شبكة صدفة

شبكة صدفة (http://www.aadd2.net/vb/index.php)
-   منتدى صدفة العام (http://www.aadd2.net/vb/forumdisplay.php?f=10)
-   -   وتلهو بنا أوراقُ المسافات.. (http://www.aadd2.net/vb/showthread.php?t=41025)

نور 07-14-2009 11:15 PM

وتلهو بنا أوراقُ المسافات..
 
وتلهو بنا أوراقُ المسافات..




وتلهو بنا أوراقُ المسافات ..
والصمتُ يأتي وهُم لا يأتون ..
فننتظرهم برغمِ حضورهم مرّات ..

في بقعةٍ تزدادُ تيهاً
ملاحظة : لا تُحاول أنْ تحسبَ المسافةَ بين صمتك وصمتهم .

وهي الحياة بتقاطعاتها وأقدارها التي تُسقط البسمات كأوراقِ تقويمٍ تدهسُها أقدامُ المارّة غيرُ آبهةٍ ليومٍ مضى ..
وتُسيّل الدّموع كدينٍ في ذمةِ غيمةٍ مرّتْ يوماً ولمْ تهطلْ ..
ودائماً ما تدفعك لتجاهلِ كلّ الموجودات , والتحافَ الوحدةِ كتعبيرٍ وحيد حين تعجزُ كلّ الأشياء عن احتضانك بدفء ..


صدقاً إنّي لا أفهمُ مقصداً لتلك الجزيئاتِ التي تطفو على سطحِ صوتٍ يخصّني ولكنّي لا أستطيعُ تكلّمه ..
فأجدني فجأةً بوسطِ ازدحامٍ مروريٍّ يشدُّني نحو شيء خارج إطارٍ ما ..!
شيء يُشبه حنيني لذكرياتهم/صراخهم/تفاصيلهم , فيجتاحون رغماً عني ما كُنتُ قدْ نويته بعزلتي ..
فأبتسمْ ..!
...

غرفتي مُمتلئةٌ بذراتِ مَنْ سكنوها ولمْ يُغادروا ..
بل أصبحوا جُزءاً مِنَ الجدران أكثر مِنْ تلك اللوحةُ التي تمتدُ من عُمْرِ طفولتي ..
آثارهم تُينعُ فرحاً من بين الأشياء , وتُنبتُ عطراً في جميعِ زواياها ومساحاتها ..
فأسرجُ القلبَ قنديلاً , وأفتحُ أذرعي لهم كمن يسقطُ من شَفَا غيمةٍ مُستسلماً للنسمات ..
وفي مسافتي تلك أُسافرُ بين الـ( هُنا ) .. و الـ( هُناك ) ..
أهربُ من الـ( هُنا ) كواقع , فيشدني ذلك الـ( هُناك ) كـحلمٍ أكثرَ من أيّ شيء ..
أتأمله/أراقبُ خُطاه/قسماتِ وجهه/نظراته/ابتسامته/كلماته التي تتناثرُ من جبينه وفي كلّ الأرجاء ..
فأبتسمْ ..!
..

من بين كلّ تلك اللفتات أسرقُ لوناً أزرقَ مِنَ التيْه و أزرعه في وحدتي كطريق ..
تغتالني لحظاتٌ صلبةٌ تُوغِلُ في صميمِ بعضها ..
فتُمطر عينايّ شوقاً بشكلٍ يُجبرني على مُفاوضةِ وقتٍ ما من بين زحامِ وصايا الحياة ..
أدفع له الروح ثمناً لأعبر إليهم ..
وأبتسم أكثر من السابق ..!!


ابتسامتي تلك والتي ترتسمُ بملامحِ طفل هي تذكرةُ السفرِ التي تساعدهم على العبور ..
فيأتون من هُناك .. ومن كلّ نبعٍ في الذاكرة ..
يتمايلون مع روائحهم الفاضحة لصمتي , يُراوغون أوردتي كمحترفي ركوب الوجد , يُبللون قلبي بأمطارهم ..
ويبتلعون بكلامهم عبثية الضوضاء/الانتهاكات/أضواء المصابيح/أنين الجدران/الخبر العاجل/صوت أخي الصغير ..
وعلى الطريقِ الأزرق ألمحُ أثرهم بشكلٍ يُغري بإتباعهم ...
فأبتسم ..!

وأمضي .. ويمضون ..
فيا أيّها الممعنون في روابي الروح مُدناً ..
تعالوا لعناقٍ بيني وبينكم فإنّا جميعاً لحالمون ..
بتلك الفوضى الطفولية التي لمْ نعُدْ قادرينَ على مُمارستها ..
للطيرانِ مع من افترشوا القلبَ طُولاً وعرضاً .. وكتبوا على جدرانه تراتيلَ لا تخصّهم وحدهم ..
لأشياءٍ مُبهمةٍ كوحدتنا معهم والتي مهما حاولنا انتهاك حاجزها نصطدمُ بالعجز , ويُقيدنا الذهول ..


ورُبما للـ( هُناك ) القابعُ فوقَ الـ( هُنا ) علناً كـاحتلالٍ جميل ..
ورُبما لا أدري لأيّ شيءٍ آخر ..!!

...
نعم هكذا يبدو الصمتْ , مليءٌ بالكلام والدهشةِ والأمنيات , وأشياء يعلمها القلب وتتلقفها العيون ..
والخلوةُ التي نُعدُها لأنفسنا - برغمِ كلّ ما حولنا من تجاوزات - هي رُغماً تكون مُعرضةً للاجتياح من الـ( هُناك ) ..
وهي الطاولة الشرعيّة للحديثِ معهم ..
فيبدو صمتنا في حضرتهم كـقمرٍ يسقطُ بزهوٍّ من عناقيدِ الأرواح ليس علينا إلّا أنْ نُعانقه .. ونمضي .. ونبتسم ..
ونمضي.. ونبتسم
ونمضي.. ونبتسم











منقول لروعته..
ودمتم كمآ يحب ربي ويرضآ..

marmer 07-15-2009 02:51 AM

رد: وتلهو بنا أوراقُ المسافات..
 
وأمضي .. ويمضون ..
فيا أيّها الممعنون في روابي الروح مُدناً ..
تعالوا لعناقٍ بيني وبينكم فإنّا جميعاً لحالمون ..
بتلك الفوضى الطفولية التي لمْ نعُدْ قادرينَ على مُمارستها ..
للطيرانِ مع من افترشوا القلبَ طُولاً وعرضاً .. وكتبوا على جدرانه تراتيلَ لا تخصّهم وحدهم ..
لأشياءٍ مُبهمةٍ كوحدتنا معهم والتي مهما حاولنا انتهاك حاجزها نصطدمُ بالعجز , ويُقيدنا الذهول ..

روعة يا احلى نور

تسلمى

نور 07-16-2009 08:42 AM

رد: وتلهو بنا أوراقُ المسافات..
 
سلمت مرمرية
اسعدنى حضورك الاول
بارك الله فيك

أحمد اسماعيل 07-16-2009 09:26 AM

رد: وتلهو بنا أوراقُ المسافات..
 
نووور




تسلمى على روووعة الطرح


اسعدك الله ويسر امورك

دعواتى لكى بالصحة والعافية

جنة 07-16-2009 12:34 PM

رد: وتلهو بنا أوراقُ المسافات..
 

هكذا يبدو الصمتْ , مليءٌ بالكلام والدهشةِ والأمنيات , وأشياء يعلمها القلب وتتلقفها العيون ..
والخلوةُ التي نُعدُها لأنفسنا - برغمِ كلّ ما حولنا من تجاوزات - هي رُغماً تكون مُعرضةً للاجتياح من الـ( هُناك ) ..

وهي الطاولة الشرعيّة للحديثِ معهم ..
فيبدو صمتنا في حضرتهم كـقمرٍ يسقطُ بزهوٍّ من عناقيدِ الأرواح ليس علينا إلّا أنْ نُعانقه .. ونمضي .. ونبتسم ..
ونمضي.. ونبتسم
ونمضي..

سلمتي غاليتي وسلمت الانامل على الاختيار المميز
دمتي مبدعة


الساعة الآن 02:56 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by