و هي بعدُ لا تزال تردد نشوة التغريد و ألفة الشدو بين معاشر عصافير الأرض و السماء كقطرةٍ من نقاء تلوّح بدقائق الموج هنا و هناك، إذ رمقها غمد السقم بعين حُبلى بالسّواد، فسلّط على ضعيف وتدها برمحٍ حاد غارساً في هزيل جسدها النّدي ألمٌ عاجلٌ مستفحلٌ و شديد. كانت رمية سهم ما أخطأت المقتل إلاّ لتصيب المورد للآهات و الأنين..، و لأنّ القدر وحده يدوّن الكلمات على لوح المقادير..؛ إمّا وروداً مشرقة ، أو إرتحالاتٍ متعاقبة ، أو رسائلاً مستعجلة الوفود مستطردة البقاء ..، تحولت يرقة الوادي من نديم زهرٍ و ازهرار إلى ركنٍ متواري و حافة المصب، لا تأخذ من الحياة إلاّ جزر الإعياء و الوهن و لا تكاد تستنشق من العبير غير عباب الشّوق و دفين الألم .. .
ويحك يا ابن التراب إذا كنت يوماً عليلاً...، واهن الجسد..منهكاً غيرُ قديراً... !