عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2009, 09:42 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي انتبه .. (( أمَامَكَ حُلُمْ ))

انتبه .. (( أمَامَكَ حُلُمْ ))


خُذْ تقويم عُمرك معك أينما تذهبْ
وحينَ يستنزفك الزّمان أطعم حُلمك بعضَ الأيّام
فهي كلّ ما يحتاجه حُلمٌ مُجهض ليبقى مُتشبثاً بلونه الوردي ..
..
.
.
موضعُ قدمك على رصيفِ الأيّام ليسَ مُجرّد خُطوة تحملُ جسدك المُتثاقل ..
إنّما هيَ اختصارٌ للمسافةِ التي تفصلك عن أمانيك التي تسكنُ خَلفَ حُدودِ الرّيح .

وكما في كلّ مرةٍ يسرقك هذيانك من مرارةِ الحياة إلى وجعِ الأحلامِ والأمنيات ..
فتطوف في الصباح الذي لا يحملُ أيّ ملامحٍ تشبهه سوى وجوه المارّة التي تُوحي لك أنّك أحمق ..!
نعم أنتَ أحمق فالطرقات تعرف خطواتك جيداً لذا دائماً ما تقيّدها بالحزن ..
تتجاهلم وتمضي نحو لقاءك الذي تدفعُ له يومك ليأتي ..

تتهاوى في رأسك الذكريات .. فتتوقف برهة عند تحذير أّمّك – والصغار يصدقون ما تقوله الأمهات - :
- لا تتصرف بحماقة ولا تُخطئ لأنني سأعرف حتى لو خبأت هذا الأمر .. سأقرؤه على جبينك ..!
وتتساءل ولكن كيف لهؤلاء أن يعرفوا بأني أحمق ..!!
تتمتم .. لست أنت فقط يا أمّاه ..
ليتهم يعلمون بأنّ هذا الأحمق يحملُ حُلماً منزوعَ الأناملِ إلّا أنّه مازالَ ينبض .!
وتمضي . . .

ليأتي المساء ذات فجأةٍ وغفلةٍ من وقتك ..
وهو كما اعتدت على طعم إحباطه المُثقل بالطنين ..
يتسلل إلى ذاكرتك بخدرٍ يلّفها بأرقِ المكان ..
وتتراقصُ أضواءه في مغاورِ قلبك الحزين ..
تتساءلْ .. منْ ذا الذي يُسقط تلك الأشياء منّي ..!؟
تتنهد بعمق وتطرد الأفكار ..

تلتحف تقويمك وتنام وحلمك بانتظارِ نزفِ صباحِ يومٍ جديد ..
..
.
.
ذاتَ صدفة التقيتُ به
عند قارعةِ الطريق كانَ واقفاً يحملُ بيدهِ خِرقة ..
يتأملُ سيّارةً تقفُ على الإشارة ..
كأنّه يمسحُ زُجاجها بقلبه ..
اقتربتُ منه .. كانَ مشدوداً لأمٍّ تُداعبُ طفلها في المقعد الخلفي ..
لمْ يُسعفْهُ الوقت لإشباعِ ذاكرتهِ المفقودة في فوضى الحرمان بداخله ..
فلمعَ الضوءُ الأخضر .. وانطلقتِ السيارة ..
بَقِيَ مُتسمّراً مكانه وعيناهُ تُلاحقُ الطريق ..
سألتُه : ما بكَ يا صغيري .. هلْ أضعتَ شيئاً ..؟
لمْ يُجبني .. فقطْ انفجرَ باكياً ..
ومضى يمسحُ دُموعه بخِرقته كأنّه ينتزعُ شوكاً من عينيه

ترى من سرقَ الإشارة من طريقه ..!؟
..
.
.
الحياة لا تأتي على مقاس قلوبنا ..
دائماَ ما تعصفُ بذلك الجزء الأيسر الصغير فيْنا , وتزرعُ بداخله الخيبة وتتركنا نسقيها الكآبة ..
وكثيراً ما تُباغتنا بلحظةِ انقضاضٍ تفترسُ أشياءنا وتُحيطنا بالفجيعة ..

ترى ما الضير لو أنّها تأتي لترتشفَ كأساً منْ رضابِ الأمل وتمضي بتراتيلٍ تملأ الأجواء ربيعاً ..!

الحياة بداخلنا مفهومٌ مرتبك ..
بالرّغم من أنوثة الاسم وعذوبته إلّا أنها حينَ تأتي مُحملة بالأقدار يكون فيها من القسوة ما يكفي لبناءِ سُورٍ منَ العجزِ حولَ أرواحنا ..
ليتبخّرَ الفرحُ منْ بينِ الأناملِ كسلسبيلٍ تلسعه ألسنة اللّهب ..

يرتبكُ الشّرودُ في أعيننا وهو يُعيد ترتيبّ التفاصيل ..
فنترنحُ متكئين على كتف أعمارنا المتبقية ونجلس عند أقربِ لحظةٍ تهمُّ بالرحيل لنحمّلها تساؤلاتنا المرهقة ..
لكنّها تذوي دون أن تتركَ لنا جواب .. !

وسنبقى في دوامةِ الأسئلة وأقدارها للبحثِ عمّا يُشفي غليلَ أحلامنا ...

..
هُناك منْ يتسلّل لقلوبكم . . . لا تنهروه . .

دُمتم على حُلُم ..


م0ن
نووووور









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس