شبكة صدفة

شبكة صدفة (http://www.aadd2.net/vb/index.php)
-   القصص والروايات (http://www.aadd2.net/vb/forumdisplay.php?f=49)
-   -   كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم (http://www.aadd2.net/vb/showthread.php?t=41936)

ام معاذ 07-22-2009 06:27 AM

كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://dl3.glitter-graphics.net/pub/...y6rxb5vwfx.gif


كتاب 50 شمعه لاضاءة دروبكم

للدكتور عبد الكريم بكار
أستاذ, جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , الرياض - المملكة العربية السعودية
http://dl4.glitter-graphics.net/pub/...iqa99fx16n.jpg
http://www.rclub.ws/temp_img/831.jpg
http://slasel.com/vb/picture.php?alb...&pictureid=362
" مقــــــدمة "
الحمـــد لله رب العالمـــين , والصـــلاة والســـلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبـــه أجمعين وبعــــد :
فقد تعودنا نحن الكتـــاب أن نوجه الخطاب للكبار من الرجال والنســاء آملين أن نساعدهم على توجيه أبنائهم وبناتهم وإرشادهم إلى الطريق القويم , أما الكتابات الموجهه للفتيان والفتيات والشبان والشابات فهي محدودة للغاية , ولاسيما تلك التي تحتوي بعض الأفكار العميقة والمعقدة , ولعل ذلك يعود إلى إعتقادنا بإن الكبار هم الذين يشترون الكتب , وهم الذين يهتمون بالتربية والتوجيه . أما الفتيان والمراهقون وكثير من الشباب , فنظن أن مخاطبتهم غير ذات جدوى لإنشغالهم بأمور أخرى غير تلك التي تشغل آباءهم وأمهاتهم .
ومهما يكن نصيب هذا الإعتقاد من الصحة والصواب , فإني قررت متوكلاً على الله _ تعالى _ أن أوجه خطابي لمن يعنيهم الأمر مباشرة , وهي محاولة تنطوي على قدر من المخاطرة , لأن الكتابة للصغار والفتيان لايحسنها إلا الكبار من الكتاب , ومع هذا فإني أسعى إلى أن أستخدم أيسر أسلوب ممكن مع الإحتفاظ بعمق المعاني , وهذاتحدٍ ثانٍ قبلت بمواجهته ثقة بعوائد الله - تعالى - علي .

إن الناظر في هذه الرسالة , سيجد أن الشموع التي أشعلناها موزعه على مجالات عديدة , لكن يجمه بينها إستهداف الإرتقاء بشخيصات أبنائنا وبناتنا , وتقديم العون لهم على مسالك الرشاد , والتفوق في الدراسة والعمل وكل مجالات الحياة .
ومن المهم أن أشير أن الشموع التي أضأناها شموع تتصف بالعموم , حيث إنها مما يعني الشباب والشابات على حد سواء , وحين يكون هناك شيء خاص بالفتيات أوالفتيان , فإني سأوضحه , لكن هذا سيكون أشبه بالنادر .
شيء آخر أحب أن أوضحه هو أن الشريحة المستهدفة والموجه إليها الخطاب هم طلاب المرحلة الثانوية والمرحلة الجامعية , ولا يعني هذا أن غيرهم لن يستفيد مما قلته , حيث إني أعتقد أن النابهين من طلاب المرحلة المتوسطة يمكنهم إستيعاب الكثير مما ذكرناه , كما أن خريجي الجامعات سيجدون في بعضه ماهو جديد ومفيد .
وإني لاأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه , وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم الدين , كما أسأله أن ينفع به أبنائي الأعزاء وبناتي العزيزات , إنه سميع مجيب .

د. عبد الكـــريم بكار
الريـــاض في 21/ 4/ 1428هـ
http://i234.photobucket.com/albums/e...lowers/007.gif
يتبع

ام معاذ 07-22-2009 06:41 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعه الاولى
http://www.alhnuf.com/gallery/albums...n_portret3.jpg
"الدخول على قاعة مظلمة"
حين يولد الواحد منا,ويبدأ التعرف على من حوله,ثم يخرج إلى الشارع والمدرسة,فتتسع دوائر معرفته,وتزداد خبراته,وبالتالي فإنه يكون أشبه بمن دخل على قاعة كبيرة مظلمة ومملؤة بالأشياء المبعثرة والصناديق المقفلة والآلات المعقدة...إنه يجد نفسه خالي الذهن من أي معرفة سابقة حول كل مايراه,كما قال سبحانه:"والله اخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئا",إنه يشعر أن لديه ألوف الأسئلة التي لايملك لها أي جواب,ومن خلال العيش الطويل في تلك القاعة يتعرف على الأشياء البسيطة,ثم تمتد يده ليفتح بعض الصناديق,ويقلِّب بعض الآلات..ومن خلال الاحتكاك بالناس واستخدام الأشياء يكتشف الكثير مما حوله,لكنه يشعر بعد طول الإقامة والمعايشة أن هناك أشياء كثيرة لايعرف عنها شيء,هكذا نحن يا أبنائي وبناتي نحاول اكتشاف أنفسنا واكتشاف الناس من حولنا,كما نحاول فهم سنن الوجود وفهم واجباتنا والتحديات التي تواجهنا,ولكن سنخرج أيضا من هذه الدنيا ولدينا أمور كثيرة غامضة وأسئلة حائرة,كما قال عز وجلّ:"وما أوتيتم من العلم إلا قليلا".

مالذي يعنيه هذا بالنسبة لأبنائي وبناتي:
1-الأصل في الإنسان أن يكون جاهلا إلا إذا تعلّم.
2-علينا أن نتواضع,وحبذا أن يكون تواضعنا على قدر جهلنا.
3-نحن على قدر مانعرف ونتقن,وكلما زاد مانعرفه ومانتقنه ارتفعت منزلتنا وتحققت أهدافنا.
4-مادمنا لانعرف كل شي,ولم نحط بكل شيء,فإن علينا ألا نصدر أحكامنا على الأحداث حتى تنتهي.
5-هناك أمور كثيرة ستكون معرفتنا بها جزئية أو سطحية,ونحتاج إلى التعمق فيها أكثر,وهذا لا يكون إلا من خلال امتلاكنا لعقل مفتوح وروح متعطشة إلى المعرفة.
....

http://i234.photobucket.com/albums/e...lowers/088.gif
يتبع

ام معاذ 07-22-2009 06:48 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
http://www.shabab-on-line.com/images/icons/icon3.gif الشمعة الثانية..
http://cotycoty.jeeran.com/%D8%B4%D9%85%D8%B9%D9%87.jpg

"حاولوا أن تنجحوا في الإمتحان الأكبر"

نحن في هذه الحياة في معهد مهني من نوع غريب,حيث إن الواحد منا لايتعلم ويدرس ثم يدخل الاختبار,لكنه يدرس ويختبر في آن واحد.
وليس الغريب استمرار الاختبار طوال الحياة فحسب,لكن الغريب أيضا تنوع أساليب الاختبار,فهذا ممتحن بذكائه وهذا بغبائه,وهذا ممتحن بفقره وذاك بثرائه,
وذاك بصحته وذاك بمرضه,وهذا بشهرته وذاك بخموله..امتحانات عجيبة وفريدة,ونتائجها مصيرية بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى,فحين نرحل عن هذه الحياة
نكون قد أدينا الامتحان الأخير الحاسم,وهنيئا لمن أجاب على أسئلته بصورة صحيحة,والويل والهلاك لمن أجاب عليها بصورة خاطئة.
يقول الله عز وجل في توضيح هذه الحقيقة"الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور".
وقال سبحانه:"فمن زُحزِح عن النار وأُدخِل الجنة فقد فاز ومالحياة الدنيا إلا متاع الغرور".
المشكل الأكبر في هذا الموضوع هو أننا لانعرف متى ينتهي وقت الاختبار ويسحب المراقبون أوراق الإجابة,وكم أخطأ الناس ياأبنائي وبناتي في توقعاتهم لمدة الإختبار؟
وكم من الناس أطلقوا الصيحات والرجاءات من أجل تمديد مدة الامتحان نصف ساعة حتى يتوبوا ويرجعوا,فلم يُجابوا ولم يُلتفت إليهم:"فأخذهم بغتتة وهم لايشعرون"..
وقال سبحانه:"فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولايستقدمون".

ماذا يعني هذا بالنسبة إلى بناتي وأبنائي؟..
إنه يعني الآتي:
1-علينا أن نوسع دائرة إحساسنا بتصرفاتنا وأعمالنا لتكون دائما تحت المراقبة,ولنؤديها كما يحب الله تعالى.
2-إذا وقع الواحد منا في خطأ أو زلّة,فإن المطلوب منه المسارعة إلى التوبة,وإلى التصحيح قبل أن يَلقى الله تعالى وهو في حال سيئة.
3-يجب علينا أن نوطِّن أنفسنا على مجاهدة النفس وكبح الشهوة على نحو دائم.
4-من المهم أن نبتعد عن أولئك المستخفّين بالاختبار والغافلين عنه,حتى لا ننجرف معهم فنخسر خسارة عظمى يصعب تحديدها الآن.
.....

http://i234.photobucket.com/albums/e...lowers/088.gif
يتبع

ام معاذ 07-22-2009 06:52 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة الثالثه
http://sl.glitter-graphics.net/pub/1...y9r2tnfujj.gif


متساوون عند الولادة متفاوتون عند الموت ...

إنه لشيء لافت ذلك التباين الكبير بين ما نكون عليه عند الولادة , وبين ما نكون عليه عند الموت , المواليد كلهم أطفال من درجة واحدة , حيث يمكن ان نتوقع لكل واحد منهم أن يكون في المستقبل واحداً من العظماء و وان يكون متخلفاً ذهنياً أو مجرماً أو منحرفاً ... لكن هذه الإمكانيات تتلاشى مع الأيام ليصبح المجهول معلوماً , ولتتجه الأنظار والتوقعات العظيمة إلى أناس دون آخرين , رجال ونساء يغادرون هذه الحياة وهم أعلام ,تعلقت بهم القلوب , ونطقت بالثناء عليهم الألسن ... وما ذلك إلا لأنهم في حياتهم لم يكونوا أشخاصاً عاديين , وإنما كانوا دعاة أو فقهاء أو حكماء أو قادة , او باذلين للمعروف ساعين في الخير ...إن الذي غادر هذه الحياة هو أضعف شيء فيهم , وهو ( الجسد ) أما عقولهم وأروحهم وأمجادهم ومآثرهم والسنن الحسنة التي سنوها , والأيادي البيضاء التي أسدوها للناس , فإنها باقية في النفوس والقلوب ليعبر عنها أهل الوفاء بالثناء والدعاء قروناً بعد قرون , ولتتخذ منها الأجيل نبراساً للتأسي والاقتداء .

إن تسلْ أين قبور العظما فعلى الأفواه أو في الأنفس
وإن ما ينتظرهم من كرامة الله - تعالى - في الآخرة هو أعظم بكثير مما نالوه في هذه الدنيا الفانية , لكن ذلك يشكل عاجل البشري , ومقدم الجزاء , وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا أحب الله عبداً نادى جبريل : إن الله يحب فلاناً فأحبه , فيحبه حبريل , فينادي جبريل في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء , ثم يوضع له القبول في الارض ) .
هذه هي القلة القليلة من الصفوة المختارة من عباد الله , أما السواد الأعظم من الناس فإنهم - مهما عاشوا - يمرون على هذه الحياة مروراً سريعاً , وهم ما بين شخص يترك شيئاً يندم عليه , وشخص لا يترك أي شيء ! ولا تمر سنوات قليلة حتى ينساهم الصديق والقريب ..
ماالذي يعنيه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟
إنه يعني الآتي :
1- إن الذي يصنع الفرق بين الناس عند الموت ليس النسب ولا المال ولا القوة , لكنه الاستقامة والعلم والأثر النافع وحب الخير للناس والمساهمة في إصلاح الأوضاع والأحوال ...
2- في إمكان كل واحد منكم أن يسير في طريق العظماء من خلال الجهد اليومي الذي يبذله في المجال الصحيح وبالطريقة الصحيحة .
3- لا يحتقر الواحد منكم نفسه , ولا يرضَ بالقليل , فالكريم الجواد الغنس الحميد هو رب الأولين والآخرين , وقدر يمنح للمتأخر شيئاً حجبه عن المتقدم .
تذكروا دائماً ساعة الرحيل , وخططوا دائماً لأن يكون ما يقال عنكم فيها شيئاً عظيماً , ترجون ثوابه عند الله تعالى .

http://sl.glitter-graphics.net/pub/1...n6fdmotdls.gif

يتبع


ام معاذ 07-22-2009 06:59 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة الرابعة
http://www.abohassan.net/images/candeels.jpg

لا تحركوا صخرة في سفح جبل ...

أكثر ما يقلقكم معاشر الشبان والفتيات , هو تلك الغريزة الجنسية التي ركبها الله - تعالى - في النفس البشرية بغية استمرار النوع الإنساني . وأنا لا أريد الخوض الواسع في هذه المسألة , لكن أحب أن أحذر بقوة وبشدة من ارتكاب الأخطاء في التعامل مع هذه الطاقة الكامنة , والتي هي أشبه بــــ ( البنزين ) , حيث إنه يظل طاقة نافعة ما دمنا نستخدمه بالطريقة الصحيحة , فإذا قربناه من النار تحول إلى قوة مدمرة , قد تحرق حياً بأكمله !..
أحد الحكماء شبه الطاقة الجنسية بصخرة عظيمة في سفح جبل شاهق , فإنها قد تمكث قروناً على تلك الحال , فإذا جاء من يحركها , فإنها قد تتدحرج , وإذا تدحرجت , فلن تستطيع أي قوة بشرية إيقافها . إن الذي يحرك الشهوة لدى الفتيان والفتيات محصور في عدد من الأمور , من أهمها :
- التفكير في أمر الجنس واستخدام الخيال في ذلك , ولهذا فإن الفراغ والتمحور حول الذات من الأسباب القوية لتحريك الغريزة الجنسية .
- مشاهدة المناظر الفاضحة ونظر الرجال إلى النساء والنساء إلى الرجال , وكذلك الاختلاط بين الجنسين .
- حضور المجالس التي تثار فيها المسائل الجنسية .
-مصاحبة بعضالتافهين والمنحرفين والمنحرفات الذين ليس لديهم همة نحو أي شيء سامٍ أو مهم .
مالذي يعنيه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟
إنه يعني الآتي :
1- ليشتغل كل واحد منكم بشيء نافع ومفيد , وليحاول استهلاك طاقته فيه , وإن الرياضة مما يستهلك الطاقة الجسمية , وينفع في تخفيف الضغط الغريزي .
2- الزواج المبكر فضيلة عظمى لمن قدر عليه , وهو حصن حصين - بإذن الله - وإن على الشباب والشابات التخطيط له بجدية , كما أن على المجتمع أن يُيسر أسبابه .
3- تعزيز الجانب الروحي لدى كل واحد منكم , يعد شيئاً أساسياً في هذا الشأن , فقد أوصى صلى الله عليه وسلم الشباب بالصيام كما هو معروف , وإن المواجهة الرئيسية للتيار الشهواني الجارف يجب أن تتم بإنشاء تيار روحي قوي وشامل وملتزم بآداب الشريعة .
4- صحبة الصالحين والأخيار أهل القلوب النقية والهمم العالية .
5- الابتعاد عن المجالس والأماكن التي يُتَحدث فيها عن الجنس .
6- غض البصر والبعد عن الاختلاط بالجنس الآخر على قدر الوسع والطاقة .
7- ليفكر كل واحد منكم مئة مرة قبل أن يخطو خطوة خاطئة , تترك في حياته أسوأ الآثار , وفي نفسه أسوأ الذكريات .

http://dl8.glitter-graphics.net/pub/...jyw68in1wv.gifيتبع

ام معاذ 07-22-2009 07:01 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة الخامسة
http://3.bp.blogspot.com/_ei0Bioiq1R...8%B9%D8%A9.bmp

كن أنت نفسك ..

لو استطعتم معرفة مشاعر الناس حول أوضاعهم المعيشية والاجتماعية , لوجدتم أن أكثرهم يتطلعون إلى أن يكونوا في وضعية أفضل مما هم فيه , وهذا يعود إلى ما فطر الله - تعالى - عليه النفوس من حب الخير والاستزادة من النعيم .

