شبكة صدفة

شبكة صدفة (http://www.aadd2.net/vb/index.php)
-   منتدى صدفة العام (http://www.aadd2.net/vb/forumdisplay.php?f=10)
-   -   شهيق ، .. معَ قليلٍ من زفير ! (http://www.aadd2.net/vb/showthread.php?t=8763)

نور 05-18-2008 02:21 AM

شهيق ، .. معَ قليلٍ من زفير !
 
شهيق ، .. معَ قليلٍ من زفير !

.http://i28.tinypic.com/2q1clqd.jpg
إنَّهم لا يفهمونَ شيئاً ،
إنَّهم لا يعلمون أنِّي مُثقلةٌ بالكثير مِن الأورِدة ،
أنِّي متعلِّقة بالأشياءِ أكثَر مِنْ تعلّقي بأصحابِها ..!
وحدي أعلم أنِّي أدفعُ ضرائبَ قصّة حبّ أدْلقتُ على صفحاتِها بعضاً مِنْ روحي ،
وَ خُتِمَت في الأخير باسْم غيْري ..!
كثيرٌ علينا هذا الحبّ لَو تدْري ، كثير !
.
.
اليَوم يا أنت ،
كنتُ أغترِف مِن ذكرياتنا الكثير مِن التِّيه ..
إلى أنْ ثمِلت ضياعاً ،
يشهرُ حبُّك في جرحي كلّ ليلة خيبتي التِّي نطقت بالفشل اللصّيق !
إنَّه إحساس طفلٍ صغير بقلبِ صحراء ..
يربَط فوق ظهرِه كلِّ تِلْك الأمنيات الصَّغيرة التِّي كفرَ بها أهلُه..
يتنازع قلبَه الصّغيرَ خوفان اثنان ،
خوفٌ مِن الضَّياع و خوفٌ مِنْ أن يعودَ إلى البْيت !
.
.
سألونني ، لِم تتحاشَيْن الكتابة على الورَق !
أجيب .. خـ(ح)ـطِّي سيِّء .
و في قلبي قصاصة تحترِق ،
كُتِبَت قبْل أنْ ينبِت اللقاء على جنباتِ صفحةِ قدرنا و قبْل أنْ تتفشَّى رائحةُ الفِراق ..
كُتِبَت ما بيْنَ ضجيجِ الشَّواطيء و سكُون الأعمْاق :
إنْ أتيتَ فلا ترْحل !
.
.
الصِّغارُ ..
هُمْ تِلْك الحفرة التِّي وأدْنا فيها كلَّ آمالِنا التِّي كبَرَت دُون إذنٍ مِنَّا !
سألتُه : هلْ تخاف يا صغير ؟
يجيبُ أنْ نعَم ، أخافُ مِنْ ذِئب ليلى و مِنْ سارقي الحلْوى !
أشيِّع بقايا الطّفلة في داخلي .. بأحداقٍ تحبُو على أديمِها استغاثات يتيمة ،
أبلِّل خوفي بالكثيرِ مِن الحيرة ، استعداداً للعبُور !
وَ أخشى أنْ أمُوت و لمَّا يذُب بعد ذاكَ السُّؤال في فمي :
لِم أخافْ ..
و لَم يتبقّ لديّ شيء !؟
.
.
تُسرِع نحْوي الصَّغيرة ، تؤكِّد لي في حماس .. لا وجود لشيءٍ غير مهمّ ما دامَ مليئاً !
حتّى ذاكَ الكوب الذي تريْنه فارغاً هُو مليء بالخواء !
تجتاحني سعادةٌ غريبة ..
إنَّهُ إنْجازٌ لا محالة .. فالصّغيرة تراني مُهمّة ،
كلُّ شيءٍ حولي يشي أنِّي كذلِك ..و أنِّي " خواءٌ " يملؤه !
.
.
يثرثرُ كثيراً ..
و يختِم بـ فهمت ؟
يجيبُ الآخر دوماً أنْ نعَم ..
فهِمت أنَّ الصَّداقة عنْدَك يا سيِّدي تعني أنْ تكتفي بالسَّمعِ و الصَّمْت !
فهِمْت أنَّ عليَّ أنْ أتأقلَم معَ حالةِ " الصمم " التِّي عليْها أنْ تتلبَّسني قصراً في حضورِك !
.
.
يتفقّد المرآة التِّي غطّاها بخارٌ حارّ ،
يحرِّك سبَّابته عليْها بسرعة يكتُب " إسماً " ما ينتظِر إلى أنْ يغطِّيه بخارٌ جديد و يرحَل منتشياً !
يهمس : لقَدْ تخلَّصتُ مِنْه !
و يرتفِعُ النَّشيج !
.
.
لا تسيِّجُوا قلوبَكم ..
فوحده السيّاجُ القادِر على إغراء اللصوص !
لا تصنعُوا لقلوبكم مفاتيح ..
حتَّى لا تضيِّعُوها يوماً فتبيتُوا في العراء ..!
.
.
دائماً نحضرُ بعد فواتِ الأوان ..
ونُشفِق ، نجرح ، نرحل .. عَن غير قصد !
و تَتُوه كلماتُ الصِّدق و تضيِّع الطَّريق !
دائماً .. أغبياء .. دائماً !
.
.
وحدَها الرِّياحُ مَنْ تشعرُ بجوىِ النَّوافِذ و هي مُترعةٌ تبحثُ عَمَّن تحضنه !
.
.
بيْنَ الضَّوءِ و العتمة ..
بيْنَ مهمازِ الذِّكْرى وَ خدرِ النِّسيْان !
تتمطَّى روحي باحثةً عَنْ لحافٍ يقيها لسعاتِ النُّكران !
أبْحثُ عَنْ ذاكَ السُّؤال أحتسيه ليكشطَ الصَّقيع : كيفك أنت ؟
.
.
.
.
يسأل أمّه و قَدْ غفَت بعينيه صورة ،
أينَ هُو الآن ؟
لقَدْ سافرَ يا عزيزي ، يبحثُ عن الخبز !
يتذكَّر الآن و قَدْ كبر بسرعة ، و نمَت مساحاتُ القَحْط بحوافِّ قلبِه بسرعةٍ أيضاً ..
و لَم يعُد ذاكَ الصَّغير الذي يكتفي بتأثيتِ الحياة بالأسئلة !
- حينَ كنتُ صغيراً ، و كانوا يسألونني عَنْ أمنيتي ..
كنتُ أجيب بعدَ أنْ أغمِض عيني على ملامِحه - ذاكَ الأَبْ - : يا ربّ اجعلني قطعة خبز !
.
.
.
.
" كَتْخاف مْن خيالك "
يسمعها كثيراً .. وحدهُ يعلم أنَّه لا يخافُ مِنْ " ظلّه " إلَّا لأنَّه كلَّما ألقى عليهِ نظرة ..
يجدُهُم ينهشُون ما تبقَّى مِنْه !
وحدهُ " الظِّل " مَنْ يفضحُ مسخرَة النِّفاق !
.
.
.
- شيءٌ ما ، ينهشُ رأسِي لا يتركني أنام و لا أفيق ..
أنفضُ جمجمتي فيسقط ليفرَّ بيْن أكوام الورق ..
أقتلهُ بسرعةٍ و أرسمُ ببقايا دمِه شفقاً لحيْرتي !
لكِنِّي لا ألبثُ أنْ أعودَ إلى " حكِّ " رأسي مِنْ جديد !
- بَلْ وجعُ الأسئلة يا مغفِّل !
.
.
أنْ ينهشَ جسدَ الأحلام أظفارُ الماضي..
فذلِك يعني أنَّكَ ستقضي عُمراً معلقاً بخيطِ مصباحِ غرفتِك الأصْفر تبْحث عَمَّن يجودُ عليْك بغفوة !
.
.
-أخشى أنَّنا كبرنا على الحنين !
- أنْتَ لا تخشى ، أنْتَ تمرِّر لي قناعة !
- كانت غلطة ..
- و قَدْ آن الأوان ، لتصحِّحها بغلطةٍ أكبَر !
- أنْتَ أدْرى ، علينا أنْ ندفعَ الثَّمن ،!
- بَلْ عليَّ وحْدي !
ثمَّ فكَّ قيْد هاتيكَ الحكايا : اذهبُوا فأنتُم الطَّلقاء !
.
.
بماذا أسَّرَ الطَّريقُ للباحثين عَنْ رسْمٍ لغائب ابتلعته المدينة ؟
يقُول لافظاً آخِر ذرَّاتِ المساء العالقةِ بإسفلتِه ،
- أتَرى .. كلّ هذه التّشققاتِ التِّي تلبَسني ليْسَت سوى آثار قلوبِهم !
فتستنكِر ..
- و ما علاقةُ القلوبِ بالطُّرق !
يبتعِد .. يقتفيه الصَّدى :
- إنَّهم في هذهِ المدينة يمشُون على قلوبهم ، ألا تَفْهم !
.
.
أشلاء ..
رسائِل ..
منْفى !
قطَراتُ دمعٍ آسنة ..
شمعةٌ تذوِي .. يشيِّعها ضوؤها !
و طفلٌ يختلِط صوتُ المَطر بلثغتِه ..
وسادةٌ تكوَّمت على صدْرها أمنيات ميِّت ..
قلوبٌ موصَدة ..
أقنعة صدئة !
حذاءٌ قديم يطفحُ برائحة وفاءٍ نتِنة !
صحراء ..
تمثالٌ صلف ،
غرفةٌ لا تزالُ مضاءة ، نسوُوا أنْ يطفئوها قبْل الرَّحيل !
مشاعرُ مستأجَرة ..
و ما خلَّفته العاصِفة !


