عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2009, 08:11 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي وانتفض القلم / أخيرًا

وانتفض القلم / أخيرًا





قد جِئتُ مِنْ كَنَفِ الغيَابِ
أضمُّ أَشوَاقي إليَّ وأَبتسِمْ ..!

قَبْلَ البسْمَلَةِ


هُناكَ
حَيثُ الإنارةُ الخَافِتَةُ والصَّمْتُ المُطْبِقُ
ودَقَّاتُ السَّاعَةِ المُبَشِّرَةُ بِأُفُولِ الليْلِ وانْبِلاجِ الصُّبْحِ
كَانَتْ تَجْلِسُ عَلَى أَرِيْكَتِهَا المُعشقَةِ بِرَائحَةِ عِطرِهَا الفَاتِنِ
وَحِيدَةً إلا مِنْ قَصائِدَ غاضبةٍ تزأرُ في صدرِها وأحْرفٍ مُلتاعَةٍ تُخَبِّئُهَا فِي غياهب رأسِها ..!
تَنْفِضُ الغُبَارَ عَنْ ذَاكِرَتِهَا المثقوبةِ تَارَةً
تَجُوبُ بِرُوْحِهَا المُتَضَعْضِعَةِ الأَمْكِنَةَ القَدِيْمَةَ والتِي عَافَتْهَا مُنْذُ زَمَنٍ!!
وَتُقَلِّبُ دَفْتَرَهَا العَتِيْقَ المُوَشَّى بِالحُزنِ بين يديْهَا تارةً أُخْرَى ..
فَجْأَةً أَحَسَّتْ بِرَغْبَةٍ عَارِمَةٍ فِي البَحْثِ عَنْ وَرَقَةٍ بَيْضَاءَ / نَقِيَّةٍ كَقَلْبِهَا
تُسْقِيهَا بوحها في غنجٍ
تَرْسِمُ عَليْهَا وَجْهَهَا الشَّاحِبَ وابْتِسَامَتَهَا المُتَرَهِّلَةَ
فَتَنْعَكِسُ فِيْهَا رُوحُهَا الغَارقةُ في تفاصيلِ الوهنِ والأَلمِ معًا, وتَكُونُ ببساطةَ مُتناهيةَ
مِرْآتَهَا الصَّادِقةَ وَالوَحِيْدَةَ ..!
بَعْدَ رِحْلَةِ بَحثٍ طويْلةٍ
( قرَّرَتْ فِيهَا أنْ تَكتُبَ خِلسَةً على ظهْرِ الدَّفترِ )
وَجَدتها أخيرًا بينَ رُكامِ الأوْرَاقِ المُتَكَدِّسَةِ عَلى حَافَّةِ الأَرِيْكَةِ
ارْتَسَمتْ عَلى مُحَيَّاهَا ابْتِسَامَةٌ مُتَكَسِّرَةٌ تُوْحِي بِقُربِ الدُّمُوْعِ
مدّتْ ذِرَاعَهَا نَحْوَهَا سَحَبَتْهَا بِلُطْفٍ
وتَنَاولَتْ قلمًا جَافًّا وجدتْه بِصعوبةٍ بَيْنَ كومَةِ الأشياءِ المُبعثرةِ حَوْلَهَا !!
وعلى المِنضَدَة أَمْسَكْتْ بِالقَلَمِ , وَمَا إِنْ مَسَّتْ شَفَتُهُ شَفَةَ الوَرَقَةِ ؛ ليُقَبِّلَهَا
فَيُوْرِقُ الحَرْفُ الذِي تُحبُّهُ هِي ويُبغِضُهُ الجَمِيْعُ
ارْتَجَفَتْ يَدَاهَا وَسَقَطَ القَلَمُ!
تَذَكَّرَتْ مِنْ جَدِيْد الصَّوْتَ الذِي جَعَلَهَا تَعْزِفُ عَنْ الكِتَابَةِ زَمَناً طَوِيْلاً
والذِي ظَلَّ يُعَاوِدُهَا كُلَّمَا أَرَادَت البَوْحَ عن ذاتِها ..!
كَانَ مَوْشُوْمًا بِالخُشُوْنَةِ, بِالسَّذاجةِ, وباللا مُبالاة,
حَاوَلتْ أَنْ تُصمَّ أُذُنيهَا عنه / ألا تَلتفتَ إِليْهِ
وَكَكُلِّ مَرَّةٍ نأتْ تمامًا عن رغبتِها في رسمِ وجهِها في غيرِ المرآةِ
ارتَعَشَتْ أوْصَالُهَا مُعلِنَةً انْهِزامَهَا للمَرَةِ الأَلْفِ
وَتَنَدَّتْ عَينَاهَا الذَّابِلَتانِ بِدمْعةٍ حَرّى لا يُدرِكُ سخونتَها إلا هيَ
ولا يُكفكفُهَا إلا وُسَادَتُها المُقرّبةُ إليهَا
تَمَدَّدَتْ بِجَسَدِهَا النَّحِيْلِ عَلى أريْكَتِهَا بعد أن سكنتْهُ الوحشةُ,
وَرَمَتْ بِرَأْسِهَا المُثْقَلِ بِالذِّكرَى فِي حضْنِ وسَادتِها ,
وَأخَذَتْ كَعَادتِها فِي كُلِّ ليلةٍ تُفشِي إليْها سِرَّهَا المخبوءَ فيها بِلُغَةِ الدُّمُوْعِ
إلى أَنْ رَأتْ فجأةً طَيفَ حَبِيْبِهَا مَاثِلاً أمَامَهَا
بِثَوبِهِ الأَبْيَضِ كَبَيَاضِ قَلبِه
وكُوفِيَّتِهِ المُحِيْطةِ بعُنقِهِ والمُخْتبِئَةِ فِيهَا أنفاسُه القُدسيَّةُ
تقَدَّمَ نحوَهَا بخُطوَاتٍ هَادئةٍ, وعلى حِرفِ الأريكةِ جَلسَ ينظرُ إليْها بوجهِهِ النّوْرَانِيّ!
الأشياءُ ما تَزَالُ حَوْلَها مبعثرةً مُنتشرةً ، ودموعُ عَينيهَا تهَطِّلُ بِاستمرارٍ ..
دَنَى مِنْ رأسِها هَامِسًا فِي أُذُنِهَا بِصَوتِه الدافئِ الحَمِيمِيّ ، قائلاً لها:
حَبِيبتِي تَعْلَمِينَ أنِّي أُحبُّكِ جِدًّا, كما لا أُحبُّ جِدًّا أن أراكِ مُتَضَعْضِعَةً بين يدي تَبْكِيْنَ
ولا أُدثركِ، وتََعلمِينَ يَقينًا أنَّ حرفَكِ ونجواكِ وحديثَ قلبِكِ
لهي أَغْلى الأشياءِ عِندي بَعدَكِ
فلا تَسْتَمِعِي لذلكَ الصَّوتِ البَغِيضِ, ولا تعيريهِ أَدنَى التفَاتَةٍ منكِ,
واكتبيني كلَّمَا أردتِ البوحَ عنكِ, واسمعي صوتَ حَنينِي واكتبيني ..!
هيَّا احمِلِي يا ضوءَ عَيْنِي عَلى مَتْنِ خَاطرِكِ رَسائِلَ فِكرٍ , وقَصَائِدَ قَلبٍ , ونَثرَ رُوْحٍ !
حَرفُكِ يا حَبِيبتِي كَالمَاءِ, كالضياء, كالقمرِ المُتلألئِ في كَبِدِ السَّمَاءِ ..
وقَلبُكِ يا حبيبتي غَيْمةٌ بَيْضَاءُ تُهْدِينَا النَّجَاةَ هِبَةً ...
رَفْرِفِي بأجنحةِ المُفردةِ حلِّقِي بِها فيّ ..
ارسمِي في جَبينِ البَوْحِ وَشْمَ اعْتِرَافٍ ...
بِأنَّكِ لَنْ تُغَادِرِي أوْديةَ النَّبْضِ وإن أجْدَبَتِ السَّمَاءُ ...!
وظلَّ يُسْقِيْهَا مِنْ نَبعِ طُهرهِ إلى أَنْ غابَ طيْفُهُ كَمَا يَحْدُثُ دائمًا في غياهِبِ المَجْهُولِ !!
ارتَعَشَتْ شَفَتَاهَا بِابْتِسَامَةٍ وانْتَفَضَ القَلمُ أَخِيْرًا ..
يَرسُمُ وَجْهَهُ النَّورَانِي, ويلهَجُ سِنَّهُ شَاكرًا مُثنيًا,
ثُمَّ وعلى دفءِ صوتهِ الرَّخِيْمِ ،
نَامَتْ مِلءَ عَيْنَيْهَا !


بَعْدَ البَسْمَلََةِ

ثَمَّةَ أَرْوَاحٌ تَسْكُنُنَا تَبْعَثُ فِينَا وَهجَ حَيَاةٍ
لا نَمْلِكُ إلا أَنْ ندعوا ..
"ربِّ اغمرْهَا بِالخَيراتِ"


م0ن






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس