شبكة صدفة - رسالة شوق أحرقها الكبرياء

@ @ رِسَالةُ شوق و كِبرياء @ @

حبيبتي

بعد التحية

مازلتُ أرى فِي دَاخِلي بقايا مِن حَنينٍ إليك يَدفعُني للمَجهُول . يَشُدنِي لِعالم ٍغَيرُ وَاضِحُ المَعالِم . يَختنقُ فيه كُلَ شيءٍ حي . الألم حبيبتي صار رفيقُ دَربي و الدموعُ أمست لا تُفارق عيني . كل الأشياءِ أراها ضَباباً يتصاعدُ مِن حولي فلا أمُيز من الوجودِ إلا طَيفُك المُنسَحِبُ بهدوءٍ مِن حَياتي . أحاولُ الـتأقلمَ على حَياتِي بدونِ وهج حُبك المتقد و أفشل كل مرة . أذكر كل تفاصِيلك الصَغيرة وردتك المفضلة فَرَاشاتِك التي تَرسُمِين بها موسيقاك الرائعة كِتاَبك المُرافق لك دوماً . أذكر بريقُ عينيكِ حين ترِدُ فكرة ٌعلى خَاطِرك و إبتسامتكِ المكتُومة عند الفرح . تعبيراتك الدقيقة لوصف ما تَحُسِين به . اذكرك عندما تَودين الرحيل ولمسة يداك المرتعشة عِندَ المُغادرة . أذكر لقاءنا الأول وصُدفة ُاللقاء نظرة الشك التي احاطتني والريبة فيما أقول . إلتفافك لتري المحيطين بنا وكيف إلينا ينظرون . ساعتك التي تنظرين إليها كل دقيقة كأنك تترجِي منها إنهاء المقابلة . قَولك الأخير صدفة ُسَعيدة إلي لقاء . أذكُر لِقاءنا الثاني وما تلاه مِن لقاءات. هل تذكرين كيف صَارحتُك بإحساسِ قلبي وكيف كُنتُ أتلعثم حديثاً ؟ و أنت تَحُثيِني علي إكمالُ عِبارَاتي بِخَجل الأنثى ومُوَاراةٍ لم تكن خافيةً علىَ . أذكر حبيبتي كيف إلتقى منا الفكر فأصبحتِ تُكَملِين ما يَغبُن علىَ وكيف أكَمِلكِ فيما لا تعرفين . أذكر إنصهار المعاني بيننا وقصائدنا المشتركة التي نَظمنَاها من وحى هَوانا . ياااااه أتذكرين يوم شَكوتيِني إلى نفسي فَأنصَفتُك ولُمتَها حتى أنك رجوتني أن أتساهل معها فلا أُفرِط في التأنيب . أذكر كل شيء .حتي جاء ذاك اليوم أتذكُرينَه ؟ طبعاً تذكُرِين حينَ حَددتِ موعداً في غير ترتيب . وكيف طلبتِ مني أن نفترق في هدوء . فكان لقاؤك هدوءاً وفراقُكِ أهدأ . أذكر كيف تَحجَرت الدموعُ بعيني وكيف تجمدت الحُروفُ علي شفتاىَ ولكن جَلالُ الموقِفِ مَنعَهُما من الظهورِ على مَسرح الواقع المؤلم . أذكر كيف غَادرتي يَومها ولم تَلتفِتي إلىَ مودعة كعادتك كل مرة . أذكر كل شيء فنعمة النسيان غادرتني منذ زمنٍ غيرَ بعيد فصار ليلي تقلُبٍ على جمرِ ألمي ونهاري سَعى لِمُحاصرة أوجاعي . أسف جداً حبيبتي لأني أُذكِرُك ِبماضٍ طَويتِه منذ فترة ولم تَعودِي في حاجةٍ إلى تَذكُره ولكن ماذا أفعل في حَنيني إليكِ ؟ وكيف أخنقُ بقايَا حُبك التي تُعربِد في داخلي ؟ كيف أسحبُكِ من خلاياي وكلها مكتوبٌ فيها إسمُك ؟ كيف أمحوكِ من عَقلي و أنتِ فيه الذاكرةُ والتاريخ ؟ كيف أجعل قلبي يَستكِين في مكانه فلا يَخفِق مُسبِحاً بإسمِك وكيف لا يصرخ شاكياً هَجرِك ؟كيف وكيف وكيف ؟ في إنتظار ردك حبيبتي علي أسئلتي فساعديني علي عبورِ مأساتك التي أوجَدتِ بداخلي بحق أيامنا الماضية . ساعديني على تَخطِي جِسُورَ ألمُك الذي سَببَتِ . حبيبتي أنا يقيني أنك لن تردين علىَ أوتعلمين لماذا ؟ لأنه مازال بداخلي بقايا من كبرياءِ رجل وشُموخ إنسان أعياهُ الحب ولكنه لم يَزل وفياً لنفسِه يتألم ولكن لن يشاهد أحد ألمه وسيحرق هذا الخطاب وهذا القلب النابض بحبك مع إشعالِ سيجَارتُه القادمة وبنفسِ عُودِ الثِقاب .