شبكة صدفة

شبكة صدفة (http://www.aadd2.net/vb/index.php)
-   القصص والروايات (http://www.aadd2.net/vb/forumdisplay.php?f=49)
-   -   إعجاب من ثقب الباب (http://www.aadd2.net/vb/showthread.php?t=125900)

جلال داود 05-04-2011 10:44 AM

إعجاب من ثقب الباب
 
وقف ( كمال ) ينظر إلى نفسه في المرآة طويلاً .. فهذا أول يوم له في عمله الجديد .
البدلة الكاملة و القميص و ربطة العنق و الحذاء اللامع .
رشَّ زخات من عطره المفضل، ثم حمل حقيبته الجلدية و إنطلق لا يلوي على شيء .
دفن نفسه تماماً في العمل منذ الوهلة الأولى ، فهو لا يكاد يصدق أنه موظف الآن .
عاد نهاية اليوم مرهقاً يجتر أحداث يومه الأول .
شعر بالثقة تملأ جوانحه.
غفا قليلا .
رن جرس الهاتف ، و جاءه صوت أنثوي يَربِت على روحه .
آلو ، مساء الخير .
قال و هو يبتلع ريقاً جافاً : مساء النور ، مين ؟
قالت : مش ضروري تعرف أنا مين دلوقت ، بس حبيت أقول إنك اليوم كنت في منتهى الأناقة
والشياكة ، و بصراحة إنت أي لبس لايق عليك..
( إبتسم و هو يمتليء زهواً و ينتفش كما الديك الرومي )
قال : شكراً .. إنت زميلة معانا في المكتب ؟ مش كدة ؟
قالت بعبث صبياني : بلاش أسئلة كتيرة ، يللا مع السلامة .
ثم أغلقتْ السماعة .

