شبكة صدفة

شبكة صدفة (http://www.aadd2.net/vb/index.php)
-   قرآن كريم وصوتيات اسلامية (http://www.aadd2.net/vb/forumdisplay.php?f=120)
-   -   الصبر عند المصيبة (http://www.aadd2.net/vb/showthread.php?t=153142)

نور 06-28-2012 07:21 PM

الصبر عند المصيبة
 
الصبر عند المصيبة

يقول المولى تبارك وتعالى: وبشر الصابرين * الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة, وأولئك هم المهتدون (البقرة 156-157)

الصبر هو امتناع النفس البشرية عن الجزع, واللسان عن الشكوى, والوارح عن شق الجيوب(الثياب) ولطم الخدود وشدّ الشعر عند المصيبة بفقد زوج أو اخ او ابن أو نحوه.

الصبر هو خلق كريم, هو خلق الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين, هو خلق الصالحين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه, هو خلق الانسان المؤمن الذي يسعى لمرضاة الله عزوجل, هو الفضيلة بأسمى معانيها, هو كل شيء جميل, ولأنه كذلك فقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم بأنذ ليس له ثواب الا الجنة.

والصبر أنواعه ثلاثة كما قسمها العلماء رحمهم الله: الصبر على الطاعة وهذا يعني ألا يجزع العبد من الطاعة ولا يتأفف منها بل يؤديها بروح المؤمن الذي يرجو ثوابها من الله تعالى, وكما ورد في الحديث: انّ الله لا يقبل من قلب غافل.
والصبر على المعصية, أي يبتعد عنها ولا يحوم حولها, فمن حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه, وكما في الحديث الشاب الذي نشأ في طاعة الله وقد دعته امرأة ذات حسن وجمال اليها, فامتنع عنها وقال اني أخاف الله, هذا الشاب لولا أنه صبر على المعصية لما نال الأجر العظيم في أن يكون من السبعة الذين سيكونوا يوم القيامة في ظل الرحمن يوم لا ظلّ الا ظله..
والصبر على القضاء, ذلك أنّ الايمان بالقضاء والقدر ركن أساسي من أركان الايمان, وكما نعلم أنه من أسماء الله الحسنى وأسماءه العلى أنه الضار ,انه النافع, وما يصبنا لا يخطئنا.. قل كلّ من عند الله يصيب برحمته من يشاء.
لقوله صلى الله عليه وسلم:من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله, ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله تعالى.
وعن عمر رضي الله عنه قال: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: اذا قبض ملك الموت عليه السلام روح المؤمن, قام على الباب ولأهل البيت ضجّة, فمنهم الصاكة وجهها, ومنهم الناشرة شعرها, ومنهم الداعية بويلها, فيقول ملك الموت عليه السلام: ممّ هذا الجزع؟ ومما هذا الفزع؟ فو الله ما انتقصت لأحد عمرا, ولا ذهبت لأحد منكم برزق, ولا ظلمت لأحد منكم شيئا, فان كانت شكايتكم وسخطكم عليّ, فاني والله مأمور, وان كان على ميتكم فانه مقهور, وان كان على ربكم, فأنتم به كافرون, وانّ لي عودة بعد عودة حتى لا أبقي منكم أحدا.ثم قال عليه الصلاة والسلام: والذي نفسي بيده لو يرون مكانه ويسمعون كلامه, لذهلوا عن ميتهم, ولبكونا على أنفسهم.

واعلم أنّ التعزية هي الأمر بالصبر, وهي مستحبّة قبل الدفن وبعده الى ثلاثة أيام, لأنّ التعزية تسكن قلب المصاب, والغالب سكون قلبه بعد ثلاثة أيام, فلا يجدّد الحزن, وكل شيء يبدأ صغيرا ثم يكبر, الا المصيبة تبدأ كبيرة ثم تصغر رويدا رويدا, ويكره الجلوس للتعزية, أي أن يفتح أهل الميت بيتا للعزاء.

والصبر على المصيبة من سمات الصالحين, ومن استرجع الله عند مصيبته فقد فلح وليس له جزاء الا الجنة, وكان عبد الله بن عمر رضي اللع عنهما قد دفن ابنا له, ثم ضحك عند القبر, فقيل له: أتضحك عند القبر؟ فقال: أردت أن ارغم الشيطان.
ولنأخذ من السلف الصالح العبر في الصبر على المصائب ولتعتبر.

فقد ورد عن عروة بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما أنه وقع لرجله أكلة فقطعها من الساق وهو شيخ كبير, ورغم ذلك لم يدع ورده تلك الليلة, الا أنه قال قوله تعالى: لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا, ,اخذ ينشد:
لعمري ما أهويت كفي لريبة ولا نقلتني فاحشة رجلي

ولا قادني سمعي ولا بصري لها ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي
واعلم أني لم تصبني مصيبة من الدهر الا قد أصابت فتى قبلي

وذكر انّ عثمان رضي الله عنه لما ضرب جعل يقول والدماء تسيل على لحيته: لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين, اللهم اني أستعين بك عليهم, استعينك على جميع أموريو وأسألك الصبر على ما ابتلتني.

وقال المدائني: رأيت بالبادية امرأة لم أر جلدا أنضر منها ولا أحسن وجها منها, فقلت: تالله ان فعل هذا بك الاعتدال والسرور, فقالت: كلا, والله اني لبدع أحزان وخلف هموم, وسأخبرك: كان لي زوج وكان لي منه ابنان, فذبح أبوهما شاة في يوم أضحى, والصبيان يلعبان قال الأكبر للأصغر: أتريد أن اريك كيف ذبح ابي الشاة؟ قال الأصغر: نعم, فذبحه, فلما نظر الى الدم جزع ففزع نحو الجبل, فاكله الذئب, فخرج ابوه في طلبه, فتاه ومات عطشا, فافردني الدهر. فقلت لها: وكيف أنت والصبر؟ فقالت: لو دام لي لدمت له, ولكنه كان جرحا واندمل.

بشرى من النبي صلى الله عليه وسلم لم ابتلاه الله عزوجل بالعقم فصبر

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ومن كان له فرطان من أمتي دخل الجنة, قالت عائشة رضي الله عنها: بأبي أنت وأمي: فمن كان له فرط؟ قال صلى الله عليه وسلم: ومن كان له فرط يا موفقة, قالت: فمن لم يكن له فرط من أمتك؟ قال: أنا فرط أمتي لم يصابوا مثلي.
والفرط: هو الابن أو الابنة.

وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أصاب عبدا مصيبة الا باحدى خلتين: اما بذنب لم يكن الله ليغفر له الا بتلك المصيبة, أو بدرجة لم يكن الله يبلغه اياها الا بتلك المصيبة.

وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال, قال النبي صلى اله عليه وسلم: لقد أعطيت ما لم تعط النبياء قبلهم: انا لله وانا اليه راجعون, ولو أعطيته الأنبياء عليهم السلام لأعطيه يعقوب عليه السلام اذ يقول: يا أسفى على يوسف.

وعن أم سلمة رضي الله عنهما قالت:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قال عند المصيبة انا لله وانا اليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي, وأخلف لي خيرا منها, الا آجره الله, وأخلف له خيرا منها- قالت: فلما توفي أبوسلمة, قلت: من خير من أبي سلمة؟ قالت: ثم قلتها فأخلفني الله رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأما اذا سخط صاحب المصيبة, ودعا بالويل والثبور والنياحة, وشقّ الثوب, لأو لطم خدا, أو نتف شعرا أو نفشه, أو ضرب على الفخذ جزعا, فكأنما أخذ رمحا يريد أن يحارب ربه والعياذ بالله, فله السخط من الله تعالى رجلا كان أم امرأة.

ومعنى أن الميّت يعذب في قبره بقدر ما نيح عليه: يكون ذلك اذا قالت النائحة: واعضداه, وا ناصراه, وكاسياه- سئل الميّت وقيل له: أنت عضدها؟ أنت ناصرها؟ أنت كاسيها؟ فالنواح حرام لأنه مهيج للحزن ودافع عن الصبر, وفيه مخالفة التسليم للقضاء والاذعان لأمر الله تعالى.

وسلوى أهل الميّت بمصابهم الجلل, لها من الأجر والثواب الجزيل من الله تبارك وتعالى بكسوتهم من حلل الجنة, لقوله صلى الله عليه وسلم:
ما من مؤمن يعزّي أخاه بمصيبة الا كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة.

والله وحده اعلم

طارق سرور 06-29-2012 12:16 AM

رد: الصبر عند المصيبة
 
طرح رائع وقيم ونافع بإذن لله

جزاك الله خيرا عنه اختى نوووور


الساعة الآن 02:02 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by