا إنْ يَعتليهَا غُبارُ النّسيَانِ , حَتى تُنَظّفَ بِ مَاءِ الدَّعوَات . .،. وَالآنْ ... كَفّي أرْفَعُهَا السّمَاءَ وهُوَ يَعلمُ الهَمْسَ ومَا حكَى , ولا يَخفَى عَليهِ القلبَ ومَا حَوَى . والحَمدُ لله حَمْداً كَثيراً طَيّباً , فكُونُوا للأمّة مناراتٍ وتَستقم . وقبلَ أنْ أفْطِمَ صَغيري هَذا أُهْدِيكمُ آيَ الشّكرِ لِ المُتابَعَة , والتّواجُد . وهَا اليَوْمَ كَانت وِلادَتُهَا . نَديّة الغُرُوب . مما ررررررراق لي كثيرا.. بل ولامس شغاف القلب |
الحرف قيب ان يكتب
يجب ان يعلم لما يكتب وما هدفة تسلمى حبيبتى لطرحك الراقى |
نورتنى مرمر
ديما رائعة بحضورك |
مَنْ يَذُق حَلوى السُّحب , لا يُفَكرُ بِ أطبَاقِ الأرْض . عجبتنى جداً هذه العبارة لها معنى عميق فى نفسى نووور تسلمى على الطرح المميز دعواتى لك بالصحة والعافية |
الساعة الآن 04:49 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by