شبكة صدفة

شبكة صدفة (http://www.aadd2.net/vb/index.php)
-   منتدى صدفة العام (http://www.aadd2.net/vb/forumdisplay.php?f=10)
-   -   السخرية والساخرون.. وكتابة "الشارلستون"! ....مقال ساخر (http://www.aadd2.net/vb/showthread.php?t=32710)

نور 05-05-2009 04:56 PM

السخرية والساخرون.. وكتابة "الشارلستون"! ....مقال ساخر
 
السخرية والساخرون.. وكتابة "الشارلستون"! ....مقال ساخر

السخرية والساخرون.. وكتابة "الشارلستون"!
محمد هشام عبيه

http://www.boswtol.com/aldiwan/image...kasakes_04.jpg

في مقال له منشور منذ 27 عاما في مجلة (سمير) -أي نعم مجلة الأطفال الشهيرة !- كتب الكاتب الساخر الكبير "محمد عفيفي" مقالا يسرد فيه جزءا من طفولته قائلا في نهايته إنه وقبل أن يبلغ العشرين من عمره كان يكتب مقالات كئيبة جدا، حتى اكتشف أن ذلك أمر غير مُجْدٍ، فقرر السخرية من أسباب الكآبة هذه فأصبح من يومها كاتبا ساخرا دون أن يعني ذلك أنه "ماشي بيضحك على نفسه في الشارع"!، فلا استظراف ولا إلحاح في الابتسامة وإنما حاجة كده رباني موهبة من السماء قادرة على حشد كل هذه السخرية والضحك الحقيقي من تفاصيل التفاصيل والمواقف اليومية العادية التي تمر على آخرين مرور الكرام واللئام معا.
هذا إذن أحد أسباب قيمة وخلود أعمال "عفيفي" على قلَّتها، مقارنة بكتّاب آخرين عرمرم، يخرج الواحد منهم على شاشة التليفزيون ليؤكد لك أنه "ساخر" أبا عن جد، وأن والدته كانت "تكركر" منه وهو لا يزال في أحشائها من كثرة مرحه الزائد، بينما لو أمسكت فيضا من كتبه الكثيرة لوجدت أن الشيء الوحيد الصادق والطبيعي فيها هو "ثقل الدم" الذي يصل في مراحل متقدمة إلى حد "أنه يلطش فعلا"، *** من الاستظراف والاستخفاف وفي أوقات كثيرة "الابتذال" حتى تحسب أن هذا الكاتب سيخرج لك من بين صفحات الكتاب وهو يمسك فأسا مهددا "هتضحك يعني هتضحك"!
في قائمة "محمد عفيفي" -من الكبار- هناك طبعا "محمود السعدني" بسخريته "الحراقة"، و"أحمد رجب" بهذا "الروقان الساخر الاستثنائي" و "يوسف عوف" بسخريته السياسية والاجتماعية "الفلتة"، ويمكنك بثقة أن تضع معهم العملاق "يحيى حقي" الذي قد يندهش البعض من وضعه في قائمة كبار الكتاب الساخرين وهو المعروف بكونه روائيا وقصاصا وكاتب مقال ومترجما من العيار الثقيل، لكن إن تفحصت أعماله الغزيرة الممتعة، ستجد نفَسا مصريا ساخرا فريدا يسحب القهقهة من أعماقك بنعومة منطلقا من ذات الزاوية المدهشة في سرد تفاصيل التفاصيل، ولكم في كتابه الرهيب "تعالَ معي إلى الكونسير" نموذجا على ذلك.
القائمة تضم أسماء أخرى طبعا، لكن هؤلاء -في ظن وعلى حسب معرفة كاتب السطور- هم "الألفة" من الكبار -من المعاصرين فقط- وقد ورث عنهم تلك الثروة "السخرية" جيلا آخر من كتاب الوسط والشباب، يتزعمهم "بلال فضل" ومعه "أسامة غريب" و"عمر طاهر" ومن قبلهم -ولوحده ومع نفسه- "جلال عامر" الذي ينتمي إلى جيل الكبار بسخريته الفريدة التي فيها "عُمر" من التجارب والحياة و"الخضرمة" لكنه ينتمي إلى جيل الوسط روحا واكتشافا متأخرا بعض الشيء، وطبعا في نفس هذه القائمة المختلف د."أحمد خالد توفيق" الذي ربما يكون الكاتب الوحيد في العالم الذي يكتب قصصا وروايات رعب بحس ساخر!

ولأن مصر ولادة -كما تعلم أنت بكل تأكيد أمال الـ80 مليون دول جايين منين؟!- فكان لابد من خروج جيل ثالث من الساخرين، شاء الله أن "ينفجر" هذا الجيل مع انفجار ثورة المعلومات والتكنولوجيا المعروف اختصارا بـwww، هذه الشبكة العنكبوتية المبهرة الكارثية!
أما سر الإبهار فكون أن الإنترنت "خلاها ع البحري"، انفتحت كل الشبابيك المغلقة بالضبة والمفتاح، تنفس الناس أخيرا الحرية كما ينبغي أن تكون وليس كما يريدها الحكام، حرية بلا ضوابط أي نعم، دون حواجز أكيد، لكنها ممتعة بلا شك.
هكذا كانت "الجروبات" التي ترسل على الإيميلات لأكثر من شخص، هي الأوّلة، إذا كانت وسيلة -أوائل الألفية- لنشر العديد من المقالات الساخرة أحيانا، ثم جاءت المدونات بكل هذا السحر والبراح الذي تؤمنه لأصحابها، ومثلما كتب فيها المعقّد والمكتئب والمتشدد واللاديني والذي قرأ آلاف الكتب " واللي مابيعرفش يفك الخط"، كتب فيها من يمتلك حسا ساخرا وموهبة بالفطرة، هكذا خرجت كتب مثل "عايزة اتجوز" لـ"غادة عبد العال" و"حماتي ملاك" لسحر غريب وغيرهما، ومعهما وقبلهما ظهرت كتبا أخرى مثل "يوميات مدرس في الأرياف" لـ"حسام مصطفى" ويوميات اثنين مخطوبين لـ"هبة سيد عبد العاطي" و "مبسوطة يا مصر" لـ"أشرف توفيق"، وهي كتب نشرت بعض فصولها بشكل أو بآخر على الإنترنت أيضا لتؤكد أن هناك جيلا ساخرا آخر قد ظهر، ولابد أن نجاح بعض هذه التجارب، ومن قبلها تجربة النجاح المدوّي لكتب "عمر طاهر" الساخرة على وجه التحديد -كتب "شكلها باظت" و"كابتن مصر"- أغرت آخرين بأنه "طب واشمعنى أنا؟!".
هذا هو الجانب الكارثي إذن للإنترنت، أن هناك " بزرميط " ما قد ظهر!، وهكذا بعدما كانت القراءة للجميع أصبحت الكتابة للجميع بغض النظر عن قراءة شيء من أصله ! ليس هذا فحسب بل إن الأمر ذهب تحديدا إلى طريقة السخرية؛ لأنها أولا تبدو أسهل -يعني كام نكتة على كام إفّيه- ثم أنها الطريق الذهبي للشهرة، الذي لن يكلفك أكثر من إنشاء جروب على الفيس بوك تضع عليه اسمك وبجانبه كلمة "fan" -معجبين يعني!- وحفل توقيع يشارك فيه أصدقاء أصدقائك ومعهم الأهل والجيران وحبايب السيدة، *** من أن نجاح بعض الكتب المدوي -كروايات "علاء الأسواني" وكتب "عمر طاهر"- أغرى بظهور دور للنشر صغيرة شعارها " ادفع لنا ننشر لك "، وإذا كان يمكن تقبُّل هذا المبدأ؛ لأنه ينقذ كثيرا من المبدعين -بجد- من سطوة دور النشر الحكومية المغلقة على أسماء بعينها، وتوحُّش دور النشر الكبرى المغلقة بدورها على أسماء بعينها -بس غير الأسماء الأولى- فإن هذا المبدأ يكون كارثة لو كان الدفع ليس في سبيل النشر فقط وإنما في سبيل إغماض العين عن محتوى الكتاب الذي قد يكون ضعيفا لا يرقى للنشر إلا في مجلات الحائط لكن الناشر يتغاضى عن هذه الحقيقة -كنور الشمس- طالما الزبون هيدفع.
هل هذه دعوة لإغلاق دور النشر الصغيرة ولمنع الكتابة على الإنترنت ومنع الضحك من أصله؟ بالطبع لا، بل إن المرء يؤكد أن هذا هو بالفعل "جمال الحرية"، أن يكون أمامك العديد من البدائل من نفس المنتج، فقط عليك الحذر وأنت تتناول هذا المنتج "الساخر" ولا مؤاخذة، عليك أن تتفحصه بدقة قبل الشراء، فإن وجدت فيه رائحة " عفيفي " و" السعدني " و" رجب " و" عامر" و" فضل".... وغيرهم من الناس " الأصلي" فهنيئا لك فقد ربحت وكسبت وضحكت وفكّرت، أما إذا وجدته يزغزغك ويجر الضحكة و"الهأ هأ" جرا من طرف فمك، فدعك منه.. هذه "موضة" وستنتهي تماما كما لم يعد أحد يرتدي بنطلونات "الشارلستون"، وكلها شهور قليلة ولن يتبقى بعدها إلا "الأصلي" فحسب، وستجد مثل هذه الكتب والكتابات "الشارلستون"يطالب البعض بفرضها على الذين يقضون آخر مدتهم في الليمان لعل قراءة مثل هذه الأعمال -الساخرة تصوَّر!- تكفر عن ذنوبهم وخطاياهم!

أحمد اسماعيل 05-06-2009 07:54 PM

رد: السخرية والساخرون.. وكتابة "الشارلستون"! ....مقال ساخر
 
نور . رائع جداالمقال

تناول الانترنت والادباء الساخرون

ويبقى أن نقول .. هذه موهبة ربانية

تسلمى على روعة الطرح


حفظك الله ويسر امورك

دعواتى لكى بكل الخير







نور 05-06-2009 09:10 PM

رد: السخرية والساخرون.. وكتابة "الشارلستون"! ....مقال ساخر
 
سلمت على حضورك المميز
اخى احمد
لاتحرمنا تواجدك العطر


الساعة الآن 11:45 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by