شبكة صدفة

شبكة صدفة (http://www.aadd2.net/vb/index.php)
-   عالم الحياه الزوجيه (http://www.aadd2.net/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   تعدد الزوجات سلبيات وإيجابيات (http://www.aadd2.net/vb/showthread.php?t=94366)

عادل الريس 08-15-2010 08:51 PM

تعدد الزوجات سلبيات وإيجابيات
 
تعدد الزوجات سلبيات وإيجابيات

بسم الله الرحمن الرحيم
تعدد الزوجات سلبيات وإيجابيات[1]
خلق الله الخلق وشرع لهم ما يحقق لهم مصالحهم في العاجل والآجل فهو سبحانه اللطيف الخبير الذي لا تخفى عليه خافية وكذا رسوله صلى الله عليه وسلم نطق بالوحي دون هوى فما ترك خيراً إلا وأمرنا به ولا شراً إلا ونهانا عنه .
ومما شرعه الله تعالى رحمةً بعباده تعددَ الزوجات لعلمه سبحانه أن الرجالَ والنساءَ سيحتاجونه لسببٍ أو لآخر ولذا نجد أن الله تعالى أباحه بصيغة الأمر قائلاً [فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ] ولكن الزواج كأمرٍ بحاجة لموازنةٍ وفقهٍ وحكمةٍ فكيف بتعدد الزوجات خاصة أن هناك الكثير من الشباب من لا يصلح له زوجة واحدة فضلاً عن تعدد الزوجات له .
وفي هذا البحث القصير رأيت أن ينتظم الكلام فيه على النحو التالي :
توطئة :
الأحكام الشرعية التي شرعها الله تعالى لعباده من خلال القرآن والسنة خير كلها وحكمة كلها كيف لا والله تعالى هو الذي شرعها لخلقه وهو يقول [أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ] ، فالخير كل الخير فيما شرع الله تعالى والشر كل الشر فيما خالف أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
ومن هنا نقول : إن تعدد الزوجات كمسألة شرعية جاءت بها الآيات ونطقت بها أحاديث السنة النبوية لا يمكن بحال أن تخضع لعقولنا مهما بلغنا لنقيم حكم الله تعالى بميزاننا البشري حسب السلبيات والإيجابيات ، وإنما الذي نعرض له في هذه الكلمات هو تقييم التطبيق البشري لحكم تعدد الزوجات الذي شرعه الله تعالى لا الحكم نفسه .
فالصلاة مثلاً شرعها الله تعالى وجعل من شروط الفلاح فيها أن تؤدى بخشوع فقال [قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ] كما أنه سبحانه شرع تعدد الزوجات وجعل له شروطاً من أبرز هذه الشروط العدل فقد ثبت في سنن الترمذي من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "إِذَا كَانَ عِنْدَ الرَّجُلِ امْرَأَتَانِ فَلَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ سَاقِطٌ"[2] .
فما الذي نجعله في ميزان السلبيات والإيجابيات ؟ الصلاة أم أداؤها بخشوع ؟ وكذا نقول في تعدد الزوجات ، ما الذي نجعله في ميزان السلبيات والإيجابيات ؟ تعدد الزوجات أم تطبيق العدل فيه ؟
ولنأتِ الآن للحديث عن عنوان بحثنا مبتدأين بذكر سلبيات تطبيق تعدد الزوجات ثم نثني بذكر إيجابيات تطبيق تعدد الزوجات تيمناً بما روى الترمذي عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ" [3].
أولاً : سلبيات تطبيق تعدد الزوجات
من الأمور التي تجعل الكثير من الرجال والنساء ينفرون من تعدد الزوجات المظاهر السلبية الناتجة عن سوء تطبيق بعض الرجال لِمسألة تعدد الزوجات مع إقرار القاصي والداني بأن النبي صلى الله عليه وسلم يبقى الأسوة المثلى والقدوة العليا لأفراد الأمة في تطبيق كل أحكام الشرع المطهرة ، يقول سبحانه [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا] .
وأقرر في البداية أن الرجل إذا كان ذا خلق وعلم ودين فلن يقع منه ما يعيب ولا ما يسيء لزوجته الأولى أو الثانية أو حتى الثالثة والرابعة ، لأنه يعلم ما له فيأخذه بلطف وهدوء وحكمة ويعلم الذي عليه فيؤديه بكل صدق وإيجابية من خلال موازنة كريمة بين الحقوق والواجبات .
والزواج الثاني كالزواج الأول معرضٌ صاحبه للنجاح والفشل غير أن سوء الفشل في الزواج الثاني أكثر من الزواج الأول وسلبياته أكبر من الزواج الأول ولذا كان حقاً على كل من سلك سبيل التعدد أن ينظر بعين البصيرة لما هو مقدم عليه .
وللوقوف على سلبيات تطبيق تعدد الزوجات نذكر منها ما يلي :
أولاً : العول وعدم العدل
