مواقف
بقلم: أنيس منصور
زمان كنا نسأل: من هو اليهودي؟
وتركنا هذا السؤال لأنه لا يعنينا, وأن اليهود أحرار في اختيار هوياتهم ومذاهبهم الدينية.. واليوم نتساءل: من هو الفلسطيني؟.. هل ابن الضفة وابن القطاع أو العميل الذي يتجسس علي الجميع لصالح إسرائيل.. وليس هذا اكتشافا, وانما حقيقة مؤلمة لنا, ويجب ألا نغضب من الشعب الفلسطيني الذي يمقت كل العرب ـ كل العرب لا نستثني منهم دولة واحدة.. فهم يرون أن العرب لم يفعلوا ما يكفي.. ولكن العرب عندهم أسباب لكراهية الشعب الفلسطيني..
ماذا فعلوا بالكويت عند عدوان صدام عليها.. وماذا فعلوا في المظاهرات ضد مصر.. وكيف ضربوا وزير خارجية مصر وكيف اجتاحوا الحدود المصرية.. وكيف أنهم يكرهون مصر التي لا تعطيهم منطقة من سيناء, وكذلك السعودية الواسعة الشاسعة.. لماذا تضيق من الشعب الفلسطيني, وإسرائيل تشجعهم علي ذلك, وفي الوقت نفسه تغذي فكرة أن تنضم الضفة إلي الأردن, وغزة إلي مصر.. وهكذا تتم تصفية القضية الفلسطينية
وبعد ذلك تتفرغ إسرائيل للخلاص من العرب في داخلها.. لأن حلم الشعوب اليهودية أن تكون لهم دولة يهودية مائة في المائة.. فقد عاشوا تاريخهم كله أقلية في كل بلد.. وهذه هي المرة الأولي التي يكونون أغلبية مطلقة.. وهم يريدون أيضا أن يتخلصوا من الفلسطينيين في إسرائيل بتشجيعهم علي الخروج بأي شكل.. فالفلسطينيون يتكاثرون بسرعة ولا يمكن أن تجاريهم إسرائيل.
فمن هو اذن الفلسطيني؟.. هل هذا الذي يريد أن يبقي علي أرضه أو علي أرض غيره.. أو هو الذي يحمل جنسية إسرائيل ويريد أن يبقي؟..
إننا لا نعرف أو لم نعد نعرف من هو الفلسطيني.. ولكن نعرف يقينا أنهم يكرهون كل العرب.. وبعضهم لا يكره إسرائيل!!
2009فبراير3