شبكة صدفة - في الحُـبّ ..!

في الحُـبّ ..!

http://www.ruowaa.com/vb3/customavatars/avatar361_8.gif

في الحُـبّ ..!

بـات البعض من الناس يداخل كثيراً من المعاني يبعضها .. تداخلاً فظَّـا لا يُستساغ وأراه كمن
ينثر حبات السكر على شاطئ البحر يريد أن يستعذب ملوحته .. فيمزجه بغير طبيعته ..!!
وكذا الصفات والمعاني وحتى بعض الأشياء التي جُبلنا على معرفتها ووظيفتها
أو دلالتها لا تتغير..! فالحديد لا يمكن أن يخرج عن مادته ليصبح زجاجاً إلا إذا كان هناك
علماً يخالف فطرتي التي لا تتعدى ملامسة هذا وذاك ..
الحُبُّ والوفاء ومعاني أخرى تصب في مادة الصداقة والأخوة والعلاقات البشرية .. قسراً نُلبسها
بغير جلبابها الذي اعتادته .. فتلونت بأصبغة مزيفة .. لا طعم لها ولا رائحة تتضوع من صدقها
الحُبُّ ..صار بضاعة مُزاجاه يُباع بثمن بخس ..فأصبح معنى مُجرد قبيح بالمعاني الخسيسة التي
حملوها إياه فوق ما يطيق ..وهو من هذا برئ كطفل لم تُسود صفحاته بالذنوب ..!
الحُبُّ ..هو نقاء ..و صفاء هو سمو وارتقاء وهو اتصال بمعاني إيمانية راسخة في قلوب أوليائه
الحُبُّ ..تصوير للإنسانية الكاملة التي لا يكون الإنسان كاملاً إلا به .. فهو جمال على جمال
ونور على نور .. جمال لكل ما تجول به الإبصار على امتداد الأرض واتصالها مع السماء في أفق
رحب .. اتصال تشهد كل الكائنات السماوية وما يدب على الأرض من روعة وسنا وتناغم يدفعنا
لنبصر ونتأمل هذه الجمالية الرائعة .. وهذا التناغم الرائع والمزدوج بين زرقة السماء وألوان الأرض
وعين لا تبصر الجمال ، ولم تعرف للحب معنى فهي تخلص بذلك إلى طبيعة السباع التي
لا تبصر سوى ما يشبع غريزتها الوحشية ..
فالطبيعة الخلابة بكل تناسقها تمثل في القلب معنى الحب لهذا الجمال .. والعبادات التي نؤديها
ونتقرب بها إلى الله تمثل الحُبُّ لهذه العقيدة التي ننتمي إليها ..وغضبنا من الإساءة التي تعرض
لها نبينا – عليه الصلاة والسلام – يعني الحب لنبي الرحمة .. وبرّ الوالدين والإحسان لهما
هو حُبُّ أيضاً .. وعلاقتنا الإنسانية وصداقتنا ينبغي أن تكون مبنية على المحبة في الله ..
حتى اجتماعنا هنا يمثل حُبُّ للعربية التي هي لغة القرآن الكريم الذي نحبه و للرسالة التي نسعى
لتحقيقها .. و حتى نُؤجر في كل أعمالنا وتصرفاتنا ..لنوسع دائرة الحب .. ولنعلم الأجيال ..
ما معنى الحب؟ ..
وكيف يكون ؟!
لا أن نتوارى من إجابة هذا السؤال ونترك غيرنا يُلقنهم معاني ما أنزل الله بها من سلطان ..!
فرحم الله من عرف ماهية الحُبُّ .. ونهل من جماله وألوانه الرقراقة الصافية ..

..

http://www.aljannahway.com/photos/1233182521jhkytuy.gif

بقلم /

بنـ الشاطئ ـت