جلس يمضغ طعامه دون وعى و دون أن يستسيغ مذاقه ، يكاد يحس وقع اللقمة في قاع معدته وهي تستقر هناك.
كلماتها ترن في أذنيه .
وقف أمام المرآة ، قام بلبس نفس ملابسه الصباحية ، ثم إستدار و نظر إلى نفسه من كل الجهات ، و قال يحدث نفسه :
ما هذا الجنون ؟ هي قالت بأنني كنت في منتهى الأناقة و هذا يكفي .
ظل طوال الليل ساهراً يقلب وجوه زميلاته في مخيلته ، و يساءل نفسه : من هي يا ترى ؟
تأنق و تعطر صباح اليوم التالي.
ظل يعمل و هو يرنو بطرف خفي إلى زميلاته .
يا ترى من هي ؟
قبض على إحداهن و هي تسترق النظر إليه .. إبتسم لها إبتسامة ذات مغزى و كأنه قد حل لغزاً مستعصياً .. فقامت من مقعدها و إتجهت نحوه مباشرة ، فصعد الدم إلى رأسه و أحس بجفاف في حلقه .
وقفتْ الفتاة متكئة على يديها على حافة طاولته و هي تمضغ قطعة من اللبان بصوت عالٍ و قالت له هامسة : ممكن أعرف سر إبتسامتك ؟
قال و هو يزدرد ريقه : تقصدي إيه ؟
قالت من بين أسنانها : الإبتسامة و عرفناها يا كازانوفا زمانك،بس عقلك ما يروحش لبعيد،الواحدة في المكتب دة تبطل إبتسام ولا إيه ؟
ثم نفخت اللبانة و طرقعتها حتى إلتصقت بأنفها و أصابه بعض من رذاذ الفرقعة، ثم ذهبت و هي تطلق ضحكة مستخفة تتناغم مع إيقاع كعب حذائها.
إمتقع لونه ، و ذاب خجلاً و هو يرمق إبتسامات و ضحكات زميلاته و زملاؤه.
إذن من هي ؟ من هي ؟
ربما تلك التي لم تشارك في السخرية ؟
ربما في قسم آخر رأته في مدخل المكتب ؟ فمدخل البناية واحد.
و رجع نهاية اليوم و رأسه مثقلة بأسئلة لا أجوبة لها .
و ما أن جلس ليأكل حتى رن جرس الهاتف فجفل كالملسوع.
جاء صوتها منساباً كالشــلال : مساء الخير . اليوم كنت زهجان و تعبان .. مش زى أمبارح يعني ؟
قال متوسلاً : يا بنت الحلال ، أنا في طولك و عرضك ، مين إنت ؟
قالت بتأني : إنت ليش مستعجل على المعرفة ؟ كفاية إنو شايفاك و معجبة بيك لدرجة بعيدة .
قال مستعطفاً : طيب ، على الأقل نتعرف و نتقابل عشان يكون إعجاب متبادل.
قالت : مافيش داعي للعجلة ..
قال بصبر كاد أن ينفد : يعني أنا بعرفك ؟ أقصد بشوفك كل يوم ؟ إنت زميلة في العمل ؟ جارتنا ؟ بشوفك في المواصلات ؟
( أتته ضحكتها فجعلتْ قلبه و كأنه قطعة من زجاج تتناثر أجزاؤها على أرضية الحجرة ) ..
قالت و صوتها لا زال يجلله بقايا ضحكتها المملوءة غنجاً و دلالاً : و الله حتشوفني و أنا متأكدة إن شعورك نحوي حيكون زى شعوري نحوك ..
ثم أردفتْ : مع السلامة.
و أنهتْ المكالمة و تركته يتخبط في حيرته و ذهوله .
طوال شهره الأول بالعمل ظل يتلقى مكالماتها و ملاحظاتها على حركاته و سكناته بمجرد دخوله منزله.
أطل على الجيران من كل النوافذ دون فائدة .
كاد يجن.
كل زميلاته يتصرفن بطريقة أكدتْ له بأنها ليست واحدة منهن .
قفزت إلى ذهنه فكرة .
ربما زميل له يحب أن يمازحه فأخبر مَنْ ظلتْ تعاكسه كل هذه المدة ؟
إستبعد الفكرة تماما ، فالذي يمزح لا يمكن أن يستمر كل هذه المدة ..
شعر بأن المتحدثة قد أحدثتْ لها فجوة في قلبه و إندست بها ..
ما هذا ؟
أيمكن أن يحب صوتاً ؟
أهو حب ؟
و لكنه أدمن صوتها ..
كان يلبس ملابسه و تعليقاتها تطن في أذنيه ..
ضحكاتها تربت عليه حتى ينام ..
يصحو على صوتها ..
و إستمر على هذا المنوال ..
ذات يوم قال له مديره المباشر : المدير العام عاوزك .
أنا شخصياً ؟ خير إن شاء الله ؟ دة أنا ما شفتوش من يوم ما إشتغلت.
قال له : روح بنفسك و شوف إيش الحكاية..؟ بتعرف المكتب ؟ في الطابق التالت على يدك اليمين .. الباب البني الكبير ..
ذهب و هو يقرأ المعوذتين و آية الكرسي .. فهذه أول مرة يدخل مكتب المدير العام ..
متوجساً خيفة، طرق الباب ثم دلف و هو يطأطيء رأسه ..
عبّقت أنفه رائحة أنثوية نفاذة و لكنها محببة ..
رفع رأسه بحذر ..
وجد إمرأة تكبره بحوالى العشر سنوات أو أكثر تجلس على الكرسي الدوار و هي تحدق فيه مباشرة .
حضورها القوي و وجهها الصارم جعلاه ينسى أن يلقي عليها التحية .. بل تمتم ببضع كلمات مبهمة .
قالت له بصوت جعلته يرهف سمعه إلى أقصى حد :
تفضل أقعد ، إنت كويس ؟
فغر فاه و جحظتْ عيناه و جعل ينظر إليها ..
قالت بتردد بائن : ليش ما بترد ؟
قال و هو يزدرد ريقه : صوتك ما غريب على أبداً ..
قالت و هي تخفي خجلاً بدا ظاهراً رغم محاولتها التماسك و اصطناع الوقار : سمعت الصوت دة فين ؟
قال و قد واتته بعض شجاعة : سمعتو في التلفون ..
قالت و هي تتلاعب بقلم رصاص بين أصابعها و هي تميل رأسها و إبتسامة شاردة تقف على طرف ثغرها : إنت متأكد ؟
قال و العرق يبلل جل جسده : متأكد مليون المية ..
قالت و هي تنظر إليه بتحفز : يخلق من الصوت أربعين ..
قال متوسلاً : يعني إنت الـــ ..
قالت : أيوة أنا الــــ ..
ثم تزوج ( كمال ) الموظف من فريال المديرة ..
و ظل يرتقي درجات سلالم الوظائف سلماً بعد الآخر .. و أحياناً يختزل السلالم قفزاً بالعامود.
بعد عشر سنوات كانت فريال قد تعبتْ من الجمع بين الوظيفة و متطلبات الزوجية و رعاية الأولاد .. كما أنها كبرتْ في السن قليلاً فآثرت الإنزواء لترتاح في البيت ..
جلس ( كمال ) زوجها في مكتبها متقلداً منصبها .. و أشياء أخرى ..
كان قد وصل حينها نفس سنها عندما رآها أول مرة ..
ظل يراقب شابة جديدة كان قد عيّنها عن طريق واسطة شخصية منه بعد أن رآها و هي تنتظر معاينة ما قبل التوظيف ضمن فتيات أخريات ..
لم تعرف الفتاة أنه عيَّنها رغم عدم تفوقها على بقية المتقدمات ..
و لكنه كان قد عيّنها بعد أن أضمر أمراً و تأبط شيئاً ..
لم يحاول أن يصل إليها عبر طريقة زوجته فريال ..
فهو مجبول على تطبيق مقولة أن أقصر الطرق للوصول هو الخط المستقيم.
فقد عينها سكرتيرة خاصة له .. و في نفسه شيء ما ..

***
جلال داود ( ابوجهينة ) الرياض

SOHER 05-04-2011 05:37 PM

رد: إعجاب من ثقب الباب
 
تسلم اياديك على القصة الرائعة

أتمنى لك مزيد من التألق والابداع

فائق تقديرى لك.

طارق سرور 05-04-2011 05:40 PM

رد: إعجاب من ثقب الباب
 
قصة جميلة وشيقة أخى

بس أحمق هو من يحب فى التلفون من غير ما يرى المتحدث

وكمان اكبر منه بسنوات

ومن تفعل ذلك سيدى لا يؤتمن عليها فى إنشاء اسرة

ولانه فضل المصلحة عن الحب وفضل إرتقاء السلم بالنط

صابه الحرمان فى سنه هذا وإختار أقصر الخطوط ليصل إلى ما حرمه منه من قبل

طرح رائع وقيم جدااااااااااااااا

شكرى وتقديرى اخى جلال داود


نور 05-04-2011 11:23 PM

رد: إعجاب من ثقب الباب
 
دهشة والله
اهو حب صبيانى من سيدة تكبر البطل بسنوات
اصادقة هى ومستغل هو
دعنى احاول ان استشف الحقيقة
من المخطئ حقا هنا
هى حين تصيدت وراقبت وتحدثت بخفاء
ام هو حين لم يصدق عيناه
واستغل الار لصالحه واهما بالحب
وله اهداف اخرى
دنيا غريبة حين يتلاعب البشر بالعواطف
وبالحب ليستغل ابشع استغلال
باءسمه يحدث الكثير والكثير
لى عووووودة
ربما تعبى يخيل لى انى اهلوس
دام لنا نبضك
شاعرنا واديبنا
جلال
حقا تطرح قضايا اجتماعية بشكل لااتخيله
لم اصادف من قبل مثلك شاعرنا
لايكتب لمجرد الكتابة
لكن لاهداف وابعاد انسانية تتعمق بالذات البشرية
والانسانية وتضغط على عيوب اجتماعية
خالص الشكر لك والاحترام

أحمد اسماعيل 05-04-2011 11:24 PM

رد: إعجاب من ثقب الباب
 
رائع جداً اخى جلال

احيانا تحدث امور لا يمكن للانسان يعرف تاثريها الا بعد سنين وايام .. وعندما تضيع الاحلام يحاول اللحاق بما بقى

كما تزوج فريال .. ورغم انه ملك المال والعيال .. الا ان داخاه حنين دفين .. ومرحة من عمره لا تهداء ولا تستكين
لابد ان يحيا فيها والا يضمر فيها حلم أخضر جميل

كمال سوف يتصل بالسكرتيرة الجميلة ويعيد الحكاية رغم طول السنوات كى يقول لها ما سمعه من فريال .

تعرفون لماذا يا صبايا ويا رجال ..

لان المال هنا غلب القلب والعواطف ... فى مرحلة معينة .. لكن بالنهاية لا يصح الا الصحيح

ومهما توارت الاحلام .. لكن لا تموت . . ربما تغيب ويبقى القلب والروح فى انتظار عودتها

اسعدتنى الحكاية مع بعض الملاحظات ... تغير اللهجة على لسان المتحدثين

وتاهت ما بين اهل مصر والخليج والشام .. وأخيراً .. لك منى كل احترام

جلال داود 05-07-2011 08:48 AM

رد: إعجاب من ثقب الباب
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sahary (المشاركة 694315)
تسلم اياديك على القصة الرائعة

أتمنى لك مزيد من التألق والابداع

فائق تقديرى لك.

تحياتي sahary

كل الشكر على المرور البهي

جلال داود 05-07-2011 08:53 AM

رد: إعجاب من ثقب الباب
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق سرور (المشاركة 694320)
قصة جميلة وشيقة أخى

بس أحمق هو من يحب فى التلفون من غير ما يرى المتحدث

وكمان اكبر منه بسنوات

ومن تفعل ذلك سيدى لا يؤتمن عليها فى إنشاء اسرة

ولانه فضل المصلحة عن الحب وفضل إرتقاء السلم بالنط


صابه الحرمان فى سنه هذا وإختار أقصر الخطوط ليصل إلى ما حرمه منه من قبل

طرح رائع وقيم جدااااااااااااااا

شكرى وتقديرى اخى جلال داود

الأستاذ طارق سرور
تحياتي

الأذن تعشق قبل العين أحيانا
هو أحب و عشق بأذنه ، و عندما صدمته الحقيقة ، آثر أن يركن إلى مصلحته ثم رجع إلى مربعها الأول فسلك نفس طريقتها و قد تجد الفتاة نفسها تسلك نفس الطريق إن هي آثرت المصلحة المادية على حساب قلبها و سعادتها. و هكذا دواليك ، تستمر هذه الحكاية كتروس آلة ضخمة.

مشكور على المرور

جلال داود 05-07-2011 09:01 AM

رد: إعجاب من ثقب الباب
 
الأستاذة نور
تحايا كبيرة

تساؤلك يقول : من هو المخطيء هنا ؟
تغليب المصالح الشخصية هو الذي أوقع الشاب في الخطأ
بعض النساء يفضلن من هم أصغر منهن سنا لأسباب كثيرة ، أهمها و أبرزها عامل نفسي يتعلق بالسن و التعلق و التشبث بوهم العيش في فترة الشباب و الصبا من خلال زوج أو عشيق يصغرهن سنا. و هذا وهم نشاهد بطلاته بيننا في حياتنا اليومية.
و بالمقابل نجد شبابا صغار السن يتزوجون من نساء أكبر سنا لأسباب مادية أو جاه أو تشعلق بوجاهة إجتماعية أو شهرة ألخ ...

