شبكة صدفة - يارب أتزوج أوباما

يارب أتزوج أوباما

بقلم د. غادة الشريف

هل ذهلتم مثلما ذهلت من رد فعل أمريكا مع القراصنة الصوماليين بعد خطفهم للسفينة الأمريكية؟..

بدون مفاوضات..

بدون مباحثات مع الدول الأخرى..

وبعد خمسة أيام فقط يصدر أوباما قراره بإرسال البحرية الأمريكية، ويتم قنص المختطفين وتحرير القبطان الأمريكى!

هكذا الرجال وإلا فلا!..

هل تعلم عزيزى القارئ أن هذه ليست هى المرة الأولى التى تختطف فيها سفينة أمريكية؟..

وهل تعلم أيضاً أنه كان يا ما كان فى سالف العصر والأوان كان الأمريكان زمان ملطشة العرب؟..

والحكاية تبدأ بعد استقلال أمريكا عن بريطانيا..

فكان أهم ما ركزت عليه أمريكا هو التعامل التجارى مع الشرق لبناء الاقتصاد القومى وتأمين الجمهورية الوليدة..

وكان هذا التعامل يتم عن طريق إرسال السفن المحملة بالبضائع عبر مضيق جبل طارق ومنه إلى البحر الأبيض وتبدأ التجارة مع دول شمال أفريقيا التى كانت حينذاك نيابات عثمانية..

كان مين بقى ينتظر هذه السفن على الناصية؟..

المغربيون، حيث كان يتم الهجوم على السفن الأمريكية وخطف الطاقم وسرقة البضائع!..

وكان ذلك فى عام ١٧٨٤ ميلادية..

وفى عام ١٧٨٥ قام الجزائريون أيضاً بخطف سفينتين أمريكيتين..

وبالتالى لكى تنعم السفن الأمريكية بالحماية كان على الحكومة الأمريكية دفع إتاوة سنوية وإرسال الهدايا لحاكم الجزائر الداى محمد باشا فى إطار معاهدة كتابية بينهما..

واستمر الحال على هذا المنوال حتى بدأت ليبيا هى الأخرى تتسلى عليهم! فبدأت الزوراق الليبية تهاجم السفن الأمريكية وتعيد نفس السيناريو..

فما كان من الأمريكان الغلابة سوى أن يسعوا مرة أخرى لعقد معاهدة مع ليبيا تنص على دفع إتاوة سنوية وأيضاً إرسال الهدايا للحاكم الليبى..

مين بقى عينه زقزقت عليهم؟..

تونس!

وتكرر السيناريو للمرة الرابعة بذات التفاصيل..

أما مصر أمى، فقد كانت فى تلك الأيام تستعد للزواج من أبى، فكانت «مش فاضية» ولم يكن لها أى دور فى هذه «الزمبليطة»..

وبرضه لأننا ناس شيك و«سبعتلاف» سنة جزارة..

أقصد، سبعتلاف سنة نجارة..

أسفة أسفة، أقصد سبعتلاف سنة فى كلية التجارة..

وبعدين بقى..

هى الكلمة كانت إيه؟..

آه تذكرت..

لأننا سبعتلاف سنة ولا مؤاخذة حضارة..

المهم، أن أمريكا ظلت ملطشة دول المغرب العربى إلى أن أتى جيمس ماديسون رئيساً لأمريكا عام ١٨٠١.

وعند أول عملية اختطاف للسفن الأمريكية فى عهده قال مقولته الشهيرة:

«القوة هى التى يجب أن تحمى السلام لا المعاهدات»

فأرسل أسطولاً أمريكياً وشن حرباً عارمة فى البحر الأبيض وتمكنت البحرية الأمريكية من تحرير الطاقم المختطف والعودة بالغنائم..

ومنذ ذلك اليوم صارت دول البحر الأبيض تحسب ألف حساب للسفن الأمريكية..

وهكذا يمضى خطيبى أوباما على نهج سلفه فى نفس الموقف، وبدون أى إضاعة للوقت يتخذ قرار القوة وينفذه !

وحتى لا تظلمنى عزيزى القارئ أؤكد لك أن رغبتى فى الزواج منه ليست لأنه أمريكى والسلام..

على العكس.

فمثلاً بوش الابن «يا ما حفيت رجليه» كى يتزوجنى وأنا «مطنشاه»..

وياما وسط طنط أم بوش لتقنع ماما..

وفى يوم واقعة الحذاء الشهيرة أرسل لى رسالة على تليفونى يقول:

«يا ريتها كانت جزمتك يا جميل»..

ولكنى لم أهتم به..

لأن المهم هو الرجولة..

والرجولة كما أعتقد هى الإدارة الصائبة للأمور..

ولكى تكون إدارياً ناجحاً لا يكفى أن تتخذ القرار الصحيح فقط، بل لابد أن يكون توقيت التنفيذ صحيحاً..

وفى ذلك يقول أبو الإدارة بيتر دراكر:

«إن التأخر أو التعجل فى تنفيذ القرار السليم يضعه فى مرتبة القرار الخاطئ»

، وأنا طيلة حياتى وبعد أن بلغت من العمر أرذله «من الرزالة» لا أنفر إلا من الشخص المتردد رجلاً كان أو امرأة..

الذى يؤجل القرار..

ثم يؤجل..

ويؤجل..

مما يصيبنى بانفجار مفاجئ فى المرارة وانسداد فى البلعوم مع تحول مسرانى الأعور إلى أعمى فأرسله ليشحذ على الجوامع!..

للأسف إن مقارنة ردود الأفعال المتباينة مع القراصنة الصوماليين فضحت مفهومنا الخاطئ لاتخاذ القرار..

نحن نعشق الدردشة هنا وهناك..

ونطلق عليها اجتماعات أو مباحثات..

حتى أصبحنا نحن الملطشة..

يبقى عندى حق «أنشن» على أوباما وأخطبه واللا لأ؟..

وختاماً..

يا حبذا إذا كان هناك من القراء شخص «واصل»، يا ريت لو يحدد لى ميعاد مع طنط خالة أو عمة أوباما أشرب معها القهوة ونتكلم فى التفاصيل..

وعقبال عندكم.