شبكة صدفة

شبكة صدفة (http://www.aadd2.net/vb/index.php)
-   سيرة الانبياء والصحابة (http://www.aadd2.net/vb/forumdisplay.php?f=18)
-   -   ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم (http://www.aadd2.net/vb/showthread.php?t=150745)

نور 04-27-2012 09:00 PM

ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم
 
ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم
رياض الجنة - المساجد

يقول الله تبارك وتعالى في سورة التوبة:

ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر, أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون* انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش الا الله, فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين.

من هاتين الآيتين الكريمتين نستدل على شيء مهم جدا ألا وهو أنه لا ينبغي للمشركين أن يعمروا مساجد الله التي أساسها شهادة أن لا اله الا الله محمدا رسول الله, لأننا لو سألنا اليهودي ما دينك؟ لأجاب: يهودي, وللئن سألنا النصراني ما دينك؟ ايضا سيقول نصراني, و ان الدين عند الله هو الاسلام, ومن يتبّع غير الاسلام دينا فهو مردود عليه ولن يقبل منه, وها نحن أبناء الأمة التي تنتمي للاسلام نجدها تحذو حذو أهل الكتاب فلا يقربون بيوت الله الا هجرا, ولا يأتون الصلاة الا دبرا, وهاتين العلامتين من ضمن عشر علامات للمنافقين والتي حددها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بغية أن نبقى حذرين من صفاتهم, ومن يدّعي محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم, عليه أن يتبّع سنته عليه الصلاة والسلام, فالمحبّ عليه اتباع حبيبه ان كان مخلصا في حبه, وليس لنا الخيار في اتبعه والله تعالى يقول: وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا, ومن سنته صلى الله عليه وسلم الخالدة والتي لا يحدّها زمان ولا مكان أنه نادى عليه الصلاة والسلام بالصلاة في المساجد, ولم يذكر انه صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام سواء الذين عاصروه أو الذين خلفوه أن غاب أحد منهم عن الصلاة في المساجد صلاة واحدة الا ساعة التحام الصفوف في ساحة الوغى, وما صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة واحدة في بيته أبدا. ربما ما يغفل عنه الكثير من أمة لا اله الا الله اعتقادهم بأنّ اعمار المساجد هو رفع حيطانها, وجمال ديكوراتها بأحسن الألوان, وفرشها بأفضل الأثاث, وهذا ليس بصحيح, انما اعمارها يحصل بروّادها, بمن يقيم الصلاة فيها امتثالا لقوله تعالى في سورة النور36- 37: في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه, يسبح له فيها بالغدو والآصال* رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
انّ للمنافقين علامات يعرفون بها: تحيتّهم لعنة.. وطعامهم نهبة.. وغنيمتهم غلول..لا يقربون المساجد الا هجرا... ولا يأتون الصلاة الا دبرا... مستكبرين... لا يألفون ولا يؤلفون... خشب بالليل... صخب بالنهار.

وفي الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام: آية المنافق ثلاث: اذا حدّث كذب..واذا وعد أخلف.. واذا أؤتمن خان.
ويقول عليه الصلاة والسلام: أربع من كنّ فيه كان منافقا خالصا, ومن كان فيه واحدة منها, كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها (يتركها, يتوب منها):
اذا حدّث كذب... واذا أؤتمن خان... واذا عاهد غدر... واذا خاصم فجر.
ويقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم:وقرآن الفجر انّ قرآن الفجر كان مشهودا
ويقول المولى تبارك وتعالى: وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها
وهاتين الآيتين الكريمتين تحثّان على صلاة الفجر وصلاة العصر اللتيتن جاء فيهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: من صلى البردين دخل الجنة.
وعن صلاة العشاء والفجر يبشّر النبي صلى الله عليه وسلم الممتثلين اليهما بشارة عظيمة فيقول: وبشّر المشّائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة.
وقد ورد في الحديث أنّ دور المساجد يوم القيامة هو حمل روّادها من أرض المحشر لتعبر بهما الصراط المنصوب على جهنم, والصراط: عبارة عن جسر أطلق العلماء عليه جسر الأهوال لأنه مهول حقا, فطريقه مظلم حالك السواد, دقيق جدا وأدق الشعرة, وأحدّ من السيف, ولا يعبر الا بالأعمال الصالحة.

سئلت جولدمائير بعد أن انتهت حرب حزيران عام 1976 والتي أطلق عليها نكسة حزيران مالذي جعلك واثقة من النصر على المسلمين الى هذا الحد؟ أجابت: لأنهم لم يصلوا صلاة الفجر في المساجد.
يا للعار! أعداؤنا يعرفون ديننا أكثر منا نحن أصحاب الدين الأصليين, أليست هذه مهزلة المهازل؟ ماذا سنقول لربنا حين يسألنا عن شعائرنا؟ والله تعالى يقول: ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب... ألم تقرؤون قوله تعالى: فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون...
ماذا دهى هذه الأمة؟ رجل ندعوه الى الصلاة في المسجد فيقول ان أعطيتني ثمن بترول السيارة آتي كلّ يوم... وآخر يقول: أعود من الشغل تعبان فلا أستطيع الحضور الى المسجد... وثالث يقول: لا احد يوجد في المحل والعمل عبادة... ورابع يقول: انما الأعمال بالنيات والله يعلم كم اني أنوق الى الصلاة في المسجد ولكن...؟ وخامس يقول: لا أصحو على صلاة الفجر فماذا أفعل....؟ وسادس يقول المرض يمنعني من الحضور الى المسجد... وسابع يقول... ومليون يقول... وجميعهم أقوالهم عند الله سبحانه وتعالى باطلة لماذا؟ لأنّ الذي يدّعي التعب من العمل نقول له ألم يكن الصحابة رضوان الله عليهم يعملون ويتعبون؟ ام ولدوا وفي أفواههم ملعقة من ذهب؟
فلنصغي جميعا الى ما يلي ولنقرأه بآذان القلوب كي نستوعب جميعا كيف كان الصحابة رضوان الله عنهم يعيشون.. معاذ بن جبل امام العلماء يوم القيامة, ذات يوم ورضي الله عنه عائد من عمله صادف النبي صلى الله عليه وسلم في طريقه , فوضع يديه خلف ظهره استحياء من النبي صلى الله عليه لأنهنّ كانتا متشققتان وتنزفان دما من عناء الشغل, ولأنذ النبي صلى الله عليه وسلم ما هو الا وحي يوحى فقد أدرك السبب الذي منعه من أن يصافحه, فقال له النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بما معناه: مدّ يديك اليّ يا معاذ! والذي نفسي بيده يدان لن تمسهما النار أبدا.....يا لها من بشرى عظيمة يا معاذ.. نعم ذلك لأنّ العمل اذا اقترن بالايمان والعمل بالقرآن بات العمل عبادة... وبغير ذلك فلا... فلا ندّعي ونتأوّل من عندنا ونقول العمل عبادة ونحن نفضله على العبادة... هذا لا يجوز أبدا.. ولم يذكر أبدا على مرّ التاريخ والعصور أن قال عالم من العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رخص الصلاة في البيوت, أيكون الذي يدّعي التعب من العمل عنده حجة أشدّ من حجة الأعمى الذي لم يرخص له النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة في بيته؟ والذي يدّعي المرض ويحجزه المرض عن الصلاة في المسجد, كيف يذهب الى العمل طالما هو مريض؟ لم عند الصلاة يدّعي المرض وعند العمل يهرول اليه كالأسد؟ وهذا الذي لا يصحو من النوم, هل لو كان توقيت عمله يلتقي مع موعد صلاة الفجر لتخلف عنه ولو دقيقة واحدة؟ أما الذي يعلق صدّه عن المسجد بمصاريف بترول سيارته فلا نجد له تبريرا أبدا, طالما يهيء مصروفا لسيارته سواء للتسوق أو للعمل, وفي النهاية فليدّعي من يدّعي ما يدّعي, فاليوم عمل بلا حساب, وغدا حساب بلا عمل, وليذكر كل منا قوله تعالى: يوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون.
ونسأل الله تعالى الهداية لنا ولهم جميعا.

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: واستمسك بالذي أوحي اليك, انك على صراط مستقيم* وانه لذكر لك ولقومك ولسوف تسئلون (الزخرف 43- 44)
اذا كان الخطاب الالهي الأول موجه لسيد البشرية قاطبة صلى الله عليه وسلم فما عسانا نحن أن نقول وقد غفر الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ما تقدّم من ذنبه وما تأخر؟ نقول: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير, تبنا اليك فاقبل توبتنا واغفر لنا حوبتنا وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ربنا ما أحييتنا ولا تجعلنا ربنا من الغافلين, وأدخلنا حصنك المنيع , وارزقنا الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين...

وانه لذكر لك ولقومك ولسوف تسئلون (الزخرف 44)
في هذه الآية الكريمة يقسم المولى تبارك وتعالى بأنه سيسالنا يوم القيامة عن القرآن الكريم... هذا الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه.. الكتاب المكنون المنزل من عند ربّ العالمين...سيسألنا ماذا فعلنا به؟ هل حرّمنا حرامه؟ هل حللنا حلاله؟ هل أقمنا حدوده؟ هل تلوناه حق تلاوته؟ هل علمناه أبناءنا ونساءنا ولأصحاب الحقوق علينا؟ هل تدارسناه فيما بيننا؟ هل استجبنا لآياته؟ هل خشعت له قلوبنا؟ قل أدمع عيوننا؟ هل أسهر ليلنا؟ ماذا عملنا به؟ وكيف كنا في العمل به؟
انه: ميراث النبي صلى الله عليه وسلم:
ذات يوم مرّ أبو هريرة رضي الله عنه الى السوق وقد وجد الناس في غمرتهم ساهون مع بهرجة الحياة وزينتها, فوقف وسط السوق ونادى بأعلى صوته: أيها الناس! أنتم هنا وميراث النبي صلى الله عليه وسلم يوزّع في المسجد؟
فهرع الناس الى المسجد جماعات جماعات , وسرعان ما عادوا الى السوق, وما أن رىهم رضي الله عنه وقد عادوا حتى ٍسألهم رضي الله عنه: لم عدتم؟ قالوا: ما من ميراث يوزع في المسجد.. دخلنا المسجد ما وجدنا الا رجلا قائما يصلي , وآخر يقرأ القرآن , وجماعة تتذاكر القرآن فيما بينها, فردّ عليهم رضي الله عنه: ويحكم! هذا هو ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والآن وبعد أن أدركنا جميعا الميراث الذي خلفّه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هل يا ترى سيهنأ لنا بال ونحن نرى بيوت الله خالية من عمّارها بهذا الاجحاف الذي بلغ ذروته؟ سؤال يترك في الحلق غصّة وكلي أمل بالله تعالى أن نتوب الى الله توبة نصوحا عسى أن يكفّر عنا سيئاتنا , فالتائب حبيب الرحمن, والتائب من الذنب كمن لا ذنب , وخير الخطائين التوابون أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

وأختم حديثي هذا بقوله تبارك وتعالى: واني لغفّار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سبحان ربك ربّ العزة عما يصفون* وسلام على المرسلين* والحمد لله ربّ العالمين

لا تنسونا رحمكم الله من دعوة بظهر الغيب.

طارق سرور 04-28-2012 01:12 AM

رد: ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم
 
طرح رائع وقيم ونافع بإذن لله

جزاك الله خيرا عنه اختى نوووور

توتى العمدة 04-28-2012 02:23 PM

رد: ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم
 
صلى الله عليه وسلم

سلمتى حبيبتى ع طرحك الرائع

ابو عمر المصرى 05-14-2012 09:36 PM

رد: ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم
 
كالعادة ابداع رائع

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير


الساعة الآن 05:08 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by