الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته
في آداب تلاوته وتاليه . أفرده بالتصنيف جماعة ، منهم النووي في " التبيان " . وقد ذكر فيه - وفي شرح المهذب وفي الأذكار - جملة من الآداب ، وأنا ألخصها هنا ، وأزيد عليها أضعافها ، وأفصلها مسألة مسألة ليسهل تناولها . مسألة : يستحب الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته : قال - تعالى - مثنيا على من كان ذلك دأبه يتلون آيات الله آناء الليل [ آل عمران : 113 ] . وفي الصحيحين من حديث ابن عمر : لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن ، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار . . . وروى الترمذي ، من حديث ابن مسعود : من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها . وأخرج من حديث أبي سعيد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الرب سبحانه وتعالى : من شغله [ ص: 333 ] القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه . وأخرج مسلم من حديث أبي أمامة : اقرءوا القرآن ، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه . [ ص: 334 ] وأخرج البيهقي من حديث عائشة : البيت الذي يقرأ فيه القرآن يتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض . وأخرج من حديث أنس : نوروا منازلكم بالصلاة وقراءة القرآن . وأخرج من حديث النعمان بن بشير : أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن . وأخرج من حديث سمرة بن جندب : كل مؤدب يحب أن تؤتى مأدبته ، ومأدبة الله القرآن فلا تهجروه . وأخرج من حديث عبيدة المكي مرفوعا وموقوفا : يا أهل القرآن ، لا تتوسدوا القرآن واتلوه حق تلاوته آناء الليل والنهار ، وأفشوه ، وتدبروا ما فيه لعلكم تفلحون . [ ص: 335 ] وقد كان للسلف في قدر القراءة عادات : فأكثر ما ورد في كثرة القراءة : من كان يختم في اليوم والليلة ثماني ختمات : أربعا في الليل ، وأربعا في النهار . ويليه : من كان يختم في اليوم والليلة أربعا . ويليه : ثلاثا . ويليه ختمتين . ويليه ختمة . وقد ذمت عائشة ذلك ، فأخرج ابن أبي داود : عن مسلم بن مخراق ، قال : قلت لعائشة : إن رجالا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثا ؟ . فقالت : قرءوا ولم يقرءوا ، كنت أقوم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة التمام ، فيقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء ، فلا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا ورغب ، ولا بآية فيها تخويف إلا دعا واستعاذ . ويلي ذلك من كان يختم في ليلتين . ويليه من كان يختم في كل ثلاث ، وهو حسن . وكره جماعات الختم في أقل من ذلك : لما روى أبو داود والترمذي - وصححه - من حديث عبد الله بن عمر مرفوعا : لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث . وأخرج ابن أبي داود وسعيد بن منصور ، عن ابن مسعود موقوفا قال : لا تقرءوا القرآن في أقل من ثلاث . وأخرج أبو عبيد ، عن معاذ بن جبل : أنه كان يكره أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث . [ ص: 336 ] وأخرج أحمد وأبو عبيدة عن سعيد بن المنذر - وليس له غيره - قال : قلت : يا رسول الله أقرأ القرآن في ثلاث ؟ قال : نعم ، إن استطعت . ويليه : من ختم في أربع ، ثم في خمس ، ثم في ست ، ثم في سبع ، وهذا أوسط الأمور وأحسنها ، وهو فعل الأكثرين من الصحابة وغيرهم . أخرج الشيخان عن عبد الله بن عمرو قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اقرأ القرآن في شهر ؛ قلت : إني أجد قوة ، قال : أقرأه في عشر ؛ قلت : إني أجد قوة ، قال : اقرأه في سبع ولا تزد على ذلك . وأخرج أبو عبيد وغيره ، من طريق واسع بن حبان ، عن قيس بن أبي صعصعة - وليس له غيره - أنه قال : يا رسول الله ، في كم أقرأ القرآن ؟ . قال : في خمسة عشر . قلت : إني أجدني أقوى من ذلك . قال : اقرأه في جمعة . ويلي ذلك : من ختم في ثمان ، ثم في عشر ، ثم في شهر ، ثم في شهرين . أخرج ابن أبي داود ، عن مكحول قال : كان أقوياء أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرءون القرآن في سبع ، وبعضهم في شهر ، وبعضهم في شهرين ، وبعضهم في أكثر من ذلك . [ ص: 337 ] وقال أبو الليث في " البستان " : ينبغي للقارئ أن يختم في السنة مرتين ، إن لم يقدر على الزيادة . وقد روى الحسن بن زياد ، عن أبي حنيفة ، أنه قال : من قرأ القرآن في كل سنة مرتين ، فقد أدى حقه ; لأن النبي عرض على جبريل في السنة التي قبض فيها مرتين . وقال غيره : يكره تأخير ختمه أكثر من أربعين يوما بلا عذر ، نص عليه أحمد ; لأن عبد الله بن عمر سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - : في كم نختم القرآن ؟ قال : في أربعين يوما . رواه أبو داود . وقال النووي في " الأذكار " : المختار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص ، فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف ، فليقتصر على قدر يحصل له معه كمال فهم ما يقرأ ، وكذلك من كان مشغولا بنشر العلم ، أو فصل الحكومات ، أو غير ذلك من مهمات الدين والمصالح العامة ، فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له ، ولا فوات كماله ; وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه ، من غير خروج إلى حد الملل أو الهذرمة في القراءة . |
رد: الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته
طرح رائع وقيم ونافع بإن لله
جزاك الله خيرا عنه اختى نووور |
رد: الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته
الأخت الفاضلة : جزاكِ الله خيراً عن هذا الطرح الطيب المبارك إن شاء الله . |
رد: الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته
اخى طارق
باركم الله فيك حضورك الطيب |
رد: الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته
أســـأل الذي أخرج ماء زمزم فرجاً لهاجر .. أن يخرج لك فرجاً وبركة وسعــــادة لا شقــــــاء بعدها وأن يختصك من بين خلقة ويقــــــول : وعزتـــــي وجلالـــــي لا أرد لك دعــــاء |
رد: الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته
اللهم اجعله حجة لنا لاعلينا امين يارب العالمين جزاكي الله خيرا اختي نور علي الطرح الطيب دمتي في رعايه الله وامنه |
رد: الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته
اخى كمال
اسعدنى حضورك الطيب دمت برضى الرحمن |
رد: الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته
سلمت نـــور بارك الله فيك وجعله بميزان حسناتك اثابك المولى وسقاك من حوضه يعطيك العافيه ننتظر جديدك دمت برضى الباري |
الساعة الآن 02:17 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by