هناك يا أبنائي وبناتي من هو ليس راضياً عن القرية التي ولد فيها , وكان يتمنى لو ولد في مدينة كبرى , وهناك من يتمنى لو كان أبوه ثرياً , فينشأ في أسرة مرفهة , وهناك أعداد كبيرة من البنات المتضايقات من أشكالهن وألوانهن , وهناك وهناك .. الرسالة التي أود ان يلتقطها أولادي هي أن الإمكانيات التي زودنا بها الخالق - حل وعلا - والظروف والاوضاع التي نشأنا فيها لا تتحكم في مستقبلنا على نحو كلي , فأنتم جمعياً تعرفون أن هناك آلاف الشباب والشابات الذين ولدوا في أحسن الظروف , وكان يتوقع لهم أن يكونوا اليوم من خيار الناس ومن أعظمهم نجاحاً وفلاحاً وسعادة , لكن شيئاً من ذلك لم يحدث , فهم مخفقون في دراستهم وأعمالهم وحياتهم الخاصة , ويحيون على هامش الحياة , ولا يتمنى أحد منا لأولاده أن يكونوا مثلهم ! وفي المقابل أيها الأعزاء والعزيزات هناك رجال عظام غيروا مجرى التاريخ , ونقشوا أسماءهم بأحرف من نور على صفحاته مع أنهم ولدوا في أُسر ٍ لا يعرف عنها عراقة في نسب , وليس لديهم وفرة في مال , ولا تسكن في أماكن مميزة .. التاريخ والواقع يقولان لنا هذا , وعلينا أن نستخلص العبرة منه .
ورحم الله ابن الوردي حين قال :
لا تقل : أصلي وفصلي أبداً
إنما أصل الفتى ما قد حصل
قد يسود المرء من غير أبٍ
وبحسن السبك قد يُنفى الدغل
وفي تاريخنا وتاريخ العالم رجال ونساء كُثر يفتخر آباؤهم وأمهاتهم بإنجابهم لهم .
وكم أبٍ علا بابنٍ ذرى شرف
كما علا برسول الله عدنانُ
ماذا يعني هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟
إنه يعنى الآتي :
1- احمد الله على ما وهبك وأعطاك , فهو كثير , وإن كان يبدو لك عند المقارنة مع ما لدى غيرك أنه قليل .
قليل منك يكفيني ولكن
قليلك لا يقال له قليل
2- تقبل نفسك وأوضاعك , واشعر بالاعتزاز بما لديك , واتخذ منه نقطة انطلاق إلى الأمام.
3- أبعد نفسك الصغيرة المكبلة بالأوهام وبهموم الحاضر , عن طريق نفسك الكبيرة القادمة من قلب العاصفة التي تثيرها الجدية والثقة والعمل والمثابرة والطموحات العالية .
4- انفخ على أصغر شرارة لديك لتتحول إلى نور عظيم يضيء طريقك وطريق أهلك وزملائك .
5- لا ترض أبداً أن تكون ظلاً لأحد , وحاول دائماً أن تكون قدوة ونموذجاً ينتفع بك غيرك .

http://dl5.glitter-graphics.net/pub/...sm6g0w6w6a.gif


يتبع

ام معاذ 07-22-2009 07:04 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة السادسة
http://yazan9.jeeran.com/%D8%B4%D9%8...%B9%D9%870.gif
أنتم في نهاية الأمر ما تعتقدونه ...
يأتي الواحد منا إلى الحياة وهو جاهل بكل شيء , ويبدأ برحلة الاكتشاف العظيم في سنة الأولى من عمره . الأهل والمعلمون والأقرباء والأصدقاء يساعدوننا على فهم الوجود من خلال العقائد والأفكار والآداب التي نتلقفها منهم . ونحن أيضاً من جهتنا نلتقط الكثير من الانطباعات من خلال تجاربنا الخاصة . المهم في هذا كله هو الرؤية التي تتشكل لدى كل واحد منا عن إمكاناته وأوضاعه وعن القيم والمبادى ء التي يؤمن بها , وعن المراتب والأهداف التي يسعى إليها . وقد زودنا الخالق - عزوجل - بقدرات هائلة , وأتاح لنا فرصاً كثيرة , لكن الملاحظ ان الشباب والشابات الذين يتفوقون في الاستقامة والدراسة والعمل على نحو باهر قليلون جداً , وهذا يعود إلى عدد من العوامل , أهمها المفاهيم والمعتقدات التي يسترشدون بها في مسيرتهم وحركتهم اليومية . هناك من أبنائي وبناتي من ينظرون إلى العالم بمنظار أسود , فلا يرون إلا الشرور والمفاسد , ويعتقدون أن ما هو أسوأ متوقع دائماً . ومنهم من نشأ في أسر يغلب عليها الجهل , وحظها من الاستقامة قليل , فلم ينالوا التربية الجيدة التي يستحقونها , ولا تلقوا الإرشاد والتحفيز والعون الذي يحتاجون إليه , فصاروا ينظرون إلى أنفسهم نظرة استخفاف واستصغار , وصار اهتمامهم بالفضائل ضعيفاً . ومنهم من نشأوا في أسُرٍ يغلب عليها الفقر وشظف العيش , فلم تنبت في قلوبهم الطموحات الكبيرة وحب الإنجاز العالي , فصاروا يرضون بالقليل من كل شيء , ويستكثرون على أنفسهم أي شيء وجل همهم الحصول على ما يسد الرمق .
ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلى بناتي وأبنائي ؟
إنه يعني الآتي :
1- ليراجع كل واحد منكم مكونات رؤيته للحياة , حيث إن من المؤكد أن بعضها غير صحيح .
2- غلبوا جانب التفاؤل والثقة بالله - تعالى - والاعتداد بالنفس على اليأس والإحباط واحتقار الذات .
3- الدنيا فيها الكثير من الأخيار والكثير من الأشرار , ومن يبحث عن الأخيار يجدهم .
4- هناك دائماً فرصة للتحسن ومجال للازدهار بشرط الا نصغي للمثبطين واليائسين والمخفقين .
5- كونوا أنصار الفضائل وحماة المبادى ء , حتى لحياتكم معنى وقيمة , وإذا فعلتم ذلك فأنتم مظفرون دائماً , فإن فاتتكم لذة الغلبة لم يفتكم شرف المعركة
.

http://sl.glitter-graphics.net/pub/1...cb07dakph4.gif

يتبع

ام معاذ 07-22-2009 07:07 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة السابعة
http://rana202.jeeran.com/%D8%B4%D9%...9%87%D8%A7.jpg

وليس الذكر كالأنثى ...

لا أريد هنا أن أتحدث عن الأمور التي تجعل من الرجل والمرأة كائنين مختلفين في الكثير من الأمور , إنما أود أن أشير إلى شيء مهم , هو أن الاختلاف في الطبيعة والتركيب , يترتب عليه اختلاف في الوظيفة , إن التركيب الجسمي والنفسي والشعوري للفتاة مختلف عن التركيب الجسمي للفتى , ولهذا فإنك يا ابنتي قد أعددت لتقومي بدور مختلف عن أخيك .
إن الفتاة تحمل وتلد , وتُعد المسؤول الأول عن تنشئة الأجيال , وما يثير اهتمامها , ويستولي عى مشاعرها ليس هو الذي يستولي على مشاعر الفتى , وإن في تعاليم ديننا وفيما اتفق عليه الناس من أعراف وتقاليد ما يجعل المطلوب من المرأة مغايراً لما هو مطلوب من الرجل على الصعيد الاجتماعي وعلى صعيد العمل والوظيفة . بعبارة أخرى تحتاج الفتاة إلى أن تكون طموحاتها في المستقبل طموحات امرأة وليست طموحات رجل , وهذا يعني أن على الفتاة أن يكون هدفها الأول هو الإسهام في بناء أسرة ملتزمة وسعيدة ومترابطة , وعليها أن تعد نفسها ثقافياً وتربوياً لهذه الجليلة . هذه واحدة . أما الثانية , فهي أن تكون دراستها في الجامعة ملائمة لما ذكرناه , وذلك بأن يكون النخصص الذي تدرسه مما تحتاجه بنات جنسها مثل التعليم والتطبيب , أو يكون العمل في مجاله بعد التخرج لائقاً بربة منزل , ومن هنا فليس من الملائم لفتاة أن تدرس الهندسة المدنية أو الميكاانيكية أو الكهربائية , كما أنه ليس من الملائم لها أن تدرس الطب البيطري أو الزراعة ... وعلى نحو عام فإن نصحيتي العامة لبناتي هي أن يسعين لدراسة علوم يمكن لهن الاستفادة منها ثقافياً وتربوياً ومادياً ولو لم تسمح لهن واجباتهن الأسرية بالالتحاق بوظيفة .
وأنا أقول لك يا ابنتي : احذري الطوحات التي تجعل فرصتك في الزواج ضئيلة حتى لا تندمي حيث لا ينفع الندم .
ما الذي يعينه هذا بالنسبة إلى بناتي ؟ إنه يعني الآتي :
1- لا تحاولي الدخول في منافسة مع الشباب , فأنت مخلوقة لدور غير دورهم , وعليك أن تأخذي الدرس والعبرة من الوضع المأساوي الذي صارت إليه المرأة في كثير من بلاد الغرب والشرق .
2- في حياتنا معطيات كثيرة , توجب عليك أن يكون اهتمامك بالزواج وببناء أسرة مسلمة وتربية أولادك التربية الصحيحة , هو الاهتمام الأول .
3- الأنوثة هي السلاح الأمضى الذي تحارب به المرأة , فلا تتخلي عن هذا السلاح بأوضاع وأعمال وتصرفات غير ملائمة لك .
4- ليس الألق الاجتماعي للتخصص أو الوظيفة هو المهم , لكن المهم هو ملاءمته لك ومدى إتقانك له أولها .

http://sl.glitter-graphics.net/pub/1...hczoj3wcga.gif

يتبع


ام معاذ 07-22-2009 07:09 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة الثامنة
http://www.shoppingtreat.com/images/...ose_candle.bmp
ابحثوا عن النجاح الحقيقي ....

هذه شمعة متوهجة أرجو ان تفتحوا عيونكم جيداً عليها , حيث إننا يا أبنائي وبناتي في زمان فتن الناس فيه بكل ما يشير إلى الفوز والنجاح والغلبة والمكاسب الكبيرة ...
لا شك في أن امة الإسلام في حاجة ماسة إلى أكبر عدد ممكن من المتفوقين والناجحين وأهل الطموحات العظيمة والمادي , وهذه الحاجة ملحة , لأننا ببساطة , لا نستطيع بناء أمة قوية من أشخاص ضعفاء , لكن من المهم أيها الأعزاء والعزيزات أن تتذكروا شيئاً مهماً , هو أن الإسلام يدقق في الأسلوب الموصل إلى الأهداف الكبيرة مثل تدقيقه في الأهداف نفسها , ولهذا فإن للنجاح الحقيقي الذي ينبغي علينا جمعياً أن نسعى إليه سمتين أساسيتين :
الأولى : أن يتم بطريقة مشروعة ونظامية .
الثانية : أن يقرب صاحبه من الله - تعالى - أي أن يحفز النجاح الدنيوي صاحبه على البذل في سبيل الله وخدمة الناس والمشاركة في بناء المرافق العامة والنهوض بالأوطان ...

إذا استطاع الواحد منكم أن يتحقق نجاحاً في مجال من المجالات , لكن ثمرات ذلك النجاح , اُستهلكت في المتعة الشخصية وفي التوسع في المباحات وزيادة الرفاهية , فإن ذلك النجاح في نظري لا يكون نجاحاً حقيقاً , وإنما هو نجاح مؤقت ومحدود , مادامت حياتنا محدودة وقدراتنا على الاستمتاع بها أيضاً محدودة ’ فإن كل النجاحات الدينوية , هي في النهاية محدودة وعابرة .
هناك يا أولادي نوع ثالث من النجاح , وتسميته نجاحاً هي تسمية مجازية , وذلك النوع هو النجاح الذي يتم عن طريق الكذب والاحتيال والرشوة والغصب وهضم حقوق الآخرين والخروج على النظم والقوانين السارية ... هذا النجاح عبارة عن نجاح وهمي , وهو وبال على صاحبه , وينبغي أن ننظر إلى الناجحين على هذا النحو نظرة إشفاق ورحمة , لأنهم مساكين , وما يظنونه نجاحاً هو عبارة عن نكبة حلت بهم .
ماذا يعني هذا بالنسبة إلى بناتي وأبنائي ؟
إنه يعني الآتي :
1- الحرص على أي قدر من النجاح والتفوق , لأن ذلك ضروري لراحتكم وسعادتكم وسعادة أهلكم وخير بلدكم .
2- لا تجعلوا الهم الأكبر الذي يسيطر عليكم هو الحصول على شهادة أو وظيفية أو امتلاك أشياء نفسية فحسب , ولكن فكروا في كيفية توظيف ما تحلصون عليه من ذلك في أمور تزيد رصيدكم من الحسنات .
3- اجعلوا مشروعية ما تريدون الحصول عليه هي الشرط الذي لا يقبل التفاوض والمساومة .
4- استعينوا بالله - تعالى - واطلبوا التوفيق والرعاية في كل ما تسعون إليه ,
وتذكروا قول القائل :
إذا لم يكن في عون من الله للفتى
فأول ما يقضي عليه اجتهاده .

http://dl.glitter-graphics.net/pub/5...nqb8pomz0b.gif

يتبع


ام معاذ 07-22-2009 07:12 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة التاسعة
http://mnasman.com/public/electric2.jpg
اعملوا أن تكونوا دائماً جزءاً من الحل ...
تعرفون أبنائي وبناتي أن هذه الدنيا هي دار الأزمات والمشكلات , إذ ليس هناك أسرة ولا مؤسسة ولا مدرسة , لا تعاني من بعض الصعوبات , وتلك الصعوبات , منها ما هو موجود بسبب طبيعة العيش والظروف التي نمر بها , ومنها ما هو بسبب ما لدى البشر من قصور واخطاء ورعونات ... ونحن جمعياً نعرف أن في كل مكان عدداً من الناس الطيبين الذين يحاولون إصلاح ما أفسده غيرهم , وحمل بعض الأعباء عن أهلهم ومجتمعهم وبلادهم , وهذه القلة القليلة هي ملح المجتمع وهي عطره ونوره , إنهم يعرفون مشكلات مجتمعهم وجماعتهم , ويعتقدون أنهم ليسوا جزءاً منها , ولذلك فإنهم يسعون إلى حلها , وهذه بعض الأمثلة التي تشرح ذلك :
- حي من الاحياء جل أهله معرضون عن صلاة الجماعة , وهذه مشكلة ليست بالصغيرة , فيقوم رواد المسجد بحضهم على الصلاة فيه , ويتابعونهم على ذلك إلى أن تتغير هذه الوضعية , فهؤلاء بعملهم المبارك هذا أصبحوا جزءاً من حل المشكلة .
- أسرة تعيش في ضنك من العيش بسبب بطالة عدد من أفرادها عن العمل , وهذه مشكلة اقتصادية , فإذا قام واحد منهم بالبحث عن عمل , فإنه يكون قد سار في طريق الحل , وصار جزءاً منه .
- فصل دراسي مستواه ضعيف بسبب الفوضى التي فيه , وبسبب ضعف الرغبة الطلاب في التعلم , قام بعض طلابه بمساعدة المعلم على ضبطه وتنظيمه , فأصبحوا بذلك جزءاً من الحل لمشكلة ذلك الفصل .
ما الذي يعينه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟
إنه يعني الآتي :
1- شرف عظيم للواحد منا أن يكون مظنة للإصلاح , وأن يكون وجوده في أي بيئة بشير خير .
2- لا يكون المرء جزءاً من الحل إلا إذا كان أرقى من المحيطين به , فليعمل كل واحد منا على ذلك .
3- لا تستسلموا لوسوسة الشيطان لكم بعدم الكفاءة وعدم القدرة على الإصلاح وظنوا بأنفسكم في هذا المجال خيراً , واستعينوا بالله .
4- تأكدوا دائماً أنكم جزء من الحل , ولستم جزءاً من المشكلة .
5- إذا لم تكونوا جزءاً من الحل , فأنتم في الغالب جزء من المشكلة .
6- سارعوا إلى حل المشكلات قبل أن تتفاقم وتخرج عن السيطرة .


http://dl4.glitter-graphics.net/pub/...vz5pis2afb.gif

يتبع



ام معاذ 07-22-2009 07:17 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة العاشرة
http://www.kuwaitup.com/album/1150-33.jpg
هل ترغبون في معرفة نفوسكم ؟....
سيقول لي بعض أبنائي وبناتي: ما هذا السؤال ؟ وهل هناك من لا يرغب في معرفة نفسه ؟ نهم نحن جمعياً نحب أن نكتشف , ونعرف كل ما يمكننا معرفته .
إذا صح هذا فهو جميل . لدي مقياس سهل الاستخدام , يمكن كل واحد منكم أن يعرف من خلاله وضعيته العامة , هذا المقياس هو , نوعية ما تلومك نفسك عليك , قد أقسم الله - تعالى - بالنفس اللوامة , فقال : (
لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ http://www.mosshaf.com/quran/1.gifوَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ http://www.mosshaf.com/quran/2.gif) المؤمن تعابته نفسه وتلومه , والفاجر عتاب نفسه له قليل , وهو ماضٍ في انحرافاته غير مكترث بشيء , وكلما ارتقى العبد في مدارج الفلاح والصلاح ارتقت نوعية لوم نفسه له , ونوعية عتبها عليه . هناك من لا تلومه نفسه , ولو مضى عليه شهر دون أن يركع لله - تعالى - ركعة ! وهناك من تلومه نفسه إن فاتته صلاة فريضة من الفرائض , ومن تلومه نفسه إذا فاتته تكبيرة الإحرام خلف الإمام .. هناك من لا تلومه نفسه على التفريط في القراءة , ولو مضى عليه سنة دون أن يفتح كتاباً ! وهناك من تلومه نفسه إذا لم يقرأ كل يوم أربع ساعات . وهناك من تلومه نفسه إذا تأخر عشر دقائق عن وقت التحاقه بعمله , ومن يغيب اليوم تلو اليوم دون عذر مقبول , ودون أن يلقى من نفسه أي لوم ..

وهكذا على مقدار حيوية ضمائرنا وعلى مقدار سمو منازلنا ومراتبنا تكون شدة تقريع نفوسنا لنا , وترتقي نوعية العتاب الذي يجلجل في أعماقنا .
ماالذي يعنيه هذا بالنسبة إلى بناتي وأبنائي ؟
إنه يعني الآتي :
1- أصغوا جيداً إلى الصوت النوراني المنبعث في أعماقكم والذي يؤنبكم على التقصير والتفريط .
2- اسألوا أنفسكم : هل نوعية العتاب الموجه إليكم في داخلكم آخذة في الارتقاء والتسامي , أو أنها آخذة في الانحطاط والتدهور ؟ واتخذوا من الجواب معياراً تتحاكمون إليه .
3- راجعوا تصرفاتكم ومواقفكم , وحاولوا تقويمها وبلورة آرائكم فيها .
4- دعموا قدراتكم على الإحساس بالذنب والتقصير , وحاولوا غسل السيئات بالحسنات .


http://dl8.glitter-graphics.net/pub/...jfqgz76cvn.gif
يتبع

ام معاذ 07-22-2009 07:21 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة الحادية عشر
http://www.alhayrh.com/galry/albums/...7%E1%CD%C8.jpg
احذري يا ابنتي !...

في الماضي كانت العزلة هي الحصن الذي يحتمي به كل الضعفاء وكل الخائفين من الذئاب البشرية الضارية . أما اليوم وبعد وجود مئات القنوات الفضائية المختلفة وبعد دخول الإنترنت إلى كل بيت , فقد صار الحديث عن العزلة شيئاً من الماضي . أنا أعرف أن الهاجس الذي يسكن قلوب معظم الفتيات هو الارتباط بشاب مستقيم يُقدر الحياة الزوجية , ويرعى أسرته , ويسعدها , وإن الفتاة في سبيل تحقيق ذلك قد تخاطر بالرد على معاكسة من شاب أو بالدخول إلى إحدى غرف ( الدردشة ) على الإنترنت , أو تتبادل بعض النظرات مع ابن الجيران ...

وأوكد أنها في كل ذلك لا تهدف إلا إلى العثور على من يمكن أن يكون شريك الحياة وأباً للأولاد في المستقبل .
والشباب بكل أطيافهم يعرفون هذه الحقيقة جيداً , فالصالحون الأخيار منهم يسلكون المسلك الشرعي المهذب إلى ذلك , ويتقدمون إلى أهل من يريدي الواحد منهم الارتباط بها .
أما الآخرون , وهو ليسوا قليلين فيضربون على الوتر الحساس بالنسبة إلى الفتاة , ويقدمون البرهان تلو البرهان على أنهم يريدون لأي علاقة أن تنتهي بالزواج , وما يجري قبله فترة للتعارف والتأكد من العثور على الشريك المناسب ...
وأكثرهم كاذب في ذلك , وإن كان صادقاً فأسلوب اتصاله بالفتاة يدل على انه شخص غير صالح . وأنت يا ابنتي انطلاقاً من طيبة قلبك وبراءة مطلبك وضعف خبرتك بواقع كثير من الشباب قد تجدين نفسك في ورطة كبرى لا تعرفين كيف تخرجين منها ! قد يلتقي الشاب بفتاة في مكان عام , ويلتقط لها صورة بطريقة خفية , وقد يسجل لها كلاماً , وبعد مدة يستخدم ذلك أداة لتخويفها وتهديدها , وتجد نفسها كالماشي في حقل ألغام , فهو محفوف بالمخاطر أينما اتجه . وبعض الفتيات تغمرها الغفلة , وفي لحظة ضعف يفترسها أحد الوحوش , وهو يعدها بالزواج , ثم تنقطع أخباره , وتجد نفسها جليسة الهموم والأحزان , وقد يحدث حمل , فتكون الجناية جنايتين : جناية على نفسها وجناية على ولدها الذي سيحيا من غيير اب ولا نسب !!.
ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلى ابنتي ؟
إنه يعني الآتي :
1- كوني على يقين بأن ما كتبه الله لك سوف تحصلين عليه مهما كنت ضعيفة أو بعيدة أو منعزلة .
2- إن الله - تعالى - هو الذي يرزق المرأة بالزوج الصالح , ويرزق الرجل بالمرأة الصالحة , فاطلبي ذلك منه بصدق , واعلمي أن ما عند الله - تعالى - إنما ينال بطاعته , وليس بمعصيته .
3- لا يرى الشاب في الفتاة التي تستجيب لرغباته المرأة التي تصلح أن تكون زوجة له وأماً لأولاده .
4- راقبي الله - تعالى - وأكثري من ذكره , واستعيني به واجعلي روحك تمرح في حبه والتعلق به , ففي هذا سعادة ومسرة , لا تشبهها مسرة أخرى , لا تبحثي عن أكبر لذة , ولكن عن أشرف لذة .

http://dl8.glitter-graphics.net/pub/...f7q2dxk9m0.gif
يتبع

ام معاذ 07-22-2009 07:25 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة الثانية عشر
http://www.ro7efdak.com/vb/picture.p...pictureid=1430
كونوا من الشاكرين ..
لا أجد تعبيراً عن عظمة النعم التي تغمر كل واحد منا أبين وأبلغ من قول الله تعالى -: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) . هذا الزمان يا بناتي وأبنائي هو زمان الشكوى من سوء الأحوال , وذلك بسبب تعاظم طموحات الناس وبسبب بعد الفجوة بين إمكاناتهم , وما يرغبون في الحصول عليه . لا تنساقوا مع التيار , وعودوا إلى الأصول , وتذكروا دائماً أنه مهما ساءت الأحوال , وتتابعت الكروب , فإننا سنجد شيئاً , يستوجب شكر الله - تعالى - : نعمة الإيمان ونعمة السمع والبصر ووجود الاهل والأقرباء والأصدقاء ونعمة أننا موجودون الآن , حيث نجد الفرصة للتوبة إن كنا مخطئين , والازدياد من الخير إن كنا صالحين . انظروا إلى الشكر على أنه شيء تتقربون به إلى الله - تعالى - بل إن توفيق الله - تعالى - للعبد للنطق بالشكر هو نعمة تستوجب شكراً آخر ز وانظروا إلى الشكر على أنه مصدر للسرور والرضا والطمأنينة والسعادة , وهذا ما يمكن أن يشير إليه قوله - سبحانه : (وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) . نحن نعرف أن كثيراً من الناس لا يملون من الشكوى , ولا يملون من الكلام على الآخرين , وتشعر أنهم غير راضين عن أي شيء !! وهذا يشكل مصدراً لآلام نفسية لا تنتهي , إنهم يشعرون بالضيق والأسى من غير وجود أسباب مقبولة .اتخذوا يا أبنائي وبناتي من الحمد والشكر والثناء على الله - تعالى - مصدراً لحماية النفس من التآكل الداخلي ومناسبة لإظهار النبل والعرفان بالجميل لمن أحسن إليكم .

إذا سئل الواحد منكم عن حاله وصحته ... فليقل : أنا غارق في نعم الله , وليقل : أنا في أفضل حال , وليقل : أسأل الله أن يديم فضله , ويزيدنا من نعمائه .
الشكر يا أولادي يكون بالقلب من خلال الشعور العميق بالامتنان لمن أنعم علينا , ولمن ساعدنا , ووقف إلى جانبنا . والشكر يكون باللسان من خلال الثناء والمديح والتعبير بالكلام اللطيف والجميل , وهنا أقول لبعض بناتي وأبنائي : تعودوا فتح أفواهكم بالثناء على من أسدى إليكم معروفاً , وليكن ذلك مصحوباً بالمشاعر الفياضة والصدق العميق . والشكر يكون باليد والبذل والسعي , وإن لكل نعمة شكراً يناسبها , ولا يليق بها غيره , وعلينا أن نتعلم ذلك . والحقيقة أن الشكر فن من الفنون الجميلة والرائعة , امتلاكه إذا شاء .
إن الخلق عيال , الله - تعالى - فلنجعل جزءاً من شكرنا له في النفع عياله ومنه - سبحانه - حسن الجزاء .

http://i131.photobucket.com/albums/p...erfly/n014.gif

يتبع

ام معاذ 07-22-2009 07:28 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة الثالثة عشر
http://gallery.johina.net/up/11097/1159521253.jpg
أمهاتكم ثم آباؤكم ...
يشكل التلاحم الأسري لدينا إحدى نقاط التفوق على العالم الغربي , فنحن المسلمون نفاخر ونعتز بالرابطة العظيمة التي تربط أفراد الأسر والعوائل لدينا , وبالتضامن والتكافل الذي نلمسه داخل معظم الأسر الإسلامية , وإن كانت ضغوطات الحياة ومتطلبات العمل باتت تدفع كثيراً من الناس نحو الانشغال بأنفسهم عن الاهتمام بآبائهم وأمهاتهم , وهؤلاء يخسرون شيئاً عظيماً , هو أكبر من كل المكاسب التي يحصلون عليها . تأملوا يا أبنائي وبناتي قول الله - تعالى - : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا http://www.mosshaf.com/quran/23.gifوَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ).
وتأملوا قوله صلى الله عليه وسلم : ( رغم أنف , ثم رغم أنف , ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما , فلم يدخل الجنة ) . وهذا كناية عن الذل , فكأن من فاتته فرصة دخول الجنة بسبب عدم بر والديه قد وضع وجهه على الأرض حتى التصق أنفه بالتراب . إن للوالد فضلاً عظيماً على أولاده , وهذا الفضل هو من الضخامة إلى درجة تعذر شكره والمكافأة عليه , إلا في حالة واحدة , بينها صلى الله عليه وسلم بقوله : ( لا يجزي ولد والداً إلا أن يجده مملوكاً - أي عبداً - فيشتريه فيعتقه ) .
وإن حق الأم أعظم من حق الأب , فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أبوك ) .
هناك شباب برره , يتسلم الواحد منهم مرتبه آخر الشهر , ثم يضعه بين يدي أبويه قائلاً : خذا منه ما شئتم , واتركا ما شئتم , وما تأخذانه أحب إلي مما تتركانه ّ وهناك شباب وشابات يكفون عن الحديث في أي مجلس فيه آباؤهم وأمهاتهم .
وهناك شباب يمرون على آبائهم وأمهاتهم كل صباح وهم ذاهبون إلى أعمالهم , وذلك للسؤال عنهم وبرهم ومؤانستهم وقضاء حوائجهم ... هؤلاء يتاجرون يا أبنائي وبناتي مع الله بهذا السلوك , وهم الرابحون الظافرون . وعندي في هذا السياق ملحوظة صغيرة , هي أن دعاء الوالدين لأولادهما منه ما هو قبيل العطف والشفقة , وهذا يصدر من الأبوين ول كان الأولاد غير بارين بهما . وهناك دعاء يخرج من الأعماق , لأنه يعبر عن الامتنان لبر الأولاد لهما وعن الرضا والإعجاب بصنيعهم , وهذا هو الجدير بالإجابة .
ما الذي يعينه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟
إنه يعني الآتي :
1- ابحثوا عن ألطف العبارات وأرق الكلمات لتخاطبوا بها آباءكم وأمهاتكم , وأبدعوا في ذلك , فمهما قلتم , فأنتم غير مسرفين .
2- اتخذوا من بر آبائكم وأمهاتكم سبيلاً للفوز برضوان الله تعالى .
3- ما دام آباؤكم وأمهاتكم لا يُؤثرون أحداً عليكم , فإنكم لن تبروهم حق البر إلا إذا آثرتموهم على الزوجة والولد .
4- أرونا تفننكم في إيجاد المفاجآت السارة لآبائكم وأمهاتكم .
5- لتكن استقامتكم أكبر هدية تقدمونها لأحب الناس وأعز الناس .


http://i234.photobucket.com/albums/e...lowers/005.gif
يتبع

ام معاذ 07-22-2009 07:31 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة الرابعة عشر
http://sabah.modawanati.com/uploads/...2007/11298.gif
أكفاء بامتياز ...
قد يتساءل أبنائي وبناتي : هل في إمكان كل واحد منا أن يمتلك كفاءة شخصية عالية , ويؤدي أداءً ممتازاً , ويكون في مقدمة الصفوف ؟ أو أن هذا مقصور على الأذكياء أو الذين درسوا في مدارس وجامعات ممتازة , أو الذين يملكون المال ...؟
في الجواب على هذا التساؤل أقول : نحن عبيد الله - تعالى - وكل شأننا بيده , وكل أمورنا تمضي وفق مشيئته , ومع هذا فنحن مأمورون بالأخذ بالأسباب , فهذه الدنيا دار أسباب ومسببات , ومقدمات ونتائج .
وإذا حاولنا قراءة أوضاع الناجحين والمخفقين من حولنا , فإننا نستطيع معرفة أسباب نجاحهم بنسبة تزيد على ( 90 % ) فالله - سبحانه - لا يضيع عمل العاملين واجتهاد المجتهدين . وكلي أمل يا أبنائي وبناتي أن تتحركوا على هذا الأساس .
الآن تصوروا معي أن كل واحد منكم يقف أمام لوحة ضخمة بيضاء وقد طلب منه أن يرسم عليها بفرشاته الخاصة , والتي سيغمسها في علب الألوان المختلفة , وتلك الألوان هي خياله وذوقه وعلمه وأخلاقه وخبراته وطموحاته وأحلامه ... من تلك الألوان سيُخرجِ لنا لوحة فنية تأسر العين وتبهر الناظرين ... تلك اللوحة هي حياته وإنجازاته , فكيف يعمل ؟ إن عليه أن يقوم بالعديد من المبادرات الشخصية , والتي منها :
1- انظروا إلى الكفاءة الشخصية على أنها نتيجة ( إدارة الذات ) على نحو جيد , وهي بالتالي ليست عبارة عن تفوق على أشخاص آخرين , وإنما تفوق شخص على ذاته , وهذا أعظم أنواع التفوق .
2- ليس المطلوب من الواحد منكم أن يحصل على درجات أكثر أو أن يجمع أموالاً أكثر , أو أن يحظى بوظيفة عُليا ... المطلوب دائماً أن يشعر في أعماقه أنه يقوم بعمل عظيم ونبيل ومبدع , وأن يشعر أنه يمضي قُدماً نحو الأمام .
3- ما أعظم أن ننظر إلى كل لحظة من عمرنا على أنها ( لمسة فرشاة ) ومع كل لمسة يولد جزء من اللوحة العظيمة , وهذا يعني أن صورة ما نريد الوصول إليه متألقة في عقولنا ومتوهجة في نفوسنا , ولهذا فنحن نسير نحوها بثقة وتفاؤل وعزم ...
4- بعد أن تعرفوا أهدافكم ابذلوا جهودكم من أجل اكتشاف الطريق الأفضل والأسرع والأسهل إلى بلوغ تلك الأهداف .
5- تعلموا يا بناتي وأبنائي كيف تحفظون ذواتكم من التشتت من خلال التركيز في مجال واحد وعمل واحد ومن خلال الاهتمام بشيء واحد .
6- احملوا في جيوبكم دائماً دفاتر صغيرة لكتابة الأفكار العظيمة التي تسمعونها وكتابة الملاحظات التي يمكن أن تستفيدوا منها في رسم لوحتكم المصيرية .
7- استعينوا على فهم مشاريعكم والوعي بذواتكم بجنود الفهم الستة : ( ماذا ) , ( لماذا ) , ( متى ) , ( كيف ) , ( من ) , ( أين ) . وحاولوا أن تكون إجاباتكم دقيقة قدر الإمكان .
8- استشيروا الحكماء وأصحاب الخبرة والتجربة , فرب كلمات من خبير وفرت على شاب عناء سنسن من التخبط وسلوك الطرق المسدودة .
9- كافئوا أنفسكم على كل إنجاز جيد من خلال التمتع بشيء تحبونه , وليكن ذلك دائماً في إطار المباح والمشروع .
10 - حاولوا اكتساب عادات جديدة جيدة , لتكون أشبه بالخيوط الذهبية التي ستنسحبون منها سلوككم .
11- ابحثوا دائماً عن التوازن والاعتدال , فهما أساس الحياة السعيدة والناجحة , وحاولوا إعطاء كل ذي حق حقه .
12- الاهتمام والعزيمة والصبر والمثابرة صفات وأخلاق لا يستغني عنها أي شخص يريد أن يحقق نجاحاً باهراً , فاجعلوها عدتكم في الرخاء والشدة .
13- توفيق الله - تعالى - ومعونته , هما أساس النجاح , ولا نحصل عليهما إلا بالإخلاص والاستقامة .


http://www.geocities.com/picsamour/gl38.gif

يتبع

ام معاذ 07-22-2009 07:34 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة الخامسة عشر
http://dmo3love.jeeran.com/nedal2000006.JPG
لا تساوم على مبادئك ...
إن الإيمان في قلوبنا والاستسلام لما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - يجعل كل واحد منا صاحب مبادئ وقيم عظيمة وسامية , وإن قيمتنا الحقيقية تنبع من التمسك بتلك المبادئ والقيم : أنتم تعرفون يا بناتي وأبنائي الدفق الثقافي الهائل الذي نتعرض له اليوم , وتعرفون أن كثيراً منه يفد إلينا من ثقافات ومن أمم لا تدين بما ندين به , كما أن العولمة التي تنشر أشرعتها في كل مكان من الأرض, تعمل على دفع الناس نحو البحث عن مصالحهم المادية بعيداً عما تقتضيه القيم والتعليمات الإسلامية السامية , وهذا كله يشكل تحدياً كبيراً لنا جميعاً . كلما كبرتم وتفتح وعليكم على الحياة وجدتم أنكم أكثر عرضة للمساومة من قبل أشخاص كثيرين , لا يرجون الله واليوم الآخر : مساومة على المبدأ وعلى الضمير والمروءة والكرامة , وينبغي أن تكونوا مستعدين للمقاومة .
ستجدون كثيرين من حولكم يخضعون للإغراء , ويخبطون في الحرام خبطاً , وليس هؤلاء بأكرم الناس ولا أسعد الناس , ولا ينبغي للمرء أن يتأثر بكثرتهم , فهم عند الله ضئيلون , لا وزن لهم ولا قيمة , ورحم الله القائل : ( لا تستوحش من طريق الحق لقلة السالكين فيه , ولا تغتر بطريق الباطل لكثرة الهالكين فيه ) .
لا تنسوا يابناتي وأبنائي أننا هنا في دار ابتلاء , وأننا لن نستطيع الحصول على كل شيء , ولهذا فإن الواحد منا لن يستطيع تحقيق مصالحه ونيل مشتهياته إلى الحد الأقصى مع التمسك التام بمبادئه وقيمه , ولا بد أن يجد نفسه في لحظةٍ ما مضطراً إلى التنازل عن شيء من هذه أو تلك , فكونوا ممن يناصرون المبدأ , وينحازون للحق , ولا تنسوا القاعة الذهبية : ( من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ) .
ماذا يعني هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟
إنه يعني الآتي :
1- أظهروا براعتكم الشخصية في تحقيق مصالحكم في إطار مبادئكم وأخلاقكم الإسلامية , فهذا هو التحدي الكبير .
2-عودوا أنفسكم التنازل عن بعض الأشياء المادية في سبيل البقاء على المنهج القويم .
3- المال ليس كل شيء في هذه الحياة , ويجب أن نثبت لجميع الناس أن في حياتنا أشياء عزيزة غير قابلة للمساومة أو البيع أو التنازل .
والله يثبتنا على الحق وإياكم .

http://pic.piczo.com/img/i153870697_50427.gif

يتبع



ام معاذ 07-22-2009 07:40 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة السادسة عشر
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups...702/313611.jpg
العمل مفتاح الحياة ...
الحياة صندوق مغلق , ونحن جمعياً في حاجة ماسة إلى معرفة ما فيه , وليس له سوى مفتاح واحد , وذلك المفتاح هو ( العمل ) .

في القرآن الكريم اقتران شبه مطرد بين الإيمان والعمل الصالح ؛ وذلك لأن الإيمان يمنحنا الرؤية , ويدلنا على الطريق ,والعمل هو الجواد الذب سنمتطيه لقطع ذلك الطريق , أنا أشعر يا بناتي وأبنائي أن الله - تعالى - زود بني الإنسان بإمكانات هائلة , وأتاح لهم فرصاً عظيمة , لكنهم لا يستفيدون منها على الوجه المطلوب , لماذا ذلك يا ترى ؟!
هناك عدد من الأسباب , من أهمها الكسل , وانحسار الطاقة الروحية المطلوبة للاستمرار في بذل الجهد , وقد أعجبني قول أحد الحكماء : ( ليس الإنسان ضئيلاً , لكنه كسول إلى حد بعيد ) لا يؤذيني منظر مثل ما يؤذيني منظر شاب يائسمحبط باطل عن العمل , يتسكع في الشوارع , ويطلب نفقته اليومية من أبيه الفقير المرهق !.
كافحوا أيها الأعزاء من أجل العثور على العمل الذي تحبونه , فإذا وجدتموه , فاهتموا به وأتقنوه , وانظروا إليه كما لو أنه امتحان صعب يتحداكم , وتذكروا دائماً أن الأعمال التي تنجزونها وفق معايير عالية تفتح لكم آفاقاً جديدة نحو فرص وأعمال أكبر لم تكن تخطر ببالكم , وهناك آلاف القصص والوقائع التي تؤكد هذا المعنى .
سوف تنجحون يا أبنائي وبناتي - بإذن الله - إذا حولتم الأعمال التي تقومون بها إلى مهنة تؤدونها باحتراف وإتقان , وعليكم بعد ذلك أن تنظروا إلى مهنتكم تلك على أنها مهمة يومية تستنفر كل قواكم الكامنة , وتشعرون وأنتم تؤدونها بأنكم تقومون بعمل عظيم .
العمل نعمة من الله , وليس مجموعة مشاق , وإن من العجيب حقاً أن العمل مهما كان صغيراً يمتلك نفس ميزات الكبير , وعلى سبيل المثال فإن العمل الصغير والعمل الكبير يحقق الآتي :
- يخلصنا من الفراغ .
- ينقلنا من مرحلة التخطيط والتمني والاشتهاء إلى مرحلة التنفيذ .
- يساعدنا على اكتشاف أنفسنا وقدراتنا ومواهبنا .
- يُحسن البيءة التي نعيش فيها ؛ لتكون الحياة فيها بعد ذلك أسهل .
ما الذي يعينه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟
1- عليكم أن ترتبوا أموركم على أساس أن الحياة هي العمل , وأن العمل الجيد هو حياة جيدة .
2- إذا لم يحصل أحدكم على العمل الملائم له , فلا يجلس فارغاً , ولعمل في أي شيء نافع إلى أن يحصل على العمل الذي يحب .
3- لا تنظروا إلى المهن على أنها شيء شائن , فالشائن حقاً هو الحاجة إلى الناس والرشوة واللصوصية , وأكل أموال الناس بالباطل .
4- في البلد فرص كثيرة جداً وهي تنو باستمرار , والمشكل هو عدم وجود مؤهلين لها , فـأهلوا أنفسكم على نحو جيد .

http://pic.piczo.com/img/i126431148_26831.gif

يتبع

ام معاذ 07-22-2009 07:44 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة السابعة عشر
http://blackdiamoond.jeeran.com/candle1.bmp
روح شبابية ...
ليس هناك تلازم ذو قيمة بين الروح والجسد , فقد يكون المرء في مقتبل العمر وروحه روح عجوز , وقد يكون المرء في شن الثمانين , وهو يتمتع بروح الشباب ! هل هذه مبالغة ؟! أن هنا في مقام الناصح والمرشد لأبنائي وبناتي , ولا ينبغي أن أتجاوز الحقيقة لأي سبب من الأسباب , وهذه الحقيقة .
وأظن أن أفضل شيء نفعله الآن ,
هو أن نذكر مقومات الروح الشبابية حتى يعرف كل واحد منكم ما مقدار ما يملكه منها :

1- تعني الروح الشبابية وجود ثقة كبيرة بكرم الله - تعالى - ولطفه ومعونته , والانتظار لمدده وعطاءاته غير المحدودة .
2- تعني الروح الشبابية المرونة والتكيف وتفتح العقل , والإصرار على منع شرايين الذهن من أن تقسو وتتصلب .
3- تعني الروح الشبابية الاحتفاظ بالمرح والتفاؤل والتجاوب مع الطرفة الذكية والضحك ملء القلب من النكات البارعة .
4- تعني الروح الشبابية النمو المستمر على مستوى الروح والعقل والأهداف والتطلعات , وتذكروا أيها الأعزاء والعزيزات أن المرء يشيخ حين تشيخ أحلامه , ويموت حين يموت آخر حلم له .
5- تعني الروح الشبابية التفكير بطرق جديدة وقراءة كتب جديدة وممارسة هوايات جديدة , كما تعني الحب المتدفق للاكتشاف وفهم الوجود .
6- تعني الروح الشبابية ألا نفكر أبداً - نحن معاشر الشيوخ - فيما يطرأ على وجوهنا من تغيرات , وأن نركز انتباهنا هلى ما يمكن أن نفعله .
7- تعني الروح الشبابية الانشغال الدائم وبذل الجهد المتواصل من أجل بناء مستقبل زاهر لنا ولأمتنا .
8- تعني الروح الشبابية التخطيط لأعمال ومشروعات , يرجى ثمرها بعد مدة ليست قصيرة , فالذين شاخت أرواحهم هم وحدهم الذين يخططون للمشروعات العاجلة .
9- تعني الروح الشبابية القدرة على الصفح والعفو عن أعظم الزلات , فالشباب هم أصحاب القلوب البيضاء والأرواح النقية .
10 - تعني الروح الشبابية المسارعة إلى عمل الخير , ونفع العباد , والإسهام في بناء الوطن .
11- تعني الروح الشبابية التأبي على البيئة اليائسة المحطمة , والانطلاق نحو الآفاق الرحبة .
ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلى بناتي وأبنائي ؟
إنه يعني شيئاً واحداً هو أن تجددوا لأرواحكم من خلال ما ذكرناه ! والله يتولانا وإياكم بلطفه ومعونته .


http://dl10.glitter-graphics.net/pub...v59m01jv6y.gif
يتبع

ام معاذ 07-22-2009 07:45 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة الثامنة عشر
http://farm1.static.flickr.com/103/2...7524d14816.jpg

اللمسة الشخصية ...
الناس متشابهون إلى حد بعيد في أمور كثيرة , ولذلك فإن كل واحد منا سيظل في حاجة إلى لمسة خاصة تتصل باللطف والشفافية , أو تتصل بالإتقان والجودة , أو تتصل بالعطاء والإحسان , أو بالتعبير وأسلوب الكلام ...
اللمسة الشخصية شيء يميز الإنسان عن مئات الناس العاديين الذين يختلط بهم , وليس المقصود بالتميز التميز المعبر عن التعالي , وإنما التميز المعبر عن الذوق الرفيع واللطف والكرم والأريحية وحسن الأداء , وهذا يجعل المرء قدوة تتعلم منه الأجيال الجديدة , وتزدهر به الحياة الراكدة ... هنا سيقول بعض بناتي وأبنائي : ما المقصود باللمسة الشخصية ؟ وهل في إمكان كل واحد منا أن تكون له لمسته الخاصة ؟!
الجواب : نعم وبكل تأكيد , وهذه بعض الأمثلة الموضحة :
- تعود أصحاب المحلات التجارية أن يغري كل واحد منهم المتسوقين بالشراء من محله , ويشتد الإغراء في أيام الكساد والركود . بعض أصحاب اللمسات الشخصية , كانوا يقولون لمن جاء في الصباح ليشتري منهم : أنا اليوم استفتحت - أي بعت شيئاً - لكن جاري لم يستفتح بعد , اذهب إليه واشترِ منه ! .
- كل الناس يقولون على مسجلات هواتفهم عبارات قربية من : ( أرجو أن تذكر اسمك ورقم هاتفك وحاجتك ) هناك شخص صاحب لمسة شخصية وراقية جداً سجل على جهازه عوضا عن ( حاجتك لي ) : ( وحاجتي إليك ) إكراماً للمتصل ! لله دره ! .
- في عالمنا العربي لا يلتزم معظم الناس بالوعود التي يقطعونها , فتجد الواحد منا يقول : أكون عندك الساعة الثامنة , وربما لا يأتي إلا بعد الساعة التاسعة , وقد لا يحضر أبداً , لكن هناك أشخاص قليلون يلتزمون بالمواعيد على نحو دقيق جداً إلى درجة إن في إمكان المرء أن يضبط ساعته على مواعيدهم , وصار من لا يملك ساعة يقول ( الساعة الآن هي السابعة : لأن فلاناً يخرج من بيته الساعة السابعة ! ) .
ما الدي يعنيه هذا الكلام بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟ إنه يعني الآتي :
1- اللمسة الشخصية تعني تميز صاحبها , وأمتنا في حاجة ماسة للمتميزين , فحاول أن تكون واحداً منهم .
2- اللمسات الشخصية أكثر من أن تحصى , وحين يتوفر الصدق والاهتمام , فإن كل واحد منا قادر - بإذن الله تعالى - على أن تكون له لمسته الخاصة .
3- ترتقي الأمة من خلال وجود عدد كبير من أصحاب اللمسات الشخصية , فكونوا عامل ارتقاء بأمتكم .
4- بناتي ربما يكن أقدر على إبداع اللمسات الشخصية , ونحن نأمل أن يكن عند حسن الظن .

http://pic.piczo.com/img/i153868692_4351.gif

يتبع

ام معاذ 07-22-2009 07:50 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة التاسعة العشر
http://farm3.static.flickr.com/2261/...63573b281b.jpg
مزيداً من الوعي ...
تكمن نقطة البداية في النهوض بالذات والارتقاء بها في التعرف على نقاط قوتها وضعفها وإيجابياتها وسلبياتها وإنجازاتها وأخفاقاتها ...
وأنا أعتقد يا أبنائي وبناتي أن وعي جيلكم بنفسه أفضل من وعي جيلنا والجيل الذي قبله ؛ وذلك بسبب انتشار التعليم وبسبب ثورة البث الفضائي المتصاعدة , لكن لا بد من القول : إن معرفة الذات على نحو عميق هي من قبيل السهل الممتنع . ولهذا شرح طويل لا أريد أن أشغلكم به الآن , ويكفي أن أقول : لو أن الواحد منا رغب في أن يعدد خمساً من نقاط القوة في شخصيته وخمساً من نقاط الضعف , فإنه سيجد أن ما سيقوله في هذا غير واضح وغير قطعي , ويحتمل الجدل والأخذ والرد .
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : إذا كان اكتشاف الذات على هذه الصورة من التعقيد , فما الذي يساعدنا على ذلك ؟
أقول في هذا الجواب على هذا التساؤل : إن لدينا عدداً من الأمور الجدية , منها :
1- أسأل صديقاً فطناً وناصحاً , واسألي صديقة ذكية ومخلصة عن الأشياء الجيدة في شخصيتك والأشياء التي هي موضع ملاحظة ومؤاخذة , وليلح كل واحد منكما على الصراحة والصدق , وقوما بتسجيل تلك الملاحظات والتأمل فيها مع الأخذ بعين الاعتبار بأن ما يقوله الأصدقاء فينا هو رأي اجتهادي , قد يكون صحيحاً , وقد لا يكون , لكن يستأنس به .
2- حاولوا يا أولادي أن تحولوا مشاعركم وانطباعاتكم وأفكاركم إلى شيء يمكن أن يناقش , وذلك من خلال صياغتها في جمل وعبارات واضحة , وذلك مثل القول : أنا لدي قوة ظاهرة في التخيل , ولدي قدرة كبيرة على لفت انتباه الآخرين , ولا أفرط بأي فريضة من الفرائض , كذلك لدي صراحة مهذبة وذكية ...
ومثل ذلك القول في نقاط الضعف : لدي مشكلة في الإنجاز , حيث إنني أميل إلى التسويف , كما أن علاقتي مع أمي ليست حميمة بالقدر الكافي , وألاحظ بقوة أن الزملاء لا يحبون أن أشاركهم في اللعب ..
هذا البيان الشخصي هو بيان أولي , ويحتاج إلى تطوير مستمر .
3- تأمل في سلوكك اليومي : هل تقصر في أداء فريضة ؟ هل تقع في كبيرة ؟ إذا وجدت شيئاً من ذلك فتوقف فوراً , وأعلن التوبة , واصرخ في وجه نفسك صرخة قوية مزلزلة ... وإذا وجدت أن الأمر دون ذلك , ولا يعدو حد الهفوات فاحمد الله , وافعل شيئاً من أجل التقدم والصلاح ...
4- المقارنة وسيلة جيدة لزيادة الوعي الذاتي , ولهذا فليحاول كل واحد منكم أن ينظر إلى الأصدقاء والزملاء . ولتحاول كل واحدة منكن أن تنظر إلى الصديقات والزميلات الذين يعيشون في ظروف مثل ظروفكم , ولديهم معطيات مثل معطياتكم ...
أن ينظر ما لديهم من إنجازات , وما هم عليه من خير وإصلاح , وما هم فيه من أوضاع وأحوال , ويقارن هذه بتلك ليعرف موقعه بين نظرائه : هل هو أفضل أو أقل ؟
ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟
إنه يعني الآتي :
1- لا يمنع احدكم الغرور والعجب من أن يتعامل مع ذاته على أنها شيء غامض , يحتاج فعلاً إلى اكتشاف .
2- تعرفوا على أنفسكم من أجل الارتقاء بها , وليس من أجل جلدها وإلحاق كل النقائص بها .
3- الإنسان في الرؤية الإسلامية هو مركز الكون , ولهذا فإن فهم الناس لأنفسهم هو المقدمة الحقيقية لفهم الكون .


