عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-2009, 05:29 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: إيماض البرق في خلق سيد الخلق صلى وسلم عليه الحق

هذا الخُلق مع الإيمان هو الذي حرك الغيرة في قلب الشيخ المحاربي.. حين رأى منكرا على الحجاج لا يسعه السكوت عليه.. فأنكر عليه وهو يستشعر أن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر.. فقال له: أسكت وأغرب والله لقد هممت أن أخلع لسانك فأضرب بها وجهك..

فقال الشيخ بعزيمة جبارة لو ** حملت أحدا لما شعرت له بكلال

سبحان الله إن صدقناك أغضبناك وإن غششناك أغضبنا الله.. ولا والله الذي لا إله إلا هو.. لغضب الأمير أهون من غضب الله..(وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ) ثم مضى.. وحاله:

فما دحضت رجلي ولا زل مقولي ** ولا طاش عقلي يوم تلك الزلازل

وما أنا ممن تقبل الضيم نفسه ** ويرضى بما يرضى به كل مائق

هذا الخُلق مع الإيمان هو الذي جعل عبادة في فتنة القول بخلق القرآن يصدع ويقول: كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود.. ثم كان حجة يفهم من يقول بذلك القول.. حين دخل يوما على الواثق وقال: يا أمير المؤمنين أعظم الله أجرك في القرآن..!! قال: ويلك القرآن يموت..!! قال: يا أمير المؤمنين كل مخلوق يموت.. ثم موه عليه ومخرق.. قال: بالله يا أمير المؤمنين من يصلي بالناس التراويح إذا مات القرآن..

فأعاد الحر منهم حائرا ** وثنا منهم المنطيق مفحما

سيرت سفنهم في بحره ** فهوت في قعره والتطما

سدت الطريق وأغص بالريق ويئس من الساحل الغريق..!!

وإن رغمت أنوف من أناس ** فقل يا رب لا ترغم سواه

وما كانت كِلام السيف يوما ** لتبلغ مثل ما بلغ الكلام

هذا الخُلق مع الإيمان هو الذي جعل دعاة القيم يزدرون حطام الدنيا وينظرون بشفقة ورثاء لمن يلهث ورائها كخادم لسيده..

تراه يشفق من تضييع درهمه ** وليس يشفق من دين يضيعه

حداه في درهمه أعز عندي من وحيد أمه كل المنى في ضمه وشمه.. فرفعوا أصواتهم إنما هذه الحياة الدنيا متاع.. من هؤلاء شاعر مسلم شجاع استنفر فوجب عليه النفير.. لما سمع يا خيل الله اركبي وبالجنة ابشري.. خرج مجاهدا في سبيل الله أمسكت به زوجته وهي تبكي وتقول: كيف تخرج وتتركني..؟! إلى من تدعني..؟! فكر وتأمل ورأى أن لا عذر له فولى وهو يغالب عواطفه.. يقول:

باتت تذكرني بالله قاعدة ** والدمع ينهل من شانيه سبلا

يا بنت عمي كتاب الله أخرجني ** كرها وهل أمنع الله ما فعلا

فإن رجعت فرب الكون أرجعني ** وان لحقت بربي فابتغي بدلا

ما كنت أعرج أو أعمى فيعذرني ** أو ضارع من ضنا لم يستطع هولا

ثم مضى شجاعا آثر الله ورسوله والدار الآخرة وجعل الدنيا دابة يركبها يستخدمها ولا يخدمها حداءه..

اختر لنفسك منزلا تعلوا به ** أو مت كريما تحت ظل القسطل

موت الفتى في عزة خير له ** من أن يعيش أسير طرف أكحل

عبد الله...........

من يرضى بالعير يهجر كاهل الفرس ** أتطلب جيفة الغربان يا خير الشياهين

خذها رافعيا إذا رأيت أمة فتنت بدنياها.. فاعلم أنها أمة جبانة مأكولة مفلولة.. فلو شهرت السيف الماضي.. لقاتل في يدها بروح ملعقة.. ولو رعدت بالأسطول المهول.. لصلصل كآنية المطبخ..

أسود لدى الأبيات عند نسائهم ** ولكنهم عند الهياج نقانق

إذا أبصروا شخصا يقولون جحفل ** وجبن الفتى سيف لعينيه بارق

فلا رحم الله امرأ باع دينه ** بدنيا سواه وهو للحق رامق

.. .. .. .. .. ........



هذا الخُلق مع خوف الله هو الذي جعل القاسم ابن محمد رحمه الله أحد الفقهاء السبعة يقول لمن سأله عن شيء لا يعلمه: لا أعلمه.. لا أحسنه.. فجعل يقول الرجل: إني أرسلت إليك لا أعرف غيرك..!! فقال القاسم: لا تنظر إلى طول لحيتي وكثرة الناس حولي.. والله لا أحسنه.. ووالله لأن يقطع لساني أحب إليّ من أن أتكلم بما لا علم لي به..

نأى بأعطافه من خوفه ورسا ** بأصله وسما بالأنف والراسي

فقال شيخ من قريش كان بجنبه: إلزمها فوالله ما رأيتك في مجلس أنبل منك اليوم..!!

تحكي السماء إذا أنوارها لمعت ** برج ببرج ونبراسا بنبراس

كم شارب عسلا فيه منيته ** وكم تقلد سيفا من به ذبحا

(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ)..

هذا الخُلق مع القرآن هو الذي جعل الشيخ ابن باز رحمه الله أسد إذا علم بظلم يقع على المسلمين أو عدوان على شريعة رب العالمين..

الحلم شيمته ولكن حينما ** يعصى الإله فإنما هو ضيغم

فلا يغرنك وجه راق منظره ** فالنصل فيه المنايا وهو بسام

يقول المجذوب رحمه الله: حينما كان الشيخ للجامعة الإسلامية صدر حكم بقتل أحد الدعاة في بلد ما فاعترى الشيخ ما يعتري المؤمن من غم في هذه النازلة التي تستهدف الإسلام.. فنفسه تخذل عنه يقول المجذوب: فكلفني بصياغة برقة لحاكم ذلك البلد.. قال: فكتبتها بقلب منذر يقطر غيرة وغضبا وجئت بها وكلي يقين أنه سيدخل على لهجتها من التعديل ما يجعلها إلى لغة المسئولين المنذرين.. لكنه حطم كل توقعاتي..!! فأقرها جميعا ثم قال أضف إليها قول الله..(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً).. وأرسلت الرسالة وقضى الله قضاءه وقد أدى الشيخ ما عليه رحمه الله.. وحالـه:

وما كل نفس تحمل الذل إنني ** رأيت احتمال الذل شأن البهائم

ولا خير في العيدان إلا صلابها ** ولا ناهضات الطير إلا صقورها

ولا عجب يا معشر الإخوة فقد نقل عنه أنه قال يوما: والله منذ عقلت إلى اليوم ما أعلم أني عملت عملا لغير الله..

تعود صدق القول حتى لو أنه ** تكلف قولا غيره لا يجيده

فرحمه الله.............

هذا الخُلق مع الحق هو الذي جعل شابا مسلما يدخل في جموع النصارى.. ليفحم كبيرهم حين وقف يتحدث عن عيسى عليه السلام ويضعه في منزلة الله ويقول: من قال آمنت بعيسى إله لم يضره شيء ولم يتعرض لأذى..!! واستمر بعقول الناس ويداعب خيالهم وآمالهم بتعاليل لا تطفىء الغليل..!!

كلام كل ما فيه هراء ** وأشخاص الحكاية أغبياء

فقل أين التصامم والعماء ..؟! لكن أعذب الأصوات عند الحمير صوت الحمار.. عندما انتهى قام الشاب المسلم الشجاع وسأله قائلا: هل فعلا أنت تؤمن حق الإيمان بأن من قال آمنت بعيسى إله لا يضره شيء..؟! قال القس: نعم..!! فأخرج الشاب كأسا استجلس بها الراكب واستركب بها الجالس وقال: إن في هذه الكأس سما نوعه كذا ودرجة تأثيره كذا أرجوا أن تثبت لنا بطريقة عمليه تترجم صدق إيمانك بما قلت وتشرب بما في داخل هذه الكأس..؟!

فمحا بنور الحق آية ليلهم ** وتطايروا كالحمر لاقت قسورا

اتضح الحق.. والقس افتضح .. إسود وجه.. وأربد وهدد وأرعد.. ثم لان الجعد وسكن الرعد.. وحاله:

لا مساس.. لله الأمر من قبل ومن بعد.. كالسامري يقول إن حركته دعني .. فليس علي غير إزاري..!!

كذلك يعلوا الحق والحق واضح ** ويسهل كعب الزور والزور عاثر

هذا الخُلق مع الإيمان هو الذي جعل المهلب يعرض عن من شتمه وأقذعه وبهته بما ليس فيه.. ولما قيل له: لما لا ترد عليه..؟! قال: لا أعرف مساوئه وأخشى الله أن أبهته بما ليس فيه..!!

ومن الناس اسود خدر**ومن الناس ذباب وطنين

وهذا الخُلق مع إيمان كالجبال هو الذي حرك سيف الله ليث الإسلام وفارس المشاهد.. أبا سليمان خالد رضي الله عنه فدمر جيش مهران الفارسي مع نصارى العرب بأكمله.. دون أن يخسر جنديا واحدا..!!

يستسهل الصعب إن هاجت حفيظته ** لا يشاور إلا السيف إن غضبا

لما إلتقى جيش الإسلام بجيش الفرس مع النصارى العرب قال أحد نصارى العرب لمهران الفارسي: دعنا وخالدا نحن العرب أعلم بقتال العرب.. فقدمه مهران الفارسي ليتقي به..

وكيف يجيء البغل يوما بحاجة ** تسر وفيه للحمار نصيب

ولكن...........؟!

وإذا الحمار بأرض قوم لم ** يروا خيلا قالوا أغروا محجل

بلغت المقالة خالدا رضي الله عنه فعزم على أن يلقن المغرور درسا لكل مغرور ويخبره أي رجال حرب هم المسلمون.. وفي أناة القطاة ووثوب الأسد قام عاشق المفاجأة من لا ينام ولا ينيم.. ولا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه.. وقال: إني حامل عليه بعينه ومينه..!!

فما كان إلا الليث انهوه الطوى ** وما كان إلا السيف فارقه الغمد

خرج إليه في جريدة من الخيل وهو مشغول بتسوية صفوف جيشه وجيشه منشغل بالنظر إلى خالد.. ما عسى أن يفعل أمام عشرات الآلاف وبينا هم غارقون في دهشتهم.. إذ انقض خالد في أسلوب صاعق مفاجىء كالبرق الخاطف والرعد القاصف والريح العاصف.. على المغرور فاختطفه من بين يدي جيشه كأنه ذباب..

ذباب طار في لهواته ليث ** كذاك الليث يلتهم الذباب

حمله على فرسه كما يحمل الصبي الرضيع ليرجع به إلى المسلمين.. وحاله:

فلو كنت حر العرض أو ذا حفيظة ** غلبت ولكن لم تلدتك الحرائر

ثم قال له خالد نفس مقالته: نحن العرب أعلم بقتال العرب.. ثم قده بالسيف ورماه على الجسر وقال: هكذا فاصنعوا بهم.. لله در أبي سليمان.. إنتضح بحره فأغرق..!! وقدح زنده فأحرق..!! فصار حيهم ميتا وهذرهم صمتا وجبالهم لا ترى فيها عوجا ولا أمتا.. لم يتحملوا الصدمة فلاذوا بالفرار..!!

وضاقت الأرض حتى صار هاربهم ** إذا رأى غير شيء ظنه رجلا

فركبهم المسلمون يقتلون ويأسرون ويسبون وهرب من هرب منهم إلى الحصن ثم نزلوا على رأيه فدمر جيشهم بأكمله ولم يخسر من جيشه..!!

لا يغمد السيف إلا بعد ملحمة ** ولا يعاقب إلا بعد تحذير

بعض المواقف يا رجال حرائر ** والبعض يا ابن الأكرمين إماء

ما جاء سيف الله من خمارة ** ما أنجبته الليلة الحمراء

حالـه:

أناضل عن دين عظيم وهبته ** عطاء مقل مهجتي وحياتيا

فممتثل لله أسلم وجهه ** يقول أنا وحدي سأحمي دينيا

بظهري ببطني بالذراع بمقلتي ** بجنبي بعظم الصدر حتى التراقيا

على ذروة التوحيد تخفق رايتي ** وتحت روابيها تصب دمائيا

بمثل هذا الشجاعة في إيمان بالله ترتفع راية الله.. في أرض الله.. وعندها يفرح المؤمنون بنصر الله.. لا توهمه بعيدا إنما الآتي قريب..!

لكن النصر لا يأتي ** جزافا بائنا عن مقصدي

لكنه بالصبر والإيمان**لا الفعل الردي

يا قوموا إن الله أكبر**من جموع المعتدي

فامضوا على نهج الرسول**وعزمه المتوقدي

تجمل أيها الآسي**وبث الخير في الناسي

وقرب فارس الإيمان**واطرد فارس اليأسي

ليزرع دربنا وردا**ويتحفنا بريحاني

ويقطع مارد الأشواك**في رفق وإحساني

ويسقي من معين الوحي ** عذبا كل ظمآني

أيها الجيل:

إن سلاحنا الذي لا يفل هو إيماننا.. فكلما قوي إيماننا ازداد يقيننا بتحقق وعد الله بالدفاع عنا..(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)..

أيها الجيل:

مالنا من فائت أضعناه من خصال أسلافنا.. وحرمناه بسوء فعالنا.. مثل الشجاعة بلا تهور ولا حماقة.. ولعمر الله.. إن تلك الشجاعة لم تمت إنما هي كامنة..!! ولم تنطفىء شعلتها فهي في كنف القرآن والسنة آمنة..!! وما دامت نفحات الوحي تلامس القلوب والعقول على أيدي القدوات فلابد من يوم يتحرك فيه ذلك العرق المخبوء ليأتي بالعجائب..!!

إن الرماح حدائد منبوذة ** حتى يثقف جنبيها سمهر

أيها الجيل الخاطب:

الشجاعة عقيلة كرام لا يساق في مهرها بهرج الكلام..!! إنها كريمة بيت لا تنال بلو أو ليت..!! إنما تنال بالإيمان الثابت.. يظاهره مجاهدة ومصابرة.. وقوة توكل في ثقة وحلم وأناة وشدة بأس.. بلا يأس ولا طمع ولا فزع.. مع نظر في سير أنبياء الله.. وكثرة ذكر لله وحبس للنفس مع منهم كذلك من عباد الله...

ترنوا إلى تلك الوجوه التي ** فيها يضيء الليل بل يرحل

(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)..

من رام نيل الشيء قبل أوانه ** رام انتقال يلملم وعسيب

ومستعجل الشيء قبل الأوان ** يصيب الخسارة ويجني التعب

أيها الجيل:

الحق ساهر والعدو وقح كافر.. لم يعد يخشى من التصريح بنا.. يريد فعله في ديار المسلمين.. ألفاظه محددة صريحة لا تورية.. فعلى الأمة أخذ الحذر في تعقل ووعي.. لا يجر الأمة إلى معركة ليست مستعدة لها.. الهجمة عظيمة لو قدر لها أن تنجح فلن تبقي ولن تذر..!! وعندها تتحول الأمة عافاها الله.. إلى رعاة خنازير لعباد صليب..!!

فيا أمتي فكري في المصير ** فان الحساب علينا عسير

فلنطرح التصرفات الرعناء جانبا.. لسنا دعاة حرب اليوم.. بل في حالة دفاع عن ضرورياتنا.. من دين ونفس ومال وعرض ومقدسات بكل وسيلة تنفع ولا تضر.. وليس يكون ذلك إلا برد الأمر إلى أهله الذين يستنبطونه.. لسنا في حالة هجوم لكن علينا أن نشعر من تسول له نفسه أن يقترب من حياضنا.. أننا لسنا اللقمة السائغة بل اللقمة المرة..!! التي لن يشعر معها بسعادة إن حاول بلعها أبدا.. بل تسد حلقه حتى تقضي عليه والله غالب على أمره..

أعداء الله مسلكهم خائب وكيدهم حابط.. وسعيهم في ضلال وأخرتهم خزي ووبال.. ولم يبق منا نحن إلا أن ننصر الله لِنُنْصَر.. حققوا الشرط يحقق الله الجزاء..(إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)..

عبد الله.. تعرف سبيل المجرمين من كتاب رب العالمين.. وجدد الإيمان وأكد التوحيد وزد نون التوكيد..

خذ يا مليك فكلنا ** من بحر جودك والعطا

خذ من سويدانا ** قرابين المحبة والولا

ما ظل ماء في البحار ** وطار طير في السما

أيها الجيل:

إنما السائل من لون الإناء.. إن تأنيث الأسماء جبن يورث تأنيث الشمائل والطباع.. والظاهر يؤثر على الباطن.. لقد كان المسلمون على عدوهم صخورا وجنادل.. يوم كان منهم صخر وجندلا..!!

وكانوا عليهم غصصا وسموما يوم كان فيهم مرة وحنظلا..!! وكانوا عليهم حسكا وشوكا يوم كان فيهم قتادة وعوسجا..!! ولا يرضى بالأسماء والكنى والألقاب الرخوة إلا العبيد..!! وما شاعت هذه الرخاوة يوم كان المسلمون سادة ..!! وما راجت بينهم إلا عندما أضاعوا السيادة والقيادة..!! أما والله لو نادى منادي ببعض هذه الأسماء في حظرة عمر رضي الله عنه لهاجت شرته وبادرت بالجواب درته..!!

فإن لم يكن حسن فعال فليكن ** قوة اسم وكنية ولقب وحسن فال

وعادت النصل أن يزهى بجوهره ** وليس يعمل إلا في يدي بطل

أيها الجيل:

المسلمون جسد واحد.. ودار الإسلام دار واحدة.. لا تقبل القسمان..!! فإذا حاول تفريقها محاول.. سفهته السواحل باتحاد أمواجها.. وصدمته الجبال بتناوح أثباجها.. واشتباه فجاجها.. وكذبته الصحاري بسرابها وسراجها.. ومراتع غزلانها ونعاجها ومراعي أذوادها وأعراجها..

لن نبلغ الآمال في دربنا ** ما لم نوحد سيرنا في اللقاء

وهل يهز العضو إذا لم ** تكن الأعضاء ذات التقاء

إن الخلاف جبن وفشل وذهاب ريح.. والشاهد وحي الله.. لا يكاد يذكر الأحزاب بلفظ الجمع إلا في مقام الهزيمة والخلاف(فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ).. ولا يكاد يذكر الحزب بلفظ مفرد إلا في مقام الخير والفلاح(أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).. لقد مللنا جمع التكسير لكثرة ما تردد.. وسئمنا منه لكثرة ما تعدد ونتطلع لجمع السالم الصحيح يحدوا ويغرد..

إن التفرق شر كله.. وشره ما كان في الدين.. وأشنعه ما كان عن هوى.. ونتيجته التعادي.. وأثره السخرية من الدين.. وما أعظم جناية مسلم.. يقيم من عمله الفاسد.. حجة على دينه الصحيح..

إذا افترقت آراء قوم تشتتوا ** ولم يرجعوا إلا بعار التخاذل

نريد مواجهة عدونا فلا يكون بأسنا بيننا..

نريد إقامة فرض فلا تشغلونا بالخلاف في نافلا..

نريد بالإسلام العاليا فلا تنزلوا به بالخلاف السافلا..

الخلاف شر كله والعدو يستهدف الجمع كله(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ)..

أرضنا أرض كتاب الله فيها**كملت دائرة الوحي الأخيره

شهدت مبعث خير الناس لما**تتمم الأخلاق في أكرم سيره

يئس الشيطان أن يعبد فيها**فانبرى يطلب تفريق العشيره

اجمعوا الآراء كي نبي بناءا**دونه تهوي الأساطيل المغيره

واحذوا أن يوقد الشيطان فيكم**لهب التحريش يا أهل الجزيره

فاتِقوا أكناف ورد الحب**حتى يجد البائس والشاتي عبيره

أيها الجيل:

ما غرد بلبل بغير حنجرة

قل من يحتقر الليث تقدم ** حينما تسمع عن قرب زئيره

والله لن نجاري الأمم ونفوقها في ميادين الحياة.. إلا((بالإسلام وأخلاقه)).. فإن لم يكن فنحن هازلون في جد الزمان..!! مغترون بالخوف بعهده الأمان..!! سائرون إلى الورا بهدى الشيطان..!! من تطلع إلى ثوب العز فليحكه بأنامله..

وليجلبه بعوامله وإلا فشاعر الذي يقول: ما حك جلدك صارخ في واد ** وسيبويه نافخ في رماد

يا من يداوي الجرح من دائه ** مهلا فلن تحظى بطعم الشفا

ماذا يفيد الظامئين المنى ** إن لم يروا ماء بذاك السقا



أيها الجيل:

ظل سبيل من وها سقائه.. ومن أريق بالفلاة ماؤه.. لا تطلب الحكمة من عند غيرك.. فعندك معدن الحكمة كتاب وسنة.. لا تتطفل على موائد الغير فعندك الجفنة الرائدة..

هل يطلب الماء ممن يشتكي عطشا**أو يطلب الثوب ممن جسمه عاري

العمل.. العمل.. بكتاب الله تلك نصرته حقا(وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً).. لا تكونن كبارق ليس في برقه ندى..!!

أوقد من الحق للراجين نبراسا ** واقرع لإيقاظ أهل الكهف أجراسا

وأبشر...........أبشر فإنك رأس والعلا جسد ** والمجد وجه وأنت السمع والبصر

ولم تزل نخلة الإسلام باسقة مليئة بعذوق التمر والرطب.. وإن الفقاقيع تطفوا ثم يمضينا..!!

لا يأس.... فالنخلة الشماء كانت بذرة تحت التراب والموجة الرعناء كانت قطرة فوق السحاب..!!

لا يأس... فالفجر يولد رغم أشباح الظلام والشمس تشرق رغم أطباق القتام..!!

لا يأس... فالريح لا تهوى سوى قمم الجبال والطير لا ترقى سوى الشجر الطوال والورد لا يزدان إلا فوق أطراف التلال..!!

لا يأس... إن أظلمت فستنجلي وكمثل ما حملت تضع..!!

لا يأس... إن ضاقت الأرض على بلبل فسوف يشدو في رحاب السماء..!!

أيها الرافع في وجه غصون الشوك ما أخفيت بال....!

إنني أملك في وجه المآسي السود رايات اتزان.....!

إنني أبصر شمسا تشرئب الأرض في شوق إليها يتسامى الأخشبان.....!

وأرى نهرا من النور يغني فيتيه الشاطئان......!

وأرى القصواء تحيي في رمال البيد أقوى مهرجان......!

وارى بلقاء سعد وأبا محجل والسيف اليماني وأطراف السنان.....!

وأرى اليرموك تستعذب صوت النهروان......!

أيها الرافع في وجه غصون الشوك ما أخفيت بان.......!

مرحبا بالموت في عز ويا بعد هوان.......!

(وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)..

هو الله الذي يخشى..

هو الله الذي يحيي..

هو الله الذي يحمي..

وأهل الأرض كل الأرض.. لا والله ما ضروا ولا نفعوا.. ولا رفعوا ولا خفضوا.. فما لاقيته في الله فلا تجزع ولا تيأس(وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئا ً)..

سيروا فإن لكم خيلا ومضمارا ** وفجروا الصخر ريحانا ونوارا

وذكرونا بأيام لنا سلفت ** فقد نسينا شرحبيلا وعمارا

وإن الفجر مرتقب بلا ريب سيأتينا ** ويملأ نوره أرجاء هذي الأرض يحيينا

وإنا لنأمل نصر الليوث وأن يلقم الحجر النابح..!!... إلهنا قد تم ما أردنا وغاية انتهائي ما قصدنا...

إيماض لمع ومر.. نقطة من يم.. وقرطعب من جم وعبر.. ووخز إبر.. وجمل من الأخلاق سمعنا ومبتداها ولا زلنا في انتظار الخبر.. فإيعاب هدي المصطفى وخلاله عسير.. فمن يقوى على حصر الأنجم.. أرجوا الله أن يهز بهذا الإيماض جامدا.. ويؤز إلى الخير خامدا.. لنجني شيئا من ثمرة النية.. ونغير أواخر الأسماء المبينة.. فإن تم فبيان وتوكيد.. وذاك ما نريد.. وإلا فهو بث ونفث.. ومعراج صعود لمن يريد.. ربما تبلغ يوما كلماتي للقلوب.. والله يقضي بهبات جمة.. لي ولكم ولجميع الأمة.. ونسأل الله القبول والرضا.. والختم بالحسنى إذا العمر انقضى.. اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا.. وقلة حيلتنا.. وهواننا على الناس.. أنت رب المستضعفين وأنت ربنا وأنت أرحم الراحمين.. نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات من أن تنزل بنا غضبك.. لك العتبى حتى ترضى.. ولا حول ولا قوة إلا بك.. يا من لا يهزم جنده.. ولا يغلب أولياؤه.. أنت حسبنا ومن كنت حسبه فقد كفيته.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. والحمد لله على إتمامه.. ثم صلاة الله مع سلامه.. على النبي وأله وصحبه وحزبه وكل مؤمن به.. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..

~~~**--**--**--**~~~

م0ن






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس