شبكة صدفة - سيمفونية الرحيل

سيمفونية الرحيل
أين تمضي هل تعجَّلتَ الرحيلَ!
أين تمضي تاركاً ليلي الطويلَ
زاهدًا بالأمس كم زِدتهُ حسنا
فناً
سحراً
ولونا
ناسياً كل الذي فيه
كيف تقسو يا حبيبي عليْ
يا لقلبي كيف أرثيه
ويح نفسي عليْ

ما سَبِحنا أمس في بحر الجمانْ
ما غفونا في مدارت الفلكْ
يا حبيبي هل ترى ضاع الحنانْ
واختفى ذاك المَلكْ
كم مشينا تحت أغصان الشجرْ
وعزفنا لحن أنوار القمرْ
ورقصنا كم رقصنا تحت حبات المطرْ
تحت أسوار القدرْ
بين أنهار الشهبْ
بين أحلام السحبْ
بين آلاف الصورْ

أين تمضي سارقاً لون الصباحْ
ساحباً نهر الفتونْ
غارقاً حتى الجنونْ
آخذًا كف الرياحْ
هل تظن الفجر باق ٍ
لا تكابرْ
أم تظن القلب يقوى
أن تسافر
أين أشرعت تغيبْ
راحلاً قبل المغيبْ
عازفا لحن الغيابْ
تاركاً قلباً يبابْ
نجمتانْ!
أمس كانتْ تخفقانْ
نجمتانْ!
أمس كانت نجمتينْ
واليوم صارت دمعتينْ
دمعتانْ!
أمس كانت في احتقانْ
واليوم صارت ترقصانْ
تلعبانْ
تحكيانْ
قصة ً كانت تُسَّمى
"عاشقانْ"
اعذريني اليوم إن سالتْ دموعي
وارحلي
اعذريني
خيط الصمت شفاهي
لوَّنَ الحزن عيوني
مزق الحلم جفوني
فاعذريني
اعذريني وارحلي

يا شراعًا من ضياءٍ ينادي
وَدِّع الحلم سأمضي في ابتعادي
جَدَّ جِدُّ الرحيلْ
جَدَّ جِدُّالفراقْ
حان وقتٌ فيه يحلو الإحتراقْ

يا شراعًا من ضياءٍ يتهادى في تهادي
أسدل النجم ستبقى في فؤادي