عالم الوحشة و الغربة
هذه مقتطفات من كتابات الدكتور مصطفى محمود الرائعة عالم الوحشة و الغربة ما هو أكثر شيء يسعدك في هذه الدنيا ..؟ المال .. الجاه .. النساء .. الحب .. الشهرة .. السلطة .. تصفيق الآخرين . إذا كنت جعلت سعادتك في هذه الأشياء فقد استودعت قلبك الأيدي التي تخون و تغدرو أتمنت عليها الشفاه التي تنافق و تتلون . إذا جعلت من المال مصدر سعادتك فقد جعلتها في ما لا يدوم فالمال ينفد و بورصة الذهب و الدولار لا تثبت على حال . و إذا جعلت سعادتك في الجاه و السلطان .. فالسلطان كما علمنا التاريخ كالأسد أنت اليوم راكبه و غدا أنت مأكوله . و إذا جعلت سعادتك في تصفيق الآخر ين فالآخرين يغيرون آراءهم كل يوم . لقد وضعت كل رصيدك في بنك القلق و ألقيت بنفسك إلى عالم الوحشة و الغربة و استضفت راحة بالك على الأرصفة .. و نزلت في فنادق قطاع الطرق .. و لن يهدأ لك بال و لن تعرف طعم الراحة و لن تعرف أمنا و لا أمانا ،و لن تذوق للطمأنينة طعما حتى آخر يوم في حياتك ، لأنك أعطيت أثمن ما تملك .. أعطيت روحك لعالم الفرقة و الشتات ، و رهنت همك و اهتمامك بعائد اللحظة ، و علقت قلبك بكلما هو عابر زائل متقلب ، و أسلمت وجدانك ينهشه وحش الوقت و إذا جعلت سعادتك في حب امرأة .. فأين هي المرأة التي لم تتغير ؟ و أين هو القلب الذي لميتقلب ؟ أين نجد هذا القلب إلا في الخيال في دواوين الشعراء الذين يقولون ما لايفعلون و الذين هم في كل واد يهيمون . و نتكلم عن الحب .. و في عمق نفوسنا من هو أولى بالحب كل الحب .. بل واهب الحب لكل محب و محبوب و سر الحب في كل محب ومحبوب .. بل عين القيمة في كل ما هو قيم .. و عين الجمال في كل جميل . و نتولى معرضين نجري خلف بريق اللحظات و نتشتت و نتوزع و تتجاذبنا الغوايات و نتمزق إلى شتات و نموت في وحشة و غربة و محصولنا مما جمعناه صفر . (( و في أنفسكم أفلا تبصرون )) . في داخلنا الشاطئ و المرساة و برالأمان . سند الضمان فينا و لسنا في حاجة إلى التأمين على حياتنا في بنك خارجي لا داعي لكل هذا اللهاث المجنون على الجمع و التملك و الاكتناز .. فلن نزداد بذلك أمنا . لا داعي لكل هذا السباق و القتل على السلطة فلن نزداد بذلك قوة . اطمئن قلبا أيها المؤمن و أعرض عن هذه الغابة التي يتعارك فيها الكلب المخلب و الناب ، قل كلمتك و الزم معرفتك و اعمل على شاكلتك ، و خض البحر فلن تبتل و اعبر أرض الغربة و الوحشة فلن تستوحش فلست وحدك فالله معك .. و أينما كنت فهو معك . ألست تقطعه فيصلك ، و تكفره فيرزقك ،و تعصيه فيغفر لك ، و تهجره فيتودد إليك .. و هو من هو المتعال ذو الجلال و الجمال .. فأين هو من هذه و تلك .. ألا يكفيك أن بابه مفتوح أبدا و عفوه مناد عليك دائما؟ ألا يحرك ذلك كوامن الشوق فيك ؟ ألا يثير فيك من الوجد ما لا تثيره هذهو تلك من أشباح ترابية فانية ؟ ألا تعود فتنظر حولك ببصيرة .. و تنظر في داخلك بإلهام .. قبل أن يجرفك التيار إلى عالم الوحشة و إلى البحر الطام الذي يتخبطه الشيطان من المس ؟ ألا تغريك هذه الكلمات بلحظة تأمل و بوقفة مع النفس تعيد فيها النظر . |
رد: عالم الوحشة و الغربة
نور طرح غاية فى الروعة دوماً تنتقين كل ما هو مميز دعواتى لك بكل خير |
رد: عالم الوحشة و الغربة
نور حفظك الله على روعة الطرح يسر الله امورك وكتب لك السلامة دعواتى لكى بالصحة والعافية |
رد: عالم الوحشة و الغربة
طرح رائع نور
تسلمى حبيبتى |
رد: عالم الوحشة و الغربة
نووووووووووور فعلا طرح رااااااائع فعلا لابد للانسان من لحظات تأمل لحياته وكل من حوله تسلمين نور احترامي وتقديري |
الساعة الآن 09:05 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by