وهذه هي السلبية الأولى لما يظهر عند بعض الرجال بعد زواجهم من زوجة أخرى خاصة إن كانت زوجته الثانية أصغر سناً وأكثر جمالاً ، فالجمال مضافاً إليه فراغ البيت الثاني من ضجيج الأولاد –العَذْب- يساهمان بشكل كبير في ميل الرجل لزوجته الثانية أو الثالثة أو الرابعة عن ذات العيال أو قليلة الجمال .
وفي ظني هذا السبب وهو عدم العدل هو الذي يخاف منه الرجال قبل النساء على حَدٍّ سواء ، فقد رأيت الكثير من الرجال يعزف عن التعدد خوفاً وخشيةً من الجور وعدم العدل ، وربما يحلو لبعضهم الاستدلال بقوله تعالى [فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا] .
والحق أقول هي والله سلبية مسيئة لمرتكبها مشينة بتصرفه تقربه من الظلم وهو ظلمات يوم القيامة ، وقد رأينا بعضاً من الرجال من يميل الميل كله –ربما- ويذر زوجته الأولى كالمعلقة ظالماً إياها تاركاً لها الأولاد وتربيتهم وكأنه لا هم له إلا التفرغ للبحث عن راحته الشخصية وشهوته الجنسية دون نظر في مصلحة أولاد أو بنات أو زوجة .
ومن هنا كان التحذير شديداً لمن وقع في هذه السلبية فقد ثبت في سنن أبي داود من حديث أبي هريرة عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا -فَلَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهُمَا- جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ –سَاقِطٌ-" [4].
ثانياً : العِوَزُ وعدم المقدرة على الإنفاق
وهذه هي السلبية الثانية التي تظهر من وراء زواج بعض الرجال من زوجة أخرى وهي أن الرجل يلجئه الزواج من الزوجة الأخرى إلى الحاجة ويصبح غير قادرٍ على الإنفاق على البيتين ويأكله الندم من كل مكان ويصيب العوز وقلة الإنفاق البيتين أو أحدهما على حساب الآخر .
وفي ظني –غالباً- ما يرجع السبب في هذا إلى ظَنٍّ خاطئ عند بعض الرجال أن الزوجة الثانية لا تكلفه إلا القليل من الطعام والشراب ولكنه عندما يتزوج يفاجئ .
فالزوجة الثانية تكاليف ومسؤوليات وواجبات وباختصار هي بيت ثانٍ يفتح عليه جبهة جديدة من التكاليف المادية الجديدة وقد جعل الله تعالى الخوف من كثرة العيال المجلبة للرجل الفقر والدَّين سبباً واضحاً وكافياً لترك التعدد كما قيل على لسان بعض المفسرين .
وعليه نقول : إن عدم تفكير الرجال فيما هم مقدمون عليه من تكاليف ومسئوليات بالزواج من أخرى يوقعهم في الكثير من السلبيات التي يؤاخذون عليها شرعاً فقد ثبت في سنن أبي داود من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ – يَعُولُ-".
ثالثاً : ضياع الأولاد وعدم إعطائهم حقهم في التربية
والسلبية الثالثة التي تنشأ عن تعدد الزوجات من قبل بعض الرجال ضياع أولادهم وعدم التفرغ لإعطاء الأولاد حقهم في التربية والتوجيه وذلك لانشغال الزوج بزوجتيه لا بزوجته ، فمن قبل كان الزوج مع زوجة واحدة قد تحملت الزوجة أعباء كل أولادها تربية وتدريساً وتحفيظاً للقرآن إلى غير ذلك من مسئوليات الآباء والأمهات تجاه أبناءهم ، ولكن الزوجة الآن تقول : ما دام معك من الوقت أن تتفرغ لزوجة أخرى فأعط أولادي حقهم في التربية والتعليم مما يجعلها تتكاسل عن واجبها بهذه الحجة الواهية !
وللحق نقول : إن تربية الأولاد وإعطائهم حقهم في التربية والتوجيه مسألة يقصر فيها الآباء دون زوجة أخرى ولئن كان الزوج قد بدا عليه التقصير بحق أولاده بعد زواجه فلا يحل بحال أن تترك المرأة الأم الحنون أولادها بلا رعاية لا من أب ولا من أم متغافلة ما ثبت في صحيح البخاري من حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا"[5] .
وعليه نقول إن المقبل على الزواج من زوجة أخرى لا بد أن يوازن قبل وقوع الواقعة ويصبح بعدها خياراته صعبة .
رابعاً : القلق النفسي الذي يرثه الأبناء لكثرة المشاكل
ومن السلبيات العظيمة الناتجة أحياناً عن تعدد الزوجات عند بعض الرجال ما يرثه الأبناء من قلق نفسي لكثرة المشاكل الواقعة بين الأب وزوجته الأولى والذي يزيد الطين بلة أن الرجل لا يراعي وقوع المشاكل أمام أولاده وبناته مما يؤثر هذا سلباً على سلوك الأولاد والبنات ويتولد عندهم الحقد على الزوجة الأخرى فهي السبب في وجود هذه المشاكل .
والحق أن هذا راجع لقلة العلم والحكمة والفقه لدى الأب ، فالوالد الكريم الحنون المجمع لأولاده حوله يسعى لتجنيب الأولاد القلق النفسي ما استطاع ويسعى لإبعاد شبح المشاكل النفسية عن أهل بيته ما وجد لذلك سبيلاً والأصل فيه أي الوالد أن يزرع في نفوس أبناءه جميعاً تقدير الحكم الشرعي لا رفضه حتى يكونوا سبباً في تخفيف المصيبة على الأم فيذكروها بفضل أبيهم وكبير حقه عليها وجميل صنيعه معها إلى غير ذلك مما تحتاجه المرأة في أوائل زواج زوجها عليها .
والرجل الحكيم هو الذي يستفيد من تجارب الآخرين في الزواج فلا يقدم على مثل هذه الخطوة المصيرية إلا بعد مشاورة لمن سبقوه في تعدد الزوجات فهو بهذا يقصر حبل الشيطان ويقطع دابر المتربصين به الشر .
خامساً : إجبار الزوج زوجتيه أن يعيشا معاً في بيت واحد
يقرر علماؤنا الكرام أن المرء قبل أن يقدم على أمر يجب أن يعلم أحكام الله فيه وفي ظني من هنا يؤتى الكثير من الرجال المقبلين على تعدد الزوجات فهم لا يعلمون عن أحكام وفقه التعدد شيئاً وقد سألت الكثير من الرجال الراغبين في التعدد عن فقه تعدد الزوجات هل تعرفون شيئاً فأجابني الكم الأكبر منهم بأنهم لا يعرفون عن هذا الأمر أي شيء .
ومن هنا تنشأ سلبية إجبار الرجل زوجتيه على أن يسكنا في بيت واحد مخيراً الاثنتين معاً بين أمرين أحلاهما علقم ، وهو إما أن تعيشا معاً في بيت واحد أو تنصرف الرافضة لبيت زوجها حتى يقدر على فتح بيت لها لوحدها .
وفي أغلب الأحيان تكون الزوجة الثانية هي الضحية لأن الأولى قد أمسكها أولادها وطول عشرتها والثانية مسكينة جديدة لا ولد لها ولا عشرة طويلة .
ولذا كان واجباً على المقبل على تعدد الزوجات أن يتعرف على فقه هذا الحكم فالأمر ليس لعبةً ولا يستمر بالسعادة بين زوجتين أو أكثر إلا من رزقه الله تعالى حكمة بالغة [وَمَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الأَلْبَابِ] .
وقد قرأت في فقه تعدد الزوجات الكثير من المقالات وبعض الكتب ومن أجمل وأمتع ما قرأت كتاب "العدل بين الزوجات" للمؤلفة : أريج عبد الرحمن السنان وهي رسالة ماجستير مقدمة لجامعة الكويت لنيل درجة الماجستير في الفقه وأصوله وقد أبدعت في الباب مع أنها امرأة ! ، وقد أوصاني شيخنا الشهيد الأستاذ الدكتور نزار أن أكتب كتاباُ بعنوان " تعدد الزوجات فقهٌ وتجربة " وأسأل الله أن ييسر ذلك .
وأختم كلامي عن السلبيات المترتبة على زواج بعض الرجال على نسائهم فأقول إن خير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وها هو صلى الله عليه وسلم تزوج من أكثر من امرأة وعاش معهن حياة جميلة دون ميل أو حيف أو ظلم تعطي كل امرأة الذي عليها من حقوق دون شعور بعقدة النقص التي تتوهم غالب النساء أن أزواجهم ما تزوجوا عليهم إلا لنقص فيهنَّ ، وتأخذ المرأة حقها كاملاً غير منقوص تستشعر بأنه صلى الله عليه وسلم لها لا لغيرها .
ثانياً : إيجابيات تطبيق تعدد الزوجات
وبعد ذكر لبعض السلبيات التي قد تنشأ عند بعض الرجال آتي الآن على ذكر الإيجابيات راجياً أن تمحو الحسنات السيئات وأن تغطي الإيجابيات السلبيات والله تعالى يقول [إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ] .
فقد شرع الله عز وجل تعدد الزوجات وأباحه لحكم باهرة وغايات نبيلة وأهداف سامية، تطهيراً للمجتمع من الفساد واستبعاداً للرذائل وأماناً من القلق وحفظاً للحياة، كي تبقى سليمة من أدارن الأمراض ونتن الفواحش والآثام، لأن زيادة عدد النساء بلا أزواج مدعاة لانتشار الفسق والفجور والأمراض الجسمية والنفسية من القلق والشعور بالوحشة والكآبة وغير ذلك.
والله تعالى قد أباح التعدد لمصلحة المرأة في عدم حرمانها من الزواج ، ولمصلحة الرجل بعدم تعطل منافعه ، ولمصلحة الأمة بكثرة نسلها ، فهو تشريع من حكيم خبير، لا يطعن فيه إلا من أعمى الله بصيرته بكفر أو نفاق أو عناد.
وقبل البدء بذكر إيجابيات تعدد الزوجات أطرح على حضراتكم سؤالاً ما هو الحل للعشرات والمئات بل والآلاف من النساء الآتي بلا زوج قد فاتهن قطار الزواج بسبب حرب حصدت أرواح الرجال فكثر بذلك النساء أو كبر سن لهن أو طلاق أو ترمل أو استشهاد زوج أو مرض معين إلى غير ذلك من الأسباب التي تجعل أغلب الشباب عازفاً من الزواج من أمثال هؤلاء الكريمات ؟
ما هو الحل ؟
نجد أنفسنا أمام احتمال من ثلاثة احتمالات :
1- أن يتزوج كل رجل صالح للزواج امرأة من الصالحات للزواج ثم تبقى واحدة أو أكثر حسب درجة الاختلال الواقعة بدون زواج تقضي حياتها أو حياتهن لا تعرف الرجال!
2- أن يتزوج كل رجل صالح للزواج واحدة فقط زواجاً شرعياً نظيفاً ثم يخادن أو يسافح واحدة أو أكثر من هؤلاء اللواتي ليس لهن مقابل في المجتمع من الرجال فيعرفن الرجل خديناً أو خليلاً في الحرام والظلام!
3- أن يتزوج الرجال الصالحون كلهم أو بعضهم أكثر من واحدة وأن تعرف المرأة الأخرى الرجل زوجة شريفة في وضح النور لا خدينةً ولا خليلةً في الحرام والظلام !
وأعتقد أن النساء قبل الرجال سيخترن الاحتمال الثالث لموافقته لديننا ولأخلاقنا بل وللفطرة السليمة أيضاً ، فلا تقبل المرأة ولا الرجل أن تبقى الكثيرات من النساء أسيرات البيوت وقد جعل الله لهن سبيلاً ومن رضيت من المتزوجات فلتتخيل نفسها بلا زوج والعمر يمتد بلا ولد أو بنت !
ولا ترضى المرأة المحترمة ولا الرجل أن تصبح المرأة ألعوبة في أيدي الرجال يأتونها لقضاء شهوتهم سراً أو جهراً دون حقوق أو واجبات ، فالمرأة ليست سلعة تباع وتشترى وَتُسَوَّقُ بصورتها البضائع الكاسدة .
وأنقل لكم الآن ما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من ايجابيات وفوائد تعدد الزوجات على الرجال والنساء باختصار :
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله معدداً فوائد وايجابيات تعدد الزوجات :
1- النكاح سبب للصلة والارتباط بين الناس، وقد جعله الله تعالى قسيماً للنسب فقال سبحانه [وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا] فتعدد الزوجات يربط بين أسرٍ كثيرة ، ويصل بعضهم ببعض، وهذا أحد الأسباب التي دعت النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج بعدد من النساء .
2- يترتب على تعدد الزوجات صون عدد كبير من النساء، والقيام بحاجتهن من النفقة والمسكن وكثرة الأولاد، والنسل، وهذا أمر مطلوب للشارع .
3- وقد يظهر بعد الزواج عقم المرأة ، ويكون الحل هو طلاقها، فإذا كان له سعة في الزواج من غيرها فلا يقول عاقل إن طلاقها أفضل .
4- وقد يكون الزوج كثير السفر أو الغربة، فيحتاج إلى إحصان نفسه في غربته .
5- كثرة الحروب ، ومشروعية الجهاد في سبيل الله سبب في قلة الرجال وكثرة النساء، وهذا الأمر تحتاج معه النساء إلى من يستر عليهن ، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالزواج.
6- وقد يحدث خلاف بين الزوجين ، ويتفرقان بالطلاق ، ثم يتزوج الرجل، ويرغب بالعودة إلى امرأته الأولى، فهنا يأتي تشريع التعدد حلاً حاسماً لمثل هذه الحالة .
7- والأمة الإسلامية بحاجة ماسة إلى كثرة النسل لتقوية صفوفها والاستعداد لجهاد الكفار ، ولا يكون ذلك إلا بكثرة الزواج من أكثر من واحدة وكثرة إنجاب .
8- ومن حِكَم التعدد تفرغ المرأة في غير نوبتها لطلب العلم وقراءة القرآن، وتنظيف بيتها، وهذا لا يتيسر - غالباً - للمرأة ذات الزوج غير المعدِّد " انتهى كلامه رحمه الله تعالى .
وختاماً :
قد نالت قضية تعدد الزوجات هجمةٌ شرسةٌ من بعض أدعياء حرية المرأة وهم والله لا يريدون لها الخير ويقصدون من وراء إثارتهم لشبه داحضة أن تبقى المرأة بلا زوج يسهل عليها الزنا أو أنها تبقى متحسرة طوال عمرها على عدم زواجها وإنجابها الولد والبنت .
ولكم قابلت من نساءٍ تمنين ألو تزوجن من رجل له زوجة أو زوجات بدلاً من بقائهن أسيرات الغرف المظلمة لا ولد يرعى حرمة الأم ولا بنت تحفظ للأم تربيتها وحنانها وأخيراً ولا زوج يفي لها بمطالبها الدنيوية والدينية .
وليفهم النساء جميعاً بأن تعدد الزوجات أمر شرعه الله تعالى للنساء قبل الرجال فالمرأة التي تتزوج من رجل ولو كان متزوجاً تبقى زوجة كريمة لها حقوقها التي شرعها الله تعالى لها ببيت وحدها وأولاد في حجرها وزوج يرعى مصالحها وهذا والله خير ألف مرة من استنكاف المرأة عن القبول بالزواج من رجل متزوج بحجة واهية وهي الغيرة .
أسأل الله تعالى أن ينزل بيننا وبين أزواجننا المودة والرحمة وأن يقدر لنساء بلادنا ونساء المسلمين الخير والزواج الطاهر الشريف الذي يحقق لهن العفة والطهارة والفضيلة .
وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمدٍ والحمد لله رب العالمين