دمتم

جلال داود 05-07-2011 09:14 AM

رد: إعجاب من ثقب الباب
 
الأستاذ أحمد إسماعيل
تحياتي

أنت تقول أنك واحد من الناس
و لكنك طلعت ( ناس ) في واحد ( مجموعة ناس في واحد)
أتدري لماذا ؟

السبب الأهم : هو أنك بالفعل قاريء مميز جدا ، لأنك إستطعت في غمرة القصة و أحداثها المتسارعة ، إستطعت أن تفرز اللهجات المختلفة في منعطفات الحكاية.
و هذا لعمري إلتقاط مميز.

تغير اللهجة على لسان المتحدثين

وتاهت ما بين اهل مصر والخليج والشام


قبل أيام كنت أشاهد جزءا من مسلسل عربي في التلفزيون ، شدني إلى المسلس هذا التمازج في لهجات الأبطال ، فتارة اللهجة المصرية المحببة ، و تارة شامية بطريقة نطقها المميزة التي تذكرك بنواعير حماة و أسوار دمشق و نكهات حلب و تارة خليجية تجرجرك إلى أجواء الإغتراب الذي عشعش في وجدان أغلب العرب.
نقلت الفكرة هنا عمدا لأرى التأثير ، فكانت عينك ( الساهرة ) لاقطة للتغيير.
كان بإمكاني أن أجعل الحوار بلغة عربية فصحى ، و لكن لا تغيب عن فطنتك أن حشو اللغة الدارجة بين طيات الفصحى تعطي النص نوعا من الحياة.
شكرا على المرور الدسم
دمتم

نور 05-07-2011 10:50 AM

رد: إعجاب من ثقب الباب
 
تساؤل حائر
هل تغلب المصالح المادية والحياتية
على الانسان لتجعله لايتراجع حين يصدم فى مشاعره
ولايتخلى عن مبادئه للبحث عن الحب الصادق
الذى طالما حلم به كثيرا
وهل يظل الامر كدائرة لاتنتهى فى الحياة
تصدمنا نحن ايضا وتصيبنا باليآس واحباط
ان هذا حال البشر
دعنا اديبنا جلال
لاننسى ان التاريخ سطر لنا قصص حب
رغم فارق السن واذكر منها
زواج الرسول الحبيب من السيدة خديجة الوفية المخلصة
التى كان الرسول الكريم يضرب بها المثل فى الوفاء والتضحية
والشرف والعزة والكرم من منحته سنوات من الحب والاخلاص
ولاننسى ذكره لها والثناء عليها حتى بعد وفاتها رضى الله عنها
وقصة اخرى للحب ونبضه بعيدا عن كل منطق معتدل

ملك انجلترا الذى ضحى بعرشه
والامير تشارلز وهو متزوج الراحلة ديانا الجميلة لكن قلبه احب من تكبرها سنا
وظل وفيا لها حتى تزوجها بالنهاية 00
اعتقد رغم قناعتى الشخصية ان التوافق الاجتماعى والعمرى والثقافى هام لنجاح الحب والزواج
لكن لاانكر ابدا ان الحب الصادق لايعرف الفوارق أى كان نوعها
سلمت اديبنا الرائع
دوما سردك وقصصك الجميلة ذات البعد الانسانى
تدفعنى للخربشة والتساؤل حتى لو كان بسيطا عفويا
فاأنا لااعرف الا ان اكون صادقة عفوية بسيطة غير منمقة الفكر
فيكون حوارى من منطلق هذه الدردشة العفوية
والتساؤل الذى يدور بفكرى
خالص شكرى واحترامى


الساعة الآن 06:46 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by