http://pic.piczo.com/img/i116156951_93248.gif
يتبع


ام معاذ 07-22-2009 07:53 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 




سأنقل لكم باقى الشموع فى القريب باذن الله

اتمنى ما تم نقله ينال اعجابكم


نور 07-22-2009 06:59 PM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
السلام عليكم
يعرب
طرح قمة بالفائدة لكل انسان
ليسيير على درب من المعرفة والتفهم
شمعات تضئ ليل الحيران
ودعوة لنكن انفسنا بلا زيف او بهتان
وان نصنع من المر عسل حلو المذاق
فطريق النجاح يبدء بخطوة
يستحق كل التقدير والاحترام
اعلى درجات التقيييم
ينقل لمنتدى التطوير الذاتى
لفائدته الكبيرة لتصحيح الافكار والمفاهيم
ودفع عملية البناء والتطوير السليم
دمت مميزة بكل اطروحاتك القيمة
http://dl10.glitter-graphics.net/pub...v59m01jv6y.gif

أحمد اسماعيل 07-22-2009 10:42 PM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 


ام معاذ




حفظك الله على طرحك الرائع

كتاب ومعلومات وطرح قيم

يسر الله امورك وأسعدك

دعواتى لكى بالصحة والعافية

ام معاذ 07-24-2009 07:50 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة العشرون
http://www.shams.co.il/photos/news_d...78765shams.jpg
احترام الآخرين ...
لا يخفى على أحد ما تحقق للناس من تمدن وتحضر واستقرار وتعليم ورفاهية , مما يستوجب الحمد لله والثناء عليه , لكن من المهم ألا ننسى أن لدينا شواهد كثيرة على أن ( التوحش ) وما يصحبه من ظلم وبغي وجفاء , أشبه بالفيروس الكامن كي نحمي مجتمعاتنا من الانحطاط والعدوان . إن الله - تعالى - وجهنا إلى شيء عظيم , يرسخ فضيلة الاحترام حيث قال : ( وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً ) .
أي كلموهم بالكلام الطيب , وألينوا لهم جانباً , ولاطفوهم , وناصحهم بما يصلح شأنهم . كلما درج الناس في سلم الحضارة يا بناتي وأبنائي توقعوا من بعضهم احتراماً أكبر ولطفاً أعظم , ولهذا فإن علينا جميعاً أن نكون دقيقين في تعبيراتناوتصرفاتنا حتى لا يؤذي بعضنا بعضاً من غير قصد . القاعدة الذهبية في هذا هي أن نخاطب الناس بالأسلوب الذي نحب أن يخاطبونا به , ولو أننا عملنا بهذه القاعدة لتخلصنا من كثير من مشكلاتنا الاجتماعية , وما أجمل قوله صلى الله عليه وسلم : ( يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ) الناس بفطرتهم يحتاجون حاجة ماسة إلى من يعترف بهم , ويقدرهم , ويثني عليهم , يحفزهم ويهتم بهم , وقد قال أحدهم : ( من الأساطير المتداولة : مكتوب على جبين كل إنسان : أرجوك أعرني اهتمامك , ولا تمر بي غير آبه ) .

إلقاء السلام على من نلقاه في طريقنا , والتبسم في وجهه , وسؤاله عن حاله , والاعتذار إليه عند الخطأ والمسارعة إلى مساعدته في ساعة ضيق أو كرب , والثناء على أعماله الحسنة ... كل ذلك من الأمور التي تعبر عن الاحترام والاهتمام .
احذروا يا بناتي وأبنائي من التكبر على الآخرين وإهمالهم والاستخفاف بهم , وقد أحسن من قال : إن المتكبر مثل الصاعد في الجبل , يرى الناس صغاراً , ويرونه صغيراً ! كأني بالمتكبر ينشر معادلة الاحتقار المتبادل , على حين أن تعاليم ديننا توجهنا إلى أن ندعم قاعدة الاحترام المتبادل وقاعدة الاهتمام المشترك . نحن جمعياً في حاجة إلى أن ننمي في نفوسنا مشاعر ( الاستحياء من الذات ) ؛ لأننا حينئذ سنقوم باحترام الناس وتقديرهم ؛ وعلى رأسهم الأبوان والمعلمون وكبار السن , ومن لهم أيادٍ بيضاء في خدمة الناس والإحسان إليهم , وفي خدمة البلاد ورفعة شأنها , وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا , ويعرف لعالمنا قدره ) . وقال : ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم , وحامل القرآن غير الغالي فيه , ولا الجافي عنه , وإكرام ذي السلطان القسط ).
ماذا يعني هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟
إنها يعني الآتي :
1- من أراد منكم أن يكون محترماً جداً , فليعامل الناس على أساس قيم واحدة ؛ لأن الشخص المهذب اللطيف الكريم , لا يستطيع أن يتلون في سلوكه , ولا أن يلقى الناس بوجوه متعددة , إنه يكرم الجميع , ويصبر على الجميع , ويحاول فهم الجميع , ويعمل على مساعدة الجميع , ولهذا فإنه محترم ومقدر من قبل الجميع .
2- احترام الناس يعني فيما يعنيه احترام اجتهاداتهم واختياراتهم وأذواقهم ما دام ذلك في إطار المباح والمشروع .
3- حاولوا دائماً اختيار الكلمات والجمل المعبرة عن أصالتكم وترفعكم عن الدنايا واهجروا الألفاظ السوقية التي يستخدمها الأشخاص غير المحترمين .
4- اعملوا دائماً على ألا تكونوا مصدر إزعاج لأحد , وألا تفاجئوا أحداً بمكروه , وتعلموا التأنق في التصرف , وطالعوا شيئاً من الكتب المؤلفة في ذلك .

http://img157.imageshack.us/img157/5307/hcbsblvg1.jpg

يتبع

ام معاذ 07-24-2009 07:53 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة ( 21 )
http://www.shams.co.il/photos/news_d...78722shams.jpg

لكل شيء طاقة على التحمل ...


جاء جميع الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - بفكرة جوهرية هي ( المحدودية ) : محدودية الحياة والإنسان والأشياء .
والحقيقة يا بنتي وأبنائي أن لدينا الكثير من التطبيقات لهذه الفكرة المهمة , وإن تجاهلها يجر على المرء الكثير من المشكلات . إذا كان لكل شيء طاقة على التحمل , فهذا يعني أننا إذا حملناه فوق طاقته فإننا نخسره , أو يخذلنا , أو ينقلب علينا . وهذه الشمعة يا أعزائي وعزيزاتي مخصصة ؛ لإضاءة بعض المفاهيم المهمة في هذا الشأن وذلك من خلال استعراض بعض الأمثلة :
1- إن الحديد الذي نجعله في الأعمدة من أجل حمل أسقف المباني , له طاقة على التحمل , فإذا حملناه أكثر من طاقته ماذا يحدث له ؟ إنه ينحني , وإذا انحنى صار وجوده مثل عدمه , وسقط السقف , وهذا مثال مادي محسوس وسهل الفهم .
2- الوازع الداخلي - الضمير - الذي في صدروكم والتربية الممتازة التي تلقيتموها في أسركم والمبادئ العظيمة التي تؤمنون بها ... كل ذلك له طاقة على التحمل , فلا تحملوه فوق طاقته من خلال العيش في بيءة مملوءة بالمعاصي والمنكرات , ولا تحملوه فوق طاقته من خلال مصاحبة رفاق السوء الذين يتعاونون مع شياطينكم على إغوائكم وتدميركم . وإن كثيراً من الشباب والشابات الذين انحرفوا , إنما حدث لهم ذلك ؛ بسبب مواجهة تحديات أخلاقية غير عادية , وينبغي على العاقل أن يتعظ بغيره .
3- كثير من الشباب والفتيات لديهم ذكاء ونبوغ جيد , لكنهم لم يحققوا أي تفوق أو نجاح لافت , وذلك كثيراً ما يكون بسبب تعويلهم المبالغ فيه على مواهبهم الفطرية , أي أنهم حملوا ذكاءهم فوق طاقته في رحلة الحصول على التفوق . وقد دلت وقائع كثيرة , تفوق الحصر على أن الذكاء ليس أكثر من عنصر واحد من العناصر التي يتطلبها النجاح , فهناك العلم والتدريب والجدية والمثابرة ووضوح الأهداف والإرادة الصلبة ...
4- بعض الفتيات يتمتعن بجمال متفوق وبارع , وقد تزوجن , وبعد مدة وجيزة بدأت الخلافات مع الزوج , ثم وقع الطلاق ...
لماذا حدث ذلك ؟ هناك طبعاً أسباب عديدة , منها اعتماد الفتيات على جمالهن وتحميله ما لا يتحمل حيث تظن الواحدة منهن أن جمالها يوجب على الزوج أن يتحمل كل الأخطاء , ويستجيب لكل الطلبات , وما درت أن الجمال يصبح شيئاً مألوفاً للزوج بعد مدة , وأن الذي يستمر هو جمال الروح وجمال الخلق .
ماذا يعني هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟
إنه يعني الآتي :
1- لاحظوا دائماً أن لكل شيئ حداً يجب التوقف عنده , وكما يقولون : إن الشيء إذا تجاوز حده انقلب إلى ضده .
2- التوازن هو أجمل شيء في الحياة , وأهم شسء وهو يعني الاعتماد على عناصر متعددة في تسيير أمور حياتنا وقضاء حاجاتنا , فابحثوا عنه باستمرار .
3- احموا أنفسكم من مبالغات الشباب واندفاعاتهم , والتي تدفع دائماً في اتجاه التطرف والابتعاد عن الوسطية .


http://img157.imageshack.us/img157/3896/legy1wx9.jpg

يتبع

ام معاذ 07-27-2009 01:32 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة ( 22 )

http://www.shamsqatar.com/gallery/da...ow-mo2-5-1.jpg
العطاء الحقيقي ...
حين نكون في مقتبل العمر في مرحلة ما قبل النضج يغمرنا اعتقاد بأن السعادة تكون في الصحة والجمال والمال وكل الأشياء التي يمكن أن نستحوذ عليها , وحين ننضج وتظهر لنا الأمور على حقيقتها نكتشف على سبيل التدرج أن السعادة في العطاء وفي جعل الناس حولنا سعداء .

في مرحلة ما قبل النضج نظن أن العطاء العظيم يكون في إطعام الطعام وتقديم المال لمن يحتاج إليه , وحين نكبر , وننضج , يتبين لنا أن العطاء الحقيقي ليس عطاء المال , وإنما أشياء أخرى أهم من المال أتعرفون ما هي يا بناتي وأبنائي ؟ إنها أشياء تتصل بالروح والعقل والخبرة والوقت :
- نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين ندعو بإلحاح لأخٍ في ظهر الغيب .
- نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين نعفو عمن أساء إلينا , وتصبح قلوبنا صافية ونقية نحوه .
-نحن نعطي عطاءًحقيقياً حين نقبل عذر من يعتذر إلينا , ونقيل عثرته .
-نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين نقدم فكرة عظيمة , تغير حياة إنسان نحو الأحسن والأفضل .
-نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين نحفز على الخير والنجاح , ونقدم التشجيع الصادق .
-نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين نكون مواطنين صالحين , نسهم في حمل أعباء الوطن .
-نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين يشعر من يحتك بنا أن الحياة تكون رائعة حين يكون في جوارنا .
- نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين نتنازل عن شيء من وقتنا لتقديم خدمة أخوية .
- نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين نقدم الاحترام لمن لا يستحقه ؛ وذلك لأن طبيعتنا تأبى غير ذلك .
يقول أحد الفلاسفة : ( هبة الأشياء ليست ثمينة كهبة الأفكار , بل إن الخواتم والجواهر وكل الأشياء النفسية التي نقدمها لمن نحب ليست هبات حقيقية , ولكنها اعتذار عن الهدايا الحقيقية , الهبة الوحيدة الحقيقية هي بضعة من النفس ) .
تأملوا يا بناتي وأبنائي قول الله - تعالى - : ( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) , وقوله صلى الله عليه وسلم : ( دعوة المرء لأخيه بظهر الغيب مستجابة , عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه قال الملك الموكل به : آمين ولك بمثل ) .
إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يكونوا يملكون المال - باستثناء حالات قليلة - ولم تكن الأشياء هي أعظم ما قدموه لأممهم , لكنهم قدموا الرؤية والمنهج والأفكار والأهداف والغايات الكبرى , وعلى هديهم سار كل المصلحين الربانيين على امتداد تاريخ أمة الإسلام .
ماذا يعني هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟
إنه يعني الآتي :

1- اعملوا كل ما في وسعكم لإسعاد من حولكم , فذلك قمة العطاء .
2- حين نقدم لمسلم خدمة بإخلاص , فإننا في الحقيقة نقدمها لأنفسنا ؛ لأننا بذلك نتأهل لاستقبال فيوضات الرحمن الرحيم .
3- لا تخافوا من نجاح زملائكم , فهو نجاح للأمة , وأنتم جزء منها .
4- التبسم وحسن الاستقبال والتعاطف والاهتمام والمودة من أكثر ما يحتاج إليه الناس , وهو أكثر ما ينبغي أن نجود به .
http://farm1.static.flickr.com/5/7354308_bd9c27b1c6.jpg

يتبع





ام معاذ 07-27-2009 01:37 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة ( 23 )
http://vb.ihsac.com/imgcache/3110.imgcache.gif

لا تستسلموا للإخفاق ...

نحن في هذا الكون نمضي في إطار سنن ربانية ثابتة , وإذا كان علينا أن نتعرف عليها , فإن ذلك ليس من أجل التحايل عليها , وإنما من أجل

التكيف معها والعمل في ظلالها , ومن تلك السنن أننا لا نستطيع أن نضمن نتائج محاولاتنا واجتهاداتنا على نحو دائم , وكلما كان ما نسعى إلى

الحصول عليه كبيراً كانت حساباتنا أقل دقة , وكان حجم المخاطرة أكبر .

شيء جيد يا بناتي وأبنائي أن تفهموا هذه الحقيقية وأن تتعاملوا معها كما هي .

وأنا ألمس في بعض تعاليم الإسلام ما يدعونا إلى أن تكون مطالبنا كبيرة , وألا نرضى بالقليل , وأن يكون لدينا نوع من المخاطر المحسوبة ؛ لأن

الذين لا يخاطرون قد لا يربحون , وإذا ربحوا , فإن، أرباحهم تكون قليلة , ونلمح هذا في إحلال الله - تعالى – للتجارة وتحريمه للربا ,

فالتجارة تشتمل على نوع من المخاطرة , لكن أفق الربح فيها واسع وغير محدود . أما الربا فإنه يخلو في العادة من المخاطرة , لكن هامش الربح دائماً

محدود وقليل نسبياً . إذا كان الإخفاق وعدم الحصول على المراد وحدوث الكبوة بعد الكبوة شيئاً متوقعاً , فكيف ينبغي أن يتعامل أبناؤنا وبناتنا مع

ذلك ؟

لعلي ألخص الجواب في المفردات التالية :

1- نظروا إلى الإخفاق على أنه شيء طبيعي في الحياة , ولهذا فإن من المهم أن تكافحوا في حياتكم وفق القاعدة التالية : لا مكاسب كبيرة , ولا

نجاحات عظيمة إلا عبر الكثير من المحاولات ؛ وتذكروا أيها الأعزاء والعزيزات أنكم حين تخفقون تكونون في مسعى إلى تحقيق شيء قيم , والذين لا

يذوقون طعم الإخفاق هم الكسالى

لا قاعدون والمحرومون من الطموحات الكبيرة .
2- ع لينا أن نعود أنفسنا الرضا بالقضاء والقدر , فحكم الله – تعالى – نافذ , ولا معقب عليه , ونحن البشر قصيروا النظر محدودو

الرؤية , فقدنتعلق بالشيء , وننظر إليه على أنه مصيري , ثم يتبين لنا أنه يشكل خطورة كبيرة ,

, يتبين أنه شيء تافه , وتذكروا يا بناتي وأبنائي قول الله – عز وجل- : ( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن
تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )

علينا أن نأخذ بالأسباب , ونفعل أفضل ما يمكن فعله , ثم نتقبل نتائجه بروح صافية ونفس هادئة وراضية .
3 - من المهم أن تعرفوا أننا لا نستطيع في معظم الأحيان أن نتحكم بالأحداث ؛ لأنها أكبر منا , ولكننا نستطيع أن نتحكم في ردود أفعالنا عليها ,

وهذا شيء يستحق الانتباه ؛ لأن الذي يؤثر علينا ليس ما يحدث , وإنما الآثار التي يتركها في نفوسنا , مثل الذي يفقد مبلغاً كبيرة من المال , أو

يفقد مبلغاً كبيراً من المال , أو يفقد عزيزاً , أو يرسب في امتحان , فإن هذا قد يكون تأثيره مدمراً إذا أورثنا اليأس والقنوط أو غير اتجاهنا في

الحياة ... إن مياه البحر تحمل السفينة , ولا تؤذيها , لكنها إذا تسربت إلى داخلها , فإنها حينئذ تغرقها , وهكذا الأحداث التي تحدث لنا .

4-حاولوا بعد كل فشل وبعد كل سقوط أن تنهضوا بشكل أقوى لتثبتوا لأنفسكم وللناس من حولكم أن الإخفاق يشكل وقوداً روحياً لتوثب جديد .

5- تعلموا من الإخفاق ومن تاريخكم الشخصي أعظم الدروس , وتعرفوا على الطرق المسدودة كي تصلوا في النهاية إلى الطرق السريعة , فتمضوا

فيها واثقين مطمئنين .



http://vb.ihsac.com/imgcache/3111.imgcache.gif

يتبع

ام معاذ 08-02-2009 12:00 PM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة ( 24 )
http://de259.jeeran.com/شموع%20رائعة%205.jpg

:السعادة تدفق داخلي ...

يسمع أبنائي وبناتي كثيرين يتحدثون عن أن السعادة تنبع من الداخل , وبعض أعزائي يشككون في هذا , ويقولون : أين كل ماتتحدث عنه الدعاية التجاريةمن متعة المال والمنصب الرفيع والسياحة والسفر واللهو ... هل هذه أشياء داخلية ؟
أو أنكم تريدون إيجاد شيء لتعزية المفلسين والمحرومين ؟
الجواب : لا
من المهم أن نفرق بين السعادة واللذة . اللذة فعلاً تأتي في الغالب من وراء تناول شيء أو لمس شسء أو النظر إلى شيء محسوس .. وهي تتصف بكونها عابرة ومؤقتة , فالتلذذ بالطعام والشراب والنوم على فراش وثير ... يكون ما دمنا متلبسين بذلك ومباشرين له , فإذا انصرفنا عنه إلى شيء آخر , انتهت اللذة , وصارت ذكرى . وإذا كان التلذذ بشيء محرم , فإن المتلذذ يشعر بشيء من العتمة الروحية , وشيء من اللوم والندم ؛ لأنه يشعر بأنه قد عصى الله - تعالى - وأنه كان ضعيفاً أمام رغباته .
أما السعادة يا أبنائي وبناتي , فإنها ليست شيئاً عابراً , إنها نوع من التربع على قمة السرور ولانشراح والرضا والطمأنينة , وهذا ينشأ في معظم الأحيان من شعور المرء أنه على الطريق الصحيح وأنه في المكان الصحيح والموقف الصحيح والعلاقة الصحيحة , باختصار إنه الشعور الذي ينشـأ من اعتقاد المرء أنه يعيش وفق مبادءه وقيمه وقناعاته , ولهذا كان أهل الإيمان والصلاح أسعد الناس وأشدهم شعوراً بالطمأنينة والأمان , كما قال - سبحانه - : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) . وقال - سبحانه - : (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ) .
إذا أردنا ذكر بعض التفاصيل , فيمكن أن نقول إننا نشعر بالسعادة :
- حين نتذلل بين الرب الكريم الرحيم , وحين نناجيه , ونطلب منه ونشكو إليه وحين نتبرأ من حولنا وقوتنا إلى حوله وقوته .
- حين ننتصر على أهوائنا , ونصمد في وجه المغريات .
- حين نساعد غيرنا على مواجهة صعوبات الحياة , فالسعادة مثل ( العطر ) لا تستطيع أن ترش منه على الآخرين دون أن يمسك منه شيء .
- حين تغتني عقولنا بالأفكار العظيمة , وحين نكتشف روعة التعبيرات الجميلة .
- حين ننجز عملاً كبيراً , وتمتلىء قلوبنا بالرضا عما أنجزناه .
- حين تظل نفوسنا وأيدينا مشغولة بالعمل من أجل تحقيق شيء نريد الحصول عليه .
- حين نتفاعل مع الجمال الذي بثه الله - تعالى - في الكون , فنطرب لابتسامة طفل ورسالة من صديق عزيز وتغريد بلبل ووهج نور يتسلل إلينا من النافدة .
ما الدي يعنيه هذا بالنسبة إلى بناتي وأبنائي ؟
إنه يعني الآتي :
1- ابحثوا عن المسرات الدائمة من خلال عمل الصالحات والوجود حيث يجب أن تكونوا موجودين .
2- البطالة والعطالة والكسل والتقاعس والفوضى مصدر من مصادر التعاسة , فتخلصوا منها إذا أحببتم أن تكونوا سعداء .
3- دربوا أنفسكم على أن يكون فرحكم جماعياً من خلال إدخال السرور على الأهل والأصدقاء والزملاء ... واعلموا أن إدخال الفرح على قلوب الناس باب من أعظم أبواب التقرب إلى الله ؛ تعالى .
4- في إمكان المرء أن يبتهج بالقليل الذي بين يديه , وأن يجعل منه مصدراً لسرور مديد , وذلك إذا تحلى بالرضا .


http://www.sophiesfavors.com/soapfav...tsoaps_sub.jpg
يتبع

ام معاذ 08-02-2009 12:02 PM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة ( 25 )

http://www.shafaaq.com/sitepicture/0...6-151053-0.jpg


كونوا أصدقاء جيدين ...

نحن في زمان تتلاشى فيه الأشياء المجانية , وتكثر في الاشياء التي تخضع للمساومة والمقايضة , وهذه الحالة تجعل الناس يشعرون بالخوف والضيق , مما يدفعهم في اتجاه التماس علاقات ذات طابع إنساني وخيري , وهم يجدون ذلك في علاقات الأخوة والصداقة الصادقة . الحياة اليوم أشبه بصحراء ملتهبة والصديق المخلص فيها هو النسمة العليلة والظل الظليل وقطرة الندى الباردة , فهو العافية للبدن , والضياء للعين والصوت الجميل للأذن ..
فما سمات الصديق الجيد , وكيف يكون المرء صديقاً جيداً , ولماذا الشكوى المريرة عبر التاريخ من قلة الأصدقاء ؟ هذا ما سأوضحه لبناتي وأبنائي عبر السطور الآتية :
- إن أول خطوة في اختيار الصديق تتمثل في الحرص على أن يكون صالحاً , ينتفع المرء بصحبته ويقتبس من أخلاقه , ويأوي إليه في الشدائد , وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير , فحامل المسك إما أن يحذيك - أي يعطيك - , وإما أن تبتاع منه , وإما ان تجد منه ريحاً طيبة , ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك , وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة ) ,
الحذر الحذر من رفقاء السوء , ومن لا همة لهم ولا طموح ؛ لأن تأثير الصديق السيئ أخطر بكثير مما تظنون .
لا تنظروا إلى الصديق على أنه مصدر للنفع , ولكن انظروا إليه على أنه مصدر للأنس والهداية والثواب من الله - تعالى - وأي شيء أعظم من أن يقول الله ؛ تعالى يوم القيامة - كما في الحديث القدسي - ( أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي )
- إن الذين يصلحون لأن يكونوا أصدقاء من الدرجة الممتازة هم دائماً قليلون وقليلون جداً , وذلك لعدد كبير من الأسباب , ولهذا يروى عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال : ( إذا أصاب أحدكم وداً من اخيه , فليتمسك به , فقلما يصيب ذلك ) .
وشكوى الناس من قلة الأصدقاء تعود إلى أنهم يريدون الكثير من الأصدقاء المخلصين , وهذا عسير للغاية . وأحياناً لا يعثر المرء على صديق ممتاز ؛ لأنه هو أصلاً ليس شخصاً ممتازاً . وفي أحيان كثيرة يكون القيام بأعباء الصداقة الحقيقية متعذراً على بعض الناس , فيعمدون إلى تقليص عدد أصدقائهم .
- أشعروا أصدقاءكم أنهم يستطيعون الاعتماد عليكم في الأزمات والشدائد , وأن يطلبوا منكم المعونة دون أي حرج , ومن غير أن يخافوا من المن , وأشعروكم أن ما يسرون به إليكم يظل سراً مصوناً حتى لو ساءت العلاقة بينكم .
- غضوا الطرف عن هفوات الأصدقاء , واستروا العيوب , وأقلوا من اللوم , وما أجمل قول أحد الشعراء في هذا المعنى :
من لي بإنسان إذا أغضبته
وجهلت كان الحلم رد جوابه .
وقول آخر :
وإني لمحاتج إلى ظل صاحب
يروق ويصفو إن كدرت عليه .
- من حق الصديق علينا أن ننصحه سراً , وأن نثني عليه أمام الآخرين , وأن نحمل كلامه على أجمل المحامل , ونقبل اعتذاره ...
- كونوا أصدقاء جيدين , ولا تطلبوا من أصدقائكم أن يكونوا كذلك فانتظار المكافأة إخلال بمعنى الصداقة .
- الصداقة أشبه بنبتة عزيزة تحتاج إلى سقاية ورعاية وحماية وإلا فقدناها .
- أخيراً أقول لكم يا بناتي , وأينائي : إن هذه ليست أعباء ولا تكاليف ثقيلة , وأنتم ستأخذون ممن صادقتموهم مثل ما تعطونهم , وستنعمون بلفتاتهم الجميلة مثلما ينعمون بلفتاتكم .


http://www.sophiesfavors.com/soapfav...organzabag.jpg
يتبع




ام معاذ 08-02-2009 12:06 PM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة ( 26 )
http://forum.asr1r.com/imgcache2/33221.gif

:لا ترضوا بالقليل ...
أنتم يا بناتي وأبنائي تجسدون - بإذن الله تعالى - مستقبل هذه الأمة , فإذا كنتم صالحين أقوياء بارعين جادين كانت الأمة كذلك , وإن أمة الإسلام تسعى إلى استعادة دورها الإشادي وإلى استعادة مكانتها بين الأمم , ولهذا فإنها في حاجة إلى جيل جديد متشبع بآداب الإسلام ومفعم بالآمال , قادر على العطاء وصابر على طول الطريق , وليس لطموحاته حدود ...
البداية أيها الأعزاء والعزيزات في تحرير النية والسعي في مراضي الله - تعالى - فالنية الصالحة تجعل الأعمال الصغيرة كبيرة , والنية السيئة تحول الأعمال الكبيرة إلى أعمال صغيرة .حين يتأكد الواحد منكم أنه يسير في الطريق الصحيح, فإن عليه ألا يرضى بالقليل , ولو أنكم عرفتم الآمال العريضة والطموحات الكبرى التي كان يحملها عظماء هذه الأمة لأدركتم كيف تشييد الحضارة الإسلامية العتيدة , وقد ذكروا أن هند بنت عتبة - رضي الله عنها - كانت تمشي في أحد طرقات مكة , وفي صحبتها ابنها معادوية وهو صبي , إذ قالت لها إحدى النساء : إن ابنك هذا سيسود قومه . فقالت هند : عدمته إن كان لن يسود إلا قومه ! وقد ظل معاوية - رضي الله عنه - والياً على الشام عشرين سنة ! ووالياً على عموم المسلمين عشرين سنة أخرى . وقد عبروا عن مديحهم للطموح العالي بتعبيرات كثيرة , منها ما هو شعر , ومنها ما هو نثر , ومن ذلك قول الجنيد : ( ما طلب أحد شيئاً بجد وصدق إلا ناله , فإن لم ينله كله نال بعضه ) .
ويقول ابن القيم : ( علو الهمة من علامة كمال العقل , وإن الراضي بالدون دنيء ) .
وقال المتنبي : وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام
أصموا يا بناتي وأبنائي آذانكم عمن يقول : (ليس في الإمكان أبدع مما كان ) وعمن يقول : ( ما ترك الأول للآخر شيئاً ) فالساحة مليئة بالفرص العظيمة التي لم تكن موجودة من قبل . أنتم في حاجة إلى الطموحات الكبيرة حتى تستطيعوا استثمار أوقاتكم على النحو الأمثل , فالتجربة تدلنا على أن الوقت يتبدد سدى إذا لم نضغط عليه بآمال مستقبيلة . وإن طاقاتكم الكامنة وإمكاناتكم الهاجعة ستظل معطلة ومهمشة إذا لم تبعثوها وتستفزوها من خلال الأهداف الكبرى والمتألقة .
هذه الحقائق هي موضع إجماع عالمي , ولا يصح غض الطرف عنها .
ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟
إنه يعني الآتي :
1- حرروا نفوسكم باستمرار من الإحباط واليأس, ولا تسمعوا أبداً لكل أولئك الذين يزرعون فيكم الخوف , ويشدونكم نحو الخلف .
احلموا بالحصول على الأشياء في إطار مبادئكم وتعاليم دينكم , وأطلقوا العنان لأخليلتكم , ثم فكروا في السبل التي يمكن أن تسلكوها لبلوغ ما تحلمون به . وما أروع قول أحد الحكماء : ( ليس الشباب بسواد الشعر ولا بنضارة البشرة , إنما الشباب بالارتقاء المستمر على مستوى العقل والروح وعلى مستوى الطموحات والتطلعات .
2- اكسروا رهبة الخطوة الأولى , وانتقلوا من التنظير والتخطيط إلى العملوالتنفيذ .
3- اصرفوا جزءاً من أوقاتكم في تطوير أنفسكم والاستفادة من الإمكانات التي بين أيديكم .
4- عودوا أنفسكم النهوض بعد كل كبوة والانطلاق بعد كل عثرة , فطريق المجد مملوءة بالأشواك والأحجار .
5- هموم الكبار وتطلعاتهم كبيرة وهموم الصغار صغيرة , وبعض الناس يملكون كل مقومات العظمة , لكنهم لم يصبحوا عظماء لا لشيء سوى ان اهتماماتهم تافهة ! ..

http://forum.asr1r.com/imgcache2/33219.gif
يتبع



ام معاذ 08-02-2009 12:10 PM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة ( 27 )
http://4.bp.blogspot.com/_PkXeknCFyF...8%AF%D9%8A.jpg
:ادخروا للشدائد أعمالاً مميزة ..
نحن العباد يا أبنائي وبناتي ضعفاء مهما بلغنا من القوة , وفقراء إلى الله - تعالى - مهما بلغنا من الغنى , وعلينا أن نتصرف دائماً في إطار هذه المفاهيم , وإني أحب أن أهمس في آذانكم بنصحية غالية , لا تقدر بثمن , وهي أن يحرص كل واحد منكم على أن يكون لديه عمل خيري مميز شخصي وخاص بينه وبين الله تعالى - يرجو ثوابه , ويدخره لأوقات المحن والشدائد , فيسأل الله - تعالى - به .

وإن حسن الظن به - سبحانه - يدفع في اتجاه الثقة بالإجابة . تعرفون خبر
أولئك الثلاثة الذين أووا إلى غار , فانحدرت صخرة من الجبل , فسدت الغار , وقد أدركوا أن هذا الأمر من الله - تعالى - وأنهم لن يخرجوا إلا بمعونة الله , فأخذوا يسألون الله - تعالى - بأفضل أعمالهم , وكانت أعمالاً مميزة وعظية ,وقد كانت النتيجة أن فرج الله عنهم , وخرجوا سالمين . وتعرفون يا أبنائي وبناتي خبر ذلك الرجل الذي كان يعمل في التجارة , فإذا رأى معسراً عاجزاً عن سداد ديونه له , قال لموظفيه : اتركوا ذلك الرجل , ولا تطالبوه بشيء , لعل الله - تعالى - يتجاوز عني , فتجاوز الله عنه و وغفر له . إذن العمل المميز هو عبارة عن رصيد احتياطي نسحب منه عند الحاجة , أو هيءة إسعافية , نستنجد بها عند الأزمات الكبرى , وحري بكل واحد منا أن يحرص على ذلك كل الحرص . ونحن يا أعزائي وعزيزتي على مستوى الأمة والمجتمع والوطن نريد أن نكون رواد إصلاح ودعاة خير , وأن نكون دائماً مصدراً للعطاء والتضحية , وإن خير ما يمكن أن تقدموه لأهلكم وبلادكم هو المبادرات العظيمة والنماذج السلوكية الرفعية , فالأمم لا ترتقي عن طريقالأفكار المجردة , وإنما عن طريق الصور والنماذج والقدرات ... إن الذي يقدم نماذج رفعية أكثر يكون حبه لوطنه أكبر . وهذه بعض الأمثلة الشارحة لهذه الفكرة :
- هذه فتاة ترعى أرملة في حيها , ليس لها أحد يقضي حوائجها , فتخدمها وتساعدها في بعض شؤونها , وتؤنسها , وتمنحها بعض المال عند الحاجة .
- شباب وفتيان يستيقظون يومياً قبل الفجر بساعة أو نصف ساعة , ليستغفروا ويصلوا ... ويوقظوا أهلهم إلى صلاة الفجر .
-هذا شاب يلتزم بصدقة يومية قليلة , لكنها مستمرة .
- هذه فتاة أخذت على نفسها عهداً بقول الحق والصدق في كلامها مهما كانت الظروف .
- هذا شاب يتعلم منه كل زملائه كيف تكون الدقة في الالتزام بالمواعيد ومراعاة العهود والمواثيق .
- هذه فتاة تقدم نموذجاً نادراً في بر الوالدين والشفقة عليهما .
ماذا يعني هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟
إنه يعني الآتي :
1- لا تتمحوروا أبداً حول حسب أو نسب أو منصب أو مال , ليكن تمحوركم دائماً حول المبادىء التي تؤمنون بها والأعمال العظيمة التي تؤدونها .
2- احرصوا على إخفاء حسناتكم كما تحرصون على إخفاء عيوبكم .
3- أبدعوا في البحث عن العمل المميز الذي يمكن ان تقدموا به , حتى يغتني المجتمع بألوان السمو الخلقي والسلوكي .

http://www.21za.com/pic/decoration009_files/160.gif
يتبع



ام معاذ 08-02-2009 12:12 PM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة ( 28 )

http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w.../pbstdal9u.jpg
:المثابرة تصنع العجائب ...
لو تصفحتم يا أبنائي وبناتي سير عظماء الرجال وعظيمات النساء , لوجدتم أنهم يشتركون في عدد من الصفات والعادات الحسنة , وهي التي جعلتهم عظماء ومتميزين , وستجدون من بين تلك الصفات ( المثابرة ) والقدرة على الاستمرار في العمل ؛ وذلك لأن الأعمال الصغيرة حين تستمر تتراكم , وتتحول إلى أعمال عملاقة , وكلكم يعرف ما تفعله قطرات الماء الواهية في الحجر الأصم , إنها مع الاستمرار تحفر فيه الأخاديد , وتغير شكله . إن كثيراً من عمل الشيطان يتركز في حرماننا من الاستمرار في الأعمال الصالحة والنافعة وصرفنا إلى التسلية أو عمل ما لا خير فيه , وقد أمر الله - تعالى - نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يلتزم العبادة إلى آخر لحظة في حياته حيث قال - سبحانه - : ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) , وقال صلى الله عليه وسلم : ( من نام عن حزبه من الليل أو عن شيء منه , فقرأه ما بين صلاة الفجر إلى صلاة الظهر كتب الله له كأنما قرأه من الليل ) .
إن المسلم يحرص على أداء ما التزم به من التنفل والتطوع في ليله , فإن فاته شيء لأي عارض , فإنه يبادر إلى قراءته وأدائه في الشطر الأول من النهار , ليعلن بذلك أنه لم يهزم , ولم يتراجع , وأنه قادر على استدراك ما فاته في أقرب وقت . وفي سياق التحذير من النكوص والتراجع وفقد الاستمرار على صعيد العبادة يذكر عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : ( يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل , فترك قيام الليل ) .
ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟
إنه يعني الآتي :
1- عودوا أنفسكم طلب المعونة من الله - تعالى - في كل شأن من شؤونكم .
2- على كل واحد منكم أن يرتب على نفسه مهمات يومية على صعيد العبادة والقراءة وإنجاز بعض الأعمال النافعة , وليحاول أن يكون ما يلتزم به ضمن طاقته وقدرته , وليحذر من الإكثار حتى لا يقع في العجز والسأم , وحتى لا يجد في نفسه مسوغاً للانقطاع .
3- حاولوا مصاحبة ذوي الهمم العالية وأهل الاستقامة والثبات حتى تقتبسوا من عزائمهم .
4- قاوموا وساوس الشيطان لكم بالانقطاع عن العمل , وجاهدوا أنفسكم في ذلك .
5- التزموا بقضاء ما يفوتكم من ساعات القراءة والعمل التطوعي وذلك من باب تربية النفس وحملها على العزائم .
6- رتبوا على أنفسكم بعض العقوبات الشخصية حين تقصرون في أداء ما أنتم ملتزمون به , كأن يقرأ الواحد منكم مدة ساعة ونصف مقابل إهماله في القراءة مدة ساعة .
7- اقرأوا في تراجم بعض الذين حققوا إنجازات كبيرة لتتعلموا منهم الآليات التي مكنتهم من الارتقاء إلى القمة .
8- لا تتحدثوا عن قرباتكم إلى الله - تعالى - أمام الناس حتى تحصنوا أنفسكم من الرياء .

http://sl.glitter-graphics.net/pub/1...lt02yzhej6.gif
يتبع


ام معاذ 08-25-2009 07:50 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة ( 29 ) :
http://i51.photobucket.com/albums/f3...dle_s77_12.jpg
أعظم الفنون ...
الدماغ أعظم ما وهبه الله - تعالى - لبني آدم بعد نعمة الإيمان , لكنهم لا يستفيدون منه على الوجه الصحيح , فقد دلت بحوث كثيرة في مجالات مختلفة على أن العقل البشري لم يستخدم إلا في حدود ( 1 % ) من طاقته الحقيقية . ومن هنا فإنه يمكن القول : إن فن التفكير هو أرقى الفنون على الإطلاق وأجداها على البشر ؛ وذلك لأننا من خلاله نبني اتجاهاتنا , ونبدع ونخترع , ونكتشف عيوبنا ووجود قصورنا ... من المؤسف يا بناتي وأبنائي أننا لا نمارس التفكير المثمر إلا عند الضرورة , وإذا مارسناه مارسناه عند الحد الأدنى ؛ وذلك بسبب صعوبته , وبسبب عدم تدربنا عليه في الصغر . أنا هنا لا أستطيع أن أشرح لكم كثيراً عن ( فن التفكير )
لكن يمكن أن أقدم إليكم بعض الملاحظات المهمة والمفيدة - إن شاء الله - في بعض ما يتصل به :
1- إن عقولنا تشتغل على المعلومات التي لدينا , فإذا كانت جيدة وموثوقة , فإنه يمكن لأحكامنا وتصوراتنا وآرائنا أن تكون صحيحة أو قريبة من الصحة . أما إذا كانت مشوهة أو مكذوبة , فإن نتائج تفكيرنا ستكون غالباً خاطئة , تماماً كما لو قيل لك إن الدراسة في الجامعة الفلانية سهلة جداً , ففكرت في أمرك ورسمت خططك المستقبلية , وقد سجلت فيها بناء على ذلك , ثم تبين لك أنها صعبة جداً , ولا تستطيع أثناء الدراسة فيها ممارسة أي عمل آخر , لا شك أنك سوف تفاجأ , وتصاب بالإحباط , ويدخل الاضطراب على كل ما خططت له ؛ ولهذا شدد القرآن الكريم على مسألة الصدق والأمانة في نقل الأخبار , كما أوصى بالدقة في التعبير عن الوقائع , كما هو معروف .

حاولوا دائماً أن تفكروا في مدى صواب ما تقرأون وما تسمعون قبل أن تسمحوا له بالتسرب إلى عقولكم . أنتم تسمعون وتحفظون الكثير , ولكن انتبهوا إلى أننا لا نريد لعقولكم أن تتحول من عقول فارغة من المعلومات غلى عقول ( ممتلئة ) وإنما نريد ان تتحول إلى عقول ( منفتحة ) تمارس الملاحظة والتحليل والنقد وتكشف عن العلاقات والارتباطات بين الأشياء , وهذا يا أبنائي وبناتي ممكن من خلال الاهتمام وطرح الأسئلة الذكية : لماذا يبدو زميلي فلان مسروراً على نحو دائم مع انه فقير جداً ؟! ما الأسلوب الأمثل للاستفادة من أساتذتي ؟ ما الأولويات التي علي أن أراعيها خلال هذا الشهر ؟ كيف يكون في إمكاني إدخال السرور والرضا على قلب والدتي رغم حزنها الشديد بسبب فقد أخي ؟...
2- حين يريد أحدكم الإقدام على شيء مهم مثل اتخاذ قرار الزواج من فتاة معينة أو اختيار نوعية التخصص في الجامعة ... فإن عليه أن يقوم بعملية ( عصف ذهني ) على انفراد أو بمشاركة بعض الزملاء - وهذا أفضل - حول ما يريد اتخاذ قرار فيه : ما ميزات ذلك التخصص ؟ وهل أنا مؤهل للدراسة فيه ؟ وهل سأجد فرصة جيدة للعمل بعد الانتهاء منه ؟ ما العقبات التي يمكن أن تواجهني أثناء دراستي ؟ هل فعلاً هذا أنسب تخصص وأفضل تخصص أسعى للدراسة فيه ؟وهكذا ... ولا يصح القيام بنقد الأقوال التي تطرح أثناء عملية العصف الذهني , وتكون كل الأفكار المعروضة مقبولة - مهما كانت تافهة - وموضع ترحيب , وبعد الانتهاء تتم غربلة ما تم طرحه من أجل فوز واستبعاد الأفكار الضعيفةوغير المنطقية .
3- في حياة كل واحد منكم قضايا مصيرية وكبيرة , وهي تحتاج إلى أن تتخذوا فيها قرارات حاسمة ومهمة , وإن عليكم أن تعطوها حقها من التمحص والتفكير والمشاورة ... القرار الكبير هو ذلك القرار الذي يؤثر على نحو كبير في حياة صاحبه وفي حياة أسرته أيضاً ؛ وذلك مثل القرارت المتلقة بالزواج والدراسة وانتقال السكن من القرية إلى المدينة ومثل السفر إلى بلد بعيد لمدة طويلة جداً ومثل إقامة مشروع كبير , يضع المرء فيه كل أمواله ... لدينا شيئان خطيران على هذا الصعيد هما العجلة وعدم الاكتراث , بمعنى عدم القيام بالدارسة الكافية قبل اتخاذ القرار .
4- استخدموا في تفكيركم المنطق والاستدلال والبراهين المجردة , واستخدموا التجارب والوقائع المماثلة في حياتكم , واستخدموا حواسكم , أي القوى غير الواعية لديكم , فإن لديها الكثير مما تقوله لكم , وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( البر ما اطمأنت إليه النفس , واطمأن إليه القلب , والإثم ما حالك في النفس وتردد في الصدر , وإن أفتاك الناس وأفتوك ) .
5- فكروا فيما تقرأونه , وحاولوا مناقشة الكاتب في بعض ما كتبه , فالكاتب في النهاية بشر يخطئ ويصيب , وقد يتبع هواه , وإن الشاب الفطن والفتاة النجيبة يعرفان كيف يقيمان للكتاب ما يشبه المحاكمة , وذلك من أجل الإضافة إلى المعرفة .

http://i51.photobucket.com/albums/f3...dle_s77_10.jpg

يتبع

ام معاذ 08-25-2009 07:52 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة ( 30 ) :
http://i51.photobucket.com/albums/f3...es/G50129d.jpg

الرحمة فوق القوة ...
أرسل الله - تعالى - محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين , وهذا يتطلب من كل مسلم أن يتأسى بنبيه حتى يسود أجواءنا الاجتماعية التعاطف والتراحم والشفقة والبر , وقد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم سبطه الحسن وعنده الأقرع بن حابس , جالساً , فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً , فنظر إليه الرسول وقال : ( من لا يرحم لا يُرحم ) .
إن العولمة يا أبنائي وبناتي تنشر اليوم روح القوة وأخلاقيات السيطرة والمنافسة , وأنتم تلاحظون هذا من خلال الدورات التدريبية الكثيرة التي يلتحق بها الشباب ومن خلال الإعلانات التجارية التي تفوق الحصر , ومن خلال الأحاديث التي نتداولها في المجالس . لا شك في أن أمة الإسلام في حاجة اليوم إلى أكبر عدد ممكن من الأقوياء والناجحين والمتفوقين , لكن لا يجوز أبداً أن يتضخم ذلك على حساب الرحمةوالإحساس بمن حولنا , فالرحمة تتصل بالعطاء والبذل والإحسان على حين أن القوة تتصل بالأخذ والاستحواذ والغلبة والسيطرة , ومن المهم أن ندرك ذلك على نحو جيد .

نحن يا أبنائي وبناتي حين نعطف على الفقير والضعيف والمعوق وذي الحاجة واليتيم , فإننا نصبح قريبين من الله - تعالى - وقد قال - عليه الصلاة والسلام - : ( ابغوني - أي أحضروا لي - الضعفاء فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم ) .
ماذا يعني هذا بالنسبة إلى بناتي وأبنائي ؟
إنه يعني الآتي :
1- على كل واحد منا أن يحذر من أن يغتر بقوته أو ثروته أو منصبه ... فيتحول إلى متكبر جبار , لا يعرف للرحمة معنى , فيعرض نفسه لعذاب الله - تعالى - فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره و ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتل جواظ متكبر ) .
2- تجاوبوا مع المشاعر الحزينة , وأظهروا الثأثر والاهتمام بما تسمعونه وترونه من فواجع زملائكم وجيرانكم وإخوانكم المسلمين , وتعاطفوا معهم وساعدوهم .
3- ارحموا الخدم , ودربوا أنفسكم على غض الطرف عن هفواتهم , وليتخيل كل واحد منكم ما الذي يتوقعه من البر والرحمة لو كان في مثل حالهم , فليقدمه لهم .
4- لا تشتموا بالعصاة والمذنبين , ولكن أشفقوا عليهم وارحموهم وانصحوهم , وحاولوا أن تأخذوا بأيديهم إلى طريق الهداية .
5- أحق الخلق بالرحمة هو نفوسنا , ورحمتنا لها بأن نحاول إعتاقها من عذاب الله - تعالى - من خلال الاستقامة والعمل الصالح , كما أن علينا أن نرحمها من خلال ترك توبيخها على نحو دائم , إذ ليس من الصواب ان نمارس الجلد الذاتي بسبب ومن غير سبب , بل على الواحد منا ان يراجع أعماله , فيحمد الله , ويشجع نفسه , ويتفءل تارة , ويلوم نفسه , ويعزم على الكف عن الخطأ والمعصية تارة أخرى .


http://i51.photobucket.com/albums/f3...dles/sh_31.jpg
يتبع

ام معاذ 08-25-2009 07:54 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة ( 31 ) :
http://i51.photobucket.com/albums/f3...s/293979jn.jpg

حصنوا أنفسكم من الخوف ...
نحن لا نرى إلا جزءاً من الواقع وتفاعلاته , كما أن المصادر التي يمكن أن تأتينا منها الأخطار والمنغصات كثيرة , وإن حاجة الإنسان إلى الأمن والطمأنينة والسلام , لا تقل عن حاجته إلى الأكل والشرب , فكيف يمكن لأبنائي وبناتي أن يشعروا بالأمن , ويطردوا عن أنفسهم الخوف والقلق المزعج والمعوق ؟

لعلي أملس ذلك عبر المفردات الآتية :
- يخبرنا الله - تعالى - في العديد من الآيات أن الإيمان والعمل الصالح يوفران المظلة الأمنية التي نحتاج إليها في الدنيا والآخرة , حيث يقول - عز وجل ؛ (قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) , ويقول - سبحانه - : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ http://www.mosshaf.com/quran/30.gifنَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ http://www.mosshaf.com/quran/31.gifنُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ ) . وقال - عز وجل - : ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ) . وإن عمل السيئات مدعاة إلى سلب الأمن , كما قال - سبحانه - : (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ) . إن الشرك بالله - تعالى - وعقوق الوالدين والبغي وظلم الناس هي اكبر مصادر التهديد لأمن الواحد منا ؛ وإن الإيمان والإحسان إلى الخلق والصدقة والعدل هي أوسع أبواب الامان والسكيتة والرحمة , فاحرصوا يا أبنائي على أن تبددوا الخوف بالطاعة والاستقامة على أمر الله ؛ تعالى .
1- يظل قدر من الخوف من الهزيمة والإخفاق شيئاً جيداً ما دام يولد لديكم الشعور بالمسؤولية , ويحفزكم على العمل والإتقان والمثابرة , فإذا صار عبارة عن هم ليس أكثر صار شيئاً سيئاً ومؤذياً , فهل هذا واضح ؟
2- لننظظر إلى الحياة الدنيا على أنها ليست داراً للهناء التام والنجاح المستمر والعافية الدائمة ... إن فيها المسرات والمكدرات بأنواعها , وإن علينا أن لا نشغل بالنا بما يمكن أن يحدث لنا من مصائب وكربات , فإن هذا من الإخفاق في إدارة المشاعر , ومن باب استعجال الخوف من غير أي مسوغ .
3- تذكروا دائماص أن الله - تعالى - ينزل من المعونة والصبر على مقدار ما ينزل من الشدة والبلاء , ولهذا فلنفوض أمورنا إلى الله , وسنكتشف أنه لا داعي للجزع مما يحدث في المستقبل .
4- لزوم الحق والصواب والابتعاد عن الكذب والغش والخداع والتقصير في أداء الواجبات المختلفة ... من الأمور الضرورية للشعور بالأمن والتخلص من الخوف .
5- الغموض والشك والخرافة والجهل مصادر مهمة للخوف , ووقاية النفس منها تكون عن طريق العلم والمعرفة والفهم والحرص على الوضوح .
6- عودوا أنفسكم الدخول في شيء من المجازفات ذات المخاطر القليلة ؛ لأن ذلك يؤكد لديكم الثقة بالنفس , ويطرد المخاوف التي تتولد من الركود وحشر النفس في الزاوية الضيقة , وما أجمل قول أحدهم : ( إن الجبناء يموتون مرات عديدة قبل موتهم الحقيقي , والشجاع لا يذوق طعم الموت إلا مرة واحدو ) .

http://i51.photobucket.com/albums/f3...s/candle-6.jpg
يتبع

ام معاذ 08-25-2009 07:56 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة ( 32 ) :
http://i51.photobucket.com/albums/f3...-3-400x490.jpg

عيشوا زمانكم ...
لو تأملنا يا أبنائي وبناتي في حياة الآباء والأجداد , وتأملنا في حياتنا اليوم لوجدنا أن هناك دائماً الأخيار والأشرار , الجادين والهازلين , الذين يعطون والذين يأخذون ... أن تعيشوا زمانكم يعني أن تفهموا عقله وروحه , ثم تحاولوا الانسجام مع أفضل ما فيه , وأحسن ما يمتلكه أخله . قال أحد الحكماء مرة : ( إذا لم تكن لك روح عصر كانت لك كل شروره ) . وهذا صحيح ودقيق , فإذا كان الواحد منا جاهلاً بين جهال وفوضوياً بين فوضويين وفقيراً وضعيفاً بين ضعفاء , فالمشكلة ليست كبيرة , لكن المشكلة الكبرى أيها الأعزاء والعزيزات أن يكون المرء جاهلاً بين علماء وضعيفاً بين أقوياء .... أتعرفون ماذا يحدث حينئذ .

