مواقف
بقلم: أنيس منصور
كنا نتناول غداءنا عند عمدة مدينة الناصرة: صحفيان من مصر وثلاثة من إسرائيل. وكان الكلام حلوا ـ أقصد الترحيب بنا جميعا. أما الكلام بعد ذلك فكان سما زعافا. وفجأة انتفض أحد الصحفيين الإسرائيليين مشيرا إلي الأطفال الصغار الذين يلعبون في الشارع: أنا لا استطيع أن انظر إلي هؤلاء الذين عندما يكبرون سوف يعتدون علينا ويقتلوننا!
ولذلك فالعدوان علي غزة هو انتصار لإسرائيل. فقد قتلت ألفين وأصابت خمسة آلاف ـ وهؤلاء الذين أصيبوا فقدوا اذرعتهم وسيقانهم.. وسوف يكونون عبئا علي أهلهم وعلي الدولة فكأنهم ماتوا. أي أنها قتلت سبعة آلاف فلسطيني وهذا إنجاز عظيم!
وقال أحد الصحفيين الإسرائيليين: بمنتهي الصراحة. الحل هو الذي ذكرته جولدا مائير دائما: إنه لا حل ولا يوم القيامة عصرا!
يعني أنه لا قيام ولا قومة لدولة فلسطين. ومعها حق. ولكن لأسباب أخري. هي تري أن امتداد إسرائيل هو ابتلاع الضفة والقطاع لأسباب دينية. كما أن إسرائيل الكبري من النيل إلي الفرات تبلع سيناء لأسباب سياسية!
ونحن اليوم نري أن استحالة بناء دولة فلسطين لأسباب أخري. هذه الأسباب هي أن شعب فلسطين لا يريد الدولة فهو يتبني النظرية اليهودية. فالذين لا يريدون الدولة هم الذين انشقوا عنها. وهم العملاء وهم بالألوف.
ولم نكن علي يقين من هذا العدد الكبير من الخونة. ولكن فلسطين المنشقة قد اعتقلتهم أثناء وبعد العدوان علي غزة. فجولدا مائير لم تخطئ عندما رأت استحالة أن تظهر دولة فلسطينية وهذا رأي مليون فلسطيني أيضا؟!