عرض مشاركة واحدة
قديم 04-17-2009, 08:33 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: اعجبتني .. اضحكتني ... ابكتني .

استقالة الأثرياء من مسؤولياتهم

أزمات دامية مستدامة ومستفحلة في فلسطين والعراق والصومال ولبنان واليمن والسودان وغيرها، هذا عدا معضلة الإرهاب الذي ضرب الدول العربية، المشهد حزين ومتفجر، الكل يحاول أن يحلل ويفسر ويبحث عن أجوبة مقنعة لسبب معاناة المنطقة العربية من هذه الدرجة من التأزم، وبالطبع هذا الواقع لا يساعد على تحسين صورة المسلمين ولا جذب الاستثمارات، والأهم أنه ينشر روح الإحباط وفقدان الأمل ويولد المزيد من آليات السلوك الحدي لدى الشباب، فهي حلقة مفرغة.
الأوضاع العامة المتأزمة تصيب الشباب بالتأزم الشخصي واليأس من الأوضاع القائمة، خاصة أنه لا يوجد مَنْ يطرح أي رؤية للخروج من مستنقع الفوضى الهدامة التي أدخلت أمريكا المنطقة فيها بإستراتيجية «الفوضى الخلاقة» النيرونية-نسبة للإمبراطور الروماني المجنون نيرون الذي أحرق روما بمن فيها ليعيد بناءها حسب رؤيته الخاصة.
وحسب التقارير العالمية ارتفعت معدلات الإرهاب حول العالم منذ تطبيق هذة الإستراتيجية، وفي مجتمعات كانت تعاني أصلا من تحديات هل يمكن النهوض بأموال عربية ذات وعي ورؤية وإحساس بالمسؤولية؟ مخاض تحولها السياسي والحضاري والاقتصادي والاجتماعي للدخول في عصر العولمة، كانت الإستراتيجية الأمريكية الشرارة التي أشعلت برميل البارود، لكن من يمثل الأغلبية التي ليست مع المشروع العدواني الأمريكي وليست مع الإرهاب؟
ولماذا لم تنجح جهود التوفيق والمصالحة الرسمية في إيقاف نزيف الدم في العراق وفلسطين ولبنان وغيرها؟ أسئلة تكون بداية البحث عن إجابة جذرية عليها هو النظر إليها كإحدى تبعات استقالة أثرياء العرب من دورهم الحضاري والإنساني والأخلاقي والوطني والديني في واقع أمتهم والعالم، فللأزمات والمعضلات السياسية والعقائدية دائما أسس اجتماعية تجعل من فئات معينة وعوامل معينة في المجتمع وقودا للفتن، وفي عصر اقتصاديات السوق بات الدور التنموي الحقيقي ملقى على عاتق الأثرياء الذين يفترض أن يدفعهم حس المسؤولية لاستثمارات ذات بعد اجتماعي كالمشاريع الإنتاجية، بدل اللعب بأسواق الأسهم والبورصات التي ليس لها مردود تنموي حقيقي للمجتمعات المحلية، والنخب الثقافية التي تطالب بلعب دور قيادي لا تملك إمكانية المبادرة.
لأنه في عالم اليوم كل مبادرة من أي نوع تحتاج للأموال، فماذا فعلت رؤوس الأموال العربية؟! قامت بالهروب للأمام، فنقلت استثماراتها للخارج، وقامت باستيراد الجو الإعلامي الأمريكي بكامله وبكل محاذيره الأخلاقية ونظرته التحقيرية للعرب كهوية بديلة للمنطقة.
فلا عجب أن الشباب يشعرون بالضياع إذ يجدون أنفسهم أمام خيارين حديين، إما القبول بعملية «نسخ ولصق» هوية أمة أخرى تحقرهم ولها واقع عدواني في المنطقة أدى لمقتل حوالى المليون عراقي منذ احتلالها للعراق، أو البحث عن هوية باهتة بالنكوص إلى الماضي وإجراء عملية «نسخ ولصق» على الحاضر، وكل ما يمكن فعله الآن لتجفيف منابع الأزمات المستفحلة من جذورها لا يمكن ولظروف معقدة أن تقوم به إلا جهات عربية غير مُسيسة، وهذه الجهود التي يجب أن تكون بشكل متزامن على كل المسارات التنموية والفنية والاجتماعية تحتاج إلى أموال، لكن أموال لها وعي وهوية وهدف ورؤية وشعور بالمسؤولية، فمتى ينهض أثرياء العرب بمسؤولياتهم؟!


كتبها /بشرى فيصل السباعي






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس