عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2008, 01:24 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
همس الليل
فريق عمل المنتدى

الصورة الرمزية همس الليل

إحصائية العضو







همس الليل غير متواجد حالياً

 

افتراضي ▄ █▌ قرر ■■ تحرر ■■ اقطع الحبل ▌ █ ▄




--



--

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده

و بعد ..

--

--


لا أعرف من أين أبدأ ..

حسناً .. لنبدأ من البداية ..

[ زاهي ] .. نعم هذا هو اسمه ..

شاب .. في العقد الثاني أو الثالث من عمره ..

متوسط الطول .. قوي البنية ..

يعيش في بلاد يغلب عليها الجبال و المرتفعات ..

لذلك .. كانت هوايته تسلق الجبال ..

قرر ذات يوم تسلق أعلى قمة جبل في بلدته ..

خرج في الليل ..

الظلام الدامس .. البرودة القارصة ..

درجة الحرارة تجاوزت 30 تحت الصفر ..

تأكد من كل ما يحتاجه ..

الطعام .. الماء .. الحبل .. السكين .. الهاتف المحمول ..

و انطلق ..

لا ينظر إلا لقمة الجبل ..

يريد أن يفاجئ كل من في بلدته ..

الناس .. وسائل الإعلام .. أصدقائه .. يفاجئهم كلهم ..

بدأ في التسلق ..

لا ينظر خلفه .. فقط القمة ..

ساعة .. ساعتين .. لم يشعر بتعب ..

بل لا يرى الا القمة ..

و فجأة ..

ظهر التعب .. انهار الجسد ..

و ..

حدث الخطأ ..

وجد نفسه يهوي من أعلى الجبل ..

يهوي .. يسقط ..

و فجأة .. تذكر الحبل .. نعم الحبل ,,

قرر الإمساك به بقوة ..

أمسك به .. سالت الدماء من يده ..

و ..

توقف جسده دفعة واحدة ..

الظلام دامس .. البردة قارصة ..

حدّث نفسه قائلاً .. لا مشكلة ..

معي الهاتف المحمول .. سقط !! ..

معي الطعام .. سقط !! ..

معي الماء .. سقط !! ..

لم يجد سوى السكين .. !

فنطق .. بل صرخ بالكلمة ..

الكلمة .. التي يعرفها جميع البشر ..

على تعدد اللغات .. و تفنن الحاجات ..

صرخ بها ..

يا رب .. يا الله ..

فسمع صوتاً يناديه ..

صوتاً من بعيد ..

يا [ زاهي ] .. الآن تذكرت ..

قال .. من .. من هناك ؟!! ..

قال الصوت أنا الشرع .. أنا الدين ..

هل تذكرني ؟ ..

قال يا رب .. نجني و لن أعصيك أبدا ..

يا الله .. أنقذني .. و لن أعصي أوامرك أبداً ..

قال له الصوت ..

يا [ زاهي ] .. تريد أنا تنجو ..

نعم ..

إذن اقطع الحبل ..

قال ..

أقطع الحبل ؟!! ..




في الصباح ..

تجمع الناس .. وسائل الاعلام .. الاسعاف ..

يتحدثون .. ينظرون إلى هذا الجسد المُعلق بين السماء و الأرض ..

و قد مات .. تجمدت عروقه .. تجمد الدم فيها ..

و لكن العجيب ..

كان بينه و بين الأرض ..

متراً واحداً ..

نعم .. متراً واحداً ..

فقط .

--



فلينظر كل منا لنفسه ..

كلنا [ زاهي ] ..

نعم .. كلنا هذا الرجل ..

فكل منا .. يتعلق بالأسباب .. و ينسى رب الأسباب ..

يعبد السبب من دون الله .. يتوكل على السبب ..

فليراجع كل منا نفسه ..

تذكر .. كم مرة تعلقت بالأسباب ..

كم مرة لم تتوكل على الله حق توكله ..

تذكر ..





إذا كان المحيي والميتُ والرزاقُ هو اللهُ

فلماذا الخوفُ من الناس والقلقُ منهمُ ؟!

ورأيتُ أنَّ أكثر ما يجلبُ الهموم والغموم ..

التعلُّقُ بالناسِ ..

وطلبُ رضاهمْ ..

والتقربُ منهمُ ..

والحرصُ على ثنائِهم ..

والتضرُّر بذمِّهمْ ..

وهذا من ضعفِ التوحيدِ




الدودةُ في الطِّينِ يرزقُها ربُّ العالمين

" وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا "

الطيورُ في الوكورِ يطعمُها الغفورُ الشكورُ

" كما يرزقُ الطيرَ ، تغدو خِماصاً وتروحُ بِطاناً "

السمكُ في الماءِ يرزقُه ربُّ الأرضِ والسماء

" يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ "

وأنت أزكى من الدودةِ والطيرِ والسمكِ ..

فلا تحزنْ على رزقِك ..

عرفتُ أناساً ..

ما أصابُهُمُ الفقرَ والكدرُ وضيقُ الصدر ..

إلا بسببِ بعدِهم عن اللهِ عزَّ وجلَّ ..

فتجدُ أحدهم كان غنيّاً ، ورزقُه واسعٌ ..

وهو في عافيةٍ منْ ربِّهِ وفي خيرٍ منْ مولاه ..

فأعرض عن طاعةِ اللهِ ..

تهاون بالصلاةِ ..

اقترف كبائر الذنوبِ ..

فسلبَهَ ربُّه عافية بدنِهِ وسعة رزقِهِ ..

وابتلاهُ بالفقْرِ والهمِّ والغمِّ ..

فأصبح منْ نكدٍ إلى نكدٍ ، ومنْ بلاءٍ إلى بلاءٍ ..

" وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً "

" وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ "





قال صلى الله عليه وسلم

" لنْ تموتَ نفسٌ حتى تستكمل رزْقها وأجلَها "

فلِم الجَزَعُ ؟!ولِم الهَلَعُ ؟!

ولِم الحِرْصُ إذنْ ، إذا انتهى منْ هذا وفَرَغَ ؟!

" وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ "

" وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً "



أنا وأنت ..

هيَّا نقصد الغنيَّ ..

الواحد الماجد ..

الأحد الصمدَ ..

الحيَّ القيومَ ..

ذا الجلالِ والإكرامِ ..

لننَّطِرح على عتبةِ ربوبيتِه ..

ونلتجئ إلى بابِ وحدانيتِه ..

نسأله ونُلحُّ في السؤالِ ..

ونطلبُه وننتظرُ النَّوالَ ..

فهو المعافي ..

الشافي الكافي ..

وهو الخالق الرزاقُ ..

المحيي المميتُ ..

" رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "

" اللهم إنا نسألُك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة "

" اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيُّك محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - "

" ونعوذُ بك من شرِّ ما استعاذك منه نبيُّك محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - "

سبحان ربك ربِّ العزةِ عما يصفون ، وسلامٌ على المرسلين ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين .

--

و جزاكم الله خيرا ..

و آسف للإطالة

--




منقووول

نسألكم الدعاء








آخر مواضيعي 0 نصائح للعريس فقط ( يوم الفرح)
0 منتجع بانكور لويت في ماليزيا
0 قواعد للتعامل مع شهوات العصر
0 وسائل الثبات فى زمن المغريات
0 الحب ،، الثقة ،، التصديق ،، الأمل ،، و اخيراً لماذا هذه القبلة ؟؟
رد مع اقتباس