عرض مشاركة واحدة
قديم 04-17-2009, 08:30 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: اعجبتني .. اضحكتني ... ابكتني .


أم المعارك أنجبت محاربين غشاشين

*********

عاما بعد عام ومع اقتراب نهاية العام الدراسي يصيبني هم وغم عندما أرى كيف ان بيوت أقاربي وأصدقائي تشهد إعلان «حالة الطوارئ» وحظر التجوال.. تتصل زوجتك ببنت خالتها سكينة، لتبلغها بأن والدة سعدية توفيت، ولابد من الذهاب الى بيتها للعزاء، ولكن سكينة ترد بخاطر كسير: ما أقدر أروح معاكي.. العيال عندهم امتحانات الأسبوع المقبل ولو تركت البيت، تركوا المذاكرة.. والصحف عندنا تجعل من الامتحانات أم المعارك: طلاب الشهادة الثانوية يشكون من أن معظم أسئلة الفيزياء كانت من خارج المقرر (يا للهول فهذه عاقبة الاستعانة بأساتذة من الأرجنتين لوضع أسئلة امتحانات تتعلق بمنهج لا يعرفون عنه شيئا).. ورقة اللغة العربية جاءت طويلة.. والزمن لا يكفي (هكذا حال الدنيا.. كل شيء فيها لأجل ولا يتسنى لبعضنا اكمال الامتحانات ولا يتمكن بعضنا من «تكوين النفس».. المسكين جارنا مصطفى توفي قبل ان يتمكن من استرداد خسائره في البورصة وكان ينتظر ارتفاع المؤشر ألف نقطة أخرى).. والطالب المسكين يصاب بانسداد في المخ: هل شهد عام 1939م اجتياح هتلر لبولندا ام معركة القادسية؟ من قائل: إذا الشعب يوما اراد الحياة/ فلابد ان يستجيب القدر؟ وأبي يطالبني بدراسة الطب او الهندسة؟
وهكذا صرنا نحن أمة «من غشنا فليس منا»، ننجب أجيالا من الطلاب تقضي معظم الوقت المطلوب تكريسه للمذاكرة في إعداد وصفات الغش/ البرشام..في بريطانيا مثلا يسمح للطالب خلال امتحان الأدب الانجليزي، أن يحمل معه الكتب المقررة الى قاعة الامتحانات، حتى يتمكن من الاستشهاد بالنصوص الصحيحة إذا رغب في ذلك، عوضا عن أن يحفظها عن ظهر قلب، كما هو مطلوب من الطالب العربي، وكما ان الحاسبة لا تفيد إلا الطالب الذي يفهم ما هو مطلوب في المسألة الرياضية، فان توفر كتاب الأدب مع الطالب لا يفيد إلا الطالب العارف ما هو مطلوب منه ويعرف اين سيجد «الاستشهاد» الصحيح.. وفي كل الدول المتقدمة فإن طالب المرحلة المتوسطة او الثانوية يدرس التاريخ «بلا أرقام».. يعني ليس كالطالب عندنا: وفي الساعة الرابعة مساء بتوقيت غرينتش من يوم الثلاثاء الموافق 8 ابريل من عام 1002 قبل الميلاد أرسل تحتمس فاكسا من 235 كلمة الى ريتشارد قلب الأسد يقول له ان عليه ان يستعد لمعركة بين جيشيهما في التاسعة من صباح اليوم التالي.
بقلم / جعفر عباس [/b]







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس