عرض مشاركة واحدة
قديم 04-17-2009, 08:48 AM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: اعجبتني .. اضحكتني ... ابكتني .

بينما كنت ُأكتبُ سقط القلمُ من يدي ، و غفوتُ غفوة ً، لا أعرف كم طالت ، و إذا بي أري فيما يَري النائمُ ، أني قاضي في محكمة ٍ، و الشمسُ و القمرُ لديّ يختصمان و يحتكمان ، و كل منهما يتباري بما أنْعمَ اللهُ عليه ِ من نِعمٍ و فضائلٍ .
فقالت الشمس بعد أن إحمرَ و جهُهَا للهباً و غيظاً للقمر : أنت أُيهَا المخادع الماكر ، تتعالي عليّا و ترفع من شأنك ، لتكون في مصافي و مكانتي ، هيهات هيهات ، يا مَنْ لك ألف و جه ٍ، ويا مَنْ لا تثبت علي حال مِن الأحوال ، أنا أُيها الجاهل مملكة لا تُضاهيها ممالكٌ ، أنا التي لولايّ ما كانت الحياة ، وما اخضرت النباتات وما تبخرت المياة لتهطل الامطار ، يا لك مَنْ أحمق تغيب و تغيب و تتلون وتتلون ، أنا الكل تحت أشعتي في الشتاء ترقد و تتنعم بدفئي و بحنين حرارتي ، أنا اذا خرجتُ أُيها الأبلة تواريت أنت و أختفيت ، و كل النجوم و الكواكب ومن هم علي شاكلتك عن الانظار ، خوفا وإجلالاً لمقامي و تقديراً ، أنا إذا أشرقت لم يكن لك وجود و لا حسبان ، كيف بك ترفع صوتك علي مليكة تعظمها النجوم ، و الله لولا أني أخاف نقمة الله أن تصيبني ، لاقتربت منك فأصهرك صهراً ، كما تصهر الحديد النار ، أيها الجاهل ألا تري أنه من عظمتي و جميل صنعي في الناس ، عبدوني و تقربوا إليا بالقرابين والهديا ....
و كان القمر جالساً و كلهُ أذآنٌ مصغيةٌ ، إلي حديث الشمسِ حتي أنهت كلامها ،
فقال :
و الله إنك ِ أنتي الجاهلة المتغطرسة ، أما و أنك نسيتي ذكر الله ، والسناء عليه وشكره علي نعمه المسداه ، فأحمد الله و أشكره ، و أعوز به من شر نفسي و من شر كل حاسديِ ، و الله إنك ِ لعمياء ٍ، تاهت عنك ِ الحقيقة الجلية ، تنعتيني بالمخادع الماكر ، يالك من غبية ٍ، نسيتي أن تلونيّ و تغيري إنما هو كمثل عروس ٍ تتزين كل يوم لعريسها ، فيزداد عشقاً لها و حباً ، أنا حديقةُ العاشقين ، و قِبلة ُ المحبين ، حين أطلعُ عليهم يأتوا إليّا ، تحت نوري يتمتعون و يتسامرون ، فهل سمعتي يوماً أن عاشقا شكي لك قسوة حبيب أو رفيق ..؟ أنا مُلهم الأقلام ، و كم من حبيبٍ أسر إليا بالأسرار، و أنا البحور لي تتمدد و تنحسر ، و كم من شاعرٍ و أديب ٍ فيّ تغزل و وصف و كتب ، تقولين أنهُ لولاك ما كانت حياة ، و نسيتي رب العباد ، و الله إنك ِ قاربتي الكفر و جحودك فوق المقرر و علي الحد زاد ، أنتي أيتها الجاهلة غاب عنك ِ، أن الناس لا تحبكِ إلاّ في الشتاء ، أنسيتي ما تفعليه فيهم بلهبك وحرك و سخونة طقسك في الصيف ..؟، فيكرهوك و يمقتوك و يتمنوا لو أنكِ تغيبي ، أو تنقذهم منك ظلالُ السحب ، أما أنا فمحبوبٌ في كل الفصول و إذا حجبتني السحب أبدوا ضيقهم و الغضب ، و إلي القاضي نحتكم و نسمع منه ما يقول .
فتحيرت كثيرا تُري أالشمس أفضل أم القمر ..؟ فسكت برهة ثم قلت : بسم الله بعد الاستماع و الاطلاع ، لا أري إلاّ أنكما آيتان من آيات الله ، حَبَي و أعطي كل منكما نعما و فضائل ، فحمدا الله و تواضعا ولا تفتخران
(ان الله لا يُحبْ كل مختال ٍ فخور ).... و رفعت الجلسة







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس