*** فاروق جويدة *** أحبابى اليكم بعض مقالات شاعرنا ومفكرنا المبدع 
الحكومة الفلسطينية ونوايا إسرائيل
سوف تحاول اسرائيل بكل الوسائل اجهاض حكومة الوحدة الوطنية واتفاق مكة بين فتح وحماس وسوف تسعي الي تشجيع امريكا لاتخاذ موقف مشابه بحيث يرفض الاثنان معا امريكا واسرائيل التفاوض مع هذه الحكومة.. ولاشك ان حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية قد جمعت كل اطياف العمل السياسي الفلسطيني وفيها نخبة من ابرز واهم الشخصيات الفلسطينية التي لا خلاف عليها.. انهم اساتذة في السياسة والقانون والاقتصاد والتعليم وهم نخبة من الشباب الفلسطيني الواعد حيث تتراوح اعمارهم بين الستينيات والاربعينيات من العمر.. وبجانب هذا فان من بين هذه النخبة اشخاصا يتمتعون بمصداقية كبيرة في الشارع الفلسطيني والشارع العربي ومن بينهم من كان قريبا جدا من معظم الاحداث السياسية التي جرت في السنوات الاخيرة.. ولكن اسرائيل ومعها بالطبع امريكا لا تعترفان بحكومة حماس وهناك اصرار علي التخلص منها رغم ان هذا يدخل الان في نطاق المستحيل.. ليس امام اسرائيل إذا كانت بالفعل ترغب في التفاوض مع السلطة الفلسطينية غير ان تقبل حكومة الوحدة الوطنية التي جاء بها اتفاق مكة.. والبديل للرفض الاسرائيلي الامريكي هو العودة لسلاح المقاومة.. لقد حاولت اسرائيل التخلص من حزب الله جنوب لبنان وفشلت بل انها خرجت بهزيمة عسكرية لم يتوقعها احد وتجري حولها تحقيقات واسعة حتي الان في قيادة الجيش الاسرائيلي.. ولم تكن الهزيمة للجيش الاسرائيلي فقط في جنوب لبنان بل كانت هزيمة لامريكا التي تواطأت مع اسرائيل وتركت الطيران الاسرائيلي يدمر كل شيء في لبنان وبعد ذلك رفضت اسرائيل ان تتفاوض مع حماس وساندتها امريكا ولا احد يعرف الان هل تصر امريكا علي رفضها لحماس وتفتح بابا جديدا للمقاومة ام انها ستحاول اقناع اسرائيل بان تبدأ صفحة جديدة مع السلطة الفلسطينية.. ان اسرائيل حريصة علي بقاء أبومازن في السلطة وأمريكا تؤيده وتشجعه ولكن رفض التعامل مع الحكومة الجديدة سيكون علي حساب أبو مازن وسوف يسحب ما بقي له من رصيد في الشارع الفلسطيني.. ولن يكون أبومازن قادرا بعد الان علي عمل انتخابات جديدة اذا فشلت تجربة حكومة الوحدة الوطنية لان حماس لا تتحمل مسئولية هذا الفشل ولن يكون أبومازن قادرا بعد ذلك علي اتهام حماس او تحميلها المسئولية.. ان اسرائيل امام اختبار جديد للنوايا وهي في كل الحالات لا تريد استقرار الساحة الفلسطينية بأي حال من الاحوال.
يتبع