عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-2009, 01:48 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي أقوال أدبية ... تفتح الشهية

أقوال أدبية ... تفتح الشهية



الحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام على أفصح العرب ، وعلى آله وصحبه الذين انتهجوا منهج الأدب . أما بعد:
عندما كثر اللوام ، انبرت الأقلام ، أخذنا الزمام ، وحلقنا بأجنحة من ريش العربية إلى ما فوق قبة الفلك ، فسمونا من حضيض الغبراء إلى بازخ العلياء ، ومن طين الأرض إلى روحانية السماء ، فهي كما يقال:
كما أزهرت روضاتُ حُسنٍ وأثمرتْ ..... فأضحتْ عيونُ الكلِّ فيها تُحَلِّقُ



فيها ألفاظٌ عِذاب ، لا تدرك بيد اكتساب ، فسبحان من يرزق من يشاء بغير حساب .. إذا تدبرها القارئ أغنته تلك الأفانين عن كل القوانين ، وإذا تأملها المستمع تره طرفه رياض البساتين ، قد سورنا على كل فن من البديع باب ، لا يدخله إلا من خُصَّ من البلاغة باللباب ، والله تعالى يؤتي الحكمة وفصل الخطاب ..
فبدر التمام يضيء تحت نقابها ، وغصن البان يهتز تحت ثيابها ، أطرافها ورد ، ونبعها سحر ..
أحاديثُ لو صيغتْ لألهتْ بحُسنها ..... عن الوشي، أو شُمّت لأغنت عن المسكِ



فبعد أن عنصرنا مراكزها ومركزنا عناصرها ، نقول بما تقدر من التيسير وتيسر من التقدير:
فأهلاً وسهلاً والسلام عليكم ..... وتحية منا تُزفُّ إليكمُ
أحبابنا ما أجمل الدنيا بكم ..... لا تقبُحُوا الدنيا وفيها أنتمُ




، أحب أن أستأنف معكم المسيرة بهذا الدواء الأدبي ، تنقلت لكم فيه من زهرة إلى زهرة ، ومن بستان إلى بستان ، وجمعت لكم ما صنعت به عقاراً أدبياً متواضعا لعله يفتح لكم الشهية ، وجعلته على جرعات سهلة سائغة للشاربين ، راجياً من الله أن يحوز على رضاكم ...

الجرعة الأولى :


الحمد لله الذي كان لا مكان ، وهو على ما كان قبل خلق المكان ، لم يتغير عما كان ، علم ما كان ، وعلم ما يكون ، وعلم مالا يكون لو كان كيف كان يكون ..

الجرعة الثانية :

تعلم فليس المرء يولد عالماً ..... وليس أخو علمٍ كمن هو جاهلُ

ولآخر:

تعلم ما استطعت لعل جيلاً ..... سيحدث بعدك العجب العجابا


الجرعة الثالثة :


لا تكن شديداً فتُكسر ، ولا ليناً فتُعصر .. الوسط الوسط


الجرعة الرابعة :


الدنيا إذا حلت أوحلت ، وإذا كست أوكست ، وإذا جلت أوجلت ، وإذا أينعت نعت ، وإذا أوجفت جفت ، وكم من قبورٍ تُبنى وما تُبنا ، وكم من مريضٍ عُدنا وما عدنا ، وكم من شخصٍ رُفعت له علامات ، فلما علا مات ، والدنيا لو بقيت لغيرك لما وصلت إليك ، ولو بقيت لك لما وصلت لغيرك ...
وقد قيل:
هي الدنيا تقول بملء فيها ..... أن النجاة فيها ترك ما فيها


الجرعة الخامسة :

ثلاث لا يصلح فسادهن بشيء من الحِيَل : العداوة بين الأقارب ، وتحاسد الأكفاء ، والركاكة في العقول ...
وثلاث لا يفسد صلاحهن بنوع من المكر: العبادة في العلماء ، والقنوع في المستبعدين ، والسخاء في ذوي الأخطار ...
وثلاث لا يشبع منهن : الحياة والعافية والمال ...
وثلاث تبطل مع ثلاث : الشدة مع الحيلة ، والعجلة مع التأني ، والإسراف مع القصد ...
وثلاث لا يشبعن من ثلاث : العين لا تشبع من النظر ، والأذن لا تشبع من الخبر ، والأرض لا تشبع من المطر ...

جرعة خاصة : الشعر هبة والنقد صناعة ..

