عرض مشاركة واحدة
قديم 03-26-2009, 10:23 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الاسير

الصورة الرمزية الاسير

إحصائية العضو









الاسير غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى الاسير

افتراضي حتى لا تكون نكبة .. ويكون الأمر كله للإسلام .

بسم الله
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
قرأت جملة للشافعي يقول فيها : إذا ضاق الأمر اتسع .
و بعيدا عن الخوض في تفسيره الفقهي لها أو قصده منها ، حتى لا ندخل في صراعات تفسيرية أو تحليلية ، لكن أول ما تبادر إلى ذهني عند قراءتي لها تمعني في واقع أمتنا وحسرتي على ما آلت إليه ..
كنت و ما زلت أمقت و أزدري كل من يتحدث باسم حركة أو طائفة أو مذهب أو تصنيف معين ، ولعلي بنظرتي هذه لا أخال اني أحترم أحدا من هذه الزمرة المتكلمة ..!
عند بزوغ دولة الإسلام في المدينة و إقبال الناس على الدخول لهذا الدين أفواجا ، نجد أنه اتسع لكل البشر من عجم وعرب ، وقد تقبل الرسول الكريم كل من بادر لاعتناق هذا الدين بوصفه مبعوث إلى الناس كافة ، ومأمور بتبليغه، و مع ضيق دولة الإسلام في بدايتها إلا أنها اتسعت لكل الأطياف و تقبلت الجميع تحت دائرة واحدة و داخل نطاق محدود ألا و هو نطاق الإسلام ، و قد يفسر ذلك غلبة ثلاث مئة على ألف ، وانتصار ألف على ثلاثة آلاف !!
حتى عندما اتسعت رقعة الإسلام و كثر معتنقوه ، وعندما كانت الشريعة هي الحوض الذي يغرف منه الجميع ، وعندما كان هذا الدين هو الهم لا الأهواء
في عهد الخلافة الراشدة ؛ كانت الوحدة بين المسلمين في أوج قوتها حتى و إن اختلفوا في الفروع ، ولعل أصدق دليل على ذلك فقه ابن عباس من جهة وفقه ابن عمر من جهة أخرى ، لكن لم يمر علينا أن أحدا من تلك الحقبة قد قذف في دينه أو شكك في إسلامه ، حتى الذين كانوا يبدون العداء الظاهر للإسلام من المنافقين لم يقابلوا بالعداء أو الإقصاء أو التعذيب أو القتل وحينما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " حتى لا يقال أن محمدا يقتل أصحابه " فالإسلام يعتني بالظواهر أما السرائر و الخفايا فقد وكلها لمن عنده علمها .

ولكن في حوالي القرن الرابع الهجري بدأ المسلمون بتحويل الإسلام إلى ما يشبه الديانات المتفرقة حينما تحول التيار الإسلامي من العقل إلى النقل و من الإبداع إلى الاتباع ، فقد حصر الدين في مذاهب محدودة و طمست كل اجتهادات و أراء العلماء السابقين و اللاحقين ممن يخالف تلك المذاهب ولو كانت في الفروع .. هذا التصنيف المذهبي بين المسلمين أسس لمبدأ التعصب و الشللية لمذهب أو طائفة ضد أخرى ، ولعل شواهد النزاعات بين المذاهب أشهر من أن تذكر !
و رحم الله الإمام مالك يوم أن عرض عليه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور فكرة اتخاذ الموطأ قانونا عاما للدولة إلا أنه رفض رحمه الله منعا لاستخدام الدين كأداة أيديلوجية لبسط هيمنة الخليفة و أسلمة قراراته السياسية وشرعنتها !

في زماننا هذا و مع ضعف الإسلام و هوان المسلمين ترسخت مبادئ الإقصاء والتكفير بين الطوائف والتعصب المذهبي حتى بين معتنقي المذهب الواحد ولعل التصنيفات الدارجة الآن على الساحة تصيب الواحد منا بالحساسية و الكآبة !! فهي قوائم طويلة وشواهد مستجدة ؟! ونجد أنه كلما تعددت التسميات ازدادت النعرات و العنف بين أبناء المسلمين ، و لعلي أذكر مثالا عن ذلك في علاقات الزواج حيث وقع الاختلاف في حكم تزويج الحنفية بالشافعي فقال بعضهم ( لا يصح ؛ لأنه يشك في ايمانها ) و قال آخرون ( يصح قياسا على الذمية ) !!!

و لأن أمريكا رأس الشيطان ، وهي التي درست أحوال المسلمين و نقاط ضعفهم منذ السبعينيات ، فقد حاولت أن تبث النزاعات في المنطقة عن طريق تأجيج المشاعر المذهبية بين المسلمين خصوصا و أنها علمت أن التركيبة الإسلامية، و العربية خاصة لا زالت تتمسك بشوائب الحمية و العصبية بينها ..
و قد ظهر خبث السياسة الأمريكية جليا في حربها الأخيرة في العراق ، فقد أججت الصراع المذهبي بين السنة و الشيعة و زادت من تفاقمه بصورة رهيبة سالت على إثرها الدماء البريئة ، حتى أنها تود تسعير هذه الفتنة و نشرها إلى عموم المنطقة ، وبخاصة حيث يوجد التنوع الطائفي لتساهم في زعزعة الأمن و الإستقرار ، وتهديد المستقبل الإسلامي والعربي بأسره .
ولقد تسعرت المشكلة حينما شنق صدام حسين ، وبشنقه شنقت الكرامة الإسلامية بأسرها .. و لأن أمريكا سعت إلى إشعال الفتنة فقد اختارت توقيتا دقيقا وحساسا لتسليم صدام إلى الحكومة العراقية و بتسليمه فقد أعطت الإشارة لسرعة تنفيذ حكم الإعدام .
و لو سألنا : لماذا لم ينفذ الأمريكيون حكم الإعدام ، لكانت الإجابة : أن أمريكا تريد أن تورط الشيعة في دم صدام بوصفه محسوبا على السنة ،وبالتالي ستثور ثائرة السنة على الشيعة .. و قد حصل ؟؟!
و لعل الذي يدعم سعي أمريكا لتأجيج الفتنة التصريح الأخير الذي أدلى به جورج بوش حينما قال أن إعدام صدام هو عبارة عن عملية انتقامية لأهواء طائفية يقصد بذلك أن المالكي الشيعي قد شنق صدام السني بسبب الصراعات الطائفية ، و كأنه يريد أن يستغفلنا ..!
و الذي زاد الطين بلة هو تدخل إيران في الأحداث بإمداد الميليشيات في الأراضي العراقية لأنها لا تريد للعراق أن تقوم له قائمة لأن التاريخ لم يسجل وئاما بين الجارتين ، و كذلك لأنها تسعى إلى إشغال أمريكا عن التعرض و التضييق عليها في طريقها نحو الدخول للنادي النووي و قد نجحت ، لذلك فإيران مستفيدة من القلاقل الحاصلة هناك و هي تشارك في تأجيجها .
في اعتقادي أنه من الظلم أن نقول أن إيران الدولة تدين بالمذهب الشيعي ، فالأصح أنها استخدمت التشيع لتسيير سياستها وتحقيق مصالحها ، مثلما استخدمت بعض الدول الأخرى المذهب السني لنفس الغرض !
فالخميني بدهائه وحنكته حينما انقلب على الشاه و أسس للدولة ، رأى أن حكم الفقيه أو الشيخ أجلب للقلوب وأدعى للسمع و الطاعة من أن يكون رئيسا تقليديا ، لأن الشعوب الإسلامية عامة دينية بطبعها .
و مثله قطب ، ومثله البنا وكذلك الترابي والمختار لو تولوا ؟؟!
حتىو لو أحسنّا في أشخاصهم النية وتلمسنا صدقهم ، ولكن من يأتي بعدهم ربما لايوافق رؤيتهم والأساس الذي ساروا عليه ...
هنا نجد أن الدين قد استخدم لمصلحة الدولة وتسييرها .
لكن ماذا حصل عندما اختلفت مصلحة الدولة مع المذهب ...؟!
مثلا ؛أثناء الحرب الأذربيجانية الأرمينية ، وحينما قامت تركيا بدعم أذربيجان الشيعية ضد أرمينيا السنية - وبسبب النزاعات التركية الإيرانية - فقد قامت إيران بتمويل أرمينيا ضد أذربيجان الشيعية !! ولم تعر بالا للمذهب إنما قدمت مصالحها السياسية على اعتقاداتها الدينية ..و كذلك وافقت الحكومة الإيرانية على مرور الطائرات الأمريكية - و هي الشيطان الأكبر كما يقولون - لدك حصون طالبان في أفغانستان لخشيتها من امتدادها و بالتالي تهديد مصالحها !
إيران الدولة تعتزم في خططها بسط سيادتها على المنطقة ليس لأنها تريد نشر المذهب الشيعي و قهر السنة إنما هي تسير وفق منهجية مرسومة تريد تحقيقها لأنها تؤمن بقدرتها على تحقيق ذلك !
السياسة يا أعزاء لا تعترف بدين أو مذهب إنما المصالح هي الدين والعقيدة !!
و لو فتشنا في الصراعات المذهبية لوجدنا أن شعلتها تبدأ ممن يريد أن يبث القلاقل بين أبناء المسلمين من قبل أعداء هذا الدين الذين لايريدون أن تقوم له قائمة ، أو أن بعضهم يثير هذه الفتنة لمصلحة في نفسه حتى لا تذهب ريحه وتختفي صورته من أمام الكاميرات ،وبعضهم يسير وفق مخطط حكومي لتشتيت عقل المواطن العربي المسلم من أن يلتفت لفساد دولته وسرقة خيراته و أمواله و يشتغل بالتلصص على عقائد الناس و نبش قلوبهم ..
أنا و بوصفي سنيا و لأن ديني أمرني بأن أسير و أحاسب غيري وفق الظواهر المحسوسة أما السرائر فعلمها عند الله ؛ فإني لا أؤمن بتاتا بما يسمى بالتـقيـة بأي شكل من الأشكال و بأي حال من الأحوال ! و لا أصدق من يقول بأن الشيعة يقولون بتحريف القران و أن عائشة زانية - حاشاها - ..
إنما أعلم يقينا أن هذه الأمور و إن وجدت فهي آراء متشددة من أطراف محدودة لا يعترف بها الآن ضمن المذهب ، وكما أنها موجودة في المذهب الشيعي فهي كذلك موجودة عند السنة فهناك البعض ممن سب الحسن و الحسين في كتبه جريا على ما كان في دولة بني أمية ..
و كما أننا نتهمهم بأنهم روافض فهم يتهموننا بأننا نواصب ؛ ناصبنا العداء لآل البيت !
فهل هم صادقون ..؟! كلا وحاشا !!
كذلك فيجب علينا أن نصدقهم في نفيهم !
و بما أننا نشترك في أصلال إسلام فلا اختلاف في الأركان والأصول ، فلنترك الفروع جانبا ولنشتغل بالهم الأكبرو الخطر الأعظم ألا و هو المد الأمريكي الجارف في المنطقة و الذي يهدد الأمن القومي العربي والإسلامي ولنجعل نصب أعيننا مقولة البنا والتي تكتب بمداد الذهب : ( نتعاون فيما اتفقنا فيه و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ) .

من هنا يجب أن تكون الجرأة حاضرة في إعادة صياغة سلم الأولويات في المواجهة مع الأعداء دون أن نغفل الغصة التي تقف في حلوقنا ؛ الكيان الصهيوني ..
و لكن زعزعة الأصل تبعث على الأمل و تسقط الفرع بسهولة !

والله من وراء القصد .
خالص تحياتي






آخر مواضيعي 0 سنثأر يا سوريا عن قريب
0 ام الشهيد
0 السبت الاسود19-3-2011
0 الجزيرة، المعركة من أجل ليبيا
0 حب الوطن
رد مع اقتباس