تِلْك بقاياي التِّي تذروها رياح الحنين إليْك ، فأكْرِم وفادتها !
مما قراءت

أحمد اسماعيل 05-18-2008 02:52 AM

رد: شهيق ، .. معَ قليلٍ من زفير !
 
لا تسيِّجُوا قلوبَكم ..
فوحده السيّاجُ القادِر على إغراء اللصوص !
لا تصنعُوا لقلوبكم مفاتيح ..
حتَّى لا تضيِّعُوها يوماً فتبيتُوا في العراء ..!

..............



وأن أتت رياح الحنين

وأن خلفت ورائها حزن سنين

وانا كنا بايدينا للاحلام قاتلين

أعاهدك يا قلبى .. للحزن يوما لن تستكين

لا .. يوما لا تضعف للالم ولا تلين

سنظل دوماً بأرادتنا قادرين

سنقاوم .. اما ننتصر

أو تنزف دمائنا ويشار الينا

من أجل حلمهم ماتو مقتولين

نور ... المميزة بالتعمق فى الذات

لكى التحية وأجمل الكلمات على أختيارك

أسعدك الله بكل وقت

نور 05-18-2008 02:55 AM

رد: شهيق ، .. معَ قليلٍ من زفير !
 
رائع كما انت
تعرف موطن الكلمة التى تجذب حولها القلوب
فتحلق فى سماء كل الفراشات بعذب القول
دمت بخير وعمق الاحساس
اخى الكريم
احمد المصرى
دمت بروعة الالق


الساعة الآن 10:59 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by