عرض مشاركة واحدة
قديم 04-17-2009, 08:52 AM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: اعجبتني .. اضحكتني ... ابكتني .

ايظن أني..؟

بقلم/د. عزيزة المانع

هناك فرق بين أن تقرر المرأة هجر الرجل الذي تحب بدافع من التفكير العقلي، أو بدافع من الانفعال العاطفي. في الحالة الأولى هي تفعل ما تفعل متسلحة بقوة عقلية تعينها على الصمود والمضي في الابتعاد، أما في الحالة الثانية فإنها بعد انحسار الانفعال الذي كانت تستمد منه قوتها على الهجر، غالبا ما تجد نفسها بلا أي قوة فتستسلم عند أول نسمة شوق تهب قريبا منها، لتجد نفسها مرة أخرى بين يدي من هجرت.
عندما غنت نجاة الصغيرة قصيدة نزار قباني التي تبتدئ بتأكيدها القطيعة لمن تحب، قطيعة لا رجعة فيها (أيظن أني لعبة بيديه أنا لا أفكر في الرجوع اليه)، سرعان ما انتهت القصيدة باعلان إلغاء ذلك القرار واشهار خبر العودة والتعبير عن السعادة الغامرة بها (ما أحلى الرجوع اليه). وفيما بين استبعاد الرجعة وتحققها، يتم رسم صور المشاعر المختلطة في داخل صدر المرأة نحو ذلك الحبيب الذي أغضبها فقررت الابتعاد عنه لكنها فشلت.
في تلك الأيام، أيام الحداثة، حداثة السن ليس إلا، كنت أتخذ موقف الرافض لفكرة القصيدة وأرى فيها نوعا من النرجسية الذكورية التي تعتقد أن المرأة لا تطيق عيشا بعيدا عن الرجل الذي تحب حتى وإن اساء لها وآذاها، فهي لا تتذوق طيب الحياة الا معه لذا هي في نهاية المطاف لابد عائدة إلى ذراعيه مهما أعلنت القطيعة وحاولت الابتعاد، كان ثمة شيء يضايقني في الفكرة، فكرة أن المرأة لا تطيق الانفصال عن الرجل حتى وإن جرحها وآذى مشاعرها.
ظلت فكرة الرفض واعتقاد النرجسية في الرجل ملازمة لي سنين طويلة، غابت خلالها الأغنية وفتر الحديث عن الشاعر لكن القصيدة بقيت حية، فعدت أقرأها اليوم، فإذا أنا أتفاعل معها بنظرة مختلفة، واكتشف فيها معاني جديدة غير تلك التي كنت أعرفها، معاني جعلتني أشك في ما كنت لا اشك فيه. أن تكون عودة المرأة الى الحبيب المسيء ضعفا منها.
عودة المرأة الى الحبيب بعد قرار الهجر، هي وإن كانت ترضي الى حد كبير، الغرور الذكوري، الا أنها ليس بالضرورة دلالة على ضعف المرأة، وانما هي قد تكون، كما رأيتها اليوم، دلالة على أن قلب المرأة لا يحمل الحقد نحو من نبض قلبها بحبه يوما، قد تغضب، قد تثور، قد تهجر، كما فعلت صاحبتنا، لكنها لا تحقد، ومتى خلا القلب من الحقد وجدت مساحات شاسعة للمغفرة ونسيان الاساءة، شريطة الاطمئنان الى صدق التوبة.


جريدة عكاظ







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس