الشاعرة منيرة توفيق ... جدة اختنا منى رشدى
منيرة توفيق الشاعرة الرحالة (1893 – 1965م) - كان الصدق رائدها وروعة الفن هدفها من جميع قصائدها - جمعت في شعرها بين القديم والجديد، وبين مفاخر النضال الأصيل وملاحم الثورة الوطنية - وظفت موهبتها الشعرية في التعبير عن مكنوناتها في كل الأغراض والمناسبات فلامست نبض الشعب وشاركته أحساسيه حين تمزج أمواج البحر الهادرة بالمشاعر الفياضة والنبصات الرقراقة، تتحرك نوازع الإبداع وتثمر شعرًا وأدبًا راقيًا يعالج قضايا الفكر والواقع بلمسات رقيقة حانية، هكذا كانت حياة الشاعرة المصرية الأصيلة منيرة توفيق.. تلك الشاعرة التي ولدت في أحضان البحر المتوسط، وتنقلت بين شواطئه من بورسعيد إلى الإسكندرية؛ فاكتسبت خبرات واسعة في العلاقات الإنسانية، وتركت بصمة واضحة في دنيا الإبداع الفني والأدبي. نشأة بين الطبيعة ولدت منيرة توفيق في بورسعيد سنة 1893م لأسرة ميسورة، فكان أبوها مصطفى توفيق من كبار رجال الإدارة بمصر وحكمدار الشرقية، أحسن تعليمها، وحبب إليها الاطلاع، وشجعها على حفظ الشعر، ودربها على ركوب الخيل. وقد رافقته ابنته في تنقلاته ورحلاته، فكانت تلتحق بمدارس البنات في كل مدينة ينتقل إليها، وتزداد معرفة وخبرة بشعب بلادها وريفه وحضره. في عام 1911م تزوجت - في العشرين من عمرها - من شاب سكندري صار فيما بعد اللواء ومدير أمن بني سويف، محمد ماهر رشدي، فكانت تنتقل معه من بلد إلى بلد، ولم تنقطع بعد الزواج عن نظم الشعر، فنشرت قصيدتين بمجلة (الإمام) بالإسكندرية. شاعرة في كل المناسبات كانت منيرة شاعرة رقيقة وأديبة متدفقة العطاء، فكان شعرها أقرب إلى وثيقة اجتماعية وسياسية غلب عليها اللحن الحزين في مرثياتها للشخصيات الفكرية العامة، مثلما غلب عليها السرور والبشر في المواقف السعيدة. فقد شاركت في موسم الشعر عام 1936م بجمعية الشبان المسلمين بقصيدة (الشباب والزواج)، كما شاركت في حفل تأبين الكاتبة مي زيادة سنة 1941م. وفي مهرجان الشعر في فبراير 1942م منحت ميدالية ذهبية على قصيدتها، كما شاركت في حفل تكريم الشاعر أحمد محرم، وفي حفل تأبين شوقي بالأوبرا. كان يطلق عليها شاعرة الاتحاد النسوي الذي ترأسه هدى شعراوي، وكانت تدعى إليه بالقاهرة. نشرت بعض قصائدها في الأهرام والرسالة والثقافة، ومنها مرثيتها لسعد زغول، ومصطفى كامل، وأحمد شوقي، ومي زيادة، وفلسطين الجريحة التي كتبت فيها تقول: بَنِي العروبة إن الشرق يجمعنا والشرق بالملة السمحاء يفتخرُ هذي فلسطين لما مسها ضرر من الطغاة وقد حلت بها العبرُ مدت إليك يديها فاستمعت لها وقمت تنجدها والنار تستعرُ عز العروبة مضروب سرادقه على السهاد جلال الشرق مزدهرُ كان شعرها يعكس مزاجها، ويترجم واقعها وحياتها الإنسانية والاجتماعية. فعندما علمت بعزم زوجها على طلاقها نشرت قصيدة مؤثرة كان لها أصداء واسعة تقول فيها: ما لي أراك معاندي ومعذبي في غير طائلْ لم ترع لي صلة الهوى وهجرتني والبحر مائلْ هل رمت أن تغدو طليقًا لا ينال هواك حائلْ أو رمت غيري زوجة ياللأسى فيما تحاولْ إن تبغ مالاً فالذي أدريه أن المال زائلْ أو تبغ حسنًا فالمحاسن جمةً عندي مواثلْ أو تبغ آدابًا فأشعاري على أدبي دلائلْ أنا ما حفظت سوى الوفاءِ ولا ادخرت سوى الفضائلْ فجزيتني شر الجزاءِ وكنت فيه غير عادلْ وعندما تحسنت علاقتها بزوجها وعادت المياه بينهما إلى مجاريها نشرت قصيدة أخرى تبشر فيها بالسعادة والوئام تقول فيها: قد عاد لي زوجي الكريمُ وجاء يقرع سن نادمْ من بعد ما قدرت أن رجوعه أضغاث حالمْ هي غضبة شعرية أدت إلى حسن الخواتمْ فعلت به ما ليس تفعله العزائم والتمائمْ أنوار منيرة كانت منيرة توفيق عضوة نشطة في جمعية الشابات المسلمات في الإسكندرية، فلما توفيت إلى رحمة الله في 22 أكتوبر 1965م، قامت الجمعية بإصدار ديوانها الشعري (أنوار منيرة) بعد أربعين يومًا من وفاتها، وكانت الشاعرة قد أعدت الديوان، وأشرفت على ترتيب القصائد فيه، لكنها توفيت قبل صدوره، وقد ضم الديوان أكثر من مئة وأربعين قصيدة في مختلف الأغراض الوطنية والعروبية، والوصف، والمراثي، والتهنئة، والتكريم، وشعر الأسرة، والأعياد، والوجدانيات، والذكريات. وقدم لهذا الديوان السيد محمد حمدي عاشور - محافظ الإسكندرية آنذاك - بكلمات مؤثرة تحمل في طياتها مدى التقدير الذي يكنه أهل الإسكندرية لابنتهم الراحلة: «إنه لمن حسن حظ الإسكندرية أن يكون بين ربوعها سيدة أديبة أوتيت موهبة التعبير عن مشاعرها بشعر عربي رصين، يهز النفس، ويثري الوجدان، ويوحي بالرضا والارتياح على نحو فريد من فنون القول اختصت به هذه الأديبة الكبيرة، التي لم تؤتَ نصيبًا من الشهرة؛ لأنها كانت حتى آخر يوم في حياتها زاهدة في تلك الشهرة، راضية بأنها إذا عبرت عن أي خاطر من خواطرها كان الصدق رائدها وروعة الفن هدفها الأول والأخير. جمعت السيدة صاحبة الأنوار في هذه المجموعة من شعرها بين القديم والجديد، وجمعت بين مفاخر النضال الأصيل وملاحم الثورة المباركة». |