أصدق بيت قالته العرب :
وما حَملت من ناقةٍ فوق ظهرها ..... أبرّ وأوفى ذمةً من محمدِ
صلى الله عليه وسلم

أمدح بيت قالته العرب :
ألستم خير من ركب المطايا ..... وأنْدى العالمين بطونَ راحِ ؟

أفخر بيت قالته العرب :
إذا غضبت عليك بنو تميمٍ ..... حسبت الناس كلهم غِضابا

أهجى بيت قالته العرب :
دعِ المكارمَ لا ترحلْ لبُغْيَتِها ..... واقعدْ فإنكَ أنت الطاعم الكاسي

أغزل بيت قالته العرب :
إن العيونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ ..... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
صرَعْنَ ذي اللّبِّ حتى لا حِراكَ لهُ ..... وهُنّ أضعفُ خلقِ الله إنسانا


جرعات متنوعة :


لا تمنعنّ يدَ المعروفِ عن أحدٍ ..... ما دُمتَ مقتدراً والعيشُ جناتُ
قد ماتَ قومٌ وما ماتتْ مكارمُهمْ ..... وعاشَ قومٌ وهمْ في الناسِ أمواتُ


إن الليالي للأنامِ مناهلٌ ..... تُطوى وتبسطُ بينها الأعمارُ
فقصارهنّ مع الهمومِ طويلة ..... وطوالهنّ مع السرورِ قصارُ

ما عال من اقتصد ، وما فشل من اجتهد ، ومن تفقه في شبابه تعلقت السيادة بأهدابه ...
مالك هو عمك وخالك ، وفلوسك هي ضروسك ، ودراهمك هي مراهمك ، فلا تسرف ولا تبخل
رأيت الناس قد مالوا إلى من عندهُ مالُ ..... ومن لا عندهُ مالٌ فعنه الناس قد مالوا
رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهبُ ..... ومن لا عنده ذهبٌ فعنه الناس قد ذهبوا
رأيت الناس منفضة إلى من عنده فضة ..... ومن لا عنده فضة فعنه الناس مُنفضة


ويقول أبو العيناء:


إن الغنـي إذا تكلمَ كـاذبـاً ..... قالوا صدقْتَ وما نطقتَ مُحالا
وإذا الفقيرُ أجابَ قالوا لم تُصِبْ ..... وكذبْتَ يا هذا وقُلتَ ضـلالا
إنّ الدراهمَ في الـمواطنِ كلها ..... تكسوا الرجالَ مهـابةً وجلالا
فهي اللسانُ لـمن أرادَ فصاحةً ..... وهي السلاحُ لـمن أراد قتـالا


الجرعة السادسة


:كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً ..... بالطوب يرمى فيجني أطيب الثمرِ

وقال آخر يناجي النخلة :
يا نخلةً قـد سمت للأفقِ هامتها ..... وأرسلت في الهواء الطلقِ عُسبانا
سمت بـهامتها عزاً ومكرمـةً ..... عن الدّنايا وعما عاب أو شانـا
فأعجبتني بما تبديه من شـممٍ ..... إني أحب عزيز النفس ما كانـا
إذا تقَصّدَهـا عـادٍ بـخاطئةٍ ..... أعطته من طبعها المحبوب ما زانا
هذا هو النقص عندي في طبيعتها ..... تعطي المسيئين بالـمكيالِ ملآنا
ومن يُلن لِبَني الغبراء جـانبـهُ ..... سقوه من جرعـاتِ الذلِّ ألوانا
والحازمُ الرأي من يجزي مبادئهُ ..... بالشر شراً وبالإحسانِ إحسانـا


الجرعة السابعة :
يقول الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله تعالى : يبلغ مجموع الحروف المقطعة في بداية سور القرآن الكريم (حم~ ص~ عسق~...) ثمانية وعشرين حرفاً وهي بالاختصار لا بالتكرار: ص، ك، ع، ي، ح، م، ا، ط، ل، س، هـ، ر.
ومجموعها يشكل جملة جميلة معناها القرآن الكريم وهذه الجملة هي (نصٌّ حكيمٌ قاطعٌ لهُ سرّ) ومعناها كالآتي: نص أي القرآن، حكيم أي محكمة آياته، قاطع أي في الحكم، له سر أي أن سره أنه معجزة الرسول. فسبحان الله العظيم

ختاماً :
غلب السرور علي حتى أنه ..... من فرطِ ما قد سرني أبكاني
يا عينُ قد صار البكا لكِ عادةً ..... تبكين في فرحٍ وفي أحزانِ
تحياتي وتقديري لكم جميعاً








آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس