شبكة صدفة - إثبات صحة خروج المهدي

لقد كثر في هذا الزمان إنكار كثير من المسائل في الأصول والفروع والذي أدى بهم إلى ذلك بعدهم عن تعاليم دينهم. ومما أنكره بعض الناس ظهور الإمام المهدي وهو موضوعنا وإن شاء الله أذكرلكم الأدلة الواضحة الثابتة على صحة خروجه.
ظهور المهدي من علامات الساعة الصغرى وهو رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وءاله وسلم فهو إما حسني أو حسيني كما سأبينه بالأدلة الشرعية الثابتة عن سيدنا محمد صلى الله عليه وءاله وسلم.
المحدثون متفقون على صحة خروج المهدي فقد صرح الحافظ ابن حجر بثبوته (فتح الباري494/6) والحافظ السخاوي (فتح المغيث شرح ألفية الحديث43/3)والحافظ السيوطي (الحاوي للفتاوى 165/2) بل وقال: إنه متواتر تواترا معنويا.اهـ , وأكثر الأئمة الذين ألفو في الحديث أو خلق كثير منهم وضعوا ترجمة لخروجه كالحافظ نعيم بن حماد, وشمس الدين محمد القرطبي بل أفرد عدة منهم تآليف في أخباره كيوسف بن يحيى السلمي في تأليف سماه عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر والحافظ السيوطي في العرف الوردي في أخبار المهدي وملا علي القاري الحنفي في المشرب الوردي في مذهب المهدي ومن المعاصرين الشيخ الحافظ أحمد بن الصديق الغماري في تأليف سماه إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون, رد فيه الحافظ الغماري على ابن خلدون وفند كلامه لأن ابن خلدون لم يصل إلى رتبة الحفظ ولا كان محدثا ولا شأن في التضعيف والتصحيح باعتبار حال الإسناد لغير الحافظ. و من المعاصرين الذين ألفوا في خروج المهدي الشيخ المحدث عبد الله الغماري شقيق الحافظ أحمد بن الصديق في مؤلف سماه المهدي المنتظر.
الآن أنقل لكم بعض الأحاديث الثابتة الدالة على صحة خروج المهدي , ومن جملة ما ورد ما أخرجه أبو داود في سننه وابن حبان وغيرهما واللفظ لابن حبان من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم قال : ''لا تقوم الساعة حتى يملك الناس رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي فيملؤها قسطا وعدلا'' وعند أبي داود :''يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا'' و ما رواه أبوداود من طريق أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم :''المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يملك سبع سنين'' وما رواه الترمذي وغيره من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بلفظ : ''لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي''.
وبعد هذا البيان مما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وءاله وسلم فيما يتعلق بخروج المهدي لم يعد هناك عبرة بآراء الرجال , لأن أراءهم تقبل الصواب والخطأ أما الحكم الشرعي لا يقبل إلا الصواب فالعبرة تكون بما ورد عن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.

والله أعلم