نور 08-21-2010 11:49 AM

رد: تعدد الزوجات سلبيات وإيجابيات
 
الدين واضح فى هذا الامر
ليتنا نقرء ونعى ونعرف مالنا وماعلينا
لاارتاح الجميع واتبع كتاب الله
وكيف يكون التعامل وماهى الظروف
التى تستدعى التعدد
سلمت اخى
عادل
طرح قيم ورائع
ننتظرك مع كل مفيد
كل الشكر لك

أحمد اسماعيل 08-21-2010 01:09 PM

رد: تعدد الزوجات سلبيات وإيجابيات
 
بأذن الله وحدة .. ويارب يجعلنا متفاهمين




ابو احمد


تسلم على الطرح الرائع

دعواتى لك بالصحة والعافية

اميرة صدفة 08-21-2010 02:03 PM

رد: تعدد الزوجات سلبيات وإيجابيات
 
طرح راائع وقيم لمجتمعنا

اخي عادل

شاكره لك هذا الطرح المميز

لك رااحه الباال

الوعد الصادق 08-21-2010 05:28 PM

رد: تعدد الزوجات سلبيات وإيجابيات
 
http://img519.imageshack.us/img519/8...0bc9d81wm2.gif

عادل الريس 08-22-2010 04:32 PM

رد: تعدد الزوجات سلبيات وإيجابيات
 

ملكة بإحساسي 08-23-2010 12:13 AM

رد: تعدد الزوجات سلبيات وإيجابيات
 
http://akhawat.islamway.com/forum/up...1268156409.gif

عادل الريس 11-23-2010 12:09 AM

رد: تعدد الزوجات سلبيات وإيجابيات
 

soosamy 11-23-2010 02:25 AM

رد: تعدد الزوجات سلبيات وإيجابيات
 
السلام عليكم ورحمه الله الطرح رائع ومفيد لكل الناس والازواج وربنا يهدي الجميع لما يحب ويرضاه وبارك الله فيك ياابو احمد والي الامام


الساعة الآن 06:12 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by