شبكة صدفة

شبكة صدفة (http://www.aadd2.net/vb/index.php)
-   الحج والعمرة (http://www.aadd2.net/vb/forumdisplay.php?f=80)
-   -   متى تفقد العبادة خاصيتها في تزكية النفوس وتطهيرها (http://www.aadd2.net/vb/showthread.php?t=133993)

نور 08-15-2011 05:44 PM

متى تفقد العبادة خاصيتها في تزكية النفوس وتطهيرها
 
متى تفقد العبادة خاصيتها في تزكية النفوس وتطهيرها

من المعلوم لدى العارفين بخصائص الأشياء أن كثيرا من الأشياء تكون ذات خاصية في التأثير على شيء آخر وقد يطرأ عليها ما يفقدها تلك الخاصية فتصبح ليست ذات تأثير في ذلك الشيء كما كانت، وبهذه المثابة أنواع العبادات الشرعية فإنها ذات تأثير حقا على النفس في إصلاحها وتزكيتها، ولكنها قد يطرأ عليها ما يفقدها ذلك التأثير الخاص فتصبح غير مصلحة للنفوس ولا مزكية لها، ومن أكبر ما يطرأ على العبادة فيفقدها صلاحيتها، وتأثيرها في إصلاح النفوس وتطهيرها: الشرك فيها وسوء عملها، وفقد الإخلاص http://www.tohajj.com/MARGNTIP.gif منها.
أما الشرك وهو جعل غير الله تعالى شريكا له تعالى في العبادة التي تعبد بها خلقه فهو محبط للعمل مفسد له حسا ومعنى لقوله تعالى: http://www.tohajj.com/MEDIA%5CB2.gif ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون http://www.tohajj.com/MEDIA%5CB1.gif وقوله جلت قدرته: http://www.tohajj.com/MEDIA%5CB2.gif لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكون من الخاسرين http://www.tohajj.com/MEDIA%5CB1.gif وحبوط العمل بطلانه وفساده، وإن شئت فقل هبوطه وعدم رفعه وقبوله لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، والعمل الذي شابه شرك فاسد، والله لا يرفع من الأعمال إلا ما كان صالحا، فقد قال عز شأنه: http://www.tohajj.com/MEDIA%5CB2.gif إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه http://www.tohajj.com/MEDIA%5CB1.gif
وأما سوء عمل العبادة والمراد به إساءة فعلها بحيث يخل ببعض أركانها أو واجباتها أو سننها وآدابها: فكثيرا ما يفقد العبادة معناها ويخرجها عن حقيقتها ويقطع عنها ثمرتها المرجوة منها من تطهير النفس وتزكيتها، فالإخلاص في العبادة وحده غير كاف في قبول العبادة، وفي جعلها مصلحة للنفس مزكية لها، بل لا بد مع الإخلاص من الإتيان بالعبادة في صورتها الشرعية وطبق ما شرع الله تعالى وبين رسوله صلى الله عليه وسلم كمية وكيفا، لأنه بمجموع الأمرين الإخلاص والمطابقة توجد في العبادة خاصيتها من الإصلاح والتطهير، وإلا فإنها تفقد ذلك قطعا.

نور 08-15-2011 05:46 PM

رد: متى تفقد العبادة خاصيتها في تزكية النفوس وتطهيرها
 
ولذا أوجب الشارع العلم وجوبا عينيا وحث عليه فقال: http://www.tohajj.com/MEDIA%5CH2.gif طلب العلم فريضة على كل مسلم http://www.tohajj.com/MEDIA%5CH1.gif http://www.tohajj.com/MARGNTIP.gif وقال: http://www.tohajj.com/MEDIA%5CH2.gif اطلبوا العلم ولو بالصين http://www.tohajj.com/MEDIA%5CH1.gif http://www.tohajj.com/MARGNTIP2.gif وخاصة العلم المتعلق بالعبادات التي لا تتلقى إلا من الشارع، كل هذا رجاء الانتفاع بالعبادة في تطهير النفوس وإصلاحها لتصبح مستعدة للكمال المخلوقة لأجله في الدنيا والآخرة، ومن هذا نقول: إنه لقبيح جدا بمسلم يعمر طويلا ولا يتعلم أثناء عمره الطويل أمور دينه ويعبد ربه على جهل، وبناء على ما تقدم فإنه قد يصبح من الحتم على من أراد الشروع في هذه العبادة العظيمة (مناسك الحج والعمرة) أن لا يخرج من بيته حتى يتعلم ويعرف كل منسك وشعيرة فيها، ليعبد ربه بما شرع، وطبق ما بين ووصف. وقديما سأل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ربهما بيان ذلك ليعبداه كما يريد، ويتقربا إليه بما يحب أن يتقرب به إليه، قال تعالى حكاية عنهما: http://www.tohajj.com/MEDIA%5CB2.gif وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم http://www.tohajj.com/MEDIA%5CB1.gif فهما يريدان أن يعبدا ربهما ويتقربا إليه وليس لهما ذلك إلا من طريق العبادة المشروعة فطلبا بيان ذلك منه سبحانه وتعالى فاستجاب لهما وعرفهما مناسك الحج فعبداه بما شرع، وتقربا إليه بما أحب. فهل بعد هذا يسوغ للحاج المسلم الذي هو على إرث من أبيه إبراهيم في هذه العبادة الفاضلة كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم : http://www.tohajj.com/MEDIA%5CH2.gif قفوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم http://www.tohajj.com/MEDIA%5CH1.gif فهل يسوغ له أن يأتي هذه المناسك وهو لا يعرف منها منسكا واحدا فيعبد ربه على جهل فتذهب مجهوداته وأمواله وسائر تضحياته سدى بدون فائدة، ويعود بذنبه كما خرج من بيته؟.
وأما فقد الإخلاص، فإنه إذا كان الإخلاص كالاحتساب، وهو إرادة الله سبحانه وتعالى بالعمل دون من سواه رجاء ما عنده من حسن المثوبة، وعظيم الأجر فإنه روح العمل وقوامه، فمتى فقده العمل صار شيئا لا معنى له كجسد فارقته الحياة، ولذا فإن العبادة إذا فقدت هذا العنصر الحي من عناصرها الثلاثة: التوحيد، وحسن العمل، والإخلاص، فإنها تصبح خالية تماما من طاقة التطهير والإصلاح المودعة فيها فلا تصلح خلقا ولا تزكي روحا، ومع الأسف فإن هذه العبادة التي نحن بصدد درسها وبيانها معرضة أكثر من غيرها لفقدان عناصرها الهامة التي تقدمت، فإن من بين الحجاج من لا يقصد الحج إلا لغرض الاطلاع والوقوف على الآثار، والتمتع بلذة التنزه والأسفار كبعض من ذوي الثقافات الغربية، والشباب الطائش، ومن بين الحجاج من لا يقصد الحج إلا ليحصل على لقب الحاج فيستغل هذا اللقب في قريته وبين أفراد عشيرته فيتوصل به إلى تحقيق بعض أغراضه المادية، وهؤلاء يوجدون عادة بين العوام والجهلة الذين توجد فيهم نزعة حب السيادة ولم يحصلوا عليها لعدم استعدادهم لها بالمؤهلات الذاتية والخلقية والعلمية.
وعلى كل حال فالصنفان المذكوران قد خسرا عملهما وفقدا ثمرة حجهما بعدم الإخلاص الكامل لله، فإنه ولو أراد الأولون أداء الواجب مع الاطلاع والنزهة، وأراد الآخرون قضاءه مع الحصول على اللقب المحبوب، والرئاسة الموهومة على ذويهم، فإن عملا لم يحتسب فيه لله تعالى وخاصة وقد قال تعالى: ( وأتموا الحج والعمرة لله ) لا يكون إلا خاليا من ثمرة العبادة التي هي إصلاح النفس وتزكيتها، ومن لم تصلح نفسه ولا تزكوا كيف يقال: إنه خرج من ذنبه كيوم ولدته أمه، وإنما يقال فيه عاد بجميع ذنبه كما خرج من بيته والعياذ بالله تعالى.
واعلم أن كل ما قدمته في بيان أن للعبادة خاصية تؤثر بها على النفوس بالزكاة والطهر، وأن العبادة تفقد خاصيتها تلك إذا شابها شرك أو سيئ استعمالها، أو فقد الإخلاص منها، مبني على قاعدة شرعية جليلة وهي قوله تعالى:
( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) وقوله عليه الصلاة والسلام: http://www.tohajj.com/MEDIA%5CH2.gif من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له http://www.tohajj.com/MEDIA%5CH1.gif وقوله: http://www.tohajj.com/MEDIA%5CH2.gif من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بها من الله إلا بعدا http://www.tohajj.com/MEDIA%5CH1.gif .
وبيانه: أن قوله تعالى: http://www.tohajj.com/MEDIA%5CB2.gif إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر http://www.tohajj.com/MEDIA%5CB1.gif يشهد لوجود الخاصية في العبادات بالتأثير على النفوس، وقوله: http://www.tohajj.com/MEDIA%5CB2.gif وأقم الصلاة http://www.tohajj.com/MEDIA%5CB1.gif هذا الأمر الذي ذكرته جملة http://www.tohajj.com/MEDIA%5CB2.gif إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر http://www.tohajj.com/MEDIA%5CB1.gif تعليلا له يدل بصراحة أنه ينبغي للحصول على تأثير العبادة في النفس أن تكون العبادة مؤداة أداء صحيحا موافقا لما شرع الله نصا وروحا، وإلا فإنها تفقد خاصيتها. وقوله صلى الله عليه وسلم : http://www.tohajj.com/MEDIA%5CH2.gif من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له http://www.tohajj.com/MEDIA%5CH1.gif يشهد لفقدان العبادة خاصيتها في إصلاح النفس وتزكيتها إذا هي فقدت مقوماتها من الخلو من الشرك، وحسن الأداء، وروح الإخلاص، كما أن قوله صلى الله عليه وسلم : ( لم يزدد من الله إلا بعدا ) يدل بوضوح على أن القرب من الله والبعد هما نتيجة لما تكون عليه النفس من تزكية أو تدسية، فإن عمل صاحب النفس بما من شأنه أن يزكي نفسه، كالإيمان والعمل الصالح فإنه يقرب بطهارة روحه من الله تعالى، وإن هو عمل بما من شأنه أن يدسي نفسه كالشرك والمعاصي، فإنه يخبث نفسه فلا يصبح أهلا لرضي الله تعالى والقرب منه، ومصداق هذا قوله تعالى: ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها )

ملكة بإحساسي 08-16-2011 12:06 PM

رد: متى تفقد العبادة خاصيتها في تزكية النفوس وتطهيرها
 
سلمت نور
بارك الله لك وآسعد قلبك وآنآآآر طريقك

جعل ما نقلت في ميزآآن حسنآآتك
ننتظر كل مميز من جديدك

الفارس المصري 08-18-2011 04:00 PM

رد: متى تفقد العبادة خاصيتها في تزكية النفوس وتطهيرها
 

مشكورة اختي نور علي الطرح الرائع

تسلم ايدك علي المعلومات الجميلة

جزاكي الله كل خير واثابك الجنة ان شاء الله


دمتي في رعايه الله وامنه

ابو عمر المصرى 10-05-2011 11:48 PM

رد: متى تفقد العبادة خاصيتها في تزكية النفوس وتطهيرها
 
كالعادة ابداع رائع

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير


الساعة الآن 03:36 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by