رد: الشاعرة منيرة توفيق ... جدة اختنا منى رشدى
فى اخر كتابات الناقد الراحل الكبير رجاء النقاش فقد جمع اكثر من اربعين قصة حب وصاغها فى كتابه الذى يشبه قصة حقيقية فى حياة المؤلف حيث كتبت هذه القصص فى الايام الاخيرة من حياته فى الفترة التى كان يصارع فيها المرض وقد كان كاتبا رائعا بيننا وفى احدى قصص الحب يقول النقاش كانت هناك شاعرة مصرية تغرفها الاوساط الادبية وتنشر لها الصحف والمجلات قصائدها وهى الشاعرة منيرة توفيق وكانت تكتب قصائد رقيقة ناعمة تفيض بالعاطفة الانسانية حتى اطلقوا عليها " شاعرة الحنان " وذات يوم هجرها زوجها تمهيدا لاعلان الطلاق وكانت تكن له الحب والثقة فارسلت قصيدة الى مجلة الرسالة قصيدة تحت عنوان الى زوجى الفاضل قالت له فيها.. طال السهاد وارقت ... عينى الكوارث والنوازل لما جفانى من احب ... وراح تشغله الشواغل وطوى صحيفة حبنا ... واصاغ سمعا للعوازل وبعد اسبوعين فقط من نشر القصيدة نشرت مجلة الرسالة قصيدة جديدة للشاعرة نفسها عنوانها " الحمد لله " وفيها تقول لزوجها وقد عاد اليها بعد ان قرا قصيدتها الاولى : قد عاد لى زوجى الكريم ... وجاء يقرع سن نادم من بعد ما قدرت ان .. رجوعه اضغاث حالم وهكذا استطاعت قصيدة رقيقة ان تمنع الطلاق وتعيد الزوج الهارب الى بيته والى زوجته المحبة الوفية |
رد: الشاعرة منيرة توفيق ... جدة اختنا منى رشدى
منيرة توفيق ( 1311 - 1385 هـ) ( 1893 - 1965 م) سيرة الشاعر: منيرة بنت مصطفى توفيق. http://www.almoajam.org/photos/poet/3725.jpg ولدت في مدينة بورسعيد، وتوفيت في مدينة الإسكندرية. قضت حياتها في مصر. نالت قدرًا من التعليم المدرسي، متنقلة بين عدد من مدارس البنات في بعض المحافظات التي عاشت فيها وفقًا لظرف عمل أبيها. كانت عضوًا بالهيئة المحلية لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بالإسكندرية، كما كانت عضوًا في جمعية الشابات المسلمات، وجماعة نشر الثقافة بمدينة الإسكندرية، شاركت في عدد من الندوات والمهرجانات الشعرية بالقاهرة والإسكندرية. الإنتاج الشعري: - لها ديوان بعنوان: «أنوار منيرة» - إصدار جمعية الشابات المسلمات - الإسكندرية 1967، تضمن الديوان مطولة بعنوان: «الفجر الجديد» ذات نفس ملحمي، أهدتها إلى الرئىس جمال عبدالناصر، ولها قصائد منشورة في بعض المجموعات والدوريات منها: في رثاء سعد - كتاب تأبين «دموع الشعراء على سعد زغلول» - مطبعة الأمانة - 1928، «أدب الربيع» دار نشر الثقافة - جميلة العلايلي - القاهرة 1946، «الربيع» الكتاب الذهبي لجامعة أدباء العروبة - أحمد عبدالمجيد الغزالي - القاهرة 1947. «دعابة شعرية» ديوان الظلال لعبدالغني سلامة - مطبعة دار السفينة - طنطا 1950، «عبرة الوفاء» ذكرى دسوقي أباظة - الناشر أحمد الدسوقي أباظة - 1954. كتبت القصيدة العمودية، وتناولت أغراضًا وموضوعات مختلفة، بعضها ارتبط بالمناسبات، ويتجاذب شعرها النزوعان الوطني والوجداني، ولامست تجاربها الوجدانية مناطق شجية ومؤثرة في حياتها، كنظمها في وفاة أبيها وزوجها، ولها قصيدة طريفة تصف طلائع المشيب في رأسها وتأثير ذلك على نفسها ومشاعرها، وقد عكس شعرها وعيًا بقضايا المرأة ودورها الاجتماعي والوطني على نحو ما صورته قصيدة النهضة النسائية، وأهدت بعض قصائدها إلى رموز هذه الحركة، منهن: هدى شعراوي ومي زيادة، تميز شعرها بدفء وصدق العاطفة وقوة الوجدان، وتنوع المعاني وسلاسة اللغة، وسطوع الصورة بغير تكلف. نالت الميدالية الذهبية مع درجة التفوق الأدبي في مهرجان الشعر الذي عقده مجموعة من الشعراء بالقاهرة عام 1942. مصادر الدراسة: 1 - رجاء النقاش: عباقرة ومجانين - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1998. 2 - عبدالله شرف: شعراء مصر (1900- 1990) - المطبعة العربية الحديثة - القاهرة 1993. 3 - نقولا يوسف: أعلام من الإسكندرية - الهيئة العامة لقصور الثقافة - القاهرة 2001. 4 - الدوريات: أعداد من مجلتي: الرسالة، وكوكب الشرق، وجريدة الأهرام. |
رد: الشاعرة منيرة توفيق ... جدة اختنا منى رشدى
الربيع هـذا الربـيعُ تفتَّحتْ أزهــــــــــــــارهُ ___________________________________ وتسـاجلَت فـوق الربـا أطـيـــــــــــارهُ ___________________________________ مـلأ الـوجـودَ بـهــــــــــــاؤُه وتألَّقت ___________________________________ أضـواؤه وتـرنَّمت أشعـــــــــــــــــاره ___________________________________ أمِن النهـارُ بـه فطـال بـهـــــــــــاؤه ___________________________________ لـمـا تعـادلَ لـيلُه ونهــــــــــــــاره ___________________________________ شهدتْ بصـفْوِ هـوائِه آصــــــــــــــــالُه ___________________________________ وتحدَّثت عـن طِيبِه أسحـــــــــــــــــارُه ___________________________________ وهفـا النّسـيـم إلى الريـــــــاض مُداعبًا ___________________________________ ــــــــــــــــــغصنًا تفتَّح للندى نَ ___________________________________ يـهتزُّ فـي كفّ النسـيــــــــــــــم كأنه ___________________________________ شمـلٌ تـمشَّت فـي العـظام عُقـــــــــــاره ___________________________________ والجـدولُ الرَّقْراق فـاض لُـجـــــــــــيْنه ___________________________________ صـبحًا وسـال لـدى الأصـيل نُضـــــــــاره ___________________________________ تلك الريـاضُ الـبـاسمــــــــــاتُ غدَتْ له ___________________________________ سِفرًا تفـوح بعطره أسطــــــــــــــــاره ___________________________________ بـهـرَ العـيـونَ ببـهجةٍ لـمـــــــــا حكى ___________________________________ صـفْوَ الفؤاد تجـاوبت أوتـــــــــــــاره ___________________________________ قـد رقَّ فـي وادي الـحنـان نسـيــــــــمُه ___________________________________ وتبسَّمت بـدلالهـا أبكــــــــــــــــاره ___________________________________ مـن كل فـاغِيَةٍ يُنقِّطهـــــــــــــا الندى ___________________________________ والصـبحُ مؤتلقٌ بـدت أســــــــــــــراره ___________________________________ سبحـان مَنْ خلق الجـمـالَ وصـــــــــــاغَه ___________________________________ ويرى القـلـوبَ يـهـزُّهـا مِعْطــــــــــاره ___________________________________ تزهـو بنَضْرته الـحـيـاةُ وتزدهــــــــــي ___________________________________ ألـوانُه كـالشـوق تُضرَمُ نـــــــــــــارُه ___________________________________ يـا بـهجةَ الـدنـيـا وسـرَّ وجـودِهـــــــا ___________________________________ ومغنِّيًا تُشجـي الـورَى قـيثــــــــــــارُه ___________________________________ أبـدًا تحـيَّرَ فـي هـواك شـواعـــــــــــرٌ ___________________________________ يُنشدْنَ مـا غنَّاه فـيك هــــــــــــــزارُه ___________________________________ حـيِّ الربـيعَ كـسـا الربـوعَ نُضــــــــارُه ___________________________________ والـمـاء تصدحُ دونَه أطـيـــــــــــــارُه ___________________________________ والأرضُ قـد لـبستْ مطــــــــــــارفَ سندسٍ ___________________________________ وزهـا الربـيع بـهـا وتـمَّ فخـــــــــاره ___________________________________ إنَّ الربـيع عـلى الـمدى لـمـصـــــــــوِّرٌ ___________________________________ أبــــــــــــــــــدى روائعَ رسمِه آذارُ ___________________________________ فكأنمـا وردُ الربـا تصــــــــــــــويرُه ___________________________________ وكأنمـا الـمـاء النمـيرُ إطــــــــــارُه ___________________________________ شـاق الفؤادَ فهـبَّ مـن إغفــــــــــــائِه ___________________________________ وتحـرَّكتْ صدّاحةً أوتـــــــــــــــــــاره ___________________________________ فأصِخْ لقـلـبٍ شـاعـرٍ متـــــــــــــــرنِّمٍ ___________________________________ تسبـي الخـواطرَ والنُّهى أشعـــــــــــاره ___________________________________ لـم أدرِ فـنّاً مـثلَه متجــــــــــــــدِّدًا ___________________________________ يُحـيـي الـمفـاتـنَ لـيلُه ونهـــــــــاره ___________________________________ والكـونُ يـمـلأ بـالـمبـاهج عـيـــــــنَه ___________________________________ إن الـمفـاتـنَ للربـيع شعــــــــــــاره ___________________________________ زمـنُ الـوضـاءةِ والصـفـاء وبـهجةُ الْـــــ ___________________________________ ألـبـابِ عـاد إلى الرُّبـــــــــــا سُمّاره ___________________________________ مـاذا أشـاهد غـــــــــــــيرَ ريشة راسمٍ ___________________________________ يبقى عـلى طـول الـمدى تذكـــــــــــارُه ___________________________________ الأرضُ لـوحتُه يصـوِّر فـوقهــــــــــــــا ___________________________________ أمـلَ الزمـان فتـنقضـي أوطـــــــــــاره ___________________________________ هـذا نشـيـد الشعــــــــــــر يسخرُ دونه ___________________________________ وتضـيـق عـن إبـداعِه أشعـــــــــــــاره ___________________________________ الطـيرُ بـالألـحـان أسكرَهُ الهـــــــــوى ___________________________________ إنـي أراهـن أن يـقِرَّ قــــــــــــــراره ___________________________________ رقَّ النسـيـم ورقَّ كلُّ مُفــــــــــــــــوَّهٍ ___________________________________ ضمَّ السنـا فتألَّقت أنــــــــــــــــواره ___________________________________ طلْقٌ ضحـوكٌ لا يضنُّ بسحـــــــــــــــــره ___________________________________ ومسـابحُ الأفلاكِ هـــــــــــــــنَّ مداره _______________ ____________________ من وحي الوجدان دهتْنـي مـن الـدهـر الخؤون خُطـــــــــوبُ ___________________________________ وحـلَّتْ بــــــــــــــيَ الأرزاء وهْي ضُروبُ ___________________________________ فـيـا دهـرُ بـي رفقًا فـمـا لـيَ طـــــاقةٌ ___________________________________ عـلى حـمْلِ مـا تأتـي بـه وتـنـــــــــوب ___________________________________ رويـدك قـد أوهـيْتَ يـا دهـرُ عزمتـــــــي ___________________________________ وأذويْتَ غصنَ الجسم وهْو رطــــــــــــــيب ___________________________________ أنـاديك فـي الأرزاء عـلَّكَ راحــــــــــمٌ ___________________________________ شجـونـي وممـا قـد جنـيـتَ تثــــــــــوب ___________________________________ بربِّكَ هل نـامت مع اللـيل أعـيـــــــــنٌ؟ ___________________________________ وهل هدأتْ فـوق الـمِهـاد جُنــــــــــــوب ___________________________________ فقـد حـال هـمِّي بـيـن جفـنــــــيَ والكرى ___________________________________ ومـا جفَّ مـنه الـدمع وهـو سكــــــــــوب ___________________________________ وقـد بـات جَنْبـي والـحشـايـا كأنهــــــا ___________________________________ عقـاربُ أحقـافٍ لهـنَّ دبــــــــــــــــيب ___________________________________ لقـد صرتُ فـي الـدنـيـا كأنـيَ طــــــائرٌ ___________________________________ عـلى الأرض مقصـوصُ الجنــــــــــاح غريب ___________________________________ يـنـوحُ إذا مـا لاح فـي الأفق كــــــوكبٌ ___________________________________ يُنـير الـديـاجـي أو عــــــــــراه غروب ___________________________________ ويذري دمـوعَ العـيـنِ والصـبح مشـــــــرقٌ ___________________________________ ويعـلـو له طـولَ النهـار نحـــــــــــيب ___________________________________ حـيـاةٌ بأحداث الزمـان مـلـــــــــــيئةٌ ___________________________________ بـهـا قـد عـلانـي فـي الشبـاب مَشـــــيب ___________________________________ وعـيشٌ مـريرُ الطعـمِ صـابٌ وعـلقـــــــــمٌ ___________________________________ وأعذبُ مـنه فـي الـمذاقِ «شَعــــــــــوب» ___________________________________ رعى الله أيـامَ الهـنـاء الـتــــي انقضَتْ ___________________________________ سِراعًا كحـلـمٍ قـد طـواه ذُهــــــــــــوب ___________________________________ فـيـا حـادثـاتِ الـدهـرِ كفِّي وأقـلعـــــي ___________________________________ ورُحْمـاك فـالقـلـب الشجـــــــــــيُّ يذوب ___________________________________ ويـا نسمـاتِ الصـفـوِ هـبِّي عـلــــــــيلةً ___________________________________ لعـلَّ بك العـيشَ الـمـريرَ يـطــــــــــيب ___________________________________ وفـي الصـفـو إلا لـمحةً تستـردُّهــــــــا ___________________________________ صروفٌ بأكـدار الـحـيـاة تـنـــــــــــوب ___________________________________ خلـيلـيَّ لا واللهِ مـا الـمـرء واجــــــدٌ ___________________________________ صديـقًا إذا ولَّى الزمـان يُجــــــــــــيب ___________________________________ ومـا هـذه الـدنـيـا بـدار سعــــــــادةٍ ___________________________________ إذا أقبـلـتْ يـومًا فســــــــــــوف تذوب ___________________________________ فـيـا مـوتُ أقبـلْ إن لـي فـــــــيك راحةً ___________________________________ فريحُك ريحــــــــــــــــــانٌ وعَرْفُك طِيب ___________________________________ وفـيك شفـاء النفس مـن كل عـــــــــــلةٍ ___________________________________ وفـيك هـنـاءٌ لــــــــــــــم تَشُبْه كروب ___________________________________ نفسي لهفـي عـلـيك كثـيرة الأشجــــــــــــانِ ___________________________________ وجـريحة الإحسـاسِ والـوجـــــــــــــدانِ ___________________________________ هـيَّجتِ فـيَّ عـواطفًا قـد سـاءهـــــــــــا ___________________________________ مـا ذقتِ مـن كـدرٍ ومـن حـرمـــــــــــان ___________________________________ لهفـي عـلى عـيـنٍ يؤرِّقُهـا الـبكــــــــا ___________________________________ ويجـود مدمعُهـا بأحـمـرَ قـانـــــــــــي ___________________________________ لهفـي عـلـيك أسـيفةً ولهـــــــــــــانةً ___________________________________ لـم تلقَ مـن يحنـو عـلى الـولهــــــــان ___________________________________ لهفـي عـلى مـا ذقْتِ مـن ألـم النــــــوى ___________________________________ ومـرارة الـحـرمـان والهجــــــــــــران ___________________________________ لـو كـنـتُ نجـمًا مـثلـمـا تــــــــرعَيْنه ___________________________________ لصرفتُ عـنك لـواعجَ الأشجــــــــــــــان ___________________________________ أو كـنـتُ طــــــــــــيرًا لاتَّخذتُك مؤنسًا ___________________________________ مـن لـي إلـيك بقـدرة الطـــــــــــيران ___________________________________ فخُذي الـتجـمُّل والـتحـمُّل عــــــــــــدّةً ___________________________________ تُغْنـيك عـن أهلٍ وعـن إخــــــــــــــوان ___________________________________ ولـديك نفسٌ بـالعـلاء كريـــــــــــــمةٌ ___________________________________ عـظُمَتْ عـلى الفتـيـات والفتـيـــــــــان ___________________________________ نفسٌ تحـلّت بـالعفـــــــــــــــاف وعُوِّدَتْ ___________________________________ صـبرًا عـلى غِيَرِ الزمـان العـانـــــــــي ___________________________________ صـونـي بـهـا نِعَمَ الـحـيـاة وجـــــــدِّدي ___________________________________ مـنهـا سـرورًا رغم كلِّ هــــــــــــــوان ___________________________________ إن الجـمـال مكـارمٌ ومـواهـــــــــــــبٌ ___________________________________ لـيس الجـمـالُ الـبِدْعَ فـي الألـــــــوان ___________________________________ لا تـيأسـي إن النجـاة قــــــــــــريبةٌ ___________________________________ شأنُ الـحـيـاةِ تبـدُّلُ الـحدثـــــــــــان ___________________________________ الـدِّيـنُ يُغنـي عـــــــــــــن ثراءٍ وافرٍ ___________________________________ وعـن الجـمـال السـاحـــــــــــر الفتّان ___________________________________ واللهُ أصدقُ مَن رجـوت مسـاعــــــــــــدًا ___________________________________ واللهُ نعـمَ العَوْنُ للإنســـــــــــــــان ___________________________________ |
رد: الشاعرة منيرة توفيق ... جدة اختنا منى رشدى
شاعرتان
بقلم : رجاء النقاش http://www.ahram.org.eg/Archive/1999/4/25/nkash.jpg منذ عدة شهور كتبت عن شاعرة الحنان منيرة توفيق وكانت معلوماتي عن هذه الشاعرة محدودة بقصيدتين اثنتين قرأتهما لها في مجلة الرسالة القديمة, وهي مجلة رائدة عظيمة كان يصدرها من سنة1933 إلي سنة1953 أديب من أنبغ أدباء العرب وأكثرهم شرفا واستقامة ورجولة هو أحمد حسن الزيات, وقد سعدت بأن حديثي عن منيرة توفيق كان له بعض الفائدة والأثر, فقد كتبت لي السيدة عصمت زوجة الاستاذ الدكتور عبدالعزيز حجازي رئيس وزراء مصر الأسبق وأحد رواد الوطنية الاقتصادية في مصر, وفي الاقتصاد كما في السياسة وطنيون وفيه من هم ليسوا كذلك, ومن رسالة السيدة عصمت علمت أنها حفيدة الشاعرة منيرة توفيق, وكان في رسالتها الكريمة معلومات قيمة عن جدتها الشاعرة, وقد نشرت رسالة السيدة عصمت في حينها. ثم اتصلت بي ابنة للشاعرة هي السيدة دولت رشدي وتفضلت فأمدتني بنسخة من ديوان الشاعرة الوحيد وهو أنوار منيرة. واتصلت بي الأستاذة عواطف البدري من جامعة المنصورة وطلبت مني أن أمدها بكل ما أملك من معلومات عن الشاعرة منيرة توفيق لأنها تعد رسالة دكتوراة أو ماجستير عن هذه الشاعرة. وقد سعدت بذلك كله, إذ أنه يمثل نورا كاشفا عن الجوانب المجهولة الكثيرة في حياتنا الأدبية المعاصرة. وفي حديثي السابق عن الشاعرة منيرة توفيق أشرت إلي شاعرة ثانية قرأت لها قصيدة واحدة ثم لم أعثر لها علي أثر أدبي آخر بعد ذلك, مما جعلني أشك في أنها كانت اسما مستعارا لشاعر يختفي وراء توقيعها, لأن الشعراء كالعصافير لا يتوقفون عن الغناء ما داموا أحياء. هذه الشاعرة التي أثارت في نفسي التساؤل والشك هي ناهد محمد فهمي. وقد تلقيت رسالتين كريمتين إحداهما من الأستاذ محمد سمير علي مساعد وزير الداخلية سابقا وهو زوج الشاعرة ناهد محمد فهمي, والأخري من الأستاذ كمال ماهر رشدي وهو أحد أبناء الشاعرة منيرة توفيق. ويسعدني أن أنشر الرسالتين كاملتين لما فيهما من معلومات قيمة. وأبدأ برسالة الأستاذ محمد سمير علي حيث يقول: اطلعت علي مقالكم في الأهرام في9 نوفمبر1998 وعنوانه قصيدة تمنع الطلاق. ولست بحاجة إلي إظهار إعجابي بكم وببعض تعبيراتكم المتفردة المميزة, وعلي سبيل المثال ما ورد في المقال عن الحياء الرجولي أو حياء الرجولة, لذا أرجو لو أفردتم بعضا من مقال قادم عن هذا التعبير وحوله. وقد ورد في مقالكم اسم الشاعرة ناهد محمد فهمي وكنتم تظنون أنه اسم مستعار. لكن الحقيقة أنه اسم صحيح, والاسم كاملا هو المرحومة ناهد محمد فهمي توفيق الرفاعي, وهي زوجتي. وناهد لم تكتب الشعر ولكن الذي كان يكتبه هو الأب محمد فهمي الرفاعي, وكان يعمل مدرسا في بداية حياته بمدارس العروة الوثقي بالاسكندرية في الأربعينيات, وانتهت حياته وهو يعمل في كلية سان مارك سابقا وكان أستاذا للغة الفرنسية وقد توفي إلي رحمة الله. وقد تعود أن ينشر أشعاره باسم ابنته ناهد التي احتفظت بكل أعداد الرسالة, خاصة تلك التي نشرت قصائد والدها باسمها, وهذه الأعداد فقدت منا بالاسكندرية. ومنزل المرحومة ناهد محمد فهمي لا يزال كما كان بمنطقة السيوفي ـ شارع السيوفي ـ فكتوريا ـ الاسكندرية, والآن أعيش بمفردي وأستعيد كل أحاديثي مع رفيقة حياتي, حيث استمرت حياتنا الزوجية من17 مايو سنة1956 وحتي وفاتها في17 مايو سنة1994, أي ما يمتد إلي ثمانية وثلاثين عاما متصلة, وأود أن ترشدني إلي كيفية الحصول علي ما تم نشره باسم ناهد محمد فهمي في الرسالة أو غيرها مما كان ينشر في صحف الاسكندرية ومجلاتها, وقد كان جمع هذه القصائد إحدي أمنيات زوجتي الراحلة. تلك هي رسالة اللواء محمد سمير علي مساعد وزير الداخلية الأسبق. وأنا أعتذر له عن تأخري في نشر رسالته بما فيها من معلومات قيمة. وأعده أن أبذل كل ما أستطيع من جهد مع أصدقاء القاهرة والاسكندرية لجمع القصائد المنشورة باسم ناهد محمد فهمي, خاصة أن القصيدة الوحيدة التي قرأتها باسمها تدل علي أن والدها كان من الشعراء الموهوبين. ولعل من المفيد هنا أن أنشر عنوان صاحب الرسالة, فقد يكون بين الأصدقاء الأدباء في القاهرة والاسكندرية من يحبون أن يساهموا في هذا الجهد الثقافي إن كانت لديهم الفرصة والمصادر المناسبة, ويستطيع من يساهم بمثل هذا الجهد الأدبي أن يكتب إلي صاحب الرسالة علي عنوانه الكامل وهو: محمد سمير علي ـ مساعد وزير الداخلية السابق ـ3 شاعر إيزيس متفرع من شارع العروبة ـ مصر الجديدة ـ القاهرة. ولا شك أن أي جهد أدبي في مجال الكشف عن مثل الجوانب المجهولة في حياتنا الأدبية هو جهد له فائدته في معرفة الأجواء الأدبية والاجتماعية والظروف المختلفة التي تدفع شاعرا إلي أن ينشر قصائد باسم ابنته وليس باسمه الصريح. أما الرسالة الثانية فهي من ابن الشاعرة منيرة توفيق وهو الأستاذ كمال ماهر رشدي, وهي رسالة مؤثرة وفيها بعض المعلومات عن والدته الشاعرة وهذا هو نص الرسالة: قرأت في الأهرام بتاريخ9 نوفمبر1998 مقالكم الذي يحمل عنوان قصيدة تمنع الطلاق.. هل تصدق ياسيدي أنني قرأت المقال ثلاث مرات؟.. والسبب أن دموعي كانت تسبقني وأنا أقرأ سطور المقال. ومن دواعي فخري واعتزازي أن الشاعرة التي تحدثت عنها في مقالك هي أمي الحبيبة الغالية الشاعرة العظيمة منيرة توفيق. فأنا كمال ماهر رشدي ابنها, وأعتز وأفخر بأنها أمي, فقد زرعت فينا ـ نحن أبناءها ـ كل معاني الحب والوفاء والتضحية والفداء, وكانت سعادتي لا توصف, أن أجد ذكراها بعد ثلاثة وثلاثين عاما تعود علي يد كاتب مثلك. وازدادت سعادتي عندما قرأت لكم في عدد الأهرام الصادر بتاريخ16 نوفمبر سنة1998 مقالا ثانيا عن والدتي الشاعرة تحت عنوان شاعرة الحنان. تلك هي أمي الحبيبة الشاعرة منيرة توفيق ابنة الأميرالاي العميد مصطفي توفيق حكمدار الشرقية والمنوفية الأسبق, والذي حرص علي تثقيفها بأمهات الكتب العربية. كما علمها الصيد والفروسية, فعرفت كيف تصيب الهدف ببراعة. وقد أطلق عليها السيد حمدي عاشور محافظ الاسكندرية الأسبق اسم شاعرة الاسكندرية, وعند وفاتها قرر تسمية أحد شوارع الاسكندرية باسمها, ولا يزال الشاعر يحمل اسمها إلي الآن المنشية ـ خلف المحكمة ـ شارع منيرة توفيق وقال السيد حمدي عاشور عنها: إن من حسن حظ الاسكندرية أن يكون بين ربوعها سيدة أديبة صاحبة موهبة شعرية عالية, فقصائدها تهز النفس وتسري في الوجدان. وقد أمر المحافظ بنشر ديوانها الوحيد علي نفقة المحافظة. إن من دواعي فخري أن موهبة أمي الغالية في الشعر, لمست أوتار القلوب, حيث كانت تكتب أشعارها في كثير من الأحيان عن حضارة مصر وتاريخها, وكانت تكتب في الحب والطبيعة والرثاء, وكان شعرها مليئا بالدعوة إلي حب مصر والدفاع عنها والاعتزاز بها. وقد عاشت أمي حياتها أبية النفس حرة الفكر.. تلك هي الشاعرة منيرة توفيق حرم اللواء محمد ماهر رشدي مدير محافظ بني سويف الأسبق. وأذكر عندما كان والدي مأمورا لمركز اخميم أنه كانت هناك عائلتان كبيرتان بينهما خصومة عنيفة تهدد بالقضاء عليهما نتيجة لأعمال الثأر المتبادلة, فطلبت والدتي من زوجها أن يدعو رؤساء العائلتين علي مائدة للعشاء في بيتنا بمركز اخميم, وكان المنزل هو فيللا خاصة بسكن المأمور. وأخذ والدي بالنصيحة, ودعا رؤساء العائلتين إلي منزله, وفي جو من الصفاء والمودة والتسامح, استطاعت أمي أن تهيئه للجميع, تم الصلح بين العائلتين وتوقف نزيف الدماء. وبحكم وظيفة والدي فقد كان يتنقل بين المديريات والأقسام والمراكز في أنحاء مصر. وكانت والدتي تشارك علي الدوام في حل المشاكل ونشر المودة والمحبة بين الجميع. وفي سنة1950 طلبت مني الوالدة وشجعتني علي أن أتطوع للعمل مع الفدائيين في القناة, وعندما أخبرتها بأنني تطوعت بالفعل في الحرس الوطني قالت لي: خيرا فعلت ياكمال, فيجب عليك وعلي أمثالك من الشباب أن يدافعوا عن وطنهم حتي لو ضحوا بأرواحهم, وبعد قيام الثورة سنة1952 طلبت مني أن أرشح نفسي في انتخابات الاتحاد القومي لأخدم أهل دائرتي محرم بك بالاسكندرية. ورشحت نفسي ونجحت باكتساح لأنني كنت أخطب في الجماهير بقصائدها الوطنية التي أحبها الناس وتجاوبوا معها ومنحوني الثقة بفضلها. لقد علمتنا هذه الأم العظيمة كل معاني الوطنية منذ طفولتنا فنشأنا علي هذه المعاني أنا واخوتي جميعا: رفيق وعبدالله وعصمت ودولت ونيبال. تلك هي رسالة الأستاذ كمال ماهر رشدي, وأحب أن أعلق عليها ببعض الملاحظات التي تتصل بوالدته الشاعرة منيرة توفيق, فقد ظهرت هذه الشاعرة في أوائل هذا القرن, فهي من مواليد بورسعيد سنة1893 وقد توفيت سنة1965. ومنذ سنة1902, وهي السنة التي توفيت فيها الشاعرة عائشة التيمورية, لم يظهر اسم شاعرة أخري في مصر حتي الأربعينيات باستثناء اسم منيرة توفيق. وفي الأربعينيات ظهرت الشاعرة ملك عبدالعزيز زوجة الناقد الكبير الدكتور محمد مندور, وتوالي ظهور الشاعرات بعد ذلك ومنهن ناهد طه عبدالبر التي كانت تكتب شعرها بتوقيع ن. ط ع, وقد ماتت هذه الشاعرة فجأة وهي في الثلاثين من عمرها سنة1950. وظهرت في الأربعينيات شاعرات أخريات منهن روحية القليني وأماني فريد. وفي الجيل الحالي يوجد عدد من الشاعرات في مقدمتهن وفاء وجدي وبعضهن ممن ينتسبن إلي مدرسة الشعر المنثور أو ما يسمي باسم قصيدة النثر مثل: إيمان مرسال وفاطمة قنديل وغيرهما. وكل هذه الأسماء لم تظهر علي الساحة الشعرية إلا في الفترة الممتدة من منتصف الأربعينيات إلي الآن. أما قبل ذلك فلم يكن في مصر سوي شاعرة وحيدة معروفة هي منيرة توفيق. وهذه الشاعرة لم تتعلم في مدرسة ولكنها تعلمت في بيتها كعادة بعض بنات الطبقة الوسطي في ذلك الوقت, وقد ساعدها علي التعليم والدها مصطفي توفيق, وكان ضابطا من كبار ضباط وزارة الداخلية, كما كان رجلا مثقفا مستنيرا محبا للأدب والفن, وهذا ما دفعه إلي الحرص علي تعليم ابنته علي يديه وعلي يدي بعض الأساتذة الآخرين الذين اختارهم لتعليمها في بيتها. وقد اعتمدت الشاعرة بعد ذلك علي جهدها الخاص في تعميق ثقافتها الأدبية, ومطالعة أهم دواوين الشعر العربي القديم والحديث, وخرجت من ذلك كله بفهم خاص للشعر وهو أنه وسيلة أدبية للمشاركة في الحياة العامة والتعبير عن الأحداث الوطنية, بالاضافة إلي ما كانت تهتم به من الأحداث الخاصة التي تجري في محيطها الاجتماعي لأفراد أسرتها وأقاربها وأصدقائها, ولذلك فقد امتلأ ديوانها بقصائد تتصل بالأحداث العامة, فهي تكتب عن مصطفي كامل وعن جمال عبدالناصر وعن الزعيمة هدي شعراوي وعن ثورة اليمن وعن السد العالي, وتكتب بعض قصائدها عن الفنانين والأدباء المعروفين في عصرها مثل أم كلثوم وأحمد رامي والأديبة مي زيادة, وعلي محمود طه وابراهيم ناجي وغيرهم. فديوانها الوحيد يتصل اتصالا وثيقا بتاريخ مصر وما وقع فيه من أحداث حتي وفاة الشاعرة سنة1965. فهو في معظمه شعر مناسبات, وهي في ذلك كانت تضع مثلا شعريا أعلي فيما تقرؤه لكبار الشعراء في عصرها مثل شوقي وحافظ, فقد كان هذان الشاعران الكبيران يتابعان أحداث البلاد, ويكتبان قصائدهما للتعبير عن مشاعرهما تجاه هذه الأحداث, وهذا هو النموذج الفني الذي وضعته منيرة توفيق أمامها وأخلصت له كل الإخلاص, ولا مجال لمحاسبتها ـ فنيا ـ بأي مقاييس أخري للشعر, فهي بنت عصرها وثقافتها وظروفها العامة والخاصة, وهي في شخصيتها وفنها معا كانت تمثل محاولة قوية للخروج من وضع المرأة الشرقية التي كانت حتي أوائل هذا القرن محكوما عليها بسجن البيت, ولم يكن مسموحا لها بالمشاركة في الحياة العامة, وقد كانت منيرة توفيق في هذا المجال رائدة شجاعة, فهي سيدة بيت وربة عائلة تغلب عليها التقاليد المحافظة, وقد استطاعت رغم هذه الظروف أن تخرج بقصائدها من سجن المرأة الشرقية لتلقي أشعارها في الاحتفالات العامة والمناسبات الوطنية وتلقي بالأدباء والشعراء وتسمع منهم وتقرأ لهم ما تكتبه, وكثيرا ما كانت تحظي بالتقدير, كما كانت تتعرض للنقد من بعض الأدباء المحافظين الذين كانوا يرون في خروجها إلي الحياة العامة واهتمامها بالأدب أمرا غير لائق بها, حيث يجب أن تعيش لواجبها الوحيد في نظر هؤلاء المحافظين وهو الاهتمام بالبيت والزوج والأولاد. ومن بين الذين كانوا يحملون لها التقدير والاعجاب الشاعر الكبير ابراهيم ناجي, ومن الواضح أن الشاعرة كانت تتمتع بقدر كبير من الجمال, مما لفت إليها الأنظار بعد أن سبق ذلك موجة من التقدير والاعجاب بشعرها, وازداد الاهتمام بها كامرأة جميلة تخوض الحياة العامة باستقامة وشخصية قوية وسلوك أخلاقي رفيع. وللشاعر ابراهيم ناجي أربعة أبيات كتبها عن الشاعرة بعد أن رآها لأول مرة في عيادته مع شقيقتها المريضة, وفي هذه الأبيات يقول ناجي عن منيرة توفيق: أمنيرة الوجه الجميل تقبلي مني جليل تحيتي وسلامي إن كان قد قصر اللقاء ففي غد يغدو خيالك في البعاد أمامي فكأنما رفت علي خواطر مما تطوف علي في الأحلام فسألت نفسي منذ رأيتك هاهنا من ذلك الملك الكريم السامي؟ وهذه الأبيات الأربعة التي كتبها ناجي في الشاعرة منيرة توفيق, هي غزل صريح, ولكنه غزل عفيف عذب رقيق علي طريقة ناجي في كل قصائده العاطفية الجميلة. وإلي جانب أبيات ناجي التي تكشف عن فرحته وسعادته بتعرفه علي الشاعرة, نجد شاعرا آخر هو عبدالغني سلامة يلومها ويؤنبها لاهتمامها بالأدب والشعر والحياة العامة فيقول لها في قصيدة لوم وعتاب: يا حسنها من زوجة لو علمت كيف التعامل كيف الخضوع لزوجها مجتثة منه التحامل لا أن تكون أديبة تجتاح في حل المسائل أو بنت عراف اليمامة أو أسامة في الأوائل فالشاعر هنا يدعو منيرة توفيق إلي الانسحاب من الحياة الأدبية والثقافية لتجعل جهدها وقفا علي طاعة زوجها والخضوع له. وقد التقي الشاعر بعد ذلك بمنيرة توفيق, فتغير موقفه من الاعتراض عليها إلي الاعجاب بها, وكتب قصائد عديدة في مدحها والحماس لها. وهكذا لم تكن منيرة توفيق شاعرة عصرها فقط ولكنها أيضا كانت موضوعا للشعراء, يكتبون عنها في قصائدهم الكثيرة المتنوعة. وأظن أن الدارسين لشعر منيرة توفيق عليهم أن يضعوا ظروفها الخاصة وظروفها العامة في الاعتبار وهم يقومون بدراسة ديوانها الوحيد. |
رد: الشاعرة منيرة توفيق ... جدة اختنا منى رشدى
ملاحظــه:. الآن عرفت السر من أين آتي ضوء وضي الشمعه |
رد: الشاعرة منيرة توفيق ... جدة اختنا منى رشدى
طرح قمة الروعة والمعلومات القيمة جداااااا
شكرى وتقديرى أخى أبو عمر |
رد: الشاعرة منيرة توفيق ... جدة اختنا منى رشدى
مشاء الله .. طرح مميز جدا ابو عمر تسلم على التميز فى الطرح والمعلومات القيمة وهذا يجعلنا نقول .. ان شاعرتنا الرقيقة منى رشدى .. سلسلة اسرة أدبية مميزة ورائعة فى حضورها الوطنى اسعدك الله على التميز والعطاء دعواتى لكم بالصحة والعافية |
رد: الشاعرة منيرة توفيق ... جدة اختنا منى رشدى
http://www.almoajam.org/photos/poet/3725.jpg سيدى الفاضل القدير ابو عمر المصري مفاجئه سيدى والله ...دموعي كانت هنا انهار نعم هي جدتي ام ابي...... وابي هو كمال ماهر رشدي قلب احببته ليس لأنه والدي ولكن لآنه صديقي وحبيبي وتوأم روحي مدى سنوات عمري كان رجل عظيما بمعني الكلمه ولكن الهايل والمدهش ان تبحث وتأتي بما جاد به الراحل رجاء النقاش وانا لدي جميع نسخ جريدةالأهرام سيدى ابو عمر اشكرك وانحني شاكرة انا وقلمي لجميل الأثر الذى تركته في قلب المنى بموضوعك هذاا وهذه الجميله منيرة توفيق الأنيقه الفارسه الكاتبه الشاعرة لي شرف انها جدتي ام ابي فقد رافقتهاا طوال سنواتي وانا صغيرة فعلمتني كيف اخط وبجرأة .. أعبر عن مكنون قلبي فما اجمل وما ارق مشاعرنا الصادقه عندما تخط على صفحات بيضاء...وايضا علمتني ركوب الخيل مثلهاا علمتني ان احب كل من حولي لآن الحب الصادق هو كنز من كنوز الأنسان وهو السلم الذى يصعد عليه للعلى اشكركم قلب صدفه... الحب الصامت اخي طارق سرور استاذى الفاضل احمد اسماعيل الذى منحني تذكرة الأقامه في اجمل مكان في دنيتي كلها وهي صدفه الجميله لكم من قلب المنى كل الحب والمني على فكرة اسم والدى واسم جدي مركب منى كمال الدين محمد ماهر رشدى |
رد: الشاعرة منيرة توفيق ... جدة اختنا منى رشدى
تنهد النسيم ابتسامة الفجر وأهتزت الخلجان وأنشق البحر ليستيقظ الجمال من اعمق نقطة بروح سابحة أسمها عروس البحر أخذت من الشمس هالتها وعلى وجناتها سكب ضياءه البدر وبلل الكرز طعم شفاهها وألبسها عطر ثيابه الزهر إنها وبكل فخر أنيقة القلم منى رشدى سعدت بتواجد وكلماتك الرقراقة حفظك الله |
الساعة الآن 04:25 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by