إن الذي يحدث هو أن تُحل مشكلات كل من حوله على حسابه , وهذه سنة من سنن الله - تعالى - في الخلق . قد تقولون : ما روح عصرنا التي علينا أن نمتلكها أو نتفهمها , أو نتكيف معها ؟
وأقول : إن روح عصرنا تتمثل في الآتي :
1- القيم والمثل التي تشكل مضمون الاستقامة الفردية والاجتماعية , وذلك مثل الصدق والأمانة والدقة والتعاون وتفهم ظروف الآخرين والمثابرة والانفتاح .
2- امتلاك دوافع قوية توجه سلوك الواحد منكم نحو المعالي , وتجعله صاحب رسالة , يريج إيصالها للناس وصاحب رؤية وطموحات كبيرة يود أن يراها محققة .
3- أهداف محددة وواضحة لها برنامج يومي , تجعل صاحبها يشعر بأنه يتقدم نحوها باستمرار .
4- التعلم الجيد , وهذا يكون من خلال الالتحاق بمدارس وجامعات جيدة مع محاولة التفوق فيها , كما أنه يكون من خلال اهتمام الشاب والفتاة بفرع من فروع المعرفة إلى درجة النبوغ الواضح فيه .
5- تنظيم الشأن الشخصي والاستفادة القصوى من الوقت والتزام الدقة في المواعيد إلى جانب الحرص على طاعة النظم والقوانين السارية مما يحقق المصلحة العامة , ويساعد على وضوح الواجبات وحفظ الحقوق .
الروح التي تجسدها هذه القيم والمعاني والمفاهيم هي الروح التي يتمتع بها أهل النفوذ والريادة والقيادة وهي الروح التي يحتاجها أبناؤنا وبناتنا كي يعيشوا زمانهم بكفاءة واستقامة . ولا يخفى عليكم أن كل القيم ... التي أشرت إليها هي في الأصل قيم إسلامية لقيت الإهمال من كثير من المسلمين مع الأسف الشديد !
من يفقد الروح التي أشرت إليها قد يحرز نصراً سريعاً في مجال من المجالات , لكن ذل لا يدوم , وقد لا يكون مشروعاً , فيصبح وبالاً على صاحبه ! ..
ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟
إنه يعني الآتي :
1- عصرنا هذا مملوء بالفرص والتحديات , وحتى تتمكنوا من مواجهة تحدياته , فإن عليكم أن تستثمروا فرصه .
2- الجدارة والكفاءة والاستقامة والتفتح الذهني مفردات أساسية في قاموس هذا العصر .
3- احذروا الفهم الخاطىء للمعاصرة , والذي يدفع الكثير من الشباب والفتيات إلى التحلل الخلقي , ويضعهم على طريق الضياع الشامل .
4- لا ترضوا أبداً ان تكونوا أشخاصاً عاديين , وابحثوا عن الريادة والتفوق وتقدم الصفوف من خلال الالتزام بما سبق الإرشاد إليه .
والله يتولانا وإياكم بلطفه وكرمه .

http://i51.photobucket.com/albums/f3...candale-11.jpg
يتبع



ام معاذ 08-25-2009 07:59 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة ( 33 ) :
http://i51.photobucket.com/albums/f3...les/can-16.gif
تقبلوا الاختلاف ...
جرت عادة الناس يالإلحاح على التوافق والانسجام ؛ لأنهم يعرفون أن الخلاف موحش , وقد يؤدي إلى صراعات مريرة ؛ وهذا حق , لكن من عادة الناس أيضاً أن يطلب كل واحد منهم من غيره أن يوافقه , وينسجم معه , وينسى أن عليه أن يطلب من نفسه مثل ذلك !
أنتم يا بناتي وأبنائي تعيشون في زمان كل شيء فيه إلى اتساع وتنوع , وأنتم تلاحظون أن الخيارات على كل صعيد باتت كثيرة جداً , وإن من شأن هذا أن يجعل دوائر الخلاف أوسع بكثير مما كان عليه الأمر في الماضي , وهذا يتطلب منا ان نفهم مسائل الاتفاق والاختلاف على وجه حسن . ولعل مما يفيد في ذلك الآتي :
- الاختلاف سنه من سنن الله - تعالى - في الخلق وهذا ما نفهمه من قول الله - تعالى - : ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ ) . وقال - عز وجل - : (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ
http://www.mosshaf.com/quran/118.gifإِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) . روي عن بعض أهل العلم أنهم قالوا في تفسير هذه الآية : ( وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) أي للرحمة والاختلاف , فمن شأن الله - تعالى - الرحمة بعباده , ومن شأن عباده الاختلاف فيما بينهم . وما أجمل قوله صلى الله عليه وسلم : ( تجدون الناس كإبل مءة لا يجد الرجل فيها راحلة ) . فقد يكون لدى المرء مئة ناقة , ثم لا يجد بينها واحدة , تتوفر فيها كل الصفات التي تجعل منها المركب الهنيء والمفضل للأسفار , وهكذا فقد يبحث الواحد منا بين المئة والمئتين من المعارف والزملاء فلا يجد شخصاً واحداً يوافقه تمام الموافقة في أفكاره وعواطفه وأمزجته ...
- اختلاف عقولنا ونفوسنا وأهوائنا أشبه باختلاف وجوهنا , حيث إن من النادر أن تجد وجهين متفقين في كل التفاصيل والملامح , ولكن على مستوى التقسيمات العامة فإن في كل وجه خدين وعينين وحاجبين وجبيناً وانفاً وفماً وذقناً , وهكذا يا أبنائي وبناتي الناس تجمعهم امور وعامة , وتفرقهم التفاصيل الصغيرة , وينبغي أن نتقبل هذه الوضعية على ما هي عليه .
- فطر الله - تعالى - الناس على طبائع مختلفة , فمنهم من يميل إلى التفاؤل , ومنهم من يميل إلى التشاؤم وسوء الظن , ومنهم من هو صابر وهادىء وحليم , ومنهم من هو غضوب ملول ضيق الصدر .... وهذا يؤدي إلى كثير من الاحتكاك اليومي وكثير من النزاع .
- من الناس يا أبنائي وبناتي من نشأ في أسرة تعامل أبناءها بالرفق واللين والتدليل , ولهذا فإنهم يظنون أن الحياة رخية , وأن الناس كلهم طيبون . ومنهم من نشأ في أسرة يسودها الظلم : ظلم الأب أو زوج الأم أو زوجة الأب ... ولهذا فإنه ينظر إلى العالم بمنظار أسود , ويسيء الظن بكل من يقابله .
ما الذي يعنيه كل هذا بالنسبة إلى بناتي وأبنائي ؟
إنه يعني الآتي :
1- لا ينظر أحدكم إلى نفسه على أنه الأصل في كل شيء , ولذا فليس على الآخرين سوى أن يكونوا صورة عنه . لدى كل الناس ما يُمدح و وما يُذم , ولديهم ما هو صواب , وما هو خطأ .
2- حاولوا فهم وجهات نظر الآخرين وخلفياتهم وظروفهم , واتخذوا من الإعذار والتسامح منهجاً تمضون عليه مع كل ذلك .
3- انظروا إلى الاختلاف على أنه مصدر ثراء وغنى وتنوع , وليس شيئاً يضعف الأمة , أو يكدر صفاءها , فنحن إذا اتفقنا في الكليات لم يضرنا الخلاف في الجزئيات والفرعيات .
4- حين يكون الامر ظنياً اجتهادياً , فإن الصواب غالباً مع الأكثرية الكاثرة , لكن حين يكون الافتراق بين الناس في أمور قطعية وظاهرة , فالصواب مع اهل الحق ومع من معه الدليل والبرهان , وهذا ما عناه ابن مسعود - رضي الله عنه - حين قال : ( الجماعة ان تكون على الحق ولو كنت وحدك ) فإذا كانت هناك قرية لا يصلي فيها إلا رجل واحد , فذلك الرجل هو الجماعة وعلى أهل القرية جمعياً ان يرجعوا إليه .
5- لنتهم أنفسنا عوضاً عن اتهام الآخرين .
6- اعتمدوا الحوار والتفاوض من اجل الوصول إلى أفضل بلورة ممكنة في المسائل المختلف فيها .

http://i51.photobucket.com/albums/f3...s/candle-7.jpg
يتبع

ام معاذ 08-25-2009 08:05 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة ( 34 ) :
http://www.candlebay.com/CandlePics/Med/363.jpg
شيء من المرح ...
مع أن الأمة تحتاج إلى الوقت وتحتاج إلى الجدية من أجل استدراك بعض ما فاتها على صعيد التقدم العمراني , إلا أنه سيظل من المهم أن نحمي أنفسنا من ( الجدية الغبية ) التي تجعل المرء أشبه بالمحرومين والمنكوبين , ما الذي يمنع الذي يبذل جهداً مضنياً حتى يبلغ قمة الجبل أن يستمتع بالمناظر الخلابة التي يمر بها في طريقه ؟ وما الذي يمنع الصيلد الذي خرج لكسب رزقه من أن يذكر الله - تعالى - ويبتهج كلما نظر إلى أكواج البحر الهادئة ؟ إن شيئاً من الضحك وشيئاً من عبث الأطفال ومن الطرفة ... يجعل للحياة طعماً لذيذاً في الفم , ويخفف عن الروح بعض أعبائها . وقد كان نبيكم صلى الله عليه وسلم وهو من هو في وقاره وعظمته وخشيته لله وعو همته - يمازح أصحابه , ويضحك مما يضحكون منه , ويتعجب مما يتعجبون منه , وهو الذي قال : لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) .وقال عبد لله بن الحارث - رضي الله عنه - : ( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان يتفاعل مع الأخبار السارة , فيظهر البشر على محياه , وقد قال أحد أصحابه : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُر استنار وجهه كأنه قطعة قمر , وكنا نعرف ذلك ) . حاولوا أن تضحوا من قلوبكم , ورفهوا عن أنفسكم من خلال شيء من اللعب والمزاح والرياضة , وقاوموا الرتابة والسآمة , فإنهما عدوان لدودان للسعادة ؛ وليكن كل ذلك في إطار آداب الشريعة الإسلامية الغراء وفي إطار التوسط والاعتدال . كما ان السيارة تحتاج إلى طاقة كي تتحرك وتسير , وكذلك الإنسان يحتاج إلى وقود روحي يحركه نحو المعالي , ويدفعه في سبل الخير , وإن التفاؤل والبشر والأمل والمزاح والملاحظات الذكيه والطريفة , تشكل شيئاً مهماً في ذلك الوقود .

ما الذي يعنيه كل هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟
إنه يعني الآتي :
1- اتخذوا من الضحك صمام امان من الاكتئاب والتوتر , واجعلوا منه وسيلة للحفاظ على سلامة العقل والنفس , وكما قال أحد الخبراء : إنك لن تستطيع أن تجمع بين الضحك والاكتئاب , ولكن لا تنسوا الاعتدال في هذا وفي كل شيء .
2- إن الطرفة المهذبة تشكل أداة لإثارة أعماق الروح . وإن المرء حين يضحك من رفة سمعها , تلمع عيناه بالامتنان لمن ساقها .
3- تعلموا الضحك من الأطفال الصغار , فهم يضحكون بسهولة ومن أي شيء , وفي إمكانكم فعل ذلك إذا فكرتم بطريقتهم وحلمتم بأحلامهم وتذكرتم كلماتهم .
4- تخلصوا بالمرح والضحك والمزاح من رذيلة الكبر والتعالي على الناس ومن الوقار المصطنع والادعاء الكاذب وجفاف الروح .
5- شبه أحدهم الإنسان من غير مرح بالسيارة التي تسير من غير ماصات اصطدام - مساعدات - إنها ترتج وتنتفض بطريقة سيئة مع كل حصاة في الطريق . احرصوا على مواجهة صعوبات الحياة وآلامها من خلال الاستبشار بمعونة الله - تعالى - ومثوبته ومن خلال رؤية الوجه الجميل للأشياء .
6- عودوا أنفسكم أن تتحدثوا مع بعض الزملاء والأصدقاء عن بعض القصص الطريفة التي جرت معكم والتي تجعلكم تضحكون من أنفسكم احياناً , فالناس يحبون الأشخاص الذين يتصفون بهذه الصفة . حاولوا دائماً أن تضحوا مع الآخرين لا عليهم , واحذروا في كل ذلك الكذب والغيبة.
7- افرحوا بالطاعة والإنجاز وبلقاء الأهل والأصدقاء , وعبروا عن شكركم لله واغتباطكم بفضله في كل حين .
http://www.candlebay.com/CandlePics/Med/7.jpg

يتبع

ام معاذ 08-25-2009 08:07 AM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
الشمعة ( 35 )
http://www.alswalf.com/vb/uploaded/25159_a07e340e6c.gif
:احترام الحقيقة ...
عظمة المرء يا أبنائي وبناتي من عظمة ما يؤمن به , وما يفديه , وما يدافع عنه , وإن ديننا الحنيف الذي نفخر بالانتماء إليه يوجهنا إلى حب الحق واحترام الحقيقة , وأن نتعامل معها كما هي من غير تزيين ولا تقبيح . وإن الحق من أسماء الله - تعالى - ونبينا صلى الله عليه وسلم جاء بالحق , وبالحق قامت السموات والأرض ؛ وإن التثبت من صحة ما نسمع , وما نقرأ يشكل البداية لتحديد موقفنا منه والبداية لموالاة الحق ونصرته .
أنتم تسمعون اليوم الكثير من الأخبار المتداولة , وتقرأون كثيراً مما يكتب على ( الإنترنت ) وتلاحظون أن كثيراً منه مجهول المصدر , كما أن أسماء كتاب بعضه مستعارة , وأسانيد الروايات التي نسمعها حول كثير من الأشياء مجهولة ... هذا كله يلزمنا ألا نسارع إلى تصديق ما نسمع ونقله ونشره حتى لا نكون شركاء في تعميم الأخبار المغرضة والعارية عن الصحة , وأنتم تعرفون ما ذكره الله - عز وجل - في هذا الشأن حين قال : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) . وقال - سبحانه - : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) . إنه توجيه كريم للمؤمنين إذا كانوا في الغزو ألا يعجلوا في القتل حتى يتبين لهم المؤمن من الكافر .

ما الذي يعنيه هذا بالنسبة غلى بناتي وأبنائي ؟
إنه يعني الآتي :
1- دربوا انفسكم على عدم تصديق كل ما تسمعونه من خلال إثارة التساؤل حوله وإعمال العقل فيه , ودربوا كذلك على الإقلال كذلك من روايته ونشره , ةقد قال - عليه الصلاة والسلام - : ( كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع ) .
2- ابحثوا دائماً عن مصدر القول الذي تسمعونه , وحاولوا معرفة ناقليه , هل هم ثقات مؤتمنون او لا ؟
3- في الغالب يكون ثبوت ما تشاهدونه أعظم وأشد من ثبوت ما تسمعونه , وكلما طالت سلسلة الرواة والناقلين للخبر , كانت إمكانية وقوع الخطأ والوهم أكبر .
4- تثبت التجارب والوقائع التي تفوت الحصر أن النقل الشفوي يظل غير دقيق , والناس يزيدون في الأخبار الشفوية حسب فهمهم وأمزجتهم وأهوائهم , فلا تتعاملوا مع ما تسمعونه من روايات تعاملاً حرفياً , ولا تثقوا بكل مفرداته وتفاصيله .
5- كلما انطوى الخبر على غرائب وأمور غير مألوفة وجب علينا أن نتوقف وندقق فيه اكثر ؛ لأن كثيراً من ذلك يكون غير صحيح أو مبالغاً فيه .
6- لا يعرف حجم الشيء , ولا يعرف مقداره وخطؤه وصوابه حتى ينتهي و ولهذا فغن المطلوب منكم هو التربث في إصدار الأحكام إلى أن ينتهي المتحدث من كلامه , والكاتب من موضوعه والذي قد ينشره على حلقات عدة .


http://www.sarkosa.com/vb/uploaded/1...1199803430.jpg
يتبع

نور 08-25-2009 09:18 PM

رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم
 
http://i51.photobucket.com/albums/f3...s/candle-6.jpg

يعرب
سلمت على طرح الرائع
قمة الجمال هذه الشمعات المضيئة بدرب الحياة
دمت مميزة بكل اطروحاتك القيمة
حقا يستحق التثبيت لاهمية الموضوع وجمال الطرح
ننتظرك مع باقى الشموع الجميلة
جزاك الله كل الخير
دعوات من القلب بكل الخير


الساعة الآن 11:04 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by