شبكة صدفة

شبكة صدفة (http://www.aadd2.net/vb/index.php)
-   عالم الحياه الزوجيه (http://www.aadd2.net/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   خطورة الإسراف في فحوصات الحمل .* (http://www.aadd2.net/vb/showthread.php?t=124903)

نور 04-22-2011 08:47 PM

خطورة الإسراف في فحوصات الحمل .*
 
خطورة الإسراف في فحوصات الحمل .*


خطورة الإسراف في فحوصات الحمل
تطورت تقنيات فحص الحوامل خلال الـ40 عاماً الأخيرة، لدرجة أصبح فيها بعض الأطباء، وبعض الحوامل، يبالغون في اللجوء إلى تلك الوسائل الحديثة. وعليه، فطنت مؤسسات صحية، في بلدان عديدة، إلى وجود إسراف في فحوصات الحمل، ومبالغة في عدد الاستشارات. هكذا، عمدت السلطات هناك إلى تحديد عدد الفحوصات بالموجات فوق الصوتية بثلاثة فحوصات، تؤمنها مؤسسات الضمان الصحي (إن وجدت)، مع احتمال إجراء فحوصات إضافية إن تأكدت ضرورتها طبياً. وعموماً، يُجرى الفحص الأول بين الأسبوعين 11 و13 عقب انقطاع الدورة، والفحص الثاني بين الأسبوعين 22 و24، والثالث والأخير بين الأسبوعين 32 و34.

كما تمَّ تحديد عدد الاستشارات بـ7 طوال مدة الحمل، تجرى أولاها أثناء الأشهر الثلاثة الأولى، ثم زيارة واحدة مرة كل شهر خلال الأشهر الستة الأخيرة من الحمل. في أي حال، تلك المتابعة الطبية المعقولة، من دون إفراط ومغالاة في اللجوء إليها، تتيح تفادي العديد من الأمراض، وربما التشوهات الخلقية التي قد يتعرض لها الجنين، فضلاً عن حالات خطيرة على الأم الحامل نفسها. ومن أهمها: التهاب المصورات الذيفانية، والتهاب الكبد الوبائي من فئة «ب»، وسكري الحمل، وغيرها كثير.


الفحص «النموذجي»

صحيح أن ثمة حالات تحمل الطبيبة على طلب فحوصات إضافية، بحسب وضع الحامل و«سيرتها» المرضية السابقة، واحتمال وجود عوامل وراثية معينة. لكن، على العموم، ينصب الفحص «النموذجي»، الذي يُجرى للحوامل كلهن، على تقصي العناصر التالية:

- ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل.

- أي علامات مسبقة تنذر باحتمال وقوع «إرجاج نـُفاسي» (أو «تشنج حَملي»)، قد يكون مصحوباً بغيبوبة، وعجز كلوي.

- تأخر نمو الجنين في الرحم.

- إشارات احتمال ولادة سابقة لأوانها.

- أي دلائل على احتمال وجود تشوه خلقي كروموزومي (بعبارة أخرى، الإصابة بما يسمى «المنغولية»، أو «تريسوميا 21»)، أو أي تشوه آخر.

هكذا، مثلاً، بفضل تطور تقنيات الفحص المبكر، ارتفعت نسبة كشف حالات التشوه الخلقي لدى الأجنة من 16 في المئة في 1985 إلى 70 في المئة في 2005، أي خلال 20 عاماً. لكن، في المقابل، يشير عدد من المتخصصين إلى ضرورة عدم إغفال المضاعفات التي قد تنجم عن الإكثار من تلك الفحوصات، ما قد يأتي بأضرار على الأم والجنين معاً. لكنهم يشددون بشكل خاص على تأثيراتها النفسية.

التهاب المصورات الذيفانية

مثلاً، لا يتردد البروفيسور إيڤ نيزان، أستاذ التوليد وأمراض النساء والحمل في المدينة الطبية الجامعية في ستراسبورغ (في مقاطعة الألزاس، شرقي فرنسا)، عن الحديث عن «سادية طبية» في هذا الشأن. ويوضح أن ممارسات بعض الأطباء، تلبية لرغبات الحوامل وأزواجهن، أصبحت تندرج في إطار ما يسمى «حضارة السيطرة على الطبيعة». ففي نظره، بات معظم الأزواج، في الغرب، يرددون شعار «الحصول على طفل متى ما أريد، وكيفما أتمنى، ضاربين عرض الحائط بقوانين الطبيعة». والبروفيسور نيزان ليس ضد الفحوص أثناء الحمل، في حد ذاتها، بل إنها المادة الأساسية التي يدرِّسها كأستاذ في كلية الطب في «جامعة ستراسبورغ». لكنه يحذر من التجاوزات.

في هذا الشأن، يقول نيزان: «نحن، الفرنسيين، أبطال العالم في عدد الفحوص بالموجات ما فوق الصوتية أثناء الحمل، والشعب الوحيد الذي يجري تحليل دم مرة كل شهر لتقصي التهاب المصورات الذيفانية». وهو بذلك يشير إلى أن مرة واحدة، أو اثنتين، كافيتان لفترة الحمل بأكملها، وليس 6 مرات أو 7، مثلما لا يندر أن يحصل هناك. فالفرنسيون معروفون بولع تربية حيوانات أليفة، لاسيما القطط والكلاب، التي تنقل ذلك المرض، نعني «التهاب المصورات الذيفانية» (المسمى «toxoplasmose» بالفرنسية، و«toxoplasmosis» بالإنجليزية). وهو مرض غير خطير في الحالات الاعتيادية، لكنه بالغ الخطورة أثناء الحمل، إذ غالباً ما يفضي إلى تشويه الجنين، وربما إصابته بالعمى.

مثال ماري وتحليل السلى

في أي حال، مثال تحليل «التهاب المصورات الذيفانية» لا ينطبق على منطقتنا، بما أن عادة تربية الحيوانات الأليفة أقل انتشاراً بكثير مما هي عليه في أوروبا عموماً وفرنسا خصوصاً، ما يفسر إفراط الفرنسيات في إجراء تحليل الدم الخاص بكشف ذلك الداء. لكن، في ما يخص التداعيات النفسية، يجوز الظن أنها تنطبق على الحوامل في بلدان عديدة، بما فيها عندنا. فالبروفيسور نيزان يشدد على تلك التداعيات، ويورد مثال امرأة حامل، تدعى ماري، مؤكداً أن الأطباء «أخرجوا الترسانة الثقيلة، في حالتها، لسبب لا يستدعي تعبئة تلك الإمكانات». فما الذي حصل؟ في المرة الأولى التي حملت فيها ماري (وكانت في سن 30، وزوجها في السن نفسها أيضاً)، لم يكن ثمة داع لإجراء تحليل السلى، بما أن احتمال إصابة الجنين بالمنغولية كان 1 من 3200، بحسب تحليل الدم. لكن، في حملها الثاني، بعد سنوات، تبين أن الاحتمال كان 1 من 240، من خلال فحص دم أجري في الأسبوع 14 عقب انقطاع الدورة. هكذا، قرر الأطباء إجراء تحليل السلى للتأكد من سلامة الانشطار النووي للجنين. وفي أكثر من 95 من الحالات، يُظهر تحليل السلى أن الجنين طبيعي. في المقابل، التحليل، في حد ذاته، ينطوي على خطورة كبيرة: إذ في 0.5 إلى 1 في المئة من الحالات، يؤدي إلى إسقاط الجنين، ما هو أفظع وأشد وطأة من مجرد «شك» بنسبة 1 من 240. وللعلم، السلى هو غشاء الجنين، الذي يفرز سائل الـ«صاء» (أو الـ«صاءة»، المسمى أيضاً الـ«نخط» والـ«سخد»)، الذي يسبح فيه الجنين.

المنغولية والقانون

طبعاً، أثبت التحليل أن جنين ماري طبيعي. لكن، في تلك الغضون، عاشت ماري وزوجها فترات عصيبة، أثرت فيهما نفسياً، بسبب تهويل الأمور. وفي رأي البروفيسور نيزان، قد تؤثر تلك الحالة المعنوية في طبيعة علاقة الطفل بأمه، لاحقاً، وقد تفضي إلى كسر الآصرة العاطفية بينهما، لاسيما أن الزوجين فكرا جدياً في اللجوء إلى الإجهاض، بعبارة أخرى، ربما أصبح ذلك الطفل الثاني، في لاوعيهما، غير مرغوب فيه منذ تلك اللحظة. وفي شأن تلك الآثار النفسية الناجمة عن تهويل فحوصات ما قبل الولادة، يقول الدكتور نيزان: «تلك السهولة في اتخاذ قرار بالحياة أو الموت، يخص جنيناً في خضم النمو، جراء مجرد شك بسيط، أمر مهول ومرعب ومستهجن». كما يعرب البروفيسور عن قناعته بأن «جيل سنوات 2000 سيملأ عيادات الأطباء النفسيين بعد 20 أو 30 عاماً»، وذلك، في رأيه، «بسبب الإفراط في استخدام تقنيات الكشف والفحص والتحليل الحديثة».

وينتقد البروفيسور أيضاً القانون، الساري هناك، الذي يُرغم الأطباء على التحدث عن «المنغولية»، والتشوهات الخلقية الأخرى المحتملة، إلى الحوامل منذ أول استشارة، وينصُّ على ضرورة أن تعلن الحامل، منذ تلك الزيارة الأولى، ما تنوي فعله في حال ثبوت إصابة جنينها بتشوه خلقي: هل ستحتفظ به أم لا؟ ويعلق بالقول إن «ذلك أشبه بالسادية الطبية، فالمسكينة تأتي فرحة مسرورة، إذ علمت لتوها أنها حامل، وهاهي تواجَه من جانب الطبيب، أو الطبيبة، بدرس عن المنغولية والتشوهات الخلقية، والأنكى عليها الرد، منذ تلك اللحظة، على سؤال مرير: هل تنوين الاحتفاظ بالجنين في حال اكتشاف أنه منغولي، أو مصاب بتشوه خلقي ما؟».

هكذا، من المفارقات أن التطور التقني الكبير المحرز خلال العقود الأخيرة في فحوصات الحمل، يؤدي أحياناً أيضاً إلى مفاقمة مشكلات الحمل المعنوية، بدلاً من أن يشكل عاملاً جوهرياً لتخفيف تلك المشكلات. لذا، سيدتي، ينبغي التريث في إجراء فحوصات الحمل، والاكتفاء بما هو ضروري فعلاً لصحتك وصحة الجنين، وتفادي الإفراط.
فالزيادة، دوماً، كالنقصان.


طارق سرور 04-23-2011 12:42 AM

رد: خطورة الإسراف في فحوصات الحمل .*
 
طرح رائع ومعلومات قيمة ومفيدة

شكرى وتقديرى اختى نووور

همس الليالي 04-26-2011 10:06 AM

رد: خطورة الإسراف في فحوصات الحمل .*
 
طرح رااائع وقيــم
تسلم الأيادي نور

بإنتظار جديدك دوووماً

بارك الله فيكِ

ام بسمله 04-27-2011 08:47 AM

رد: خطورة الإسراف في فحوصات الحمل .*
 
http://up.foraten.net/uploads/4eac789c86.gif


الساعة الآن 09:16 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by